أعرف أنه من الصعب الوقوف
بوجه تيار شعبي ونقدي أجمع علي رأي واحد تجاه عمل فني كبير يرصد حياة فنانة
كبيرة
هي واحدة من ثلاث مغنيات مطربات تصدرن خارطة الغناء العربي خلال نصف قرن
دون أن
يوازيهن أحد، وهن أم كلثوم وأسمهان وليلي مراد..
كل واحدة علي طريقتها وأسلوبها
أغنت التراث الموسيقي واستطاعت أن تمثل بوجودها وشخصيتها تياراً اجتماعياً
وسياسياً وفنياً خاصا بها.. لا يمكن لأي مؤرخ سياسي أو اجتماعي أن يتجاهله
أو أن يغض البصر عنه.
وقد نجح التليفزيون في أن يحقق معجزة حقيقية عندما قدم
حياة كل من أم كلثوم وأسمهان في مسلسلات حازت علي إعجاب جماهيري كاسح..
ورضا نقدي
كبير.
هذا النجاح كان يعود إلي الذكاء في اعتماد نص درامي مقنع رغم الاعتراض
علي الإيجابية الزائدة التي قدمت بها شخصية أم كلثوم،
وتوزيع أدوار ماهر وإخراج
برّاق سواء من انعام محمد علي التي أخرجت مسلسل أم كلثوم أو شوقي الماجري
الذي
أخرج »اسمهان«. هذه العناصر الثلاثة اختفت تقريباً من مسلسل
»ليلي مراد«
فجعلت أبوابه الدرامية مفتوحة علي آخرها لجميع التيارات المضادة التي
حاربته.
النص الدرامي الذي كتبه كاتب مصري موهوب هو مجدي صابر أثبت كفاءته
العالية في أكثر من مسلسل كتبه بنجاح وحرفية كبيرة وقع في
تناقضات كثيرة..
سببها
رغبة في أن يحيره بكل شيء، وأن يجعل من حياة ليلي مراد وثيقة اجتماعية وسياسية
قبل أن تكون وثيقة فنية محضة..
لذلك ركز بقوة علي الخلفية السياسية لمصر في
الثلاثينيات وحتي نشوب الثورة في
٢٥٩١
وعلي وضع الطائفة اليهودية التي كانت تعيش
في مصر »آمنة مطمئنة« وعينها خائفة تبحث عن »الوطن البديل«
بينما اكتفي بأن
يعرض حياة الفنانة الكبيرة..
من خلال منظور عائلي بحث وعلاقتها بأسرتها وكفاحها
في أول حياتها، والصعوبات المادية القاسية التي اعترضت حياتها خاصة بعد أن حملت
وحدها عبء الأسرة علي كتفيها..
بعد هجر أبوها إلي أمريكا،
وتركه وراءه أسره
مكونة من زوجة وخمسة أطفال لا مورد لهم ولا عمل..
مما اضطر كبري البنات
»ليلي«
أن تترك دراستها وأن تعمل عاملة في مركز خياطة لتعيل أسرتها،
وقد غطت هذه
الأحداث ست حلقات كاملة من المسلسل..
أدت فيها دور ليلي الصغيرة
»آية رمضان«
التي استطاعت رغم سمرتها ووجها الريفي (الذي يبعدها تماماً
عن أي شبه حقيقي مع
ليلي مراد التي كانت تمتاز ببياض بشرتها وتقاطيعها الأوروبية)
أن تمسك بمشاعرنا
وتقنعنا بشخصيتها رغم هذا الفارق الكبير بينها وبين الأصل الذي يفترض أنها
تجسده.
هذه الطفولة القاسية هي التي حركت شخصية ليلي مراد وجعلت منها فيما بعد
هذه المرأة القوية الشخصية..
الشديدة الطموح التي تعرف تماماً ما الذي تريده من
الحياة وتسعي إليه بخطي واثقة،
ولكن مع الأسف هذا ما لم نره مطلقاً في شخصية
ليلي مراد بعد أن نضجت وتجاوزت مرحلة الطفولة..
إذ قدمها المسلسل علي أنها امرأة
ضعيفة مستسلمة لكل من حولها..
والدها زكي مراد يديرها كما يشاء،
والكل يتلاعب
بها، وهي ساكنة جامدة لا تحرك ساكناً
وتستجيب للجميع دون أن تبدو منها أي بادرة
تمرد!
