أكد النجم السوري عباس النوري أنه راض عن المستوى الذي ظهر به مسلسل
“طالع الفضة”، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن شراكته مع المخرج سيف الدين
سبيعي قائمة على قناعة من الطرفين . ولفت النوري في حوار خاص مع “الخليج”
إلى أن الانتقاد الذي واجهه مسلسل “العشق الحرام” هو نوع من أنواع النقاش
الاجتماعي الضروري، مشدداً في الوقت نفسه على أن الجرأة لا تعني الخروج عن
المحرمات بل تعني أن نتجرأ بقراءة الواقع . . هذه المحاور ومحاور غيرها
تحدثنا فيها مع النجم السوري وفيما يلي نص الحوار .
·
في رمضان الماضي قدمت مسلسل
“طالع الفضة” الذي صوَّر الشام بطريقة مختلفة، وقد نال جماهيرية واسعة، هل
أنت راض عن المسلسل والمستوى الذي ظهر به؟
- أعدّ العمل إحدى التجارب التي تدخل في إطار
مشروع محاولة قراءة “الشام” على المستوى الإبداعي، بعيداً عن التجميل
والتناول السطحي لهذا التراث والفلكلور الذي درجت الأعمال الشامية على
تناوله، وبالتالي “طالع الفضة” كان محاولة لقراءة شجاعة لتاريخ دمشق،
وأعتقد انه ظهر بهذا الشكل وأنا راضٍ عنه وعن المستوى الذي ظهر به .
·
شاهدنا أكثر الممثلين المشاركين
في طالع الفضة وقد قدموا أداء لافتاً واستثنائياً، فرأينا اندماجاً كبيراً
بين الممثل والشخصية فما السبب برأيك؟
- أستطيع القول إن النص الموجود على الورق كان
حقيقياً بدرجة كبيرة جداً، يقارب العمل الاجتماعي وخصوصاً أن مزاجي الفني
يجنح نحو الأعمال الاجتماعية، لأن المسلسل الاجتماعي هو امتحان حقيقي
للفنان، “كيف يستطيع أن يعكس الحياة كما هي وأن يشبهها إلى أبعد الحدود”،
ولذلك ما كتب في “طالع الفضة” كان قريباً جداً من مساحة قراءة حقائق،
فالممثلون والمخرج تعاملوا مع النص ليس كقصة اجتماعية تنتمي إلى توقيت معين
“عام 1912” وإنما هي قصة اجتماعية حقيقية وواقعية فيها أناس حقيقيون وليسوا
مُخترعين لينقلوا قيماً على أساس ما تتناوله الأعمال “الأمية” التي قرأت كل
شيء إلا الواقع . . . قرأت الفلكلور ولم تقرأ الواقع . . قرأت التراث ولم
تقرأ الواقع، قرأت الأمثال الشعبية وبقت بين قوسيها ولم تتجاوزها ولن
تتجاوزها، لأن المسألة ليست بحاجة إلى جرأة بمعناها المباشر كجرأة، وإنما
هي بحاجة لحالة تحد لقراءة ثقافة الواقع نفسه، وبالتالي هي ليست قراءة
تاريخ في مدرسة وإنما هي قراءة حياة كاملة تشبه حياتنا الآن، لأن اليوم
الذي نعيشه هو نتاج الأمس .
·
هل سيكون هناك أجزاء جديدة من
“طالع الفضة” أم أن العمل انتهى؟
هناك أفكار مطروحة الآن في أكثر من اتجاه لهذا المشروع مع محاولة
لتقديم قراءة جدية لتاريخ دمشق وحياة هذه المدينة، وهناك توجه لكتابة مراحل
تاريخ دمشق في عمل درامي، ففي “الحصرم الشامي” كانت هناك قراءة واقعية
لتاريخ دمشق خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ولكن المشروع توقف لأسباب
عدة . وحالياً هناك أفكار متبادلة مع المخرج سيف الدين سبيعي حول استمرارية
“طالع الفضة” في قراءة تاريخ دمشق، وحتى الآن لم نخرج بقرار وإنما نطبخ هذه
القرارات على نار هادئة حتى نخرج بشيء حقيقي .
