يبرر المخرج التلفزيوني الفلسطيني السوري المثنى صبح عودته عن نفيه
تصوير مسلسل
عن حياة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في وقت سابق إلى خوفه من «أن
تُسرق
الفكرة في هذه الزحمة الدرامية التلفزيونية التي نقبل عليها كل عام، بخاصة
أن
مسلسلات السيرة الذاتية لا تزال مغرية لشركات الإنتاج
والفضائيات التي تجد فيها
فرساً رابحة لساعات الذورة الرمضانية، ولسوق الإعلانات». لكنّ المسلسل
المزمع
تصويره لن يبدأ قبل عام 2014، «حين تكون قد اكتملت صورة الزعيم الفلسطيني
الدرامية،
ليس السياسي المناور والمراوغ الكبير، بل ذلك الإنسان الذي لا
يعرف عنه الشيء
الكثير». ويقول صبح في هذا الصدد إنه تلقى اتصالاً من سهى عرفات، باركت فيه
المشروع
وأبدت سعادتها للنجاحات التي حققتها الدراما السورية في العقد الأخير،
ومنها
مسلسلات لصبح مثل «جلسات نسائية» و«القعقاع» و«ليس سراباً».
ويضيف صبح أن الدافع الرئيس لإعلانه عن مسلسل عرفات يكمن في أن شخصية
الرئيس
الفلسطيني تمتلك مواصفات البطل التراجيدي على الصعيدين الإنساني والسياسي،
خصوصاً
أن المرحلة الأولى من المسلسل التي تمتد منذ ولادته عام 1929، وحتى تاريخ
احتلال
فلسطين عام 1948 ستكشف بجلاء أن طفولة عرفات مرت بمنعطفات
درامية فلسطينية شهد
عليها المجتمع الفلسطيني الذي «كان يعيش حياة مدينية شبه مكتملة، خصوصاً في
المدن
الكبرى مثل يافا وحيفا».
مقارنات مسبقة
ولا يخشى المثنى صبح من عقد مقارنات مسبقة كتلك التي حصلت مع مسلسل
«في حضرة
الغياب»، ويقول: «عرفات شخصية مختلفة، ففي حين يكون بوسعك أن تحصل على
معلومات
كثيرة عنه عبر محرك البحث غوغل بخصوص نشاطاته السياسية إلا أن حياته
الشخصية التي
ظلت بعيدة من الأضواء، هي التي تشدنا لإنجاز مسلسل عنه، من خلال الاستعانة
بمذكرات
المقربين منه، وشهادات بعض من رافقوه في مسيرته الطويلة. وأظن
أن البحث في التفاصيل
الإنسانية في شخصيته والغوص فيها سيخفف كثيراً من الإشكالات السياسية التي
قد تنشأ
عن معالجتها درامياً». بالبطع لا يفوت المشاهد هنا، أن شيئاً من هذا تكرر
أثناء
الحديث عن مسلسل محمود درويش الذي عرض في الموسم الدرامي
الماضي، ولقي الكثير من
الانتقادات والاعتراضات التي لم تتوقف حتى هذه الساعة، حين يؤتى على ذكر
هذا
المسلسل. لكنّ صبح يرفض فكرة أن «تعقيماً» درامياً آخر سيطاول شخصية عرفات
باعتبار
أن الرقابة التلفزيونية المسبقة قد تفرض قيوداً على نمو هذه
الشخصية الإشكالية في
حاضنة درامية لا يمكن تسويغها، ويقول: «سنغوص في عوالم عرفات الإنسانية
لنكشف عن
مدى ترابط القضية الفلسطينية وتلازمها مع شخصيته الكاريزماتية، وليس عن مدى
تفرقها
عنه في الانعطافات الكبرى». ويوضح صبح ذلك قائلاً إن «التناول النسبي
لشخصيته
وعلاقته بالآخرين من حوله، بمعنى أنه ليس ملاكاً بالكامل أو
شيطاناً بالكامل، بل
إنساناً يخطئ ويصيب، سيحل علينا هذه الإشكالية حين نقدم المسلسل».