صفاء سلطان التي لعبت هذا الدور خلال خمسة وعشرين حلقة أو يزيد.. لم
تستطع أن تفرض شخصيتها أو أن تبرز ملامح ليلي مراد الحقيقية وكان علينا أن
ننتظر
الحلقات الثلاث الأخيرة لتعود إلينا ليلي مراد الحقيقية،
بعد أن اكتشفت خيانة
زوجها الذي أحبته والذي خدعها حتي النخاع.
في هذه المراحل الأخيرة تفوقت
صفاء سلطان علي نفسها وأبدعت وأعادت لنا صورة ليلي مراد كما عرفناها، وكما
أحببناها.. المرأة القوية الشجاعة المتمردة،
المدافعة عن كبريائها وحقوقها
وكرامتها حتي آخر نفس.
لم يكن ذنب صفاء سلطان كممثلة أن تبدو علي هذا المستوي
الضعيف الذي أراده لها السيناريو لأن مجدي صابر أراد أن يركز في السيناريو
الذي
كتبه علي مسار نجمتين يهوديتين ارتفعتا إلي سماء النجومية العالية في فترة
الأربعينيات والخمسينيات وهما راقية إبراهيم وليلي مراد،
فرسم لها مسارين مختلفين
تماماً.. إذ بينما جعل ليلي مراد ضعيفة الشخصية طيبة القلب يسهل خداعها،
ولا
تعرف قدر مكانتها وقوة فنها، فإنه جعل من راقية إبراهيم نقيضاً
كاملاً لها..
امرأة شديدة الطموح.. قوية الإرادة.. تبحث عن مصلحتها فقط ولا تبالي بأي
شيء
آخر.. تتلاعب بعواطف كل من يحيط بها..
تغدر بطائفتها اليهودية إذا كان ذلك
يفيدها وتعود إليها عندما تجد أن لها منفعة معها..
تتزوج عن مصلحة،
وتوقع
مخرجاً كبيراً في هواها ليساعدها علي تسلق سلم النجومية الكبير.
راقية هي
المرأة التي تلعب بكل الأوراق..
بينما تحولت ليلي المسكينة إلي ورقة يتلاعب بها
الآخرون.. ولا يمكننا أن ننكر الجهد الذي بذلته »أمل رزق«
في تجسيد هذه
الشخصية كما رسمها السيناريو لتجعلها مقنعة ومقبولة، إلي جانب التركيز علي هذا
الاتجاه المليودرامي في رسم شخصية فنانة يهودية
(بيضاء) وأخري (سوداء) في
مصر التي تتلاعب بها أهواء السياسة وموجات التعصب.
وقع مجدي صابر في خطأ فني
كبير ما كان يجدر أن يقع فيه وهو الكاتب الحذر المبدع..
إذ أنه اكتفي بأن يرسم
المسار الشخصي والعائلي لفنانة كبيرة أضاءت سماء الغناء العربي بإبداعها
وعبقريتها
الغنائية..
تاركاً
مسارها الفني مهملاً تماماً.
ليلي مراد.. صنعها
محمد القصبجي عندما لحن لها أغانيها الأولي (ياريتني انسي الحب«
و»حيران ليه
بين القلوب« كما صنع من قبلها أم كلثوم وأسمهان، وجاء عبدالوهاب ليستغل هذه
الطاقة الغنائية المبدعة،
ويفتح لها أبواب السينما في فيلم »يحيا الحب«
ويلحن
لها أغنيتها الشهيرة »ياما رق النسيم«
ثم »يا قلبي مالك كده حيران«
ثم
يتركها ويهملها تماماً لتتجه مرة أخري إلي القصبجي والسنباطي وزكريا الذين
لحنوا
لأم كلثوم وقادوا مسيرتها،
وهكذا غنت لهم ليلي مراد في الأفلام الخمسة التالية
التي مثلتها بعد »يحيا الحب«
قبل أن تجتمع مرة أخري في أغنية لعبدالوهاب
غنتها بفيلم »الماضي المجهول«، وجاء أنور وجدي ليعيد المياه إلي مجاريها
ويعيدها إلي عبدالوهاب وألحانه في الأفلام التي أخرجها لها
»عنبر« و»قلبي
دليلي« و»غزل البنات«. ليلي مراد.. التي كانت تفتش في مسيرتها الغنائية عن
الملحنين الذين يفهمون طبقات صوتها باحثة باستمرار عن التجديد.. بسطت
ذراعيها
مفتوحتين لمحمد فوزي وأعطته فرصته الكبري وأحمد صدقي ومحمود الشريف الذي
لحن لها
واحدة من أجمل أغانيها
»اسأل عنيا«.
