لعبة الست
بعد فصل نجيب إلياس ريحاني من البنك الزراعي، لم يكن هناك مكان يأوي
إليه سوى مقهى «إسكندر فرح» أو كما أصبح رواده يطلقون عليه «مقهى الفنانين»
في شارع عبد العزيز، يمضي فيه يومه بالكامل، متنقلاً بين الطاولات، يناقش
ويجادل في أمر الفن والفنانين، يتحدث عن الأعمال التي شارك فيها والمسرحيات
التي قدمها، لعل وعسى يجد من يطلبه للعمل هنا أو هناك، في هذه الفرقة أو
تلك.
إذا كان نجيب استطاع أن يصبر على عدم العمل والجلوس «عاطلاً»، فأنه لم
يستطع أن يصمد أمام إلحاح والدته الدائم عليه، حيث راحت تطارده ليلاً
ونهاراً للبحث عن وظيفة لا تقل في شأنها عن وظيفته التي فقدها بإهماله في
البنك الزراعي.
فوالدته لم تطق صبراً، ليس طلباً للإنفاق على الأسرة، فهي لم تعد
تعتمد عليه ولا على توفيق في الإنفاق على البيت، فقد استطاعت أن توفر دخلاً
ثابتاً من خلال مشاركتها العم «توما» في بعض الأعمال التجارية، حيث كانت
تدخر مبلغاً من المال في أيام «العز» عندما كانت تجارة إلياس رائجة، فأعطت
هذا المال لتوما لتشاركه الاتجار في مواد البناء، على أن يكون الربح مناصفة
بينهما، الأمر الذي وفَّر دخلاً شبه ثابت لكليهما، وإن كانت لم تصرح
لأولادها بذلك، حتى يستطيع كل منهم أن يشق طريقه في الحياة، ليس فقط توفيق
ونجيب، بل لحق بهما أيضاً يوسف وجورج، وإن كان يوسف اختار أن يجلس إلى جوار
توفيق ليساعده ككاتب في المحكمة، فلم يكن يستطيع أن يبذل جهداً في أي عمل
لأنه «أحدب» تلك العاهة التي سببها له الشلل وهو طفل، أما جورج فلم يكن أحد
يعرف عنه أو عن عمله شيئاً، فقد كان قليل الكلام، كثير الاختلاء بنفسه،
دائم التفكير في ما حوله، غير أنه كان منتظماً في عمله.
الأخوان عطا الله
لم يكن نجيب يؤرقه عدم العمل لنفسه، بل بسبب نظرات أمه له كلما غدا أو
راح، فقد عزم ألا يترك الفن، وفي الوقت نفسه يعرف أن هذه هي حال أهل الفن،
من الممكن أن ينتظروا أشهراً بلا عمل، ومن الممكن أن يأتي لهم العمل بين
طرفة عين وانتباهتها، وهو ما حدث مع نجيب عندما زار أمين
عطاالله مقهى إسكندر فرح ووجد نجيب يجلس بمفرده على طاولة في طرف المقهى،
وقد غلب عليه النوم بسبب طول الانتظار:
* السلام عليكم.
• وعليكم السلام… اتفضل.
* إيه بتفضل لأني بدي إياك نجيب أفندي.
• بدك إياي
أنا؟
* إيه معلوم… مو أنت نجيب إلياس ريحاني… هيك دلوني.
• هو بعينه. اتفضل. شاي يا سيكا للأستاذ… قولتلي اسم الكريم إيه؟
* محسوبك أمين عطا الله… من الشام.
• أنعم وأكرم ما هو باين.
* أهلين حبيبي أهلين… صحيح أنا من الشام لكن مصر بلدي التاني… من شان
هيك بتلاقيني يومين بالشام ويومين بمصر.
• ومصر نورت يا خواجة أمين.
* مصر منورة بأهلها… وبعدين شو خواجة؟ ماني ضيف يا زلمي… أنا مصري
متلك وأكتر منك.
• طبعاً طبعاً… الشاي يا سيكا.
* يا سيدي شايك مشروب… أنا جاي من شان أعرض عليك تشتغل في فرقة أخي
سليم عطا الله.
• فين… في الشام؟
* لا… هون بمصر… لكن في الإسكندرية… كون فرقة منيحة كتير. وكمان بلدية
الإسكندرية بتراعيها وتمدها بإعانة شهرية منيحة… ونحنا بنعطيك أربع جنيهات
شهرية.
