مئات المحطات وعشرات المسلسلات بين الغث والسمين بين سير حياة نجوم
عاشوا بيننا أثروا الفن. ثم رحلوا.. بين حكايات ليلي علوي ومغامرات يحيي
الفخراني. ورحلات الشاب أدهم ومخدرات الباطنية. وهدوء نسبي في بغداد.
ودراما الصعايدة بكل مافيها من جديد ومكرر كالثانوية العامة كل عام.. رحلة
مدتها ثلاثون يوماً شاهدها الملايين وتكلفت مئات الملايين فهل استحقت دراما
رمضان كل هذه الضجة؟ هل كان يجب ان تكون هناك عشرات المسلسلات ألم يكن من
الممكن ضغطها في خمسة أو حتي عشرة مسلسلات تجمع العديد من النجوم كتجربة
"حديث الصباح والمساء" قبل سنوات؟
أكان يجب ان ينفرد كل ممثل ولا أقول نجم بمسلسل يحمل اسمه؟ هل استحق
مسلسل مثل أدهم الشرقاوي بكل سقطاته الدرامية والتاريخية وعيوب الأداء
الواضحة بكل تكاليفه الباهظة وملابس بطله المكوية بعناية بينما هو رجل طريد
يعيش في الجبال!!
بعض الاعمال بدت "مسلوقة" اي لم يتم الإعداد لها جيداً.. بدءاً بطاقم
العاملين فيها غير القادر علي تحمل مسئولية الأدوار التي لعبوها فبدت
الأدوار أكبر من موهبة من يقدها مثل أحمد فلوكس ففي دور أهم نجوم مصر "أنور
وجدي" والذي ترك بصمة حتي اليوم الذي لم يقدم فيه سوي هز الرقبة وهو شكل
ساذج يذكرك بمرضي الهاب الأعصاب ولا علاقة له بالنجم الشامخ في ذاكرة كل
ممثل.. فهل لم يجد المخرج نجماً يلعب الدور وسط تلهف كل ممثل علي تقديم عمل
منفرد ليمنحه ممثلاً في مقتبل حياته. أما أشرف عبدالباقي في دور إسماعيل
ياسين فقد اشفقت عليه حيث جاء اشرف عبدالباقي مختلفاً عن إسماعيل ياسين
شكلاً وموضوعا فلم نشعر للحظة أمام النجم الذي ظلم في حياته وبعد مماته
فالعمل يظهر إسماعيل ياسين وكأنه يقدم إعادة لأفلامه ولو كان أحد من صناع
العمل قد استمع في الاذاعة ولو لمرة واحدة لإسماعيل ياسين لوجده شخصاً
هادئاً رزيناً يتحدث بعمق أما طريقة "مد البوز" و"سلامو عليكو" فكانت
لاضحاك الجمهور وليست أسلوب حياة!!
كان يجب ان نتحاور مع عينة من الجمهور والنقاد وأيضا النجوم الكبار
لنعرف أرائهم في دراما 2009 الذي أثار ضجة فهل شاهد الجمهور هذه الأعمال؟
أراء المشاهدين
* نهال صلاح إحدي المشاهدات "27 سنة" والتي تعمل كمديرة تسويق في إدحد
الشركات الخاصة أكدت: انها شاهدت وسط عشرات الاعمال واعتمدت في البداية علي
أسماء النجوم الكبار مثل ليلي علوي ويسرا والفخراني لما لهم من شعبية لدي
الجمهور لا انها سرعان ما وجدت مسلسل حكايات وبنعيشها ممل جداً وغير منطقي
خاصة الجزء الأول. أما الجزء الثاني فأشبه بفيلم "خلي بالك من عقلك" ولكن
البطل هو المجنون. واعجبها في مسلسل يسرا وجود العديد من القصص المشوقة.
أما مسلسل يحيي الفخراني فقصته كانت جيدة ولنهال رجاء وهو مراعاة ان
الجمهور لديه عمل في الصباح الباكر ولا يمكنه مشاهدة "60 مسلسلاً" وكان يجب
تقليل الاعمال أو توزيعها علي العام كما تتضمن الأعمال العديد من الفواصل
الإعلانية التي تشعر المشاهد بالملل.
