وسط حضور إعلامى كبير، أقيمت مساء أمس الأربعاء، ضمن فعاليات مهرجان
الإسكندرية السينمائى الدولى، ندوة حول السينما الفلسطينية بعنوان "بين
الوطن والغربة"، بحضور كل من المخرجين رشيد مشهراوى وآن مارى جاسر، وأدارت
الندوة رئيس المهرجان خيرية البشلاوى، حيث طرحت الندوة تساؤلا حول هل هناك
سينما فلسطينية فعلا أم سينمائيون فلسطينيون.
وأكد رشيد مشهراوى أن المخرج الفلسطينى لم يختر منفاه وغربته داخل فلسطين
أو خارجها، مضيفا أن السينما الفلسطينية وأفلامها تحمل ذاكرة الفلسطينيين
فى كل بقاع العالم وتشبه الحالة الفلسطينية جغرافيا، لذلك لا يصح الربط بين
الفيلم الفلسطينى وفلسطين جغرافيا.
وأوضح مشهراوى وضع السينما الفلسطينية، من حيث الشكل قائلا "إننا
كسينمائيين مرتبطون بالأفلام الوثائقية خاصة أنه ليس لدينا دور عرض أو
مؤسسات إنتاج حكومية، إضافة إلى أن ارتباطنا بالقضية الفلسطينية والموضوع
السياسى جعل أفلامنا تستهدف الجمهور خارج فلسطين، وبالتالى أصبح يقع على
عاتقنا تصحيح المفاهيم السائدة فى العالم، والتى تتعامل مع الفلسطينى على
أنه إرهابى، كما أن المسئولين السياسيين عندنا زادوا مهمتنا صعوبة، مؤكدا
أنهم يحملون على عاتقهم هم تخليص الفيلم الفلسطينى من الصور النمطية
للمواطن الفلسطينى الضحية أو المناضل وأيضا من المباشرة والخطابية لأن
المجتمع الدولى لا يمكن أن يعطى أرضا لضحايا أو مجموعة من الجنود.
وحول التمويل الأجنبى للسينما الفلسطينية وتبعية الفيلم الفلسطينى للمخرج
وليس لجهة التمويل، قال مشهراوى إن الفيلم الفلسطينى بالفعل يحسب على
المخرج والذى توجد فلسطين بالمعنى الذهنى بذاكرته إضافة إلى اضطرارنا
للذهاب للممول الأجنبى، خاصة أنه لا وجود لتمويل عربى فيما عدا السنوات
الأخيرة، والتى شهدت تعاونا مع عدد من بلدان المغرب العربى فى الإنتاج،
موضحا أهمية التمويل والذى استفاد منه السينمائيون الفلسطينيون بداية من
إيجاد فرص لعرض أفلامهم بالعديد من المهرجانات العالمية وتوزيعها بدول
العالم.
أما عن شروط وإضافات الممول الأجنبى، أكد مشهراوى أن التمويل الأجنبى لا
يطلب تنازلات أبدا، وأن هناك العديد ممن يتطوعون بتقديم تلك التنازلات،
مضيفاً أنه الآن لا يوجد سينما فلسطينية تمتلك الخصوصية فى الصورة
والإيقاعات، لكن لدينا حاليا محاولات لمخرجين فلسطينيين.
وتساءلت خيرية البشلاوى رئيس المهرجان عن التمويل الإسرائيلى للأفلام
الفلسطينية، وتأثيره على تحليلنا لهذه الأفلام كعرب، خاصة وأن البعض يستشعر
روح التنازل فى موقف هؤلاء المخرجين من التطبيع مع إسرائيل.
وأكد مشهراوى أن المخرجين الفلسطينيين لا يمكن أن يتنازلوا عن مواقفهم خاصة
أن إسرائيل حاولت التلاعب بأفلامنا، لكننا حاربناها، ورفضنا هذا التلاعب
معتبرا أن العديد من الفلسطينيين الذين يحملون الهويات الإسرائيلية يعتبرون
تلك الهويات بيروقراطية فقط، ولا علاقة لهم بها مثل محمود درويش وسميح
القاسمى وهانى أبو أسعد.
وأكدت البشلاوى أن هانى أبو أسعد كان مدعوا لحضور الندوة إلا أنه اعتذر
لانشغاله بتصوير فيلمه الجديد، وأرسل مقالا إلى نشرة المهرجان.
وأضاف مشهراوى أن العديد من الفلسطينيين يأخذون الدعم الإسرائيلى لأنهم
دفعوا ضرائب، متمنيا وجود إيليا "والذى حصل مؤخرا على تمويل من المركز
الإسرائيلى" ليتحدث عن تجربته، حيث طرح مشهراوى وجهة نظره والتى يرى من
خلالها أن الفليم الفلسطينى ليس بحاجة إلى الدعم الإسرائيلى.
أما المخرجة آن مارى أكدت أنها أرادت أن ينبع فيلمها الروائى الطويل من
خلال هويتها، وأضافت وجهة نظرها فى الرقابة على المبدع قائلة إن فيلمها
انتقد الوضع الفلسطينى الحالى، ورغم ذلك فإن أغلب الجهات الحكومية
الفلسطينية تحاول دعمهم لأن نقد الذات هو السبيل الوحيد للحرية.
اليوم السابع المصرية في
06/08/2009 |