يرى المخرج هشام شربتجي أن بعض المخرجين السوريين يشاهدون عدداً من
الأفلام العالمية ويحاولون إسقاط مارأوه على الدراما السورية، فتكون
محاولاتهم في نظرهم نوعاً من “الاختراع الفاشل ولا يشبه التطور الفني
الحقيقي غير الملوث” . هذا الموضوع ومواضيع كثيرة منها عمله الجديد
“المفتاح” ونظرته للدراما السورية تحدث عنها المخرج السوري هشام شربتجي في
حوار مع “الخليج”:
§
بداية حدثنا عن عملك الجديد
“المفتاح” الذي انتهيت من تصويره مؤخراً؟
- المسلسل من أفكار الدراما الاجتماعية التي تعالج مجموعة من المفاهيم وهو
من تأليف “خالد خليفة” وإنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي
وقد قبلت بإخراج هذا العمل لأنه بالدرجة الأولى من إنتاج المؤسسة وثانياً
لأنني أحاول من خلاله تعميم ثقافة الحوار وقد قلت أكثر من مرة وأعيدها
“النص مليء بالسموم أو حالات من تصفية الحسابات مع الآخرين وقد وعدت نفسي
ألا أغير حرفاً أو أغير مسار العمل ولكن وعدت الآخرين أن أحول سموم هذا
النص إلى ترياق لأن من مهام الفن تحويل الدمامة إلى جمال، واليأس إلى أمل،
والعنف إلى حوار، وليس من مهامه قراءة مانشيتات كبيرة والخلاص إلى نتائج
صغيرة، على العكس تماما فمن مهام الفن غرس بذور المحبة والتفاؤل والجمال
وقد وجدت عددا من هذه البذور في “المفتاح” يمكن أن أقدم من خلالها شيئاً
جديداً بعد غياب عن الدراما السورية حيث لدي الرغبة الا أسلك سلوك الكثير
من المخرجين السوريين حالياً .
§
ماذا تقصد بسلوك المخرجين
السوريين حالياً؟
- أقصد سلوك المخرجين “المراهقين” الذين يشاهدون آلية تقنية معينة في فيلم
عالمي ما فيقومون بمحاولات اختراع مشابهة للفت النظر إلا أن الفن ليس كذلك
فهذا خطأ فظيع ولا يشبه التطور الفني الحقيقي وغير الملوث .
§
إذاً هل أنت ضد التجريب في
الإخراج رغم الحديث عن ضرورته من أجل التطور؟
- أنا ضد التجريب العبثي في الإخراج لان التجريب بحاجة إلى آليات معينة يجب
توفرها وبالتالي أنا ضد “اللعب” بالإخراج أما من ناحية ضرورته للتطوير فهنا
يمكنني القول إنه عندما تستطيع الدراما السورية أن تكون مدرسة مستقلة
فعندها يكون التجريب مفيداً وضرورياً .
§
نستطيع أن نقرأ من كلامك هذا أنك
لن تجرب أساليب جديدة في “المفتاح”؟
- أستطيع الادعاء أنني أقوم بالتجريب في مضمار ما من العمل فإذا استطاع
المشاهد إحساسه فليكن ذلك، وإذا لم يحسه لا أكون قد لعبت به أو بمشاعره أو
بعقله وسابقاً كنت دائماً أقول إن هناك قسماً من العاملين في الوسط الدرامي
هم من النخبة وأنا لا أدعي أنني من هؤلاء ولكن دائما أحاول أن أفكر
بتفكيرهم وأقودهم باتجاه الأجمل وباتجاه تنظيف عين المشاهد وتفكيره من بعض
الأفكار الخاطئة التي يحاول البعض تقديمها .
