على الرغم من كون طوني خليفة بدأ مذيعا لنشرة الأخبار، ربطته بالكثير
من الأحداث السياسية، إلا أنه أكد أن البرامج السياسية لا تستهويه.
وما يقدمه من خلال برامجه ليس إلا سياسة كشف المستور، لكنه وجد نفسه
أيضا متهما بتقديم نوعية البرامج الصفراء، التي تهدف إلى تقديم فضائح
ضيوفه، واللعب على أسرارهم وخباياهم؛ ليتم تصنيفه بعد ذلك كواحد من أجرأ
الإعلاميين. واحتل المراكز الأولى ببرامجه ضمن قائمة أصحاب البرامج الجريئة
والقوية التي حققت صدى قويا في العالم العربي، ومنها: «ساعة بقرب الحبيب»،
«دمعة وابتسامة»، «لمن يجرؤ فقط»، وأخيرا حل طوني خليفة للمرة الأولى على
شاشة التلفزيون المصري ببرنامجه الجديد «لماذا»، الذي تم عرضه على شاشة
«القاهرة والناس»، وبجرأته نفسها في تقديم برامجه، أجرى (الحواس الخمس) هذا
الحوار معه.
·
لماذا قررت تقديم برنامج جديد
بعيدا عن الفضائية اللبنانية؟
ـ ليس الأمر إلا مجرد مسألة عرض وطلب، والإعلامي المحترف لا يربط نفسه
بقناة واحدة، بل يرتقي باسمه بما يقدمه إعلاميا في أي مكان؛ ولذلك رأيت أنه
ليس بالضرورة أن أبقى مع قناة فضائية معينة.
·
كيف وقع اختيارك على برنامج
«لماذا»، والذي كان أول لقاء يجمعك بالجمهور المصري في رمضان؟
ـ اختياري ببساطة شديدة للبرنامج جاء بعد أن تلقيت 3 عروض برامج أثناء
إحدى زياراتي لمصر، وشعرت بالارتياح أكثر لعرض برنامج «لماذا»؛ حيث كان
قريبا لما كان في تصوري لعمل برنامج على فضائية مصرية، ويتناسب مع جو
رمضان، ومختلف عن برنامجي الأخير «لمن يجرؤ»، وفور تعاقدي على البرنامج مع
القناة بدأت العمل على الفكرة.
·
هل كان هناك سابق معرفة جمعتك
بطارق نور رئيس قناة «القاهرة والناس» والتي تطل من خلالها ببرنامج
«لماذا»؟
ـ بصراحة شديدة لم أكن أعرف طارق نور من ذي قبل على المستوى الشخصي،
ولكن كانت المعرفة من خلال تعاقدي معه حول البرنامج، وبصراحة كانت التجربة
جيدة، وأعتقد أن البرنامج حقق النجاح المتوقع.
·
ألم تخش من تقديمك لمثل نوعية
برامجك الجريئة للجمهور المصري الذي لا يحبذ تلك النوعية من البرامج؟
ـ لم أخش على الإطلاق؛ لأنني كما ذكرت قررت أن يكون لقائي الأول مع
الجمهور المصري ببرنامج يحمل جرأة؛ على أن يكون ذلك في قالب خفيف ومختلف
عما قدمته من قبل، ومناسب أيضا لطبيعة الوقت الذي تم العرض فيه وهو شهر
رمضان، بالإضافة إلى أن الإعلام في مصر قدم خلال الفترة الأخيرة كثيرا من
هذه النوعية من البرامج الجريئة، والحقيقة أشعر كمواطن لبناني بسعادة شديدة
عندما يتم طلبي لتقديم برنامج في مصر، واعتبر هذا قمة النجاح والتشجيع،
وليس القلق والخوف، وأتمنى أن يتقبلني الجمهور المصري.
