بعد ثماني سنوات متتالية من العمل الفردي والجهد ومحاولة تجسيد
"الحلم" واقعياً، توقف مهرجان بيروت الدولي للأفلام الوثائقية عام 2006 من
دون سابق إنذار. ثمانية أعوام كانت قد سبقت ذلك التوقف المفاجئ، استطاع
خلالها محمد هاشم، مدير المهرجان ومؤسسه وصاحب "الحلم" آنف الذكر، أن يحشد
من حوله الكثير من الدعم المعنوي والمساندة لمهرجانه الأول المتخصص في
لبنان والعالم العربي وقتذاك بالفيلم الوثائقي. تجنب هاشم باختياره
الوثائقي مادة لمهرجانه التساؤلات المعتادة التي ترافق كل ظاهرة جديدة حول
الجدوى والاختلاف، وإن لم ينجُ لاحقاً، بما هو أمر طبيعي وصحي، من تساؤلات
أساسية حول الاختيارات والبرمجة والتوجهات. كان مهرجانه الاول من نوعه.
وكانت حماسته معدية وأسلوبه البسيط وابتعاده بداية من الإدعاء وطريقته في
تثقيف نفسه أمور إيجابية، انعكست على المهرجان. قبل توقفه المفاجئ، كان
المهرجان قد بدأ بإثارة السجال حول اختياراته لاسيما منذ اتخذ لنفسه الصفة
الدولية ابتداءً من العام 2003. كذلك، طاول الجدل رؤيته للفيلم الوثائقي
التي مالت الى التحديد أكثر منها الى الإنفتاح وسعيه الى الفصل بين ما هو
"حقيقة" وما هو "وهم" أو خيال. خلال العامين المنصرمين، انكفأ المهرجان عن
المشهد السينمائي. لم يكلف احد نفسه عناء التوضيح او التبرير. واليوم يعود
هكذا بدون مقدمات معلناً إحياء دورته التاسعة بين 22 و29 أيلول/سبتمبر
الجاري. فلماذا توقف المهرجان لعامين؟ هل فقد مؤسسه الشغف؟ هل ضاقت به
فعلاً سبل التمويل الى حد تحوله الى ميدان الانتاج في قطر بالتزامن مع توقف
مهرجانه؟ ولماذا يعود اليوم بملامح بعضها جديد وبهيكلية مختلفة أبرزها غياب
هاشم عن الشق الفني المعني باختيار الأفلام وتعيين مدير فني للمهرجان (علي
حمود) للمرة الأولى؟
لا يفترض طرح هذه التساؤلات الحصول على إجابات (سواء مقنعة أو غير
مقنعة) لاسيما في ظل هذا الصمت "الرسمي" لادارة المهرجان وانكفاء مديره في
مقر اقامته القطري حتى ايام من انطلاقه. "التمويل والوضع الأمني" كانا حجة
هاشم التي ساقها خلال مقابلة مع صحيفة "دايلي ستار" لتبرير توقف المهرجان.
ولكن ثمة ثغرات في ذلك الإدعاء. فخلال الدورة الأخيرة لمهرجان بيروت الدولي
للأفلام الوثائقية التي انعقدت عام 2006 وفي ليلة الإفتتاح تحديداً، أعلن
مديره ومؤسسه عن شراكتين جديديتين عقدهما المهرجان مع الإتحاد الأوروبي
ومؤسسة "لي وغاند". انعقاد المهرجان كان في حد ذاته بمثابة التحدي عامذاك
شأنه في ذلك شأن المهرجانات اللبنانية الأخرى في أعقاب حرب تموز، التي
واجهت تحديات الاستمرار والعمل في ظل ظروف أمنية وانسانية صعبة. حتى العام
الذي سبق حرب تموز كان عاماً مشوباً بالذعر والقلق بعيد أحداث شباط 2005
وما تلاها. خلاصة القول ان مهرجان بيروت الدولي للأفلام الوثائقية كان قد
اجتاز عامين عسيرين أمنياً وسياسياً وقبلهما رحلة فردية شاقة (خاضها هاشم
وبعض المؤمنين بمشروعه منذ 1999) لتثبيت أقدامه. كما بدا بإعلانه الشراكتين
على أبواب اجتياز أزمته التمويلية التي تظلل مشاريع سينمائية وثقافية أخرى
