في مسابقة «نظرة ما» الأخيرة في مهرجان «كان» السينمائي، قدّم المخرج
الكردي هينر سليم فيلمه الجديد «ماي سويت ببرلاند». العنوان مأخوذ عن اسم
حانة في البلدة التي تقع فيها الأحداث. والقصّة تتناول حكاية عسكري كردي
يتم إرساله إلى بلدة صغيرة تقع على الحدود مع تركيا وإيران كرئيس قوّة
البوليس. لكن ليس هناك من قوة فعلية، بل مجرد مساعد له يمضي بطل الفيلم،
واسمه باران (يؤدّيه قرقماز أرسلان)، وقتا طويلا قبل أن يتأكد أنه يستطيع
الثقة به.
في الوقت ذاته، تصل إلى البلدة عينها امرأة شابة، اسمها غوفند (غولدشفته
فرحاني) ترغب في ممارسة عملها كمعلّمة أطفال. تدرك حاجة هذه البلدة الصغيرة
إليها وهي مستعدة للبذل في هذا السبيل. سريعا ما يقع حب النظرة الأولى
ويستمر صامتا بين الاثنين. لكن الفيلم ليس عاطفيا ولا يدور، تحديدا عن هذا
الجانب من الحياة، بل عن صعوبة العيش في مثل ذلك المكان النائي والمعزول عن
التطوّر، وعن عصابة ملتزمة بقرار سيّدها حاكم البلدة، وأخرى من النساء
اللواتي يحاربن ضد الجيش التركي ويقمن بالتسلسل عبر الحدود. ومن هذا كله هو
فيلم عن مجتمع يعاني مما تعانيه مجتمعات أكبر يراها المخرج بحاجة جميعا إلى
التحرر من تبعية التقاليد.
«ماي سويت ببرلاند» كان يحتاج إلى سيناريو أفضل خال من التوقعات
المسبقة، لكن شغل المخرج على العناصر البصرية من تصوير وتمثيل واستفادة من
الأجواء والطقوس الاجتماعية كما الطبيعية لا يمكن تجاهله. وهو تاسع فيلم
يخرجه هينر الذي غالبا ما اشتغل على موضوع الهوية والتقاليد الكردية التي
عايشها. فهو وُلد في المنطقة العراقية من كردستان قبل 48 سنة وعبّر عن
قوميّته وناقش مسائلها (عادة بقدر كبير من المرح والسخرية الحذرة) في خمسة
من أفلامه على الأقل. أنجز نجاحه الإعلامي والنقدي الأول عندما أخرج «فودكا
ليمون»، وهو فيلم كوميدي اختار منطقة أرمينية في فترة الحكم السوفياتي،
مكانا لها. فيلمه الأخير «إذا مت سأقتلك» حمل أيضا سخرية لاذعة ودارت
أحداثه في باريس حول فتاة كردية (غولدشفته فرحاني) تصل إلى العاصمة
الفرنسية لملاقاة خطيبها الذي كان فارق الحياة قبل وصولها. يتبعها والده
الذي يريد تزويجها الآن بابنه الآخر.
في «ماي سويت ببرلاند» عودة إلى المنطقة الكردستانية نفسها. هو أقرب
إلى العودة إلى الجذور، مختارا بلدة صغيرة تعبر عن الأصل كما لو أنها وُلدت
للتو من رحم الحياة.
·
هل يمكن النظر إلى فيلمك هذا على
أساس أن المرأة تمثل الحرية وبطله باران يمثل القانون؟
- صحيح جدا ولو أنني لم أفكر بهذه الرمزية. في شكل عام لا أحب
الرمزيات كثيرا لكن ما قلته صحيح على أساس أن المرأة في نهاية الأمر تعاني
من التقاليد الاجتماعية التي ترزح تحتها. من ناحيته يمثل … القانون ونحن
بحاجة فعلا إلى الحرّية وإلى القانون.
·
في مشهد قرب النهاية تصرخ غوفند
بأخيها وجماعته من المتشددين بأنهم يمارسون ما كان يمارسه صدّام حسين. تقول
شيئا مثل «تلعنون نظام صدام حسين وتمارسون ما كان يمارسه» هل هذا هو نوع من
تفضيل النظام السابق؟
- لا. مطلقا. ليس هذا المقصود. أنا لست ساذجا لدرجة أن تفضيل النظام
السابق الذي تسبب في مآسي كثيرين، أكراد وغير أكراد. وأنا أعتقد أنني أذكى
من أن أقارن الأمور على هذا النحو. ما كنت أقصده هو أن العقلية هي ذاتها
وهي تحتاج لأن تتطوّر لأنها عقلية تؤدي إلى الفاشية التي عانينا منها
وعلينا نحن كمجتمعات أن نتحمل المسؤولية كاملة فيما نمارسه. الفاشية ضد
الديمقراطية والتي تنتمي إلى ثقافة غائبة. هذه الثقافة يمكن أن تحل الكثير
من الأمور المستعصية. ممكن لها أن تسقط المواصفات الكبيرة التي نحب أن
نطلقها على أنفسنا وغالبا ما نصدّقها وهي ليست صحيحة. أنا أتكلم عن نفسي.
هذا هو رأيي. أعتقد أننا نحن المسؤولين عما يقع لنا بسبب نظمنا الوحشية.
يقولون إنه النظام السابق.. صحيح، لكن أين دورنا نحن؟ أريد أن نكون مسؤولين
عن أعمالنا.
·
جماليا، هناك استفادة كبيرة من
التصوير الخارجي. طبيعة قاسية وفي نفس الوقت خلابة..
- نعم. عادة ما أستيقظ كل صباح وأفكر فيما سأقوم بتصويره.
·
لا تضع سيناريو تنفيذيا
(ديكوباج)؟
- لا. لا أعمل على هذا النحو. أستيقظ قبل الطاقم وأتوجه إلى مكان
التصوير وأقسّمه في بالي. أريد أن أرى بنفسي المكان. أن أشمه وأتحسسه وأبني
قراراتي فيه عوض أن أكتبها سلفا كمقررات ما علي سوي تصويرها. أريد أن أرى
الضوء وأستلهم منه ومن المكان. أحب الأماكن المفتوحة.
·
هذا على عكس «باريس فوق السطح»
مثلا.
- طبعا. في باريس ليست هناك مساحات مفتوحة. هناك جدران وإذا ما كان
هناك مشهد خارجي فهو ينتهي على بعد 1000 متر لأن هناك جدارا أو شارعا أو
مبنى ما. حتى وإن خرجت إلى خارج المدن الفرنسية وصوّرت في الطبيعة فإن
الإحساس يختلف. في كردستان المساحات حرّة والطبيعة عذراء.
·
هل كان عليك التعامل مع الجو أو
سطوع الشمس في تلك المناطق من العالم؟
- صوّرت في نوفمبر (تشرين الثاني) وانتهيت من التصوير في أبريل
(نيسان) حيث الشمس معتدلة والضوء ليس ساطعا أو قويا كما الحال في الصيف.
وطالما أنك تتحدّث في التفاصيل الفنية فلا بد القول إنني صوّرت الفيلم حسب
تسلسل المشاهد.
·
هل توافق على أن هناك بعض يلماز
غونيه وبعض الوسترن أيضا؟
- أحب أفلام الوسترن وكان في ذهني أن أضع في الفيلم مثل هذا الإحساس.
·
هناك الكثير منه، الأحداث التي
تقع في بلدة صغيرة، القبعة التي يرتديها البطل. بعض اللقطات التقديمية له..
جياد.. طبيعة..
- صحيح. أعتقد أن الأكراد وتاريخ السنوات العشر الأخيرة يولدان هذا
التماثل بين هذه المنطقة من العالم والغرب الأميركي. مشكلاتنا في إقليم
كردستان مشكلات وطن يُبنى من الصفر. أولا يجب أن يكون هناك قانون. هم باران
هو أن يبني وطنا سليما.
