نور الشريف نجم من الطراز الرفيع وشخصية آسرة يمتلك قدرة غريبة على إدهاش
من يتابع أعماله الفنية . أفلامه ومسلسلاته علامات لا تنسى في ذاكرة
السينما والتلفاز في الوطن العربي بعد أن عرف عنه اختياره لأعماله بدقة
فائقة، مفضلاً في كل مرة التنويع والابتكار في الشخصيات، وبذلك تمكن من
امتلاك قلوب المشاهدين بأدواره الجادة التي تتناول قضايا وهموم الناس سواء
كانت اجتماعية أو تاريخية . على هامش مهرجان الفجيرة للمونودراما في دورته
الخامسة، كان هذا الحوار مع نور الشريف الذي قال إن إطلالته الدرامية
المقبلة ستكون في رمضان من خلال مسلسل “عرفة البحر” أما عن السينما المصرية
فلم يخف الممثل القدير حزنه على الحال الذي وصلت إليه بسبب شركات الإنتاج
الكبرى .
·
كيف وجدت مهرجان الفجيرة الدولي
للمونودراما في دورته الخامسة؟
- أنا سعيد جدا بالحضور في هذا المهرجان الذي تجاوز بنجاحه حدود الإمارات
واحتل موقعه المميز على الخريطة الفنية .
لذلك أتمنى له النجاح والاستمرار دورة تلو الأخرى بسبب دوره في الكشف عن
الإمكانات الإبداعية التي يمتلكها المشهد المسرحي العربي والعالمي إلى جانب
تسليطه الضوء على أبرز النجوم المسرحيين في الخليج والوطن العربي والعالم
أجمع .
وأتمنى عرض كل عمل مشارك في المسابقة مرتين وليكن في اليوم نفسه لأني أرى
أن الهدف الأسمى والأكبر من إقامة أي مهرجان أن يشاهد أهل البلد هذه
الأعمال لأن استمرار أي مهرجان بهذا النشاط يفرز جمهوراً واعياً قادراً على
تغيير الواقع .
وإذا كان من الصعب إعادة عرض الأعمال يفضل أن يتم اختيار عدد أقل من العروض
من أجل تحقيق هذا الهدف فأنا لا أريد أن يشاهد هذه الأعمال النقاد والنجوم
فقط بل ما يهم هو الناس .
وأنا حزين لعدم قدرتي على البقاء طوال مدة المهرجان بسبب ارتباطي بمسلسل
عرفة البحر الذي سنبدأ تصوير أول مشاهده في الثالث من فبراير/ شباط .
وأود أن أنتهز هذه المناسبة لأوجه شكري العميق إلى صاحب السمو الشيخ حمد بن
محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، على دعمه للحركة المسرحية في
الوطن العربي والعالم بأسره، كما أشكر إدارة المهرجان على استضافتها لي
للمرة الثانية مقدرا تكريمي من قبل محمد سعيد الضنحاني، رئيس المهرجان،
ومحمد سيف الأفخم، مدير المهرجان .
·
كيف وجدت مستوى الأعمال التي
استضافها المهرجان هذا العام؟
- صعب الحكم على الأعمال المشاركة في المهرجان من دون مشاهدتها كلها، لكن
المسرحية الأذربيجانية “تلك هي النهاية” أستطيع أن أقول بكل صدق وأمانة
إنها رائعة والممثل أكثر من ساحر رغم عائق اللغة الذي وقف أمام فهمنا لنص
المسرحية وتفاعلنا معها بشكل أكبر .
أما مسرحية “العازفة” فأنا أحترم فيها جهد الكاتبة السعودية د .ملحة
عبدالله في الدفاع عن حقوق المرأة .
·
في رأيك ما الذي يميز المهرجان؟
- أعتقد أنه ليس له شبه لذلك سيبقى ناجحا لأنه متخصص في المونودراما . أما
الذي يحكم نجاح مهرجان عن آخر فبرأيي هو مستوى الأعمال المشاركة في
المسابقة .
·
ما جديدك في رمضان المقبل؟
- سأقدم مسلسل “عرفة البحر” وهو من تأليف الشاب محمد الصفتي وإخراج أحمد
مدحت الذي سيكون المسلسل أول تجربة له بعد أن سبق أن أخرج في السينما فيلمي
“التوربيني” و”العالمي” .
وأجسد في المسلسل شخصية المعلم “عرفة البحر” وهو صياد يمتلك مراكب عديدة
لصيد الأسماك تحدث بينه وبين ابن عمه “خراشي” العديد من الخلافات بسبب
كميات الأسماك وأماكن الصيد ويتحالف الصيادون معه لأنه يبحث دائماً عن الحق
ويدافع عنه .
·
من خلال الصراع بين الرجلين تتم
تعرية سلوك الإنسان والصراع الدائم بين التطور والجهل .
ما ردك على الانتقادات التي وجهت إلى الجزء الثالث من مسلسل “الدالي”؟
- أحترم جميع الآراء وأتعامل معها بموضوعية لأنه في النهاية لا يوجد عمل
كامل لكن أود أن ألفت نظر المنتقدين إلى أن هذا الجزء الثالث من “الدالي”
كان معدا للعرض قبل الثورة المصرية وعندما عرض بعدها كان هناك العديد من
الشخصيات والمواقف التي تؤكد وعينا وإدراكنا لمقدار الفساد الذي كان
مستشريا في مصر تجسد في المسلسل في شخصية الوزير وابنه وأعضاء مجلس الشعب .
وعموماً أنا ضد فكرة مسلسلات الأجزاء، لكن ما حدث أني قمت بذلك تحت ضغط من
صديق عمري المنتج محمد فوزي ومن هنا جاءت فكرة عمل جزأين ثان وثالث لمسلسل
“الدالي”، خاصة أن الأمر بات موضة في العالم كله مثل المسلسلات التركية
التي يمتد عدد الحلقات في المسلسل الواحد منها إلى مئة ومئتي حلقة . وقبل
ذلك رفضت محاولات مستميتة لأقدم جزءاً ثانياً لمسلسلي “الحاج متولي”
و”الرحايا” لأنني أعتبر ذلك استثماراً لنجاح سابق .
·
وما تقييمك لما وصلت إليه
السينما المصرية مؤخراً؟
- أعتقد أن السينما المصرية وللأسف تعيش أسوأ فترة لها منذ مولدها قبل مئة
عام والسبب يعود لشركات الإنتاج الكبرى التي ظهرت على الساحة الفنية منذ
أكثر من عشر سنوات وتمتعت بإعفاءات ضريبية بدعوى الاستثمار والاقتصاد الحر
. وهذه الشركات حصرت الإنتاج السينمائي في الأفلام الكوميدية وأفلام الحركة
بدعوى أن الجمهور يريد هذا وبالتالي اختفت الأفلام الجادة التي تناقش
الواقع المصري الذي يتشابه كثيرا مع الواقع العربي .
