ينطلق «مهرجان بيروت الدولي للسينما» مستضيفاً كوبولا، وعارضاً أفلام
جارموش وكيتانو وبينفينوتي... إضافة إلى شيرين دعيبس وإلياس سالم ومارك أبي
راشد وعبّاس فاضل وأحمد رشوان
زحمة سينمائيّة تشهدها بيروت على مستوى المهرجانات، فيما تضيق السوق
اللبنانيّة يوماً بعد آخر بالأفلام النوعيّة وسينما المؤلّف... أي تلك التي
يُشرع لها «مهرجان بيروت الدولي للسينما» ذراعيه ابتداءً من الأربعاء 7
تشرين الأول (أكتوبر)... مثلما تفعل «أيّام بيروت السينمائيّة»، فضلاً عن
تظاهرتين لافتتين شهدتهما العاصمة أخيراً: «مهرجان الأفلام اللبنانيّة»
و«مهرجان بيروت الدولي للأفلام الوثائقيّة»...
برنامج الدورة التاسعة للمهرجان الذي تشرف عليه كوليت نوفل، لافت على أكثر
من صعيد: بدءاً من نجم الافتتاح: فرانسيس فورد كوبولا الذي جاء شخصيّاً
بدعم من آل الحريري لتقديم فيلمه «تيترو» (راجع الصفحة المقابلة)، وصولاً
إلى جديد جيم جارموش ـ أكثر المخرجين الأميركيين أوروبيّةً ـ «حدود
السيطرة» الذي يقدّم هنا عرضه الأوّل عربياً، والياباني تاكيشي كيتانو الذي
نشاهد له «الأرنب آشيل والسلحفاة»، مروراً بأسماء لافتة في السينما
العربيّة.
كوبولا سيكون بيننا ليلة الأربعاء لتقديم فيلمه. تقول مديرة المهرجان كوليت
نوفل إنّ رئيس لجنة تحكيم المهرجان لهذه السنة المنتج توم لادي، ساعدها على
إقناع صاحب «العرّاب» بالحضور. وترى نوفل أن اختصاص «مهرجان بيروت الدولي
للسينما» هي الفيلم العالمي. «اختيارنا للأفلام يأتي على أساس أهميّتها،
وبعدها الفنّي أكثر من التجاري». وكالعادة يمنح المهرجان جائزة أفضل فيلم،
وأفضل مخرج، وأفضل سيناريو إضافةً إلى جائزة لجنة التحكيم.
إعادة الاعتبار إلى فيلم مارك أبي راشد «النجدة» الذي تجنّى عليه «المركز
الكاثوليكي للإعلام»
على برنامج «مهرجان بيروت...» استعادة لأعمال الإيطالي باولو بينفينوتي،
الذي تُعرض له أربعة أفلام، بينها«قبلة يهوذا» و«بوتشيني والفتاة». أمّا
الياباني تاكيشي كيتانو، فيحضر كمخرج وممثّل عبر
Achilles &
the tortoise.
في «الأرنب آشيل والسلحفاة»، استكمل السينمائي الكبير ثلاثيته عن أسرار
الإبداع الفني، ثلاثيّة بدأها بـ «تاكيشي» (2005) و«تمجيداً للمخرج
السينمائي» (2007).
كذلك، يقدّم المهرجان العرض الأول عربيّاً لـ «حدود السيطرة» لجيم جارموش
الذي يُعدّ أحد أبرز وجوه السينما المستقلة. يحكي الفيلم قصّة رجل منخرط في
أعمال غير قانونيّة، يُنجز مهمّة لم يُكشف النقاب عنها. يقوم البطل برحلة
داخل إسبانيا، توازيها رحلة أخرى داخل ضميره أيضاً.
على نطاق السينما العربيّة، يعرض المهرجان ضمن المسابقة، «أميركا» لشيرين
دعيبس. في باكورتها الطويلة، تحكي المخرجة قصّة الفلسطينية منى التي تقرّر
مع ابنها ترك المذلّة والإهانة عند المعابر الإسرائيلية في بيت لحم، بعدما
حصلا على تأشيرة لدخول الولايات المتحدة. إلا أنّ «الحلم الأميركي» يتحوّل
إلى كابوس عندما تواجه العائلة العنصرية الأميركية، خصوصاً أنّ وصولهما
يتزامن مع الحرب على العراق. وفي أجواء حرب أخرى، يقدّم العراقي عبّاس فاضل
عبر «فجر العالم»، وثيقة عن المآسي المتعاقبة التي تعيشها بلاده. أما
الجزائري إلياس سالم، فيسلّط في «مسخرة» نظرة ساخرة وقاسية على الراهن
الجزائري.
المصري أحمد رشوان الذي لم يستطع الحصول على تأشيرة لدخول لبنان لأسباب ما
زالت مجهولة، سيحضر غيابيّاً عبر فيلمه «بصرة» الذي يصوّر تفاعل المصريين
مع الحرب على العراق عام 2003. كما يعيد المهرجان الاعتبار إلى فيلم
اللبناني مارك أبي راشد
Help. العمل أُجهض إطلاقه على الشاشات اللبنانيّة بسبب فضيحة سطحيّة وغير
مبرّرة، أثارها «المركز الكاثوليكي للإعلام»، وأصابت الرقيب القروسطي برعب
مسبّق. يحكي الفيلم قصّة الطفل الشريد عليّ الذي يسكن هيكل شاحنة في مقبرة
السيارات. تتبدّل حياته عندما يلتقي ثريا التي تبيع جسدها أحياناً، وتعاشر
مثليّاً اسمه جانو.