·
هل تشاهد الكثير من الأفلام؟ أو
هل تستلهم منها أفكارا؟
- لا أقول إنني «سينيفيل» أو إنني متأثر بالنظريات. أنا أريد أن أتحرر
من النظريات ومن المدارس. لا أريد أن أكون تحت تأثير أي شيء وفي الوقت نفسه
أنا تحت تأثير كل شيء. أستلهم من كل ما أراه بما فيه الفن التشكيلي.
·
في أفلامك عموما هناك نزعة حول
العواطف الإنسانية مشبعة بشخصيات تبدو كما لو كانت غريبة عن العصر الحاضر
الذي تعيش فيه. أين تقف أفلامك من الهوية الثقافية في مواجهة التكنولوجيا؟
- أريد كل شيء. أريد الشجر وأريد الإنترنت. أريد الثقافة الكردية
والثقافة العربية. أريد كل ثقافة أن تتعلم من الأخرى. أريد المستقبل
المتعدد. لا أرى أن هناك دما نظيفا. أنا مع الانفتاح لأن الانفتاح هو
مستقبل البشر أينما كانوا. قبل سنوات ليست بعيدة كانت الولايات المتحدة
بلدا جديدا. أنظر إلى ما حققه الأميركيون اليوم وبسرعة رهيبة ثقافيا
وموسيقيا واقتصاديا.. أميركا هي قطب. لماذا؟ لأن هناك مواطنين جاءوا من كل
مكان من العالم وعملوا معا على التأسيس. هذه التعددية المختلفة هي ما منح
البلاد قوّة واندفاع.
·
بعد أفلامك التسعة إلى الآن، هل
بات إيجاد التمويل سهلا عليك؟
- صناعة الفيلم هي مخاطرة كبيرة في كل الأحوال ومع كل المخرجين خصوصا
المخرجين المؤلّفين. أعتقد أن أفلامي السابقة تساعدني اليوم على التمتع
بالثقة بي كمخرج وباختياراتي، لكن الإنتاج في العموم مسألة صعبة وتحتاج إلى
مثابرة ووقت طويل.
·
ما جديدك المقبل؟
- أفكر في مشروعين أحدهما تقع أحداثه في دولة أوروبية كل ما يسرده هو
أوروبي بحت لا علاقة له بمنطقتنا. والآخر هو أنني أحب أن أصنع فيلما يدور
حول ما يمر به الشرق الأوسط من نزاعات في العشرين سنة الأخيرة وإلى اليوم.
الشرق الأوسط في
08/06/2013
جزائري يرفض النقد الهدام ويحلم بتقديم أعمال عالمية
أحمد مكي: تاجرت في الحمام الزاجل ولا أشعر بالنجومية
القاهرة - محمد فتحي:
كانت خمسة أفلام ومسلسل في خمس سنوات كفيلة بأن تجعل الفنان أحمد مكي
احد نجوم الكوميديا في مصر والوطن العربي, وعلى الرغم من ذلك لا يرى نفسه
نجما, لأن الفن بالنسبة له أكل عيش, ويعتبر نفسه مصريا بعد أن عاش معظم
عمره في مصر, ويرى أنه مختلف في كل شيء سواء في طريقته في التمثيل أو دماغه
أو هواياته وحتى صداقاته.
مكي يكشف في حواره مع »السياسة« عن معاناته في حياته بعدما اختار أن
يعيش مع أمه في مصر, وعلاقته بأبو زيد الهلالي, وحكايته مع التمثيل الذي
جاء بالمصادفة.
·
خلال خمس سنوات أصبحت احد نجوم
السينما, فكيف ترى ذلك?
لست نجما, ولا أحب هذه الكلمة, لدرجة أني في التصوير أجمع كل طاقم
العمل وأقول لهم أنا لا أحب الممثل النجم أو المخرج النجم أو الكاتب النجم
أو أي شخص يشعر أنه نجم, لأننا جميعا هنا نعمل ونأكل عيش, ولا يوجد في أكل
العيش نجوم, الحمد لله على ما وصلت اليه, ولكن كلمة نجم مفهومها يحمل معاني
سيئة أحيانا, وتشوهت مع مرور الوقت, لدرجة أنه لو واحد ماشي في الشارع
ولابس نظارة يقولون عليه نجما, فالمصطلح نفسه فيه معان غريبة حتى مع
الممثلين, فممثل مثل أحمد مظهر كان يصور مسلسلا وكان يأكل ومساعد المخرج
دخل له فقام وترك الأكل من أجل التصوير, اما الآن فقد يترك الممثل التصوير
ويجلس يتحدث مع أصحابه, فهذا هو الفرق, كما أني في الأساس مخرج, , ومكاني
الأساسي وراء الكاميرا, ونفسيا أشعر أن الاخراج عملي الحقيقي, وحبي وعشقي
أكثر من التمثيل, لذلك لا أشعر بأني نجم.
·
كيف ترى نفسك وسط نجوم السينما
في مصر?
لا أستطيع أن أقول, لأن هذا لا يخصني أنا, ولكن الجمهور هو الذي يحكم,
فما أقوم به هو أني أركز في عملي, ولا أركز مع ممثل آخر, ولذلك لا أظهر
كثيرا في برامج تلفزيونية, فأنا أهتم بعملي فقط, هذا بجانب أن حكاية
النجومية والنجاح عملت لي مشكلة حقيقية, لأنها جعلتني في رعب هستيري,
وجعلتني أقول الله يكون في عون عادل امام الذي تعلمت منه أشياء كثيرة, فهو
حقق معادلة صعبة جدا وهي انه حافظ على نجوميته في السينما لمدة 40 سنة,
فاختيار عمل يرضي الناس شيء صعب جدا.
·
قيل ان هناك منافسة بينك وبين
أحمد حلمي وحاليا مع محمد سعد على صدارة الايرادات, فكيف تحسب لذلك?
ليس لي علاقة بذلك, ولا أركز فيه, فأهم شيء أن أقدم عملا أحاول بقدر
المستطاع أن يكون محترما, ولا أريد أن "أستعبط" الجمهور, وأحاول تقديم ضحك
ذكي, واعمل موضوعاً مهماً, ولا أحب الفيلم الفارغ ولا أريد أن أقدم "اسكتشات"
فقط, فيجب أن يكون هناك هدف من العمل, ولا أحب "الافيه" اللفظي, فأفضل أن
يقدم الموضوع بطريقة تضحك, فتعريف الكوميديا هي موقف درامي يؤدي الى الضحك
وليست افيهات, ولكن الافيه اللفظي يكمل الموضوع وهو مهم ايضاً.
·
هل توافق أن تقدم عملا جماعيا مع
نجوم آخرين?
بالتأكيد أوافق, فعندما قدمت دور بطولة في "اتش دبور", اشتركت في
"ليلة البيبي دول" لأن العمل أعجبني, فأنا اشارك مع أي ممثل سواء مع نجوم
أو وجوه ليست معروفة, طالما العمل الذي اشارك فيه جيد.
·
البعض يرى أن حركاتك وطريقة
تقديمك للشخصيات واحدة, فهل لديك خط واحد تسير عليه في التمثيل?
أسير على طريقة في التمثيل اسمها الفعل الحركي, وهي مدرسة ولها
ممثلون, وهذه هي الطريقة التي أحبها, والوحيد الذي كان يعمل بها في مصر هو
أحمد زكي, ومضمونها هو كيفية تجسيد شخصية من الألف للياء مختلفة عني, وهذا
عن طريق كتابة تاريخ الشخصية من الولادة, وهذا ما أفعله مع الشخصية التي
أقدمها, وأختار أفكاره وأكله وشربه وطفولته وأفعاله, لذلك الناس ترى
الشخصية حقيقية جدا, وروبرت دي نيرو هو الاول في العالم الذي يقدم هذه
الطريقة, دائما أختار أفعالا لا تخرج الا من الشخصية التي أقدمها فقط.