وأكبر كارثة ارتكبتها هذه الشركات التي بات عدد منها عائقا وحجر عثرة أمام
تطور السينما المصرية هي رفع الأجور بشكل مبالغ فيه، ليس للفنانين فقط،
ولكن حتى للفنيين ما أدى في النهاية إلى تكبدها لخسائر كبيرة خلال الأربع
سنوات الأخيرة أدت إلى توقف أكثر من شركة عن العمل ما أثر في النهاية في
هذه الصناعة الفنية التي تعد مرآه عاكسة لحضارة الشعوب .
·
ما نظرتك وتقييمك للربيع العربي
وهل سنشهد ربيعا فنيا أيضاً انعكاساً لهذه الأحداث؟
- الربيع الفني آت لا محالة ولكن نحتاج إلى وقت حتى نلمس التأثيرات
المحتملة للحراك السياسي العربي في الفن وبالتأكيد ما تشهده الساحة العربية
خلق شيئاً سيظهر في ما بعد لأنه قتل الخوف من السلطة داخل نفوس الناس وهذه
نقطة مهمة جدا .
ما زال الناس بانتظار ان يقدم عمل درامي وليس سياسياً او تاريخياً للثورة
المصرية . فهل تعدهم بذلك؟
- طبعاً أنا أحلم بأن أقدم أكثر من عمل عن ثورة 25 يناير لكني أعتقد أن
الوقت لم يحن بعد لأن كتابة عمل درامي عنها تحتاج إلى سنتين على الأقل لكي
نرصد الأحداث ونقيمها بشكل أكثر وعيا مما هي عليه ولضرورة البحث عن الحقيقة
حتى لا يكون العمل ظالما لطرف وممجداً لآخر .
لذلك أطالب الجمهور بالصبر لأن التسرع سيؤدي إلى عمل ضعيف .
·
لماذا لم يقدم لنا نور الشريف
النجم والممثل مخرجا من الطراز نفسه؟
- أنا ضد الاستنساخ والتقليد لكن في اعتقادي أن أهم وأفضل ما عملته طوال
مشواري السينمائي هو أني قدمت جيلاً كاملاً من المخرجين أصبحوا علامات
فارقة في تاريخ السينما المصرية مثل سمير سيف الذي أخرج فيلمين قمت
بإنتاجهما هما “دائرة الانتقام” و”قطة على نار” . وهناك المخرج محمد خان في
فيلم “ضربة شمس” الذي أنتجته أيضاً، إضافة إلى المخرج محمد النجار في فيلم
“زمن حاتم زهران” . كما أسهمت في تقديم الرائع الراحل عاطف الطيب في
“الغيرة القاتلة” و”سواق الأتوبيس” وساحر السينما داوود عبد السيد في فيلمي
“الصعاليك” و”البحث عن سيد مرزوق” .
·
ما نصيحتك للجيل الجديد من
الممثلين الخليجين والعرب؟
- أن يهتموا بدارسة الفن أكاديمياً ولا يعتمدوا على الموهبة فقط وأن يكون
لهم موقف من الحياة ويشاهدوا أكبر عدد من الأعمال حتى يكتشفوا أنفسهم،
وأدعوهم جميعاً إلى عدم الانسياق نحو الغرور وضرورة احترام العمل الذي
يشاركون به وهذا أهم شيء، والبحث دائما عمّا يقربهم من معاناة الناس .
·
ما الأعمال التي تعتبرها علامات
مضيئة في مشوارك الفني؟
- بالطبع هناك أعمال كثيرة أعتز وأفتخر بها وأذكر منها مثلاً أفلام “سواق
الأتوبيس” و”دائرة الانتقام” و”العار” و”لا تبك يا حبيب العمر” و”الكرنك”
و”ناجي العلي” و”عمارة يعقوبيان” و”دم الغزال” . أما المسلسلات فهناك
الكثير أبرزها “لن أعيش في جلباب أبي” و”عائلة الحاج متولي” و”عمر بن عبد
العزيز” و”هارون الرشيد” و”متخافوش” وآخر ما أنجزته “الرحايا حجر القلوب” .
الخليج الإماراتية في
03/02/2012
الممثل اللبناني اتجه لعالم الإعلان لسد الفراغ المادي
يورغو شلهوب: لم أشاهد فيلم نادين لبكي.. وليس كل من حمل
كاميرا يستحق لقب مخرج
بيروت: هيام بنوت
بعد انقطاع شبه كامل عن التمثيل، عاد الفنان يورغو شلهوب إلى الشاشة
الصغيرة، حيث يعرض له حاليا مسلسل «الأرملة والشيطان»، على أن يستتبع نشاطه
الفني في الفترة المقبلة ببطولة مجموعة من المسلسلات من إنتاج شركة «فينيكس».
ولكن ابتعاد شلهوب عن التمثيل وانشغاله بالإعلانات وبدبلجة الأفلام
الوثائقية لم يكن عبثيا، بل كان نتيجة عدم رضا عن وضع الدراما بشكل عام،
وعن الوضع المادي والمعنوي للممثل اللبناني بشكل خاص. وعلى الرغم من
الأصوات الكثيرة التي طالبت وتطالب بتحسين ظروف الفنان اللبناني، فإن مواقف
شلهوب كانت الأبرز والأكثر شراسة، لكنه يرفض أن يقال عنه بأنه حرض زملاءه
على المطالبة بحقوقهم وفرض شروطهم، حيث يقول: «أفضل كلمة (تحريك) أو مثابرة
على كلمة (تحريض)، لأنها قد تفسر بمعناها السلبي، بينما أنا كنت أعمل بشكل
إيجابي وأعتقد أنني نجحت في ذلك من خلال تصرفاتي وكلامي وتفكيري. صحيح أن
هناك ممثلين غيري كانت لهم مطالبي نفسها، حتى إنهم بدأوا قبلي، ولكنني كنت
أكثر وضوحا وحزما بكلامي ومواقفي».
