شريف سلامة..
فنان ذو طابع خاص..
استطاع من خلال
شخصية »نبيل« التي قدمها في مسلسل »حرب الجواسيس«
أن يلفت اليه الأنظار
بشدة.. ليثبت أنه ليس مجرد ممثل وسيم..
وانما هو فنان يجسد الشخصية بانفعالاتها
وتناقضاتها بحرفية عالية ليكسب تعاطف الجمهور رغم أنه يؤدي دور جاسوس خائن
لبلده.
·
في البداية نود أن نعرف ما الذي
جذبك لشخصية »نبيل«؟
-
لأنها
شخصية مختلفة.. فمعظم الأعمال التي تعرض علي تكون مكتوبة للجمهور وبعيدة عن
الواقعية..
فنجد البطل إما شريرا أو مغلوبا علي أمره
بشكل واضح وصريح..
انما
»نبيل«
مكتوب كإنسان من لحم ودم، ودائما يحدث منه الشيء
غير المتوقع..
وهذا حقيقي بالنسبة لنا كبشر فنحن لا نعرف ما الذي سيحدث في اللحظة
التالية..
كما أن »نبيل«
لديه ميول غير سوية وطموحه عال جدا،
ويحمل في طياته تركيبات
متناقضة كثيرة..
وما أدهشني أكثر اني استطعت قراءة الثلاثين
حلقة في »قعدة
واحدة«
وهذا لم يحدث معي من قبل،
فكنت أكتفي في أعمالي السابقة بقراءة عدة
مشاهد اكتشف من خلالها ملامح الشخصية وأبعادها والمضمون العام وكذلك
مصيرها.. لكن
مع »نبيل« كنت شخصيا متشوقا لأعرف ما الذي سيحدث له..
·
وما الصفات المشتركة
التي جمعت بينك وبين »نبيل«؟
-
صمت قليلا: أعتقد أن هناك أشياء عديدة
ولكنها غير ملموسة.. مشاعر وأحاسيس كثيرة بيننا،
وكذلك انفعالاتنا واحدة
تقريبا وعدم ثباته علي شيء نظرا لطموحه الكبير..
·
هل كان ابراز الأزمات التي
تعرض لها »نبيل« سببا في كسب تعاطف الجمهور معه حتي عندما أصبح جاسوسا؟
-
الفكرة عموما أن »نبيل«
شخصية مكتوبة كأنها حقيقية جدا،
وليست مثالية مثلما
نشاهد في الدراما أحيانا من شعارات ويظهر البطل بصورة ملائكية..
لكن »نبيل«
شخصية بجد.. والفترة الزمنية التي تناولتها الأحداث كان هناك نوعان من
الناس في
المجتمع إما ثوريون رافضون للوضع الذي يعيشون فيه أو ناس
»في حالها« لا يفكرون
في السياسة وانما تشغلهم حياتهم ومستقبلهم نتيجة الحرب..»نبيل«
شاب مصري حاولنا
من خلال تلك الأزمات أن نظهر الأسباب التي دفعته للسفر وترك بلده.. فهو ليس
لديه
ما يبكي عليه فكل من يعرفونه يرونه فاشلا..
فأراد أن يذهب الي ناس لا يعرفونه
يمكن يرونه ناجحا..
·
الشخصية كان بها انفعالات
واحباطات ومشاعر متناقضة..
فهل
أثر ذلك عليك شخصيا؟
-
بالفعل.. بقدر ما تحمست للشخصية إلا أني كنت أرغب في
أن ينتهي التصوير سريعا لأخرج من »نبيل«..
رغم أني استمتعت بالعمل في المسلسل
إلا أنه مثلا حدث لي موقف غريب عند تصوير أحد المشاهد في فيلا
»چيوفاني« وكان
الجو العام لها كئيب حيث تحيط بها
يكون«
وهذا لهدف واحد وهو أن يكون
»شخص
كويس« في نظر الناس.. فالشخصية اذا استفزتني وكانت مكتوبة جيدا حتي لو لم
أحبها
سأقدمها.
