فنانة
رقيقة صاحبة ابتسامة ساحرة تتميز بصوت جميل, بدأت حياتها الفنية عن طريق
الغناء الذي أثبتت فيه موهبة كبيرة, ثم خطفتها كاميرات السينما لتكون
إحدي نجمات الشباك في موسم عيد الأضحي من خلال مشاركتها للفنان الكوميدي
محمد هنيدي في فيلم' رمضان مبروك أبو العلمين حمودة' ثم المشاركة في
بطولة فيلم' دخان بلا نار' بطولة خالد النبوي, والذي نزل أخيرا
لصالات العرض, عن مشاركتها السينمائية كان لـ الأهرام العربي معها هذا
الحوار:
·
عرفك الجمهور كمطربة فكيف تحولت للسينما؟
القصة
ببساطة أنني بدأت حياتي مطربة وما زلت, وكنت أشارك في بعض الأعمال
الدرامية اللبنانية علي فترات مختلفة إلي أن دخلت عالم السينما بالمصادفة
البحتة, حيث فوجئت باتصال تليفوني من المخرج د. أحمد ماهر يقول لي إنه
شاهد صورتي أثناء كتابته سيناريو فيلم المسافر, وأحس أن صاحبة الصورة هي
الأنسب لهذا الدور أمام الفنان العالمي عمر الشريف الذي ما إن سمعت اسمه
حتي انتابتني حالة من الخوف, إذ كيف سأقف أمام هذا العملاق؟ لكن المخرج
طمأنني وقال أريد أن نتقابل ثم نري ما بعد ذلك, وبالفعل تقابلنا وبدأت
أشعر بالثقة من كلامه ثم فوجئت بالفنان عمر الشريف يزيل حاجز الرهبة بيينا
وينظر بابتسامته الساحرة ويتحدث معي في أمور مختلفة حتي شعرت بالراحة وبدأت
العجلة في الدوران.
·
من كان وراء ترشيحك لفيلم رمضان مبروك أبو
العلمين؟
أثناء
عملي في فيلم المسافر بدأ الوسط الفني يتحدث عن الوجه الجديد الذي يقف أمام
عمر الشريف, وفي هذه الأثناء كان الأستاذ عماد الدين أديب في باريس يشاهد
مسلسلا لبنانيا يعرض في التليفزيون فأعجب بشخصيتي, واتصل بشركة الإنتاج
في بيروت حتي يأخذ رقم تليفوني, وعندما عرف أني في القاهرة قال لا تذهبي
بعيدا أريدك في موضوع مهم, فذهبت لمقابلته ووجدت عنده الفنان محمد هنيدي
الذي قال سمعت عنك الكثير ولدي إحساس بأنك سوف تؤدين دور البطولة بأسلوب
سلس يصل بسرعة للجمهور, خصوصا أن الشخصية لمطربة لبنانية تعيش في مصر وهو
مناسب تماما لك, وأضاف أعرف أن هناك فارقا كبيرا في الطول بيني وبينك
وطبعا هذا في صالحي, فلم أتمالك نفسي من الضحك, بعدها بدأنا التصوير
وهنا تعلمت منه كيف يخاف النجم علي فيلمه ويناقش أدق التفاصيل الصغيرة التي
لا تتعدي ثواني معدودة علي الشاشة, لذلك كان من أكثر الفنانين الذين
ساعدوني وأعطوني نصائح كثيرة أثناء التصوير, ويوم العرض الخاص كان يجلس
بجواري وهو متوتر, وعندما تفاعل الجمهور مع الفيلم وجدت الابتسامة علي
وجهه وهو يقول مبروك الرسالة وصلت بطريقة سليمة, وهذا جواز مرورك لعالم
السينما من باب النجومية, فتعجبت كيف لنجم العمل الذي ينتظر الثناء من
الجميع يترك كل هذا ويشجعني بهذه الطريقة, فقلت في نفسي هذا هو الفنان
الحقيقي الذي يستطيع أن يحافظ علي نجوميته وفنه ويساعد من معه.
