عيني بترف
ظن الملك فاروق أنه برحيل أحمد سالم، لم يعد على الساحة من ينافسه في
الفوز بقلوب الجميلات، غير أنه فجأة وجد أمامه شاباً وسيماً ينتمي إلى إحدى
أكبر عائلات الشرقية، هو الفنان الشاب رشدي أباظة الذي لعبت المصادفة دورها
في اكتشاف موهبته عندما كانت السينما تحتاج إليها بشدة.
في أحد ايام صيف عام 1948، شاهد المخرج كمال بركات الشاب الوسيم رشدي
أباظة يلعب البلياردو في أحد أندية الثغر، لاحظه وهو يتحرك بليونة ولياقة
عالية، وراقبه وهو يضحك ضحكته الصافية، لاحظ نظرات عينيه الحاسمتين وقوامه
الفارع فلم يتردد في أن يعرض عليه المشاركة في فيلمه الجديد الذي يحمل
عنوان «المليونيرة الصغيرة».
فعلاً، قبل رشدي أباظة العرض فالسينما حلمه والشهرة عشقه، ووافق على
دور صغير في مقابل مئة وخمسة جنيهات كأجر.
بدايةً، لم يجرؤ رشدي أن يقول لوالده أي شيء عن عمله الجديد، إذ كانت
السينما لا تحظى بعد بثقة الطبقات العليا في المجتمع، على رغم دخول بعض
أبنائها إلى عالم التمثيل قبله، مثل يوسف وهبي وسليمان نجيب وحسين رياض
وغيرهم، وإن واجهوا أيضاً اعتراضات شديدة من الأهل، غير أن رشدي أصر على
موقفه وتمسك بحبه وعشقه للفن، لكنه في الوقت نفسه لم يتخل عن أرستقراطيته
أو ملازمته أبناء هذه الطبقة في حفلاتهم ومناسباتهم، في بيوت وقصور كبار
الباشاوات والبكوات، بل وفي كثير من الأحيان في القصر الملكي.
منافس أرستقراطي
لم يكن الملك يحضر حفلة أو مناسبة خارج القصر إلا وكان رشدي موجوداً
كأحد أبناء كبار العائلات، فلفت الأنظار بشدة، خصوصًا لدى الفاتنات
الأرستقراطيات، وهو ما لاحظه الملك وفهمه رشدي، حتى وصل الأمر إلى حوار
متبادل عبر نظرات العيون، فحاول كل منهما خطف جميلة من جميلات هذا الحفلة
أو ذاك بعدما ذاع صيت رشدي كأحد الوجهاء، ولفت الأنظار بوسامته وخفة ظله
الظاهرة التي كانت تؤكد أنه على رغم أصله الأرستقراطي إلا أن في داخله ابن
بلد مصري، إذ يجمع بين الشكل الأوروبي الأرستقراطي وطباع ابن البلد أو
الفلاح ابن الشرقية.
ما إن شاهد رشدي تحية ترقص في إحدى الحفلات حتى تعلق قلبه بها، ولم
يعد يفارقها منذ تلك الليلة أينما وجدت، سواء في الملاهي الليلية أو
الفنادق الكبرى أو حتى في السينما، ولم يكن هذا الأمر خافياً عليها، لكنهما
كانا يكتفيان بلغة العيون فلم يبح أي منهما بإعجابه إلى الآخر.
حاول رشدي التقرب من تحية ليكون كتاباً مفتوحاً أمامها، ويمحو من
تفكيرها ما حاول البعض إلصاقه به من غرور وتكبر، كما يفعل بعض أبناء هذه
الطبقة:
* بس اللي يشوفك كدا ما يقولش أنك ممثل… بالكتير بيه من البهوات اللي
بنشوفهم في الحفلات… واللي بيطلعوا في السينما.
= ما يغركيش المنظر. أنا ابن بلد وأعجبك أوي.
* وأزاي عيلتك سبتك كدا تمثل مع أني عارفة النوعية دي بيبصو لنا على
أننا بني آدمين درجة تالته؟
= لا تالتة ولا رابعة… كل الحكاية إن الناس دي محكومين بعادات وتقاليد
والباشا عايز ابنه يبقى باشا زيه… والبيه عايز ابنه بيه. يعني عندك مثلاً
أنا، لأن بابا ظابط شرطة كبير كان عايزيني أبقى ظابط زيه… وأنا كدا زي ما
تقولي طالع لماما.