• عال… عال قوي.
* شو قلت؟
• وده سؤال برضه يا سي أمين… موافق طبعاً. من بكرة.. لا من بكرة إيه؟
من النهاردة. أقولك… دلوقتي… من هنا على السكة الحديد عدل… سُك على الشاي
يا سيكا.
* منيح كتير… لكن السفر بيكون بعد بكرة بنتقابل في محطة السكة الحديد
الساعة السابعة صباحاً وبنتوكل على الله…
• وأنا تحت أمرك من دلوقت ليوم التلات.
* بتكرم عيونك… ها دول جنيهين… روح دبر حالك واستعد للسفر.
• أنا بس كنت عاوز أسالك أنت ليه اخترتني أنا بالذات؟
* ولو يا زلمي… دلني عليك عزيز أفندي عيد… بيشكر فيك كتير كتير.
قبل نجيب العرض الذي جاء في موعده تماماً، لا سيما أن المرتب كان
مغرياً جداً… أربعة جنيهات مصرية في الشهر، مبلغ رائع في ظل الظروف التي
يعيشها نجيب، حتى وإن جاء نصف ما كان يتقاضاه من البنك، إلا أنه أول راتب
ذي قيمة يتناوله من التمثيل، وإن كان قد اضطر إلى أن يكذب على والدته،
للمرة الأولى، ويقنعها بأنه سيسافر للعمل في «بورصة القطن» بمدينة
الإسكندرية حتى تبارك سفره، فهي لا تطيق أن تسمع كلمة واحدة عن التمثيل.
كان نجيب في محطة سكك حديد مصر في ميدان المحطة قبل الموعد المحدد
للسفر بوقت طويل، وما إن وصل وأمين عطالله إلى الإسكندرية، حتى توجها إلى
المسرح.
انتهت التجهيزات واستعدت فرقة سليم عطا الله لتقديم رواية «شارلمان
الأكبر»، وتهيأت لنجيب الفرصة التي كان ينتظرها منذ زمن، وهي أن يسند له
دور في إحدى الروايات التراجيدية بعيداً عن الكوميديا التي كان يقدمها عزيز
عيد، لكن جرى العرف أن يتم إسناد دور البطولة دائماً إلى مدير الفرقة، إذا
كان من أهل التمثيل، وهو ما حدث فعلاً، فقد أسند سليم عطا الله لنفسه دور
البطولة، أما نجيب إلياس ريحاني فقد كان نصيبه الدور الثاني في الرواية،
وهو دور أصغر كثيراً من دور البطل، حيث جسد دور الإمبراطور الفرنسي
«شارلمان»!
نجح نجيب وأبهر الجمهور فكانت المفارقة أن مدير الفرقة سليم عطالله
طرده.
عاد نجيب أدراجه إلى القاهرة، وفي قهوة الفن متسع للجميع، لكن هذه
المرة طال به عهد البطالة، حيث حفيت قدماه سعياً وراء طرق الأبواب، ليس هو
فحسب، بل عادت والدته تفاتح الأهل والأصدقاء والأقارب، حتى جاءتها البشرى
في منتصف عام 1910، من أقارب لها من بلدتها «نجع حمادي» أبلغوها بأنهم
استطاعوا أن يجمعوا له وظيفة كاتب حسابات في شركة السكر في نجع حمادي.
كان الإحباط قد استبد بنجيب، لذا لم يصدق نفسه عندما أخبرته والدته
بأمر وظيفة شركة السكر، حمل حقيبته واتجه إلى محطة سكك حديد مصر ليستقل
القطار المتجه إلى محافظة «قنا» ومنها إلى «نجع حمادي» حيث «شركة السكر».
تحيا الوظيفة
سارع إلى تسلم عمله هناك، مبتعدًا عن العاصمة بما فيها من شقاء،
تاركاً خلفه وسط التمثيل الذي يعشقه ويتمناه، لكن ما في اليد حيلة، فلم يجن
منه سوى الشقاء والبؤس والبطالة، وقبل هذا وذاك عدم رضاء أمه السيدة لطيفة،
التي تشعر بأن الفن عدو لدود لها، يريد أن يختطف منها ابنها.
