أصدر فنانون وسينمائيون ومثقفون فلسطينيون، بياناً يشيد بموقف الفنانة هند
صبري
«التي
كسرت الحصار المفروض على الفلسطينيين، عبر مشاركتها في مهرجان القصبة
السينمائي الدولي في رام الله، وفعاليات ذات طابع مجتمعي وإنساني متعددة»،
كما
استهجن هؤلاء الهجمة الشرسة التي تعرضت لها صبري فور وصولها
إلى مصر، بعد أنباء «غير
صحيحة بالمطلق»، روجت لها بعض الصحف المصرية، وتتحدث عن زيارة صبري «تل
أبيب».
وقدر الفنانون في بيان وزع في حفل اختتام مهرجان القصبة السينمائي الدولي،
قبل
أيام، وتتواصل حملة التواقيع عليه، «الزيارة المهمة التي قامت
بها مجموعة من
السينمائيين العرب والأجانب إلى فلسطين، وبخاصة الفنانة هند صبري التي كسرت
الحصار
وزارت فلسطين، وشاركت في فعاليات مهرجان القصبة السينمائي الدولي، ورسمت
البسمة في
عيون أطفال وشباب فلسطين، والتقت بالعديد من الشخصيات الرسمية
والشعبية، وأبت إلا
أن تزور ضريح الشهيد القائد أبو عمار، وضريح الشاعر محمود درويش، إضافة إلى
زيارات
ذات طابع اجتماعي وإنساني في مدن فلسطينية، وليست غير فلسطينية»... وأكد
البيان:
نعم اقتصرت زيارة الفنانة هند صبري على
المحافظات الفلسطينية فقط. وأضاف: لا يعقل
أن تكون زيارة رام الله، أو غزة، أو القدس، أو بيت لحم، أو
نابلس، أو غيرها من
المدن الفلسطينية تطبيعاً، ولا يعقل أن يبقى المثقف والفنان العربي أسير
بعض
الأقلام التي لا تفرق بين رام الله وغزة أو القدس العربية وبين تل أبيب!
وشدد الفنانون في بيانهم: انطلاقاً من «المقولة الخالدة للقائد الشهيد فيصل
الحسيني»، بأن «زيارة السجين لا تعني تطبيعاً مع السجان»،
فإننا ندعو جميع المثقفين
والفنانين والمبدعين العرب إلى زيارة فلسطين، والتعبير من داخلها عن
تضامنهم مع
شعبنا الصامد وقضيته العادلة، وعدم تركه يصارع الاحتلال وجرائمه العنصرية
وحده، كما
أكدوا: زيارة
فلسطين بما تحمله من معاني التضامن، والإسناد، ومقاومة سياسات
الاحتلال، ستسهم بشكل كبير في فضح ممارسات الاحتلال الهمجية ضد
شعبنا الفلسطيني،
بخاصة أن الفن والثقافة كانتا ولم تزالا من الأسلحة الأساسية في النضال
الوطني
الفلسطيني، وفي مقاومة الاضطهاد الممارس ضد أبناء شعبنا، مطالبين الفنانين
والمثقفين والمبدعين العرب بزيارة فلسطين لكسر الحصار المفروض
عليها.
وكانت الفنانة هند صبري قامت بزيارة هي الأولى من نوعها في الأراضي
الفلسطينية،
حيث شاركت في فعاليات مهرجان القصبة السينمائي الدولي بدورته
الرابعة، وناقشت مع
الجمهور الفلسطيني فيلمها الأول «صمت القصور» للتونسية مفيدة التلاتلي
وكانت صبري
آنذاك في الخامسة عشرة من عمرها، كما زارت ضريح الرئيس الفلسطيني ياسر
عرفات، وضريح
الشاعر محمود درويش، والتقت شخصيات رسمية وشعبية، من بينها
الرئيس محمود عباس،
إضافة إلى زيارة نابلس ومخيمات اللاجئين المحيطة بها للاطلاع على المعاناة
الحقيقية
للشعب الفلسطيني، في حين شاركت صبري في حضور تدريبات منتخب كرة القدم
النسوي،
وفعاليات أخرى.
وقالت صبري في رد على سؤال حول زيارتها واحتمالات اتهامها بالتطبيع: «إن
وصم كل
من يزور فلسطين بالمطبّع كلام من أجل المزايدة الفارغة .. من
يزور فلسطين يساهم في
كسر الحصار المفروض عليها، ويرسم البسمة على شفاه الفلسطينيين، مستشهدة
بعبارة
القائد الراحل فيصل الحسيني التي وردت على لسان الرئيس الفلسطيني محمود
عباس، خلال
لقائها إياه».
ووجهت صبري دعوة إلى كل العرب، وبخاصة الفنانين، إلى زيارة فلسطين، لأنه
«لا
يمكن أن نعرف حقيقة الأمور دون أن نشاهدها»، معترفة أنها كانت
تجهل الكثير عن واقع
الشعب الفلسطيني، مشيرة إلى أنها سمعت في الأيام القليلة التي قضتها في
فلسطين،
خلال مشاركتها في مهرجان القصبة السينمائي الدولي الرابع، كلمة «تصريح»،
أكثر من
300
مرة، ما يعكس حجم المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، مؤكدة أن هذه
الكلمة «استفزتها
كثيراً»، إلا أنها شددت على أن ما اكتشفته خلال الزيارة هو حب
الفلسطينيين للحياة، ورغبتم بيوميات طبيعية كسائر شعوب الأرض،
رغم كل المآسي التي
يعيشونها، والتي لا تخطر على بال أي ممن لا يلامسها على أرض الواقع.
