الأفلام العربية تسعى
هذه الفترة بعد قيام الثورات بالمنطقة العربية الى البحث عن فرصة للوجود من
أجل
الارتباط الأقوى بين الشعوب العربية، لأن السينما تساعد على معرفة الأفكار
والثقافات المختلفة، مثلما فعلت السينما المصرية زمان ودخلت كل الدول
العربية.
هناك معوقات مازالت تقف حائلا امام انتشار سينما دول المغرب العربي،
خاصة في مصر بسبب اللهجات ووجود حساسيات في الأوقات السابقة بين
السينمائيين، رغم
أن الدراما التلفزيونية كسرت هذه المعوقات.
نبيلة عبيد: من خلال مشاركاتي في
لجان تحكيم المهرجانات العربية وجدت ان عدم انتشار الأفلام
العربية، مثل المغربية
والجزائرية والتونسية، بسبب لهجتها الصعبة
على الجمهور في بقية الدول العربية،
ووجدت في الدراما التلفزيونية العربية
تبسيطا في اللهجات ولماذا لا يكون هناك تبسيط
في لهجة السينما حتى تعرض الافلام في مصر وغيرها.
أضافت: عملت زمان أفلام مشتركة
في سورية ولبنان وفيلم في نيجيريا من إخراج حلمي رفلة، وكانت
اللهجة مفهومة،
وانتشرت هذه الأفلام في انحاء الوطن العربي.
أشارت الى ان السنوات الأخيرة شهدت
نوعا من الحساسية بين صناع السينما في العالم العربي وهذا أمر
أراه
مرفوضا.
الفنان المغربي هشام بهلول: هناك اعمال فنية في الدراما تطرح على
المحطات المصرية وغيرها من الدول وهي بسيطة اللهجة، لكن الأفلام لا تجد نفس
المكانة
ولا أفهم السبب وراء ذلك.
محمد بكريم مدير مهرجان الرباط السينمائي: مشكلة
اللهجة ليست هي العقدة في تسويق الفيلم
المغربي في الدول العربية لأن السينما بدأت
صامتة، الآن خريطة السينما تغيرت من اتجاه القطب الواحد الى عدة أقطاب،
فالفيلم
المصري حقق اتجاها أيديولوجيا وساند الثورات العربية ووقف الجمهور العربي
بجانبها
والآن يوجد حضور سينمائي جديد من دول العالم العربي تدق أبواب الموزعين في
مصر وفي
الدول التي تدخلها افلامنا، وتحتاج مساندة لتذوق الثقافات العربية بين
أبناء الوطن
الواحد ونحن في المغرب وصل انتاجنا السينمائي الطويل الى 15 فيلما في
العام.
أوضح أن السينما المغربية قدمت جيلا جديدا من المخرجين وبقية عناصر
الفيلم لهم حضور قوي بالمهرجانات، وأعمالهم تحقق نجاحا كبيرا ولهم رؤى فنية
مهمة
وعرض أفلامهم في بقية دول العالم العربي سيحقق نقلة في منظور الجمهور
للفيلم
ورسالته المطلوبة.
أشار إلى أن السينما المغربية تحصل سنويا على دعم يقدر بستة
ملايين دولار وهو مبلغ جيد لانتاج افلام
مهمة.
المنتج محمد حسن رمزي:
اللهجة
المغربية متعددة تدخل فيها ألفاظ فرنسية وألفاظ من قبائل مغربية مختلفة
وهذا يجعل
المشاهد خارج المغرب لا يفهمها جيدا.
المنتج والمخرج إسماعيل مراد:
أفلامنا
تحقق النجاح في الدول العربية لأن السينما المصرية دخلت اليها منذ زمن
بعيد، اما
الأفلام العربية الأخرى فلم تتخذ نفس الخطوة مثلنا.
المخرج العراقي محمد
الدراجي: الفيلم الجيد يعرض في أي مكان ولو مترجما الى اللغة العربية
المعروفة
بكافة انحاء العالم العربي، وهناك أفلام مهمة للغاية لا تعرض بسبب اللهجة
وهذا ظلم
للمشاهد العربي وللفيلم في نفس الوقت.
