على الرغم من الكم الكبير من المسلسلات التي تم عرضها في شهر الصوم
على مختلف المحطات الفضائية، إلا أن جمهور الشاشة الصغيرة على اختلاف
أذواقه اكتشف أنه لا يوجد المسلسل السوبر، الذي يتفق الجميع على متابعته
يوميا كما كان يحدث في الأعوام السابقة.
وهكذا بدأ مؤشر المشاهدة يتجه نحو أبطال الأعمال وكلما كانت هناك
إجادة لنجم أو نجمة في دور معين، يرتكز حديث الناس والنقاد والعكس أيضا
صحيح، خصوصا في ظل وجود حالات لم تحظ بالنجاح المتوقع منها، بخلاف بعض
الظواهر والملامح الأخرى التي توقف أمامها البعض وسط زحمة الدراما
التلفزيونية هذا العام، وفي أسماء محددة ورصد سريع نستعرض الموسم الرمضاني
كما يلي ..يحيي الفخراني.. النجم الأول كالعادة بموهبته الرائعة وبساطته
وقدرته الفائقة على اختيار موضوعاته، والأدوار التي تناسب عمره وتكوينه دون
مزايدة أو ضحك على عقول المشاهدين، حيث يؤكد كل عام احترامه لجمهوره لهذا
يحترمه الجمهور وهو يتحفنا بمغامرات ودهاء «ابن الأرندلي» صاحب الدم
الخفيف.
أشرف عبد الباقي.. ليس باجتهاد النجم وحده تنجح الدراما التلفزيونية،
ربما تلخص هذه الجملة مسلسل «أبو ضحكة جنان»، ومن الواضح أن أشرف بذل جهدا
كبيرا ليمسك بتلابيب شخصية إسماعيل ياسين لكن للأسف الشديد أتت المحصلة
شخصية مجمعة بين طريقة أداء «سمعة» في أفلامه، وطريق عبد المنعم إبراهيم،
وأسلوب أشرف عبد الباقي نفسه، حتى إن بعض الخبثاء قال إن المسلسل يستحق أن
نطلق عليه «راجل و6 حركات». سامح حسين .. سنحاول أن ننسى «عبودة ماركة
مسجلة» ونحتفظ لك في ذاكرتنا بالعديد من الأدوار المتميزة، مثل دورك في
مسلسل «راجل وست ستات» بالتأكيد أنت تمتلك الموهبة، لكن يبدو أن تجربتك
الأولى مع البطولة أصابتك بالتوتر وأثرت على اختيارك لمسلسل يفتقر للكثير
من مقومات النجاح، مع ضرورة أن تحافظ على تلقائيتك بعيدا عن المبالغة في
الأداء التي تفقدك كثيرا من مصداقيتك.
باسم ياخور ممثل سوري نجح في تقمص شخصية اليهودي باقتدار في مسلسل
«حرب الجواسيس»، فاقنع المشاهد بأدائه الماكر في كيفية نسج شباكه على
الضحية المصري. ماجدة زكي .. رغم خفة دمك وتلقائيتك وموهبتك الواضحة،
تحتاجين أنماطا مختلفة من الأدوار، لأنه مازال لديك الكثير لتقدميه
لجمهورك.خالد النبوي .. دورك في «صدق وعده» يؤكد أنك وصلت لمرحلة كبيرة جدا
من النضج الفني، وسيدفعنا هذا لأن نغفر لك مغامرتك الكوميدية غير الموفقة
في «كافيه تشينو».
نادر جلال .. تستحق الشكر على إخراجك لمسلسل «حرب الجواسيس»، الذي
يتسم بإيقاع سريع وإضاءة متميزة، والأهم من ذلك هو قدرتك الفائقة على
اختيار أبطاله فهشام سليم، شريف سلامة، منة شلبي، وحتى أحمد فؤاد سليم،
فاديه عبد الغني، وأحمد صيام بدوا جميعا كنجوم.