في البلد. ثم إن مسألة التمويل رافقت المهرجان منذ نشأته فليست بالجديدة
وتدحضها عودته هذا العام بتمويل ذاتي (أي لا تغيير في هذه المسألة) كما أكد
المدير الفني للمهرجان علي حمود لـ"المستقبل". ليس القصد من هذا التمحيص
الإدانة بقدر ما هو ممارسة حق المساءلة المعنوية التي منحها المهرجان
تلقائياً لجمهور واسع آمن به ورافق خطواته. المطلوب توضيح ليس أكثر
احتراماً لمصداقية المهرجان ومكانته التي يدعيها القيمون عليه والتي صادق
عليها كثيرون من صحافيين ومخرجين ومشاهدين من خلال مواكبتهم لدوراته
ومشاركاتهم فيها. لن نخوض هنا في جدلية الحقوق والواجبات. كما اننا لن نشجب
صاحب المهرجان حقه الطبيعي في تحديد مصير مشروعه. ولكن حكاية مهرجان بيروت
للأفلام الوثائقية تنطوي على نموذج العمل المنوط بفرد وفكرة ارتباط المؤسسة
بالشخص ومسألة الإرتجال التي رافقت هذا المهرجان ولاتزال. فالبساطة التي
أرادها محمد هاشم لمشروعه منذ البداية تحولت الغطاء والفخ لمهرجان يُدار
وفقاً لرؤية شخصية محددة. والإرتجال والعفوية تحولا إطاراً جامداً أفقد
المهرجان قدرته على مصاحبة عنوانه الكبير. والروح الفردية التي منحت
المشروع الحياة في بداياته كانت الطوق الذي تسبب في اختناقه وابتعاده من
دائرة الضوء خلال العامين الفائتين. كيف السبيل الى إعادة الثقة بالمهرجان
وباستمراريته؟ وكيف يمكن المخرج المحلي او العربي او الاجنبي أن يثق
بإمكانية حجز فيلمه لدورة المهرجان المقبلة في ظل الشرخ الذي ولده الغياب
المبهم؟
قبل اختفائه، كان المهرجان قد بدأ بمد الجسور مع المخرجين اللبنانيين
على الرغم من اشتراطه العرض الأول. علاقة ظلت خجولة على الرغم من رغبة
مديره في تحويله مرجعية للإنتاجات اللبنانية الجديدة. هكذا شارك في دوراته
المختلفة مخرجون مخضرمون مثل محمد سويد ومي المصري وماهر أبي سمرا وسواهم.
على هذا المعيار الضيق، يمكن ان نلاحظ الفرق هذا العام. ففيلم سويد الأخير
"ما هتفت لغيرها" وجد مكانه في "مهرجان الفيلم اللبناني" الشهر الماضي الى
جانب أعمال خليل جريج وجوانا حاجي توما وهادي زكاك وليلى عساف وايليان راهب
ولقمان سليم ومونيكا بورغمن الوثائقية... ولا نرى أثراً لشريط أبي سمرا
الجديد "شيوعيين كنا" (أُعلن عن عرضه الافتتاحي في مهرجان الشرق الاوسط
السينمائي في أبو ظبي الشهر المقبل) في برمجة المهرجان ومثله تغيب أسماء
عربية ولبنانية شاركت في المهرجان سابقاً مثل تهاني راشد وكمال الجعفري.
فهل ان المهرجان يبدأ من الصفر؟ إذا كانت تلك رغبة ادارته لا ضير في
إعلانها ولكن لا يمكن أحد التوهم ان غياب عامين لن يؤثر في مسيرة مهرجان
امتلك الكثير من الامتيازات وأكثرها مباشرة اضطرار المهرجان الى معاودة ربط
الصلة بالمخرجين والموزعين بعد ان كان قبل توقفه قد اكتسب شيئاً من التكريس
الذي يجعله مقصداً للبعض.
الدورة التاسعة: ملامح اختلاف
أيا يكن من أمر، ثمة دورة جديدة من المهرجان في طريقها الينا. وإذا
كان تقويمها والحكم عليها سابقاً لأوانه، فإن ملاحظة بعض التغييرات الشكلي
قد يكون مدخلاً ملائماً في هذه اللحظة.
