عندما جاءت مصر منذ سنوات قليلة لتصوير فيلم كود
٦٣
لمصطفى
شعبان اعتقدت أنه مجرد فيلم هاتصوره ثم تعود لبلدها لبنان،
لكنها وجدت نفسها أمام
عروض فنية لأفلام ومسلسلات دفعتها للاستقرار فى مصر منها، سلطان الغرام
لخالد
صالح، وخارج على القانون لكريم عبدالعزيز، وفى الأيام القليلة الماضية عرض
لها مسلسلان وكالة عطية لحسين فهمى ورجال الحسم للمخرج نجدت أنزور، هذا
بخلاف فيلم الديكتاتور
معها تحدثنا عن أعمالها الفنية التى عرضت مؤخرا،
وعرفنا قصة حبيبها المخرج السينمائى والأسباب التى جعلتها تتخلى عن العمل
كمذيعة،
وحقيقة خلافاتها مع شركة روتانا.
·
هل
صحيح أن
فيلم الديكتاتور جاء تعويضا عن تأخر تصوير فيلم
بيت ميمى
الذى كان مقررا
دخولك فيه؟
-
هذا حقيقى، لقد كان المفروض أن نقدم فيلما
بعنوان بيت ميمى، وبالمناسبة ميمى شخصية رجل،
ولست أنا،
ولكن لظروف
إنتاجية تأخر تصوير الفيلم، وكانت هناك مقابلات ونقاش ولم
يحدث جديد، وفيما
بعد عرض علىّ المخرج إيهاب لمعى فيلم بامبوزيا وهو فكرة خالد سرحان،
ولم
يكن الاسم قد تم تغييره بعد، أكد لى المخرج أن وشى حلو عليه،
وقمت بتوقيع
العقد.
·
وما الذى جذبك لدور مدرسة التاريخ
للأطفال فى هذا الفيلم؟
-
لقد وجدت أن الفيلم به فكر جديد،
وجرأة لم أعهدها من قبل فى أعمال أخرى،
خاصة أننى بحكم دراستى تمثيلا وإخراجا فى
بيروت أهتم بدراسة جميع العناصر بأى فيلم،
وليس دورى فقط لأنه ربما يكون
الفيلم يسير فى اتجاه مخالف لطريقة تفكيرى حتى لو كان الدور جيدا، فى هذه
الحالة أرفضه، لهذا أهتم دائما بقراءة السيناريو كاملا، وهذا ما فعلته وأعجبنى
العمل جدا، لأنه
يتطرق لنظام الحكم والظلم والفساد لدى كل الشعوب وليس العرب
فقط فى شكل فانتازى،
من خلال بلد وهمى يعانى شعبه من استبداد حاكمه،
وأنا
أعلم الأطفال كيفية النضال ضد الظلم ومحاربة الفساد وغرس الأمل فى
نفوسهم.
·
هل
تم وضع أغان لك خصيصا بالفيلم
لكونك مطربة أصلا؟
-
هذا غير صحيح،
لأننى لا أفرض نفسى فى
الغناء، وقد سبق أن قدمت أعمالا لم أغن فيها مثل فيلم خارج عن القانون،
وسلطان الغرام، لكن المخرج إيهاب لمعى عندما وضع الأغانى لم تكن
مجرد إضافة،
بل كانت لتقديم معلومات من خلالها حتى الأغنية العاطفية كان بها أحداث. ولا
أنكر
أننى أكون فى قمة سعادتى عندما أقوم بالغناء والتمثيل فى عمل واحد لأننى
أجمع بين
شيئين أحبهما جدا،
ولكن ذلك لا يجعلنى أفرض رغبتى تلك على المنتج، ولا أعارضه
فى أى شىء لأنه بالتأكيد
يعرف ما يريده.
·
قدمت
فى وكالة عطية دور فلسطينية، هل اللهجة لم تعقك لأنها
قريبة من لهجتك الأصلية؟
-
على العكس اللهجة كان بها صعوبة
كبيرة لأن طريقة النطق للحروف مختلفة،
وقد علمتها لى سماهر وهى فلسطينية، وهذا
ينطبق أيضا على مسلسل
رجال الحسم، حيث كانت اللهجة سورية وتعلمت أيضا طريقة
نطقها.
·
وكيف وصلت لدرجة من القناعة بتقديم
شخصية الفلسطينية فى وكالة عطية والمجندة الإسرائيلية فى رجال الحسم وهما
على النقيض تماما؟
-
لقد أحببت شخصية الفلسطينية التى لم تكن
شريرة، بل حرامية،
تعذبت كثيرا فى حياتها عندما وجدت أمها تقتل أمامها،
الشخصية مشبعة بأحاسيس الظلم التى
يعانى منها الشعب الفلسطينى ككل،
وفى
المقابل كانت الشخصية الأخرى فى
رجال الحسم لمجندة إسرائيلية دموية ليس لديها
إحساس، وقررت أن أتحدى نفسى من خلال هذا الدور، وقلت لو الناس أحبتنى فى
هذاالعمل ولم تكرهنى أكون فشلت،
فحاولت تجريد الشخصية من أى
إنسانية.