·
ماذا كان شعورك أثناء العرض الخاص بالفيلم؟
برغم أن
جميع من شاركوا معنا كانوا مطمئنين لنجاح العمل, فإنني كنت مرعوبة لأنها
التجربة الأولي التي يشاهدني فيها الجمهور المصري, وظللت طوال الليل أفكر
هل سيتقبلني أم ستمر التجربة مرور الكرام, لكن بعد مرور الدقائق العشر
الأولي بدأت أطمئن مع تصفيق الجمهور وتعليقاته علي الأداء والحمد لله جاءت
تجربة سعيدة وتربع الفيلم علي عرش الإيرادات في موسم العيد, مما جعلني
أعيش حالة من السعادة.
·
نأتي للمحطة الثالثة وهي دخان بلا نار كيف
تقيمينها؟
دخان بلا
نار فيلم يناقش قضية مهمة جدا خصوصا للشعب اللبناني الذي عاني الكثير من
جراء الحرب سواء الخارجية أم حتي الداخلية ومخرج العمل سمير حبشي هو صديق
عزيز علي قلبي عملت معه في أكثر من مسلسل, وأستطيع أن أقول إني حضرت
تحضير السيناريو بمشاهده المختلفة, وتناقشنا فيها لأنه دائما ما يسألني
عن وجهة نظري في الأحداث التي يمر بها لبنان وقد أعجبتني القصة بشدة وتحمست
لها, خصوصا أن السيناريو يسير بشكل متواز, حيث يحكي قصة مخرج مصري يذهب
للبنان لتصوير فيلم فيصطدم بالمعوقات التي من الممكن أن تقضي علي حياته,
في الوقت نفسه الجانب الآخر من القصة يسير في نفس الاتجاه, لكنه صراع
نوعي بين عائلة لبنانية مسيحية تتصارع مع موكب لأحد السفراء الذي يدهس أحد
شباب العائلة مما يدخلها في ثأر معه برغم أنه مسيحي, وهذا ما يحاول سمير
حبشي طرحه, حيث إن الصراع ليس علي أساس ديني إنما يتم علي مستويات
أخري.
·
الفيلم رفض من مهرجان القاهرة السينمائي
الدولي لماذا؟
الفيلم
شارك في مهرجان أبوظبي وفي لندن وفي بعض الدول الأخري وعندما حاولنا
المشاركة في مهرجان القاهرة, تم رفض الفيلم بدعوة أنه يسيء لدول أخري في
المنطقة, وهذه نظرة ضيقة للأمور ولم يعد لها تأثير لأننا في عصر السماوات
المفتوحة التي لا يخفي فيها أي شيء, فالفيلم الذي لا تريد عرضه عندك
سيراه الجمهور علي أكثر من قناة فضائية, لكن في النهايه أنا لا أملك أن
أغير وجهة نظر الآخرين أنا فقط أبدي وجهة نظري.
·
الفيلم يناقش قضية لبنانية داخلية فهل ممكن
أن يتقبلها الجمهور المصري؟
أثناء عرض
الفيلم وجدت تفاعلا من الحاضرين مع القضية المطروحة لدرجة أنه كانت هناك
تعليقات كثيرة وربط بين الأحداث وتشبيهها بأحداث أخري, وهذا دليل علي أن
الرسالة التي يحملها الفيلم وصلت للجمهور واستوعبها كاملة, وهناك شيء آخر
يبرهن علي كلامي وهو عندما يحدث أي حادث عارض أو اعتداء علي الشعب اللبناني
تجد المظاهرات تخرج في القاهرة.