في نظرة أولية على الدورة التاسعة التي ستنطلق الاسبوع المقبل، يتبين
بعض الاختلاف الشكلي (الإيجابي عموماً) الذي قد يكون- او لا يكون- انعكاساً
لمراجعة ما. فها هو المهرجان يخرج للمرة الأولى من منطقة الحمراء التي تسبب
تمسك المهرجان بها أحياناً في إقصائه عن جمهور أوسع وفي أحيان أخرى تجاهل
الشروط الفنية للعروض كما حدث عام 2004 حين لم يكن من خيار في شارع الحمراء
سوى مسرح أريسكو بالاس. تتركز عروض الدورة التاسعة هذا العام في سينما
متروبوليس التي تحولت منذ بعض الوقت مقر العروض المهرجانية والفنية ولاسيما
بعيد انتقالها الى أمبيرـ صوفيل ذات المواصفات الفنية الجيدة. على صعيد
آخر، ينفصل المهرجان هذا العام عن رغبة مؤسسه ومديره في اختيار فيلم
فلسطيني ـ أو عن فلسطين ـ للختام بما قد تفرضه هذه "القاعدة" من القبول
بعمل متواضع لمجرد انسجامه مع "القاعدة". كذلك، تبدو الاستعانة بفريق مستقل
للاشراف على اختيار الأفلام خطوة ايجابية على طريق تحريره من الرؤية
الواحدة. ويشير تعيين "مدير فني" الى مأسسة المهرجان ـ نظرياً على الأقل ـ
ودفعه في اتجاه توزيع الادوار وتقاسمها بدلاً من احتكارها. وفي تغيير جوهري
وأساسي، يدلل بعض الاختيارات في البرنامج على انفتاح ـ مبدئي على الأقل-
على أنواع فيلمية ومعالجات فنية كانت في السابق خارج حساباته كالافلام
التجريبية والافلام التي تمزج بين الوثائقي والمتخيل وتموه الحدود الفاصلة
بين النوعين. تلك أمورـ على بديهيتها اليوم في المهرجانات الكبرى ـ كانت
غائبة عن هواجس القيمين على المهرجان في السنوات السابقة.
لا يخفينا حمود ان وراء اختيار نحو من مئة فيلم للدورة التاسعة ـ
العدد الاكبر للافلام في تاريخ المهرجان ـ يحمل في طياته شيئاً من التعويض
عن غياب العامين الفائتين، ويضيف اليه سبباً آخر هو اتساع لجنة الاختيار
وتالياً تنوع الذائقة والرؤى. وعما اذا كان غياب العامين الفائتين قد ترك
أثراً سلبياً، يجيب بالنفي، ربما لأن المهرجان، وعلى الرغم من سنواته
الثماني الفائتة، يخوض هذا العام للمرة الاولى تجربة الاختيار الجماعي
وآلية الخضوع لعمل المدير الفني. أما الأفلام الكبيرة التي حازت شهرة
عالمية فهي، بحسب حمود، لم تكن يوماً هدف المهرجان الذي يميل الى اكتشاف
أفلام أخرى جيدة لم تحظَ بالاهتمام نفسه في المهرجانات والإعلام. ولكن حمود
لا ينفي أهمية وجود مثل تلك العناوين المكرسة في برنامج محاذٍ، يجد انه
الثغرة التي يجب العمل على ملئها في السنوات المقبلة من خلال تكثيف حضور
المهرجان (بمبرمجيه ومنسقيه) في المهرجانات الدولية حيث يمكن اقتناص
الأفلام ذات الحضور البارز. كما يشير، في سياق الثغرات التي سيجري العمل
عليها، الى غياب البرامج الموازية التي تقتصر هذا العام على "ماستر كلاس"
للمنتج والمحاضر الكندي بول سكيرزر حول النموذج الانتاجي الكندي (25 ايلول،
متروبوليس، 4-6 مساءً). وإذ يصف حمود برمجة الدورة التاسعة بالجيدة، يربط
ذلك بتنوع موضوعات الأفلام بين الاجتماعي والسياسي والذاتي وبتعدد أشكالها
الفنية ولهجاتها بين شعرية وسينمائية وتجريبية... ولدى سؤاله عن كيفية
التعاطي مع الأفلام ذات الشكل التلفزيوني التي باتت حاضرة بقوة منذ دخول
التلفزيون طرفاً اساسياً في الإنتاج، يؤكد ان حظوظ الفيلم التلفزيوني قليلة
الا اذا وازن المعادلة التلفزيونية جماليات فنية ومعالجة مبتكرة. إشكالية
أخرى باتت تفرض الفيلم الوثائقي بقوة موضوعه وآنيته أكثر منها بتماسك لغته
الفنية. وهنا يشير حمود الى ابتعاد الاختيارات من الأفلام ذات الموضوعات
الرائجة لمجرد قدرتها على استقطاب الجمهور. أفلام تتناول موضوع الإرهاب او
الرسوم الكاريكاتورية التي تناولت النبي في احدى الصحف الدانماركية ما كانت
لتجد مكانها في البرمجة، بحسب حمود، لولا ارتكازها على معالجة مختلفة عن
السائد والمكرر.