·
وماذا عن اجتهادك الشخصى لدراسة
الشخصية فى مسلسل رجال الحسم وهل فكرت فى التراجع عن هذا الدور؟
-
لم أفكر فى التراجع لأننى لم أخش من هذه الشخصية،
وقد
أعطانى مخرج العمل نجدت أنزور فكرة موسعة عنها، وكان
يتابعنى، أيضا المخرج
إيهاب لمعى ساعدنى فى معرفة طريقة تفكيرهم،
وتبريرهم لأنفسهم،
بأن الزنى فى
سبيل إسرائيل شىء عادى، ودربت نفسى على الكتابة باللغة العبرية وفقا لما
تحتاجه
الشخصية، وأعتقد أن كرهى للشخصية أوقعنى فى حبها.
·
ما الذى دفعك للابتعاد عن العمل كمذيعة فى
لبنان؟
-
لقد عملت كمذيعة ربط للبرامج ولم أجد نفسى فى هذا،
لأنه ليست لدى سرعة البديهة، وشعرت أننى لابد أن أكون الطرف الآخر أو الضيفة،
لذلك كان القرار بالابتعاد والاتجاه للتمثيل الذى درسته فى بيروت وأعتقد
أنه كان
قرارا صائبا.
·
وهل
يمكن أن تكررى التجربة
الآن بتقديم برنامج مثل مطربات وممثلات كثيرات؟
-
أعتقد أنه
يمكن الآن أن أفكر فى تقديم برنامج، لكن فكرته لابد أن تكون إنسانية بحتة بحيث
يقدم المساعدة للمحتاجين والغلابة على مستوى العالم، وهذا
يختلف عن فكر أوبرا
وينفرى من خلال برامجها، وأنا أفكر فى هذا البرنامج منذ عام
٥٩،
لكنه يحتاج
لإنتاج ضخم، ولابد أن يتحمس أحد للفكرة ويتبناها وأكون سعيدة لو تحمس لها
أى
فنان أو فنانة،
ويعمل على خروج الفكرة للنور، وليس شرطا أن أقدمها أنا،
وهذا
لا يعنى أننى مثالية، بل
يؤلمنى وجع الناس.
·
قدمت أعمالا فنية فى لبنان..
فلماذا كان القرار للمجيئ لمصر؟
-
لقد عملت ببيروت فيلم
طايف فى المدينة ومسلسل
نساء فى
العاصفة وطالبين القرب
وعرض على فيلم كود
٦٣، إنتاج شركة روتانا وفى
أثناء تحضير الفيلم الذى جئت من أجله فقط،
كان يعرض على أعمال عديدة، وبدأت
الأعمال تعرض علىَّ مثل
سلطان الغرام
وخارج عن القانون، وسعدت بهذا لأنه
غير فكرتى بأن الفنانين العرب تتم محاربتهم فى مصر، ووجدت عكس ذلك تماما
وعشقت
هذا البلد.
·
هل
الغناء لم يكن فى الحسبان..
لذلك درست تمثيلا بدلا من دراسة الغناء؟
-
لقد غنيت بعد
اتجاهى للتمثيل عندما لاقى صوتى استحسان الجميع،
إلا أننى لم أتخيل نفسى يوما
مغنية فقط لأن حلمى كان المسرح الاستعراضى، حيث كنت أشاهد أفلام ليلى مراد التى
أعشقها.
·
قدمت ألبومين مع شركة
روتانا خلال
٥
سنوات هل حدثت خلافات بينكما؟
- لم أقم بفسخ عقدى معهم،
ولكن انتهت فترة التعاقد بيننا،
وهم لم
يلتزموا ببنود العقد التى كانت تلزمهم
أيضا بعمل فيلمين فى عام ولم
يحدث ذلك،
وكليب لم يصور، وعليهم أن يفتحوا
قلوبهم لربنا لأن هذا مستقبل ناس يهددونه، لذلك اكتفيت فى الوقت الحالى بالغناء
فى أعمالى.
·
ولكن هل حبك للتمثيل
يمكن أن
يأخذك من الغناء؟
-
التمثيل أخذ من عمرى الكثير لأننى بالفعل
أعشقه، فلقد وقفت ضد الجميع فى لبنان ومنهم أهلى لأنهم كانوا
يريدوننى أن أصبح
طبيبة أطفال، وبعد ذلك يمكن أن أمثل، ووجهة نظرهم أن التمثيل فى لبنان
لا
يؤكل عيش، والمنتجون لا يضعون أموالهم فى الإنتاج للتليفزيون، ونحن لدينا
مواهب كثيرة، ربنا
يقدرنى وأستطيع إنتاج أعمال لبنانية.
·
ومتى طرق الحب بابك..
أنت والمخرج إيهاب لمعى الذى سيكون شريك
حياتك قريبا؟!
-
أثناء تحضيرنا لفيلم
الديكتاتور وأثناء
تصويره اقتربت منه، وتعرفت عليه أكثر وتعمقت فى فكره،
ووجدته على نفس موجتى،
ويكفى أنه رجل صعيدى،
وكلمته واحدة، ومن غير لف أو دوران فاتحنى فى أمر
الزواج وطلب يدى من أهلى.
·
وهل
يمكن أن
تتخلى عن الفن من أجله؟
-
هو سيكون عائلتى،
وفى سبيل العائلة
أتخلى عن أى شىء فى الدنيا.
صباح الخير المصرية في
06/10/2009 |