ولا يخفي صبح أن ورشة عمل قائمة منذ الآن تقوم بجمع الوثائق اللازمة
لإعطاء
إشارة البدء بالكتابة، لافتاً إلى أنه لم يكن مبكراً أبداً الإعلان عن
المشروع «بسبب الخوف على الفكرة من الضياع في سوق
درامية معقدة».
على صعيد آخر، تدور كاميرا المثنى صبح الشهر المقبل مع مسلسل «سكر
مالح» من
كتابة النجمة السورية أمل عرفة وبلال شحادات، وهو «مسلسل اجتماعي ساخر
يتناول
المهمشين في المجتمع السوري الذين يعيشون في قلب العشوائيات».
أجندات
ويقول صبح إن النص المكتوب استهواه، ويضيف: «ليس لدي أجندة مسبقة أسير
عليها،
والنص لا يعبر عن مرحلة سابقة كما قد يخيل للبعض، وإن كانت أزمات هؤلاء
المهمشين
تتكرر دائماً، فما يحصل منذ مئة عام قد يحصل الآن، فهم مهمشون على الدوام».
ويقول
صبح: «ليس لدينا إحصاءات دقيقة حول نسبة المهتمين في الشأن
السياسي ونشرات الأخبار
أو المسلسلات الدرامية، فالمسألة متفاوتة، والعمل الدرامي في حاجة إلى
صدقية
وواقعية وكتابة، وهذا يحتاج إلى وقت لا يقل عن ستة شهور في شأن أي موضوع
تتناوله،
وبالتالي فإن القضية تصبح في مرمى الكتاب وليس في ملعبنا نحن
كمخرجين».
الحياة اللندنية في
22/12/2011
هي فوضى
فجر يعقوب
تــبـــدو الأوضاع من حولنا للوهلة الأولى، في غاية الفوضى والتعقيد
وربما
أحياناً بسبب الانـتـشار الهـائل لوسائــط الاتـصال الحديثة بين الناس، هذا
إن
آثرنا أن نبقى في منطقتنا، وفي الحدود التي يمكن أن يقع فيها تأثير هذه
الوسائط على
مجرى العلاقات الاجتماعية التي تعطي كل جماعة بشرية الميزان والهدف عبر
جملة من
المعطيات والحق في تقديم الاقتراحات الآنية والاستراتيجية، بما يمكّن هذه
الجماعة
أو تلك من الاستمرارية، وربما أيضاً من التعقل في استخدام هذه
الوسائط الجديدة التي
يبدو أنها أفلتت في الآونة الأخيرة من كل عقال.
لن يكون بعد اليوم ممكناً الحد من انتشار هذه الوسائط، وقد أضحى
تطورها شبحياً،
لا ينفع معه مقاومتها، لأنها من تلقاء نفسها تخلق ممرات تنفذ منها لتتطور
وتخلق كل
يوم معطيات جديدة تؤدي في نهاية المطاف إلى خلق علاقات إنسانية جديدة، لم
يكن
ممكناً لنا أن نتلمسها بهذا الشكل، لولا هذا التطور التقني
الهائل الذي أمنته هذه
الوسائط لنفسها، وهي تتغير وتتبدل، وكأن قدر هذه الحضارة، على ما يقول
المخرج
الفرنسي جان لوك غودار يقوم على الفك والتركيب، الذي لا يعود ممكناً
الاستمرار من
دونه، إلى درجة تشكيل خطورة على التنوع الحيوي والبشري نفسه.