§
ولو أن الجواب يبدو متشائماً، هل
تحدثنا عن رؤيتك للدراما السورية؟
- بكل أسف، دراما “فجة” وهي صناعة غير مكتملة الأدوات وهناك فنانون داخلها
قادتهم الظروف أو الصدفة ليصبحوا نجوماً وأصبحوا يفكرون بمنطق تجاري أي
بمنطق الربح والخسارة كما أن أصحاب رأس المال ليسوا أصحاب مشاريع ثقافية أو
سياسية أو اجتماعية بل هم أصحاب مشاريع توزيع وللأسف فإنه عندما يفكر
الإنسان بهذه الطريقة يجب أن تكون الصناعة رائدة ومكتملة وأدواتها متوفرة
أما في حالتنا فلا يمكننا التحول إلى منطق الربح والخسارة دون توفر
المقومات .
§
ولكن ما مبرراتك لهذه الرؤية؟
- دعنا نتساءل عن العقلية التي تدار بها الدراما السورية، وعن علاقة المخرج
بالممثل وعلاقة الممثل بزميله، وعلاقة الممثل بإدارة الإنتاج، وعلاقة
الممثل بالمادة التي يقدمها ولا “يفهمها”، من أجوبة هذه التساؤلات نستطيع
أن نشير إلى أن الدراما السورية تعاني غياب التنظيم كما أن الضوابط التي
تقود عملية الإنتاج في الدراما هي ضوابط مختلة وكذلك إدارة التسويق ورأس
المال الخارجي .
§
قلت إن هناك نجوماً أصبحوا كذلك
بالمصادفة، فما معيار النجومية عند هشام شربتجي؟
- نعم يمكنني القول إن أغلب نجومنا أصبحوا نجوماً بالمصادفة وأنا شخصيا لا
أعترف بكلمة نجم وإنما هناك ممثل جيد وآخر لا يجيد التمثيل وبالتالي علينا
أن نسأل من صنع من هؤلاء الممثلين نجوما وما هو السبب؟ وبرأيي فإن السبب هو
تكرار الظهور لأنه عندما تكون خيارات المخرج لدور معين هي واحد من واحد
فأين هم هؤلاء النجوم الذين نتحدث عنهم .
§
لننتقل للحديث عن الكوميديا، ما
رأيك في مستوى الكوميديا السورية خلال السنوات الماضية؟
- باستثناء ما يقدمه ممدوح حمادة والليث حجو فإن الوضع مأساوي، حيث إن
البعض لا يريد أن يفهم أن الكوميديا كائن متطور وهو ما ينعكس على مستوى
الكوميديا الذي هو في تراجع، وبالشكل العام فإن الدراما السورية تفتقد
الكاتب القادر على صنع عمل كوميدي بمنطق وأفكار صحيحة وكذلك الأمر بالنسبة
لشركات الإنتاج التي تتعامل مع المشروع الكوميدي باستسهال كبير .
§
في العام الماضي عرض الجزء
الثاني من مسلسل “يوميات مدير عام” وقد قمت بإخراج الجزء الأول منه فما
تقييمك للجزء الثاني؟
- أنا مستاء جداً ليس كمخرج للجزء الأول وإنما كمشاهد لأن الجزء الثاني
ألغى احترام الجمهور كون العمل سيئاً جداً إخراجياً وتمثيلاً، ولست مستعداً
لأن أضيف شيئاً إلى عمل أجمع الكل على أنه عمل فاشل .
§
وماذا عن “بقعة ضوء” الذي أخرجت
أحد أجزائه؟
- “بقعة ضوء” أصبح شكلاً فنياً غير جديد حالياً، أما عندما قدم في البداية
فقد كان هناك نوع من هامش جرأة الطرح والزخم الإنتاجي وبعدها فقد العمل
بوصلته لأنه لا يجب أن يستمر “بقعة ضوء” بسياسة لفت النظر الفاشلة لأن هناك
فرقاً بين تقديم وجع حقيقي وبين اختراع الوجع .
§
وجهت انتقادات لاذعة للكوميديا
السورية فلماذا أنت غائب عنها؟
- لم تعرض علي أية أعمال كوميدية وهنا لابد أن أشير إلى أن المسألة ليست
مسألة عرض ولكن أنا من المخرجين الباحثين عن مشروع ولست شخصياً قابلاً
للتكليف وما تم تكليفي به من أعمال هي نقاط عار في حياتي الفنية .