هند عاكف .. لعبت أحلى أدوارها في مسلسل «أنا قلبي دليلي» عندما جسدت
شخصية أم ليلى مراد، بالرغم أن ظهورها محدود بالقياس إلي شخصيات أخري في
المسلسل، إلا أن أداءها الرائع والشبه القريب لليلى مراد ساهم في نجاحها
لأداء شخصية أمها.
ليلى علوي .. تستحق التحية على «حكايات وبنعيشها»، وخصوصا دور هالة
التي غاصت في بطن المجتمع لتعود من جديد إلى شاشة رمضان، بقضية موجعة تدق
ناقوس الخطر نحو ظاهرة البطالة التي تهدد مستقبلنا، وتعاني منها كل الأسر
وإذا كان البعض قد انهار وباع فلذة كبده فماذا ننتظر بعدئذ، ارتدت ليلى
ملابس تلك الفئة وصرخت وولولت وضربت الصدور والخدود لتحذر من مهالك زمن
العولمة.
صفاء ورجب .. فشلت صفاء سلطان في شخصية ليلى مراد وسقط محمد رجب في
شخصية «أدهم الشرقاوي»، لأن شخصية ليلى وديعة ذات وجه عريض وملامح أليفة
بشوشة وصوت هادئ حزين، وصفاء ليست كذلك وربما تصور البعض أن نجاح سولاف مع
أسمهان يمكن أن يتكرر مع ليلى مراد بممثلة سورية أخرى، وهو خطأ كبير لأن
أسمهان عرفها معظم هذا الجيل لأول مرة من المسلسل.
كما أن سولاف كانت جاهزة عكس ليلي مراد التي أحبها المصريون كثيرا
وكانت علامة في السينما وأنتجت لها أفلام كثيرة باسمها وقد فهمتها صفاء
سلطان خطأ، أما أدهم الشرقاوي فقد ارتبط في أذهاننا بالمغامرات والبطولات
والشخصية الريفية المقاتلة ولكن محمد رجب ظهر وديعا أليفا ومغامراته ناعمة
فضاعت الملحمة وسط طوفان مشاهد الاستظراف.
محمود البزاوي .. يمكن اعتباره مفاجأة هذا العام، فالممثل الموهوب
الذي لم تتح له فرص كثيرة للتعبير عن نفسه، أطلق العنان لموهبته ليبدو كغول
أمام الكاميرا في مسلسل «الأدهم»، فأدى دوره بمنتهى البساطة ودون أدنى
انفعال أو مبالغة رغم صعوبة الدور، فظهر متألقا في مواجهة نجوم كبار في حجم
صلاح عبدالله، محمود الجندي، أحمد عز.
أحمد فلوكس .. إذا كانت شخصية الفنان أنور وجدي في مسلسل «أنا قلبي
دليلي» بهذا الكاركتر العجيب الذي قدمته، فإن الأداء الحركي الذي اقتبسته
يؤكد أن أنور وجدي في حياته لم يكن إلا «أراجوزا».
عام المخدرات .. شاشة هذا العام غارقة في المخدرات، بدءا من صلاح
السعدني في «الباطنية» حيث يتاجر في الحشيش مقتنعا أنه تجارة مشروعة وانه
أساسا غير مضر، ومرورا بمسلسل «حدف البحر» الذي اجتهدت نجماته في إشعال
السجائر الملفوفة، وصولا إلى الشيشة التي تميز «قانون المراغي»، وترافق
دائما محمد لطفي في «ابن الأرندلي»، ولم يخل منها أيضا مسلسلات «تاجر
السعادة» و«المصراوية» و«أفرح إبليس».
البيان الإماراتية في
17/09/2009
شاشات
الدراما المصرية غزارة في الانتاج ضعف في النوع
حظيت الدراما الرمضانية هذا العام بعدد ضخم من المسلسلات التي ملأت
التلفزيونات والفضائيات العربية طوال شهر رمضان، تنافس خلالها مئات
الممثلين والمخرجين وغيرهم من الكوادر على تقديم الأفضل والجديد من القضايا
التي تجذب المشاهدين وتلبى احتياجاتهم.