·
نجاحك لا يمنع من أنك تواجه
انتقادات كثيرة دائما, فما رأيك فيها?
أتعرض لكمية نقد غريبة, والناقد من المفروض يكون دارسا وفاهما, ويقول
الايجابيات والسلبيات لكي يرتقي بي, فأنا مثلا لا أستخدم ألفاظا خارجة كما
يقولون, والكلمة التي أقولها الناس كلها ترددها في الحقيقة, فلا أتحدث
بفجاجة ولا يوجد كلام خارج, فهناك أفلام أخجل أن تشاهدها أمي معي بسبب
الكلام الذي تضمنه, وأنا تعلمت من رسم الكاريكاتير ان أقول أفكارا صعبة
وهذا ما أفعله في الأفلام.
·
وما ردك على من كان يردد أن أحمد
مكي مجرد ظاهرة وستختفي?
من يريد أن يقول شيئا فليقل, فقد قالوا بعد "اتش دبور" أن أحمد مكي
سينتهي بعد هذه الشخصية واخذت الحكاية تحديا فانا لا احب ارد بالكلام, لأن
الضعف هو من يتكلم فقط.
·
لو عدنا للوراء, فنريد أن نعرف
كيف جئت لمصر وعشت فيها?
والدى طلق أمي وأنا صغير وكان عندي 11 سنة, وبعد الانشقاق الذي حدث في
الأسرة كان من المفترض أن أختار اما أن آتي الى مصر مع أمي أو أكمل مع
والدي في الجزائر, ولكني أخذت القرار بأن أرجع مع أمي, وهذا القرار كان
صعبا, ولكن الحمد لله أني أخذته, ولذلك أمي تحبني جدا, لأنها استغربت رد
فعل طفل عنده 11 سنة, فأنا في هذه السن كان ممكن أعيش مع والدي وتكون
أحوالي المادية أفضل, ولكني رفضت كل هذا, واخترت أمي, واخترت أبدأ من
الصفر, لذلك فأنا مصري.
·
كيف بدأت من الصفر في مصر?
أعمل هنا منذ أن كان عمري 11 سنة, لكي أقف بجانب أمي في تحمل المعيشة
وعملت في أشياء كثيرة, وخصوصا تجارة الحمام الزاجل لفترة طويلة, بجانب
تجارة طيور الزينة, وكنت أستوردها, وعملت في فترة في نوادي الفيديو, وفي
صالات الجيم الصغيرة, وعملت في تدريبات "البوكس", ولعبت بوكس, وبدأت ألعب
من مركز شباب البساتين وحتى الترسانة وأندية في الامارات ورسمت بورتريهات
وكاريكاتير فانا كان لابد ان احمل المسؤولية مع امي وهناك شخص قابلته وقال
لي كلمة اسير عليها حتى الان وهي ان الناجح هو البارز في مجاله فكان لابد
ان ابدع في اي عمل احبه وارتاح فيه وهذا ما فعلته وقد تعبت حقاً ولكن الحمد
لله.
·
من أين تأتي بأفكارك?
تاريخ حياتي هو منبع أفكاري, لذلك أقول ان من يعيش في برج عاجي بعيدا
عن الناس لن يكمل, وعندما أقدم أي فيلم يشعر من يشاهده بان المواقف فيه
تحدث معه, وهذا لأني موجود في الشارع وهو مصدري, فنجيب محفوظ كان يجلس في
الشارع لذلك أعماله جيدة, هذا بجانب أني في حياتي دخلت في أشياء كثيرة,
فتجارة الحمام مثلا تبدأ من مصر القديمة وعزبة أبو قرن والأماكن التي من
الصعب أن يدخلها البعض, فانا مررت بكل أنماط الشعب والتصقت بطبقات مختلفة
منه..
·
لماذا اخترت الراب بالتحديد في
الأغاني?
الحكاية أن والدى أصله من شبه الجزيرة وبالتحديد من بني هلال أقدم
قبائل العرب ومنها أبو زيد الهلالي, فأنا من نسله, وبنو هلال منهم من ذهب
للصعيد ومنهم من توجه لجنوب الجزائر, وعاشوا هناك وكلهم فرسان وشعراء, وكنت
أرى والدى في الماضي يجلس مع البدو ويكتبون أشعارا ويردون على بعض, وهناك
شيء مماثل عند الاميركان وهذا هو الارتجال الموجود في شبه الجزيرة وسوق
عكاظ, فمن هنا ربطت الحكاية, فالراب في دمي, وتربيت على الأشعار, واحب
أشعار الامام الشافعي, وزجل صلاح جاهين والذي أعتبره راب, وفي رأيي يعتبر
الراب الآن أفضل طريقة لايضاح الفكرة, فالراب أصله عربي وهو فن محترم.
·
ما الذي اختلف في أحمد مكي بعد
النجومية?
لا يوجد شيء اختلف سوى أن المسؤولية زادت علي, ولكن على مستوى شخصيتي
فمازلت أحب الحياة البسيطة ومازلت على طبيعتي, وأسمع من يقول إني مغرور,
ولكن بالتأكيد لا يوجد اجماع على أي انسان في الدنيا, وأنا لست مغرورا, ومن
يعرفني يعلم أني أتعامل بطبيعتي.
·
كيف تتعامل مع جمهورك?
تحدث لي اشياء غريبة, فعندما أقابل الناس في الشارع ويقولون لي" لما
بنشوفك بنبتسم" وعندما أجد من يقول "أنا مبسوط لما بتفرج عليك" أكون سعيدا
جدا وبمجرد ان ابتعد عنهم اشعر بالهموم لأني أفكر لو أني قدمت عملا لم يعجب
الناس فماذا سيقولون, فأقول لنفسي" حرام أكسر الناس", وهذه مسؤولية صعبة
جدا.
·
ماذا عن أحلام أحمد مكي?
أحلامي من بداية عملي في الفن هي أن أقدم أفلاما عالمية, وأعمل على
ذلك منذ بداية دخولي معهد السينما, ويجب أن أعمل وأقدم أفضل ما لدي, وباذن
الله أصل لهدفي.
السياسة الكويتية في
08/06/2013
تومض
ليست المهرجانات بل الإنتاج ما يؤسس لصناعة سينمائية
صلاح احمد
ثمانية ملايين دولار او اكثر قليلا حجم دعم الحكومة المغربية للسينما
والسينمائيين لديها سنويا، ربما هو مبلغ ضئيل قياسا بالأرقام الفلكية التي
نعرفها جميعا عن حجم الانتاج الامريكي او الاوروبي للفيلم الواحد، لكن
المغرب بهذه الملايين الثمانية تضع كافة الدولة العربية وفي مقدمتهم
الخليجية امام فشل ذريع، لم تحميهم كلماتهم البراقة في المهرجانات التي
يقيمونها بين الحين والآخر، والتي بدون مواربة او خجل يعلنون فيها الصناديق
تلو الصناديق الخاصة بدعم السينما فيما هي محض كذب باعتبار ان المثقفين
والسينمائيين لا يعدون اكثر من مغفلين وسذج، سيفرشون لهم البساط الاحمر
الباهت في مهرجانات بدون صناعة سينما.