الأفلام
لافتتاحه، اختار المهرجان هذا العام فيلماً وثائقياً أميركياً من
انتاج 2009 في عنوان "محاكمة نورمان فنكلستين"American
Radical: The Trials of Norman Finkelstein
(يعرض يوم 22 ايلول الثامنة مساءً) من إخراج دايفيد ريدجن ونيكولا روسييه
الذي سيحضر الافتتاح. يتناول الفيلم شخصية الأكاديمي الأميركي نورمان
فينكلستين، ابن زوجين يهوديين نجوَا من المحرقة والناقد المتحمس لإسرائيل
وللسياسة الأميركية في المنطقة. وهو المؤلف لخمسة كتب مستفزة منه "صناعة
المحرقة". ثبت فينكلستين موقعه وسط المناظرات الصعبة وخصوصاً عندما تم رفضه
لمنصب دائم في جامعة "دي بول". اعتبر مجنوناً ويهودياً مقيتاً وكارها لنفسه
من قبل البعض، فيما اعتبره البعض الآخر ملهماً ومناضلاً ثوريا. فينكلستين
شخصية استقطبت الباحثين عن المعاني الحقيقية والعميقة للحرية والهوية
والوطنية.
من بيروت الى كيوتو، يتتبع صانعا الفيلم فينكلستين حول العالم وهو يحاول
محاورة محبيه ومنتقديه، مقدمين صورة حميمة للرجل خلف الواجهة الإشكالية،
ومفسحين مساحة متساوية لداعميه ومنتقديه.
أما فيلم الختام فهو الياباني (يعرض يوم 30 ايلول الثامنة مساءً)
United Red Army لكوجي واكاماتسو، أحد أكثر المخرجين اليابانيين اثارة للجدل. فهذا
السينمائي السبعيني الذي اشتهر بأفلامه الإيروتيكية السياسية، يستعيد في
هذا الشريط الـ"دوكيودراما" الذي يربو على ثلاث ساعات فترة من أشد المراحل
إشكالية في التاريخ الدموي للحركة الطلابية اليابانية المتطرفة. عام 1972
قام 14 عضوا من الجيش الأحمر الموحد بإعدام بعضهم البعض خلال جلسات نقد
ذاتي ضمن دورة تدريبية.اختبأ الناجون في الجبال مما أثمر مواجهات مع الشرطة
امتدت لعشرة أيام واعتبرت إحدى المحطات المحورية في تاريخ اليابان.الحديث.
يحاول هذا الفيلم إستيعاب الصدمة التي واجهها اليسار الياباني في وقتها
وفهم الاسباب التي دفعت بأولئك الطلاب الى ما سموه "نضالاً" مع الاشارة الى
ان المخرج كان منضوياً في تلك الحركة وقتذاك.
تنقسم البرمجة الى ثلاثة أقسام: الافلام الطويلة والافلام متوسطة
الطول والافلام القصيرة وتتوزع الافلام داخل المسابقات وخارجها. لكل فئة
مسابقتها التي تمنح جائزة أفضل فيلم (طويل او متوسط او قصير). وتنفرد
الأفلام العربية بمسابقة اضافية، الى المسابقة الدولية، تكرم الافلام
الطويلة والمتوسطة والقصيرة بجائزة للأفضل في كل فئة. تمنح الجوائز
المعنوية لجنة تحكيم تضم: مارسيل برسودير المؤسس المشارك للمهرجان ومنتج
الافلام الوثائقية، حبيب حمود رئيس مجلس ادارة مؤسسة الفجيرة للاعلام
والمتخصص في المجال الاعلامي وكيفن توليز الكاتب والمخرج.