وتنوعت هذه القضايا بين الأكشن والرومانسي والدراما الاجتماعية
والكوميدية مع غياب شبه كامل لقضايا أخرى من الدراما ظلت مفروضة على
الدراما لسنوات سابقة، في السطور المقبلة نرصد عددا من المتغيرات التي حلت
بالدراما المصرية ونتناول أهم الظواهر التي فرضت نفسها على مائدة رمضان
المنتهى. تيمة التوأم بقراءة دقيقة في سطور ما قدمته الدراما الرمضانية هذا
العام، نجد تيمة التوأم كانت أحد التيمات الرئيسية التي لعب عليها نجوم
الدراما في أعمالهم الفنية، والبداية كانت بسمية الخشاب التي جسدت شخصية
التوأم في مسلسلها «حدف بحر» حيث قدمت شخصيتين: الأولى لطبيبة جادة تحارب
الفساد الطبي وتسعى للكشف عنه، فيما كانت الشخصية الأخرى لفتاة تدعى
«منتهى» وهي فتاة عاشقة للغناء تبحث عن فرصة لاكتشافها في عالم الفن.
وهي الشخصية التي رأت سمية من خلالها فرصة لاستعراض نفسها كمغنية
بمبرر ودون مبرر وكأنها تحاول أن تخفف حدة الانتقادات التي تعرضت لها بعد
طرح ألبومها «هيحصل ايه» والذي كشف قدراتها المتواضعة في عالم الغناء، ولكن
يبدو أن الهجوم الذي سيلازم سمية كمغنية في الدراما لن يكون أخف وطأة مما
تعرضت له بعد طرح ألبومها على الساحة الغنائية في موسم الصيف الماضي.
وعلى نفس التيمة لعبت الفنانة ليلى علوي، التي فاجأت جمهورها بمسلسل
جديد تحت عنوان «حكايات وبنعيشها» وتضمن حكايتين هما «هالة والمستخبى»
و«مجنون ليلى» وقد استلهمت ليلى فكرته من فيلم البنات والصيف للكاتب إحسان
عبدالقدوس التي سبق تقديمها في ثلاثة كوادر أو عروض منفصلة داخل عمل واحد،
وهي تجربة أجمع الكثير من النقاد على أنها تجربة جديدة ورائدة في مجال
الدراما، خاصة وأنها جاءت مختلفة عن فيلم البنات والصيف في الشكل الخارجي
إلى جانب الاختلاف البنائي والفني.
وبالمقارنة بين العملين، نجد أن الكفة كانت راجحة لليلى علوي مقارنة
بسمية الخشاب، حيث كانت ليلى حاضرة بقوة في الشخصيات التي قدمتها وبشكل خاص
في الشخصية التي كانت فيها أما لديها خمسة أطفال صغار تواجه من أجلهم
معاناة مستمرة ممن يحيطون بها بمن في ذلك زوجها، ساعدها على ذلك خبرتها
وإحساسها العميق بالشخصية، كما كان العمل على حد تأكيدات النقاد والجمهور
عودة قوية لممثلة عرفت كيف تحترم نفسها وجمهورها.
التربح بالمصائب
كثيرا ما كان صناع الدراما الرمضانية ينفون متاجرتهم بالقضايا القومية
أو استغلالهم لقضايا حدثية من أجل جذب الجمهور إليهم، لكن في رمضان وبعد
عرض أعمالهم، اتضح أن هؤلاء لم يتورعوا عن المتاجرة بدم أبناء غزة وبدا
الأمر وكأنهم فجأة قد عادوا لرشدهم وعرفوا أن هناك قضية فلسطينية يجب أن
يساندوها مع أن الحقيقة، وفق عدد من النقاد وكذلك المشاهدين لتلك الأعمال،
أنهم يريدوا الاستفادة من الحدث نفسه لتسويق أعمالهم، حيث قام بعض الكتاب
بتعديل سيناريوهات أعمالهم كي تتناسب مع مجازر غزة الأخيرة.