ما أن استقر نجيب في نجع حمادي بعدما استأجر بيتاً صغيراً يعيش فيه،
ورفض أن يعيش في استراحة الشركة وسط العمال والموظفين، ليكون حراً يخرج
وقتما شاء ويعود وقتما شاء من دون أن تكون هناك أعين تراقبه، ما انعكس على
عمله فأظهر نشاطاً ملحوظاً فيه، ولم يمض وقت طويل حتى كان موضع ثناء رؤسائه
وإعجابهم، وشعر نجيب بأن الدنيا بدأت تبتسم له، ولم تضحك بعد، فراح يرسم
مستقبله الجديد بعيداً عن الفن والتمثيل، وإن كان لا يزال يجري في عروقه،
لكن حياة الاستقرار منحته طمأنينة كان من الصعب التضحية بها، والجري مجدداً
وراء سراب الفن الذي لا يزال يدير له ظهره.
استمر نجاح نجيب في عمله، ولم يكن له سوى عمله في الشركة نهاراً،
وقراءة عدد من الروايات الفرنسية ليلاً، حتى إن التجمعات التي كان يقيمها
بعض العاملين مساء الخميس من كل أسبوع يتسامرون فيها ويلعبون الورق ويشرب
من يشرب منهم، لم يكن يحضرها، ويفضل أن يمضي ليلته مع واحد من أحبائه،
موليير أو فكتور هوغو أو إميل زولا.
استمرت الحال تسير بشكل هادئ، وراحت أسهم نجيب ترتفع، بل إنه كان يرسل
كل شهر ما يزيد على حاجته من المال لوالدته وأشقائه، ليصبح لديهم «بحبوحة
من العيش»، حتى كان ديسمبر من عام 1910، عندما ضربت المدينة موجة شديدة من
البرودة. في تلك الليلة، لم يجد نجيب لديه وقوداً يشعل به مدفأة صغيرة تعمل
«بالكيروسين»، وأمام زيادة البرودة اضطر إلى أن يطرق باب جاره المقابل له
توفيق أفندي ميخائيل، وهو في الوقت نفسه «باشكاتب» الشركة، لطلب بعض الوقود
ليمد به مدفأته، وما إن انفتح باب جاره حتى كاد يغشى عليه من هول المفاجأة،
فهو يعرف أن توفيق أفندي الباشكاتب رجل تخطى الستين من عمره، تلاحقه
الأمراض المزمنة، خصوصاً الربو على رغم أنه غير مدخن، غير أن نجيب فوجئ
بملكة جمال تفتح له الباب، ظن أن الرجل ليس في منزله وفتحت ابنته، وأمام
المفاجأة تلعثم وأصفر وجهه وأحمر من شدة الخجل، ولم ينطق ببنت شفة، ظل
واقفاً صامتاً يتأمل جميلة الجميلات لا يتحدث، حتى جاء من خلفها توفيق
أفندي:
* أهلا نجيب أفندي اتفضل.
• مس… مسا… مساء الخير يا توفيق أفندي. أنا آسف على الإزعاج.
* مفيش إزعاج ولا حاجة اتفضل ادخل.
• لا لا شكراً الوقت متأخر… أبقى آجي وقت تاني… أنا بس الدنيا تلج
والجاز خلص من عندي وكنت محتاج بس شوية «جاز» لو ماكنش فيها إزعاج.
* بس كده… هاتي صفيحة الجاز يا ماتيلدا من جوه أصل البنت الخدامة مشيت
بدري النهاردة بسبب الجو ده… صحيح نسيت أعرفكم ببعض… سي نجيب أفندي إلياس…
مستوظف عندنا في حسابات الشركة ودي ماتيلدا مراتي.
وقعت الكلمة كالصاعقة على رأس نجيب… توفيق أفندي العجوز الذي تخطى
الستين زوج لهذه الملكة المتوجة… كيف؟!