تضم فئة الافلام الطويلة تسعة وعشرين فيلماً من بينها خمسة عشر في
المسابقة: "الصين لا تزال بعيدة" لمالك بن اسماعيل (الجزائر/فرنسا)، "بلال"
لسوراف سارانجي (الهند)، "فيلم الليلة" لفادي ينيتورك (لبنان)، "بقايا حرب"
لجواد متني (لبنان/الولايات المتحدة الاميركية)، "أمي، لبنان وأنا" لأولغا
نقاش (لبنان)، "الذاكرة المثقوبة" لساندرا ماضي (الاردن)،
Palace
للويس الايجوس وراوول دييز الايسوس (اسبانيا)،
Another Planet لماسيك بوليغو (هنغاريا)،
From Somewhere to
Nowhere
لفيلي هيرمن (سويسرا)،
Hotel Sahara
لبيتينا هاسن (المانيا)،
On the Safe
Side لكورينا ويتشمن ولوكاس شميت (المانيا)،
Hair India لرافاييلا برونيتي ـ ماركو ليوباردي (ايطاليا/فرنسا/المانيا)، 27
Scenes about Jorge
لأمير لبكي (البرازيل)،
The Lost Colony
لأستريد بوسينك (هولندا)،
Kill the Tiger
لستيفان بوهان (النمسا).
في مسابقة الأفلام المتوسطة ثلاثة عشر فيلماً :
The Arab Initiative للوتي ميك ـ ماير(الدانمارك)، "أرى أبطالاً"
لمحمود حجيج (لبنان/قطر)، "إمرأة من دمشق" لديانا الجيرودي (سوريا)،
A Tent on Mars
لمارتن بيرو ولوك رينو (كندا)،
African Parade لفيليب آراجو (البرتغال/اسبانيا)، "الذاكرة والجذور" لتوفيق داوود
(العراق/روسيا/ المملكة المتحدة )،
Heart of the Factory لفيرنا مولينا وارنيستو ارديتو (الارجنتين)،
The Man Who Crossed the Sahara
لكوربيت ماثيوز (كندا)، "ذاكرة في المنفى" للارا سابا (لبنان)،
Hear No Evil
لعبد السلام العقاد (الاردن)،
Nora
لدايفيد هنتن وآلا كوفغان (أميركا/ المملكة المتحدة/موزمبيق)، "عروسة
الجنوب" لنرمين حداد (لبنان)، "سيارة رمسيس" لرامي عبد الجبار (مصر).
اما مسابقة الافلام القصيرة فتحتوي على تسعة عشر فيلماً:
Long Distance (موريتز سيبرت، المملكة المتحدة)،
Six (كاغلا زينسيرسي وغيوم جيوفانيتي، اليابان/فرنسا)، ٍThe Solitary
Life of Cranes (ايفا ويبير، المملكة المتحدة)،
Cultural Revolution II (تيان آي زانغ، المملكة المتحدة)، "من لحم
ودم" (عزة شعبان، مصر)، "أصايل" (زهدي نصار، لبنان/قطر)، "يوم واحد بعد
العاشر" (نرجس أبيار، ايران)،Finding
Home (كريستوفر دالي، بلجيكا)،
Above the Pavement (بيوتر ستاسيك، بولندا)،
Out of Frame (نزار انداوي، العراق)،
The Bridges Ballad (مهدي رحماني، ايران)،
The Sherrif (جيف أم جيوردانو/ أميركا)،
Left Behind (أندرياس غرافنستاين وفابيان دانب، المانيا/بولندا)، "رب العائلة"
(أنبس بلاوي، الاردن)،
Steel Homes (ايفا ويبير، المملكة المتحدة)،
Leclairice (جيريمي جوران، فرنسا)،
Oscar 07/02-9 (جاوو كريفر، برازيل)،
Cold Blood (أمير مهران، ايران).
