نور الشريف واحد من أهم نجوم الدراما التلفزيونية خاصة في العقد الأخير،
حيث يطل كل عام بعمل غالبا ما يثير الجدل حوله، ولكنه قدم هذا العام عملين
الأول “الرحايا” الذي جسد خلاله شخصية صعيدية والثاني هو “ماتخافوش” الذي
خاض في العديد من القضايا الشائكة وأهمها الصراع العربي - “الإسرائيلي”،
ورغم الانتقادات التي واجهها منذ الأيام الأولى لعرض المسلسلين إلا انه ظل
واثقا من جودة عمليه وأنهما سيثيران الجدل وفي، هذا اللقاء معه تحدث عن
إطلالته الدرامية وأهمية ما طرحه من قضايا.
·
قدمت مسلسلين هذا العام ألا
تعتبر ذلك مغامرة؟
- قد تكون مغامرة ولكنها محسوبة لأن العملين مختلفان والاختلاف في الشكل
والمضمون ولا تعارض بينهما على أي مستوى.
·
لكن المشاهد لم يتعود أن يراك في
شهر واحد في مسلسلين كما حدث؟
- هذه ليست مشكلة بدليل أن هناك فنانين يقدمون 4 أو 5 أعمال ويتفاعل معهم
الجمهور وقد يرى في ذلك نضجاً أو تميزاً.
·
وماذا جذبك في “ماتخافوش”؟
- هذا المسلسل تابعت مراحل كتابته مع المؤلف أحمد عبدالرحمن منذ 3 سنوات
وهو عمل متميز وتحمست له لأنه يقدم رسالة واضحة اختصارها “ماتخافوش” ويلقي
الضوء على قضية الصراع العربي - “الإسرائيلي” التي نعيشها منذ عقود ولا نجد
لها حلا وقد خسرنا الكثير، وبين الحين والآخر يأتي العدو الصهيوني ليدمر
ويقتل ويحرق هنا أو هناك ولا نهاية وأردنا أن نركز على الجرائم الصهيونية
ونقول إننا ضد “إسرائيل” الإجرامية ولسنا ضد الدين اليهودي.
·
خلال المسلسل قدمت وجوها جديدة
كثيرة هل تتوسم فيهم من سيصبح نجما في المرحلة القادمة؟
- أتمنى ذلك، لكني أحرص في كل عمل على تقديم وجوه شابة أتوسم فيهم الموهبة،
وعلى الذي يأخذ الفرصة أن يحسن استغلالها ويجتهد ويركز في عمله حتى ينجح
وآخر ما قدمت كان مجموعة مواهب في مسلسل “الدالي” وأنا سعيد أن منهم من
أصبح حاضرا بقوة على الساحة الفنية مثل حسن الرداد وأحمد صفوت ودينا فؤاد
وآيتن عامر.
·
هل تتوقع أن يحدث “ماتخافوش”
جدلا سياسيا لخوضه في قضية الصراع العربي “الإسرائيلي”؟
- شيء طبيعي أن نجد معارضة من السفارة “الإسرائيلية” أو الأمريكية بسبب
رسالة المسلسل، لكن هذا لا يخيفنا لأننا نقول إننا ضد الظلم والاحتلال
والقتل وعلى من يعترض أن يفسر لنا الجرائم المتتالية التي يرتكبها الصهاينة
وآخرها في غزة.
·
وما الذي حمسك لمسلسل “الرحايا”؟
- منذ قرأت المعالجة الدرامية التي قدمها لي المؤلف عبدالرحيم كمال انبهرت
بالعمل لأنه دراما صعيدية مختلفة والشخصيات من لحم ودم والمؤلف عايش هذه
الشخصيات في الواقع ورغم ذلك فالدراما تجمع بين الواقع والأسطورة، مثل هذه
النوعية من الكتابة تغريني كثيرا وأحبها وهي أشبه بشخصيات روايات نجيب
محفوظ.
·
هل اشتقت للدراما الصعيدية التي
ابتعدت عنها؟
- بكل تأكيد اشتقت إليها فلم أقدمها منذ قدمت مسلسل “مارد الجبل” منذ 20
سنة تقريبا والذي جذبني في مسلسل “الرحايا” أنه يختلف كثيرا عن كل الأعمال
الدرامية التي قدمت عن الصعيد قبل ذلك، فالرحايا لم يتحدث عن الثأر أو
الخلافات العائلية أو الشرف ولكنه يتناول واقع أهل الصعيد وحياتهم
الاجتماعية وعاداتهم.
