على الرغم من البداية التى ارتبط فيها انتاج الشريط السينمائى
بمقتضيات الزخم السياسى الذى تزامن وعروضها الأولي.. إلا ان هذا الارتباط
لم يستمر طويلا عندما تحقق للسينما وجودا ـ موضوعيا مؤثرا يمكن أن يحقق
تواجداً فاعلاً بين الجماهير.. ومن هنا بدأ رفع قضايا الحجر عليها مبكراً..
وكانت المناسبة الأولى هى قيام الحرب الأولي. حيث فرض عليها سيجا رقابيا
صارما على الرغم من ان السينما المصرية فى ذلك الوقت لم تكن قد بدأت بعد فى
انتاج شرائطها الفيلمية الطويلة. لكن تأثير هذا الحصار الرقابى نال من
الأفلام الأجنبية التى كانت تعرض وأيضا من التجارب المصرية التى كانت تسعى
الى انتاج أفلام قصيرة وأيضا مشروعات استخدموا السينما فى التعليم أو
الترويج السياحي.
وكانت هذه بداية لكى تتوالى بعدها الصيغ الرقابية المتعددة التى تفرض
على تعبئة الشريط السينمائى حيث ظهرت رقابة سياسية وأخرى دينية وثالثة
اجتماعية تتمثل فى نقابة أو رابطة ما. وكلها قادرة على النيل من التعبير
السينمائى وعندما بدأت السينما المصرية فى انتاج شرائطها الطويلة كان
السينمائيون قد تشبعوا بتأثيرات هذه الصيغ المتعددة وقد تولد بداخلهم تحذير
اللاءات التى تصاحب الفيلم السياسى عادة.. وأصبحت صور أفلام «ليلى بنت
الصحراء 37، لاشين 38، من فات قديمه 43» تمثل جرس انذار لمنتجى ـ الشرائط
السينمائية حيث يعاد حسابات أى فيلم تلوح منه سمات الفيلم السياسى آلاف
المرات.
رمضان على الشاشة
لم يكن الفيلم الدينى بمنأى عن هذه الأمور التى كانت بمثابة النتوءات
فى سياق الانتاج لكلا النوعين الدينى والسياسي.
الى أن كان عام 39 أى بعد مرور أكثر من عقد كامل على ظهور أول فيلم
مصري. وبعد رصيد جاوز الثمانين فيلما.. عرض فيلم «العزيمة» الذى أخرجه كمال
سليم حاملا الصورة الأولى على الشاشة لملامح المناخ الرمضاني.
وتوالى هذا الظهور على فترات متباعدة غير أن هذا الظهور الذى لم
يتجاوز اثنى عشر فيلما ـ لم يقترب من المعالجة فى اطارها الدينى أو من واقع
مقصدها الاجتماعى بل ان التناول انحصر فى التعامل مع سمات المناخ الرمضانى
حيث استخدمه البعض استكمالا لعناصر مشهد أو خلفية ديكورية حيث استغل المناخ
الرمضانى فى الاطار التشكيلى حيث الاستعراض الغنائى الملون بالفانوس
الرمضانى والبعض الآخر استخدم مظاهره ضمن سياق الحدث الدرامي.
وظلم رمضان على الشاشة خوفا من طرح ابعاده الدينية..!!
موقف أكثر غرابة
فى ذكرى حرب أكتوبر/ رمضان قدمت السينما ـ المصرية عدة أفلام اطلق
عليها فيما بعد ـالأفلام ـ الاكتوبرية نسبة الى شهر أكتوبر حيث أحداث الحرب
وأيضا موعد الذكرى والعرض وكان ظهور هذه الأفلام فى العام 1974
الرصاصة لا تزال فى جيبي
الوفاء العظيم
بدور
وفى الذكرى الثانية عام 1975 عرض افلام
حتى آخر العمر
وفى الذكرى الرابعة
العمر لحظة
وبطبيعة الحال فقد صنفت هذه الأفلام على انها أفلام عسكرية حيث انها
رصدت المعارك الحربية التى شكلت أحداث الحرب لكنها لم تشكل احداث الفيلم
وسجلت العبور العظيم وصورت تحطيم خط بارليف المنيع.