[ برنامج العروض متوافر على موقع المهرجان
www.docudays.com
المستقبل اللبنانية في
18/09/2009
مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي يكشف
عناوين مسابقتيه وفئة "سينما العالم"
تحول جذري في البرمجة يثبّت هوية المهرجان وموقعه
ريما المسمار
يدخل مهرجان الشرق الاوسط السينمائي الدولي عامه الثالث بثقة محصناً
باسم مديره التنفيذي الجديد بيتر سكارليت الآتي من خبرة طويلة وثرية في
عالم المهرجانات السينمائية الكبرى. خلال السنوات السبعة الفائتة، أدار
مهرجان ترايبيكا من موقعه كمدير فني وقبله رافق مهرجان فرانسيسكو الأقدم في
مسيرة طويلة. ولسكارليت شغفه السينمائي ومعرفته السينمائية العميقة التي
خولته مركز المدير العام للسينماتيك الفرنسية (الأميركي الأوحد الذي شغل
المنصب) فضلاً عن مبادرات فردية كالتي قام بها في العام 2002 بذهابه الى
كابول وإقامة أول عرض سينمائي جماهيري بعد ست سنوات من حكم طالبان. عندما
استقال سكارليت من الادارة الفنية لمهرجان ترايبيكا، أعلن انه حان الوقت
ليخوض تحدياً جديداً، يبدو انه عثر عليه في أبو ظبي.
قبل أيام أعلن المهرجان عناوين الأفلام في مسابقتيه الروائية
والوثائقية. وأول من أمس، كشف عن برنامجه المنتظر "سينما العالم" للدورة
الثالثة التي ستنعقد في إمارة ابو ظبي بين 8 و17 تشرين الاول/أكتوبر
المقبل. تكشف الاختيارات عن برنامج متماسك وقوي، يعكس التغييرات التي طاولت
إدارة المهرجان خلال الأشهر الفائتة. حتى العام الماضي، بدا ان عنصر
الاستقطاب الرئيسي في مهرجان ناشئ في منطقة لا يشكل سوقها اضافة كبرى هو
الجوائز المالية. ولكن منذ هذه اللحظة، يمكن أن نضيف عنصر استقطاب آخر هو
مدير المهرجان. فقد أثبتت تجربة مهرجان الشرق الأوسط التأثير الكبير لمديره
الجديد بيتر سكارليت في جذب أفلام ذات قيمة فنية وسينمائية عالية، ليس فقط
الى أقسام المسابقة وانما ايضاً الى فئة "سينما العالم" الخالية من اي
منافسة. سكارليت الذي شبهه أحد الاصدقاء من النقاد السينمائيين بـ "الحوت
الكبير" في الوسط السينمائي، يمتلك من الخبرة والصلات والسمعة ما يسهل على
اي مهرجان يقترن اسمه به الحصول على أفلام من الصف الأول. وليس ذلك فحسب،
بل ان ثقافة الرجل ومواكبته للسينما العالمية ومعرفته بحركات الانتاج
السينمائي هنا وهناك، تمنح خياراته للأفلام مجهولة الصناع، مصداقية كبرى
وتعد باكتشافات لا تقل أهمية عن الأفلام المكرسة. مع تسلمه ادارة المهرجان،
بدا سكارليت أكيداً من أمر واحد على الأقل، كما توحي البرمجة التي بين
يدينا، هو استبعاد مبدأ البهرجة والسينما التجارية عن قلب المهرجان لاسيما
قسم المسابقة التي يصفها بـ "قلب البرمجة". وتأكيداً على ذلك، أطاح بمبدأ
الافتتاح البراق الذي اعتمد في السنيتن الفائتتين على انتاجات هوليوود (Bobby
في الدورة الاولى وThe Brothers Bloom
في الدورة الثانية) مستعيضاً عنه بفيلم عربي، يثبّت موقع المهرجان الجغرافي
في قلب العالم العربي ويعزز مكانته المعنوية بالنسبة الى الانتاجات
السينمائية العربية. أضف الى ذلك موقفه الداعم للافلام الاولى والثانية
لمخرجيها. على هذا المنوال، اختار باكورة المخرج المصري أحمد ماهر
"المسافر"، مشفوعة باسم ممثل كبير هو عمر الشريف، لإطلاق المهرجان بعيد
عرضه الافتتاحي في مهرجان البندقية الاسبوع الفائت.