أضاف: البروتوكولات يجب أن تدعم توزيع
وتسويق الافلام العربية المختلفة داخل الوطن العربي.
أشار الدراجي الى ان الموزع
في مصر وفي كل الدول العربية مشغول بنوعية معينة من الأفلام
ويرغب في عمل احتكار
لها، وهذه الأزمة موجودة في كل الدول
العربية التي بها صناعة للسينما، وكلما لاقى
الفيلم العربي تسهيلات في التوزيع وجدنا
رواجا للفيلم في الوطن كله، مما يجعل مستوى
السينما يتصاعد إلى أعلى صناعة.
الفنانة التونسية درة: قبل حضوري الى مصر قدمت
أفلاما روائية طويلة وقصيرة في تونس، وما
وجدته ان التقاليد السينمائية في مصر
تعودت على عدم عرض الأفلام العربية، ولذا
نجد أن الفيلم المصري يطلق عليه الفيلم
العربي والأمريكي يطلق عليه الفيلم
الأجنبي، ولذا لا تصنف الأفلام حسب بلدها،
والموزعون يجدون صعوبة في قبول الجمهور للأفلام العربية حتى لو جاءت أفلام
تونسية
بطولتي أو بطولة هند صبري مع اننا معروفتان في مصر، لكن الجمهور لم يتعود
على هذه
النوعية السينمائية.
أضافت: غرفة صناعة السينما مثلا في مصر للفيلم المصري
والغرفة ترى ان صناعة السينما في العالم
العربي ليست على مستوى كبير.
القدس العربي في
20/04/2011
محمد ملص: أين المثقّف السوري؟
كامل جابر
على هامش عرض فيلمه «حلب مقامات المسرة» في مقرّ «المجلس الثقافي للبنان
الجنوبي» في النبطية، زار السينمائي السوري محمد ملص قلعة الشقيف، المطلّة
على الأراضي المحتلة وعلى الشام. هناك، تحدّث صاحب «أحلام المدينة»
لـ«الأخبار» عن دور المثقفين في ما تشهده سوريا من حراك اجتماعي صاخب. يرى
ملص أنّ «الحاضن الأساسي للثقافة هو الديموقراطية، وغياب الديموقراطية أدى
دوراً كبيراً في تضاؤل قدرة المثقف على التعبير، سواء على صعيد الأدب أو
على صعيد السينما والمسرح». ويمضي أبعد في تشخيص انهيار المثقف السوري:
«حين يرفع شعار الولاء مرجعاً أساسياً، يكتسح أشباه المثقفين المشهد،
ويحتلّون مواقع القرار التي تتحكّم بالإنتاج الثقافي». ويوضح السينمائي
البارز أنّ المؤسسات الثقافية في بلاده «مؤسسات مترهلة بسبب وجود قوانين
تقيّد قدرتها على إعطاء الثقافة دورها الجوهري الذي يجب أن تقوم به. وهذا
الواقع فتح كل المجالات مثلاً لسينمائيين «مريحين» للنظام، وقادرين على
إنتاج ثقافة كالتي تفرّخها «أجهزة التفريخ». نتاجات «بلا لون ولا طعم ولا
رائحة». هذا كلّه جعل المثقفين السوريين سواء في الخارج أو في الداخل
غائبين عن ممارسة دورهم، بحسب ملص. «كان المثقف غائباً عن قول رأيه حيال ما
يجري في سوريا. طبعاً أنا لا أتحدث عن الحدث السياسي الحالي بهدف تقويمه،
ولا أريد أن أنزّه شيئاً أو أحداً، أو أنظر الى الأحداث بسذاجة، لأنّ
الصورة بالنسبة إليّ شخصياً، ليست واضحة بما فيه الكفاية».
