تقليد النجوم ليس أمراً جديداً، فهناك دائما من كان بارعا في هذا المجال
حتى من الفنانين أنفسهم، بل وهناك من حصد شهرته من تقليد النجوم، ويذكر فن
التقليد أسماء مهمة منها عمر الجيزاوي، وإسماعيل يس، وشكوكو، وثريا حلمي
وغيرهم، لكن التقليد تسبب في أزمات مؤخراً بين النجوم ومن يقلدونهم، حتى إن
النجم سمير غانم قرر إقامة دعوى قضائية على أحد البرامج التي قلده مقدمها.
ماذا يقول النجوم عن تقليدهم؟ ومتى يسعدهم ومتى يغضبهم؟ وماذا يقول من
يقلدون النجوم الآن عن اتهامهم بالتجريح والسخافات؟ السطور القادمة ترصد
الآراء المختلفة.
الفنان سمير غانم يؤكد أنه لم يمانع طوال تاريخه أن يقلده أحد، بالعكس كان
يرى بعض من يقلدونه ويضحك من أسلوبهم في تقليده لكن ما شاهده مؤخراً لم يكن
تقليدا وإنما سخرية وأسلوباً غير لائق في التقليد، ولذلك قرر أن يقاضي
القناة والبرنامج لأن التقليد لا يعني أبدا السخرية من الفنانين.
وأضاف: تقليدي وصل إلى درجة الاستهزاء وإفساد علاقتي بزملائي من الفنانين
والفنانات، ومثلما شعرت بالاستفزاز فأنا أثق أن الجمهور نفسه لا يمكن أن
تعجبه تلك الطريقة المبتذلة في التقليد والغريب أن ما حدث معي حدث مع آخرين
ولم يتحركوا لكنني قررت أن أتحرك ليس من أجلي فقط، وإنما من أجل زملائي
لأنه إذا وقف أحدنا وقفة جادة فهذا سيجعل أي شخص يقلدنا يفكر ألف مرة قبل
أن يتجاوز حدوده في التقليد.
أما الفنانة لبلبة التي اشتهرت بموهبتها في تقليد الفنانين فتؤكد أن
التقليد موهبة يجب أن يعبر صاحبها عن نفسه بأسلوب راقٍ ومحترم وليس بأسلوب
مبتذل لكن للأسف هناك من يقلد الفنانين ليضحك الناس بأي طريقة حتى لو وصلت
إلى حد الاستهزاء بمن يقلده وهذا عيب ومن حق الفنان أن يدافع عن نفسه
وصورته إذا شعر بأن تقليده يحمل إهانة.
وتضيف: قلدت كثيرين وقلدني كثيرون ولم تحدث أي مشكلة بالعكس ظلت علاقتنا
طيبة لكن ما يحدث الآن فيه تجاوزات يجب أن تقف عند حدها وإذا على الفنانين
دور بالتعبير عن غضبهم فإن المسؤولين عن القنوات نفسها عليهم دور بأن
يوجهوا القائمين على تلك البرامج بمراعاة الأصول في التقليد.
“المشكلة في أن البعض يتخذ من التقليد وسيلة للشهرة فيبالغ فيه حتى لو أدى
به الأمر إلى التهكم على الفنان الذي يقلده” هكذا بدأ الفنان هاني شاكر،
الذي قلده البعض مؤخراً، كلامه وأضاف: لا أشغل نفسي بمن يقلدني لأنه إذا
تجاوز يسيء إلى نفسه أولا ومن يتجاوزون عموما يفتقدون موهبة التقليد
الحقيقية فيحاولون تعويضها بالمبالغات غير المقبولة في تقليد الحركات أو
أسلوب الكلام والغناء والجمهور نفسه ينفر من تلك البرامج لأنها تافهة في
حين أنه “أيام زمان” كان هناك فنانون كبار موهوبون في التقليد مثل إسماعيل
يس، ومنير مراد، وثريا حلمي الذين كانوا يقلدون في بعض مونولوجاتهم النجوم
بطريقة كان النجوم أنفسهم يحبون أن يروها بل وكان هناك نجوم يطلبون تقليدهم
ويسعدون بذلك.
