يعد
إسماعيل عبد الحافظ احد أبرز المخرجين الذين ارتبط اسمهم بأشهر وأقوى
المسلسلات، أطلق عليه لقب «عمدة المخرجين» الذي استطاع أن يوظف مشاكل
وقضايا الصعيد دراميا لتصبح أقوى المسلسلات التى أنتجت في تاريخ الدراما.
كما ارتبط
اسمه ايضا بمسلسلات الأجزاء التي يتفادى البعض التعامل معها لصعوبة
تنفيذها، ويعد مسلسل «ليالي الحلمية» أهم أعمال مسلسلات الأجزاء، وعاد منذ
عامين إلى هذه النوعية من خلال مسلسل «المصراوية» الذي أكد أنه سيكون بداية
لعودته لمسلسلات الأجزاء ـ ليس فقط لكونها ملحمة من تأليف الكاتب «أسامة
أنور عكاشة»، ولكن لكونها تعتمد على إنتاج وفير قادر على أن يحميها من أي
مشاكل.. وفي هذا الحوار يجيب عبد الحافظ، عن التساؤلات حول مسلسلات
الأجزاء.من وجهة نظرك كيف ترى مسلسلات الأجزاء في الوقت الحالي وما رأيك
فيها؟ليس معنى أن تكون هناك نماذج من مسلسلات الأجزاء لم تحقق نجاحا، أن
يصبح ذلك حكما مطلقا على النوعية بشكل عام، لأن هذه النوعية في الوقت
الحالي .
وفي كل
وقت لها مميزات وعيوب، فهناك من يقدمون عليها لمجرد استثمار نجاح سابق،
وهنا يقع العمل، ويظهر ذلك بشكل واضح، ولذلك أرى أنه لابد أن يقدم العمل
بغرض واضح وهو أن يكون العمل يحتاج بالفعل لأجزاء، ويتناول بداخله العديد
من الجوانب والأحداث فهو يكون أشبه ببانوراما درامية من خلال أحداث
اجتماعية.
·
قدمت على مدار العامين الماضيين تجربتان
لمسلسلات الأجزاء «المصراوية» و«عدى النهار» ومع ذلك لم يتم تحديد مصيرها؟
بالفعل «المصراوية»
مسلسل أجزاء، ومن المقرر أن تكون عدد أجزائه خمسة، وقدمته العام ما قبل
الماضي، هو و «عدى النهار» ، والمشروعان قائمان وإن كان لم يتم حتى الآن
الاستقرار على استكمال «عدى النهار».
·
ألم تر أن دخولك عملين من نوعية مسلسلات
الأجزاء مجازفة ، حيث إنه لا يمكن تصوير العملين معا؟
بالتأكيد.. لا يمكن تصوير العملين معا، لذلك تم تأجيل «عدى النهار»، وكاتبه
ايضا انشغل في عمل آخر، و«عدى النهار» مسلسل في مضمونه يحمل أجزاء كثيرة
لكونه يتعرض لأحداث سياسية منها الاقتصادية والاجتماعية.
وأنا
متحمس له، وأتمنى استكمال أجزائه، لكن أود أن أوضح أنه ليس معنى أن العمل
لم يقدم الجزء الثاني منه في العام الذي يليه يعني هذا توقف العمل أو فشله،
والحمد لله العملان لاقا استحسان الجمهور، خاصة أن العملين مختلفان تماما.
·
ولكن تأجيل العمل قد يؤدي إلى مشاكل أخرى
منها اعتذار الأبطال والذي يؤثر في العمل وأعتقد أن نفس المشكلة يعاني منها
حاليا «المصراوية»؟
بالتأكيد
.. لا أستطيع أن أنكر هذا، وأعتقد أن هذه مشكلة كبيرة ويتأثر بها المشاهد
الذي يتعايش مع العمل بأبطاله ونجومه، حيث يختلف كل نجم عن الآخر، وأرى أنه
لابد أن يكون هناك ما يلزم هؤلاء النجوم على الاستمرار في العمل، إن الأمر
ليس لعبة .
كما
يعتقدون، ولكن لمصالح مادية تختلف النفوس، حيث يكون أغلب اعتذارات هؤلاء
لارتباطاتهم بأعمال أخرى، وقد حدث ذلك في المصراوية، واعتذر عن العمل هشام
سليم وغادة عادل.
·
تردد أن السبب وراء اعتذارهما ليس فقط بسبب
ارتباطاتهما بأعمال أخرى، ولكن لأن العمل لم يحقق النجاح .
إطلاقا..
المصراوية حقق نجاحا كبيرا، وإذا كان هناك من نجوم العمل لا يعترف بهذا
فأعتقد أن العيب فيه وليس في العمل.. مثلاً دور الفنان «هشام سليم» أعتقد
أنه من أكبر الأدوار التي حصل عليها في الدراما، ونفس الأمر مع «غادة عادل»
التي وضعها العمل في دور مختلف عن باقي الأعمال الأخرى وفي النهاية
فالمسلسل لن يتوقف على نجم أو نجمة.
·
وما رأيك في التجارب الأخيرة لمسلسلات
الأجزاء؟
أعتقد
أنني كمبدع لا أستطيع أن أحكم على أعمال زملائي، ولكن أغلبها فقدت شكل
الأجزاء الحقيقي وفكرته، لأنها اعتدت على المط والتطويل، كما أن هناك
أعمالا ايضا لا أعرف لماذا قدم منها أجزاء لأنها لا تستحق حتى 30 حلقة.
·
هل معنى ذلك أن الأمر اختلف عن سابق فهناك
أعمال حققت نجاحا كبيرا منها تجربتك السابقة «ليالي الحلمية» ومنها ايضا
«رأفت الهجان» للراحل «يحيى العلمي» التى مازالت تواصل النجاح رغم مرور
السنين؟
بالفعل
هناك حسابات أخرى عموما مسلسلات الأجزاء ليست موجودة في الدراما المصرية
بالشكل الموجود سابقًا ويبدو أن الأزمة التي تعاني منها الدراما بشكل عام
قد أثرت على الدراما ونجاح هذه الأعمال نابع
من
الإنتاج الجيد وبنجوم موهوبين وقصة تحتاج لأجزاء ومن نجاح إلى نجاح ولكن
حاليا استثمار من فشل لفشل أكبر.
البيان الإماراتية في
4
يناير 2009 |