ما جرى برأي السينمائي السوري، يشير إلى أنّ «غياب الثقافة والمثقف عما
يجري، لا يعود إلى حالة طارئة أو أحداث طارئة»، بل الى تراكم تجارب تغييب
الثقافة الفاعلة، خلال فترة زمنية طويلة: «إذا كنت أتحدث عن جيلي، فهم شهود
قدماء على حالة الثقافة في سوريا، وهم ضحايا هذه الحالة في آن. لكنهم لم
يخونوا أنفسهم، وقد لمحنا في فترات متباعدة مواقف لأسماء عجزت عن الصمت،
نظراً الى ارتباطها العضوي بمجتمعها وبلدها».
ويرى ملص أنّ الحل الوحيد كي يستعيد المثقفون دورهم الريادي، هو توافر مناخ
ديموقراطي، و«تلاحم مع حركة المجتمع بشكل صحيح» ... ويستدرك: «لكنني لا
أريد أن ألقي المسؤولية فقط على السلطة السياسية، أو أرجع كل المشاكل إلى
غياب الديموقراطية. أعتقد أنّ جيلنا يجب أن يتأمل عميقاً في تجربته، ويعيد
النظر في أفكاره، ومنجزاته. من جهة أخرى، لا بدّ للجيل الحالي من أن يؤدي
ما لم ننجح فيه نحن: أي تحويل أهل الثقافة إلى قوّة وطنيّة قادرة على
ممارسة دورها في استقبال أي حراك اجتماعي، وفي توجيهه ... وأن تتحول الى
قوة مدافعة ومرشدة، وتكفّ عن حيادها، أو عجزها عن المواكبة».
الأخبار اللبنانية في
20/04/2011
«إذا
مت سأقتلك».. الفيلم الجديد للمخرج الكردي هنر سليم
الحبيبة التي جاءت لتقابل خطيبها في باريس فوجدته رمادا في
قنينة
باريس: إنعام كجه جي
قد لا يكون اسمه معروفا في العراق الذي جاء منه، لكن المخرج الكردي هنر
سليم تمكن من أن يلفت النظر منذ فيلمه الروائي «عاشت العروس والحرية
لكردستان». ثم جاء فيلمه «فودكا بالليمون» الذي نال عنه جوائز مهمة، وبعده
«الكيلومتر صفر» ليثبت وجوده في الوسط السينمائي الفرنسي والأوروبي، ويؤكد
أن الشاب الذي غادر بلدة عقرة، شمال الموصل، هاربا من الحروب وهو في الـ17
من العمر فحسب، هو فنان موهوب وليس فقاعة موقوتة، سياسية أكثر منها فنية.
ومثل مخرجين كثيرين لا تتوافر لهم، دائما، الإمكانات الإنتاجية السخية،
جاهد هنر خلال السنوات الـ20 الماضية في سبيل أن يواصل حضوره ويقدم أفلاما
بتمويل متواضع، وبممثلين من خارج صفوف النجوم، لكن كل واحد من أفلامه كان
أشبه بتحفة صغيرة وبليغة تعكس قدرة المخرج على أن يجس نبض الفكاهة فوق معصم
المأساة.