ولكن شلهوب لا يرى أن تحسن وضع الفنان اللبناني انعكس إيجابا على وضع
الدراما: «هو تحسن، ولكن ليس كثيرا. ربما الوضع الإنتاجي أصبح أفضل، ولكن
ليس على الشكل المطلوب، ولكي يتحسن وضع الدراما أكثر، فهي تحتاج إلى دعم
إنتاجي أكبر، خاصة أن التجربة أثبتت أن الدراما الناجحة فرضت نفسها،
واستقطبت نسبة عالية على مستوى المشاهدة والإعلانات، ونحن في لبنان نملك
الإمكانات لتقديم الأفضل؛ تقنيا وفنيا، وكذلك على كل المستويات الأخرى».
وعن أبرز الأعمال التي لفتت نظره في الفترة الأخيرة، يقول شلهوب: «الأعمال
الناجحة معروفة، ومن ينكر النجاح من دون أن يستند إلى وقائع ثابتة، فلا شك
أنه ينكر لمجرد أنه يريد ذلك، ولكن لا يجوز أن ننكر نجاح أشخاص إذا كانوا
ناجحين، أو نجاح أعمال إذا كانت ناجحة. ومن وجهة نظري، هناك أعمال نجحت
شعبيا وتابعها الناس، ولكنها كانت فاشلة فنيا، والعكس صحيح أيضا، ولكنني لا
أقصد بكلامي تلك الأعمال؛ بل أنا أتحدث عن النوعية الفنية التي تسمح للعمل
بأن ينجح شعبيا عندما تتوفر له مقومات النجاح؛ إخراجا وإنتاجا ونصا
وتمثيلا، ولو عدنا إلى زمن (العاصفة تهب مرتين)، يتبن لنا أن المسلسل القوي
يفرض نفسه ولا بد من أن يحقق النجاح».
ولأن مقياس النجاح يتحدد من خلال نسبة المشاهدة في الوطن العربي، خاصة
بالنسبة للأعمال التي تعرض على قنوات فضائية عربية كما هي الحال بالنسبة
لمسلسلي «سارة» و«أجيال»، يجيب شلهوب: «لا أملك شركة إحصاءات، ولا أعرف ما
إذا كان هذين العملين قد حظيا بنسبة مشاهدة في الوطن العربي، ولكن من خلال
آراء الناس الذين يعيشون في الخارج ومن خلال اتصالات الصحافيين ومحطات
التلفزة العربية التي تطلبني لإجراء مقابلات لمصلحتها، أعرف أن الأعمال
التي أشارك فيها ناجحة وتحقق نسبة مشاهدة عالية، وآخرها مسلسل (الأرملة
والشيطان)».
وعن موقفه من الانتقادات التي وجهت لهذا المسلسل، يجيب شلهوب: «لم تكن كلها
سلبية، وأيضا لم تكن كلها إيجابية. أنا مع النقد، ومن حق الصحافة والناس أن
يعبروا عن آرائهم، ولكنني لست ممن ينتقدون اعتباطيا، بمعنى أنهم لا يشاهدون
العمل، ولكنهم ينتقدون نقلا عما يقال لهم. صحيح أن كل شخص منا لا يحب النقد
السلبي، ويفضل أن يقال إن كل الأعمال التي شارك فيها جيدة، إلا أنه بينه
وبين نفسه، خاصة إذا كان متصالحا مع نفسه، يحترم الصحافي الذي ينتقد
أخطاءه، حتى لو لم يعترف بها. وفي المقابل، هو لا يمكن أن يحترم على
الإطلاق، صحافي يمجد طوال الوقت فيه وفي سواه من الفنانين، لأن هذا النوع
من المديح يدخل في إطار (مسح الجوخ). في كل الأحوال، العمل الجيد يتحدث عن
نفسه، ونجاح مسلسل (الأرملة والشيطان) ملموس وبشكل واضح، وهذا ما أعرفه من
خلال الناس الذين ألتقي بهم على الطرقات، خاصة أننا لا نزال في مرحلة
التصوير، ونقصد مناطق بعيدة جدا لهذه الغاية. أنا أرفض النقد الذي فيه
تجريح، وبعض الصحافيين نقدهم مجرح، وهذا ما لمسته شخصيا في نقد بعض
الصحافيين، خاصة أن الفنان بشر وأكثر حساسية من الناس العاديين. ولذلك، أنا
أطلب منهم أن ينتقدوا الأخطاء السلبية بهدف تحسين المستوى، لأن الصحافة هي
التي تدفع الفنان لأن يعمل بشكل أفضل. لا أعرف، ربما تعرضت أنا شخصيا لنقد
فيه تجريح ولم أقرأه، ولكنني محصن، ولو أنزلوا الدنيا علي وعلى المسلسل، لا
أهتم، لأنني أعتمد على رأي الناس. هناك فئة من الصحافيين لا يكتبون بوعي
وإدراك، مقابل فئة أخرى، تنتقد بوعي، وأنا أقدر كل كلمة تكتبها، لأنني أكون
قد شاهدت الأخطاء التي أشاروا إليها، وإذا لم أشاهدها، عندها يمكن أن ألتفت
إليها أكثر».
ولأن ثمة من يجد أن الدراما اللبنانية ليست مقنعة وينقصها الكثير لكي تصل
إلى مستوى إقناع المشاهد، يقول شلهوب: «على الرغم من أن كمية الأعمال
الجيدة لا تزال ضئيلة مقارنة مع الأعمال الرديئة، لكنها استطاعت أن تعيد
المصداقية إلى الدراما المحلية. للأسف عندما يكون 70 في المائة من الأعمال
غير ناجح، فإن الإعمال الجيدة والناجحة تضيع وسطها، ويعتكف الناس عن
مشاهدتها، لأنه يكون لديهم حكم مسبق عليها. لكن في المقابل، فإن الاستعانة
بالممثلين الجيدين، تحفز الناس على المتابعة، مما يعطي فرصة للعمل لأن يحظى
باهتمام الناس. في النهاية، لا بد أن تدعم الدراما من قبل محطات التلفزة
التي لم يعد بإمكانها أن تقول إنها تحتل المرتبة الأخيرة في سلم أولوياتها،
بعدما أصبحت تؤمن نسبة عالية من الإعلانات والمشاهدة. وكما أن الأتراك
يستطيعون جذب 80 مليون مشاهد عربي، فإن الدراما المحلية يمكنها أيضا أن
تؤمن النسبة نفسها إذا رصدت لها الأموال بسخاء، وأكبر دليل على كلامي هو
جودة الفيديو كليبات والإعلانات التي تصور في لينان والتي يصرف عليها
المال. نحن في لبنان أقوياء بالذوق؛ تقنيا وفنيا، ولكن الوقت ثمنه الكثير
من المال في الدراما، وغالبا ما يتعذر علينا تصوير مشهد واحد بالطريقة التي
يفترض أن يصور بها لأن الإمكانات المادية لا تسمح بذلك».