* اشمعنى؟
= أقصد أني واخد الطابع الأوروبي. لأن ماما إيطالية… متحررة من حكاية
العادات والتقاليد دي.
* وعمل إيه لما خاب أمله فيك؟
= حاجة بسيطة أوي… غضب عليَّ وطردني من البيت.
* يا حرام. يعني أنت دلوقت؟
= قوليها… مكسوفة ليه؟ بقيت صايع في الشارع. بس أنا بقضي وقتي يا إما
في الرياضة، أو لعب البلياردو.
* لا مش القصد. أقصد أقول عايش إزاي بتصرف منين وخصوصاً أني مش شايفاك
بتشتغل كتير في السينما.
= حكاية إني ما بشتغلش كتير دي لها حكاية. وأنا مش هانكسف منك
وأقولهالك.
* لو حاجة تكسف أو تحرجك بلاش.
= لا أبداً عادي. شوفي يا ستي… بقى أنا زي ما أنت شايفه كدا قيما
وسيما.
* رجعنا للغرور تاني.
= لا والله مش القصد. دا بس لزوم ظبط الحكاية. أنت طبعاً عارفة
كاميليا الله يرحمها.
* أيوا عارفها.
= اتقابلت أنا وهي في فيلم «المليونير»، وزي ما تقولي كدا حصل
استلطاف… وماخبيش عليك اتحول لأكتر من الاستلطاف.
* يا سلام… ومالك كدا مش على بعضك وأنت بتتكلم عنها؟
= يا ستي أنا بقول باعتبار ما كان. وبعدين ما هي راحت لحالها. المهم
وصل الكلام للملك أنها معجبة بيا وأنت عارفة إن صاحبنا ما يحبش حد يخطف
لقمة من بقه… وحاول يتخلص مني. لولا إن اللي حواليه نصحوه أن عيلتي مش
هاتسكت. لكن كان الكلام دا كفاية يوصل للمنتجين والمخرجين علشان يخليهم
يبعدوا عن الشر ويغنوا له.
* يا مسكين… وعملت إيه؟
= مش كدا والنبي. أنا مسكين؟
* نعم؟ هو إيه أصله دا؟
= لا قصدي. فضلت من غير شغل لحد ما جه النجم العالمي روبرت تايلور
يصور فيلم هنا في مصر… ومخرج الفيلم اختارني أعمل المشاهد الصعبة بداله.
* دوبلير يعني؟
= حاجة زي كدا. المهم بعد الفيلم عرض عليَّ المخرج أسافر معاهم اشتغل
في السينما العالمية… وقدام وقف الحال وحصار الملك وافقت. وسافرت لفيت شوية
وشاركت في كام فيلم ورحت إيطاليا. لكن ما قدرتش أبعد عن مصر. أنا عامل زي
السمك… لو خرج من الميه يموت… وأنا ماقدرش أبعد عن مصر.
* بس أنت كان عندك فرصة تبقى ممثل عالمي.
= وإيه قيمة أني أعمل أفلام مهمة بره بس أهلي وأصحابي والناس اللي
بحبهم ما يعرفوش عنها حاجة ولا يحسوا بنجاحي؟
* أنت شخصية عجيبة أوي.
= أبدا يا هانم أنا واحد عادي خالص وطيب وابن حلال ودمي خفيف
* (ضاحكة) تاااني!
بينما جلست تحية في بيتها تفكر في ما دار بينها وبين رشدي أباظة، دق
جرس الهاتف في التاسعة مساء، وكان على الطرف الثاني صوت طفلة لم تتبين تحية
صاحبته في البداية، غير أنها سرعان ما اكتشفته:
= الو طنط تحية.
* أيوا يا حبيبتي… طنط تحية. أنا متهيألي سمعت الصوت الجميل اللي كله
عفرته وشقاوة… دا قبل كدا.
= أنا فيروز يا طنط.
* فيروز. يبقى تخميني صح يا حبيبتي. أنت جبتي تليفوني منين؟
= من بابا أنور وجدي.
