مخرجة مصرية تعكس التجريب السينمائي في حوارات مع فنانين
حول تجاربهم الجنسية وأمنياتهم المكبوتة.
يتساءل الكثيرون
ممن يتابعون برنامج المخرجة إيناس الدغيدي ـ 62 عاما ـ "الجرئية" الذي
استضافت فيه
العديد من النجوم، إذا ما كانت الدغيدي تقدم برنامجا فنيا أم اجتماعيا،
وإذا ما
كانت جرأتها جرأة جادة وبناءة وقيمة، أما جرأة مفتعلة ورخيصة أو متعمدة
قصدت من
ورائها الإثارة والاستفزاز والتوريط أحيانا كثيرة، ما قيمة أن
تسأل عمرو سعد أو
مفيد فوزي عن حلاوة جسم هيفاء وهبي، وما إذا كان جسمها يعجبك؟ أو أن تقدم
غادة عبد
الرازق واصفة إياها بالمثيرة بل وتسألها عما إذا كانت تحب أنوثتها؟ أو أن
تسأل خالد
أبو النجا: عندما كنت تعيش بأمريكا ألم تفكر في إقامة علاقة جنسية هناك؟
وإلهام
شاهين: هل تقبلين إقامة علاقة عاطفية مع رجل خارج إطار الزواج؟
هل يمكن أن تغيري
دينك من أجل الزواج من رجل؟ وإيمان البحر درويش: ماذا لو رأيت امرأة
عارية؟! ورغدة
عن عدم وجود رجل في حياتها؟ وتقول لزينة "إنتي بتصيعي عليا" فترد عليها
زينة" أنا
ما أقدرش أكون أصيع منك"، وتسألها: "أنت ليه مش بتحبي تتباسي؟" وغير ذلك
الكثير
والكثير.
بالطبع لم يصدم المشاهد بما تأتيه الدغيدي في برنامجها من حديث عن
الجنس لدرجة
بدت معها أنها مهمومة بالجنس، فهي صاحبة التوجه السينمائي الداعي للحرية
الجنسية
والآراء التي تطالب بترخيص الدعارة، وتعالج في أعمالها قضايا الجنس والدين
بجرأة
كبيرة، وليس ثمة مشكلة أن تطرح من الآراء والأسئلة ما تشاء في
إطار يحترم حق
المشاهد في الحصول على معلومات وآراء صادقة وذات قيمة ومعنى من نجومه الذين
يقضي
معهم وقتا طويلا على الشاشة، ولكن أن تكون الأسئلة محاولة للتوريط والإيقاع
بالنجم
واظهاره كمتهم، كما حدث مع رغدة، ومحاولة الدغيدي التأكيد على أن ثمة علاقة
جمعت
بين رغدة والرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وأنه كان يحبها،
وكذلك الفنان أحمد
زكي، وكيف تعيش دون رجل، كيف تقاوم الغريزة، لتتحول رغدة إلى مجرد مدافع عن
حياتها
الشخصية.
فعلت الدغيدي ذلك أيضا مع خالد النبوي لكنها لم تستطع جره الى الحديث
عن حياته
الشخصية نتيجة تكرار صده لأسئلتها المتعلقة بهذا الجانب، وحاولت مع إيمان
البحر
درويش أن تجره الى تهمة التشدد والتزمت العقيدي؟ "أنت كفرت شعبان عبد
الرحيم"، "أنت
ديكتاتور مع أولادك"، "أنت كل حاجة بتتكلم بالدين"، "أنت فاكر نفسك حتخش
الجنة"،
لدرجة أن دفعته لسؤالها عن صحة قولها "إنها تدعو الله ألا يكتب
عليها يوماً أن
ترتدي الحجاب" فأجابت بالإيجاب، فسألها عن السبب وألح محاولا الحصول على
إجابة.
الأمر لم يتوقف بالطبع عند الدغيدي وأسئلتها المفتعلة والمتعمدة،
ولكنه امتد الى
كثير من ضيوفها الذين بدوا أحيانا كثيرة غير قادرين على ضبط اندفاعاتهم في
سياق
الغرور والتأكيد على النجومية وفرد العضلات، فإلهام شاهين على سبيل المثال
سعت طوال
الحلقة ـ وساعدتها أسئلة الدغيدي على ذلك ـ على تأكيد أنها امرأة ممتلئة
بالأنوثة
وأنها مرغوب فيها وأن مغرميها كثر أخرهم لبناني غير مسلم ورجل
الأعمال رامي لكح
الذي أراد الزواج منها، وردا على سؤال هل تقبلين إقامة علاقة عاطفية مع رجل
خارج
إطار الزواج؟ أجابت نعم!!، هذه الإجابة الصادمة ليست بعيدا عن سياق إجابتها
عن سؤال
هل يمكن أن تغيري دينك من أجل الزواج من رجل؟ حيث قالت إن مشكلتنا أننا لم
نختر
ديننا، بل توارثناه، وربما لو فكرنا وقارنا لاخترنا دينا آخر!.
كذلك المذيع مفيد فوزي الذي بدا الحوار ـ سؤاله وجوابه ـ فجأة، فليس
جرأة أن يرى
أن "كل مذيعين التوك شو استنساخ منى، لأن كلهم اتعلموا منى إدارة
الحوار"!!!، كذا
تشبيه العلاقة مع القلم بالمضاجعة مع المرأة.
وعلى نفس مستوى جرأة إلهام جاءت جرأة زينة التي اعترفت فيما يشبه
التوريط
بغرامها بالمطرب تامر حسني وأنها تتمنى لو ارتبطت به، حيث ترى فيه كل
مواصفات فارس
أحلامها.
إن ردود فعل المشاهدين على مثل هذه البرامج غريبة جدا، أحدهم قال"مزحة
سخيفة بين
صديقين يعرفان عن بعضهما البعض الكثير وربنا أمر بالتستر"، ورأى آخر "برامج
للسيدات
اللي عندهم فراغ، وهذه الحكاوي المستفزة رائعة لجلسات النميمة والثرثرة"،
ولاحظ أحد
المشاهدين أن الدغيدي كبرت ـ 62 عاما ـ وظهر عليها الكبر كما انطفأت
سينمائيا بعد
أن اعتبرت جرأة أفلامها لا شيء أمام جرأة أفلام خالد يوسف مثلا
أو يسرى نصرالله،
وتود أن تخرج للمشهد ولو كانت مذيعة"، وقال أحدهم : تذكرني بهالة سرحان،
لكن هالة
عندها قضية واضحة تطالب بها بجرأة، لكن إيناس هنا تتجرأ من خلال ضيوفها
كثيرا"!!!.
على أية حال تظل القضية عند الدغيدي تجارية بحتة باعترافها سواء في
السينما ـ
السينما التي تفخر بجرأتها في تقديم موضوعات حساسية ـ وفي التليفزيون كما
هو واضح
من برامجها الجريئة.
ميدل إيست أنلاين في
06/09/2009 |