شلهوب الذي انشغل في الفترة الأخيرة بتصوير الإعلانات ودبجلة الأفلام
الوثائقية، أكد عودته بقوة إلى الساحة التمثيلية مع شركة «فينيكس» للمنتج
إيلي معلوف على وجه التحديد: «الأعمال المقبلة كثيرة، وأهمها مسلسل جديد من
كتابة طوني شيمعون، سنباشر تصويره مباشرة بعد الانتهاء من تصوير مسلسل
(الأرملة والشيطان). ما شجعني على العودة هو أنني أشعر بالاشتياق إلى
الدراما من ناحية، ومن ناحية أخرى، لأن الفرصة توفرت ومع الأشخاص
المناسبين، أي إن كل الأمور مسهلة للعودة. وبالنسبة لعملي في مجال
الإعلانات، فهو كان لسد فراغ ابتعادي عن الدراما، ولكنه ليس طموحي.. وعليه،
أفضل الدراما إذا توفرت بشكل متواصل. حتى في العمل الإعلاني، أنا انتقائي
جدا، ولا أقبل بأي إعلان كان، وأتمنى أن ينصب تركيزي في الفترة المقبلة على
الدراما لأنها عشقي وشغفي وملعبي الأساسي. أما الإعلانات، فلم تكن سوى
وسيلة لسد فراغ مادي».
وينفي شلهوب أن يكون الابن المدلل للمنتج إيلي معلوف: «بالنسبة لرجل (بطولي
وعرضي)، لا يناسبه الدلال على الإطلاق، بل هو يناسب المطربات أكثر، (حلو
تتدلل البنت بس الرجال بصير مايع). كل ما في الأمر هو أنني وإيلي معلوف
نتفق معا، وقبل كل شيء تهمنا مصلحة العمل. وشخصيا، يهمني العمل معه كشخص
وكصديق أكثر منه كمنتج، وبحسب ما أعرف، فإن هذا الشعور موجود أيضا عنده».
هل يحلم شلهوب كمعظم الممثلين بالعمل في هوليوود؟ يجيب: «كل شخص في المهنة
يتمنى التمثيل مع الأشخاص الأفضل فيها، وهوليوود هي الأفضل حاليا، لأن
الإمكانات متوفرة ويستطيعون تنفيذ أفضل الأعمال، ولأنني أعمل في المجال،
أحب أن يشاهدني أكبر عدد مكن من الناس، ولا شك أن هذا الأمر ينطبق على
الأفلام الأميركية. ولكن الأمر لا يخلو من وجود أفلام أوروبية جيدة، وإذا
سنحت لي الفرصة لن أتأخر أبدا، ولكن هذا لا يعني أنني سأذهب غدا إلى
هوليوود».
ولا ينسى شلهوب أن يتحدث عن السينما اللبنانية التي يتمنى لها أن تصبح أفضل
حالا: «نادين لبكي تعمل في السينما اللبنانية وتحقق النجاح، ولكنني لم
أشاهد فيلمها حتى الآن، وأتمنى أن يتحقق ذلك خلال الفترة المقبلة. السينما
اللبنانية بحاجة إلى دعم أكبر، لأن الأفلام اللبنانية أثبتت نجاحها، وقد
تلقيت عروضا عدة في هذا المجال، ولكنني لم أقتنع بها، خاصة أن العروض
محدودة بسبب ضآلة عدد الأفلام التي تنتج. هناك من يقول العكس ويعتبر أن كل
يوم يصور فيلم جديد، وأنا أرد بأن ليس كل من حمل كاميرا وصور فيلما يستحق
لقب مخرج.. فكما أن هناك أفلاما ناجحة، هناك أيضا أفلام فاشلة، ولكنها تبقى
مجرد تجارب يمكن التعلم منها، ومن المهم جدا أن تستمر هذه التجارب، لأن
السينما مهمة جدا، وهي عالميا أهم حتى من التلفزيون، كما أنها تخلد الفنان،
وتنفذ بتأن أكثر من الدراما التلفزيونية».
أما عن عروض التمثيل في مصر، فيوضح شلهوب: «أنا أقبل بأي عمل جيد، وعندما
يتوفر هذا العمل مع الدور المناسب، فلن أرفضه سواء أتى من مصر أو من الهند.
ولكنني لم أتلق حتى اليوم أي عرض من مصر، وهذا ليس بأمر مستغرب؛ إذ إن مصر
لا ينقصها ممثلون، ولقد لاحظت أن أدوار كل الممثلين اللبنانيين الذين
يعملون في مصر، ثانوية أو محدودة، ولكن هذا لا يعني أنني أريد عملا من
بطولتي، بل أنا يمكن أن أشارك في مسلسل أو فيلم، ولكن بدور جيد، لأنه يهمني
أن أكون مكرما في مصر.. ولم لا؟ ففي النهاية الورق يفرض نفسه كالأشخاص
الذين أتعامل معهم».
الشرق الأوسط في
03/02/2012
الدراما العراقية في انتظار «ربيع الثورة»
ارتفاع حمى التنافس بين الفضائيات قبل حلول شهر رمضان
لندن: حميدة العربي
مع بداية السباق السنوي لإنتاج الأعمال الدرامية التي ستعرض في رمضان
المقبل، وارتفاع حمى التنافس بين الفضائيات - يقفز التساؤل الآتي: هل
استطاعت الأعداد الكبيرة من الأعمال المنتجة سنويا، أن تضع الدراما
العراقية في مسارها الصحيح؟ المتتبع للدراما يكتشف أن ذلك لم يحصل، رغم
ادعاء البعض أنه يصنع دراما، موضوعية، حديثة! فقد ظلت الدراما تراوح في
مكانها. ولم تكن الأوضاع الأمنية من الأسباب المؤثرة، لأن أغلب الأعمال
تنتج في الخارج، ومع ذلك ظل تأثيرها محدودا وانتشارها ضئيلا.
والدراما الحديثة، بصورة عامة، تعتمد على ثلاثة عناصر أساسية.. أولا شركات
إنتاج متخصصة بميزانيات عالية. ثانيا حرية التعبير والتنفيذ. ثالثا كوادر
فنية متمكنة ومحترفة.. ترافقها وتسندها حركة نقدية فاعلة ودعاية مؤثرة.