§
إذا كان رأيك بالكوميديا السورية
بالموسم الماضي كذلك، فما رأيك بمستوى ما تم تقديمه في الموسم المنصرم بشكل
عام؟
- لم أشاهد كل الأعمال بالموسم الماضي ولكنها بشكل عام فاقدة لبوصلتها حيث
ترى الدراما السورية إما أنها تعمل برأس مال يكلفها بالأفكار المناسبة له
أو تعمل على تقليد حالات نجاح قديمة أو سد فراغ في المحطات ومع ذلك فهناك
استثناءات لأن لدينا العديد من الأعمال الجميلة إلا أنه لا يمكننا الحكم
على الموسم الماضي بشكل خاص كون عدداً من الأعمال جرى تصويرها في بداية
الأزمة وكان هناك حالة من القلق أما حاليا فإننا بحاجة إلى وقفة وتفكير
بالمشاريع التي يجب أن نقدمها .
§
ما رأيك في أعمال حققت نجاحا
جماهيريا ونقديا مثل “الولادة من الخاصرة”، “الخربة”، “طالع الفضة”؟
- “طالع الفضة” عمل متزن وأرانا شكلاً آخر مختلفاً عما يسمى أعمال “البيئة
الشامية” رغم أن لي ملاحظات على أداء بعض الممثلين ونشر فكرة “البوجقة” من
خلال بعض الشخصيات غير المملوكة من قبل المخرج .
“الخربة” في رأيي عمل تعرض للظلم رغم أنه عمل ساحر كورق بالمقارنة مع “ضيعة
ضايعة”، ومن ناحية الأداء التمثيلي نجد أن بعض الشخصيات كانت تغرد خارج
السرب رغم أنها أسماء كبيرة جداً ومع ذلك يمكننا القول إن العمل متزن جداً
أيضاً كما أنني كنت أضحك من كل قلبي على رسم “كركترات” بهذا الاتزان من قبل
أحمد الأحمد، محمد حداقي، وباسم ياخور .
أما في ما يتعلق ب”الولادة من الخاصرة” فهو عمل جيد جداً فنياً، رغم
أنه ذاهب باتجاه العنف وأنا شخصياً لا أرى الحياة بهذه الطريقة فالحياة
جمال .
§
قدمت مسلسل “جرن الشاويش” وهو
عمل ينتمي للبيئة الشامية وقد فشل هذا العمل فما السبب؟
- هو عمل سيئ جدا لأنه من الأعمال التي تم تكليفي بها فلقد عانى العمل من
النص السيئ والحالة الإنتاجية الرديئة وعلى الرغم من أن الشكل الفني جميل
إلا أنه وحده لا يكفي لإنقاذ المضمون .
الخليج الإماراتية في
25/04/2012
يحضّر لتصوير "خيبر" ويرى المشهد الفني "مرتبكاً"
محمد عزيزية: أعمال هزيلة أساءت للدراما الأردنية
عمّان - ماهر عريف:
أرجع المخرج الأردني محمد عزيزية تأجيل إخراجه مسلسلات عربية كان أعلن
عنها سابقاً إلى مطالبته بأجره كاملاً وظروف إنتاجية وسياسية سائدة، ورأى
خلال حوار مع “الخليج” أن أعمالاً هزيلة أساءت إلى الدراما الأردنية وأسهمت
في تراجعها، فيما تحدث عن تأثير مواقف بعض الفنانين في أعمالهم ومدى
إمكانية تعاونه مجدداً معهم، إضافة إلى شؤون أخرى تطرق لها في هذا الحوار .
§
لماذا تأخر إنجاز مسلسل “شجرة
الدر”؟
- تعاقدت قبل نحو عامين مع مدينة الإنتاج الإعلامي في مصر على إخراج العمل
نظير أجر يناهز مليوناً و900 ألف جنيه، وقبيل التنفيذ تلقيت اتصالاً من
مسؤول يطلب تخفيض المبلغ إلى النصف فرفضت لاعتبارات مهنية، ورغم إتمامي 70%
من التحضيرات اللازمة ذهب المسلسل إلى زميلي مجدي أبو عميرة الذي لم يتفق
مع المعنيين لاحقاً فعادوا إلي وفق المقابل المادي الذي حددته، ومع
استعدادنا للتصوير بدأت الثورة ما أدى إلى إرجاء التجربة برمتها .