·
هل أخذتك السينما من عالم الغناء والطرب؟
أنا مطربة
في الأساس وعشقي للطرب لا يستطيع أحد أن يبعدني عنه ولا شك أن العمل في
ثلاثة أفلام متتالية أخذ من وقتي كثيرا, مما جعلني أتأخر في تسجيل أغاني
ألبومي الجديد, لذلك عندما انتهيت من تصوير الأفلام توجهت علي الفور
لإكمال الألبوم الخاص بي والذي يحتوي علي ثماني أغنيات مختلفة اللهجة
يستطيع أن يفهمها الجمهور المصري واللبناني وقد نزل إلي الأسواق هذا
الأسبوع, وأتمني أن يحقق نفس نجاح الأفلام حتي يكون عام2008 هو وش
السعد بالنسبة لي*
الأهرام العربي في
3
يناير 2009
تفاؤل
حذر بين السينمائيين
* أحمد سعد الدين*
في سابقة
تعتبر الأولي منذ سنوات طويلة حفل عام2008 سينمائيا بعدة ظواهر مختلفة
منها ارتفاع عدد الأفلام التي عرضت حتي وصل عددها إلي47 فيلما, إلي
جانب موافقة النجوم الكبار علي الاشتراك في أفلام النجوم الجدد وكان الفنان
محمود ياسين سباقا في هذا المجال باشتراكه مع أحمد السقا في فيلم'
الجزيرة' العام الماضي وهذا العام مع الصاعد آسر ياسين وروبي في فيلم'
الوعد' وجاء بعده الفنان نور الشريف الذي لعب دورا رئيسيا في فيلم'
مسجون ترانزيت' بطولة أحمد عز, وأخيرا دخول الفنان حسين فهمي لتصوير
فيلم' لمح البصر' بعد انقطاع سنوات طويلة عن الشاشة الكبيرة, نفس
الشيء ينطبق علي الفنان محمود عبدالعزيز الذي يشارك الآن أحمد السقا تصوير
فيلم إبراهيم الأبيض.
الظاهرة
الثانية هي ظهور عدد كبير من المخرجين الشباب مثل' عمرو سلامة, حسام
الجوهري, هشام شافعي, سامي رافع, أحمد عويس' وغيرهم, مما يغذي
السينما المصرية بدماء جديدة وفكر جديد قابل للاستمرار والارتقاء بهذه
الصناعة, أما أهم الإيجابيات هذا العام فتتمثل في دخول رأس المال الكبير
الذي أنتج أفلاما تعدت ميزانيتها الأربعين مليون جنيه كما حدث في أفلام
ليلة البيبي دول, وحسن ومرقص ودكان شحاتة الذي يصور حاليا. لعل هذه
الأمور التي مرت علي السينما المصرية في العام المنصرم بما فيها من
إيجابيات وسلبيات تجعلنا ننظر للعام الجديد نظرة مختلفة تماما, يشوبها
نوع من التفاؤل المصحوب بالتمني لأن يكون أفضل من سابقه الأهرام العربي
استطلعت رأي مجموعة من النقاد المهتمين بالسينما وتوقعاتهم للعام الجديد.
عودة
الكبار
في
البداية سألنا الناقد د. رفيق الصبان عن رأيه وتوقعاته, فقال عام2008
قدم47 فيلما منهم5 أو6 أفلام علي مستوي جيد من حيث الصناعة واختيار
الموضوعات الحساسة, والتي لم نكن نقترب منها في السابق مثل فيلم حسن
ومرقص الذي ناقش قضية علاقة المسلم بالمسيحي في المجتمع المصري والتعصب علي
الجانبين, وهناك فيلم آخر سوف نتوقف أمامه كثيرا وهو فيلم' جنينة
الأسماك' ليسري نصرالله الذي قدم رؤية خاصة للمجتمع بأسلوب سينمائي متميز
ينفرد به عن باقي أبناء جيله, كذلك الذكاء الحاد للفنان أحمد حلمي في
تغيير جلده بشكل سلس في فيلم' آسف للإزعاج' بعد أن بني قاعدة عريضه له
عند الأطفال, فأصبح يمتلك الآن شريحة أخري من الكبار تحترم ما يقدمه من
موضوعات, وهناك عودة موفقة للكوميديان محمد هنيدي, بالإضافة للسيناريست
وحيد حامد الذي يزداد نضجا' كل هذه الأمور تجعلني متفائلا بدرجة كبيرة
بالعام الجديد خصوصا أن معظم الاسماء الكبيرة صاحبة الخبرة سوف تدخل إلي
الساحة مثل' داود عبدالسيد, محمد خان, يسري نصراللـه, خيري
بشارة, عاطف حتاته' وأيضا نور الشريف والفخراني ومحمود ياسين وحسين
فهمي وإلهام شاهين, هؤلاء يمتلكون رؤي متطورة تستطيع أن تفيد السينما
المصرية وتدفعها للأمام.