ستبدو بمثابة الحالة الهزلية ما نعاني منه في الخليج من ظاهرة تنظيم
مهرجانا سينمائيا مشتركا كنوع من انواع التتويج للتعاون الثقافي على صعيد
السينما بين دول مجلس التعاون بينما لا نحفل ولا يدخل ضمن نطاق فكرنا ان
نقيم مشروعا لإنتاج سينمائي مشترك، كما اننا في ظل اوهام عديدة يسببها بريق
المهرجانات ننسى ان نسأل السؤال الهام وهو هل نملك صناعة سينمائية بالمعنى
الحقيقي ام لا؟، فيصبح الامر بالنسبة للمراقبين مضحكا ولا يدعو المهتمين
للشعور بجدية المناسبة او من يقف خلفها، اذن هي ليس اكثر من صورة في
الصحافة واستمرار لتمثيلية الحساسية الحضارية بأهمية الفنون التي مارستها
الانظمة العربية على اوساطها الثقافية من جهة والشركاء السياسيين الدوليين
من جهة اخرى، الى ان تناهى الامر بهذه الانظمة الى حالة من حالات المواجهة
مع الشباب بكل هذه الاكاذيب فلم يكن لديها جواب واحد لأسئلتهم التي لن تزيد
تكلفة اجابتها عن ثمانية ملايين لم تعجز ميزانية المغرب عن المبادرة
بتقديمها وهي ليست عضو في نادي الدول العربية النفطية الغنية.
علي اليوحا امين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون الكويتي وهو يرأس
اعرق مؤسسة رسمية خليجية تعمل في حقل الثقافة والفنون، ماذا يقول في مهرجان
الخليج السينمائي في النسخة الكويتية قبل شهر واحد فقط؟ وهو الشخصية
الكريمة الدؤوبة على التواصل مع مختلف الفنون رغم انه يأتي من الهندسة
والاثار قبل ان يصبح امينا عاما للمجلس، يقول بعد ان تشبع حماسة في احدى
ندوات مهرجان الخليج السينمائي المقام في الكويت (اننا نطلب منكم ان تقدموا
لنا المقترحات لإنتاج افلام سينمائية في حدود المتاح حسب الانظمة المالية
المعمول بها، فنحن لا نعرف الآلية التي يتم من خلالها الاختيار ومن ثم
الانتاج).
بهذه العفوية التي يصدر عنها امين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون
والآداب بوصفه يمثل نموذجا متقدما للمؤسسات الرسمية الخليجية التي يعول
عليها ان تحدث التغيير على صعيد مختلف الفنون وفي مقدمتها السينما تنكشف
حقيقة كل المؤسسات الثقافية التي تعنى بالسينما لدينا بأن ليس من ضمن فكرها
الانتاجية وهذا ما يجعلها تجهل ابسط آليات الانتاج السينمائي وتفتقد للحد
الادنى من خبرة التعامل مع تحقيق مبادرات قد تكون بداية حقيقية لصناعة
السينما في المنطقة.
في ذات الوقت صار لدى دول المنطقة تراكم خبرة جيد على صعيد اقامة
المهرجانات السينمائية، هذا فقط لان تنظيمها يدخل في سياق عمل العلاقات
العامة وليس ضمن الحراك الثقافي والابداعي، وهذا ما يفسر الغياب الملفت
للفنانين الخليجيين بصورة عامة والكويتيين بصورة خاصة في مهرجان الخليج
السينمائي الاخير الذي اقيم في الكويت، بينما كافة مدراء ومسئولي الثقافة
الرسميين كانوا حاضرين يطبعون خطواتهم الواثقة على البساط الاحمر.
مرة اخرى ربما تكون هذه المهرجانات التي تقام احد اهم عوامل ازدهار
الحالة السينمائية في الخليج من خلال مبادرات الشباب الفردية، لكنها بكل
تأكيد لن تؤسس لصناعة سينمائية بدون ان تكون هناك جدية ووعي كاملان لدى
المؤسسات الثقافية الرسمية والخاصة التي تملك المال المطلوب، ذلك ما وثقت
به المغرب فخصصت ثمانية ملايين للاستثمار في هذا القطاع فلم تخذلها السينما.
الأيام البحرينية في
08/06/2013
دنيا غانم:
مارلين مونرو من دون إغراء
القاهرة – عمر محمد
أدى انسحاب الفنانة دنيا سمير غانم من فيلم أحمد مكي «سمير أبو النيل» إلى
انتشار الإشاعات حول وجود خلاف بينهما، وهو ما نفته وقدمت الدليل، مثلما
تحدثت عن أسباب غيابها طيلة الفترة الماضية وأعمالها الدرامية المقبلة وسبب
تأجيل مسلسلها «ألف ليلة وليلة»، ومشاريعها السينمائية وألبومها الجديد وما
جذبها في خطيبها وغيرها من الاعترافات.
·
ما سبب غيابك عن الساحة الفنية
طوال الفترة الماضية؟
-
كنت مشغولة بألبومي الجديد الذي أحضر له من فترة، واريد أن
اكشف أنني احضر مفاجأة لجمهوري خلال الفترة القادمة حيث انتهيت من تسجيل كل
أغاني ألبومي الجديد بعد أن تم تأجيله لفترة طويلة فكان من المفترض أن يطرح
في أكثر من موعد سابق لكن الظروف والأحداث المتتالية كانت تمنع طرحه
بالأسواق، لكننا الآن في المرحلة النهائية منه وسأطرحه قريبا.
علاقة التوأمين
·
ماذا عن مشاركتك في الجزء الثالث
من مسلسل «الكبير أوي» مع الفنان أحمد مكي؟
-
بصراحة لم نخطط منذ البداية لوجود جزء ثالث من «الكبير أوي»،
لكن النجاح الجماهيري ومطالبة الجمهور لنا بأكثر من جزء جعل أسرة المسلسل
تفكر جديا في تقديم جزء جديد، وسيشهد هذا الجزء مفاجآت في علاقة التوأمين
الكبيرين وجوني، وكذلك علاقة «هدية» بزوجها وأولادها. فانا لا استطيع ان
اعبر عن مدى سعادتي لوجودي في هذا الموسم الدرامي من خلال هذا المسلسل.
·
لكن عمل جزء ثالث من المسلسل
سيجعل البعض يتهمكم بالتكرار؟
-
رغم أنني لم أكن من المتحمسين لمسلسلات الأجزاء إلا أن الطريقة
التي فرضها المسلسل في الشكل والأداء ومدة الحلقة وطبيعة الموضوع الذي
تتضمنه جعلته لا يبعث على الملل من تكرار الشخصيات. كما ان الجزء الثالث من
«الكبير قوي» سيكون مناسبا للوضع الحالي، فهو يتطرق الى عدد من مشكلات
المجتمع المصري ومواضيع جديدة ومنوعة لأن حلقاته منفصلة متصلة، وهو الهدف
وراء تقديم جزء ثالث منه لأننا نبحث عن شيء جديد ومفيد للجمهور.
لا خلاف
·
ما حقيقة ما تردد عن وجود خلاف
بينك وبين الفنان احمد مكي خاصة بعد اعتذارك عن مشاركته فيلمه الجديد «سمير
أبو النيل»؟
-
اكبر دليل على ان هذا الكلام مجرد إشاعات اننا نقدم معا جزءا
جديدا من مسلسل «الكبير اوي». وعلاقتي بالفنان احمد مكي جيدة للغاية، فنحن
اصدقاء ولا تفرق معنا هذه الإشاعات. والعمل مع احمد مكي بدون مجاملة ممتع
للغاية، وأنا أشعر براحة في الأعمال التي أشاركه فيها لأن هناك كيمياء فنية
بيننا.
·
لماذا جرى تأجيل مسلسلك «ألف
ليلة وليلة»؟
-
أحب أن أوضح ان سيناريو هذا المسلسل جيد للغاية ولكن تنفيذه
صعب، وذلك لاحتوائه على كم كبير من مشاهد «الغرافيك» وضيق الوقت لم يسمح
لنا بتقديم العمل في الوقت الحالي لذلك قرر مخرجه طارق العريان تأجيله
لموسم رمضان بعد المقبل حتى لا يتم عرضه بشكل لا يرضيه ولا يرضي فريق العمل
ككل وبالنسبة لي أتمنى أن يرى المسلسل النور في اقرب وقت لأنه بالفعل عمل
متميز وجديد ولا يشبه حلقات «الف ليلة وليلة» التي تم تقديمها من قبل.