§
ما صحة استبعاد سلاف فواخرجي عقب
التعاقد معها؟
- كانت هناك عدة أسماء مطروحة للبطولة لكن الجهة المنتجة تعاقدت مع سلاف
فواخرجي ونتيجة الأحداث في وطنها وما صاحبها من مواقف وآراء فضلاً عن أمور
تتعلق بالمرحلة التي يناقشها العمل خرجت من قائمة المرشحات التي ضمّت سوزان
نجم الدين وصبا مبارك وغادة عبد الرازق وسلافة معمار والأخيرتين الأقرب إلى
ذلك إزاء مقتضيات تتعلق بالسن والشكل والأداء .
§
ماذا عن “الشيماء” و”أحمد شوقي”
و”خيبر”؟
- ثمة متطلبات ضخمة يحتاجها عمل “الشيماء” وكذلك “أحمد شوقي” وقد اتفقت
عليهما فعلاً أما “خيبر” فبات الأقرب للتنفيذ وأنجزت متطلبات “الغرافيك”
وتفاصيل تواكب تجهيز 8 قلاع رئيسة وتبقى معضلة المغادرة صوب أماكن مؤهلة في
سوريا في ظل الأوضاع الحالية، فضلاً عن خشية اختيار فنانين لهم توجهات
وصدامات جماهيرية وعدم استطاعة إدخال فريق “ماكياج” إيراني حال انتقالنا
إلى مصر أو الأردن.
§
كيف تصف المشهد الفني عربياً؟
- أجده “مرتبكاً” بسبب الأوضاع الميدانية الراهنة التي أرجأت أفكارا
وتطلعات مختلفة، وإجمالاً أنا مع “الربيع العربي” وأتمنى مواصلته “تنظيف”
السلطات المتجاوزة في أقطار متفاوتة وعلينا قبول النتائج وانتظار الأفضل
حتى في ظل انسحاب الأمر سلبياً بصورة مؤقتة على عجلة الإنتاج .
§
هل تؤيّد إظهار الفنانين مواقفهم
السياسية؟
- نعم عليهم فعل ذلك انطلاقاً من قناعاتهم الحقيقية بلا تدليس أو اقتناص
مصالح شخصية، مع وجوب تحمّلهم نتيجة الأمر، وعلى الجهة الموازية يجب على
الأطراف الداعية إلى الديمقراطية تقبل كافة الآراء المعارضة .
§
هل تقبل التعاون مجدداً مع يسرا؟
- يسرا التي عملت معها ضمن “قضية رأي عام” و”في أيد أمينة” ربما واجهت
وضعاً “مشوّشاً” وكانت غير قادرة على فرز الأمور وقتها كما آخرين، ولا يمكن
تجاهل ردود الفعل الرافضة لموقفها، لكن يجب مسامحة واستيعاب الجميع، وأنا
لا أمانع في تعاوني مجدداً معها فهي “نجمة” مخلصة للفن وتجيد التعامل
وتحافظ على مواعيد التصوير .
§
كيف وجدت طرح موضوع الثورة في
مسلسلات عرضت خلال شهر رمضان الماضي؟
- كان طرحاً سطحياً وفق مجاراة غير موفقة أرادت استغلال الظرف غالباً، لأن
الحدث لم ينته وكان صعباً تقديم رؤية واضحة، وأعتقد أن الموضوعات المقبلة
ستتجه عقب الثورات إلى مضامين العروبة ونبذ الإقليمية بصورة ناضجة .