* أما عمرو مهيب موظف بإحدي شركات الاتصالات الكبري "25 سنة" فيقول:
انه لا يشاهد سوي "افراح أبليس" و"الأدهم" نظراً لأن الدراما الصعيدية
تجذب انتباهه ولتميز النجوم الشباب في العمل مثل ياسر فرج وأحمد سعيد
عبدالغني وهبة مجدي واغنيتها وصوتها الذي جاء كمفاجأة للجمهور. وكذلك مسلسل
"الأدهم" لأن تصويره أشبه بفيلم حركة وهو النوع الذي يعشقه في السينما أما
الفخراني فهو مكرر وجاء اشبه بحمادة عزو وبسؤاله هل يعرف أي مخرج أو مؤلف
للعمل؟ أكد عمرو انه لا يعرف سوي بطل المسلسل بالكاد خاصة وسط زحام
المسلسلات.
* شادية درويش موظفة في هيئة المساحة "55 سنة" وعلي الهامش فأعجبتها
تمثيلية "الأرندلي" فرغم أنها ليست في قوة حمادة عزو إلا أنها تظهر شخصية
الزوجة والأم "دلال عبدالعزيز" وكم التضحيات التي تقدمها في صمت. ورغم عدم
قيام الأبناء بشكر الأب والأم أحياناً. إلا أنهم لم يستغنوا عنها أبداً.
وكيفية استغلال الرجل اللعوب لحاجة المرأة للحنان في شكل كوميدي أكدت شادية
وهي أم أيضا علي واجبات البيت التي تشغلها وتجعل من الصعب متابعة كل
المسلسلات لأن عرضها المتكرر أتاح لها مشاهدة "افراح ابليس" و"الأدهم" كما
تجد الكوميديا البسيطة في مسلسل "القبطان عزوز" لما يحتويه من خدع سينمائية
وطرافة جعلته أشبه بكارتون العالمي "ال شمشمون" "ورجل البت" أما مسلسل ليلي
مراد فكانت بطلته بصوتها الرفيع لا علاقة له بليلي مراد وكذلك إسماعيل
ياسين الذي استمعت به في شبابها في الاذاعة وكان رجلاً جاداً.
* جاد المولي محمدين "50 سنة" حارس عقار صعيدي: أكد انه يشاهد الدراما
الصعيدية ويري فيها بلده الاقصر أما الطريف انه رفض التصوير حتي استأذان
والده أو "الكبير" مما اثبت ان الدراما الصعيدية تحتوي علي شيء من
الحقيقة!!
ولكن سامح حسن عزام "19 سنة" وهو طالب من الصعيد أكد ان طريقة
المتعلمين الصعايدة تختلف عن الأميين وأشار إلي ان العديد من العادات سواء
البعيدة مثل التحام الاسرة أو مثل الثأر أخذت في الاضمحلال. والصعيد أصبح
متفتحاً مثله مثل القاهرة فأهل الصعيد يشاهدون القنوات الفضائية وعاب علي
هذه المسلسلات تقديم الصعايدة أحياناً في شكل مختلف كما عاب علي ريهام
عبدالغفور في مسلسل "افراح ابليس" ملابسها البسيطة التي لا تلائم ابنة أحد
الأثرياء كما أكد ان إحدي قريباته التي تعيش في قنا تشتري أغلي الأقمشة
لصنع العبايات والتي يتعدي ثمن الواحدة عدة آلاف وليس الجلباب الذي يصلح
لجمع الدودة!! ويؤكد صدمته في مسلسل إسماعيل ياسين الذي شعر انه أمام شخص
آخر لا علاقة له بأفلام النجم كما رآه..
* نهي طلعت مدرسة: اشارت إلي أنها تشاهد معظم الاعمال نظراً لتفرغها
بسبب تمديد الأجازة. وأكدت اعجابها بمسلسل "الأدهم" و"قانون المراغي" بسبب
أداء بطلي العمل وتشكر القائمين لتقديم اعلانات توعية عن انفلونزا الخنازير
لأنها كمعلمة تواجه هذا المرض مع بداية العام الدراسي إلا أنها أكدت ان بعض
القنوات تقدم الكثير من الاعلانات وسط المسلسل حتي انها تنسي ما الذي كانت
تشاهده!
وتؤكد نهي انها تشاهد قنوات النيل هذا العام خاصة بعد قرار عرض حلقات
الغد بعد منتصف الليل وهو ما زاد نسبة مشاهدة الجمهور لتلك القنوات..