·
هل احزنك توقف تصويره؟
-
انا تحمست لهذا المسلسل منذ البداية لأنه عمل مختلف ومتميز كما
ذكرت ويقدم بتقنية عالية فرغم أنه قدم من قبل في أكثر من صورة فإن هذا
المسلسل سيكون مختلفا تماماً عما قدم من قبل والجديد أن هناك إسقاطات
سياسية واجتماعية ضمن أحداث المسلسل ولذلك حزنت لتأجيل هذا العمل إلا أنني
أعلم ان كل شيء في النهاية قسمة ونصيب.
طريقة مختلفة
·
وما دورك في هذا العمل؟
أقدم شخصيتين هما «مرجانة» و«شهرزاد» ولكن عكس المتعارف عليهما في
الأعمال الفنية الأخرى فسوف يتم تقديم المسلسل بطريقة جديدة ومختلفة من
خلال أحداث درامية جديدة من خيال المؤلف ومناسبة للوقت الحالي ومعنا نخبة
كبيرة من النجوم في هذا العمل.
·
الا تخشين المقارنة بالنجمات
اللائي قدمن هذا العمل من قبل؟
-
من قدمن ألف ليلة وليلة نجمات كبار ولا يمكن ان تكون هناك
مقارنة بيني وبينهن ،كما أن فكرة هذا المسلسل جديدة ومختلفة، فهو يتناول
علاقة شهريار وشهرزاد بعضهما ببعض ويرصد ايضاً تفاصيل عائلتهم وأبنائهم
لذلك فمضمون المسلسل مختلف تماماً وبه تفاصيل وحكايات غير التي تعرف عن
شهرزاد وشهريار.
·
تردد أنك تعرضت للعديد من
المشكلات خلال تصوير المسلسل.. حتى أنك فكرت في الاعتذار عن استكماله فهل
هذا صحيح؟
-
هذا الكلام غير صحيح فلا يوجد أي سبب يدعوني إلى الاعتذار عن
هذا العمل الرائع والحمد لله الامور تسير على خير وأجواء العمل أكثر من
متميزة ولا صحة مطلقاً عن وجود خلافات أو منافسات أو غيرة بين النجوم
المشاركين في العمل.
فريق متميز
·
ما المعايير التي تختارين على
أساسها أعمالك الفنية؟
-
عندما تعرض عليّ المشاركة في عمل أركز في البداية على شركة
الانتاج وعلى المخرج الذي يستطيع أن يظهر العمل بأحسن صورة وفريق عمل متميز
أيضاً ولا اشترط ان يكون الدور بطولة مطلقة ولكن الأهم بالنسبة لي هو الورق
المكتوب بشكل جيد فلا بد أن تكون القصة مشوقة ومثيرة تجعلني أنجذب الى
العمل هذا بالاضافة إلى انني منذ دخولي الوسط الفني وانا استشير المحيطين
بي خاصة والدتي ووالدي لأنهما أكثر خبرة مني ورأيهما مهم جداً بالنسبة
إليَّ فلا أستطيع دخول أي عمل من دون أخذ رأيهما وإن كانت لهما وجهات نظر
مختلفة بحكم اختلاف الأجيال.
·
ولماذا اعتذرت عن تقديم الفوازير
أكثر من مرة ؟
-
التفكير في الفوازير صعب جداً لأن فكرتها بالنسبة لجيلنا انتهت
بتوقف فوازير نيللي وشريهان وفطوطة التي قدمها والدي سمير غانم، وأرى أن من
يرد تقديم الفوازير الآن لا بد أن يقدمها بطريقة جديدة مبتكرة ومختلفة
وتختلف عما اعتدنا عليه لذلك فخطوة تقديم الفوازير بالنسبة لي لا بد من ان
تكون محسوبة بشكل جيد حتى لا أتهم بأنني أستخف بعقول الأطفال أو الجمهور
لذا أفضل الانتظار حتى أجد الفكرة المناسبة.
·
هل هناك مشاريع سينمائية تستعدين
للمشاركة في بطولتها خلال الفترة المقبلة؟
-
لدي مشروع سينمائي تحت الاعداد بعنوان «الحرب العالمية
الثالثة» مع الثلاثي شيكو وهشام وفهمي وأقدم فيه شخصية «مارلين مونرو» لكن
بدون إغراء لانني لا اقدم الاغراء منذ بدايتي ولا اصلح له.
·
بعيدا عن الفن متي سيكون موعد
زفافك بالإعلامي رامي رضوان؟
-
حتى الان لم نحدد موعدا للزفاف لاننا مازلنا نرتب أوراقنا،
ونرسم ملامح حياتنا القادمة معاً.
·
ما أهم الصفات التي جذبتك في
شخصية رامي؟
-
بصراحة كل صفاته وأهمها تلك القدرة المذهلة على العطاء
والاحتواء، فأي فتاة في عمري تبحث عن رجل تستند إليه ويحتويها بحبه وحنانه
وفي الوقت نفسه يتفهم طبيعة عملها ويدعم طموحها.
القبس الكويتية في
09/06/2013
"إلي
حيث الدهشة" فيلم هروبي من نوع خاص
!!
خيرية البشلاوى
روجر إيبرت
"Roger Ebert)
ناقد سينمائي أمريكي حرصت دائماً علي قراءة نقده للأفلام ضمن
مجموعة النقاد الكبار الذين يمكن أن تقرأ كتاباتهم علي شبكة الإنترنت.
ومن وجهة نظري ــ كناقدة ــ أري من الضروري أن نقرأ لنقاد ينتمون إلي
نفس ثقافة البلد المنتجة للفيلم. إلي جانب أشياء أخري تتعلق بتكوين وتعليم
صانعه. من خلال كتابات هؤلاء يمكن التعرف علي الدلالات الخاصة وأحياناً
الحقبة المرتبطة ببعض التفاصيل. أيضاً بخصوصية بعض ردود الأفعال لدي
الشخصيات حتي نفهم هذه الأمور من خلال السياق الفكري والاجتماعي الثقافي
الذي يشكل الدوافع غير المرئية. ويمهد الطريق لفهم مكامن الاختلاف في انساق
القيم التي تحكم وتشكل الآراء النقدية حول العمل السينمائي. وكذلك تفسير
خصوصية التعبير بلغة الجسد وباللهجة الدارجة. والمهم التعرف علي زاوية
النظر نحو القضايا السياسية المهمة التي تشغل كل واحد حسب موقفه وموقعه من
هذه القضايا. خصوصاً القضايا التي يكون العرب طرفاً فيها مثل "الحرب علي
الإرهاب" والحرب في العراق والموقف من الإسلام والصراع بين الغرب والشرق.
والجماعات المتطرفة. و.. الخ..
لن يعرف هذا الناقد. الذي لا يعرفني ولم يسمع عني مقدار الحزن حين
قرأت مقاله الأخير الذي نشر بعد يومين فقط من رحيله في ابريل الماضي 2013
عن عمر يناهز سبعين عاماً. كنت أعرف أنه مصاب بالسرطان ولكنه ظل يكتب حتي
آخر أيام عمره!
المقال الأخير تصادف أن يكون عن فيلم شاهدته لتوي بعنوان "To the wonder)
بمعني "إلي حيث الدهشة" أو "إلي العجب" في اشارة إلي موقع طبيعي يتسم
بالروعة والرصانة والجمال الروحي في فرنسا علي الشاطئ ــ والفيلم لمخرج
أمريكي مهم جداً غالباً ما يطرح من خلال أفلامه غير العادية تحدياً أمام
الناقد. ذلك لأنه يتناول قضايا كبري تتعلق بالحياة والموت والايمان والخالق
والكون والعلاقة مع الله.. قضايا مركبة وميتافزيقية وبلغة جمالية فريدة
تلعب فيها الطبيعة عنصراً تعبيرياً وموضوعياً أصيلاً حيث المشهد الطبيعي
يعتبر جزءاً عضوياً لا يتجزأ في بنية الفيلم الذهنية. كذلك يمثل
"المونولوج" وصوت الراوي عنصراً آخر من عناصر التعبير السمعية التي تعلق
علي الصورة المرئية وتلازمها.
