صاحبة
مشروع المسلسلين التركيين المدبلجة إلى العربية “سنوات الضياع” و”نور”
اللذين شغلا العالم العربي طوال العام 2008 والتي قادت إلى نجاح غير مسبوق،
لورا أبو اسعد النجمة السورية، هل ستتوقف عند حدود تركيا أم أن السوق
الأجنبي غني؟ ولماذا تتوقع أن يقع مشروع الدبلجة في شرك الشللية؟ وما
الأقوى حتى الآن الدراما السورية أم التركية؟ حوار سريع وصريح مع من عرفت
بأنها “عرابة الأتراك”.
·
ما الأعمال التي شاركت فيها هذا العام؟
- شاركت
في سبعة مسلسلات مهمة معظمها اجتماعي، إضافة إلى عمل بيئي لافت، وبالأسماء
شاركت في “يوم ممطر آخر” من تأليف ريم مشهدي وإخراج رشا شربتجي، و”رصيف
الذاكرة” من تأليف محمود الجعفوري وإخراج سامي الجنادي ولم يتح له العرض
خلال شهر رمضان بسبب ازدحام الإنتاجات السورية، ومسلسل “ليس سرابا” وهو من
أهم الأفكار المستحدثة في الدراما السورية من تأليف هادي قوشقجي وإخراج
المثنى صبح، وشاركت بدور مهم في مسلسل “الحوت” وهو بيئي ساحلي من تأليف
أحمد قاووق وإخراج رضوان شاهين، كما كنت ضيفة شرف في مسلسل “القدس” للمخرج
أحمد دعيبس، وشاركت في الجزء الثاني من أهل الغرام للمخرج الليث حجو، وفي
مسلسل “زهرة النرجس” لمؤلفه خلدون قتلان ومخرجه رامي حنا.
·
كيف تنظرين إلى تلك الأعمال؟
- نظرة
ثقة واحترام، الأعمال السبعة وإن تشابهت في معظمها من حيث اللون الاجتماعي
الذي غلب على خمسة منها باستثناء “القدس” و”الحوت” فإن اللافت فيها كان
الأفكار الجديدة التي طرحت وبخاصة فكرة مسلسل “ليس سرابا”، حيث جاء بما
يحتاجه المجتمع اليوم من دعوة إلى التعايش بين الأديان.
·
ومن هو المخرج الذي شعرت براحة في التعامل
معه أكثر؟
- بصراحة
معظم المخرجين الذين عملت معهم هذا العام سبق لي أن عملت معهم في السابق
وهذا ساعدني كثيرا على الأداء والتقبل، وكان لذلك دور في مشاركتي ببعض
المسلسلات رغم ضيق الوقت بسبب عملي في الدبلجة، حيث يحكم عامل احترام
المخرج أحيانا على الممثل أن يعمل ولو على حساب وقته وهذا ما حصل بسبب
العلاقة الطيبة بيني وبين مخرجي تلك الأعمال.
·
أصبحت عرابة المسلسلات التركية المدبلجة إلى
العربية، حدثينا ولو بإيجاز عن نشوء الفكرة؟
- بدأت
الدبلجة عن طريق المصادفة وعلى سبيل التسلية، وهذه حقيقة علي الاعتراف بها
للجمهور. لم أكن أتوقع أن تحصد ذلك النجاح الذي وصلت إليه، وقد تحولت في ما
بعد إلى مشروع مهني وإن كان بعيدا عن المشروع الفني.
·
وما الفرق بين المشروع المهني والمشروع الفني
بالنسبة لك؟
- في
المهنة يلعب الربح المالي دورا كبيرا في توجهات الفنان وأنا وجدت ما أرغب
فيه ماديا من خلال الدبلجة التي نجحت وربحت أكثر مما يربح أي مسلسل درامي
سوري وهذا بالنسبة لي شخصيا بالطبع، أما على المستوى الفني فالمشروع يختلف
فهناك الطموح والحلم والسقف الذي يمكن أن يصل إليه أي فنان وبالنسبة لي
هناك مشاريع كثيرة على المستوى الفني أطمح للوصول إليها ولو كلفني ذلك أن
أدفع المال من جيبي.
باختصار
الفرق هو أنه في المهني يكسب الممثل المال أما في الفني فيكسب التجارب
ويخوض غمار المهنة وقد يتكلف من أجل ذلك الكثير.
