عالم المخدرات والاتجار فيها ليس مساحة للوقوع على مطاردات بلا
نهاية بين رجال وسيمين لا يهابون أي شيء، ويطلقون النار كما لو أنهم يفرشون
أسنانهم، كما على أفلام «الأكشن» أن تصورهم، وكما يحلو لنا أن
نراهم على شيء من
العادة، يختلف الأمر في السينما التي تقارب تلك العوالم وعينها على الواقع،
ودون أن
يظهر مسدس أو تطلق رصاصة واحدة ولتصلنا بوقع أشد وأبقى كونها تسعى للاقتراب
من
حقيقتها.
ما بدأنا به على صلة مباشرة بفيلم
Maria Full of Grace «ماريا
ممتلئة نعمة» 2004 للمخرج جوشا مارستون، والذي قدم شريطاً
مميزا بهذا الخصوص لنا أن
نعود إليه بقوة، مادمنا نمضي مع قصة امرأة عادية لها أن تتورط في الاتجار
في
المخدرات من حيث تدري أو لا تدري، وفي استجابة لضغوط حياتها الاقتصادية،
بعيداً
مثلاً عن الشر، أو البحث عن التسلية والمغامرة، أو دون دوافع
على الإطلاق حين نرى
امرأة تهبط علينا من السماء وتمسي مجرمة وسارقة وما إلى ذلك.
لننسى
المقارنات ونمضي مع ماريا (كاتالينا مورينو رشحت عن دورها هذا لأوسكار أفضل
ممثلة
في دور رئيس 2005) إلى حيث ستقودنا، ونحن نراها تعمل في معمل للورود،
ومهمتها إزالة
الأشواك عن سويقاتها، تعيش في بلدة صغيرة في كولومبيا، تعيل
عائلتها المؤلفة من
أمها وجدتها وأختها وابن اختها الصغير، ولا أحد منهم يعمل، لديها علاقة مع
شاب تظهر
أمامنا مباشرة بأنها في طريقها للفشل.
الفيلم يركز على حياة ماريا اليومية،
رغبتها في أن تتبادل الحب مع صديقها على سطح بيت تتسلقه فيأبى
أن يتسلقه بدوره،
علاقتها مع أختها التي تربي ابنها بعد أن هجرها والده، تتوعك صحياً فلا
يرحمه
مديرها في العمل، ولا يقبل أن تذهب إلى الحمام كل ربع ساعة فتترك عملها
والورود
التي تكون مصدر رزقها وعائلتها.
ماريا حامل، لكنها وفي اللحظة التي تصارح
فيها صديقها ينهيان علاقتهما، لا لأنه لا يريد الزواج بها
وتحمل مسؤوليته، بل لأنه
يريد ذلك وهي تشعر بأنه ما عاد يحبها، ومن ثم تتعرف إلى فرانكلين الذي يؤمن
لها
عملاً جديداً يتمثل في قيامها بنقل شحنة من المخدرات إلى نيويورك.
طريقة نقل
تلك الشحنة ستقودنا إلى عالم نجهله تماماً، إذ إنها ستنقلها في معدتها،
ستبتلع 60
كبسولة وتمضي بها إلى أميركا، تتدرب على ذلك بواسطة حبات عنب كبيرة، ثم
نشاهد
تفصيلاً كيف تبتلع تلك الكبسولات، وسفرها في الطائرة والمخاطر
التي ترزح تحتها، وهي
تكتشف أن ثلاث نساء غيرها يقمن بالمهمة نفسها، بلانكا أعز صديقاتها ولوسي
التي
تتعرف إليها قبل سفرها وتتعلم منها تفاصيل المهنة، «يرسلون أكثر من امرأة
في الرحلة
الواحدة، ففي حال إلقاء القبض على واحدة فإن الأخريات قد
يصلن»، هكذا تقول لها تلك
المرأة، بينما تكون الرابعة مجهولة بالنسبة لماريا. لن نكون أمام تشويق
مجاني، إنه
توتر يحاكي الطبيعي، آلام البطن والمعدة، دخول ماريا حمام الطائرة
واستعادتها
كبسولتين كانتا ستضيعان منها، ومن ثم إعادة ابتلاعهما بعد
غمرهما بمعجون الأسنان،
بعدئذ إيقاف ماريا في مطار «جون كيندي» ونجاتها بأعجوبة لا لشيء إلا لأنها
حامل،
ومن الخطر على جنينها أن تتعرض للأشعة.
