تشارك "40" دولة بواقع "84" فيلمًا في مهرجان نورنبرج للأفلام
الوثائقية الخاصة بحقوق الانسان وذلك للمدة من 30 سبتمبر وحتى 11 أكتوبر
الجاري إختار مهرجان هذا العام ايران للتركيز على مسألة حقوق الانسان فيها
خاصة، بعد اندلاع المواجهات والمصادمات بين انصار المرشحين للرئاسة
الايرانية، والتي شهدت ذروتها بعد انتخاب الرئيس أحمد نجادي لفترة رئاسية
جديدة.
في هذا الاطار منحت بلدية نورنبرج السيدة معصومة ديجان زوجة الحقوقي
الايراني عبد الفتاح سلطاني في الرابع من أكتوبر جائزة حقوق الانسان التي
تمنحها المدينة سنويًا لاحدى الشخصيات المدافعة عن حقوق الانسان، خاصة وان
سلطاني مشهود له في ايران بالوقف بجانب المعتقلين السياسين والدفاع
القانوني امام المحاكم الايرانية عنهم الى جانب تأسيس مركز للدفاع عن حقوق
الانسان في ايران بالاشتراك مع شيرين عبادي الحائزة علي جائزة نوبل وهما
يصدران كل 3 شهور تقريرا مفصلا عن حقوق الانسان في ايران. جدير بالذكر ان
الجائزة تمنح كل سنتين وتبلغ قيمتها المادية 15 الف يورو وقد سلم عمدة
المدينة السيد " اورالش مالي" للسيدة ديجان الجائزة وسط حضور بارز لحقوقين
دوليين اضافة الى وزير الخارجية الالماني ووزير الداخلية في مقاطعة بافاريا
يواخيم هيرمان.
فيلم المخرجة الايرانية الشابة هانا مخملباف "الايام الخضراء" الذي عرض في
المهرجان يدور حول قصة الانتخابات الايرانية الاخيرة، وتوثق الكاميرا عبر
مشاهد ولقطات مأخوذة بالهواتف الجوالة ذلك الاحباط الذي طال قطاع من الشباب
لفوز احمد نجاد بالانتخابات، يعتقد كثير من المشاهدين ان الفيلم يركز على
انصار حسين موسوي الذي كان خصما عنيدا في الانتخابات امام الرئيس احمد نجاد
وهو تحيز لاظهار مدي شعبيته، وفي هذا السياق فان والد المخرجة محسن مخملباف
هو مخرج ايراني يعيش في الخارج وكان متحدثًا رسميًا باسم حسين موسوي في
الخا رج، غير ان المخرجة تحاول الخروج من هذا المأزق ليظهر الفيلم بشكل
اكثر حيادية واستقلالية وذلك من خلال التوجه باسئلة الى انصار حسين موسوي
عن ذكر سبب واحد لتفضيله علي احمد نجاد وفي هذا السياق فهم يقولون انه
صراع بين الشخص اللامثالي والشخص السئ في اشارة الي احمد نجاد، ورغم كل
ذلك الجدل فان الفيلم يظهر مشهدا مؤثرا لوفاة الشابة الايرانية" ندا آغا
سلطان" التي فقدت حياتها من جراء المصادمات التي واكبت عملية الانتخابات.
عرض أيضًا في المهرجان فيلم للمخرج بيتر لومي "رسائل الى الرئيس"
يتناول فيه الفترة التي سبقت الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها في ايران.
حضرت الممثلة ايرانية الأصل المانية الجنسية ياسمين طبطبائي فعاليات
المهرجان وصرحت حول الفعاليات الايرانية في المهرجان.. بانها تتفهم اهمية
هذا المهرجان كونها ايرانية الاصل وانه من المهم التنديد عالميا بانتهاكات
حقوق الانسان في ايران.
احد اهم الافلام التي عرضت ايضا هو فيلم المخرج الامريكي مايكل مور"الرأسمالية:
قصة حب" وهو فيلم جديد يعرض لاول مرة في المانيا ويأتي في سلسلة افلام
مايكل مور التي توجه النقد الي السياسة الاميركية في حلها للمشاكل الداخلية
والخارجية، فالفيلم يتهم هذه المرة النظام الراس مالي بشكل حاد ويقوا انه
المسؤل عن ثراء الاثرياء وفقر الفقراء، وعن الازمة الاقتصادية العالمية
الحالية يبرز مايكل مور عبر الكاميرا وعبر لقاءته العديدة مع المسؤولين في
القطاع المالي فكرة المؤامرة في الازمة الاقتصادية الحالية فالبنوك الكبيرة
والاستثمارت الضخمة استغلت اموال الناس فيما يشبه العاب القمار دون ادني
مسؤلية تجاه هؤلاء البسطاء، كما ان الفيلم يرى ان تسريح العمال من الشركات
الكبري ياتي في سياق تحقيق ارباح ضخمة وغير مسبوقة، ويتهم سياسيين وموظفين
في وزارة المالية الامريكية بعلاقات مشبوهة وغير بريئة مع ادارة البنك
المركزي اضافة الى ان البنوك قد شجعت الناس على الاقتراض لشراء العقارات
السكنية وبذك تكون المسؤلة الوحيدة عن تهيئة الظروف والاجواء لحدوث الازمة
الاقتصادية التي ضربت الولايات المتحدة الامريكية ومن ثم الاقتصاد العالمي
وما تلى ذلك من تداعيات كبيرة كفقدان السكن والعمل والدخل .. وظهر في
الفيلم رجال دين مسيحيون يعتقدون ان الراسمالية تتعارض مع القيم الدينية
المسيحية لانها لا تحمي الفقراء وتشجع علي الطمع والجشع.
أفلام عديدة اخرى من بقاع العالم المختلفة تركز علي مناصرة الفقراء
والاهتمام بحقوق الانسان ووفق مقررة المهرجان" اندريا كوهن "فان قيمة عرض
هذه الافلام تكمن في تسليط الضوء علي تلك البقاع المنسية من العالم والمهدر
فيها حقوق الانسان.
من أمريكا اللاتينية سلطت افلام وثائقية عديدة علي حقوق السكان
الاصليين في تلك البلدان كما جاء في احد الافلام الوثائقية من بيرو، افلام
روسية ركزت علي حرية الصحافة وفي هذا السياق عرض فيلم للصحفي الكولومبي
هولمان موريس اسمه "شاهد غير مرغوب فيه "يظهر عبر مشاهد الكاميرا الحياة
اليومية للصحفي والصراع الذي يخوضه بين النزاهة المهنية والاستقلالية وبين
التهديد بالقتل واجباره علي سلوك مغاير.
عرض أيضا فيلم الماني عن انتفاضة الجنوب الالماني ضد النازين الجدد
ورفض افعالهم ومقاومة سلوكهم الذي يسئ خارجيا الي سمعة المانيا.
من لاهاي حضرت نائبة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية عرض فيلم
وثائفي اسمه "الحساب" والفيلم يدور حول عمل هذه المحكمة في مناصرة
المظلومين ومحاكمة الطغاة في العالم.
الكاتبة الشهيرة "ايريس بيربن" قرأت مقاطع من كتابها المرأة تحرك
العالم وهو كتاب يهتم بقضايا المرأة وتقديمها كجزء فعال في المجتمع وتحدثت
عن عدم اغفال حقوق المرأة حتى تستطيع التأثير الفعال في المجتمع.
لوحظ في المهرجان غياب كامل للأفلام العربية التي تهتم بحقوق الانسان
من دون أي تفسير لذلك من جانب القائمين على أمر المهرجان.
Salah.soliman@gmx.de
إيلاف في
07/10/2009 |