عدد كبير من الشباب انقسم إلي نصفين في شهر رمضان، جزء جعل نهاره
عملاً بحثاً عن الرزق والليل للعبادة والرياضة والأصدقاء والتسالي بمسلسلات
الست كوم لأنها خفيفة ولذيذة ووقتها قصير، أما البنات فخصصن النهار للعمل
وقراءة القرآن والمطبخ لتحضير المأكولات الشهية والليل وأخره لمسلسل أحمد
عز «الأدهم» ومن تخشي الفتنة بعدت عن عز وهربت للفرجة علي أكثر من 50
مسلسلا غير الست كوم وبرامج الحركات والمقالب.
بصراحة خريطة التليفزيون في رمضان دسمة زيادة علي اللزوم ولذلك قرر
محمد نور 19 سنة «التنفيض» للمسلسلات طويلة الأجل لأنه مش ناقص خانقة وركز
فقط مع مسلسلات الست كوم ذات الحلقات البسيطة والدم الخفيف وبالتحديد «فؤش»
لصاحبه النجم أحمد رزق.. نور يعتبره فكرة جديدة استطاع فيها رزق أن ينتزع
ضحكاته، أما بقية الوقت فجعله للدورات الرمضانية وممارسة لعب كرة القدم مع
الشلة.
فؤش
عبدالرحمن فتحي 25 سنة يري مسلسل «فؤش» هو الـtop في مسلسلات الست كوم وأحمد رزق لعب دوره ببراعة وساعده في ذلك
النيولوك الجديد وشعره الأحمر المجعد بخلاف مخارج ألفاظه اللي «تفطس» من
الضحك أما المسلسلات الطويلة عبد الرحمن فتحي يعتبرها مملة وأحداثها بطيئة
لذلك قرر متابعة مسلسل «الأدهم» لأحمد عز خاصة أنه مش «مرطرط» في
التليفزيون.
عبدالرحمن يكرس وقته طوال النهار للعمل والعبادات ومن بعد صلاة العشاء
وحتي السحور للأصدقاء وزيارات بعض الأقارب ومشاهدة التليفزيون.
آه يا نوم يا نوم
شوقي طه 20 سنة قرر أن يستثمر إجازة الجامعة القصيرة بالنوم المتواصل
حتي آذان المغرب ويظل أمام التليفزيون حتي منتصف الليل يشاهد لقطات من بعض
المسلسلات والبرنامج الوحيد الذي يتابعه ويعشقه بركات ملك الحركات لنجم
النادي الأهلي محمد بركات أما غير ذلك فكل البرامج والمسلسلات شبه بعضها.
شوقي يخرج إلي الشارع بعد منتصف الليل لمقابلة أصدقائه يجلسون علي
مقاهي مختلفة يشربون الشيشة ويتسكعون في الشوارع حتي قرب أذان الفجر ثم
يعود لمنزله ينام ويصحون في المغرب لتكرار ما اعتاد مزاولته.
بحب الإذاعة
«الإذاعة ملهاش حل أي شخص لا يسمعها بصراحة هيندم» ده كان رأي أمين
عبدالتواب 27 سنة مؤكداً أن الإذاعة تضم كل النجوم الذين يعشقهم ولا يستطيع
رؤيتهم في التليفزيون مثل مسلسل نجمه الأوحد أحمد حلمي ومسلسله «اطلبني من
بابا» ويقول أحمد حلمي عامل دور عمره وهو لشاب صعيدي، بيشتغل في وكالة
إعلانات بخلاف بعض البرامج الإذاعية التي لا تتجاوز مدتها 10 دقائق.
أمين يري أن الإذاعة خالية من صور الفنانات الجميلات ومن ثم لا تكون
هناك أي فتنة ولا يبطل صيامه.
فتنة أحمد عز
في الوقت نفسه البنات قسمن وقتهن بين المطبخ والتليفزيون لتحضير أشهي
الأكلات ومتابعة أحلي النجوم والنجمات.
منة سيد 22 سنة جعلت النهار للعبادة والمطبخ وتحضير أصناف من الأكل
مختلفة يومياً أما بعد أذان المغرب «إوعي» تخصصه فقط لملاحقة مسلسل واحد
فقط علي القنوات الفضائية للجان أحمد عز ومسلسله «الأدهم».
