أعلن الأحد في العاصمة البحرينية (المنامة) عن إنتاج فيلم روائي طويل
يتناول
لأول مرة مشكلة الطائفية في البحرين بتمويل من شركة البحرين للإنتاج
السينمائي التي
يترأسها رجل الأعمال اللبناني أكرم مكناس. وقال مخرج الفيلم حسين الحليبي
إن الفيلم
الذي اخترنا تسميته "حنين" على "رغم من كونه يركز من خلال
أحداثه على خصوصية السياق
البحريني الراهن إلا أنه يتجاوز هذا السياق ليناقش قضية عامة
أصبحت تعصف بالمنطقة".
فيما أوضح كاتب السيناريو خالد الرويعي من خلال مؤتمر صحافي عقد في
نادي
الخريجين بالمنامة بمشاركة الطاقم العامل "أن جميع أحداث الفيلم التي تدور
في مساحة
مقطع زمني يقع بين العام 1983 لغاية الألفية الجديدة استُقيت أفكارها من
مشاهد
واقعية تنتمي إلى ذاكرة البحرين السياسية والاجتماعية
المعاصرة". وأضاف بهذا الصدد
"ستجدون كثيراً من الأحداث التي شهدناها في غضون هذه الفترة، والتقلبات
والعواصف،
التي ما من شك تتذكرونها جيداً قد تمت معالجتها درامياً في ثنايا الفيلم"
على حد
تعبيره.
وحسبما أوضح المشاركون في المؤتمر، فإنه ستتم مباشرة العمل في الفيلم
بدءاً من اليوم 17 نوفمبر/ تشرين الثاني حيث من المقرر الانتهاء منه في
ديسمبر/
كانون الثاني المقبل. بينما ستتقاسم مدينة القاهرة مع المنامة الحيز
الجغرافي الذي
ستنتقل فيه الكاميرا لتصوير مشاهده.
وقال الرويعي رداً على سؤال بشأن محور
المعالجة الدرامية "الفيلم يتخذ من واقع أسرة بحرينية تتعاقب
على أجيالها عدد من
الأحداث الحقيقية خلال الفترة التي جرى تحديدها سلفاً. في حين تتباين كيفية
تلقيها
لها بين جيل وآخر". في حين أضاف المخرج الحليبي "مضمون الفيلم جريء جداً.
فهو يناقش
مشكلات السنة والشيعة في البحرين بجرأة لم يسبق تناولها بها".
يشار إلى أن هذه
هي التجربة الثانية للمخرج ذي التكوين اليساري في إنتاج الأفلام الروائية
الطويلة
بعد فيلم "أربع بنات" الذي أخرجه في العام 2007 بالتعاون مع نفس المؤلف.
فيما تمتد
تجاربه الأخرى على عدد من الأفلام القصيرة مثل: "يوم أسود" و "ذاكرة شهيد"
و"مطاردة" التي أخرجها خلال فترات مختلفة سابقة.
وعلق الرويعي رداً على سؤال
آخر"لن نعالج الطائفية ولكننها نطرحها. موقفنا منها هو ذات
الموقف من أي فعل بغيض
لكننا لدى طرحها في الفيلم سنطرحها بتجرد". وتابع في هذا السياق"لن نحابي
أي طرف
كان في المجتمع" وفق تعبيره.
وفي حين رفض المشاركون الإفصاح عن الكلفة التقديرية
للفيلم إلا أن رئيس مجلس إدارة الشركة المنتجة مكناس وصفها بـ"القليلة في
حجمها
الكثيرة في مضمونها" وفق العبارة التي استخدمها. وسيشارك في
تمثيل الفيلم كل من
الفنانين الممثلين هيفاء حسين والمطرب خالد فؤاد وعلي الغرير ومريم زيمان
إضافة إلى
ياسر القرمزي.
وقال الحليبي "درسنا على مدى أشهر جميع الجوانب المتعلقة بالفيلم
خصوصاً أنه يناقش أحداثاً سياسية حقيقية وذات حساسية. حوالي السنة والنصف
استغرقتنا
كتابة السيناريو والمعالجة الدرامية. إلى أن وصلنا إلى اللحظة التي اخترنا
فيها
الممثلين وقمنا بتوزيع الأدوار".
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان الفيلم مسخراً للعرض المحلي فقط أوضح "أبداً،
يستحيل أن أقبل الخوض في تجربة ذات مدلولات خاصة. مشكلة الطائفية لم تعد
شأناً بحرينياً، وهي تعصف بكل المنطقة".
وهذا هو الفيلم الثالث الذي يتم إنتاجه
من خلال شركة البحرين للإنتاج السينمائي التي تأسست في العام
2006 والتي تركز في
أغلب إنتاجها على القصص التي تلامس قضايا راهنة مثل مشكلات الهوية وتمكين
المرأة
والطائفية.
والفيلمان الآخران هما "أربع بنات" 2007 و"حكاية بحرينية" 2007.
ويأتي فيلمها الجديد "حنين" بعد فشلها مؤخراً في الحصول على ترخيص لفيلم
كانت تنوي
إنتاجه عن مستشار حكومة البحرين السابق الإنجليزي تشارلز بلجريف (1926 -
1957) تحت
اسم "المستشار".
الجزيرة الوثائقية في
17/11/2009 |