تفاصيل كثيرة، وأحداث تمضي بهدوء له
أن يأتي من هدوء ماريا نفسه، وصول الثلاثة إلى أميركا، وإلقاء
القبض على واحدة فقط،
موت لوسي جراء انفجار كبسولة في أمعائها، هرب ماريا وبلانكا ولجوئهما إلى
أخت لوسي،
حيرتهما وضياعهما وخلافهما، واتصالهما بأفراد العصابة مجدداً وتسليمهما
الشحنة.
كل ذلك سنشاهده دون تصعيدات مقحمة،
نحن نراقب مصير ماريا وإمكانيات نجاتها والتي تكون متاحة لا
لشيء إلا لأنها تتصرف
بهدوء وحكمة، بينما الشابان اللذان تسلما منها شحنتهما غير مهتمين إلا
بتسلم
الشحنة، لا تهديدات ولا عنف ولا شيء من هذا القبيل.
كل ما يسير ماريا هو
حاجتها للمال، وحين تقبض 5000 دولار على مهمتها، تدفع نصف المبلغ في تغطية
مصاريف
عودة لوسي بتابوت لائق إلى كولومبيا، كما أن الجنين الذي في أحشائها يمسي
كل هوسها،
تدفع كل ما معها من النقود لتطمئن عليه لدى طبيبة، وحين تسمعها
دقات قلبه فإن
الدنيا لا تسعها من الفرح، لدى عودتها مع بلانكا إلى كولومبيا، تقرر ماريا
أن تبقى
في أميركا.
رأس العلة
الفيلم يحمل قصة جميلة، تتناغم وعناصر أخرى على صعيد
الصورة، إنه يقدم الفقر بوصفه رأس العلة، والدافع الرئيس لأن تبتلع ماريا
كبسولات
تحمل الموت، لا شر ولا خير بوصفهما مفهومين مجردين يلصقان
بالبشر من حيث لا يدرون،
إنها الحياة كما هي، وخيارات الإنسان رازحة تحت وطأة ظروفه
الاقتصادية.
الإمارات اليوم في
06/10/2009
الرعب والإثارة دون
نجاة
«بحيرة
عدن».. حين يصير الماء دماً
زياد عبدالله – دبي
هناك وثيقة ـ غير موثقة ـ بين المشاهد والأفلام التجارية التي تقدم
الرعب والإثارة، تتضمن وصفات خاصة، يتفاعل معها المشاهد، وتكفي آلية الترقب
لوقوع
شيء جلل أن تشحذ الحواس، وتضعها في حالة تأهب. وعندما لا يخيب
هذا الترقب، فإن
الأدرينالين الذي يتصاعد سرعان ما يطلب المزيد فيستجاب طلبه، ويتكرر ذلك
إلى أن نصل
إلى نهاية ترضي المشاهد أيضاً، من دون أي انحرافات أو مغامرات إبداعية،
«فواحد زائد
واحد يساوي اثنين»، ولا شيء غير ذلك، فالجميع يعرفون مسبقاً ما
الذي ستمضي إليه
الأحداث، وكيف سينجو بطل أو أبطال الفيلم في النهاية.
فيلم (بحيرة عدن) الذي
انتهى عرضه الأسبوع الماضي في دور العرض المحلية لن يكتب النجاة للضحايا أو
الأخيار، على الرغم من أنه يدعونا إلى الرعب والإثارة، ولتتحول البحيرة إلى
بحيرة
دم، كثيراً ما أريق في الفيلم البريطاني الذي أخرجه وكتبه جيمس
وتكنس في أولى
تجاربه الإخراجية.