·
ما الرسائل التي أراد عباس
النوري وعنود الخالد إيصالها من خلال “طالع الفضة”؟
- لم يكن هناك رسائل محددة وإنما هي رسالة موجهة
لأنفسنا قبل أن تكون للجمهور، وهي محاولة تذكُر دمشق بشكلها الحقيقي بعيداً
عن السفسطة، بل تذكير بأن دمشق مدينة تستحق أن تكون مدرسة للعالم، ونحن في
مقدمة العمل قلنا إن “طالع الفضة” مكان صغير في دمشق ولكنه اتسع للعالم
أجمع فما بالك بدمشق كلها .
·
دائما ما تنتقد أعمال البيئة
الشامية ك “باب الحارة” و”أهل الراية” ولكن رأيناك مشاركاً وبطلاً في هذه
الأعمال فما السبب؟
مشاركتي بهذه الأعمال ليست مجالاً للنقد وإن كنت أنقد نفسي ولكنني
أعمل في مهنة بصفة ممثل، وسواء كان “أهل الراية” أو “باب الحارة” أو “ليالي
الصالحية” أو ما قبلها وبالتحديد القنبلة التي فجرت هذه الأعمال وهو مسلسل
“أيام شامية” في عام ،1992 هذا النموذج من الأعمال أحبه الناس وبالتالي
هناك شريحة من الجمهور لابد من احترامها ومخاطبتها بطريقة تحاكي مزاجها
وبالتحديد المزاج الرمضاني، هنا أنا لا أخلي طرفي منها ولكنني لست صاحبها،
ومع ذلك . . فحتى في “باب الحارة” قدمت شخصية “أبو عصام” أقرب ما تكون إلى
الحياة نفسها ولم أقدمها مخترعة ومفبركة ومنمطة وهذا ما سأقدمه في كل
أعمالي، ويمكنني القول أيضاً إنني عندما أعمل بهذا النوع من الأعمال ممثلاً
يختلف الأمر عن كوني كاتباً للعمل، مثل “طالع الفضة” وهنا بوصفي صاحب مشروع
أذهب بالاتجاهات والأفكار التي أحبها والتي أؤمن بها، أما عندما أكون
ممثلاً فالوضع مختلف تماماً، وبشكل عام مثل هذه الأعمال لا يمكنني إلا أن
أختلف معها ولكنني في الوقت نفسه أحترمها مادامت هي محترمة عند الجمهور،
على ألا تصل إلى حدود “البوجقة” والاستعراض الفارغ و”تفتيل الشوارب” فقط .
·
ما الأعمال التي يمكن أن تعطي
دمشق حقها تاريخياً؟
- دمشق أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ وبالتالي لا
تستحق أن تبقى محصورة بالشروال والخنجر المعقوف وقليل من “البوجقة”، هذا
التناول الآني الذي صنع من عدد من الممثلين نجوماً وفق أنماط سطحيه وليس
لها مدلولات، وبالتالي يجب أن نقدم صورة حقيقية عن دمشق بقيمها وثقافاتها
المتنوعة وبديمقراطية حياتها، التي كانت مدرسة للعالم كله حيث كانت تعاش
الديمقراطية فيها قبل وجود الصحف والإعلام .
·
عُرض مؤخراً عمل من بطولتك وهو
المسلسل المعاصر “تعب المشوار”، كيف ترى المستوى العام لهذا العمل؟ وهل أنت
منزعج لعدم عرضه في رمضان؟
- لست منزعجاً لأن العمل لم يعرض في رمضان
والموضوع يعود للشركة المنتجة وتوقيت العرض، وهي مسألة تسويقية تتعلق
بالتوزيع، وبالنسبة لي مسلسل “تعب المشوار” هو من الأعمال الجيدة والمحببة،
وبالتالي لا خوف عليه في حال عرضه خارج رمضان، وهذا ما حصل حيث إنه ترك صدى
إيجابياً لدى الجمهور وهنا أؤكد مرة أخرى أن العمل الاجتماعي دائماً هو
الأقرب للناس ولاهتماماتهم .