والدراما العراقية تفتقر إلى وجود شركات إنتاج متخصصة، مستقلة محايدة،
وجريئة، تضع ميزانيات مناسبة لأعمالها دون خوف أو تردد، تماشيا مع حركة
المجتمع والسوق الفنية ومتطلبات كل مرحلة.. ما يشجع الفنانين والكتاب
والفنيين ويشعل روح التنافس بينهم، فيؤدي ذلك إلى زيادة الإنتاج وبالتالي
التطور والإبداع. ففي الماضي، كان الإنتاج محصورا بيد السلطة الرسمية وكانت
الدراما خاضعة لإرادة تلك السلطة ونهجها، أما بعد 2003 فصار الإنتاج مقتصرا
على الفضائيات وخاضعا لإرادة ونهج ورغبات أصحاب الفضائيات أو المسؤولين
عنها.
وتعاني الدراما، أيضا، محدودية الحرية في التعبير، كاختيار الأفكار
والمواضيع والقصص وعدم جرأة القائمين عليها والمنفذين لها، على التغيير
والتجديد ومسايرة التطور ومستجدات العصر، فبقيت الدراما خاضعة لما هو سائد،
اجتماعيا وفكريا، ضمن العقلية الذكورية.
اما الكوادر الفنية، فقد شهدت فترة التسعينات، وما قبلها، هجرة الكثير من
الإمكانات والخبرات الفنية العراقية (وبمختلف الاختصاصات) إلى الخارج، فخلت
بذلك الساحة وعانت نقصا واضحا على مختلف الصعد، مما أتاح الفرصة لأنصاف
الموهوبين، من ممثلين ومساعدي إخراج وإنتاج وكتاب وغيرهم، أن يقفزوا إلى
الصف الأول ويحتلوا الأماكن الشاغرة. ولأنهم غير مؤهلين فنيا وعلميا ولا
مهيئين نفسيا لهكذا أدوار، فقد جاءت نتائج أعمالهم بما يناسب مستوياتهم،
أقل ما يقال عنها إنها دون المستوى المطلوب. فكأن الأمر مجرد الاستمرار
بالعمل ليس إلا، دون التفكير في النوعية. ولأنهم أصبحوا نجوم تلك الفترة
فقد وجدوا، لاحقا، فرصا أكبر لدى الفضائيات المنتجة، التي لا يهمها النوع
بقدر ما يهمها إنتاج العمل بأسرع وقت وبأقل التكاليف. وهذا أدى إلى انسحاب
بعض الفنانين أو انحسار نشاطهم وتقليله، إضافة إلى أن أساليب التدريس
والمناهج في المعاهد والكليات، الفنية، ما زالت تقليدية قديمة وتحتاج إلى
التغيير الجذري والتحديث والاطلاع على ما وصل إليه العالم من مستجدات
وابتكارات وتجارب، فقد ظل الجيل السابق يورث معلوماته وأساليبه التقليدية
إلى الأجيال اللاحقة، مثل المبالغة في الأداء والإلقاء وتفضيل الصوت الحاد
والجهوري (الذي يناسب المسرح أكثر) والإعجاب بالتعابير المتشنجة والحركات
المبالغ بها، بدعوى الاستفادة من كل أدوات الممثل! وغاب عن الكثير منهم أن
الأداء أمام الكاميرا غيره على خشبة المسرح. وصار أن أنتجت المعاهد
والكليات مجاميع من الممثلات والممثلين يشبهون بعضهم أو يقلدون معلميهم،
ويتحولون بمرور الزمن إلى قوالب لا تتغير ولا تتبدل.. اعتقادا منهم أن أي
تغيير ليس في مصلحة الممثل، ثم استسهال الفن وخصوصا الإخراج (التلفزيوني)
عند البعض، والنظر إليه كحرفة يتعلمها الشخص ويعلمها لأبنائه! وليس كفن
يتطلب، إضافة للحرفية، الثقافة الواسعة، والذكاء الحاد، والخيال الخصب،
والنظرة الثاقبة، وحب الاستطلاع، والبحث، والرغبة الجامحة في التغيير
والتجديد، (فالمخرج هو المؤلف الثاني للنص)، وبخلافه سيكون المخرج كصاحب
ورشة نجارة يوجه العاملين فيها دون أن يتقن صنع كرسي!.. وباستثناء المخرجين
المخضرمين أصحاب الخبرة (الموجودين، حاليا، في الساحة) مثل، حسن حسني، صلاح
كرم، علي أبو سيف، فارس طعمة التميمي، وقلة غيرهم، فإن البقية لا يتعدى
كونه مشغل أجهزة، ما زال، ومنذ سنوات، يراوح بنفس المكان وبنفس الآلية، لا
يتعب نفسه في المتابعة والبحث والاستقصاء ولا حتى يمارس النقد (الذاتي)
لأعماله ولا يقارنها بأعمال غيره.. وهو بحاجة إلى المزيد من الوعي الفني
والاجتماعي ليتحرر من النمطية والفهم التقليدي (الساذج) لعمل المخرج ودوره.
ومن الأسباب الأخرى التي أدت إلى هبوط المستوى الفكري لأغلب الأعمال
المنتجة هو انعدام الرقابة، الرسمية، وضعف الرقابة الذاتية بسبب قلة الوعي
وطغيان المصالح الشخصية والمطامع والكسب السريع وعدم الشعور بالمسؤولية،
الاجتماعية والأخلاقية، ولهذا استسهل البعض عملية الإنتاج والكتابة، فصار
كل من تخطر بباله حكاية يحولها إلى مسلسل ركيك ويجد من أقاربه في الوسط
الفني، من ينفذها له. فبرزت ظاهرة البطالة المقنعة، حيث يحشر كل فنان معه
أهله وأقرباءه، ممثلين أو إداريين، تحت عناوين مختلفة، أكثرها يدخل ضمن
المتابعة والإشراف.
والضعف ليس مقتصرا على جانب واحد وإنما مجمل العمليات الفنية ابتداء من
السيناريو، فغالبا ما يتناول الكتاب مواضيع حياتية واجتماعية مهمة، لكنهم
يخفقون في الطرح والمعالجة فيضيع الموضوع ويتشتت خلال البناء الركيك
والحبكة الضعيفة والمعالجة السطحية والحوار غير المدروس، إضافة إلى ضعف
الدعاية والإعلان، فالفضائيات التي تعرض الواقع العراقي تروج للأخطاء
والسلبيات فقط، وهذا ما يؤثر على حماسة المنتجين والمستثمرين في الدراما.
ثم عدم وجود ما يسمى صناعة النجوم، فرغم وجود الأسماء المهمة ذات الخبرة
والإمكانية، فإن النجومية شيء مختلف.. ليس له علاقة بالموهبة أو التحصيل
العلمي.