شكل ساذج
* أما النجمة سميرة أحمد وهي واحدة من نجمات مسلسلات رمضان التي قدمت
العام الماضي "جدار القلب" وامتنعت هذا العام لالتقاط الانفاس فتؤكد: انها
عاصرت كلاً من إسماعيل ياسين وليلي مراد وأنور وجدي وشاركته فيلمها "ريا
وسكينة" وتري سميرة أحمد: ان ليلي مراد ليست صفاء سلطان شكلاً ولا
موضوعاً!! فهي لم تكن رفيعة الصوت. وملامحها لا علاقة لها بها.. كما ان
أداء صفاء لا يظهر فيه ان كانت حزينة أو سعيدة. فهو تعبير واحد لا يتغير..
أما أنور وجدي أو "أحمد فلوكس" فأدي الدور بشكل ساذج وحركة الرقبة جعلته
أحياناً يخرج من "الكادر" وكأنه لا يري الكاميرا. وأكدته النجمة الكبيرة ان
أشرف عبدالباقي لم يعرف إسماعيل ياسين الهاديء الرزين الذي كان يقود فريق
عمل افلامه ومسرحياته ويرفض اي خلل ويقابله بشكل حزم وليس سذاجة!..
* وعلقت سميرة أحمد أيضا علي مشاهد المخدرات في المسلسلات خاصة مع
تناول الفتيات لها وكذلك مشاهد تعاطي الهيروين الذي يلفت نظر الشباب لهذا
الوباء وكيف كان صناع العمل في الماضي يرفضون ان يدخن الممثل سيجارة
واحدة!!
عابت علي المخرجين الاضاءة الخافتة والمظلمة للعديد من الاعمال وهو
عيب تقني جعل الاعمال مشوهة وغير واضحة وتشاهد الفنانة سميرة أحمد مسلسل
تماثل بلا أجر لأنه يجمع النجمين فاروق الفيشاوي وحسين فهمي وتري انه ظلم
وسط عشرات الأعمال.
صدمة ليلي مراد
* الناقد د.أحمد سخسوخ: اشار الي ان معظم الأعمال سطحية ومكررة
وكثرتها بهذا الشكل إهدار للمال العام ويطالب صناع المسلسلات احترام تراثنا
فإما ان يقدموا اعمالاً تحترم هؤلاء النجوم في مستوي اسمهان وأم كلثوم أو
يوفروا أموالهم وأكد انه كان في انتظار مسلسل "ليلي مراد" إلا انه اصيب
بالصدمة من الممثلة صفاء سلطان التي أخذت "تسرسع" صوتها ووجها الخالي من
التعابير سواء الحزن أو الفرح فتوقف في المشاهدة لعصر كامل وكان يمكن ان
يكون هذا العمل تقييم أما ابوضحكة جنان فأظهر إسماعيل ياسين كشخص ساذج وهو
أمر غير صحيح كما ان "لثغة" اشرف عبدالباقي فصلته دراميا عن الشخصية التي
يلعبها!!
وأشار د.سخسوخ الا ان الدراما هذا العام اتخذت مذهب "مسلسل لكل مواطن"
ولو استمر الأمر هكذا فخلال عدة سنوات سيتم إنتاج خمسين مليون مسلسل.
ويؤكد علي ان هذه المسلسلات كان يجب ضغطها في 5 أعمال علي الأقل فهي
لا تهدر المال فقط. بل وقت الإنسان المصري الذي يجب ان يقدر بثمن ولا يضيع
هكذا. خاصة ونحن في شهر العبادة فشغلنا عنه بمسلسلات بها العديد من مشاهد
المخدرات والرقص وغرف النوم التي لا تليق بالتليفزيون وكأنه سيأتي لجذب
المشاهد للمحرمات بجانب المط والتطويل.
كما أكد د.سخسوخ ان الست كوم في العالم تعتمد علي الكوميديا الهادفة
والترفيه أما هنا فتعتمد علي التخلف والبلاهة وتدعم تهييف الشعب المصري في
الكوميديا لا علاقة لها بالعيوب الخلقية كالحول والعرج والتسطيح الذي يثير
الشفقة والمبالغة وهي كوميديا العاهات المرفوضة!!
ويثير د.أحمد ان الممثل الشاب شريف سلامة ورانيا يوسف لفتوا نظره في
مسلسل "حرب الجواسيس" إلا أنه شعر ان النص الذي كتبه صالح مرسي منذ سنوات
كان يحتاج لتعديل ليلائم العصر الحالي.. أما الاعلانات وكثرتها فهي دليل عن
النظرة التجارية للفن الذي يقدم كسلعة.