مخرج الفيلم تيرنس مالك "70 سنة" والفيلم موضوع النقاش عرض ضمن
المسابقة الرسمية لمهرجان فنيسيا "2012" ولم يعرض بعد في القاهرة وقد وفره
لي الصديق الدكتور رفيق الصبان الذي اعتاد أن يمنحنا الأفلام قبل عرضها في
مصر ولا يكشف أبداً عن مصادر حصوله المبكر عليها.
"إلي حيث الدهشة" نموذج للفيلم "الهروبي" ولكن بعيداً تماماً عن
التعريف الكلاسيكي لهذه النوعية. "هروبي" بمعني أنه يستوعبك بالكامل ويجرك
ذهنياً إلي التفكير في لغته وأسلوبه وموضوعه الذي عادة ما يكون محيراً
وجدلياً وبالذات فيلميه الأخيرين حيث الإيغال أكثر في الأبعاد الروحية
والميتافزيقية لكثير من الظواهر في حياتنا. اذن هو "هروبي" بالنسبة لي
شخصياً حيث لم يعد هناك حالياً مكان تسكن إليه اللهم إلا مقعد أمام شاشة
لرؤية فيلم بهذا الثراء البصري والموضوعي.
شخصيات الفيلم محدودة نراها فيل مواقف حياتية مهمة وفاصلة. امرأة
"مارينا" مطلقة وأم لصبية "تاتيانا" عمرها عشر سنوات. والفيلم يبدأ بصوتها
الحالم. العاشق والكاشف عن حالة الوجد التي تحياها في تلك اللحظة مع حبيبها
"نيل" بن افلك الشاب الأمريكي الذي نفهم ضمناً أنه في رحلة قصيرة إلي
باريس. الاثنان غارقان في بحر من الحنان ومن التفاهم والانطلاق.. الحوار
قصير جداً والمشهد علي الساحل بالقرب من كاتدرائية تحتل موقعاً بارزاً وسط
منطقة تتميز بجمال رباني هادئ وفاتن والممثلات اولجا كيورلنكو وبن افلك
رائعان.
الكاتدرائية بهذا الموقع الفريد تظهر مرة ثانية في نهاية الفيلم بعد
رحلة من الصعود والهبوط مع أمواج المشاعر العاطفية والروحية ومن السأم
أيضاً والفتور البداية والنهاية تتحدد معانيها من خلال سياق نفسي وعاطفي
ووجداني معاكس تماماً.. فالفارق بين البداية والنهاية كبير. فارق بين
اللقاء العاطفي المشبع بالارتواء والدفء وبين الفراق الغارق في البرودة.
بين التلاحم عاطفياً ونفسياً وبين العزلة ومشاعر الوحدة.. وهناك دائماً
المعادل البصري الفريد للمعاني والمحتوي الموضوعي.
"مارينا" تحت تأثير الحب تقرر السفر مع ابنتها إلي الولايات
المتحدة مع "نيل".. الجميع يصلون إلي اوكلاهوما حيث الطبيعة من قماشة أخري.
مروجة مسطحة. وأناس نسبة منهم فقراء يتحدثون لغة ليست مفهومة. في اوكلاهوما
ليتسرب بلا سبب ظاهر الملل وتنال البرودة العاطفية من العلاقة. وتحاصر حالة
الحماس الأول.. الابنة الصغيرة تقرر العودة والعيش مع والدها. والأم بدورها
تعود ولكنها بعد فترة تكتشف أن باريس لا تحقق لها السكينة ولا توفر العمل
فتقرر العودة إلي حيث يسكن "نيل" بينما "نيل" الحبيب لم يعد ذلك الذي
رأيناه أول مرة مع "مارينا" فليس هو الشاب المثالي الذي حملها إلي سماء
عالية وأخرجها من برودة الوحدة إلي دفء العشق. فقد انتاب الملل بدوره وعاد
إلي ماضيه وذكرياته وفقاته الأمريكية التي عرفها إبان فترة الطفولة.. راح
يجدد العلاقة القديمة. بينما العلاقة العاطفية المثالية التي خلناها أبدية
بدأت تخبو. الصعود والهبوط في المشاعر لا تبدو له دوافع مفهومة.
وفوق هذه الأرض نفسها يعيش احدي شخصيات العمل المهمة.. أنه القسيس
الكاثوليكي "كونيتانا" كافييه باردم الذي يعتبر بدوره أزمة روحية. يعيد
التفكير في علاقته بالمسيح يتأمل هذه العلاقة من جديد وكأنها علاقة عاطفية
مهددة بدورها. ولم تعد باليقين الراسخ.
مونولوج القسيس الذي نفهم انه يحدث المسيح "لم أعد أشعر بوجودك" يكشف
عن هذا التمزق الذي اصابه ولكنه من خلال رعاية المرضي والبؤساء والمحتاجين
يستعيد ثباته الروحي وكذلك يستعيد "نيل" قدرته علي الغفران. ويغفر لــ
"مارينا" ذلتها مع الرجل الذي اقامت معه علاقة حسية عابرة وهذه العلاقة
أيضاً ليست مفهومة!
المخرج تيرنس مالك يطرح اسئلة كثيرة من خلال عدة أزمات في علاقات الحب
والفراق وفي العلاقة مع الذاكرة. ومع "السماء" ويعبر عن هذه الأزمات بمعادل
موضوعي ووجداني من خلال التكوين الجمال التشكيلي للمنظر الطبيعي وهو يذكرنا
في هذا العمل بفيلمه السابق مباشرة "شجرة الحياة" الذي عرض في مهرجان كان
قبل الأخير.. الأزمة التي يعالجها المخرج برهانه وأسلوب تأملي هادئ النبرة
جداً. تبدأ مع المشاهد الأولي أقرب إلي الوشوشة. أنها أزمة تواصل عميق
عاطفي وذهني. وامكانيات القدرة علي الابقاء علي درجة حرارة المشاعر
الإنسانية والتواصل المقصود بين الإنسان والإنسان في حكايات الحب والخيانة
وفي العلاقة مع ماضي الإنسان وحاضره وبين عشقه للحياة وتوقه إلي النجاة
والوصول إلي درجة التسامي في العلاقة مع الرب..
والأزمة التي يكشف عنها هذا العمل الناعم جداً تطول مقومات الإنسان من
حيث كونه إنساناً. أعني قلبه وروحه وتوقه الأصيل إلي الحرية والانطلاق.. في
بعض المشاهد يعبر المخرج عن هذا الحنين الهائل إلي الحرية وذلك من خلال
سلوك بطلته داخل ممرات السوبر ماركت المليئة بالبضائع الاستهلاكية.. أيضاً
الأزمن بين الإنسان والمدينة التي اعتاد أن يسكن فيها ويسكن إليها ثم فجأة
لا يجد فيها مكاناً.. المشهد الأخير لا يصل إلي شاطئ.
القسيس في هذا الفيلم يبدو شخصية حائرة وحيدة ومهزوزة اليقين وإن
استعاد أمنه الداخلي بالفعل والعطاء الإنساني الخير.
الجميع في هذا الفيلم البديع لا يصل إلي اجابة للأسئلة المحيرة حول
ماهية الحب. وما جدوي الإيمان من دون يقين.
أسئلة رومانسية وأخري روحية وتداخل بين الاثنين شاعري ومثير للجدل.
يري الناقد روجر ايبرت في آخر ما كتبه عن هذا المخرج: "آن تيرنس مالك" Terrence Malek
يعتبر بكل تأكيد واحداً من أكثر صناع الفيلم رومانسية وروحانية.. وهذا أكيد
وموثق عبر جميع أعماله.