علي قمة تلك الأعمال كان مسلسل البوابة الثانية للفنانة نبيلة عبيد
التي يسافر ابنها إلى غزة مع ابن الجيران وتقرر السفر للبحث عنه، لكن عندما
جاءت أحداث غزة الأخيرة قام المؤلف بتعديل السيناريو لتصبح رحلة البحث عن
الابن بعد أن كانت تجري في هدوء تواجه متاعب كثيرة بسبب القصف الإسرائيلي
لمدينة غزة ، كما تعرض المسلسل لقضية اتهام إسرائيل لمصر بإمداد شعب غزة
بالسلاح داخل القطاع عن طريق الأنفاق، وهي القضية التي أثيرت مؤخرا عبر
وسائل الإعلام المختلفة.
وعلى السياق نفسه جاء مسلسل «متخافوش» للفنان نور الشريف الذي أدى
شخصية رئيس قناة فضائية يقوم بشن حملة ضد المجازر التي ارتكبتها إسرائيل
داخل الأراضي الفلسطينية، والتي لم تفرق بين طفل أو امرأة أو كبار السن وقد
جاء هذا بعد التعديل أيضاً الذي أدخله الكاتب أحمد عبدالفتاح على
السيناريو.
أيضا تعرض مسلسل «ليالي» لكل من زينة وصلاح عبدالله وعزت أبو عوف
لفكرة العداء بين العرب وإسرائيل، حيث تناول العمل فترة حرب أكتوبر 1973
بين مصر وإسرائيل ولكن كاتب القصة أيمن سلامة عندما أراد إدخال أحداث غزة
ضمن حلقات المسلسل ولم يجد لها مكاناً استعاض عنها بوضع بعض المجازر التي
حدثت بعد وقبل حرب 1973 موضحا فيها كم الإهانات التي يتعرض لها الشعب
الفلسطيني يومياً.
تكرار الأسماء
وكعادة رمضان من كل عام، تضم الدراما الرمضانية عددا من الأسماء
لممثلين وممثلات تتكرر في أكثر من عمل لدرجة أن بعضهم يظهر في خمسة أو ستة
أعمال دفعة واحدة، وفيما تضم القائمة أكثر من 20 ممثلا وممثلة، استحوذت
الفنانة ميمى جمال على النصيب الأكبر، بعدما ظهرت في أدوار غير محورية في
قانون المراغي مع غادة عبدالرازق وعصابة بابا وماما لهاني رمزي والباطنية
مع صلاح السعدنى وحدف بحر مع سمية الخشاب ونوسة وبسبوسة، فيما شاركت نهال
عنبر في متخافوش لنور الشريف والبوابة الثانية لنبيلة عبيد والأدهم مع أحمد
عز ثم مسلسل نساء لا تعرف الندم.
ومن الأسماء المكررة أيضا في أعمال رمضان سوسن بدر والتي ظهرت مع نور
الشريف في الرحايا ومع حنان ترك في هانم بنت باشا كما اشتركت مع زينة في
ليالي ومع ليلى علوي في مجنون ليلى.. وكعادتها كل عام شاركت رجاء الجداوي
في أربعة أعمال دفعة واحدة وهي هانم بنت باشا وخاص جدًا مع يسرا وبشرى سارة
مع ميرفت أمين ومتخافوش مع نور الشريف.
فيما تنوعت مشاركات ممثلين وممثلات آخرين ما بين عملين وثلاثة أعمال،
ومن هؤلاء الممثلة رانيا يوسف التي ظهرت في مسلسلات مجنون ليلى، وحرب
الجواسيس و وتر مشدود، كذلك ظهر محمود الجندي في أفراح إبليس والأدهم
وعلشان مليش غيرك، وصلاح عبدالله في ليالي والأدهم وأبوضحكة جنان.
والملاحظ أن التكرار لم يشمل ممثلي الأدوار الثانوية فقط، بل تعداه
إلى نجوم الصف الأول والذين ظهروا كأبطال في أكثر من عمل، من بينهم حسين
فهمي الذى قام ببطولة مسلسلي وكالة عطية وقاتل بلا أجر وكذلك نور الشريف في
متخافوش والرحايا، وغادة عبدالرازق في قانون المراغي والباطنية، بالإضافة
إلى الفنانة ماجدة زكي في كريمة كريمة وحقي برقبتي، ومعالي زايد في وتر
مشدود وابن الأرندلي.