·
ارتبط اسمك باسم المخرج سيف
الدين سبيعي بكثير من الأعمال خلال السنوات الماضية فما سر الشراكة الخاصة
بينكما؟
- شراكتي مع سيف الدين سبيعي أربطها بكل شيء إلا
العواطف، والمسألة عبارة عن قناعة من الطرفين بجدوى هذا التعاون وهذه
الشراكة، لأننا إذا لم نجد جدوى من شراكة معينة في عمل ما فلا نكون شركاء،
وأنا مستمع جيد لكل الأفكار وهو كذلك الأمر، سواء أكنا شركاء في عمل معين
أو لا .
·
قيل إن هناك تقارباً ولو فكرياً
بين شخصيتك في “ليس سراباً” وشخصيتك في “تعب المشوار” فما ردك على ذلك؟
- لا يوجد أي تقاطعات أو تشابه بين الشخصيتين
أبداً، وهذا اختراع ليس له أي معنى وهو كلام يجانب الموضوعية .
·
ويقال إنك تتدخل بتفاصيل العمل
الذي تشارك فيه حتى إنك تحدد المخرج وصولاً إلى تحديد الأسماء المشاركة؟
- هذا الكلام ليس صحيحاً إطلاقاً، ولكن ما يحصل أن
بعض المخرجين يأخذون برأيي في بعض المواضيع وبالتالي أنا لا أحدد ولا أتدخل
.
·
العمل الآخر الذي شاركت فيه هذا
الموسم هو “العشق الحرام” الذي لاقى انتقادات عدة، ومنها أن جرأته مزيفة،
وقيل أيضاً إن جماهيرية العمل هي جماهيرية المستنكرين له لا المعجبين به
فما رأيك بذلك؟
- قبل أن آتي لهذا الحوار كنت أشاهد نشرة أخبار
على إحدى القنوات العربية فظهر تقرير اجتماعي من أحد البلدان العربية لشخص
قام بحبس ابنته لمدة 11عاماً كان يقوم خلالها بالاعتداء عليها باستمرار حتى
إنه يمنعها من الاستحمام، ورغم كشف الموضوع من قبل الجوار والقبض على الأب
من قبل الشرطة، فإنه لم يُحبس أكثر من خمس دقائق، وبالتالي نلاحظ أن
القانون حمى اعتداء واضحاً، وهذه حادثة اجتماعية جرت وهي أبشع بكثير مما
عرض في مسلسل “العشق الحرام”، ورغم ذلك لا يمكننا أن ننكر أن الناس لا تحب
أن ترى الحياة بشكلها الحقيقي، لأن التلفزيون العربي عوّد الجمهور على أنه
وسيلة إعلانية مرهونة بالمزاج الرسمي للدول والأنظمة السياسية، وبالتالي لا
يقدم الحقائق كما هي بسبب غياب الحريات الإعلامية، ولكن عندما تعرف الحريات
الإعلامية، فإن أي زيارة للمحاكم سنكتشف من خلالها فظائع كبيرة وأكبر مما
جرى في “العشق الحرام”، وهذا الاستنكار لا أراه نابعاً من مسألة حقيقية أو
غير حقيقية وإنما الاستنكار نابع من عدم التحمل لقراءة الواقع بهذه القسوة،
وأعتقد أن الجمهور على حق ولا ألوم من يستنكر أو من ينتقد حتى لو كان
الانتقاد قاسياً، فهذا شكل من أشكال النقاش الاجتماعي ويمكننا القول إن
الجمهور عندما يستنكر عملاً ما فهذا يدل على الاهتمام به بشكل من الأشكال
وهذا الاهتمام يهمني .