·
ألم تخف من رد فعل الجمهور
لتقديمك شخصية الجاسوس؟
-
مسألة أن
الناس تحب الشخصية أو تكرهها كان في الماضي فقط..
أما الآن فقد أصبح الجمهور
واعيا تماما جدا رغم أن كثيرا من الناس يتأثرون بالأحداث أثناء المشاهدة
إلا أنه في
النهاية يستطيعون تقييم أداء الفنان سواء بالسلب أو الايجاب..
فأنا لن أظل طوال
الوقت أقدم نوعية واحدة من الأدوار ولكن الاختلاف والتجديد مطلوب..
وبالنسبة لدور
الجاسوس.. فشعرت بأنه بمثابة تحد كبير جدا بأن أقدم شكلا جديدا له.. فدائما
الناس يكرهون الجاسوس ولكن في المسلسل كان هناك واقع مرصود وقدمنا تفاصيله
بهدوء
وبالتالي ستختلف ردود الأفعال فهناك من سيتعاطف مع نبيل وآخرون
سيغضبون منه..
وكلا من الرأيين سيكون لديه من المبررات ما يكفي للحب أو الكره.. وهذه
النوعية
من الشخصيات تجذبني لأنها تثير جدلا ومناقشة بين الناس نظرا لاختلاف وجهات
النظر..
·
رغم اقبال الجمهور علي أعمال
الجاسوسية إلا انها لا تقدم كثيرا ما
السبب وراء ذلك من وجهة نظرك؟
-
ربما لأنها صعبة في الكتابة..
كما أن
تاريخنا الفني به عملان من العيار الثقيل هما »رأفت
الهجان« و»دموع في عيون
وقحة« وجاءت بعدهما عدة محاولات ولكنها لم تلق نفس النجاح..
وأكثر ما حمسني
لـ»حرب الجواسيس« هو أنه أيضا للكاتب الراحل صالح مرسي الذي قدم »الهجان
والشوان«
وقرأت القصة الحقيقية وكانت قوية جدا.
·
كما ذكرت انه بعد
»دموع في
عيون وقحة« و»رأفت الهجان«
ظهرت محاولات قليلة لتقديم مسلسلات عن الجاسوسية،
لكن هذه المحاولات لم تحقق النجاح المتوقع،
ألم يجعلك هذا تشعر بالقلق؟
-
فريق يضم كلا من الكاتب صالح مرسي والسيناريست بشير الديك
والمخرج نادر جلال كاف
لأن أقبل المشاركة في المسلسل دون تردد أو ذرة خوف من النتيجة.. وعندما
قرأت
السيناريو شعرت أنه لفيلم طويل وليس مسلسلا..
فالموضوع لم يكن به دراما مسموعة أو
مشاهد مفتعلة بقدر ما وجدت فيه صورة وتتابع الأحداث وغيرها من عوامل الجذب
والتشويق، وشعرت انها تجربة بالتأكيد ستضيف لي..
·
»حرب الجواسيس« يعتبر
أول تعاون يجمع بينك وبين المخرج نادر جلال..
فكيف كانت التجربة؟
-
أنا
شخصيا سعيد بهذا التعاون.. فالمخرج نادر جلال لديه وعي كبير بما يفعله، وملم
بعناصره بشكل غير عادي،
فهو فاهم في كل شيء حتي الاضاءة والتفاصيل الصغيرة،
ويقود العمل بهدوء وقوة
غير عادية.. وصعب أن يجد الممثل مخرجا بهذا الحجم في
كل عمل يقدمه.. فنادر جلال صاحب ايقاع مميز حتي ان مساحات الصمت وظفها بشكل
»هايل«
في المسلسل حتي لا يشعر المشاهد بالملل..
·
هناك عدة انتقادات وجهت
للمسلسل أولها كان للملابس..
فما تعليقك؟
-
كان معنا الستايلست غادة وفيق
وحددنا معا ملامح كل شخصية وأسلوبها،
وشاهدنا الكثير من الصور علي الانترنت
ووجدنا أن فترة الستينات غير السبعينات تماما..