·
وعلى أي أساس كنت تختار ضيوفك
بالبرنامج؟
أولاً اعتمدت على الفكرة المسبقة التي يكونها فريق الإعداد عن الضيف
المقترح استضافته، وثانيا كنت أركز على الشخصيات التي يدور حولها لغط كبير،
ويكتب عنها في كثير من الصحف، وثالثا اعتمدت في اختياري على كم الأسئلة
التي أوجها لهذا الضيف وتحمل صيغة الاستفهام «لماذا؟».
·
ما تعليقك حول ما تردد أن هذا
البرنامج كان جزءا ثانيا لبرنامجك الأخير «لمن يجرؤ فقط»؟
هذا غير صحيح، فأنا لا أكرر أفكار برامجي، وهذا ما لاحظه الجمهور الذي
تابع البرنامج طوال شهر رمضان، ولو هناك تشابه في الحلقات فهذا يأتي من
أسلوب طوني خليفة، وليس من تكرار فكرة أو سؤال مشابه لما سألته لأحد من
الضيوف.
كما أنني اعتبر قيمة البرنامج السابق لا تزال موجودة؛ لأن الأسئلة
تحمل نفس قيمة ومعنى لم يجرؤ فقط، ولكن الخبرة المهنية والاحتراف في العمل
وذكاء فريق العمل جميعها عوامل قادرة على إزالة أي تشابه بينهما.
لست مستفزا
·
هل ترى أن نوعية البرامج التي
تعتمد على الدخول في المناطق الشائكة وفضائح الفنانين هي أفضل الطرق للوصول
السريع والفرقعة الإعلامية؟
إطلاقا.. ليست فضائح الفنانين هي الطريقة المثلى للوصول للقمة، وليس
المقصود من نوعية هذه البرامج كما يعتقد البعض هو إظهار مساوئ الضيوف، ولكن
المقصود الصراحة والجرأة، وكشف الكثير من الأقاويل والحكايات واللغط الكبير
الذي يدور حول الضيف؛ فنحن في حاجة للصراحة، كما أنني لم أقدم إلا حقائق،
إضافة إلى أن البرامج الجريئة ليست هي التي تحقق النجاح، ولكن أداء المحاور
وأسلوبه.
·
كيف تتعامل مع من يطلقون عليك
لقب المذيع المستفز الساعي للمشكلات والفضائح؟
بالطبع أشعر بضيق شديد من تلك التلميحات، ولكنها تؤكد لي في الوقت
نفسه أنني ناجح؛ لذلك لا أشغل نفسي بالرد على من يرددون ذلك؛ إلا بمزيد من
النجاح في عملي، وأتحدى أي شخص يقوم بتسجيل خطأ واحد على طوني خليفة، أو
بأنني قمت مثلاً بالخوض في سمعة شخص ما، ولكن كل ما أقوم به هو معالجة بعض
القضايا بجرأة أكبر وبحرفية عالية.
·
ولكن ألم تسبب هذه الجرأة بعض
المشكلات أو العداءات داخل الوسط الفني؟
كل شيء في الحياة يسبب مشاكل، فالمشاكل ليست لها نهاية، أما بالنسبة
للعداءات فكل إنسان له أعداء وخاصة الناجحين.
ومن منا - كشخصية عليها الأضواء - لم يتم مهاجمته، لكن الأهم من كل
ذلك أن تكون خلفية هذا الشخص نظيفة، بالإضافة إلى أن الأسئلة التي أطرحها
على ضيوفي ليست رأيي الشخصي، ولا رأي المحطة أو فريق الإعداد، ولكن هي رأي
الشارع المعارض لهذا الضيف، وأنا أتحدث بلسانه.
لم أندم
·
وما تعليقك على حلقة ميريام نور
والتي خرجت عن حدودها. ألم تشعر بالندم من استضافتك لها؟
إطلاقا لم أندم، وأعتقد أنها هي ذلك، ولو لم تفعل ذلك ما كانت ميريام
نور، وهي جاءت لتفعل ذلك.