يتنافس فيلم ماهر في مسابقة الافلام الروائية الطويلة مع سبعة عشر
فيلماً آخر على ست جوائز لأفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل ممثل وأفضل ممثلة
وافضل فيلم شرق أوسطي وأفضل مخرج شرق أوسطي. من الواضح ان الجائزتين
الأخيرتين استُحدثتا لتعزيز اسم المهرجان الذي اختار من خلال عنوانه
الاضاءة على السينما الشرق أوسطية ولمنح المخرجين العرب فرصة أكبر للفوز.
أما الأفلام التي تقدم بمعظمها في عروضها الشرق أوسطية الأولى فهي: 10
to 11 لبيلين إسمر (تركيا/فرنسا/المانيا 2009)،
Bombay Summer
لجوزيف ماثيو-فارجيس (أميركا 2009)،
Buried Secrets لرجاء عماري (تونس/فرنسا/سويسرا 2009)،
Cooking with
Stella
لديليب ميهتا (العرض العالمي الاول؛ كندا 2009)، "هليوبوليس-مصر الجديدة"
لأحمد عبد الله (مصر 2008)،
Hipsters
(لفاليري تودوروفسكي (روسيا 2008)،
Huacho لفاليري فرنانديز المندراس (تشيلي/فرنسا /ألمانيا 2009)،
Last Ride
لغليندن آيفن (اوستراليا 2009)، "الليل الطويل" لحاتم علي (سوريا 2009)،
No One Knows about
Persian Cats لبهمان غوبادي (ايران 2009)،
Northless لريغوبرتو بيريزكانو (المكسيك 2009)، "إبن بابل" لمحمد الدراجي
(العراق/المملكة المتحدة /فرنسا /فلسطين /هولندا /الامارات 2009)، "الزمن
الباقي" لإيليا سليمان (فلسطين/المملكة المتحدة/ايطاليا/بلجيكا/فرنسا
2009)، "بالألوان الطبيعية" لأسامة فوزي (مصر 2009)،
Third Person Singular Number
لمصطفى سروار فاروقي (بنغلادش 2009)،
The Warrior and
the Wolf
لتيان زوانغ زوانغ (الصين 2009)،
White Material
لكلير دوني (فرنسا 2009).
في مسابقة الافلام الوثائقية خمسة عشر فيلماً من بينها يعرض عالمياً
للمرة الاولى: 1958 لغسان سلهب (لبنان 2009)،
The Age of Stupid لفراني آرمسترونغ (المملكة المتحدة 2009)،
All My Mothers لابراهيم سعيدي وزهافي سنجافي (ايرا/العراق 2008)،
Being Here
لمحمد زران (تونس 2009)، "كاريوكا" لنبيهة لطفي (مصر 2009)،
The
Cove للوي بسيهويوس (الولايات المتحدة
الاميركية 2009)،
Double Take
ليوهان غريمونبيريز (هولندا/بلجيكا 2009)،
The Frontier Ghandi: Badshah Khan,
A Torch for
Peace
لتي سي ماكلوهن (افغانستان/الهند/باكستان/الولايات المتحدة الاميركية
2008)،
Goodbye, How Are You? لبوريس ميتيش (صربيا 2009)،
In Berlin
لمايكل بالهاوس وتشيرو كابيلاري (المانيا 2009)، "جيران" لتهاني راشد (مصر
2009)،
On The Way to Scholl
لأورهان ايسكيكوي وأوزغور دوغان (تركيا 2008)، "ميناء الذاكرة" لكمال
الجعفري (فلسطين/الامارات 2009)،
The Shock Doctrine
لمايكل وينتربوتوم ومات وايتكروس (المملكة المتحدة 2009)، "شيوعيين كنا"
لماهر أبي سمرا (لبنان/فرنسا 2009).