·
البعض يرى تشابها بين محمد
أبودياب في “الرحايا” و”الحاج متولي” في مسلسلك الشهير الذي يحمل الاسم
نفسه.. هل تجوز المقارنة؟
- لا وجه للشبه على الإطلاق فالشكل الدرامي والمضمون وكل شيء في العملين
مختلف وإذا كان محمد أبودياب الصعيدي تزوج كثيراً فهو مثل رجال الصعيد
أصحاب المال والسلطة والسطوة تزوج من أجل الأبناء والعزوة وليس لأنه يحب
النساء.
·
لكن محمد أبودياب ضعف أمام بنت
صغيرة وتزوجها؟
- لأنه إنسان وكل إنسان مهما كانت قوته وسطوته وجبروته يضعف أمام شيء ما،
وكانت هذه الفتاة نقطة ضعفه في وقت ما وتزوجها وهذا هو الجانب الإنساني في
شخصية محمد أبودياب.
·
وهل حرصت على تجربة الدراما
الصعيدية في هذه الفترة بعد أن خاضها أكثر من نجم مثل جمال سليمان وحسين
فهمي وغيرهما؟
- أولا، أنا لا أنظر إلى ملعب غيري ولا أهتم بمسألة المنافسة وتحمست لمسلسل
“الرحايا” لأنني وجدت عملا يقدم واقع المجتمع الصعيدي كما رآه وعايشه مؤلف
العمل وهو الواقع الحقيقي، وأعتقد أن الصعيد مازال رغم ما قدم عنه مجتمعا
بكرا لم يستهلك بعد في الدراما المصرية، وهو مجتمع مثير جدا وفيه قصص
وحكايات تحتاج إلى معالجة مبتكرة.
·
في “الرحايا” تعاونت مع مؤلف
جديد ومخرج لأول مرة، ألا يقلقك ذلك؟
- طوال تاريخي لم أهتم بهذه الأمور وكل ما يعنيني هو العمل وموهبة من أعمل
معه، فالمؤلف قدم لي عملا مبهرا عن الصعيد وشكلاً جديداً عن الشخصية
الصعيدية، وحسن صالح مخرج واعد ولديه ثقافة سينمائية واسعة وهو صاحب خبرة
لأنه مصور ناجح، وتعاملت معه كثيرا ولديّ معه مشروع سينمائي من إنتاجي في
المستقبل.
·
وما مصير الجزء الثالث من
“الدالي”؟
- من المقرر أن نبدأ تصويره خلال أسابيع بعد أن ينتهي المؤلف وليد سليمان
من كتابته، حيث لم يكن جاهزا وقت بدء تصوير “الرحايا” لذلك أجلناه وأنا
متمسك جدا بالدالي ولن أتخلى عنه.
·
لكن في خطتك مسلسل “أبوالحسن
الشاذلي” الذي كان مرشحا لتصويره قبل “الرحايا”؟
- هذه حقيقة فقد تعاقدت عليه ولكننا أجلناه لأنه عمل ضخم على كل المستويات
ويتطلب ميزانية ضخمة، وسيتم تصوير جزء كبير من أحداثه خارج مصر، وهو عمل
صعب ويحتاج إلى مراجع دينية عديدة لأنه يخوض في قضايا دينية حساسة.
·
وأين أنت من السينما؟
- لدي 4 مشروعات سينمائية من إنتاجي وسأتولى إخراج فيلمين منهما، وبعد أشهر
معدودة سوف أبدأ تصوير أحد هذه الأفلام بعد أن يتم الإعداد له جيدا، لأنني
لا أحب سلق أعمالي.
·
وماذا أعجبك من دراما رمضان هذا
العام؟
- انشغلت بتصوير أجزاء من “الرحايا” خلال رمضان ولم أتابع جيدا لكنني من
خلال ما شهدته ألاحظ تقدما كبيرا في جودة الموضوعات والأداء التمثيلي.
الخليج الإماراتية في
04/10/2009 |