وما يحدث اليوم في منطقتنا - تحديداً - يبدو مخيفاً مع الانتشار
الهائل لهذه
الوسائط (المعتمدة أساساً على الصورة) وسهولة استخدامها من قبل الجميع. فلا
يكاد
يمر يوم، إلا ونسمع شائعة عن وفاة هذا الفنان أو ذاك، بحيث لا يعود مجدياً
التأكد
من كذب الخبر إلا من صاحب الشأن نفسه. وأصبح سهلاً مثلاً أن يجتزأ مقطع من
مسلسل
ظهر فيه فنان، وقد تعرض لحادث، وتم وضع الماكياج اللازم له
ليبدو المشهد حقيقياً،
ثم يوزع المشهد عبر الهواتف النقالة، فيسارع الجميع إلى تصديق الخبر، وتبدأ
معها
حركة مريبة للرسائل المصورة، تنتقل عبر الأجهزة الذكية وغير الذكية. ويكون
الخاسر
الوحيد هنا بالطبع، من صدق هذه الشائعة أو الأكذوبة، وقضى وقتاً «ممتعاً»
في تأليف
الرسائل والرسائل المضادة وفبركتها، وربما «أدلجتها» أيضاً
باللجوء إلى نوع من
السماجات والنكات التي تكشف عن انهيار أخلاقي، لم يعد ممكناً كما يبدو
الوقوف في
وجهه، بسبب تسيّد هذه الوسائط المصوّرة على العلاقات الإنسانية نفسها،
والتسبب
بتعقيدها. ففي زمن الصورة «الديموقراطية» هذه، أصبح في وسع كل
جاهل أو أمي القيام
بتحميل الخطاب الذي يريده عبر هذه الوسائط المتعددة الاستعمالات، ونشره،
والتأثير
بأكبر قدر ممكن على الناس الذين لا يخفون تأثرهم وانفعالاتهم السريعة بما
يدور
حولهم، عبر المشاركة الفعالة بالأحداث، حتى لو كانت مجتزأة من
مسلسل تلفزيوني
عابر.
الحياة اللندنية في
22/12/2011
تنافس فضائي في غياب الرؤية
راسم المدهون
حدّة التنافس بين الفضائيات العربية عالية، بل غير مسبوقة، وهي باتت
أقرب إلى
سباق المسافات الطويلة الذي ينجح فيه من يملكون القدرة على احتمال الصعاب،
وتجديد
أنفسهم، مع فارق جوهري أنه سباق لا نهايات له منظورة.
الفوز أو النجاح هنا يتحدد في صورة متواصلة ومنظورة لأعين ملايين
المراقبين من
المشاهدين الذين تبث لهم الفضائيات، والذين يشكلون مصدر وجودها واستمرارها.
نتحدث في سياق كهذا عن التشابه بالذات: لا يلحظ المشاهد المهتم
والمتابع أن
برامج الحوار مثلاً تختلف كثيراً بعضها عن بعض، بل تكاد تتوافق في عيوبها
وثغراتها
إلا في حالات نادرة. الأمر ذاته بل وبصورة أوضح نجده في البرامج الفنية
وبرامج
المسابقات وما يشابهها، اذ يسود ما يقارب نمطاً موحداً تتبعه
معظم القنوات الفضائية
العربية، لم يتغير منذ عقد ونصف، ولا يبدو أنه في طريقه للتغيير والتطوير
في المدى
المنظور على الأقل.
تبرز هذه الحالة من التشابه والرتابة بصورة أوضح في الفضائيات
«العامة»، وتختلف
قليلاً في الفضائيات الإخبارية بسبب طبيعة وظائفهما، ففي تلك الفضائيات
العامة يبدو
واضحاً اللهاث وراء هدف ملء الفراغ في ساعات البث الطويلة على نحو يحمل
الكثير من
الغث، المعد للبث على عجلة، والسطحي البعيد من ملامسة ما هو
مهم وضروري للمشاهدين.
نضيف إلى ذلك مأزق ضياع تلك القنوات في تفسيرها للبث الفضائي ذاته، أعني
هنا سؤال
المحلية، الذي يفترض اهتماماً بقضايا محددة لجمهور محدد، وبين نمط آخر من
الاهتمامات يمكن أن تكون «عامة» تخص المشاهدين العرب في مختلف
أماكن عيشهم.
هي أسئلة تقع في مساحة مختلطة تجمع ما هو فني بما هو فكري، وهي لذلك
تحتاج
بالضرورة تخطيطاً مسبقاً وطويل الأمد، والأهم من هذا وذاك امتلاك رؤية
واضحة لمفهوم
العمل التلفزيوني كما لوظيفة القناة بالذات، أي أن تكون للقناة الفضائية
«دراسة
جدوى» تحدد لها مسبقاً الغاية والهدف وإلا ضاعت في هواء البث
الفضائي المتحرك وغرقت
وأغرقت معها المشاهدين في العبثية واللاجدوى.