وتعاني الدراما أيضا عدم وجود حركة نقدية بالمعنى الشامل والواسع والمؤثر،
فما يكتب من نقد هو مساهمات فردية، هنا أو هناك، وليس تلك الحركة الفاعلة
والمحركة والمغيّرة، التي تسهم في تقويم وتعديل وإصلاح الحركة الفنية
ووضعها في مسارها الصحيح.
وتتميز الساحة الفنية (الدرامية) أيضا بهيمنة العوائل الفنية، منذ
الستينات، التي زادت في الثمانينات عندما برز الانتماء الحزبي كعامل مؤثر
على الوجود في الوسط الفني، فظهرت عوائل جديدة لعبت أدوارا في المسؤولية
والأعمال الإدارية، مما بلور شكلا جديدا في العلاقات، أثر بالتالي، سلبا،
على تكافؤ الفرص الفنية وتوزيعها، واستمر لحد الآن.
والطريف في الوسط الفني العراقي هو ظاهرة الأختين (أو الشقيقتين).. فهناك
اثنا عشر زوجا من الأخوات! مما يعني أن لكل ممثلة أختا تنافسها في المهنة!
أما الأزواج فهم كثر.. والآباء والأبناء والإخوة لا حصر لعددهم.
ورغم تشخيص تلك الأسباب المعرقلة والمؤثرة على تطور الدراما، من قبل
المختصين والحريصين عليها، فإن أحدا (سائلا أو مسؤولا) لم يحرك ساكنا
لإنقاذ وزحزحة عجلة الدراما التي ستبقى تحت رحمة الفضائيات ما لم يكتسحها
ربيع ثورة، يعيدها إلى مسارها الصحيح.
الشرق الأوسط في
03/02/2012
«المصابيح
الزرق» يتخطى إشكال طرطوس
دمشق - غيث حمّور
من دمشق إلى طرطوس، مروراً بمصياف وصولاً إلى اللاذقية، يتنقل فريق عمل
مسلسل
«المصابيح
الزرق» بإدارة المخرج فهد ميري في المحافظات السورية، لتصوير أحداث
الملحمة الوطنية التي تدور في فترة الحرب العالمية الثانية وتتحدث عن تلاحم
الشعب
السوري بأطيافه وشرائحه كافة.
العمل يروي مجموعة من القصص لشخصيات عاشت في تلك الفترة وذاقت طعم الظلم
وعملت
من أجل لقمة العيش، وحلمت باستقلال بلادها.
«الحياة»
التقت فريق العمل في مواقع التصوير وفي مقر شركة الإنتاج، ومنهم سلاف
فواخرجي التي تجسد شخصية «رندة»، وعنها قالت: «الشخصية رومانسية جداً،
وتعيش قصة حب
مميزة، تترافق مع حسها الوطني ونضالها ضد الاستعمار. فالعمل
يتحدث عن فترة الاحتلال
الفرنسي لسورية، وأرى أنه يروي من خلال حبكته الدرامية التي تجري في مدينة
اللاذقية
الساحلية قصص الحب والحياة والسياسة».
وأثنى الممثل أندريه سكاف الذي يجسد شخصية «عازار» على الحبكة الدرامية
وطريقة
المعالجة التي قدمها الكاتب حنا مينة وكاتب السيناريو محمود
عبد الكريم، واعتبر أن
العوالم الدرامية في هذا العمل تشبه إلى حد كبير العوالم الأدبية عند
دوستويفسكي
وتشيخوف، أما عن الشخصية التي يقدمها فقال: «عازار هو أحد سكان الخان الذين
يرتبطون
عبر هذا الفضاء المكاني الذي ينقل لنا تفاصيل شخوصه، وتكمن
صعوبة الدور بالنسبة إلي
كون الشخصية فاقدة لإحدى ساقيها. هنا تكمن صعوبة الأداء البدني، إضافة إلى
اللهجة».
إشادات
ورأت الممثلة رنا جمّول التي تؤدي شخصية «مريم السودا» أن التعاون مع
المؤسسة
العامة (المنتجة) جيد جداً على كل الأصعدة، وأضافت حول دورها:
«تفتعل مريم المشاكل،
وتعاني الفقر المدقع مع زوجها الإسكافي «نايف»، لكنّ علاقتهما تتسم بالدفء،
ودائماً
ما تكون معنوياتهما مرتفعة، وهذا ما يساعدهما على تجاوز حالة الفقر التي
يعيشانها،
بالإضافة إلى مساعدة سكان الخان لهما».
وأشاد الممثل أسعد فضة بالعمل وبالشركة المنتجة بخاصة لتصديها للإنتاج
الدرامي
في ظل الأزمة الدرامية، وعن دوره قال: «أجسد شخصية «أبو فارس»،
الرجل الشعبي الذي
يعمل في بناء البيوت خلال الحرب العالمية الثانية، ويتميز بطبية القلب
ومحبة الناس،
ويستضيف عدداً من الأسر في منزله، حيث يتابع المسلسل حياتهم ومعاناتهم مع
الحرب،
وتعاونهم مع الثوار ضد الفرنسيين».
واعتبرت الممثلة سوسن أبو عفار اللهجة الساحلية الجبلية في المسلسل صعبة
جداً،
ولكن ما ساعدها على تجاوز هذه الصعوبة عدم وجود جمل طويلة في
حواراتها. وعن دورها
قالت: «أجسد شخصية «أم جميل»، وهي أرملة همها الوحيد حماية ابنها، فلا
تتركه يغيب
عن ناظريها. وأعتقد بأن العمل سيلقى صدى كبيراً لدى المشاهد العربي».
أما الممثلة تولاي هارون فأبدت تفاؤلها بالمسلسل بخاصة أن المخرج ميري يتسم
بالهدوء والثقة، ما يعطي الطاقة لكل المشاركين من ممثلين
وفنيين، وتمنت أن يكون
تعاونها الأول مع المخرج مثمراً. وعن الشخصية التي تجسدها أضافت: «أجسد
شخصية «ميلو»، وهي امرأة بسيطة تعاني من مرض
الروماتيزم الذي يتفاقم معها تدريجياً، بخاصة
أنها تعيش مع زوجها في غرفة رطبة وغير صحية، وتتمنى أن تعود
إلى مدينتها صافيتا
لتدفن فيها، بدلاً من بقائها في غرفتها التي تشبه القبر».
ووصفت هارون دخول المؤسسة العامة على خطة المنافسة الدرامية بـ «الأمر
الرائع»،
وأضافت: «أنا سعيدة جداً لأن الإنتاج العام التابع للدولة ينتج
بغزارة ويستمر
بالألق، وأكثر ما يسعدني أن هذا الإنتاج بدأ قبل جميع شركات الإنتاج
السورية
الخاصة، وهذا ما سيزيد من أهميته».