ختام المهرجان سيكون بأهميّة افتتاحه. إذ يُعرض فيلم أنج لي «تحرير وودستوك».
يستعيد السينمائي التايواني مرحلة الاحتجاج الشبابيّة التي شهدتها الولايات
المتحدة في الستينيات، ووصلت إلى ذروتها عام 1969 خلال احتفال موسيقي في
وودستوك. تتحدّث كوليت نوفل باعتزاز عن برمجتها، بعدما توطّدت ميزانيّة
مهرجانها على ما يبدو... وتستنكر بعض الانتقادات السلبيّة في الصحافة
المكتوبة. مؤكّدة أنّها تحبّ النقد الذي يعلّمها أشياء مهمّة للمستقبل.
فرهانها الأوّل والأخير سيبقى تشريع مدينتها على أهم تجارب الفنّ السابع.
www.beirutfilmfoundation.org
الأفلام القصيرة
القضايا الاجتماعية من الهجرة إلى التقاليد الدينية والاجتماعية تخيّم على
الأفلام الروائية القصيرة المشاركة في المهرجان. 13 فيلماً تشارك في مسابقة
الأفلام العربية بينها «حسب التوقيت المحلّي» للشاب السعودي محمد الخليف
(1986). يحكي الفيلم قصّة رجل يتضوّر جوعاً ويبحث عن مطعم بينما تقفل
الشرطة الدينيّة المحالّ لاقتراب موعد الصلاة. أمّا المخرج التونسي بحري بن
يحمد، فيشارك عبر فيلمه «لازار». ابن الثلاثة عشر عاماً، لازار، يجهد طوال
الصيف ليحقّق حلمه ويشتري أحدث حذاء رياضي. عندما يحقّق حلمه أخيراً، يسرق
له أحدهم الحذاء من أمام المسجد. المغربي منير عبار يعرض في المهرجان فيلمه
«باريس على البحر» حيث يروي قصّة ويلسون، شاب أفريقي مهاجر، يخبر أهله عبر
المراسلة عن رحلته حتى وصوله إلى أوروبا واجتيازه مضيق جبل طارق في طريقه
إلى المغرب. كما يخبرهم عن حياته المليئة بالنجاح في باريس و«بحرها».
The Limits of Control - جيم جارموش
محطات من البرنامج
نلتقي الأميركي جيم جارموش أحد أبرز وجوه السينما المستقلّة. فيلمه «حدود
السيطرة» حكاية رجل وحيد وحالم. الشريط من بطولة إسحق دي بانكولي، وبيل
موراي، وهيام عباس، و... رومان بولانسكي الذي يقبع حالياً في أحد السجون
السويسريّة.
«أميركا» - شيرين دعيبس
باكورة المخرجة الأميركية ـــــ الفلسطينية شيرين دعيبس، يصوّر مغامرات أمّ
فلسطينية وابنها مع الـ«غرين كارد». على أراضي العم سام، تقف العائلة
الصغيرة وجهاً لوجه مع الحلم الأميركي، ومع العنصرية الأميركية في مختلف
أشكالها.
«بصرة» - أحمد رشوان
يقارب السينمائي المصري الاحتلال الأميركي للعراق وأثره في أهل بلاد النيل.
مع مصوّر، سنعيش معمعة عدم وجود وسيلة للتمرّد سوى مراقبة الشاشة. يعرض في
غياب صاحبه الذي لم يُمنح تأشيرة دخول إلى بلد «ثورة الأرز»!
Help
- مارك أبي راشد
الفيلم الذي أقام الدنيا بسبب تناوله الفنّي للمثليّة والدعارة، يصل إلى
مسابقة المهرجان الرسميّة. بعدما صمدت باكورة أبي راشد أمام رقابة الكنيسة
والأمن العام، سنتابع (أخيراً!) جوانا أندراوس في العالم السفلي لبيروت
الممنوعة على الشاشة.
«مسخرة» - الياس سالم
مع ريم، تلك الفتاة التي تنام معظم الأحيان، وأخيها منير سنتابع قصّة
كوميديّة مرهفة، عن حدود الوهم والحلم والأمل. في شريط المخرج الفرنسي
ـــــ الجزائري، يدَّعي منير تزويج الجميلة النائمة بأحد الأثرياء. كذبة
ستغيّر مصيره إلى الأبد.
«فجر العالم» - عباس فاضل
يوثِّق المخرج العراقي فصولاً من مأساة بلاده. مع حفصيّة حرزي وكريم صالح
وهيام عباس، نتابع معاناة أرملة شابة وأم فقدت ابنها، وحب مستحيل. مشاعر
كثيفة بين زهرة ورياض لا تتّسع لشريط، لكنها تنقل حياة أهل مدينة بعد
سقوطها.
الأخبار اللبنانية في
05/10/2009 |