وحول هذا التكرار قال حسين فهمي: بالفعل لم أكن أرغب في أن يعرض لي
عملان في وقت واحد، لكن المنتجين دائمًا ما تكون لهم حسابات أخرى حيث
يفضلون رمضان بالذات لكونه موسم إعلانات، علماً بأن المشاهد لن يستطيع مهما
زادت ساعات مشاهدته للتلفزيون أن يتابع أكثر من 5 مسلسلات، في الوقت الذي
يتم فيه عرض ما يزيد على 45 مسلسلاً جديدًا على شاشة القنوات الأرضية
والفضائية.
تعدد الزوجات
وفيما يشبه بعودة ظاهرة الحاج متولي من جديد، اتضح من مشاهده الأعمال
الدرامية لهذا العام الانتصار الواضح لتعدد الزوجات، حيث ظهرت أكثر من 10
حالات لرجل متزوج بأكثر من امرأة، وبدا هذا واضحا فى مسلسل وكالة عطية
حينما تزوج حسين فهمي بخمس زوجات، في حين اكتفى نور الشريف بأربع زوجات في
الرحايا، وانضم اليهم الفنان يحى الفخرانى بزواجه من اثنتين في مسلسل ابن
الارندلى، كما تكررت حالات الزواج في مسلسلات المصراوية2 وليالي وأولاد
الحلال وكريمة كريمة والعمدة هانم وإسماعيل ياسين.
هذه الظاهرة التي فرضت نفسها على الدراما المصرية هذا العام، هي ظاهرة
رأتها الناقدة ماجدة موريس خطيرة، من حيث انعكاساتها على واقع الأزواج
والزوجات، حيث غالبا ما يتأثر رجل الشارع العادي بالنجوم الكبار الذين
يتزوجون أكثر من مرة والأسوأ من ذلك أن تقديم شخصيات هؤلاء النجوم جاء بشكل
ناجح على عكس ما يحدث في الواقع.
البيان الإماراتية في
17/09/2009
فنانون يبحثون عن النجومية خارج الدراما
القاهرة ـ دار الإعلام العربية
شهر رمضان التلفزيوني مميز وخاص جدا، ولهذا لابد ألا يعامل على أنه
سوق لرواج الأعمال الدرامية فقط، أو مجرد «سبوبة» لرواج الإعلانات وبرامج
النجوم، بل من الضروري أن يراعيه الجميع ويركزون على أسلوب الكيف فيما
يقدمونه خلاله وليس الكم، الذي يصيب المشاهدين بتخمة درامية تتزايد عاما
وراء آخر.
ويواصل «الحواس الخمس» خلال التقرير التالي إلقاء الضوء على أهم ظواهر
الموسم الرمضاني، ويرصد تأثيراتها وأبعادها الفنية والجماهيرية، التي لاقت
بعض الاستحسان والكثير من النقد، وكانت كما يلي.. عودة الأكشن انتقادات
عديدة واجهتها الدراما المصرية خلال السنوات الماضية، بسبب ضعف مشاهد
الأكشن بها وتقديمها بشكل هزلي لا يليق مع الأحداث، وفي هذه الناحية كان
التفوق سابقا ولايزال للدراما السورية، لكن خلال شهر رمضان من هذا العام
أدرك صناع الدراما أهمية وجود مخرجين محترفين للأكشن والمعارك، وقد بدا هذا
واضحا في مسلسل «المصراوية».