§
ما سر ارتباطك بالأعمال الدينية
والتاريخية مؤخراً؟
ليس ارتباطاً مقصوداً، فأنا مخرج في النهاية ولا أطرق أبواب أحد بحثاً
عن نص أو وظيفة، وإنما تصلني عروض معينة أدرس أفضلها، وربما وجد المنتجون
والقائمون على الأعمال أن لي خطاً مهماً في هذا النطاق وقد سبق وقدّمت
تجارب في الأردن قبل “سقوط الخلافة” و”صدق وعده” .
§
هل تواجه “منغصات” حيال عملك في
مصر وسوريا؟
- كلا بل وجدت قبولاً من الجميع ولمست ترحيباً كبيراً تجاوز الجنسيات وربما
دارت حولي بعض علامات الاستفهام في البداية سرعان ما اختفت .
§
ما سر غيابك عن الدراما الأردنية
منذ سنوات؟
- لم أتلق عرضاً باستثناء “بوابة القدس: الطرق إلى باب القدس” وكنت مشغولاً
وقتها في إنجاز “سقوط الخلافة” لذلك اعتذرت .
§
كيف رأيت نتيجة “بوابة القدس”؟
- سيئة جداً وأعتقد أن ثمة أخطاء صاحبت التخطيط وأسس التنفيذ ومدى الإخلاص،
حيث شاهدت بعض الحلقات على شاشة التلفزيون الأردني في رمضان الفائت وتعجبت
من طريقة الطرح ومستوى النتيجة ويبدو أننا لا نزال “نضرب سوقنا” عبر أعمال
هزيلة .
§
ماذا تقصد ب”ضرب السوق” عبر
أعمال هزيلة؟
- هناك تجارب عدة أساءت كثيراً للدراما الأردنية من خلال “استسهال” التنفيذ
وفق مبالغ زهيدة ومقاييس متواضعة وتكرار هابط للموضوعات والنوعية، حيث
استهلكنا مثلاً النطاق البدوي عن طريق مغالطات وأشكال قاصرة، ولم نحسن
استثمار المجال كما يجب، ما أضر بصورتنا بأيدينا قبل سوانا .
§
هل تؤيّد الحديث عن قصور حكومي
في هذا النطاق؟
- الحكومة ليست مطالبة بالإنتاج، فهذا دور جهات متخصصة، لكننا اعتدنا تحميل
الأمور على شمّاعة غيرنا .
§
وماذا عن دورك وأمثالك؟
- لم أتجه إلى الإنتاج بعد ومع ذلك أخطط لتحويل قطعة أرض أملكها في إحدى
المحافظات إلى ما يشبه مدينة جاهزة لتصوير الأعمال مدعّمة باستوديوهات
مواكبة، وهذا المشروع بادرة فتح أبواب نحو الوصول إلى المأمول.
الخليج الإماراتية في
25/04/2012
تنتظر الأدوار المركبة لتبرز قدراتها
قمر محمد: طريقي لم يكن مفروشاً بالورود
حوار: بكر المحاسنة
فنانة شابة مملوءة بالطموح شقت طريقها بنجاح نحو عالم الدراما
التلفزيونية، فكان أول ظهور لها على الشاشة الفضية من خلال مسلسل “متعب
القلب” . تعشق التمثيل ويقودها إحساسها وموهبتها إلى كل ما هو جديد ومتميز،
وتؤمن بأن الفن رسالة لا مهنة .
إنها الفنانة قمر محمد التي استطاعت بمثابرتها الدائمة واجتهادها في
تقديم أدوارها لفت الانظار إليها رغم قصر عمرها الفني . وبعد مشاركتها
الناجحة في مسلسلي “وديمة” و”ما نتفق” ستبدأ قريباً تصوير دورها في الجزء
الرابع من مسلسل “طماشة” الذي يعرض في رمضان على تلفزيون “دبي” .
حول أعمالها وأفكارها وحياتها كان لنا معها هذا الحوار .
·
بداية حديثنا كيف بدأ مشوارك مع
الفن؟
- منذ صغري عشقت التمثيل حتى أنني كنت أقلد العديد من الفنانين ولم أتخيل
يوماً أنني سأقف أمام نجوم كبار لأكتب شهادة ميلادي الفنية . لكن بدايتي
الفعلية في مجال التمثيل كانت عام 2009 في المسلسل الرومانسي الاجتماعي
“متعب القلب” الذي كان من انتاج تلفزيون “دبي” وتأليف وائل نجم وإخراج
جمعان الرويعي وتمثيل هيا عبدالسلام ومحمود بوشهري وأحمد الجسمي .