منة تعتبر مفاجأة رمضان هي طلة أحمد عز علي الشاشة بصراحة مش مصدقة
نفسها أنها هتشوفه كل يوم.
وعلي العكس تماماً رفضت فاطمة عاطف 24 سنة متابعة مسلسل أحمد عز برغم
أنه نجمها المفضل بحجة أنه فتنة ويبطل الصيام لأنه زي القمر ومنور
التليفزيون وعوضته بمتابعة مسلسلات أخري ليحيي الفخراني وصلاح السعدني
وسلاف فواخرجي وبين كل مسلسل وآخر تسلي نفسها بواحد ست كوم أما الإذاعة فهي
لا تستهوي فاطمة وتبعد عنها تماماً.
فاطمة خصصت من صلاة الفجر وحتي العاشرة صباحاً للعبادة وقراءة القرآن
وتنام بعدها ساعتين وبعدها يبدأ يوم المسلسلات والفرجة.
فتنة مش فتنة هتفرج عليه يعني هتفرج عليه هذا هو كلام أمنية رؤوف 19
سنة عن مسلسل أحمد عز وتستمع جداً بمتابعة حلقاته، كذلك مسلسل يحيي
الفخراني ابن الارندلي دمه خفيف وأحداثه ليست ثقيلة مثل ما حدث في مسلسله
السابق شرف فتح الباب والإذاعة بالنسبة لأمنية لا توجد غير في المواصلات
العامة فقط.
نفســــــي
بحلم لغيري ولنفسي
ونفسي مرة من نفسي
كل العالم اخوات
ناسيين الخلافات
بحلم لكل البشر
والحب يكون انتشر
أنا نفسي يتحقق
والحب يشقشق
بحلم لكل الناس
والرقة والإحساس
الدنيا حققتني
بس ليئيتني
بحلم وحلمي كبير
وأكتر من كده بكتير
من تاني لزمانا
ونسينا يفتكرنا
ولكل بني الإنسان
الكل يعيش في أمان
بمختلف الأديان
واللي فات يزول وننسي اللي كان
عايشين في سلام
مش حلم والسلام
والكل يعشق
فجره ويعيش كمان
بعالم من غير خوف
وييجي اليوم وأشوف
والناس صدقتني
مكسوف م الزمان
مالوش أي حدود
ونفسي الحب يعود
بعد ما هجرنا
والخير يبقالوا مكان
تامر إبراهيم علي سعيد
احنا بصراحة
شكر وإعزاز
علي الرغم من الكم الهائل من المسلسلات والبرامج المعروضة علي شاشات
التليفزيون والفضائيات هذا العام لكنني لم أجد فيما شاهدت أو رأيت برنامجاً
أو مسلسلاً جاء بجديد أو متع نظري ولا يعني ذلك تجاهلاً للأداء التمثيلي
العالي لكثير من الفنانين ولكن جاء معظمها في إطار نمطي مكرر.
وفي رمضان هذا العام أبهرني من البرنامج الممتع الذي أعده صندوق
التنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة من خلال المراكز والقصور والبيوت
التابعة له وعلي رأسها بيت السحيمي وبيت الهراوي ووكالة الغوري وقصر الأمير
طاز ومركز الابداع حيث قدمت مجموعة من الحفلات المتنوعة ما بين الانشاد
الديني والصوفي لكبار المنشدين وعلي رأسهم الشيخ محمود ياسين التهامي
وحفلات التنورة وعزف علي العود كما قدم عدد من كبار الفنانين حفلات وعلي
رأسهم الفنان علي الحجار ونادية مصطفي ومدحت صالح، وعازف العود الفنان نصير
شمة وعازفة الماريما نسمة عبدالعزيز ومسرحيات لخيال الظل والأراجوز.
هذه الحفلات التي جعلتني أعيش جواً رمضانياً مختلفاً بعيداً عن تكرار
المسلسلات والبرامج وكلها تحيي التراث الشعبي وتؤكد الهوية، أبعث رسالة شكر
واعزاز ولا أملك سوي أن أحيي هذا الجهد المبذول والجاد من الصندوق الذي
يعيد إحياء التراث الشعبي من خلال حفلاته المجانية.
الأهالي المصرية في
07/09/2009 |