* ياروح قلبي. تعرف أني كنت ناويه أكلمك علشان أباركلك على الفيلم
اللي بتصوريه بس ما كنش معايا تليفونك… لكن أنت سبقتيني.
= ماهو أنا بكلمك علشان الفيلم. أنا قلت لبابا أنور أنا عايزة أكلم
طنط تحية وأعزمها تيجي تحضر العرض الأول للفيلم.
* بس كدا؟ دا أنا لازم أجي طبعاً وأجيبلك ورد كمان.
= مرسيه يا طنط.
* يا روح طنط هو أنا في ديك الساعة لما أحضر أول فيلم لنجمة المستقبل
في السينما المصرية. هو أمتى العرض؟
= بكره الساعة ستة في سينما الكورسال.
* من قبل سته هأكون قدام باب السيما… باي باي يا روح طنط.
أمنية غالية
خرجت تحية من فيلم «ياسمين» وعيناها متورمتان من البكاء، بقدر سعادتها
وفرحتها بنجاح هذه الطفلة المعجزة، واتقانها التمثيل بهذا الشكل الذي أدهش
جميع الحضور فصفقوا لها طويلاً هي ومكتشفها الفنان أنور وجدي، بقدر ما أيقظ
في داخلها وجعاً قديماً وهو حرمانها من الأطفال، وعدم الإنجاب. وعلى رغم
أنها تبنت ابني شقيقتها إلا أن التبني بقي مادياً فحسب، فضلاً عن عدم
وجودهما بشكل دائم معها في البيت، إضافة إلى أنهما كبيران بما فيه الكفاية
لينادوها «طنط توحة» وهي تريد من يناديها «ماما تحية».
لم تنم تحية تلك الليلة، وفي صباح اليوم التالي كان أول ما فكرت فيه
الذهاب إلى أحد ملاجئ الأيتام في منطقة المعادي لتتبنى طفلة تؤنس بها
وحدتها، وتسد فراغ الأمومة الذي تشعر به في حياتها، غير أن والدتها عارضت
الأمر بشدة، لكن أمام بكاء تحية وفتحها هذا الجرح أمام والدتها اضطرت على
الموافقة.
فوراً، توجهت تحية إلى ملجأ أيتام المعادي، وهو أحد الملاجئ التي
تواظب على تقديم مساعداتها له. ذهبت وهي تحمل كعادتها كمية كبيرة من
الهدايا للأطفال… لتمضي معهم يومها، ثم انتقلت لتتناول فنجان قهوة مع مدير
الملجأ والتبرع بالمال، وبينما جلست تتناول القهوة معه فاتحته في فكرة طرأت
على ذهنها وجاءت لأجلها، وهي تبني طفلة من الأطفال الأيتام، خصوصاً أنها
تعرف أن الملجأ يقبل بفكرة التبني وإن كانت له شروط، ورأت تحية أن جميع
الشروط تنطبق عليها:
* اتفضل يا إسماعيل بيه… دا مبلغ بسيط بتبرع بيه للملجأ.
= يااه… معقولة يا تحية هانم… مبلغ بسيط إزاي؟ دا ألف جنيه. دا كتير…
كتير أوي.
* أبداً. أنا لو ظروفي تسمح دلوقتي كنت اتبرعت بأكتر من كدا.
= ربنا يجعلك ذخراً للغلابة والمساكين. ما تعرفيش أنت بتعملي خير شكله
إيه قدام ربنا… الأطفال الأيتام دول يا تحية هانم محتاجين كل مليم من
المبلغ دا… ربنا يكتر من أمثالك.
* أشكرك يا إسماعيل بيه… بس أنا كنت عايزه أفاتحك في موضوع كدا شاغلني
بقاله فترة
= تحت أمرك تحية هانم… اتفضلي أؤمري.
* ما خبيش عليك. أنا جربت حظي في الجواز أكتر من مرة ولكن ربنا ما
أردش أني أخلف ويكون ليا أولاد… علشان كدا أنا فكرت أني أتبنى طفلة من هنا
من الملجأ… هاكون لها أم وأب وعيلة. وأنا والحمد لله أقدر أكفلها حياة
كريمة زي ما سعادتك عارف.
= أيوة تحية هانم… لكن!