حيث قام المخرج إسماعيل عبد الحافظ بالاستعانة بمصمم ومخرج المعارك
عصام الوريث ليتولى مهمة مشاهد الأكشن في العمل والتي تضمنت معارك شارك في
كل واحدة منها حوالي ألف من الكومبارس، وقد استخدمت في تلك المعارك أدوات
قتالية مختلفة، وبدا في المعركتين مدى الدراية الكاملة بطبيعة هذه المشاهد،
والتي ارتدى خلالها المشاركون دروعا واقية من ضربات السكاكين وقمصانا واقية
من النار لتخرج للمشاهد وكأنها دارت على الحقيقة وليست أمام الكاميرا.ومن
الأعمال الأخرى التي أعطت اهتماما خاصا بمشاهد الاكشن مسلسل الباطنية
للفنان صلاح السعدني، حيث احتوى العمل على الكثير من المطاردات والمشاجرات
بين رجال الشرطة ورجال المخدرات في «الباطنية» أشهر مناطق تجارة المخدرات
بالقاهرة.
وما تخللها من عمليات قتل بالرصاص والسكاكين وغيرها من المشاهد التي
اتفق جانب كبير من النقاد على أنها جاءت متناسبة مع أهمية القضية التي
يناقشها العمل وهي قضية تجارة المخدرات التي شهدت وسائل جديدة لم تكن
معروفة من قبل سواء في وسائل جلبها أو توزيعها على متعاطيها.
فن الدعاية
في تقليد جديد لجأ إليه محترفو فن الدعاية والإعلان، فوجئ الجمهور
بازدحام شوارع المدن الرئيسية بإعلانات «الأوت دور»، التي عرضت صورا كبيرة
لأشهر الفنانين ومقدمي البرامج المشاركين في دراما رمضان بشكل تفوقت فيه
على أفيشات نجوم السينما.
ورغم المبالغة في هذه النوعية من الإعلانات إلا أنها حققت نجاحا غير
متوقع، وفي هذا اعتبر البعض من النقاد ان هذه الوسيلة ستصبح احدى أهم
السمات الملازمة لشهر رمضان خلال السنوات المقبلة، بعدما نجحت في جذب قطاع
كبير من جمهور الشارع إلى الأعمال المعلن عنها أو البرامج الجديدة
للمشاهير.
ووفق ما أكده صاحب احدى الوكالات الإعلانية بالقاهرة، جاءت الإعلامية
لميس الحديدي وبرنامجها فيش وتشبيه على قائمة إعلانات «الأوت دور» التي
عرضت خلال شهر رمضان، حيث تصدر الأفيش عبارة «مين يقدر على لميس الحديدي؟»
بينما جاءت الفنانة يسرا بمسلسلها «خاص جدا» في المركز الثاني، والملاحظ أن
هذه النوعية من الإعلانات لم تقتصر على صور النجوم فقط بل تعدتها للقنوات
الجديدة التي انطلقت خلال شهر رمضان ومنها قناة القاهرة والناس وقناة أزهري
للداعية خالد الجندي الذي اتبع تقليدا جديدا بوضع صورته على أفيش القناة..
أما الأعمال الدرامية فلجأت معظمها إلى وضع أفيشات تنوعت ما بين وضع
صور أبطالها من النجوم على أفيش وصورة لبطل العمل على أفيش آخر، على غرار
ما حدث مع حنان ترك في «هانم بنت باشا»، وزينه في مسلسل «ليالي»، ونور
الشريف في «الرحايا» و«متخافوش»، هذا إلى جانب مسلسلات الست كوم، وعلى حد
تعبير صاحب إحدى الوكالات الإعلانية المسؤولة عن هذه الإعلانات، فإن التوسع
في «الاوت دور» جاء بسبب الأرباح الكبيرة التي تحققها سواء للوكالة
الإعلانية أو القائمون على العمل الدرامي ذاته.
«سبوبة» البرامج
ضمن الظواهر الأخرى التي شهدها رمضان هذا العام، العدد الكبير من نجوم
التمثيل الذين اتجهوا إلى تقديم البرامج الترفيهية وبرامج المقالب
والموضوعات الاجتماعية، ومن أبرز هؤلاء النجمة غادة عادل والتي خاضت تجربة
تقديم البرامج للمرة الأولى في حياتها، من خلال برنامجها «أنا واللي بحبه»
وتناولت خلاله غادة «الحب» والعلاقات الإنسانية بين الناس.