فيلمه الثامن «إذا تموت سأقتلك»، الذي يعرض حاليا في الصالات الفرنسية، هو
استمرار لمسيرة هنر سليم الباحث عن فكرة بسيطة ذات إيحاءات كبيرة، لا عن
مشاهد مبهرة. فهناك أفدال، الشاب الكردي المهاجر الذي يجد مأوى في شقة
فيليب، العامل الفرنسي الخارج من السجن. لقد قامت بينهما صداقة سمحت لأفدال
بأن يعترف له بأنه جاء إلى باريس بحثا عن أحد الخونة المجرمين للانتقام
منه. ثم إن للشاب الكردي حبيبة تدعى صبا، يحادثها في الهاتف ويعيش على أمل
أن تلتحق به ليتزوجا. لكن أفدال يموت فجأة، بسكتة قلبية على مقعد حافلة
للنقل العام، ويكون على فيليب أن يهتم بمراسم الدفن؛ لأنه صديقه الوحيد. هل
يدفنه في الحفرة الجماعية التي تلقي فيها البلدية جثث الغرباء والمجهولين
الذين يموتون على قارعة الطريق، أم يوافق على إحراق الجثمان والاحتفاظ
برماده في قارورة تحمل اسمه؟
تصل صبا، الصبية العقراوية، إلى باريس للقاء خطيبها، فتجده رمادا في قارورة
(تقوم بالدور الممثلة الإيرانية الحسناء غولشيفته فرحاني)، ثم يصل أبوه
(يقوم بالدور الممثل القدير ميندرس سامانسيلر الذي عرفناه في عدد من
المسلسلات التركية المدبلجة). ويفجع الأب فجيعة مضاعفة عندما يعرف بإحراق
جثة ابنه خلافا للشريعة الإسلامية. وبين محاولة الأب السيطرة على الخطيبة
وإعادتها إلى البلدة بالقوة، وبين عبور صبا من ضفة الحزن إلى ضفة التفتح
على العالم الواسع، ممثلا في باريس، وهي الشابة المتعلمة وعازفة الموسيقى،
تقودنا كاميرا هنر سليم، عبر مشاهد مؤثرة وتفاصيل صغيرة عن يوميات الجالية
الكردية وقوانينها في الأحياء الشعبية المحيطة بمحطة الشمال، من التكافل
الجميل بين أفرادها إلى العصبيات السياسية التي تحول بعضهم إلى كاريكاتيرات.
هل هو فيلم عن الهجرة، أم عن الحب، أم عن الصداقة، أم عن القدر الأعمى، أم
عن قمع المرأة؟ إنه ذلك كله وأكثر منه. إن المفارقة كلها تكمن في تلك
العبارة التي تبدر عن صبا وهي تهجس بموت أفدال في غمرة حاجتها واشتياقها
له: «إذا تموت سأقتلك». لذلك، تنتقل قارورة الرماد من مكانها في بيت فيليب
إلى غرفة الأب في الفندق، لتصل أخيرا إلى أحضان صبا التي تفتحها، ذات مساء
ممطر، وتذرو محتوياتها فوق مياه «السين» بعد أن تحتفظ لنفسها بحفنة صغيرة
في علبة البودرة. إن الحياة ما زالت أمامها وهي تريد أن تعيشها وفق ما
تشتهي.
الشرق الأوسط في
20/04/2011
الكتاب يرصد واقعها من خلال فيلمي "اللمبي" و"حين ميسرة"
مباني الفوضى: رؤية سينمائية للعلاقة بين عقلية
العشوائيات وعقلية نظام مبارك
القاهرة - دار الإعلام العربية
"هناك علاقة تربط بين سيادة نمط معين من الأفلام التي تتناول سكان المناطق
الفقيرة والعشوائية في مصر، كمعظم ما أنتج من أفلام في الفترة من عام 2002
إلى 2008، وبين منظومات فكرية حكمت علاقتنا كأفراد بالنظام الذي يحكمنا".
بهذه الكلمات بدأت الكاتبة المصرية "فيروز كراوية" مقدمة كتابها "مباني
الفوضى.. سينما العشوائيات بين عقل طبقة وعقل نظام" الصادر أخيراً عن مكتبة
مدبولي بالقاهرة، والذي يقع في 140 صفحة من القطع المتوسط.
ويعنى هذا الكتاب بجانبين أساسيين، الأول هو إعادة قراءة العلاقة بين
الدولة وأفرادها في ضوء تحولات رصدها من خلال فيلمي "اللمبي" و"حين ميسرة"،
وكيف تكون هذه التحولات هي آثار للنظام الاستبدادي وسيطرته على الحياة
العامة والخاصة في مصر، وكيف يكون العنف وغياب القانون خصائص لأداء الدولة،
وسلوك الفرد على اختلاف موقعه من الخريطة الطبقية.
والثاني الذي يؤصله الكتاب هو كيف تساهم عملية التمثيل والتخيل هذه في
تأبيد خطابات تزيد من قسوة الفوارق الطبقية، وتبرر لتمييز غير عادل نتج عن
تقسيم صارخ للطبقات بين أغنياء جداً، وشديدي الفقر لدرجة لا تحتمل.