التخطيط والرؤية المسبقة والدراسات الجادة ليست ترفاً في عالم
المنافسات
الحادة.
الحياة اللندنية في
23/12/2011
حاتم علي «طرزان» الدراما المصرية
محمد عبد الرحمن / القاهرة
لا شكّ في أن السوق الفنية المصرية كانت في حاجة ماسة إلى المؤتمر
الصحافي الذي عقدته أول من أمس مجموعة
mbc
لإعلان تفاصيل مسلسل «المنتقم» للمخرج حاتم علي. في ظلّ الجمود الذي تعيشه
«هوليوود الشرق»، بدت الخطوة مشجّعة، ومعاكسة للمشهد المتشائم الذي ساد
الساحة الفنية أخيراً. المسلسل المستوحى من عمل أرجنتيني، يقتبس أحداثه من
رواية «الكونت دي مونت كريستو» لألكسندر دوما.
وخلال المؤتمر، قال المنتج فادي إبراهيم إنّ العمل جاء في إطار سياسة
تقديم دراما عربية بنكهة تركية «وإن كانت الأحداث مستوحاة من مسلسلات
لاتينية». واستشهد بمسلسل «مطلوب رجال» (بطولة جومانا مراد، وكندة علوش
وسامح الصريطي)، الذي عرض سابقاً على الشاشة السعودية، ومسلسل «روبي»، الذي
يصوّر حالياً، على أن يعرض حصرياً في مصر على قناة «سي بي سي». وأكد
إبراهيم ــ عراب دبلجة المسلسلات التركية ــ أن «المنتقم» يعتمد على
«ميزانية مثالية من أجل إنتاج 120 حلقة تصلح للعرض طيلة أربعة أشهر». وهو
ما يوفّر على الجهة المنتجة الإنفاق المبالغ فيه، الذي عانته الدراما
المصرية طويلاً. وفيما رفض إبراهيم، ومعه المنتج المنفذ للعمل عادل المغربي
الإفصاح عن الميزانية، علمت «الأخبار» أنّ المبلغ الإجمالي المرصود للمسلسل
لن يتجاوز حاجز ستة ملايين دولار. وهذا المبلغ هو متوسّط ميزانية المسلسلات
المصرية التي يشارك فيها النجوم الكبار، لكن مع فارق عدد الحلقات، إذ تكتفي
هذه الأعمال بحاجز الثلاثين الحلقة المعدة للعرض الرمضاني.
أما المخرج حاتم علي، الذي نال الاهتمام الأكبر من الصحافيين، فأكد
سعادته بالعودة إلى «هوليوود الشرق» من جديد، بعد مرور خمس سنوات على إنجاز
مسلسله الشهير «الملك فاروق». وأشار المخرج السوري إلى أنّه سيضع الإطار
الفني للعمل، فيما تقع مسؤولية الإخراج على أحمد فوزي، وفاضل الجارحي. وهو
ما كرره قبلاً في مسلسل «مطلوب رجال» (نفّذ الإخراج سامي الجندي وسامر
برقاوي). وكان علي صريحاً مع الحاضرين عندما أكد أن هذه النوعية من
المسلسلات موجهة إلى الجمهور الكلاسيكي للدراما، أي الجمهور المستعد
لمتابعة أدق تفاصيل حياة الأبطال على مدى أربعة أشهر متتالية «وبالتالي فإن
الإغراق في التفاصيل هنا ليس عيباً، والمهم أن لا يشعر الجمهور بالملل».
وأضاف إن بعض المسلسلات المؤلّفة فقط من ثلاثين حلقة قد لا تجذب المشاهد.
ولم يجد حاتم علي حرجاً في التأثر بالدراما التركية، على اعتبار أن ثقافتهم
تقترب من الهوى العربي «حتى على المستوى الجغرافي، هم قريبون منّا». لكنه
تمنى أن يحدث العكس وتتأثر الدراما التركية بأفكار الفن العربي «ونجد
مسلسلاً مقتبساً من عمل درامي عربي مهما كانت جنسيته».