أما الممثلة هنا شيحة فاعتمدت فكرة برنامجها «100.7» على المقالب التي
اختفت من على الساحة الفنية منذ فترة، حيث توهم هنا الضيف بأنه في لقاء
إذاعي في الوقت الذي قامت بتثبيت عدد من الكاميرات في أماكن مجهولة للإيقاع
بنجومها في الفخ المقصود، بينما أقحمت المطربة الأردنية ديانا كرازون نفسها
على البرامج من خلال برنامج «دويتو»، والذي تقوم خلاله ديانا بتقليد أشهر
الأغنيات التي علقت في أذهان الجمهور خلال الفترة الماضية.
كما قدمت المخرجة إيناس الدغيدي برنامجا بعنوان «الجريئة»، وعلى عكس
عنوانه كانت فكرته تقليدية ومكررة، حيث قام البرنامج على استضافة إيناس
لعدد من نجوم السينما في مصر والوطن العربي للحديث حول أصعب المواقف التي
تعرضوا لها وكيفية تصرفهم فيها، وهي مواقف مل الجمهور من سماعها.
الرجال أيضا كان لهم نصيب، وإن كان القاسم المشترك هو التواجد لمجرد
التواجد، ومن بين هؤلاء مصطفى فهمي الذي شارك مع المذيعة مها عثمان برنامجا
حواريا بعنوان «ابيض واسود» ناقش خلاله المشاكل والخلافات الزوجية وطرق
تلافيها، كذلك الأمر بالنسبة للفنان حسن الإمام الذي مل الجمهور مطبخه الذي
يستضيف فيه نجوم الفن كل عام، ولم يحظ البرنامج بأي فرص تسويقية لعدم
تقديمه أي جديد، بينما كان الفنان رامز جلال أحسن حظا من خلال برنامجه
«رامز حول العالم» والذي قدم خلاله مغامرات وحكايات من عدد من بلدان
العالم.
ولعل إخفاق هذه البرامج يؤكد إلى حد كبير ما قاله أحد النقاد، بأن هذه
البرامج ما هي إلا «سبوبة» للفنانين ليس أكثر، ويدعم ذلك أن معظمهم، إن لم
يكونوا جميعهم، ليس لهم أي أعمال خلال الشهر، مما يدفعهم إلى البحث عن أي
أعمال ليقدموها.
البيان الإماراتية في
17/09/2009
مايا نصري: رجال الحسم محطة مهمة في مشواري الفني
دبي - «الحواس الخمس»
معظم المحاولات التي قادت المغنيات للتمثيل باءت بالفشل، أو هي لم
تنجح، بناء على استسهال المغنيات لمهنة التمثيل أو قيامهن باللعب على أوتار
نجوميتهن في الموسيقى والفن، لدرجة لم يستطعن من خلالها تأكيد خيارهن
الدخول الى التمثيل.
ولهذا لم يجر الاعتماد على الفنانات اللواتي يغنين في أدوار رئيسية في
الأعمال الدرامية التي تتناول سيرة المطربات الكبيرات. والطريف أن المخرجين
حينما فكروا مثلا في أدوار مطربات للفنانات لم يفكروا في مطربات كما حدث مع
أسمهان وأم كلثوم وليلى مراد فالتمثيل أمر والغناء أمر آخر.المخرج السوري
نجدت أنزور غامر بالاعتماد على المغنية اللبنانية مايا نصري، ودفع بها لكي
تقوم ببطولة عمله المتميز الذي يعرض على شاشة تلفزيون أبوظبي (رجال الحسم)
والمأخوذ عن نص الكاتب فادي قوشقجي، واستطاع ان يغيب في مايا نصري ملامح
المغنية، بل تاريخها كمطربة وجعلها قريبة من عالم التمثيل والجاسوسية، وهو
نموذج صعب من نماذج المسلسلات التي تقدمها الدراما العربية الآن لجهة كتابة
النص ولجهة الاخراج واختيار أماكن التصوير.