عودة إلى الشارع
منذ هذه الليلة ووسط هذه الأجواء قارسة البرودة ولد الحب في قلب نجيب
وماتيلدا ملتهباً، وأصبحت صدفة نقص الوقود من بيته، عادة تتكرر بشكل شبه
يومي، بل أصبح هناك الكثير من الحجج لطرق باب «باشكاتب» الشركة، ولولا أن
الرجل لم يكن له في اللهو واللعب ولا أمور التسالي، لوجد الفرص سانحة
لتمضية ساعات لديه، لكن توفيق أفندي لم يكن له في هذه الأمور، وعلى رغم ذلك
كان الحب يزداد كل يوم وينمو، حتى إنهما راحا يفكران كيف يتوجان هذا الحب
بالزواج، فاتفقت ماتيلدا مع نجيب أن تقوم بتغيير ملتها من الأرثوذكس إلى
الكاثوليك لطلب الطلاق من زوجها… غير أن نجيب طلب منها أن تنتظر حتى يقوم
بإجازته وتفعل ذلك حتى يكون بعيداً وقت حدوث ذلك.
وفي أحد أيام شهر فبراير 1911، ومع بداية تحسن الأحوال الجوية، اضطرت
أعمال الشركة الباشكاتب توفيق إلى السفر إلى مصر في مهمة خاصة، ورقص قلب
نجيب ولعب الشيطان في رأسه، وظن أنه من الممكن أن تكون الفرصة سانحة للقاء
الحبيبة، غير أن الخادمة ظنت أن لصاً اقتحم المنزل فراحت تصرخ حتى اجتمع
الجيران وأهالي الشارع والخفراء الذين ألقوا القبض عليه داخل منزل
الباشكاتب، وتحول الأمر إلى فضيحة مدوية لم يستطع نجيب أن يدافع فيها عن
نفسه فاكتفت الشركة بفصله من عمله.
لم يستطع نجيب أن يقص على والدته السبب الحقيقي لفصله من الشركة
مكتفياً بإخبارها بأنه خرج مع عدد من الموظفين باعتبارهم «عمالة زائدة»،
لكنه لم يكن يدرك أن مفاجأة أخرى في انتظاره، غير أنها مفاجأة قاسية من
العيار الثقيل، لم يتوقعها:
* أنا مش مصدقة نفسي… أنت نجيب ابني اللي أنا ربيته وعلمته.
• هو بعينه ياستي… إيه بس اللي اتغير؟
* لا… حاجات كتير اتغيرت.
• يا أمي هو نجيب بعينه وشحمه ولحمه… أنت بس مش اللي واخده بالك.
* نجيب ابني أنا ربيته على الأخلاق والفضيلة وحب العلم… مش المسخرة
والتشخيص.
• أنا مش عارف بس أنت حاطه نقرك من نقر التشخيص ليه؟ هو بس عملك إيه؟
* خد مني ابني؟
• لا خده ولا حاجة ماهو قدامك أهو.
* لا مش هو… نجيب ابني كان أملنا أنا وأبوه… كان دايما إلياس يقوللي
نجيب ده هو اللي هيكون في أخواته… هو اللي هيرفع اسم عيلة ريحاني ويعوضنا
عن كل اللي راح… لكن يا حسرة… نجيب نفسه هو اللي راح.
• راح فين بس… اصبري يا أمي أنا.
* أنا مش ممكن أصبر على كده… أنت مبقاش لك مكان هنا في البيت ده.
• يعني إيه؟
* يعني اتفضل متورنيش وشك إلا لما ينعدل حالك وترجع لوظيفتك.
• كدهه… بتطرديني من بيتي يا أمي؟
* ده مبقاش بيتك.
• طيب… نهارك سعيد!
خرج نجيب من بيته ليلقى مصيراً غامضاً، فلم يجد مكاناً يأويه سوى
الشارع.