ورغم أن نصّ المسلسل كان جاهزاً قبل انطلاق «ثورة 25 يناير»، إلا أن
المشرفين على العمل أكدوا في المؤتمر الصحافي أنّ الثورة ستكون في خلفية
الأحداث. وعلمت «الأخبار» أنه جرى تعديل الحلقات العشرين الأخيرة لإدخال
بعض التفاصيل المتعلقة بالاحتجاجات الشعبية التي شهدتها مصر. هكذا سنشاهد
بعض رجال الأعمال الفاسدين يدخلون السجن بعد إطاحة النظام الحاكم. وحتى
الساعة، تتكتّم الجهة المنتجة ومعها حاتم علي على اسم الممثل الذي سيؤدي
دور البطولة، مكتفين بالقول إنّ العمل يدور في السنوات العشر الأخيرة، أي
إنه عمل عصري بعيد عن الزمن الذي دارت فيه الرواية الأصلية، كما سنشاهد بعض
المشاهد التي تدور في الماضي بطريقة «فلاش باك». وكشف صنّاع المسلسل أنه
سيكون مصرياً مئة في المئة، باستثناء مشاركة النجم اللبناني عمار شلق.
وأشار حاتم علي إلى أن «المنتقم» يحمل رسالة يجب على كل المجتمعات العربية
أن تدركها في المرحلة الحالية، وهي أنّ «الانتقام لا يفيد صاحبه، بل إن قيم
التسامح والغفران هي ما يحتاج إليه المجتمع حتى يكمل المسيرة».
من جهته، نفى المنتج فادي ابراهيم أن يكون المسلسل مصنوعاً حصرياً
للعرض على قنوات
mbc، التي ستحصل طبعاً على حق العرض الأول.
وكشف أنّ العمل سيباع لأي محطة تقدّره، وخصوصاً أنّه مناسب جداً للقنوات
المصرية. ويشارك في المسلسل أكثر من ثلاثين ممثلاً وممثلة أبرزهم سامح
الصريطي، وعمرو يوسف، وأحمد صلاح السعدني، وحورية فرغلي، وإيناس كامل،
ووليد فواز، وإيهاب فهمي، وحسام شعبان، وأميرة هاني، فيما كتب السيناريو
والحوار هشام هلال وشريف بدر الدين.
قافلة الثورة تسير
رفض حاتم علي الربط بين إشرافه على مسلسل «المنتقم» في القاهرة وتوقّف
العجلة الإنتاجية في الدراما السورية بسبب الوضع السياسي الحرج. وقال
المخرج السوري إنه مهتم «بهذه النوعية من المسلسلات منذ فترة طويلة»،
مؤكداً أنه رفض فكرة الانخراط في أي عمل درامي يتناول الثورة السورية
«لأنها لا تزال مستمرة ولا يمكن الإبداع أن يتكلم عن حدث سياسي بهذا الحجم
من دون أن يكتمل».
يذكر أن قطاع الإنتاج الدرامي في سوريا يواجه مشاكل حقيقية حالياً
تماماً كما يحصل في مصر، في ظل تردّد شركات الإنتاج إزاء المغامرة في أيّ
مشروع فني.
الأخبار اللبنانية في
23/12/2011
من يريد حرق الصحافيين؟
رضوان آدم / القاهرة
في الأيام الأخيرة، تلقّى صحافيّون مصريّون يعدّهم المجلس العسكري من
«المحرّضين» على الثورة، رسائل شخصية وتهديدات بالقتل «والتشويه بمياه
النار الحارقة». الرسائل مصدرها أرقام خاصة، لا تظهر على شاشة الهواتف
الخلوية، ويقول مرسِلوها: «الهجوم على المجلس العسكري خط أحمر»، إلى جانب
كيلهم الشتائم. وقد وصلت هذه التهديدات إلى مجموعة كبيرة من الصحافيين
المخضرمين، وحتى المتدرّبين. ومن بين هؤلاء: عادل حمودة، وإبراهيم عيسى،
ووائل الإبراشي، وعمرو الليثي، ومجدي الجلاد، ولميس الحديدي...