·
كيف تعاملت مع الكاميرا في بداية
الأمر؟
- طبعاً الأمر ليس بسيطاً كما يظن البعض، بل احتاج مني إلى صبر وتدريب
واتباع تعليمات المخرج بحذافيرها حتى نجحت في أداء الشخصية بالشكل المطلوب
.
·
هل واجهت صعوبات في بداية عملك
في الفن؟
- لم يكن طريقي مفروشاً بالورود لكن بفضل دعم أسرتي وإيمان شركة “أرى
الإمارات” والمخرج إياد الخزوز بموهبتي استطعت أن أتجاوز الكثير من
العراقيل وأضع أول خطوة في سلم النجاح .
·
ما أبرز المسلسلات التي شاركت
فيها حتى الآن؟
- بعد إطلالتي الأولى في مسلسل “متعب القلب” والتي أعتز بها لأنها عرفت
المشاهد الخليجي والعربي بالممثلة قمر محمد، كنت محظوظة بالمشاركة في مسلسل
“وديمة” وهو قصة محمد سعيد الضنحاني ومن اخراج شعلان الدباس، ومن ثم مسلسل
“ما نتفق” وهو من اخراج المبدع إياد الخزوز ومن انتاج شركة “أرى الإمارات”
.
·
ماذا أضاف لك مسلسل “وديمة”؟
- أولاً أعتبر نفسي محظوظة لأنني شاركت في هذا المسلسل مع نخبة من الفنانين
الإماراتيين والخليجيين الذين دعموني بشكل كبير ووقفوا إلى جانبي، ومنهم
الفنان سيف الغانم وهدى الغانم وليلى السلمان وفاطمة الحوسني وخليفة
التخلوفة وبلال عبدالله وغيرهم . العمل بالفعل أضاف إلي الكثير حيث زادت
ثقتي بنفسي وبقدراتي لذلك أعده تجربة ناجحة بكل المقاييس وبطاقة عبور جديدة
لي إلى الجمهور الخليجي وخطوة دعمتني بقوة في مشواري الفني .
·
من هم النجوم الذين تتمنين العمل
معهم؟
- أتمنى الوقوف أمام سيدة الشاشة الخليجية الفنانة حياة الفهد والمبدعة
سعاد عبدالله لأن هاتين النجمتين قدمتا مجموعة كبيرة من الأعمال الرائعة
التي باتت علامات فارقة في تاريخ الدراما الخليجية بشكل خاص والعربية بشكل
عام .
·
وما الدور الذي تتمنين القيام به؟
- أتمنى أن ألعب الأدوار المركّبة والمعقّدة التي تعتمد على الأحاسيس
والمشاعر الإنسانية العالية، والتي تترك بصمات واضحة لدى المتلقي .
·
ما طموحاتك وأحلامك الفنية؟
- طموحاتي وأحلامي الفنية كبيرة جداً ولا حدود لها وأتمنى تقديم كل ما هو
جيد ومفيد في الدراما الإماراتية والخليجية وأن أضيف شيئاً جديداً للدراما
المحلية . كما أطمح إلى أن أكون شخصية فعالة بشكل ايجابي في الوسط الفني
الاجتماعي .
·
لمن تدينين له بالفضل في منحك
فرصة الظهور على الشاشة؟
- للأديب والشاعر محمد سعيد الضنحاني نائب رئيس هيئة الفجيرة للثقافة
والاعلام والفنان الاماراتي أحمد الجسمي والمخرج إياد الخزوز وشعلان الدباس،
فلهم الفضل في تقديمي للجمهور بشكل جيد في أعمال حققت لي بداية شهرة حقيقية
في حياتي الفنية .