* لكن إيه؟ فيه مشكلة تمنعني من إني أتبنى طفلة؟
= تحية هانم أنا كلي أسف… مش عارف أقولك إيه؟
*اأتكلم أرجوك فيه إيه؟
= أنا آسف يعني. قانون التبني اللي عاملاه وزارة الشؤون الاجتماعية
بيشترط…
* بيشترط إيه؟
= يعني… بيشترط أن ……
شعرت تحية بعلامات الحرج على وجه مدير الملجأ الذي أفهمها بطريقة لبقة
أن مهنتها كراقصة تقف حائلاً دون تنفيذ فكرتها النبيلة، وأن حياة الفنانات
تتطلب منهن أحياناً السهر ليلاً، إضافة إلى عملهن في أوقات مختلفة من
النهار والليل خارج البيت، الأمر الذي يحرم أطفال التبني من رعايتهن أثناء
غيابهن.
قسوة المجتمع
اكتفت تحية بما راح مدير الملجأ يسوقه لها من أسباب تمنعها من التبني،
وخرجت من دون أن تناقشه أو تحاول التأثير عليه، وما إن تأكدت أنها ابتعدت
عن الملجأ حتى انفجرت بالبكاء فقد انكسر قلبها مجدداً، وها هي الأقدار
تحرمها من الأمومة للمرة الثانية، الأولى بسبب إرادة الله والثانية بسبب
القانون الذي ينظر إلى الفنانين على أنهم أناس غير أسوياء دون مستوى البشر،
ليسوا أهلاً لهذه المهمة الإنسانية.
ظهرت في حياة تحية كاريوكا الفنانة الشابة سميحة توفيق، التي اكتشفها
الفنان يوسف وهبي، وهي لا تزال ابنة الرابعة عشرة من عمرها، وكانت تنتمي من
ناحية الأم إلى عائلة «عاكف» التي تعمل في السيرك، وكان والدها مروضاً
للأسود يجوب المحافظات حتى شاهدها يوسف بك وهبي فقال له: «هذه البنت فنانة
ممتازة وملامحها جذابة ولا بد أن تعمل بالفن».
رفض والد سميحة دخولها عالم التمثيل في البداية، لكن يوسف وهبي أقنعه.
بعد ذلك، اكتشف فيها موهبة الرقص فاستعان بها كراقصة في عدد من الأفلام،
ولما حاول منتجون كثر دفعها إلى الرقص رفضت وفضلت التمثيل، وبقيت ملازمة
لتحية كاريوكا التي احتضنتها وقربتها منها، ومدت لها يد العون.
وجدت سميحة توفيق كاريوكا على هذه الحال من الإحباط والحزن، فراحت
تهدئ من روعها، وتخفف من حزنها:
* معقولة لسة المجتمع بينظرلنا النظرة دي؟
= للأسف… دي النظرة اللي في عيون كل اللى حوالينا… ومش هاتتغير!
* مين قال كدا؟ صحيح الموضوع مش سهل… بس مش مستحيل مش هاتتغير إلا
بينا أحنا. لازم يشعروا بينا… إحنا مش بس فرجة يتفرجوا علينا وينبسطوا
ويبقوا عايزين يشوفونا ليل ونهار لكن لما نيجي نحط أيدينا في أيديهم…
ساعتها بس يفتكروا أننا حاجة وهم حاجة. إحنا من طينة وهم من طينة تانية…
ودا مش هايتغير إلا لما إحنا نغيره.
= أنت دماغك ناشفة يا تحية… بس مش عايزة دا يأثر عليك. الحزن اللي
جواك باصص من عينيك. حبيبتي أرجوك بلاش الحزن دا. أنا ماقدرش أشوفك بالشكل
دا.
* ماتخافيش عليّ. أنا واخده على الصدمات.
= اسمعي. إيه رأيك فيه حفلة لأم كلثوم تيجي نحضرها.
* يا ريت. بس للأسف عندي ارتباط النهاردة في الأوبرج… لو أعرف كنت
لغيت. روحي أنت استمتعي وسبيني أروح أنا للشقا.
= لا خلاص هاجي معاك مش هاسيبك.