·
وهل تتفق معي بأن أجرأ حلقتين
قدمتهما هما حلقة هيفاء وهبي في برنامج «لمن يجرؤ فقط»، وحلقة صباح في
«دمعة وابتسامة»، والتي حققت جدلاً واسعاً، وتم اتهامك بتلاعبك على تاريخ
صباح والإساءة له أمام الجمهور؟
أوافق على أن تكون هاتان الحلقتان من أجرأ الحلقات التي قدمتها لما
حملتا كثيرا من الصراحة والجرأة، ولكنني أرفض تماما اتهامي بمثل هذه
الاتهامات الباطلة؛ لأنني لم ألفق أي شيء لأحد، وما ذكرته صباح هو واقع
عاشته، ولم أرغمها على ما قالته عن علاقاتها ومشاكلها؛ فليس لدي علاقة بما
يقر به شخص، ولا يمكن أن أكون وراء الإساءة لهذه الفنانة ولتاريخها.
·
مَن من الفنانين الذين رفضوا
الظهور معك في أي برنامج تقدمه؟
الفنانة سمية الخشاب ومن دون أي أسباب، ولكنني سمعت أن هناك من حذروها
بالظهور معي، ونصحوها بعدم الظهور في أي برنامج يقدمه طوني خليفة، وذلك
استنادا إلى أنني أسأل أسئلة محرجة، وأيضا الفنانة غادة عبدالرازق اعتذرت
بعد مشاهدتها البرنامج، وأنا احترمت رأيهما؛ فهذا أفضل من أن تأتيان إلى
البرنامج وترفضان الحديث في أشياء معينة.
·
بدأت عملك كمذيع من خلال نشرة
الأخبار ومنها انتقلت لاتجاه آخر فهل هذه محاولة منك للبعد عن السياسة؟
بالفعل بدأت كمذيع من خلال نشرة الأخبار؛ ولكن لم تكن أحلامي تتوقف
عند هذا الحد، وبصراحة شديدة حاولت كثيرا في الفترة الأخيرة إدخال السياسة
على برامجي، ولكن سياسة من نوع آخر، وهي سياسة كشف المستور، ونجحت في ذلك،
ولكن كان هذا بأسلوبي الخاص، وبعيدا عن المعتاد في البرامج السياسية؛ لأنني
لم أجد نفسي فيها.
·
أيهما يؤثر في الآخر السياسة أم
الإعلام؟
في لبنان السياسة تؤثر في الإعلام، والأخير بدوره يؤثر في الشارع،
وهذا بسبب أن الإعلام يخترق كل شيء ودون قيود.
·
وكيف بدأت عملك الإعلامي؟
بدأت كصحفي، ثم مراسل بنشرات الأخبار، ثم بعد ذلك اتجهت لبرامج
المسابقات، ثم البرامج الحوارية، والتي أقوم بتقديمها حتى الآن.
·
أخيرا.. ماذا عن طوني خليفة
الإنسان؟
مثله كأي إنسان عادي ولدت في بيروت ودرست في كلية الحقوق لفترة، ثم
أكملت دراسة العلوم السياسية، وأعيش حاليا حياة مستقرة مع زوجتي، ولدي ولد
عمره 3 أعوام، وبنت عمرها عام.
·
زمن المادة
يقول طوني خليفة: الفنان يأتي إلى برنامجي برضاه وليس مجبرا، وهو يعرف
جيدا طبيعة البرنامج؛ لكن للأسف الشديد أصبحنا في زمن المادة، واليوم
الفنان لا يسأل على البرنامج بقدر اهتمامه بمعرفة المبلغ الذي سيتقاضاه
مقابل ظهوره.
بعد 17 عاما
·
الانفصال أفضل من الحرق
يقول طوني خليفة: عملت مع القناة 17 عاما، وأرى أنها استفادت من طوني
خليفة كثيرا، ولو أنني مذيع فاشل ما كنت عملت معها طوال هذه المدة، ولا
أخفي أنني ظللت مخنوقاً طوال17عاماً، وعندما شعرت أن طاقتي لم تعد موجهة في
مكانها الصحيح قررت ترك ج قبل أن يتم حرقي، رغم أن لدي قناعة داخلية من أن
الج كانت رائدة لسنوات طويلة.
البيان الإماراتية في
16/09/2009 |