·
ما مفهوم الجرأة برأيك وهل
يمكننا أن نقول إن مستوى الجرأة في الدراما السورية وصل إلى الحد الذي
يحاكي هموم المجتمع ومشكلاته من كل النواحي؟
- الجرأة لا تعني أن نخرج عن المحرمات، لكن يجب أن
نتجرأ على قراءة والواقع، أن نقرأ أنفسنا وعيوبنا . . فكم هو واقعنا السوري
مملوء بالمتناقضات التي هي بحاجة إلى حوار، والحوار لن يكون مجدياً ونافعاً
إن لم نكن جريئين في قراءة عيوبنا، وبالتالي يجب أن نجيب ونحسن الاستماع
إلى بعضنا البعض أي أن نكون جريئين بحسن الاستماع لقراءة هذا الواقع، ولكن
الجرأة مفهوم لا يعني الانفلات إنما ممارسة المسؤولية الحقيقية .
·
هذا العام وحسب تصريحات الكثير
من المنتجين والفنانين، عانت الدراما السورية من أزمة تسويقية أدت إلى
“كساد” عدد من الأعمال والتوقف عن إنتاج أخرى، فما هو الحل لهذه الأزمة؟
- لا وجود لأزمة تسويقية في الدراما السورية وهذا
كلام أطلقته بعض الأصوات التي لا تجيد قراءة حجم حضورها في هذه الدراما،
وللتعبير عن الحالة يمكننا أن نقول إن هناك قلقاً من الحالة العامة للبلد
وإن الأعمال الدرامية السورية مهمة ولها حضورها وجمهورها ولها سوق إعلاني
قوي، ولها أسماء ونجوم محبوبون من الجمهور .
·
كيف ترى وضع الدراما السورية في
الموسم المقبل في ظل الأوضاع التي تعيشها سورية؟
- الإجابة عن هذا السؤال تدخل في إطار احتمالين
الأول هو المتفائل، بمعنى أننا سنزداد جرأة في قراءة واقعنا الراهن حتى على
المستوى السياسي، وأعتقد أن الفنان السوري عنده ذخيرة من الإحساس
بالمسؤولية العالية المستوى، إلى جانب متابعته الدقيقة وقراءته السياسية
للواقع، وأعتقد أنه سيقدم أعمالاً غير مسبوقة، وهذا سيعتمد على كتاب
الدراما الذين أدعوهم لأن يتصدوا لهذه المرحلة بكل جرأة. الاحتمال الثاني
هو التشاؤم وأنا لست معه .
·
لاحظنا أن عدداً من المخرجين
السوريين بدأوا يجربون أساليب جديدة في الدراما فهل أنت مع هذه التجارب أم
أن لك رأياً مختلفاً؟
- هذا يعتمد على موضوع من يجرب ليس على مستوى
الاسم فقط وإنما من يجرب كنوع، فمثلاً سيف الدين سبيعي مخرج شاب وهو دائماً
في إطار تطوير أدواته، ويقدم نفسه بأعمال مختلفة وبرؤى وإيقاعات وأساليب
مختلفة، وهذا تجريب ناجح وهناك مخرجون يقومون بذلك في حين أننا نرى أنماطاً
أخرى من المخرجين الذين يعتمدون التجريب لمجرد التجريب وهذا خطأ كبير .
·
في هذا العام شاهدنا “ميار عباس
النوري” ممثلاً برفقة والده في “طالع الفضة” فهل يمكننا أن نقول إن هذه هي
بداية الحياة التمثيلية لابنك؟ أم أنها مجرد مشاركة؟
- لا أستطيع أن أجيب عن ميار، ولكنني أقول إنها
تجربة أرادها سيف الدين سبيعي عن قناعة حسب قوله، وخصوصاً أن طبيعة الدور
تناسب عمر ميار الذي سبق أن شارك بعدة أعمال مسرحية في مدرسته، وحقق مشاركة
صغيرة ومتواضعة في مسلسل “تعب المشوار” أيضاً، وبالتالي تبقى في سياق
التجربة، وميار لديه طموحات أكبر من عمل الممثل . أما حالياً فهو موجود في
لندن لدراسة الإخراج والغرافيك وسيعود دارساً للإخراج السينمائي، أما أن
نقول مخرج فهذا يتبع لما سيقدمه .