غير أن موضوعية هذا التصنيف لم تكن ـ حقيقية بالمعنى الصحيح.. بل ان
موضوعية المعالجة السينمائية لهذه الأفلام جعلت من تصنيفها أمرا صعباً فهى
ليست أفلاما سياسية حيث إنها خالية ـ تماما من الفعل السياسى الذى صاحب حرب
أكتوبر رمضان وما نتج عنها من إعادة صياغة الواقع السياسى لمنطقة الشرق
الأوسط بل إن تأثيرها السياسى امتد الى آفاق أوسع وأقرب الى سمات المتغير
التاريخى لخارطة العالم.
رغم انها أيضا ليست أفلاما عسكرية حيث إنها لم تناقش أو تتناول
بالمعالجة الأمور العسكرية التى أدت الى الحرب أو التخطيط لها. أو رصد
الأحداث اثناءها. بل ان تناولها كان مجرد عرض تشكيلى ـ للمعارك أقرب ما
يكون الى الصورة التسجيلية الأمر الذى أضفى على هذه المشاهد الاحساس لإنها
مجرد مشاهد تكميلية لأحداث الخط السردي.
ثم انها ليست بأفلام دينية حيث انها لم ـ تتعرض على الاطلاق الى
خصوصية زمن الحرب التى اشتعلت فى العاشر من رمضان وصمت آذانها وأغمضت عيون
كاميراتها عن سمات وملامح هذا الزمن خاصة فى وقت الحرب. وبالتالى فقدت
السينما نبعا لا ينضب للدراما التى كانت قادرة على تحقيق معالجة غير مسبوقة
فى كيفية تناول الحروب ومعالجتها على الشاشة فى ظروف لها خصوصية يمكن أن
توصف بالتفرد.
وعلى هذا النحو فقد افتقدت هذه الأفلام كل المقومات التى تحمل سمات
تصنيفها. ولم يبق إلا ان نحققها فى إطار أفلام الميلودراما الاجتماعية حيث
ان الحدث الاجتماعى غلب على احداثها بل ان المتأمل فى تحقيقها سوف يتكشف ان
الرصد العسكرى التسجيلى كان مجرد خلفية لهذه الأحداث وان الجانب العسكرى
ليس بفاعل فى البناء الدرامى بل انها اضيفت إليه لتحقيق أهداف المناسبة..
وقد أثبتت السينما المصرية أنها بهذا الموقف الغريب تجاه الزمن
الرمضانى وان تجاهلها له انما يعكسها أبعاد عدة نقاط مهمة:
أولا: ان الاقتراب من المناسبات الدينية أمر مازال تحوم حوله الكثير
من عوامل الخوف والتردد وقلة الخبرة والثقافة والاستسهال.
ثانيا: عدم قدرة السينمائيين على إحداث المواءمة المتوازنة بين الواقع
ورصد أحداثه الحقيقية والتعامل معها سينمائيا.
ثالثا: الاكتفاء بما يمكن أن تحققه الصورة السينمائية من أقرب وأقصر
الطرق.
رابعاً: فقر المساحة التخيلية للمخرج بين الجانب الدينى من جانب
والسياسى والعسكرى من جانب آخر وهكذا لم تستطع الأفلام الأكتوبرية أن تحقق
وجودا فعليا سواء على مستوى تحقيق رصد موضوعى لأمجد الحروب التى خاضتها مصر
فى العصر الحديث والمعاصر. واخفاقاً واضحا فى تجسيد الزمن الرمضانى على
الشاشة. لكى تعلن عن أفلامها من القدرة على الاقتراب من المناسبات الدينية
وهو بالفعل أمر غريب أمام فطرة ـ الانسان المصرى وعلاقته بالدين.
العربي المصرية في
08/09/2009
..
كل هذه التفاهات!