أما مفيد فوزي أحد أكثر الذين يتم تقليدهم فيؤكد أن اختيار أحد المشاهير
لتقليده دليل على نجاحه وجماهيريته وتميزه لأن هناك الكثير من المشاهير لكن
لا يهتم أحد بتقليدهم لأنه لا يوجد لديهم ما يميزهم.
ويضيف: التقليد يعتمد على ما يعتمد عليه فن الكاريكاتير من تركيز على أوجه
التميز عند الشخصية العامة ولذلك التقليد عموما لا يغضبني لكن الأسلوب
يختلف من شخص لآخر هناك من يقلد بأسلوب راقٍ وهناك من يقلد بأسلوب مبتذل
وأنا قلدني كثيرون “زمان” وكنت أشاهدهم وأضحك لأن الطريقة كانت مضحكة
وراقية في نفس الوقت، أما الآن فمثل مجالات كثيرة اقتحم مجال التقليد أشخاص
لا يملكون موهبته ولذلك تجدهم يعوضون نقص الموهبة بالابتذال والتهكم
والتقليل من شأن الشخصية التي يقلدونها، وأرى أن هؤلاء أقل بكثير من أن نقف
عندهم أو نضيع أوقاتنا في معارك معهم.
أما الفنانة دينا، فهي واحدة ممن غضبوا من تقليدهم مؤخراً، فأكدت أن البعض
تجاوز تقليدها كفنانة واستغلوا فكرة التقليد في التهكم عليها وعلى حياتها
الخاصة وأضافت: عيب جداً أن يصل الأمر بالبعض إلى التجريح لمجرد تحقيق شهرة
على حسابنا كفنانين، و”أيام زمان” كان التقليد فنا وكان له نجومه الذين
أحبهم الجمهور وأحبهم أيضا الفنانون الذين يتم تقليدهم، أما الآن فقد تحول
إلى منافسة على قلة الأدب والتجريح والسخافة ولو تجاوز أحد حدوده معي مرة
أخرى لن أسكت.
إيمان سيد واحدة من الذين اشتهروا بتقليد الفنانات والإعلاميات في برنامجها
ومن بين من قلدتهن هالة سرحان وفيفي عبده ومنى الشاذلي، وتعترف إيمان بأن
اختيار البرنامج للشخصية التي يقلدونها لا يتم بشكل عشوائي وإنما الاختيار
تحكمه عناصر كثيرة، أهمها أن تكون للشخصية شعبية كبيرة وتضيف: حاولت أن
أتقمص روح الفنان فالتقليد يجب ألا يكون أعمى، وسمعت أن البعض غضب مني
لكنني لم أتجاوز حدودي ولم أسئ لأحد لكن التقليد في النهاية قد لا يرضي
البعض لأنه لابد أن تركز على بعض الجوانب الكوميدية في الشخصية وهذه
الجوانب قد تكون إيجابية أحيانا وقد تكون سلبية أحيانا أخرى خاصة أنني
حريصة على أن تكون علاقتي بالجميع طيبة لأنني لن أتوقف عند مجال التقليد
فأنا أمثل أيضا وليس من مصلحتي أن يغضب مني النجوم وحاليا أشارك في مسلسل
“بيت العيلة” مع رزان مغربي وشيرين.
المونولوجست عادل الفار أحد الذين اشتهروا بتقليد النجوم يؤكد أن هناك فرقا
بين ما يفعله وما تفعله بعض برامج “التوك شو” الآن فهو كان يقلد النجوم في
فقراته بالحفلات والبرامج دون أن يسيء لأحد، بالعكس معظم من قلدهم تحولوا
إلى أصدقاء له وأبدوا كما يؤكد إعجابهم بأسلوبه في التقليد أما برامج التوك
شو التي يقلد فيها البعض النجوم الآن فلا تراعي حتى الكلمات التي تستخدمها
في الحوار على لسان الشخصية التي تقلدها وتحمل تهريجا وليس تقليدا،
فالتقليد فن له جمهوره لكن لا أحد يهتم به ولذلك فأي شخص الآن يمتهن
التقليد ليشتهر والنتيجة أن المشاهير يغضبون لأن تقليدهم تحول من فن إلى
سخرية.
الخليج الإماراتية في
02/10/2009 |