رنــــات
شاطـــئ المــوت
خيرية البشلاوى
ماتت السباحة الفاتنة إستر ويليامز يوم الخميس "6 يونيه" عن عمر يناهز
91 سنة.. لفظت أنفاسها الأخيرة أثناء نوم هادئ لم تسبقه شكوي أو ألم..
انسحبت من بحر الحياة إلي سكون الأبدية.
إستر ويليامز نجمة أمريكية قلباً وقالباً.. جمعت بين نجومية الرياضة
كبطلة سباحة فذة وبين نجومية الأداء التمثيلي الاستعراضي. التقطتها شركة
مترو جولدين ماير. ومن أجلها ابتكرت نوعية جديدة من الأفلام أطلقوا عليها
"الموسيقي المائية"
Aquawnsials"
حيث النمر الموسيقية تؤدي وسط المياه وداخل حمامات السباحة.
أشهر صور هذه النجمة ارتبطت بالأمواج. والغرام بالمياه وبالأوضاع
الرياضية التي برعت فيها كسباحة.
إستر ويليامز تعلمت السباحة حين كان من الصعب أن تجد بطلة طفلة في هذا
المجال.. تعلمتها بالصدفة وهي صغيرة علي يد بعض المدربين. حين كانت تعمل في
سن مبكرة كعاملة مساعدة في حمامات السباحة وعلي شاطئ منهاتن.
وفرت لها شركة مترو جميع الامكانيات الفنية ومنها مصمم الرقصات الأشهر
بابس بيركلي الذي صمم لها رقصات "الجمال السابح". "وعروس بحر بمليون
دولار". وفيلم آخر بعنوان مثير "خطيرة حين تكون مبتلة" أو بالبلدي "خطيرة
وهي مبلولة".. في إشارة إلي فتنتها كأنثي.
قدمتها مترو كنجمة خطيرة بامكانيات استعراضية خاصة لكي ترد بها علي
النجمة سونيا هايني بطلة التزلج التي تبنتها شركة فوكس للقرن العشرين.
وحولتها هوليوود قلعة الأحلام والأضواء إلي "أيقونة" وإلي "عروس بحر"
فاتنة تعرف الجمهور المصري لأول مرة بفيلم "السابحات الفاتنات" ابان
الخمسينيات.
وعندما انتهي مشوارها السينمائي في هوليوود وبدا نجمها كممثلة في
الأفول بعد شهرة الأربعينيات والخمسينيات اتجهت بذكائها وحسها التجاري إلي
استثمار خبرتها وبريقها الآخاذ في مجال الصناعة المرتبطة برياضة السباحة.
باعت اسمها لسلسلة من حمامات السباحة. وكماركة لأردية البحر "المايوهات"
وانتجت شرائط فيديو لتعليم الأطفال السباحة.
في طفولتها أطلقوا عليها لقب طفلة الماء
waterbaby
إذ كانت فيما يبدو أشبه بالسمكة لا تعرف الحياة خارج المياه.. ومن بين
أحلامها التي لم تتحقق الاشتراك في دورة الألعاب الأوليمبياد عام 1940 ولكن
ظروف الحرب العالمية الثانية حالت دون انعقاد الدورة التي كان مقرراً لها
مدينة سان فرانسيسكو.
تزوجت إستر ويليامز أربع مرات منهم المغني - الممثل بلد كينج عام
1945. وأنجبت منه ثلاثة أبناء ولكنها اتهمته في مذكراتها بأنه سكير ونصاب
أخذ منها عشرة ملايين دولار. ومن أزواجها ايضا المخرج- الممثل الأرجنتيني
فرناندو لاماس الذي توفي بالسرطان بعد 13 عاماً من الزواج.
ولدت "إستر" في كاليفورنيا "1922" وذاقت طعم النجاح مبكراً واستمرت
كواحدة من الشخصيات السينمائية التي حققت النجاح في مجالات مختلفة ارتبطت
بهوايتها الأولي "السباحة".
حياتها تشكل درساً في التفوق والنبوغ وتجسيداً للحلم الأمريكي الذي من
بين شروط تحقيقه الإرادة الفولاذية والذكاء والمثابرة.
الجمال السابح ركن إلي السكينة أخيراً لأن رحلة الحياة مهما طالت.. لا
مفر من الموت!
المساء المصرية في
09/06/2013
"الحرامى والعبيط" إقناع وتألق لأصحاب الشخصيات..
وناقوس خطر كان من الممكن الاستطراد فى أحداثه بشكل أكبر
سارة نعمة الله
قد يكون من السهل أن تتقمص شخصية "العبيط" أو "البلطجى" لكن الأصعب أن
تقنع من يشاهدك بنفسك، تلك هى الحالة التى أحدثها كل من النجمين خالد
الصاوى وخالد صالح من خلال دوريهما في فيلم "الحرامى والعبيط" الذى طرح
مؤخراً بدور العرض السينمائية.
فإذا أردت أن ترى مباراة تمثيلية بين نجمين بحجم وقامة كل منهما،
يمكنك مشاهدة هذا الفيلم الذى اجتهد فيه الاثنان للوصول لشكل أفضل للشخصيات
التى يقدمونها في الفيلم، بالرغم من تراجع مستوى القصة التى يتناولها العمل
والتى كتبها السيناريست أحمد عبد الله مقارنة بما قدمه من أعمال هامة من
قبل، حيث لم يحالفه الحظ كثيراً هذه المرة في استكمال الملحمة الدرامية
التى قدمها في جميع أفلامه، وعبرت عن واقع المجتمع المصري بفئاته
الإجتماعية البسيطة بل أنها غيرت المفهوم عند الكثيرين عن "سينما السبكية"
وأقنعتهم بها، فبعد أن حصرت نفسها سنوات في تقديم أعمال وصفها البعض
بالسذاجة أصبحت تقدم أعمالاً مهمة تحوى رسائل كثيرة بين طياتها مثل أفلام
"كباريه" و"الفرح" و"ساعة ونص" وكل هذا بفضل المؤلف أحمد عبد الله الذى
يعتبر الوحيد بين كتاب جيله الذى حرص على الاهتمام بهذه الطبقات وتقديم
رسائل غير تقليدية عن واقعهم.
لكن هذه المرة في "الحرامى والعبيط" الأمر يختلف، فرغم أهمية الموضوع
الذى يناقشه العمل وهو تجارة الأعضاء البشرية، فإن القضية كان من الممكن
الاستشراق بها بشكل أكبر من ذلك الإطار الذى حصرت فيه، من حيث طمع شخصية
البلطجى "صلاح روسي" الذى يجسد دوره خالد الصاوى، والذى يريد الحصول على
قرنية "العبيط فتحى" الذى يلعب دوره خالد صالح بعد أن يصاب الأول بخبطة في
عينه تفقده بصره، وتكون الوسيط في هذه العملية الممرضة التى يحبها "روسي"
والتى تعمل في مثل هذا النوع من العمليات.
فمثلاً الأحداث التى جعلت "فتحى" يتحول لعبيط جاءت نتيجة لضربه من قبل
مجموعة من الشباب وسط الحارة الشعبية التى كان يقطن بها، وكان من بين هؤلاء
الشاب الذى كانت تقوم زوجة "فتحى" بخيانتها معه، حيث قرر هذا الشاب
الانتقام منه بعد أن قام خالد صالح بضربه بعد أن شاهده مع زوجته في وضع
مخل. والغريب هنا في الأمر أن مشهد خيانة زوجته ووجودها في أحضان رجل أخر
لم يصبه بالجنون أو العبط وكان واقع الضرب عليه أقوى من هذا الأمر.