لم يلحظ أي ممن جلسوا لمشاهدة تحية وهي ترقص مدى الحزن الذي يملأ
قلبها أو الضيق الذي يبدو عليها، فلم تفارق الابتسامة شفتيها وزادت عندما
لمحت حضور رشدي أباظة، الذي جلس في المقدمة ولم يتمالك نفسه، فأمسك عصا
وراح يرقص أمامها، فألهب أيدي الحضور بالتصفيق، ولم تمر لحظات من عودته إلى
طاولته حتى توقفت الموسيقى وسلطت الأضواء على باب الدخول وضجت الصالة
بالتصفيق، فقد حضر الملك فاروق.
إنقاذ فريسة
أنهت تحية رقصتها واتجهت إلى الملك وقدمت التحية، ثم انصرفت واتجهت
إلى طاولة رشدي أباظة حيث كانت تنتظرها سميحة توفيق.
ما إن لمح الملك سميحة حتى راح يتفحصها من أسفل إلى أعلى، لاحظت تحية
نظراته فعرفت الرسالة، وما يمكن أن يحدث بعد هذه النظرات، فقامت فوراً
وأخذت سميحة من يدها، واتجهت بها إلى باب الخروج:
* اسمعي يا سميحة. انت لازم تمشي دلوقت فوراً.
= ليه؟ مش هانمشي سوا؟
* لا أنا لسه هارقص تاني… بس أنت لازم تمشي.
= فيه إيه ماتفهميني.
* بعدين هافهمك… بس أمشي دلوقت.
= ما هو أنا لازم أفهم. أنا عملت حاجة زعلتك.
* يا حبيبتي أنت ماعملتيش حاجة أنا خايفة عليك.
= من إيه؟
* بصراحة كدا… ممكن تقوم خناقة كبيرة دلوقت بين رشدي وواحد من رجالة
الملك وممكن الحكاية تبقى فيها دم… أنا هاخلص رقصتي وهاحصلك… أقولك روحي
عندي البيت استنيني هناك. أنا مش هاتأخر. بس لازم تمشي دلوقت.
كانت سميحة توفيق ستصبح إحدى ضحايا الملك فاروق في هذه الليلة، فلم
يكن ليسمح بأن تخرج من الأوبرج إلا على «استراحة الهرم» فوراً، لكن هذا لم
يحدث بسبب كاريوكا التي تعرف نظراته جيداً وما يتبعها، فأنقذت سميحة من تلك
«المفرمة» بعدما ظنّ الملك أنها صيد جديد لرشدي أباظة، فكان لا بد من أن
يلقي بشباكه حولها ليلتقطها قبله، فالصراع كان دائراً بينهما على الجميلات
سواء من داخل الوسط الفني أو خارجه.
خرجت سميحة من الأوبرج واتجهت إلى بيت تحية كاريوكا، التي كانت في
أعقابها فراحت تستفسر منها عما فعلته معها:
= إيه اللي حصل؟ سيبتي رشدي يتخانق؟
* رشدي في بيته دلوقت.
= يعني عدت على خير الحمد لله ومافيش ضحايا.
* عدت على خير بالنسبة لك.
= مش فاهمة!
* لأنك كنت هاتبقي أنت الضحية النهارده.
= أنت بتتكلمي بالألغاز… ماتفهميني؟
* روحي… وبكره أبقى أقولك.
= لا أنا أول ما جيت اتصلت بماما وقولت لها إني هابات عند تحية
النهارده.
* خلاص قومي نامي. والصبح ابقى أقولك.
= والله ما أنا متحركة إلا لما اعرف فيه إيه.
* شوفي يا سميحة أوعديني أنك ماتدخليش الأوبرج دا تاني أبداً… ولا أي
كبارية بيروحه الراجل دا.
= تقصدي مين؟
* فاروق.
= قصدك الملك؟
* أيوا… هو فيه فاروق غيره.
= طب ليه؟
* لأنك النهارده لولا مشيتك في الوقت المناسب كنتِ هاتبقي واحدة من
الحريم!
أقدمت تحية على هذا التصرف وأنقذت سميحة توفيق من براثن الملك، ومنعت
عنه صيداً سميناً، وهي لا تدري عاقبة ذلك وما الذي قد يحدث لها، وكيف سيكون
رد فعله؟
البقية في الحلقة المقبلة
الجريدة الكويتية في
08/08/2012 |