قد نجد في الفيلم ملامح كثيرة، قادمة من فيلم مايكل هنكي «ألعاب مسلية»، إن تعلق الأمر بالنهاية،
والإصرار على رصد عذابات الضحية وانعدام
آمالها في نجاة دائما ما تكتب لها في النهاية، كما أن الاصرار
على تقديم حفنة من
المراهقين محملين بكل هذا الشر سيكون أيضاً دعوة إلى التوقف والمقارنة.
كما
في أي فيلم رعب وإثارة، فإن مكاناً غريباً ومعزولاً سيكون ضرورياً لمجريات
أحداث
الفيلم، ويكون الصراخ وطلب النجدة غير مجديين، نرى جيني (كيلي رايلي) تعلم
أطفالاً
في روضة، ثم تخرج مسرعة، باتجاه سيارة ينتظرها فيها ستيف
(مايكل فاسبندر)، ومن ثم
يمضيان إلى بحيرة عدن، حيث سيمضيان عطلتهما، وسيتقدم ستيف لخطبتها، ونحن
نراه يتفقد
العلبة التي تحمل الخاتم، لكن جمال الطبيعة وهدوءها سرعان ما يتبددا، بمجيء
صبية
مزعجين وهم يسمعون الموسيقى بأعلى صوت، وكلبهم يعوي ويتحرش بجيني وستيف
اللذين
يكونان بصدد الاستمتاع بالسكينة، ومعها الحب والرومانسية.
كل شيء عادي إلى
الآن، ويمكن تمريره واحتماله، لئلا يتعكر صفو رحلتهما، لكن، وبعد مؤثرات
تشحذ
انتباهنا وتنبه حواسنا، تنقلب السكينة إلى جنون بلا رحمة، ويفتح الفيلم
الباب على
مصراعيه، أمام حفلة عنف وتعذيب لا سبيل لإيقافها. فمع سرقة
هؤلاء الصبية سيارة ستيف
وهاتفه ومحفظته، يبدأ العد العكسي لاصطدامه بهم، يذهب إليهم، ويدخل في عراك
معهم،
فإذا بالكلب الذي معهم يسقط صريع سكين تصيبه في عنقه بالخطأ، وهنا، يتصاعد
غضب زعيم
الصبية، ويصبح الفيلم ملاحقة متواصلة من الصبية لستيف وجيني،
وسرعان ما يمسكون
بستيف الذي تصطدم سيارته، حين يستعيدها بشجرة ينغرز جذع منها في صدره،
فيسأل جيمي
أن تتركه وتحضر مساعدة.
سنشهد جنوناً كاملاً ينفذ بستيف، زعيم الصبية سيسأل
كلا منهم أن يطعنه في مكان ما من جسمه، بينما هو مربوط بالأسلاك الشائكة،
والفتاة
الوحيدة من بين الصبية تصور كل شيء على هاتفها، وكل ذلك يحدث
على مرأى من جميي،
وحين ينجحا في الهرب يصبح ستيف على حافة الموت المحتم. لكن، لا يتركه
المخرج يموت
هكذا، بل يحرقه الصبية بعد ذلك. وهذا ليس شيئاً أمام ما ينتظرنا من سادية
منفلتة من
عقالها، ستمسي ملاحقة جيمي توحشاً كاملاً، وجاهزية الإنسان
للبدائية، ولن تكون
النهاية كما اعتدتم، ولا كما تشتهون أبداً.
في الفيلم، ما يختلف عن هذا
النمط من الأفلام، ثمة مساحات يتحرك فيها خاصة به، وإن كان ثمن
ذلك الكثير من
الدماء وحفلات القتل لمجرد القتل والتلذذ به، من دون أن يفرط بعناصر
التشويق وهو
يمضي إلى نهاية لا تستعين بالمعجزات.