أما ردّ وزارة الداخلية على هذه الحملة، فكان مجرّد استخفاف بعقول
المصريين. قال وزير الداخلية محمد إبراهيم يوسف إنّ قوى الأمن قبضت على
الشخص الذي يقف خلف هذه الرسائل، ليتضّح أن الفاعل هو... سائق الإعلامي
عمرو الليثي (الصورة)! طبعاً تبدو رواية الداخلية خيالية وعبثية. وهو ما
يردّ عليه الليثي في اتصال مع «الأخبار»: «الرواية لا تنطلي على مراهقين
أغبياء... هذا كلام فارغ. عوّدتنا الداخلية في السابق أن تتّهم الأشخاص
الذين يعانون اضطرابات نفسية لتغطية فشلها. أما اليوم، فغيّرت عادتها
واتّهمت سائقي الخاص... إنها حقاً مهزلة». ولعلّ ما زاد من علامات
الاستفهام بشأن الملفّ أن النائب العام الذي تلقّى بلاغات من الصحافيين
المهددين، لم يحرّك ساكناً. أما الإعلاميون المهدّدون، فيعيشون حالياً حالة
من القلق، وخصوصاً أنّ مجلس نقابة الصحافيين الجديد لم يقم بأي خطوة جدية
حتى الساعة لحمايتهم. ومع ذلك، كتب عشرات الصحافيين ورقة جماعية اتهموا
فيها المجلس العسكري بالوقوف خلف رسائل التهديد بالقتل. ونجحوا في جمع
التواقيع اللازمة لعقد اجتماع طارئ للجمعية العمومية للنقابة لمناقشة
«القضية الخطيرة التي تستهدف حرية الصحافة»، كما دعت الورقة الصحافيين إلى
التجمّع في مقر نقابتهم لإعلان اعتصام مفتوح ضد ممارسات العسكر من دون
تحديد موعده، على أن يشارك فيه «الزملاء الذين تعرضوا للتهديد بالقتل».
إذاً يبدو أنّ العسكر عاد إلى عادته القديمة، وكما تفرّج على حرق تراث
مصر في «المجمع العلمي المصري» السبت الماضي، ها هو يطلق «بلطجيّته» لحرق
الصحافيين وتهديدهم بالقتل. كذلك، عمد المجلس العسكري إلى إهانة الإعلاميين
في مؤتمر صحافي عقد الاثنين الماضي حول المواجهات التي حصلت أمام مجلس
الوزراء الأسبوع الماضي. ولا ننسى طبعاً قناصة المجلس الذين فقأوا أعين
المواطنين، ومنهم صحافيون ومصوّرون في مجزرة شارع محمد محمود. وتطول لائحة
انتهاكات المجلس ضدّ الصحافة لتشمل أيضاً تعرية مراسل جريدة «أخبار اليوم»
سرحان سنارة وتعذيبه يوماً كاملاً في 28 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في
الإسكندرية كرد مباشر على قرار نقابة الصحافيين، التي رفضت مثول أعضائها
أمام النيابة العسكرية.
الأخبار اللبنانية في
23/12/2011
حنا وسبيعي وإسحاق بدأوا التصوير وحجو يبحث عن نص في بيروت
هل يُدخل المخرجون السوريون الدراما اللبنانية حلبة
المنافسة؟
ماهر منصور
في حركة جديدة لم تألفها السنوات الماضية، يتوجّه مخرجون سوريون إلى
لبنان لبدء
تحضير عدد من المسلسلات أو استكمال تصويرها.
فقد استهل المخرج رامي حنا منذ
شهور العمل على مسلسل لبناني جديد، يحمل اسماً مبدئياً هو «روبي»
للكاتبة اللبنانية
كلوديا مارشيليان. ويتشارك بطولته عدد من النجوم اللبنانيين والسوريين
والمصريين.
كذلك يضع المخرج سيف الدين سبيعي رؤيته الإخراجية على مسلسل ثانٍ
للكاتبة
نفسها، يحمل أيضاً اسماً مبدئياً هو «ولاد كبار». بينما يكرر المخرج تامر
اسحاق
زياراته بيروت للاتفاق على إخراج مسلسل لبناني ثالث، لم تتضح تفاصيله بعد.
وقد
يرتفع عدد المسلسلات اللبنانية التي سيتولى إخراجها سوريون إن وجد المخرج
الليث حجو
في الدراما اللبنانية نصاً يغريه.