تفاؤل
مخرج العمل فهد ميري أكّد أن العمل سيضم أكثر من 200 ممثل سوري، كما أبدى
تفاؤله
الكبير بالمسلسل، بخاصة أن «الأجواء والإمكانات المتاحة جيدة،
وستساهم في تقديم عمل
لائق على مستوى الصورة والمضمون»، وأضاف: «انتهينا من تصوير مشاهد الخان،
فيما
سنصور بقية المشاهد في المحافظات الساحلية والجبلية».
وعن المشاكل التي رافقت التصوير في مدينة طرطوس الساحلية في الأيام
الماضية،
وتناقلتها وسائل الإعلام تحت عنوان أهالي المدينة يهاجمون موقع
تصوير المصابيح
الزرق، أكّد ميري في اتصال هاتفي مع «الحياة» أن الأمور مستقرة، والخبر
الذي نشر
حمل الكثير من المبالغات، وأضاف: «حصل سوء تفاهم بين بعض أفراد طاقم العمل
وبعض
السكان المحليين، ما أدى لوقف التصوير ليومين متتاليين، لكن الأمور حلت
بشكل كامل،
وانتقلنا إلى مدينة مصياف لاستكمال التصوير، قبل أن ننتقل إلى
مدينة اللاذقية
قريباً».
يذكر أن العمل يضم في بطولته أيضاً غسان مسعود، ضحى الدبس، جهاد سعد، محمد
حداقي، زهير رمضان، سعد مينة، محمد الأحمد، جرجس جبارة، بشار
إسماعيل، وضاح حلوم،
مجد فضة، كما يضم فريقاً فنياً محترفاً منهم مدير إدارة الإنتاج ماجد
صليبي،
والمخرج المنفذ شادي علي، ومحمد حجازي، ومهندس الديكور لبيب رسلان، ومهندس
الديكور
المساعد نصر دياب، ومصممة الأزياء ظلال الجابي، والماكييرة سلوى عطا الله،
ومدير
التصوير جلال ناصر، ومهندس الصوت أحمد شهاب، ومدير الإضاءة جمال مطر في حين
يتولى
المخرج فراس دهني الإشراف العام.
الحياة اللندنية في
03/02/2012
صفت التجربة بأنها بوابة للتواصل مع المشاهد العربي
وشهد الياسين: «ليلى» في «بين الماضي والحب» تشبهني
عبدالستار ناجي
حرصت النجمة الشابة شهد الياسين على ان تظل صامتة طيلة عامين كاملين، من
أجل أن تنهي مخاضات التجربة الدرامية الرائدة التي قدمتها وبدأت عرضها منذ
ايام قليلة تحت عنوان «بين الماضي والحب» وهي تؤكد في حديثها مع «النهار»
أن هذه التجربة تمثل بوابة حقيقية للتواصل مع المشاهد العربي، من خلال شاشة
«إم. بي. سي» الشاشة الأكبر مشاهدة عربيا. كما تعترف شهد بأن شخصية «ليلى»
التي تقدمها تبدو قريبة الشبه منها، من خلال مثابرتها وحرصها وبحثها الدؤوب
من أجل كشف الحقيقة والبحث عن ادق التفاصيل بالإضافة الى حسها المقرون
بالعاطفة والمحبة للآخرين. ونسألها:
·
حديثنا عن سبب هذا الصمت
الطويل.. مضى أكثر من عام، لم نقرأ لك أي تصريح.. حتى اجابتك على رسائلنا
تأتي دائما بالاعتذار الذكي؟
لم يكن هنالك أي توجه من أجل عدم التصريح، بل كنت حريصة على أن انتهي من
هذه التجربة، وهي بلا أدنى شك من أهم التجارب الدرامية التلفزيونية التي
قدمتها، كان عليّ ان احافظ على الشخصية بداخلي، والعمل على دراستها
وتطويرها.. وأتمنى اليوم ان تكون هذه الشخصية قد وصلت الى جمهور
المشـاهدين.. رغم اننا لانزال في بداية الطريق وهنالك الكثير من الأحداث
والمعطيات وأيضا التطور في البناء الدرامي للشخصية وبقية الشخصيات في مسلسل
«بين الماضي والحب».
·
كم هي قريبة منك شخصية «ليلى» في
مسلسل «بين الماضي والحب»؟
سؤال مهم جدا، «ليلى» في «بين الماضي والحب» تشبهني كثيرا حينما قرأت النص
كنت أشاهد نفسي بين السطور، ليس بالمعنى الدرامي أو تتابع الأحداث، ولكن
حرص (ليلى) ومثابرتها وبحثها عن الحقيقة، هذا الجانب يبدو حاضرا في شخصيتي،
ومن يعرفني يعرف جيداً، حرصي.. واهتمامي بأدق التفاصيل.. بالإضافة الى
احاسيسي المقرونة بالمحبة للآخرين.
·
إلى أين تسير الحظوظ الدرامية
لشخصية «ليلى» في المسلسل؟
عندما تكتشف «ليلى» ما أخفته عنها والدتها، وهو أن أباها الذي لطالما تمنت
لقاءه، والتواصل معه، متورط اصلا في جريمة قتل ضد أسرة والدتها على وجه
الخصوص، وهنا تبدأ المهمة المستحيلة في عملية البحث المركبة، خصوصاً وهي
تتحرك في عدد من المستويات أهمها البحث عن الأب.. ثم المجرم.. ثم الحبيب.
وتستطرد الياسين:
- أستطيع أن أقول ان شخصية «ليلى» تمثل الهيكل الاساسي في البناء الدرامي،
وهي من أجل فك الرموز، والوصول الى غايتها في البحث عن تلك العناصر
الاساسية، التي تحتاج إلى كثير من التحدي.. والمقدرة.. وايضا التضحيات..
كما انها تواجه الكثير من الدسائس.. والمكائد.. والخبث وهنا بالذات لا أريد
أن أحرق الأحداث، لأننا أمام مسلسل مليء بالشخصيات والأحداث والمغامرات
والأسرار.. وأستطيع القول اننا في مسلسل «بين الماضي والحب» سنكون في كل
حلقة، أمام كم من الأحداث.. والأسرار.. والشخصيات.. وايضا المفاجآت.. وهنا
التحدي.. وايضا الاهمية التي ينطلق منها هذا العمل الذي أتشرف بان أكون أحد
عناصره الفنية...