وقد حققت مايا حضوراً طيباً حتى إنها أعلنت أن عروضاً كثيرة بدأت
تأتيها من أجل تمثيل مسلسلات وأفلام عربية سورية ولبنانية، ولم تستبعد مايا
ان تقوم بالتمثيل في مصر من جديد معيدة نجاح تجارب تمثيلها هناك، ومؤكدة
على الدور الريادي لمصر في الفن، كما فعلت بعض قريناتها مثل هيفاء وهبي
ونيكول سابا، ولكنها اكدت في تصريحات صحافية ان مهنة التمثيل صعبة وتحتاج
الى مقدرات جيدة، لذا من الواجب اختيار الافضل دائما حتى لا يقال ان هناك
تعديا على المهنة.
وعبرت الفنانة اللبنانية مايا نصري عن سعادتها بالمشاركة في مسلسل
(رجال الحسم)، واعتبرت تجربتها في الدراما السورية مختلفة تماما عن تجاربها
السابقة، ولفتت مايا إلى ان مشاركتها في هذا العمل اعطتها خبرة اكبر وعمقاً
في مجال التمثيل خصوصا انها تقف امام كاميرا مخرج كبير بحجم نجدت أنزور،
صاحب الإسهامات الكبيرة في الدراما العربية والذي أخرج في العمل كثيراً من
الطاقات الكامنة التمثيلية التي ظهرت جليا في العمل الذي يحقق نجاحا جيدا
خلال شهر رمضان.
ولفتت إلى انها كانت متخوفة من ردة فعل الجمهور تجاه دورها الذي تؤديه
في العمل وهو دور (ميراج) المجندة الإسرائيلية برتبة كولونيل التي تعمل في
جهاز الموساد وتحاول الإيقاع بخصومهما وخصوم بلدها وهو دور حساس وخطير،
مبينة انها حاولت ان تقوم بتأدية الدور بشكل مختلف وبعيدا عن الشخصيات التي
قدمتها سابقا في المسلسلات المصرية التي يغلب عليها الأدوار العاطفية.
وأكدت أن دورها المركب في هذا العمل جعلها تغلب مصلحة إسرائيل التي
تعمل من اجلها أكثر من تغليب الجانب العاطفي، اذ انها سعت في العمل إلى قتل
زوجها، الدور الذي يؤديه الفنان الأردني سامر المصري، في محاولة تغليب
عملها ومصلحة إسرائيل على علاقتها العاطفية التي يكتنفها صراع داخلي بين من
تحب وبين ممارسة عملها مما جعل من دورها صعبا ومعقدا للغاية.
ولفتت إلى ان تعاملها مع المخرج نجدة أنزور وباقي طاقم العمل سهل من
تقديم دورها بهذا الشكل، مشيرة إلى سعادتها بهذا الدور الذي تعتبره انعطافة
في مسيرتها الفنية على مستوى التمثيل، مشددة على ان العمل يحصد الإعجاب
يوما بعد يوم لقوته واختلافه عما هو موجود وسائد في الدراما الرمضانية،
واستبعدت فكرة تركها التمثيل، ولكنها تحاول أن تجمع الغناء والفن، مؤكدة
انها تحاول ان تطور ادواتها في كل مجال، وان (رجال الحسم) أضاف لها الكثير
من جميع النواحي على الرغم من صعوبة التصوير في بلدان عربية وأوروبية عدة.
وعن حقيقة وقوع خلاف بينها وبين المخرج نجدة أنزور أكدت مايا ان هذه
كلها شائعات، مشيرة الى ان كثيرا من الاقاويل تم تلفيقها، وان المخرج
الكبير نجدة انزور قد قدم لها دورا متميزا، وفرصة لاكتشاف الممثلة داخلها
لذا هي تنفي وقوع اي خلاف ملمحة الى امكانية وجود تعاون آخر مشترك بينهما
في الفترة المقبلة.
واعترفت مايا بأن العمل الدرامي في مجال الجاسوسية يعطي الفنان خبرة
جديدة في الخوض في غمار عمل درامي جديد، إضافة إلى المتعة التي تحققها هذه
النوعية من الأعمال أيضا.
البيان الإماراتية في
17/09/2009 |