محمد جمال
أتمنى أن أعرف قيمة برامج النميمة.. والتفاهة على شاشة رمضان أتمنى أن
أعرف ما الفائدة المرجوة من معرفة عدد زيجات كل فنانة وعدد مرات إجهاضها؟
فى شهر رمضان الفضيل الذى يجب أن يراعى الترفيه فيه حرمة الشهر الكريم، وما
الفائدة حين تسأل المذيعة الجريئة إحدى الفنانات هل: توافقين على أن تستضيف
ابنتك «البوى فريند» بتاعها فى البيت أم لا؟! ومال الفائدة التى تعود على
العائلات التى تشاهد التليفزيون حين يطرح المذيع البجح سؤالا للمذيعة
الجريئة: ماذا تفعلين لو اكتشفت ان بنتك سحاقية أى
Lesbian
؟!
ثم يسألها سؤالا آخر عن إمكانية ارتدائها الحجاب وترد هي: ربنا ما
يكتبه عليَّ!!
ثم يسأل أحد الإعلاميين الذين ارتبطوا بعبد الحليم حافظ عن حالته
الجنسية ويرد الاعلامى الشهير: عبدالحليم كان له فى الستات لكن الدكتور
منعه حتى لا يصاب بالنزيف!!
أما «برنامج» حيلهم بينهم ـ فهو نموذج للاستخفاف بعقول المشاهدين لأنه
يكشف القناع عن النجوم فى لحظة الغضب.. وكل هذا يتم من أجل الفلوس
الملعونة! وأمام شاشة رمضان.. أرصد ظاهرة غير أخلاقية تتعلق بظهور شخصية
«القواد» الذى يسهل الدعارة لفتيات الليل ويقبض الثمن.. وقدم هذه الشخصية
ثلاثة فنانين «صلاح عبدالله» فى «ليالي»!..
وأشرف مصيلحى فى «تاجر السعادة»، وأحمد سلامة فى «حدف بحر»..
ولا يقل عن هذه الشخصيات بشاعة.. أجواء مسلسلات الغم والهم وسرادقات
العزاء.. نور الشريف يفقد ابنه فى البحر ويفقد ابنته أثناء الولادة! وزينة
تفقد حبيبها فى مسلسل «ليالي» وهالة فاخر تمتعنا بدور «الندابة» فى «تاجر
السعادة» وحنان ترك «تصاب بجرح نافذ اثر اشتباكها مع البلطجية أثناء عملها
بزنقة الستات.. والاسكندرانية زعلانين من هذا المسلسل الذى قدم اسكندرية
بصورة مبالغ فها!!
واستمرارا للنكد شاهدت «محمد رجب» فى مسلسل ـ أدهم الشرقاوى وسواء كان
أدهم الشرقاوى أسطورة شعبية أو شيخ منسر فالشخصية غير متجانسة مع «محمد
رجب» تماما..
أما الأخطاء المتكررة التى تمارسها الدراما مع الصحافة فلا تزال
مستمرة فالصحفية الشابة «سامية فهمي» تقول لعامل المطبعة: وقف المطبعة
حالا؟ ولا أدرى من الذى أوحى لكاتب السيناريو بشير الديك ان الصحفى يدخل
المطبعة.. وأنا أعمل فى هذه المهنة منذ سنوات طويلة ولم أدخل المطبعة!! كما
ظهرت اخطاء زمنية وفنية كثيرة فى مسلسل «حرب الجواسيس».. وظهر اليهود فى
أغلب الدراما فى «حرب الجواسيس»، و«أنا قلبى دليلي» و«ماتخافوش»، و«البوابة
الثانية»!
وهذا دليل على اهتمام الشارع العربى بالسياسة.. رغم ان صورة اليهودى
التقليدية هى السائدة!
وقد احتفظ «حرب الجواسيس» بتقدير الناس فى تأكيده على ان النص هو سبب
النجاح ومن ينسى صالح مرسى أو بشير الديك؟ وإذا كان الرصد لأسوأ ما ظهر،
فلا يمكن إغفال من يضعون البسمة والتقدير «شريف سلامة»، منه شلبي، ماجدة
ذكي، حجاج عبدالعظيم، وحسن عبدالفتاح، أحمد صيام، هانى رمزي، مع تقديرنا
لنجوم «كل عام» الذين جاءوا ومعهم الأبناء والأشقاء ليشاركهم التخمة
الدرامية.. التى تسببت مع بجاحة واستظراف البعض فى رفع «ضغطنا»!!
العربي المصرية في
08/09/2009 |