·
لكن أعمالك التركية المدبلجة إلى العربية
وصفت بأنها تهديد خطير للدراما السورية، ماذا تقولين في ذلك؟
- أقول إن
في كلام كهذا إهانة للدراما السورية القوية والنافذة على مسرح الدراما
العربية، والدراما التركية حتى الآن لم تصل إلى قلب المشاهد العربي إلا عبر
اللهجة السورية وهذا بحد ذاته إنجاز جديد يضاف إلى الدراما السورية.
إذا كنا
نحن من قام بنشر العمل التركي وأدخله بيوت الناس العرب ونحن سوريون فهذا
يعني أننا نحن بوابة تركيا إلى العالم العربي وبالطبع هناك حدود نتوقف
عندها فلا نسمح لتلك الدراما بالتعدي على أية دراما عربية أخرى.
·
إلى أين ستصل المسلسلات التركية عبر شاشاتنا
العربية إيجابا وسلبا؟
- إيجابا
ستصل إلى حد تعريف المواطن العربي بالثقافة التركية الحديثة، فتركيا ذلك
البلد العلماني المتطور يقع على حدودنا الشمالية، وهذا يعني أنه بلد جار
لكل الدول العربية، كما أن تلك المسلسلات ستحدث نقلة نوعية في شكل
المسلسلات العربية في المستقبل القريب وبخاصة على سبيل الأفكار. أما سلبا
فإن الأمور ستتجه نحو الشللية بشكل أو بآخر، أو بالأحرى سأتهم بالشللية حين
أنتقي فريق العمل من أشخاص أثق بهم، وبعد أربع أو خمس تجارب سيأتي من يقول
إن لورا أبو أسعد حددت أشخاصا معينين للعمل معها، لكن المشكلة أن الأمور
ليست بهذه الصورة وإنما هي مسألة ثقة بأشخاص وبإمكاناتهم. باختصار إن لم
تحدث الشللية في المسلسلات التركية فعلى الأقل ستتهم بها.
·
في تصريح سابق لك قلت إن الأبطال الأتراك في
المسلسلين السابقين نالوا الشهرة أكثر من النجوم السوريين الذين دبلجوا
العملين.. هل من توضيح؟
- نعم لقد
خصصت القنوات العربية أو بعضها أموالا طائلة لقاء الحصول على إعلان لهذا
النجم أو ذاك من الأتراك رغم أننا نحن من أدخلهم إلى البيت العربي، لكن في
الوقت ذاته لا أنكر أن الإعلام العربي كرمنا أيضا نحن السوريين وإن على
المستوى المعنوي وهذا أهم بكثير من المادة في الفترة الحالية.
·
لماذا التركيز فقط على الأعمال التركية..
ماذا عن بقية الدول الأجنبية؟
- نقوم
حاليا بدراسة لبعض الأعمال الإيرانية والإيطالية والإسبانية من باب مواكبة
العصر أينما وجدت فصوله وتطوراته. أما لماذا الأعمال التركية حتى الآن؟
فالسبب باختصار هو متابعتي المستمرة لهذا السوق الفني منذ زمن، والجاهزية
التي كانت عليها الأعمال التي دبلجناها وندبلجها حاليا.
·
كيف ترين السينما السورية حالياً؟
- لا
أراها في عافية منذ عرفت الفن قبل سنوات، ولا أرى نفسي محقة في تقييمها
لكوني لا أتابعها بسبب عدم وجودها في الأساس، السينما عندنا للأسف عبارة عن
مهرجانات لا تصنع سينما.
·
وما هي نظرتك إلى المسرح؟
- المسرح
آت بسبب الجهود التي تبذل من قبل القائمين عليه، وهو سينهض شاءت الظروف أم
أبت، ويكفي أن مسرحنا السوري يعمل بشبه المجان وهو ناجح إذا ما قيس
بالمسارح العربية التي يدفع عليها الغالي والنفيس.
أشارك
حاليا في مسرحية لرغدة الشعراني وهي بعنوان “تيامو”، وكنت في السابق قد
شاركت في عمل مسرحي مع النجمة الراحلة مها الصالح لكنه لم يكن ناجحا على
الأقل بالنسبة لي.
الخليج الإماراتية في
6
يناير 2009 |