البقية في الحلقة المقبلة
ثمن النجاح
وقف نجيب على خشبة المسرح يحاول أن يجتهد في دوره الصغير، فراح يصول
ويجول في المساحة التي رسمها له المخرج، حتى جاء المشهد الأخير من الفصل
الثالث من الرواية، وهو المشهد الأهم بالنسبة إلى دور نجيب، مكتوب بعناية
فائقة، حيث يدور بين الإمبراطور الفرنسي «شارلمان» وبين بطل الرواية «سليم
عطا الله»، واجتهد نجيب في أداء المشهد، بل وأخرج فيه خبرته التمثيلية كافة
التي اكتسبها من الأعمال الكثيرة التي شارك فيها مع عزيز عيد، ومن مشاهداته
الأخرى لروايات كبار الممثلين، حتى إنه تفوق على أعضاء الفرقة كلهم، بل
وعلى بطل الرواية ومدير الفرقة نفسه، وحالفه النجاح بشكل لم يكن ينتظره،
لدرجة أن جمهور المشاهدين استقبلوه في نهاية العرض باعتباره بطل المسرحية
الأول، فلم يصدق نفسه حتى جاءه التأكيد من كل العاملين بالفرقة، بأنه ألغى
وجود سليم عطا الله، لدرجة أن الجمهور لم يشعر به، وليت الأمر وقف عند هذا
الحد، بل ما أدهش نجيب ما شاهده بمجرد إسدال الستارة، جمهرة من الفضلاء
والأدباء والمثقفين غالبيتهم من أصدقاء سليم عطا الله وشقيقه أمين عطا
الله، صعدوا إلى المسرح لتهنئته، ولم يكتفوا بذلك بل قابلوا سليم عطا الله
في غرفته، وطلبوا منه استدعاء نجيب وأجزلوا له التهاني أمام مدير الفرقة،
موجهين إلى سليم نصيحة غالية بأن يحتفظ بهذا الفنان لأنه سيكون «وش السعد»
عليه وعلى الفرقة، وسيكون أحد أكبر الممثلين في «مصر المحروسة» وبر الشام.
لم يصدق نجيب ما سمعه من هؤلاء المهنئين، للمرة الأولى يشعر بأنه ممثل
بالفعل، وأن ثمة من يشعر بوجوده فوق خشبة المسرح، أصبح له جمهور يهتم به
ويطلب وجوده ويتمنى بقاءه، ما جعله يتوقع أن يكون لذلك مردود مالي من مدير
الفرقة سليم عطا الله، فيزيد الراتب الشهري ولو «جنيهين» ليصبح ستة جنيهات
بدلاً من أربعة، وهو ما خمنه نجيب عندما استدعاه مدير الفرقة صباح اليوم
التالي بشكل عاجل، وفي الطريق إليه راح نجيب يفكر هل ستكون مكافأة خاصة، أم
علاوة دائمة على الراتب؟!
أغلق نجيب أزرار بذلته، وأحكم «الطربوش» فوق رأسه، ولمّع حذاءه في
الجزء السفلي من بنطاله، وطرق باب مدير الفرقة سليم عطا الله:
* أهلين نجيب أفندي اتفضل… اتفضل.
• العفو يا جناب المدير.
* اتفضل يا زلما ولو…
• كتر خيرك يا خواجة سليم… قصدي يا سليم بيه.
* شوف نجيب أفندي ما في حكي أنك مشخصاتي منيح… منيح كتير.
• دا من ذوقك يا سليم بيه… أحنا بنتعلم منك يا سليم بيه.
* وأنك تستحق كل خير… وقليل عليك الراتب اللي اتفقنا معك عليه.
• والله كلك نظر يا سي سليم بيه… لكن يهمني تعرف أني مش طماع… وبرضى
بقليلي.
* ولو. أنت يا زلما تستحق… لكن يا حسرتي الفرقة ما فيها إمكانيات
تكافئ قدراتك.
• يا حسرتك أنت… قول يا حسرتي أنا. ما علينا… ولا يهمك يا سليم بيه مش
مهم أنا راضي بالأربعة جنيه لحد ما ربنا يفرجها.
* ولو يا زلما… إذا أنت بترضى أنا ما برضى. أنت آدمي كتير نجيب أفندي…
من شان هيك من الأفضل لك وإلنا إنك بتشوف حظك في فرقة أخرى.
• تقصد إيه يا سليم بيه.
* أقصد أن الفرقة استغنيت عن خدماتك وبنودعك وبنشكرك.
• يا نهار زي الحبر يا أولاد!! استغنيت عني!! إزاي؟
* هيك… متل الناس.
• أنت ما شفتش الجمهور كان عامل إزاي إمبارح… الجمهور قطع إيده من
التصقيف.
* إيه… ما هو من شان هيك.
• تقصد إيه؟!
* قصدي من شان هيك نحنا ما بنقدرك التقدير اللائق.
• يا سيدي أنا موافق بالأربعة جنيه… أقولك… بتلاتة جنيه بس.
* بس أنا ماني موافق… فارقنا يا زلما.
• كدهه… ماشي يا سليم أفندي… يا سليم بس من غير أفندي ومن غير سلامو
عليكم.
* فارقنا.. .الله معك.
الجريدة الكويتية في
24/07/2012 |