·
ما الجديد الذي تحضرين له الآن؟
- أستعد للمشاركة في الجزء الرابع من المسلسل الكوميدي “طماشة” إلى جانب
المتألق جابر نغموش والفنانة بدرية أحمد، كما أحضر لعملين آخرين أحدهما
كويتي والآخر سعودي وأفضل عدم الحديث عنهما إلى أن يحين الوقت المناسب، أما
في المسرح فأستعد للمشاركة بمسرحية “بدر وبدور والبوكيمون” .
·
كيف تجدين الدراما الإماراتية
اليوم؟
- الدراما الإماراتية تتطور بشكل كبير وملحوظ وأثبتت نفسها على الساحة
الفنية مقارنة بغيرها، كما باتت الأعمال الإماراتية مؤثرة واستطاعت الوصول
للمشاهد الخليجي والعربي بسرعة والفضل يعود بشكل كبير لتلفزيوني “دبي” و”أبوظبي”
اللذين قاما بانتاج مسلسلات تركت بصمة مميزة . وأود هنا أن أشير إلى وجود
تنافس جميل بين دول الخليج أثمر عنه تحسناً في الأعمال الخليجية بشكل عام .
·
ما فلسفتك في قبول أو رفض أي
عمل؟
- أن يضيف الدور إليّ ويكون مختلفاً عما قدمته، فأنا لا أحب التكرار الممل
للشخصيات، وأن يكون مضمون العمل جيداً بحيث يجذبني إليه عند قراءته إضافة
إلى فريق العمل الذي سيشارك فيه، ولا تهمني مساحة الدور بقدر تأثيره في
مجريات الأحداث .
·
ما معايير النجومية في رأيك؟
- النجومية من وجهة نظري هي استمرار وقدرة على الإبداع والتنوع في تقديم
الأدوار، لأن النجومية تتكرس من خلال الشاشة والمشاهد الذي يتابع أعمالك،
هو فقط القادر على أن يصنع من أي ممثل نجماً له اسمه وحضوره .
·
برأيك، هل هناك نقص في العنصر
النسائي في الدراما الخليجية؟
- الدراما الخليجية منذ بدايتها في ستينات القرن والماضي وهي تعاني ندرة في
العنصر النسائي، والسبب يعود إلى العادات والتقاليد ونظرة المجتمع إلى
الوسط الفني والشائعات التي تحيط به لكن في الوقت الحالي ظهرت مجموعة من
الفنانات من مختلف دول الخليج استطعن سد هذا النقص في الأعمال إلا أن عددهن
لا يزال غير كبير إذا قيس بما يتم انتاجه من مسلسلات، لذلك الدراما الخليجة
تحتاج لوجوه نسائية جديدة حتى تخرج الأعمال بصورة ناجحة كما في الدراما
المصرية والسورية .
·
هل تعتبرين التمثيل دراسة وتجارب
أم موهبة؟
- العوامل الثلاثة مهمة في تكوين الممثل، فالدراسة وحدها لا تصقل تجربة
الممثل فهي تأتي وتتحقق مع الممارسة والخبرة المتواصلة والتجربة، وكلتاهما
مهمة، لكن الموهبة أهم والخبرة تصقل موهبة الفنان وتبلور أداءه، ما يجعله
مميزاً وخلاقاً، وأنا أملك الموهبة ولست أكاديمية، لكنني أتفوق على بعض
الأكاديميين ولاحظت ذلك في مسلسل “ما نتفق” .
·
ألم يعترض أهلك على عملك بالفن؟
- أكيد في بداياتي كان الجميع خائفاً عليَّ وعلى وجودي بالوسط الفني، لكن
بعد نجاحي بالعديد من الأدوار باركوا عملي وساعدوني كثيراً وباتوا
يساندونني في كل خطواتي .
·
هل الجمال له الدور الأكبر في
حصول الفنانة على الأدوار؟
- ليس للجمال دور كبير في حصول الفنانة على الأدوار والدليل أن بعض الأدوار
لا يتطلب جمالاً فائقاً بل الشكل الطبيعي للمرأة ولكن الجمال الحقيقي هو
قدرة توصيل إحساس الممثل إلى المشاهد .