وفي هذا الإطار لا تعتمد الكاتبة في دراستها فهماً للعشوائيات كمناطق سكنية
للجهلة والمجرمين الذين يمارسون حياتهم في متاهات مجهولة ومقطوعة الصلة عن
أحياء الطبقة الوسطى والراقية، بل على العكس، ترصد تمييع الحدود بين
الروحين والعالمين، وتذويب ما يفصلهما في الحياة اليومية المعاصرة، وهو ما
ظهر جلياً في الفيلمين والتعليقات عليهما.
البطل الشعبي والبطل الشعبوي
وأوضحت "كراوية" أنه على الرغم من أن المرحلة السابقة على فيلم "حين ميسرة"
للمخرج خالد يوسف بين عامي 2002 و2007 تضمنت أفلاماً عديدة عن العشوائيات
والطبقات الفقيرة، وحققت إيرادات أعلى مثل فيلم "اللمبي" ولا زالت حتى الآن
تحظى بالقبول الواسع لدى مشاهدتها - فقد حظي "حين ميسرة" بالاهتمام النقدي
الأكبر، ويبدو هذا الاهتمام من وجهة نظر الكاتبة انعكاساً لظاهرتين، الأولى
هي النجاح الجماهيري للأفلام "الشعبية"
Popular في مقابل الأفلام الشعبوية
Populist.. فبينما ركزت أفلام بلال فضل وأحمد عبدالله على البطل الشعبي الذي
يصارع ظروفاً صعبة فرضها واقع عبثي، يحقق بطل "حين ميسرة" انتصاراً
"فنتازياً" على قوى اجتماعية متعددة، ليس أقلها جهاز الشرطة شخصياً، بما
يمثله من حضور للدولة المصرية بكل هيبتها في الفيلم.
أما الظاهرة الثانية التي يشير إليها الكتاب فهي التفات النقاد والتفافهم
حول الخطاب الشعبوي الذي يفترض صراعاً صريحاً بين البطل الفقير والدولة
المتغطرسة، ينتهي ببطولة شعبية وإن كانت مجهضة، بينما ينصرف الجمهور عن هذا
الإيحاء بالبطولة، ويفضل الالتحاق بقاطرة السخرية على عدميتها، وتستدعي هذه
الظواهر التدقيق في فهم النقاد والكتاب بما يمثلون من نخب ثقافية "وطبقية
أحياناً" لما يتجاوب معه الناس، أو ما يتواطأ مع الخطابات السائدة، ويكرر
أنماطاً باتت تجارية أكثر من أي اعتبار آخر.
عنف وفوضى
وتشير الكاتبة إلى أن النظام السابق حرص خلال عقدي الثمانينيات والتسعينيات
على إقصاء ساكني العشوائيات عن الخطاب العام بصورة منظمة، واعتبرهم الإعلام
الرسمي مصدر تهديد محتمل وكامن للطبقات الوسطى، وصورهم دوماً في صورة
إرهابيين وبلطجية.
إلا أن السينما لم تستطع إغفال العشوائيات وسكانها، حتى لا تفقد مصداقيتها،
مؤكدة أن التحولات الصارخة في علاقات القوة والعنف ومستوى الممارسات
الفوضوية في مصر في العقد الأخير جعلت الاستمرار في تجنب العشوائيات
مستحيلاً.
وتشير في هذا الصدد إلى التوازي في التحولات التي طرأت على المجتمع المصري
وتجسيده في فيلمي "اللمبي" و"حين ميسره"، الذي جاء تمثيل الدولة المصرية
وجهاز الشرطة فيهما مكثفاً ودالاً، فممارسة العنف والقمع ضد المهمشين
والخاضعين في كلا الفيلمين أشارت إلى حالة الانسحاق التامة في مواجهة عنف
سلطوي كاسح يمارسه جهاز الشرطة الشرس، وكان ساكنو هذه المناطق الفقيرة
جزءاً من التركيبة الاجتماعية الكلية التي تشكلت تحت نير الاستبداد
السلطوي، وتعاني من توابعه التي تتمثل في العنف والفوضى والفشل المؤسسي.
العربية نت في
20/04/2011 |