فمثلا
في الستينات كانت
الموضة للرجال بدل بفتحتين من الخلف وزرار واحد أو اثنين »زي دلوقتي« أما
السبعينات فكانت الياقة عريضة وكذلك أساور القمصان وكانت البنطلونات
»شارلستون«
والتي ظهرت واختفت وعادت مرة أخري..
وبالنسبة للسيدات فكانت اما فساتين مثل التي
كانت ترتديها سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة في أفلامها أو جاكت بصفين
وبدل مثل
التي ظهرت بها منة شلبي في المسلسل..
فكل هذه التنويعات حاولنا أن نقربها من
الوقت الذي نعيش فيه.
·
ومن الانتقادات أيضا ظهور سيارات
حديثة لا تتناسب مع زمن
الحدث؟
-
هذا أمر أود أن أوضحه.. فأثناء التصوير يكون هناك مجهود كبير جدا
وكم مشاهد يجب تصويرها في نفس اليوم..
ومسألة التحكم في الشارع المحيط بنا في
أوروبا كانت مرهقة لأننا كنا نوقف ونعيد التصوير عندما تظهر سيارة حديثة في
الكادر..
ولكن بالتأكيد هناك أشياء
»فلتت« منا.. صحيح كان لابد من الانتباه
لهذه الأشياء في المونتاج ولكن كان التركيز علي أمور أهم من تلك
التفاصيل.
بالاضافة الي أن الجمهور العادي عندما ينساق ويعيش في الحدث فإنه لا
ينتبه لمثل هذه التفاصيل الصغيرة..
وأنا لا أقول ذلك لأبرر..
أبدا ولكن بشكل
فعلي كان لابد من تصحيح وازالة تلك الأشياء من الكادرات في المونتاج وللأسف
ذلك
يحتاج وقتا وجهدا وتكلفة عالية جدا..
وبالتأكيد أي شيء في الدنيا به عيوب ونحن
معترفون بها جدا.
حسنا..
هذا من ناحية التكنيك ولكن ماذا عن الملاحظات في
صميم الأحداث.. مثلا العلاقة التي تمت مع صاحبة البيت في ألمانيا من أول
يوم
لوصول نبيل،
·
علاقتك مع
أبوسليم في المسلسل كانت تتسم بالقسوة فكيف كانت
العلاقة الحقيقية خلف
الكاميرا؟
-
بصراحة كانت أكثر من رائعة، فباسم
ياخور - أبوسليم - فنان قوي جدا ولديه وعي عال بما يقدمه، ولديه تركيز شديد
في كل كلمة وتفصيلة في المشهد،
وكان بيننا تفاهم لأقصي حد وكيمياء غير
طبيعية..
وهو بالمناسبة علي المستوي الشخصي انسان
محترم وطيب وهاديء الطباع
وانسان جميل.
·
قبل اعوام ثارت ضجة حول مشاركة
الفنانين العرب في
الدراما
المصرية،مارأيك في هذا الموضوع خاصة بعد ان اثبت الكثيرون منهم
وجودهم فنيا؟
-
أعتقد أن هذا في مصلحة الفن عموما..
فالضجة التي أثيرت من قبل أري أنها بلا
مبرر »وناس فاضية« الذين أثاروها..
فالفن حرية مطلقة للجميع وانطلاقة
للابداع..
فأي فنان حتي لو باكستاني ويتقن اللغة
العربية ويعرف يمثل فأهلا به،
وأنا شخصيا سأكون سعيدا أنه يمثل أمامي، ولن يضايقني ذلك أبدا..
فالمهم أن
تكون مشاركته مفيدة دراميا للعمل وتم توظيفه بشكل جيد ويستمتع به الجمهور..
وأنا
عن نفسي هناك أعمال سورية مثلا أحب وأتمني أن أشارك فيها..
وفي رأيي أنه لا
يجب النظر للفنان بجنسيته..
فمعظم الفنانين السوريين ظهروا في عمل أو اثنين
والجمهورأحبهم وبالتالي اتجهت اليهم أنظار المنتجين والموزعين..
فنحن الفنانين
بكل بساطة سلع.. وأنا مؤمن أن الفنان لابد أن يكون منه
أخبار النجوم المصرية في
17/09/2009 |