في فئة "سينما العالم" اختار فريق المهرجان المؤلف من مديره سكارليت
وتيريزا كافينا وكيلين كوين ورشا السلطي وانتشال التميمي ستة عشر عملاً
روائياً ووثائقياً هي:
About Elly
لأشغار فرهادي (ايران 2009)،
Burma VJ-Reporting from a Closed Country لأندرس هوسبرو أوسترغارد (الدانمارك
2008)،
Farewell
لكريستيان كاريون (فرنسا 2009)،
Honeymoons لغاران باسكاليفيتش (صربيا/البانيا 2009)،
Kerala Café لرانجيت (الهند 2009)، "ما هتفت لغيرها" لمحمد سويد (لبنان 2008)،
Ponyo on the Cliff by
the Sea
لهاياو ميازاكي (اليابان 2008)،
Precious: Based on the Novel Push by
Sapphire
للي دانييلز (الولايات المتحدة الاميركية 2009)،
Red Riding Trilogy لجوليان جارولد وجايمس مارش وأناند تاكر (المملكة المتحدة 2009)،
The September
Issue لآر جاي كاتلر (الولايات المتحدة الأميركية 2009)،
Tales from the Golden Age
خمسة أفلام قصيرة لراجفان كاركوليسكو وكريستيان مونغو وهانو هوفر ولوانا
يوريكارو وكونستانتين بوبيسكو (رومانيا/فرنسا 2009)،
Valentino: The Last Emperor لمات تيرناور (الولايات المتحدة الأميركية 2008)،
Wild Grass
لآلان رينيه (فرنسا/إيطاليا 2009)،
The Wind Journeys لتشيرو غويرا (كولومبيا/أرجنتين/هولندا 2009)،
Yuki and
Nina
لنوبوهيرو سوا وهيبوليت جيرلردو (فرنسا/اليابان 2009).
مفتتحاً فعالياته اليوم في العاشر منه والتي ستستمر الى التاسع عشر
موعد حفل الاختتام وإعلان الافلام الفائزة بجوائز المهرجان. تشرف على
المهرجان هيئة ابو ظبي للثقافة والتراث وتديره الاعلامية نشوة الرويني وكان
قد تم الاعلان عن انشائه في شهر أيار/مايو من العام 2007 خلال مهرجان كان
السينمائي الدولي بفارق ثلاث سنوات فقط عن نظيره مهرجان دبي السينمائي
الدولي الذي انطلق في العام 2004. يشكل المهرجانان اليوم عنصرَي استقطاب
للأفلام في منطقة الخليج لاسيما ان مهرجان مسقط على الرغم من أقدميته لم
يحقق الكثير على صعيد جذب الافلام. الجدير ذكره ان النشاط السينمائي الاول
الذي انطلق في الامارات المتحدة كان من خلال "مسابقة أفلام من الامارات"
التي اسسها مسعود أمر الله العلي بإشراف الهيئة ايضاً منذ أوائل الالفية
الجديدة. واستمرت في الانعقاد حتى العام 2006 لتنضم من بعدها الى مهرجان
دبي وليؤسس مهرجان ابو ظبي مسابقة أخرى خاصة بالأفلام الاماراتية. الدورة
الاولى من مهرجان ابو ظبي انعقدت وسط انتقادات كثيرة كان معظمها عائداً الى
مشكلات تنظيمية بسبب ضيق الوقت الذي نُظمت خلاله. كذلك كانت الاسئلة جاهزة
أمام مهرجان اماراتي جديد لا يبعد كثيراً بأهدافه ومركزه عن مهرجان دبي.
على ان تلك الاسئلة لن تحل في الوقت القريب مادام الصراع بين المهرجانين
مستمراً على استقطاب الافلام الجديدة من العالم العربي كما من دول العالم
ومع وعي ادارتي المهرجانين الى عناصر الجذب الحقيقية لديها. فبالنسبة الى
مهرجان سينمائي ناشئ في منطقة لا يشكل سوقها اضافة كبرى، ما الذي سياتي
بمخرج او منتج او موزع عالمي؟ انها الجوائز المالية بالدرجة الاولى ومن ثم
الاشتغال على اقامة ما يشبه السوق الذي بدأه مهرجان دبي العام الفائت من
خلال "دبي فيلم كونكشن" الذي استقبل مشاريع سينمائية في طور التحضير وعرضها
أمام منتجين عرب وأجانب للحصول على مساعدة انتاجية. وها هو مهرجان أبو ظبي
يقوم بخطوة مماثلة من خلال ما يُسمى بـ "الدائرة" التي تسعى من بين ما تسعى
اليه الى جمع السينمائيين من الشرق الاوسط مع الممولين والموزعين للحصول
على مساعدات انتاجية.
المستقبل اللبنانية في
18/09/2009 |