وأشير هنا الى ان العمل قاده المخرج الفنان عارف الطويل، وبلباقة عالية،
وضم الفريق عددا بارزا من النجوم، يأتي في مقدمتهم الفنانون جاسم النبهان
وإبراهيم الحربي وعبدالامام عبدالله وحمد العماني وملاك وعبدالله الطلحي
وأمل العنجري وابتسام محمد وأمل عباس ونجوى محمد ولطيفة المجرن وسعود الخلف
وسالي القاضي ومحمد جاسم... وأسماء كثيرة أخرى... وخلف هذا العمل كان هناك
فريق عمل متميز، وامكانات ضخمة سخرتها مجموعة «أم. بي. سي» للوصول الى هذا
المستوى الرفيع من الانتاج.
·
خلال عام ونيف من الزمان، تنقلت
مع فريق العمل في عدد من المحطات.. والمواقع؟
كما أسلفت فاننا امام تجربة درامية «وانتاجية عالية الجودة»، لا يمكن
تحقيقها بتلك السهولة، ان لم يكن خلفها مؤسسة او مجموعة اعلامية ضخمة
بمستوى ومكانة مجموعة «أم. بي. سي»، وقد صورنا مشاهد المسلسل بين الكويت
ودبي وجدة والدوحة وايضا لندن... وهذا ما يجعلني أشير الى جانب في غاية من
الأهمية، ان المحافظة على ايقاع الشخصية وتطورها، على مدى «90» حلقة، كان
بمنزلة التحدي الأكبر لي شخصيا لأنني كنت مع شخصية «ليلى» أمام شخصية عليها
أن تتحرك على مدى (90) حلقة وعشرات بل مئات... ولربما الآلاف من المشاهد
الدرامية، وأشير ايضا الى اننا لم نكن نصور حلقات بكاملها، بل نصور مشاهد،
فحينما كنا في لندن «فعلا» صورنا مشاهد من الحلقات الأولى، ثم المنتصف...
ثم النهاية... وهذا الامر مع الحلقات التي صورت في الكويت، وهو أمر يحتاج
الى كثير من السيطرة على الشخصية والمحافظة على أحاسيسها في كل مشهد من
المشاهد.
·
كيف ترصدين ردود الافعال... في
الفترة الأولى هذه الأيام؟
انا في غاية السعادة... والغبطة... وأهنئ جميع فريق العمل، وفي مقدمتهم،
مجموعة «أم. بي. سي» وايضا المخرج الفنان عارف الطويل... على النتائج
الايجابية المبكرة التي يحققها العمل.... على المستوى العربي.... وهذا ما
دفعني الى كسر الصمت... والحديث إليكم. كتعبير عن الفرح.
·
ماذا بعد «بين الماضي والحب»؟
فرغت منذ أيام من تصوير مسلسل «أول الصبح» تأليف محمد النشمي واخراج سامي
العلي، ومشاركة الفنانين سليمان الياسين وعبد الامام عبدالله وباسمة حمادة
ولطيفة المجرن وخالد البريكي وعلي كاكولي وفهد البناي وأسامة المزيعل...
وعدد آخر من الزملاء الفنانيين... وأتوقع ان يعرض العمل في رمضان المقبل.
·
في الختام... كلمة؟
محبتي للجمهور الكريم في كل مكان... وأتمنى ان تنال «ليلى» اعجابهم...
ومتابعتهم... وشكرا لدعمكم الدائم.
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
03/02/2012
قصة حي بغدادي: أهمية التنوع والوحدة في المجتمع
العراقي
بقلم: عبد العليم
البناء
فارس طعمة التميمي: المجتمع العراقي سيبقى متماسكا رغم محاولات الدخلاء
افساده لاغراض سياسية ودينية.
مازالت الدراما العراقية تواصل مسيرتها وتأكيد حضورها الفاعل في المشهد
الثقافي والفني بأعمال متنوعة ومتميزة دون ان تقف بوجهها اية عقبات لاسيما
تلك الاعمال التي تكرس الايجابي وتنبذ السلبي وتعمل على تصعيد وتائر
التلاحم والتآخي بين ابناء الشعب العراقي بمكوناته وطوائفه كافة للمضي قدما
في بناء العراق الجديد.
ومن بين هذه الاعمال الجديدة مسلسل "قصة حي بغدادي" الذي كتبه حامد المالكي
ويخرجه الفنان العراقي فارس طعمة التميمي وتنتجه فضائية "السومرية" وشركة
"فنون الشرق الاوسط".
ويشارك في العمل نخبة من نجوم الدراما العراقية بينهم غانم حميد وآسيا كمال
وعواطف نعيم وكريم محسن وبتول عزيز وجمانة كريم وسولاف واياد الطائي وسوسن
شكري وغيرهم.
ويؤكد التميمي أن المسلسل الجديد لا يختلف عن اعماله السابقة من حيث
الاسلوب، مشيرا إلى أن العمل يتناول المسيحيين كأحد أهم مكونات المجتمع
العراقي.
ويقول إن العمل يحمل "يحمل سمة انسانية عميقة ومؤثرة ويظهر اللحمة العراقية
الموحدة التي ترسخت وتعمقت منذ الازل ولا يمكن فصم عراها برغم كل المحاولات
المضادة لهذه الوحدة الاصيلة".
وبلغ عدد مواقع تصوير المسلسل 64، موزعة بين بغداد والسليمانية، ويتواصل
التصوير في اماكن متعددة (مستشفيات ووزارات ومنازل..) مما يتطلب جهودا
مضاعفة لا سيما بالنسبة الى التداعيات الامنية المفاجئة.
ويشير التميمي إلى وجود عدد من الصعوبات التي واجهته خلال تصوير العمل
نتيجة التنقل بين مواقع التصوير كثيرة مع عدد كبير من الممثلين والفنيين.
ويضيف "في كل عمل فني ازج بمجموعة من الشباب الجدد، فكما تعلم نحن في
العراق لا نمتلك خيارات كثيرة على صعيد الممثلين والممثلات كما هو الحال في
الدول العربية الأخرى".
ويقول إنه أضاف رؤية جديدة للعمل تتكامل مع رؤية الكاتب و"بالتالي كانت
هنالك رؤى فنية مشتركة بيني وبين الكاتب والممثل كي نترجم هذا الحس الفني
المتناغم".
وعن رسالة العمل يقول التميمي "نحن مجتمع عراقي متماسك جدا ونحب بعضنا
البعض لكن هنالك الكثير من الدخلاء الذين ارادوا افساد مجتمعنا لاغراض
سياسية ودينية .. وعلى الرغم من ذلك فأن هذا المجتمع سيبقى متماسكا مهما
كانت الظروف قاسية عليه".
ميدل إيست أنلاين في
03/02/2012 |