هند رستم: الممثلات تحولن لشجر جميز.. محاضرات "نور" أفزعتني..
والفخراني ويسرا وليلي خارج الفورمة
كتبت- سحر صلاح الدين:
للفنانة القديرة هند رستم رأي واضح وصريح في أعمال رمضان فهي لا تجامل
وليس لها مصلحة في بطولة عمل فني وانما يأتي رأيها محايدًا وموضوعيًا وتعبر
عن وجهة نظر المشاهد العادي كما تنظر وتحلل بعين النجمة صاحبة الخبرة.
تقول هند: حزنت جدا لمستوي اعمال رمضان ولنجوم واسماء رنانة لها تاريخ
طويل لكنها ظهرت باهتة بلا روح وكأن كل همهم ان يحصلوا علي الملايين في
جيوبهم ومش مهم الجودة والفنان معذور في ذلك عندما يعرض عليه خمسة وستة
ملايين حتي لو العمل دون المستوي فإن اغراء الملايين يجعله يقدم العمل ومع
ذلك لم ينجحوا في ان يجذبوني أنا أو غيري الي الشاشة بدليل ان كل معارفي
واصدقائي واولادهم رأيهم من رأيي بأن المسلسلات جاءت غير موفقة.
قالت: مسلسلات هذا العام سيطر عليها النكد والغم ولا اعلم لماذا يصر
الكتاب علي اصابة الناس بالاكتئاب وكم كبير من المسلسلات صعب علي أي انسان
متابعته مما ادي الي انصراف الجميع.. ولم أتابع سوي "حرب الجواسيس" لان هذه
النوعية تجذبني وتظهر بطولاتنا وهي قصص حقيقية تشعرنا بالفخر ولم نشاهدها
إلا قليلاً منها.. وأفزعني أن أري في مسلسل ليلي علوي رجلاً باع أولاده
وقبض ثمنهم وكأنهم يشجعون تجارة الأولاد وكأنهم فراخ ورغم انني قلت برافو
ليلي علوي قدمت مسلسل "15" حلقة فقط وبعدنا عن التطويل والملل وقلت هذا
ذكاء منها فوجئت بمسلسل آخر ايضا لليلي علوي مش فاهمة هو فيه ايه.
ايضا انزعجت جدا من مسلسل "ابن الارندلي".. انا احب يحيي الفخراني
لكنه ليس في نفس المستوي الذي تعودنا عليه لم يعجبني وكان غير موفق
ومبالغاً جدا في انفعالاته وضحكته. وكذلك نور الشريف غير موفق في مسلسل "ماتخافوش"
وكأنني أشاهد محاضرة انا احب ان تصل لي المعلومة في شكل ناعم وجميل لكنني
اشعر بالرعب عندما اجد نور الشريف يقول لي "ماتخافوش" اغلق التليفزيون
بسرعة.
كذلك حزنت لنبيلة عبيد لم تكن في المستوي الذي تعودناه منها في
الراقصة والسياسي والاعمال الاخري كانت "غول" هذه ليست نبيلة عبيد فيه حاجة
مش قادرة افسرها وكذلك يسرا الكل ليس في مستواه.
أيضًا فزعت من السمنة الرهيبة للنجوم والنجمات وتحولت الفنانات إلي
شجر جميز. فالمظهر مهم وللأسف معظمهم في سن صغيرة لماذا اتركوا انفسهم
هكذا.
مسلسل "ليلي مراد" افزعني" جدا الممثل الذي قدم دور أنور وجدي بحركاته
المرتبكة والسريعة وحركة رأسه البشعة شيء لخبطني.. ده مش أنور وجدي ومع ذلك
المسلسل مكتوب بشكل جيد وقدم لي معلومات لم اكن اعرفها من قبل مثل ان "رقية
ابراهيم" كانت تعمل خياطة كذلك ليلي مراد والفنانة التي قدمت الدور وهي وجه
جديد وكانت أفضل للشخصية أن تكون غير معروفة حتي اتقبلها وذلك ذكاء من
القائمين علي العمل لكن حزنت للمشاهد التي ظهرت فيها عصبية وتعامل الناس
بعصبية في البلاتوه لان ليلي كانت رقيقة جدا. وأشرف عبدالباقي قدم لي
اسماعيل يس "عبيط" مائة بالمائة.
الجمهورية المصرية في
18/09/2009 |