·
في هذا الموسم رأينا تألقاً لعدد
من الوجوه الشابة، فمن من هؤلاء نال رضاك ووجدت فيه نجماً مستقبلياً؟
- هذا كلام عام ولا أستطيع أن أطلق أحكاماً، وهي
تجارب يجب أن يؤكد أصحابها حضورهم، ولكن أستطيع أن أقول إن مجموعة من
الشباب والشابات في “طالع الفضة” قدموا أداءً ممتازاً يبشر بمستقبل كبير،
والتحدي أمامهم كبير لكي يؤكدوا حضورهم .
·
ما معايير النجومية بنظرك، وما
المبررات التي تدعو لأن نطلق كلمة نجم على فنان ما؟
في التلفزيون لا يوجد معيار محدد إلا ما يسمى المزاج العام، لأنه لا
يوجد شباك تذاكر وبالتالي معيار النجومية هناك له علاقة بالسوق التجاري
والمعلنين .
·
لنتحدث عن السينما لماذا أنت
بعيد عنها كل البعد؟ وهل تلقيت عروضاً للمشاركة في السينما المصرية؟
- أكره هذا السؤال لأنه لا توجد سينما في سورية
حتى نسأل الفنان عنها، أما بالنسبة للسينما المصرية فهناك أفكار للمشاركة
فيها وليس لدي الوقت حالياً، كما أن هناك معايير أخرى للسينما المصرية أنا
بعيد عنها .
·
خضت تجربة التقديم التلفزيوني من
خلال برنامج “لحظة الحقيقة” الذي تم عرضه على
mbc، فهل أنت راضٍ عن هذه التجربة؟ وهل ستستمر بها؟
- أنا سعيد جداً بهذه التجربة وسأستمر بها فيما لو
عرض علي أن يكون هناك مواسم مقبلة من البرنامج، فأنا أحب هذا النوع من
البرامج المشاكسة لواقعنا الاجتماعي .
·
هل أنت مقتنع بهذا النوع من
البرامج “برامج الواقع” التي توصف بأن هدفها تعرية الأشخاص وفضحهم؟
- برنامج “لحظة الحقيقة” هو امتياز أمريكي واشترته
محطة “إم بي سي” وهذا تحد بتقديم برنامج في غاية الجرأة للمشاهد العربي،
وخصوصاً أن تقديم البرنامج نفسه في الولايات المتحدة مختلف تماماً، لأن
ثقافة المشاهد الأمريكي مختلفة عن المشاهد العربي، وهو أمر ليس له علاقة
بارتفاع ثقافة المشاهد الأمريكي عن العربي وإنما له علاقة بمنسوب القيم بين
المجتمع الأمريكي والمجتمعات العربية، وهذا لا يعني أنه لا يجوز أن نقدم
هذه النوعية من البرامج لمجتمعاتنا، بل علينا أن نقدمها شرط ألا يكون ذلك
بإطار فضائحي يتناول المستوى الشخصي، وأؤكد أن أي مشترك في هذا البرنامج لم
يخرج نادماً على الإطلاق، بل على العكس المشاركون أتوا ليقولوا الحقيقة
وهذا أمر مهم وخصوصاً أنه ليس لدينا هذه الثقافة في مجتمعنا العربي في ظل
انتشار ثقافة “العيب”، لأن المكون الأساسي لمجتمعاتنا هو مكون عصبي وديني
وعشائري أكثر منه مكوناً إنسانياً .
·
هل أنت مع أن يشارك نجوم الدراما
في التقديم التلفزيوني ونجوم الإعلام في الدراما؟
- هذا لا يقابل ذاك، ليس بالضرورة أن يكون مقدم
برنامج ناجح جداً ممثلاً ممتازاً أو قد يكون العكس .
·
كيف تنظر إلى مشاركة الفنانين
العرب في الأعمال السورية؟ وما فائدة ذلك؟
- أنا مع هذه المشاركات بشكل كبير لأن هذا يغني
الأعمال العربية ويقدمنا بصورة حقيقية .