هذه المسيرة الموسيقية والبحث عن
التكامل الغنائي لكي تتواجد بقوة علي الساحة أمام أم كلثوم وأسمهان..
تجاهلها
المسلسل تماماً، وكأن ما يهمنا هو أن نعرف ماذا تفعل ليلي مراد مع أسرتها،
ولا
يهمنا علي الإطلاق علاقتها مع جمهورها وعشاق صوتها..
لم يشر المسلسل بكلمة واحدة
عن علاقتها بالقصبجي والسنباطي ورفاقه.
وعن همومها الموسيقيقة وبحثها
الدؤوب.. عن السلالم التي ترفع من صوتها ومن قيمة غنائها وكأن كل ما يهم
المتفرج هو علاقة ليلي بأسرتها وبأبيها وأمها..
ثم زوجها الأول.
كما ركز
المسلسل أكثر ما ركز علي هذه العلاقة العاطفية المضطربة التي ربطتها بأنور
وجدي،
وقدمها أيضاً بصورة ميلودرامية وصلت إلي حد الإضحاك في طريقة
أداء وتمثيل الشاب
الذي لعب دور أنور وجدي وأحاله إلي مجرد بهلوان مريض ووصولي.. غدار وكاذب..
يصعب علينا أن نصدق كيف وقعت ليلي مراد هذه الفراشة الجميلة الواثقة من نفسها
وقتها في أحابيله!
هذا الرسم الجائر الظالم لشخصية أنور وجدي أفقد القصة
العاطفية أهم أسسها..
وجعلنا ننظر باستمرار إلي شخصية ليلي مراد كشخصية سلبية
عاجزة لا تري أبعد من أنفها..
غير قادرة علي اتخاذ أية خطوة إيجابية
عاقلة!
لقد جرد المسلسل نجمتنا الكبيرة التي كانت حلم الشباب العربي كله من كل
مقوماتها الغنائية والشخصية،
وأحالها إلي دمية عاجزة عن اتخاذ القرار وامرأة
ساذجة عاطفياً إلي حد العبط.
وعوضاً عن أن يركز المسلسل علي مسارها
الغنائي الرائع..
راح يتوه في منعطفات درامية..
لا تخلو من الإثارة ولكن تنقصها
الجدة والتجديد.
وإذا كان قد نجح في رسم صورة قاسية وصريحة للطائفة اليهودية
وما تفعله في السر، وما تبديه في العلن..
والانقسام الحاد بين أعضائها فإنه لم
يضف أي جديد للمواقف السياسية الأخري التي حاول المسلسل الاقتراب منها كدور
روزاليوسف وإحسان عبدالقدوس في تشكيل الرأي العام المصري تجاه
ما يعترضه من
مشاكل.. حتي لو أدي ذلك إلي سجن إحسان في عهد الملك..
ثم في عهد
الثورة.
كما ركز أكثر مما يجب علي مسيرة زكي مراد منذ بداية مسيرته الفنية مع
داود حسني وسيد درويش وصولاً
إلي هجرته ثم عودته..
واستغلاله البشع لمسيرة
ابنته ثم انحرافه وعربدته وملاحقته للنساء..
وأخيراً استيقاظ ضميره متأخراً،
ونهايته التراجيدية في فيلا فارغة بعد أن بدأ بفقد ذاكرته.. مما أبعدنا
تماماً
عن الخط الأصلي المتعلق بليلي مراد، وجعلنا نعتقد أننا أمام مسلسل يروي حكاية
زكي مراد الذي كان لا يعرفه أحد إلا ابنته الشهيرة.
ثم هذه الأخطاء الفنية
الفادحة في التاريخ السينمائي والغنائي لمصر سواء في تسلسل الأفلام أو
»الأحداث«
إلي حد أن وصل الأمر إلي أن يتجنب المسلسل الحديث أوالإشارة إلي فيلم »قلبي
دليلي« الذي قدمت فيه ليلي مراد أجمل أغانيها قاطبة والتي لحنها بعبقرية
محمد
القصبجي رغم أن المسلسل يحمل اسم هذا الفيلم
(!!)