·
ما أسوأ ما في الوسط الفني؟
- الواسطة هي اسوأ ما في الوسط الفني لأنها السد الذي يمنع أصحاب المواهب
الحقيقية من البروز والمشاركة في أدوار قوية .
كما أنها السبب في أحيان كثيرة في تراجع مستوى الدراما وفشل العمل في
الظهور بشكل يجذب انتباه المشاهد ويشده إليه.
الخليج الإماراتية في
25/04/2012
شارك 900 كومبارس في تصوير مشاهد بوليسية
عمـرو أديـب ممثلاً فـي مسلسـل «بـاب الخلـق»
محمد حسن
يطل الإعلامي عمرو أديب على جمهور رمضان من خلال نافذة جديدة ومختلفة،
إذ إنه يحل كضيف شرف في مسلسل «باب الخلق» الذي يخرجه شقيقه عادل أديب،
ويقوم ببطولته الفنان محمود عبد العزيز بعد فترة غياب طويلة عن الشاشة
الفضية.
المسلسل تأليف محمد سليمان، ويشارك في بطولته عدد كبير من الممثلين،
ومن بينهم الفنانة صفية العمري، وأحمد فلوكس، وشيري عادل، وكريم محمود عبد
العزيز. ويجري تصوير المشاهد الخارجية للمسلسل حاليا في صعيد مصر، وهي
مشاهد صعبة ومجهدة، يشارك فيها عدد ضخم من الممثلين الثانويين ومجموعات
الكومبارس.
ويقول المخرج عادل أديب: «سيظهر عمرو أديب بشخصيته الحقيقية كإعلامي
يتحدث عن الأحداث الجارية. وقد جاء اختياره بإجماع فريق العمل، ليس لأنه
شقيقي، بل لأسباب تتعلق بأسلوبه المميز وجرأته في تغطية الأحداث المهمة
والخطيرة».
ويضيف: يشارك في المشاهد الجاري تصويرها حاليا نحو 900 شخص من
الكومبارس والممثلين الثانويين، الذين يجسدون شخصيات ضباط أمن مركزي وعساكر
أمن مركزي، وهي مشاهد مهمة جدا لعمليات مداهمة يتعرض لها محفوظ زلطة
لتسليمه للعدالة ومعاقبته على عدد من الجرائم، يتضح في ما بعد أنه لم يرتكب
أيا منها. ونحن نعمل على قدم وساق بحيث ننتهي من تصوير جميع الأحداث قبل
رمضان بفترة معينة».
وعن ظروف وملابسات التصوير يقول: «استأجرنا خمس سيارات مدرعة من
السيارات التي تستخدمها الشرطة في ضبط وإحضار المجرمين الخطرين، لتكون
المشاهد أكثر واقعية ومصداقية. ولحسن الحظ فإن مشاهد التصوير الخارجي يتم
تنفيذها في صعيد مصر، وهي أماكن هادئة ومستقرة. ولو كانت المشاهد الخارجية
في «التحرير» مثلا لتعطل التصوير بسبب الاضطرابات والصراعات على السلطة.
فحتى الذين خرجوا من سباق الرئاسة لأسباب قانونية اتجهوا للاعتصام في
«التحرير»، بالرغم من أنهم طالبوا في وقت سابق الناس باحترام شرعية مجلس
الشعب، وإخلاء الميدان. لكنهم يخالفون أقوالهم اليوم».
وردا على سؤال يوضح أن «دراما المسلسل لا تختلف كثيرا عن دراما واقعنا
الذي نعيشه. فالأحداث تدور في إطار اجتماعي حول مدرس لغة عربية، يقرر السفر
خارج مصر من أجل تحسين دخله. وبعد فترة طويلة يعود ليجد الحياة قد تغيرت
معالمها في المجتمع المصري. والأحداث اجتماعية ذات خلفية سياسية. وقد
اخترناها لتكون «حدوتة» مسلية للمشاهد، وفي الوقت نفسه تحمل رسائل مهمة».
السفير اللبنانية في
25/04/2012 |