·
ما جديدك للموسم المقبل؟
- قرأت مشروعين حتى الآن، ولم أجد فيهما الشيء
المناسب، وما زلنا في مطبخ قرار كتابة أجزاء جديدة من “طالع الفضة” .
·
كلمة أخيرة؟
- شكراً لصحيفة “الخليج” على اهتمامها بالفنان
السوري وأنا سعيد جداً بهذا اللقاء وأتمنى لها المزيد من التفوق والانتشار.
الخليج الإماراتية في
14/12/2011
أول مصورة تلفزيونية
إماراتية
فاطمة السناني: خلف الكاميرا أنسى أنني
فتاة
حوار: مصطفى عبد الرحيم
رغم صغر سنها إلا أن فاطمة السناني المصورة بتلفزيون أبوظبي، استطاعت
وبجدارة أن تحمل صفة أول مصورة تلفزيونية إماراتية، تحمل على كتفها
الكاميرا وتتجول لتنقل للمشاهدين الصورة من موقع الحدث .
صوتها الهادئ يحمل نبرة تحد، وتنسى ثقل ما تحمله من معدات عندما تزاحم
الرجال كالفراشة لوضع كاميراتها في موقع الحدث . لم تجد صعوبة لعدم وجود من
يسبقها من النساء على حمل الكاميرا، وأجبرت زملاءها ومرؤوسيها ومن يراها في
الشارع على احترام موهبتها في التصوير .
تعيد لأهلها الفضل في تشجيعها، وتطمح في إخراج فيلم قصير تحصد به إحدى
الجوائز السينمائية . عن تجربتها في التصوير التلفزيوني، والتحديات التي
تواجهها في الميدان تتحدث فاطمة السناني في هذا الحوار.
·
متى بدأت رحلتك مع التصوير
التلفزيوني؟
- منذ طفولتي يجمعني بالصورة التلفزيونية عشق
كبير، وكنت أنظر إليها بنظرة مختلفة عن المشاهد العادي، وتساورني أسئلة
كثيرة حول طريقة وأماكن التصوير، لذلك كنت تواقة لمعرفة كواليس التصوير
داخل الأستوديو، وكيفية مونتاج الصورة، والتعرف عن قرب إلى المجهود الذي
يتم بذله وراء الكواليس، وتخرجت في كلية الإعلام والاتصال جامعة زايد،
وتحديداً قسم العلاقات العامة والإعلان، وتقدمت لدراسة التصوير والمونتاج
في دورات بالجامعة للتعرف إلى هذا العالم السحري الشيق .
·
يقبل الكثيرون من هواة التصوير
على دراسة الإخراج بشكل مباشر، لماذا لم تخصصي به؟
- هذا صحيح، لكني فضلت أن أصل إلى الإخراج بعد
معرفة تفاصيل العمل بشكل دقيق، فليس من المعقول أن أكون مخرجة ولا أعرف
الإمساك بالكاميرا واختيار الزوايا، ولا أعرف كيفية اختيار أماكن التصوير،
ونوعية الإضاءة الداخلية والخارجية، فقررت أن أدرس كل مرحلة على حدة، وكانت
كل مرحلة تقودني للمرحلة التي تليها، وفي النهاية أعتقد أن هناك فارقاً
كبيراً بين المخرج الذي تمرس على كل عناصر العمل وبين الذي يريد الإخراج
ليطلق عليه الناس لقب مخرج .
·
وكيف كانت البداية العملية
واحتراف التصوير؟
- بعد تخرجي في الجامعة في 2006 توجهت للتدريب في
تلفزيون أبوظبي، حيث كنت اعمل على مشروع مشترك لطالبات جامعة زايد عبارة عن
فيلم بعنوان “خليفة امتداد قائد”، بعدها عملت كمتدربة لمدة 6 أشهر، ثم تم
اختياري للعمل كمصورة محترفة بالتلفزيون .