ولم يحاول المسلسل أيضاً
أن يشير ضمن العلاقة بين ليلي مراد وأنور وجدي إلي العطاء الفني الذي حققه
أنور..
عندما حول ليلي من مجرد مغنية فقط إلي مغنية استعراضية كبيرة
في فيلمي »عنبر«
و»غزل البنات« ولم يهتم ولو قليلاً بالإشارة إلي عطاء أنور وجدي الإخراجي
بصفته كان واحداً
من أهم مخرجي الأفلام الاستعراضية في تاريخ السينما المصرية..
قدم لنا بالإضافة إلي تطوير
غناء ليلي مراد ووضعه في قالب استعراضي مبهر..
أول
بطولة حقيقية لطفلة موهوبة هي فيروز،
والتركيز علي إحاطة المغنية الصاعدة آنذاك
شادية بكل المقبلات السينمائية التي أحالتها إلي مغنية ذات شعبية ملحوظة.
كل
ذلك تجاهله المسلسل ليقدم صورة قاتمة لرجل شبه مريض..
يعاني من تقلص في عضلات
الرقبة.. شديد العصبية إلي حد التهور..
كاذب..
محتال..
لا تعرف العواطف إلي
قلبه سبيلاً.. وبذلك قضت تماماً علي قصة الحب الجميلة التي نشأت من مخرج طموح
وفنانة شهيرة، وأعطتنا أجمل أفلامنا الاستعراضية واستعاض عنها
مواقف عصبية
متوترة..وخيانات وأكاذيب..
أنقصت من صورة ليلي مراد وشوهت صورته هو
نفسه.
هذا التعاون في الجانب الفني الذي أصاب ليلي مراد وأنور وجدي..
أصاب
أيضاً راقية إبراهيم التي قدمها المسلسل بأسلوب شديد
القسوة ليظهر التباين
الميلودرامي الذي حرص عليه في تقديم فتاتين يهوديتين عملتا كثيراً في
السينما
المصرية.
لقد كان لراقية إبراهيم عيوب كثيرة، ولكن هذا لم يمنع من كونها
ممثلة ونجمة حقيقية أضاءت السينما المصرية بأفلام لا تنسي.
وبعد ذلك ما
الحكمة من اللجوء إلي صوت إضافي هو صوت المطربة إيمان عبدالغني لتحل محل
صوت ليلي
مراد الذي لا ينسي..
لقد كان من أهم أسباب نجاح مسلسل »أم كلثوم«
الاعتماد
علي صوتها نفسه،
وليس صوتاً آخر.. مما أعطي المسلسل مصداقية فنية افتقدها
مسلسل ليلي مراد..
ولا يمكن في صدر الحديث عن الموسيقي في المسلسل تجاهل العطاء
الشديد الجودة الذي قدمه محمد خلف في تقديمه الموسيقي التصويرية المؤلفة
والمعتمدة
أيضاً علي بعض الألحان الشهيرة للأغاني التي
غنتها ليلي.
وفيما يتعلق
بالشخصيات الكثيرة التي طرحها المسلسل..
يجب أن أبدي إعجابي اللامتناهي بالصورة
التي رسمها المؤلف لشخصية
(مريم) خالة ليلي.. والتي غابت تماماً في الجزء
الأول من المسلسل عندما كانت الأسرة تعاني ذل الفاقة والعوز،
وظهرت فجأة بعد موت (جميلة)
والدة ليلي، والتي قدمتها هالة فاخر بشكل يؤكد موهبتها الخارقة
وحضورها المذهل،
وعرفت كيف تعبر عن جميع المشاعر المتناقضة التي تدور في قلب هذه
المرأة التي حملت مزيجاً
من الحب والكراهية لزوج أختها، والمتعصبة دينياً..
التي قهرتها الأحداث،
والعانس التي حاولت أن تكون أماً
بعد فوات الوقت..
هالة فاخر قدمت في هذا الدور واحداً
من أجمل وأعمق أدوارها كما نجح مجدي صابر في
رسم أقوي شخصية في العمل كله وأكثرها تكاملاً درامياً.
وإذا عجز المخرج
الشاب محمد زهير رجب بالإمساك بدفتي العمل..
وأوقع نفسه في مطبات فنية كثيرة فإن
نجح في التعامل في اختيار الممثلين الذين أدوا بعض الشخصيات المدونة.