الأزمة
الاقتصادية مؤثرة
أما
الناقد علي أبو شادي رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية فقال أتمني أن يكون
عام2009 أفضل علي السينما المصرية من سابقه, برغم إيجابياته التي لا
ينكرها أحد لكن دائما السينمائي طماع ويريد أن يصل للأفضل, لذلك أبني
تفاؤلي هذا علي ما شاهدته من نقلة نوعية في مستوي الأفلام سواء من ناحية
الكتابة أم الإخراج أم الإنتاج, مما أعطي الثقة للمشاهد بأن الآتي سيكون
أفضل, لكن ما يقلقني هو الانهيار الاقتصادي الذي يحدث في العالم الآن,
وأخشي أن ينعكس علي الإنتاج السينمائي, خصوصا أن معظم رءوس الأموال
السينمائية لها تعاملات كثيرة في البورصات العالمية مثل الوليد بن طلال
وصالح كامل وعماد الدين أديب ونجيب ساويرس وكامل أبو علي لذلك أتمني ألا
يتعدي الإنتاج أكثر من خمسين فيلما, فعلي الأقل لا ينزل عنه حتي لا نعود
للوراء.
أنظر
للمستقبل بترقب شديد
أما
الناقدة خيرية البشلاوي فتقول السينما هذا العام تمتعت بمواصفات كثيرة من
حيث عدد الأفلام أو نوعيتها, فرأينا أفلاما لمجموعة من الشباب الذين
يخطون خطواتهم الأولي يجمعون فيها بين الجانب الترفيهي والتسلية والجانب
التجاري, مما جعل الجمهور يستمتع بالمشاهدة وهناك أفلام جيدة خرجت من
عباءة منتجين لم نتوقع منهم ذلك مثل فيلم كباريه وغيره من الأفلام الأخري,
كل ذلك يجعلني أخشي أن يتحول هؤلاء لإنتاج أفلام تجارية بحتة لهدف الربح
والوجود في سوق السينما فقط خصوصا أن الأزمة الاقتصادية العالمية سوف تؤثر
بشكل أو بآخر علي الإنتاج مما يضعنا في مأزق, لأننا لا نجيد الخروج
بسهولة من الكبوات, لذلك أنظر للمستقبل بترقب شديد ويزداد خوفي في ظل
تنامي تيار جديد منافس وهو السينما المستقلة التي لو عرفت طريقها للفضائيات
لأصبحت خطرا كبيرا علي السينما الروائية.
شعور
متناقض
أما
الناقد سمير شحاتة عضو جمعية النقاد قال أشعر بتناقض غريب بداخلي ففي العام
الماضي نجحنا كسينمائيين في تغيير نظرة الجمهور نحو الأفلام من خلال صناعة
أفلام تحمل بداخلها مضمونا جيدا وتناقش قضايا مهمة تخص رجل الشارع, وفي
الوقت نفسه توجد بداخلها عوامل تشويق وإثارة تهدف إلي الربح المشروع,
بجوار الأفلام الكوميدية التي انتشرت في العقد الأخير, وهذا ما يجعلني
متفائلا بالعام الجديد في تقديم موضوعات جادة ليس بها إسفاف لأن الجمهور لن
يقبل بها مرة أخري, لكن كل الحذر من تأثير الأزمة الاقتصادية علي الإنتاج
الذي قد يتأثر في عدد الأفلام وليس مضمونها, لكن في قرارة نفسي أعتقد أن
هناك ضوءا في آخر النفق خلال عام.2009
الأهرام العربي في
3
يناير 2009 |