العلاقة
بين أهل الوسط الفني من الممثلين والمطربين وبين الصحافة ممتدة منذ زمن
طويل.. فالصحافة هي الوسيلة التي تعرض أخبار الفنانين وتنشر صورهم الشخصية
وتتابع أعمالهم الفنية وخطواتهم في حياتهم العامة والخاصة وتغطي
مناسباتهم.. ورغم أهمية الصحافة لأهل الفن فإن منهم من امتنع عن التعامل
معها نهائياً وتهرب من الصحفيين سواء في التليفونات أو عند مقابلتهم.. و"الاسبوعي"
يرصد بعض هؤلاء الفنانين والمطربين الذين لديهم موقف من الصحافة وأشهر
المواقف التي§ تعرضوا لها مع الصحافة والصحفيين.
من أشهر
الفنانين الذين رفضوا التعامل مع الصحافة طوال حياته الراحل الكبير محمود
مرسي.. فقد كان ينكر نفسه أحياناً كثيرة من محدثيه في التليفون إذا عرف انه
صحفي.. وعندما كان يعرف شخصية محدثه ويخجل من انكار نفسه يقول بعد التحية
والسلامات مباشرة "معلش يافلان كلمني وقت تاني أنا مشغول دلوقتي" أو "معلش
مش هاعرف أكلمك دلوقتي.. عندي ضيوف".. وأحياناً كثيرة كان يتكلم مباشرة "معلش
معلش ما بتكلمش للصحافة.. شكراً مع السلامة..ويغلق الخط" ولكن في منتصف
التسعينيات اتصلت به وجاء صوته عبر التليفون متغيراً وكان مصاباً بنزلة برد
ويبدو انه لم يركز فتحدث معي عن المرض والعلاج الذي يتناوله وعمن يزوره في
المنزل.. وفي اليوم التالي نشرت هذه المحادثة في حوار بجريدة "المساء" وثار
الراحل غاضباً.. وبعدها كان يتبادل معي السلام والتحية ثم يصمت ولايتكلم
إلا ان أقول له سلام ياأستاذ.
الفنانة
القديرة فاتن حمامة أيضاً لم تسع للصحافة لنشر أخبارها.. ومشهور عنها ان
الصحفي الذي يعرف رقم تليفون منزلها وترد عليه فإنها إما تنكر نفسها أو
تعتذر بشياكة عن عدم استطاعتها استكمال المحادثة .. وبعد ساعة فقط تكون قد
قامت بتغيير رقم التليفون.. ولكن أحد أصدقائها المقربين حكي لي بعض المواقف
التي حدثت معها منذ شهور قليلة ونشرناها هنا في "الاسبوعي".
الموسيقار
محمد عبدالوهاب كان يثق في صحفي أو اثنين أثناء حياته.. ولكنه لم يجر
حوارات صحفية سوي عدد قليل لايتعدي أصابع اليدين طوال تاريخه الفني
الطويل.. وإذا اتصل أحد الصحفيين بمنزله وطلب محادثته يجيء الرد بأن
الاستاذ نائم أو في بروفة أو يتناول الغداء.. ولكنه أجري حوارين
تليفزيونيين مع سعد الدين وهبة ثم طارق حبيب.
المطربة
الكبيرة شادية توقفت تماماً عن الحوارات الصحفية بعد أن اعتزلت الغناء
وارتدت الحجاب منذ الثمانينيات.. وكذلك الراقصة المعتزلة سهير زكي التي
امتنعت أيضاً عن الحوارات واللقاءات الاعلامية.
أما في
العصر الحديث فأشهر فنانتين تمتنعان عن الحوارات الصحفية هما عبلة كامل
التي تقوم بتغيير تليفوناتها الارضية والمحمولة كلما توصل صحفي الي
أرقامها.. وإذا قابلها صحفي في بلاتوه للتصوير ترفض الكلام وتبتعد او تمنع
اي شخص من الاقتراب لحجرتها.. وكذلك ماجدة زكي التي ترفض بشياكة اجراء حوار
صحفي ولكنها لاتغير تليفوناتها.
أشهر
فناني العصر الحديث رفض الحوارات الصحفية الفنان حسن حسني الذي يقابل أي
صحفي بجملة واحدة "الناس طول النهار والليل بتشوفني في السيما والتليفزيون
والمسرح.. هاقول إيه تاني لهم".
هناك
طبعاً نماذج من الفنانين والفنانات هم الذين يسعون للتلميع الصحفي.. وهم
كثر.
الجمهورية المصرية في
1 يناير 2009 |