الإمارات اليوم في
05/10/2009
سعدالله ونّوس بكاميرا قيس
الزبيدي
«إننا
محكومون بالأمل».. سينما على خشبة المسرح
زياد عبدالله دبي
«كيف يخافون الحب، وهو أجمل شيء في الحياة؟ لأن الأرواح الفقيرة لا
تبحث عن الجمال بل عن النظام»، من هذه العبارة المأخوذة من مسرحية «بلاد
أضيق من
الحب»، يبدأ فيلم «إننا محكومون بالأمل»، ولعل هذا العنوان
سيحيلنا مباشرة إلى
الكاتب السوري الراحل سعد الله ونّوس، ليصير الحديث هنا عن توثيق سينمائي
جديد
لحياته، وفعل جمالي استعادي يقدمه المخرج العراقي الألماني قيس الزبيدي عبر
شريط
فرغ منه أخيراً، من إنتاج شركة «الليث للإنتاج المرئي
والمسموع»، حيث يحكم فيه
قبضته حول عوالم هذا المسرحي، في تمازج بين مادة أرشيفية خاصة وشهادات لمن
كانوا
حول ونوس، ستتبع على الدوام بتجسيد مسرحي أو سينمائي أو فوتوغرافي.
إن كانت
السينما التسجيلية فن إعادة بناء الواقع، فإن الزبيدي يعيد البناء بما يشكل
واقع
ونوس الجمالي، ويمنح خشبة المسرح فعلاً مجاوراً لحياته، وعلى قدر متوازٍ
ومتداخل،
لا لشيء، إلا لأن المسرح هو حياة ونوس، والعكس صحيح.
يتعقب قيس الزبيدي حياة
سعد الله ونوس، بعد أن فعل ذلك مع الرسام جبر علوان العام
الماضي، في فيلم «جبر
ألوان» الذي نال الجائزة الأولى في الدورة الثانية من مهرجان الخليج
السينمائي.
ولعل غواية أن تمضي السينما خلف فنون أخرى
سيمنح للوثائقي فرصة جمالية، تجعله
استثماراً إبداعياً في تلك الفنون، عدا استثنائية الشخوص، كما هو ونوس الذي
يبدأ
الفيلم من قريته «حصين البحر» على الساحل السوري، وطلبة في طريقهم إلى
المدرسة،
فإذا بنا نسمع شهادة مدرس ونوس متري عرنوق، وهو يتحدث عنه
طالباً مميزاً، ومن ثم
أخته التي تروي كيف كانت تعذبه الأمور التي لا يكتشفها، بينما تخبرنا أمه
عن رسائل
كان يرسلها إليها من القاهرة وباريس.
لن يشعر مشاهد الفيلم بأنه في صدد
تسلسل زمني صارم لحياة ونوس، فباريس لن يكمل فيها ونوس دراسته،
لأن نكسة 67 تكون قد
وقعت، كما سيقول لنا المخرج السوري عمر أميرلاي، وهو يروي رؤيته المشتركة
معه، وكيف
فكرا بمقاربة المواطن السوري، كون الهزيمة لم تكن بسبب قوة إسرائيل، بل
لضعفنا،
وهكذا تولدت فكرة مجموعة أفلام عن الحياة اليومية في قرية ومن
ثم معمل ومدرسة
وغيرها، فكان «الحياة اليومية في قرية سورية». ولعل النكسة ستعود وتظهر
بوصفها نقطة
مفصلية في حياة ونوس، وهو يتحدث في فيلم أميرالاي، «وهناك أشياء كثيرة، كان
يمكن أن
يتحدث عنها المرء»، حين بدت تماماً أنها النهاية بالنسبة لونوس.
سنكون
دائماً في فيلم ضمن فيلم، ومسرحية داخل فيلم، فمع الحديث عن «رأس المملوك
جابر»
واحتفاء الجمهور الألماني بها، سنشاهد
مقطعاً من فيلم «المغامرة» المأخوذ عن
المسرحية، وليتبع بها مجسدة على الخشبة، ومعها أيضاً مشاهد
خاصة لونّوس في لايبزغ،
وبالتأكيد، لن يغيب برتولد بريخت، وتأثر ونوس به طالما أننا في
ألمانيا.