في السنة الماضية، تابع الجمهور العربي نصين
لبنانيين من إخراج سوري، الأول هو «الغالبون» للمخرج باسل
الخطيب، و«آخر خبر»
للمخرج هشام شربتجي. ويندرج المسلسلان في إطار الانفتاح الذي أبدته الدارما
العربية
على اختلافها على الخبرات الدرامية السورية. فأصابع المخرجين السوريين تبدو
واضحة
في الدراما الخليجية، وبدرجة أقل في الدراما المصرية واللبنانية.. فيما
تبقى
التجارب معدودة في الدراما الأردنية والجزائرية.
ولعلّ السؤال المطروح اليوم،
ما هو المنتظر من إخراج السوريين للدراما اللبنانية؟
حتى الساعة لا توقعـات
واضـحة حــول ما يمكــن أن ينجزه المخرجون السـوريون في الدراما
اللبــنانية، لا
سيــما أن نجاح الصناعة الدرامية يرتبط بعناصر متــعددة. وهي حتماً لا تقوم
على
نجــاح شخـص معيّن، بل على تنـاغم فريق عمل بكامــله، بفــنييه
وفنانيه، بالإضــافة
إلى أن نجاح كل ذلك يؤسس له نص جيد وإمكانيات إنتاجية تناسبه.
وتأتي أهمية
المخرج، بوصفه مايسترو العمل، في مرتبة أساسية، كالنص والانتاج. فعليه
يتوقف أداء
الممثلين والكادر التصويري الصحيح.
لكن ماذا إذا حدث خلل ما في أي من العناصر
السابقة الموضوعة في تصرّف المخرج، فهل يمكن لقدراته الإخراجية
أن ترمم هذا الخلل،
وإلى أي حد؟
تبدو الأحكام النهائية لما يمكن أن يفعله المخرجون السوريون في
مسلسلاتهم اللبنانية رهن عرض تلك المسلسلات. وما يعوّل عليه حتى الساعة هو
الثقة
باختيارهم كمخرجين، بالنظر إلى ما قدّموه من أعمال، أو حتى من
نصوص.
وهنا لا
يمكن التغاضي عن جملة عوامل ملموسة بامكانها مساعدة المخرجين في مهمتهم،
منها على
سبيل المثال أداء النجوم اللبنانيين الذي بدا متطوراً جداًً في الدراما
العربية،
خصوصا السورية، قياساً بأدائهم في الأعمال غير المحلية. تضاف
إلى ذلك طبيعة العمل
في الدراما السورية، التي تسمح للمخرجين السوريين بأن يكونوا شركاء في
صياغة نصوص
مسلسلاتهم على الورق. وهو أمر من الممكن أن يأتي بنتائج جيّدة، إذا ما أبدى
كتاب
النصوص اللبنانية رحابة صدر لهذا النوع من الشراكة، لا سيما أن
النصوص لطالما
اعتبرت نقطة ضعف الدراما اللبنانية، حتى لو اتفق الجميع على أنها جريئة
وفيها مساحة
من الحرية قد لا تتوافر في كثير من النصوص الدرامية العربية.
في الخلاصة تدعو
تجربة المخرجين الســوريين للتـفاؤل، فإذا استثنيت خصوصية «الغالبون» التي
قدمها
المخــرج باسل الخطيب على نحو لافت العام الفائت، وتوجهنا إلى الدراما
الاجتماعية
التي تشكل السمة الغالــبة للإنتاج الدرامي اللبناني، فيمكن
النظر بعين التفـاؤل
الى تجربة درامية لبنانية ناجحة جاءت بامتياز سوري، حــين قدم المخرج الليث
حجو، في
واحدة من حلقات الجزء الثاني من مسلسله الشهير «أهل الغرام»، حكاية عـشق
لبنـانية
جسدها فنانون لبنانيون باللهجة اللبنانية عن نص سوري. وهي
تجربة بدت لافتة. نأمل أن
تخرج التجارب الجديدة بوزنها وتدخل الدراما اللبنانية في سباق المنافسة
الدرامية
العربية مجدداً، بعد أن غادرته منذ سنوات عديدة ولم تعد إليه.
السفير اللبنانية في
22/12/2011 |