اختزلت قضية تجارة الأعضاء البشرية في العمل في قصة البلطجى الذى يريد
الحصول على قرنية العبيط، ليطمع بعد ذلك الطبيب الذى أجرى العملية في
الحصول على أعضاء أخرى من "العبيط" مثل الكبد والخلايا الجذعية والأنسجة
وغيرها فيوافق "البلطجى روسي" لكن "ناهد الممرضة" التى لعبت شخصيتها روبي
تقنعه بأن هناك من يقوم بالدفع بالعملة الصعبة في أعضاء العبيط فيوافق
"روسي" على بيعه للآخر، ولاشك أن هذه النقطة ترصد نقطة هامة في عملية تجارة
الأعضاء البشرية اجتهد السيناريست أحمد عبد الله وكان موفقا في إبرازها،
ولكن في النهاية يكون التساؤل هو لماذا لم يستطرد المؤلف في سرد تفاصيل
أكثر عن هذه التجارة وما يحدث بها خصوصاً أن "القماشة" التى تدور بها أحداث
الفيلم تسمح له بذلك حيث إنها تدور في إطار شعبي، وأغلب هذه التجارة تدور
في هذه الطبقة سواء في أسرة تبيع أحد أعضاء مقابل أموال بسيطة تعينها على
المعيشة أو اختطاف الأطفال أثناء لعبهم في الحارة لصالح العصابات التى تعمل
في هذه التجارة وغيرها، وكل هذا ليس كنوع من الحكر على خيال المؤلف ولكن من
باب التساؤل خصوصاً أن أحداث الفيلم مرت سريعاً وكان بها تركيز على مشاهد
الذاكرة لخالد صالح قبل إصابته بالعبط أثناء خيانة زوجته له، وحزنه على
ابنته التى أصبح لا يعرف عنها شيئاً.
وعلى الجانب الآخر، اجتهد كل من خالد الصاوى وخالد صالح في تقديم
دوريهما، فرغم أن الصاوى سبق له وقدم "الشخصية الشريرة" في أكثر من عمل
سابقاً لكن هذه المرة تراه مختلفاً سواء في الأداء أو نبرة الصوت أو طريقة
المشى وإن كانت الشخصية سمحت له بوضع بعض القفشات الكوميدية عليها. أما
خالد صالح فلابد أن تشعر معه وكأنك تعيش مع "عبيط رسمي" وليس فناناً يؤدى
دوره، فقد تقمص حياة هؤلاء الأشخاص سواء في طريقة حديثهم أو فرحتهم
بالأشياء البسيطة التى يتحصلون عليها من غيرهم حتى حركة يديه التى بدت
وكأنه يعانى من عجز جسدي حقيقي.
8-6-2013 | 15:54
إيرادات "الحرامى والعبيط" 489 ألف جنيه في الأسبوع الأول من عرضه
سارة نعمة الله
حقق فيلم "الحرامى والعبيط"، والذى طرح يوم 22 من مايو الماضى،
489ألفا و790 جنيها، وذلك بحسب الإيرادات التى ذكرتها غرفة صناعة السينما
حتى الأسبوع الماضي.
الفيلم من تأليف أحمد عبد الله وإخراج محمد مصطفي، وبطولة خالد الصاوى
وخالد صالح، وروبي، وتدور أحداثه حول تجارة الأعضاء البشرية من خلال شخصية
الحرامى والعبيط.
ومازال فيلم "على جثتى" لبطله أحمد حلمى علي القمة بعد أن اقتربت
إيراداته من 15 مليون جنيه، وذلك خلال أكثر من 3 شهور منذ طرحه بدور العرض
السينمائية.
ويأتى في المرتبة الثالثة فيلم "الحفلة" لـ أحمد عز ومحمد رجب، والذى
حقق 8 مليون و696 ألف جنيه خلال 17 أسبوع من عرضه.
أما عن فيلمى "سمير أبو النيل" لـ أحمد مكى، و"تتح" لـ محمد سعد
واللذين تم طرحهما خلال الشهر الماضي فقد حقق الأول 7 ملايين و148 ألف
جنيه، أما الثانى فحقق 6 ملايين و398 ألف جنيه.
9-6-2013 | 17:50
إنذاران على يد محضر لوقف "الحرامي والعبيط".. و"التمريض" تهدد بالتصعيد
بوابة الأهرام
أرسل المستشار القانوني لنقابة التمريض، إنذارين علي يد محضر إلى كل
من أحمد السبكي وكريم السبكي منتج وموزع فيلم "الحرامي والعبيط"، والدكتور
علاء عبد العزيز وزير الثقافة، ورئيس الرقابة علي المصنفات الفنية، لوقف
عرض الفيلم لإساءته لمهنة التمريض، حيث تجسد الفنانة روبي دور ممرضة ترتكب
أعمالًا منافية للأخلاق والآداب العامة.
وأكدت الدكتورة كوثر محمود، نقيبة التمريض، ووكيل وزارة الصحة لشئون
التمريض، في تصريحات صحفية، اليوم الأحد، أنه في حاله عدم تنفيذ وقف عرض
الفيلم ورفع المشاهد المسيئة للمهنة منه خلال 3 أيام، سيتم رفع دعوي أمام
القضاء الإداري المستعجل، وإلزام المختصمين في الإنذار بتعويض 10 ملايين
جنيه ووقف عرض الفيلم.
وأعلنت نقيب التمريض عن تنظيم وقفات احتجاجية لأطقم التمريض العامله
في مستشفيات وزارة الصحة علي مستوي الجمهورية السبت المقبل، أمام مستشفيات
وزارة الصحة، اعتراضًا على عدم وقف عرض الفيلم، ورفع المشاهد المسيئة
للمهنة منه حفاظا علي كرامة المهنة والممرضات، خاصة أن المهنة تمثل العمود
الفقري للمنظومة الصحية.
وأضافت نقيب التمريض أن الوقفات الاحتجاجية تشمل ممرضات الحالات
الحرجة والحضانات والغسيل الكلوي والإستقبال والطوارئ والعناية المركزة
والعيادات الخارجية والحروق، مؤكدة حرص النقابة علي صحة المرضي والمصريين
بشكل عام، وحقهم في الحصول علي خدمة طبية متكاملة، وناشدت النقيب فئات
المجتمع بالوقوف غلى صف الممرضات ومؤازرتهم، فيما وصفته بالتعدي علي المهنة
وبث القيم غير الأخلاقية في المجتمع.
وأشارت إلى أن الوقفة تأتي اعتراضا علي ما يحدث من تجاوزات بحق المهنة
في الأعمال الدرامية، التي أدت إلى عزوف الوافدين علي المهنية، وتسببت في
عجز شديد تجاوز 40 ألف ممرضة، وعدم الرضا الوظيفي عكس الدول المتقدمة التي
تهتم بهذه المهنة، مؤكدة أن الفيلم يسئ للمجتمع ككل.
وكشفت عن عزم النقابة التصعيد خلال الأسبوع المقبل في مواجهة ما وصفته
بالهجمة الشرسة علي مهنة التمريض، من كتاب السينارست ودعم المنتجين لهم،
بتنظيم وقفات احتجاجية أمام دور العرض ووزارة الثقافة، لوقف عرض الأفلام في
دور العرض كنوع من التعبير عن تشوية صورتهم في الأعمال الفنية.
وأكدت أن مجلس النقابة وافق علي إرسال خطابين إلى الدكتور محمد مرسي
رئيس الجمهورية، لوقف عمليات الإساءة إلى مهنة التمريض في الأعمال الفنية،
وإصدار تعليمات بوقف عرض الفيلم نهائيا في دور العرض، مشيرة إلى ان الخطاب
الثاني سيتم إرساله إلى الدكتور أحمد فهمي رئيس مجلس الشوري، لمناقشة
الموضوع خلال اجتماعات المجلس، خاصة لكون الفيلم يرسي مبادي غير أخلاقية في
المجتمع ويضر بنشئه وبقيمه.
بوابة الأهرام في
09/06/2013 |