سيحضر الشخصي عبر سرد زوجته فايزة شاويش، وتحديداً في فترة مرضه،
وفي بُعد معرفي ونقدي في الفيلم، فإن الممثل غسان مسعود سيتحدث عن شراكة
سعد الله
ونوس مع فواز الساجر، ويقول إن تقديس ونوس النص المسرحي فهم
بطريقة خاطئة، وأنه
أبدا لم يكن يعتبره صياغة نهائية لا تتأثر بالبروفة والعرض. طبعاً، هكذا
كلام لا
يترك من دون أن يحضر مشهد من «رحلة حنظلة من الغفلة إلى اليقظة»، ومعها
لقطة لمسعود
في الكواليس.
سيحضر آخرون، سنتجول بين لوحات أحمد معلا وتحيته لونّوس، وهو
يقرأ عما دفعه لهذه التجربة، سنشاهد ملصق «طقوس الإشارات والتحولات» سيتكلم
ابن
قريته الروائي حيدر حيدر، وستكون مقاربة ماري إلياس أكاديمية
بامتياز، وليكون
الكلام دائماً موجزاً ومكثفاً لا يترك من دون سند، وهو الصورة التي تتكلم
بإسهاب.
يروي قيس الزبيدي عن علاقته بونّوس بعيداً عن الفيلم، قائلاً: تعرفت
إليه بشكل عابر في ألمانيا، حينما كنت أكمل دراستي، وكنت أتابع أول نشاط
مسرحي واسع
لما سمّي «حوار بريخت»، وكان سعدالله قد غادر إلى برلين، عن طريق شريف
خزندار الذي
أخرج في هذه المناسبة مسرحية «الاستثناء والقاعدة» في مسرح «البرلينر
انسامبل».
ويضيف مخرج «اليازرلي» «وقتها، وبسبب إعجابي الشديد ببريخت وبآرائه
الجمالية، شاهدت أغلب مسرحياته، ورحت أتعرف إليه وعلى مسرحه أكثر فأكثر. في
دمشق،
عملت في المؤسسة العامة للسينما، وحينها شاهدت مسرحية «حفلة
سمر»، وتناقشت حولها مع
سعد الله واكتشفت اقترابه من بريخت، وانطلاقه في تقويم مسرحيته منه».
ويتذكر
الزبيدي صاحب التجربة المديدة في الفن السابع قائلاً «على الرغم من نجاح
المسرحية
الهائل، كان عند سعد الله ونوس تساؤلات عن طبيعة النجاح ومصدره: أهو نوعية
وأهمية
المسرحية الدرامية؟ أم موضوعها؟ أي النكسة التي كانت تجذب
الناس إلى مشاهدة
المسرحية».
تصلح نهاية الفيلم كمثال نسرده للتدليل على الآلية التي اتبعها
الزبيدي في سرده البصري، فبعد كلمة ونوس الشهيرة في «يوم المسرح العالمي»،
نشاهد
لقطة من مسرحية «أبو خليل القباني»، ثم شموعا مضاءة، فقبر سعد
الله ونوس، بعدئذ
طاولته وقد حملت نظاراته، وإلى جانبها كرسيه الهزاز فارغاً، ولقطة للبحر من
بين
نباتات الصبار، لقطة لأم سعدالله، مشهد لغروب الشمس، بعد أن بدأ الفيلم
بإشراقها،
ولنعود مجدداً إلى غرفته وصورته، بينما يطالعنا صوت ونوس يقول
على Answering Machine «هنا
بيت سعدالله ونوس، نأسف لعدم وجود من يرد على الهاتف، نرجو أن تتركوا
رسالة، بعد سماع الإشارة وشكراً».
يشكل سعدالله ونوس بالنسبة لقيس الزبيدي
رمزاً لجيل النكسة، والمثقف الذي آمن بالتغيير، وكشف ضعف
إيمانه بمن يقود إلى
التغيير. ومن الجدير ذكره أن الزبيدي قام بمونتاج فيلم «الحياة اليومية
لقرية
سورية»، وأشارك في كتابة ومونتاج «المغامرة» المأخوذ عن «رأس المملوك
جابر»، ولم
يعجب سعد الله بالفيلم.
الإمارات اليوم في
04/10/2009 |