محمد
يونس كان مدهشاً حقاً في أدائه لشخصية عبدالوهاب صوتاً وحضوراً
وعمقاً،
كما كان أحمد راتب شديد الإقناع في تجسيده لشخصية نجيب الريحاني وصلاح
رشوان
لشخصية يوسف وهبي،
كذلك وصلت منال سلامة إلي أقصي حدود تعبيرها وتألقت كالجوهرة
في دور روزاليوسف إلي جانب الوجه الجديد اللافت للنظر ماهر
ماهر في دور إحسان
عبدالقدوس.
وبالطبع لابد من الإشارة إلي هند عاكف في دور جميلة أم ليلي بضعفها
ورقتها وصمتها وصبرها،
وإن كان الماكياج لم يمر عليها كما مرت السنين..
فبدت هي
هي لم تتغير رغم مرور الزمن، وبالطبع استطاع عزت أبوعوف أن يجذب حلقات المسلسل
الستة عشر الأولي لصالحه ليصبح المسلسل..
مسلسل زكي مراد..
عوضاً عن أن يكون
مسلسل ليلي.
ولم يقدم محمد عبدالجواد رغم ما عرفناه عنه من موهبة صورة حقيقية
للمخرج محمد كريم،
وصورة عاشق متيم فاشل.. فتلاعب مع راقية إبراهيم كما تتلاعب
القطة المتوحشة بكرة الصوف.
ولم أفهم كيف تكون أم أنور وجدي (تهاني راشد)
بهذه الطيبة والتسامح والإيمان ويخرج ابنها بهذه الصورة الشيطانية
الفاسدة.
أما منير مراد (الولد الشقي) والملحن الذي سبق زمانه..
الشديد
الحركة.. والخفيف الدم.. فقد جسده الممثل الشاب رامز أمير بصورة مخالفة
تماماً
لما نعرفه عنه،
والذي لا يعود عليه فهو قد أثبت في مناسبات أخري أنه ممثل
واعد.. يملك الوسامة والحضور..
ولكنه أخطأ في رسم الشخصية في الأساس..
وهذا
ما يدفعنا إلي ترقب فرصة أخري أكثر ملائمة لهذا الممثل الشاب الواعد.
ويبقي
الظهور القصير والمبهر للفنان الكبير عبدالرحمن أبوزهرة، في دور الباشا اليهودي
الذي ملأ قلبه حب مصر..
وأورث هذا الحب لابنه..
دور صغير ترك أثراً
في القلب
لا ينسي.
ليلي مراد.. وحياتها وزمنها..
ودورها الغنائي والموسيقي وشخصيتها
المميزة وصوتها الساخر..
وحضورها السينمائي والغنائي الذي صنع جيلاً غنائياً
بأسره..
كانت تستحق مصيراً
مختلفاً عما رأيناه.
والضحية الكبري في هذا
المسلسل بعد ليلي مراد كانت صفاء سلطان التي أثبتت في الحلقات الأخيرة..
قدوة
وتميزاً وحضوراً مدهشاً.. عندما أسعفها السيناريو وأخرجها من شرنقة الغناء
الضعيفة المسكينة المنعدمة الشخصية وأعادها إلي حض ليلي مراد الحقيقية..
فعرفت
كيف تعبر عنها بقوة وكيف تمسك بجميع الخيوط التي أفلتت منها في البداية
وتثبت أنها
طاقة فنية حقيقية يمكننا أن ننتظر منها الكثير.لقد قدم لنا
مسلسل »قلبي دليلي«
صورة مفترضة عن مغنية أحببناها وعشقنا صوتها،
وقدم لنا صوراً تاريخية
واجتماعية عن مصر ووضع اليهود فيها في مثل ثورة يوليو وما بعدها، ورسم لنا
بعض
النماذج الدرامية الناجحة (كشخصية مريم المدهشة)
وفتح شهيتنا واسعة لنترقب
مسلسلاً حقيقياً يقدم »ليلي مراد« المغنية والممثلة التي لم تنجب السينما
المصرية نداً لها،
والتي عشقها الجمهور العربي كله وجعل منها فتاة
أحلامه.
ليلي مراد بشخصيتها القوية وطموحها الفني والموسيقي وقدرتها علي العشق
واحتفالها الكبير
بالحياة.
أخبار النجوم المصرية في
01/10/2009 |