الحياة اللندنية في
30/10/2009
رهانات التنوع البيئي والاهتمام بحقوق
الطفل
الدار البيضاء – نور الدين محقق
يبدو أن الفيلم السينمائي الوثائقي بدأ يعرف اهتماماً متزايداً في المغرب.
إذ
هناك الآن مجموعة من المهرجانات السينمائية المغربية التي أصبحت تهتم به
وتخصص
جوائز مهمة له. وهو الأمر الذي دفع الكثير من المخرجين، خصوصاً
الشباب منهم، إلى
الالتفات إليه والحرص على تقديم أفلام وثائقية جديرة بالمشاهدة وبالمتابعة
النقدية
تعريفاً بها وبالآفاق التوثيقية والجمالية التي تحرص على إيصالها إلى
المتلقي. من
هنا فقد استطاع على سبيل المثال مهرجان الفيلم الوثائقي في
مدينة خريبكة أن يجد له
مكاناً داخل المهرجانات السينمائية المغربية منذ دورته الأولى التي عقدت
أيام الأول
والثاني والثالث من تشرين الأول (أكتوبر) 2009 وتوزعت جوائزه على الأفلام
الوثائقية
الثلاثة الآتية: «نساء للبيع» للمخرجة اللبنانية ديما الجندي، و «لفيف»
للمخرج
المصري عز الدين سعيد، و «في انتظار الثلج» للمخرج المغربي
ياسين الإدريسي. وهو
الأمر الذي ترك صدى طيباً في الأوساط السينمائية المغربية. وإضافة إلى هذا
المهرجان
السينمائي الذي يعنى بالفيلم الوثائقي نجد مهرجاناً آخر يقام في مدينة
الدار
البيضاء ويهتم هو الآخر بالفيلم القصير والفيلم الوثائقي معاً،
وقد وصل هذه السنة
إلى دورته الرابعة، وهو أمر إيجابي ينم عن اهتمام رفيع بهذا النوع من
الأفلام
السينمائية والحرص على تطويرها ومتابعتها.
وفي إطار هذا الاهتمام السينمائي ذاته نجد مدينة أغادير تهتم بدورها
بالفيلم
الوثائقي حيث يتم مهرجانها السينمائي المخصص للفيلم الوثائقي
الدولي هذه السنة
دورته الثانية.
هذا المهرجان السينمائي الذي تنظمه جمعية الثقافة والتربية عبر السمعي -
البصري،
وتحرص على جعله مهرجاناً سينمائياً جديراً بالبقاء
والاستمرارية. وهو سيعقد في
الفترة الممتدة من 10 إلى 14 تشرين الثاني (نوفمبر) من هذا العام وسيعرف
مشاركة
مجموعة من الأفلام الوثائقية من دول عدة مثل البرازيل وكندا والصين وفرنسا
والهند
وليبيا والمكسيك وهولندا وكينيا والبيرو وقطر وتركيا وغيرها. وهو ما يجعل
منه
بالفعل مهرجاناً سينمائياً ذا بعد عالمي. في حين سيشارك المغرب
في هذا المهرجان
بفيلم وثائقي يحمل عنوان «فوق الحبل» للمخرج المغربي وحيد المثنى. أما
المواضيع
التي تم تحديدها هذه السنة للمهرجان، فهي تتمركز حول رهانات التنوع البيئي
وحقوق
الطفل. وهو أمر محمود وإيجابي، لما أصبح للبيئة من أهمية في
الوقت الراهن ولأهمية
وضرورة الاهتمام بقضايا الطفولة بمختلف تجلياتها.
وعلى غرار الدورة الأولى السابقة من هذا المهرجان، فإن هذه الدورة أيضاً
ستعرف
أنشطة موازية مهمة مثل القيام بعرض مجموعة من الأفلام
الوثائقية على هامش المسابقة
الرسمية وإقامة بعض الورشات للتربية على الصورة والاهتمام بها وغيرها.
وسيخصص منظمو
المهرجان، كما جرت العادة في المهرجانات السينمائية، جوائز مهمة للأفلام
الوثائقية
الفائزة، تتمثل في الجائزة الكبرى لأحسن فيلم وثائقي، وجائزة
لجنة التحكيم ثم جائزة
الجمهور.
هكذا يمكن القول إن هذا المهرجان السينمائي الخاص بالفيلم الوثائقي الدولي
الذي
يعقد في مدينة أغادير، والذي يصل هذه السنة إلى دورته الثانية
بعد نجاح دورته
الأولى، أصبح يشكل مجالاً آخر للاهتمام بهذا النوع من الأفلام السينمائية
التي
ترتبط بالواقع في تشعباته المتعددة وتحرص على تقديمه في شكل يوثق ما يقع
فيه، بحسب
وجهة نظر كل مخرج طبعاً، مع الحرص على الجمالية الفنية والإبداعية الغنية
سواء على
مستوى الطرح الموضوعاتي أو التناول السينمائي المتكامل.
الحياة اللندنية في
30/10/2009 |