·
ألم يساورك القلق من المتاعب
التي قد تواجهك في حمل الكاميرا والمعدات؟
- بالتأكيد ساورني بعض القلق خاصة في بداية خروجي
للعمل الميداني، فبعد عملي كمصورة استوديو، حيث الجو المهيأ والخطوات
المدروسة، من إضاءة وديكور وفواصل وخلافه، قررت خوض تجربة التصوير الخارجي
وحمل الكاميرا لتصوير التقارير لنشرة أخبار الدار . لكن حبي الشديد للتصوير
لم يجعلني أتردد في مزاحمة زملائي من الرجال، وحمل كاميرا ومعدات يصل وزنها
إلى 15 كيلوغرام، والسير بها لساعات في أجواء الطقس الحار والرطب .
·
ما هي البرامج التي قمت
بتصويرها؟
- بدأ مشواري مع بداية نشرة علوم الدار وعملت فيها
لمدة 8 شهور، ثم انتقلت للإشراف على مشاريع القناة من فواصل، وقدمت أكثر من
عمل وثائقي، والكثير من البرامج الدعائية الخاصة بالقناة، إضافة إلى تصوير
النشيد الوطني للدولة لعام2009 .
·
هل تتذكرين أول مهمة ميدانية
ومكانها؟
- نعم كانت في مكب للنفايات، فبدهاء قرر مديري أن
يختبر صبري وقوة احتمالي على تحمل الصعاب، لكنني لم أنتبه لهذا الأمر ونزلت
إلى الموقع ودخلت بين النفايات، وحصلت على المادة المطلوبة، ولم أعر الموقع
وما فيه أي اهتمام، لأن عيني كانت على اختيار زوايا تعبر عن الموقع .
·
ماذا عن ردود فعل زملائك بعد
خوضك تلك التجربة؟
- الجميع كان ينتظر مني رفض الدخول بين القاذورات،
أو على الأقل أن أطلب من أحد أن يحمل لي الكاميرا والمعدات، لكني بعد إنجاز
المهمة وتنفيذ تعليمات المخرج، وجدت استحساناً كبيراً من زملائي ومديري
الذي كان على ثقة من قدراتي وحبي للتصوير .
·
العمل الميداني ليس له مواعيد
ثابتة، كيف تنظمين وقتك؟
- هذا صحيح، فكل حدث وتقرير له مكانه وزمانه،
أحياناً نخرج فجراً حتى نستقبل أول بزوغ للشمس، وأحياناً أخرى نظل في موقع
العمل حتى ساعات متأخرة من الليل، وأنظم وقتي حسب أوقات العمل ومهمات
التصوير .
·
ما الفارق بين التصوير داخل
الاستوديو والعمل الميداني؟
- الفارق كبير، داخل الاستوديو تكون الكاميرات
ثابتة في زوايا محددة، وتكون محددة الوظائف، فواحدة مثلاً تكون موجهة
للمذيع وأخرى للضيف، كما يكون الديكور ثابتاً، والإضاءة مدروسة، والتوقيت
معروف وكل الفريق يعمل وفق خطة معدة، على العكس تماماً من التصوير في
الميدان، فكل شيء يجهز ويحضر في موقع التصوير، من إضاءة وصوت . كما تتغير
زوايا التصوير تبعاً للمادة المطلوبة في التقرير التلفزيوني، ونكون عرضة
لعوامل جوية قد تجعلنا نغير خططنا من حين إلى آخر .
·
ما أبرز الصعوبات التي تواجهك،
وكيف تتغلبين عليها؟
- أهم الصعوبات هو العمل لساعات طويلة في الشمس
الحارقة، ففي بعض الأحيان أقوم بالتصوير مع ساعات الفجر الأولى، وأنتهي من
التصوير مع دخول الليل، أما حمل معدات التصوير والكاميرا فكان لي بمثابة
تحد كبير عليّ تحمله والتعود عليه، لكن ذلك يهون عندما أصل للصورة المطلوبة
وأنجز المهام الموكلة إلي، كما يخفف عني كثيراً حبي الشديد لتلك المهنة،
وتجددها ومساحة الإبداع التي أعبر فيها عن نفسي وقدراتي .
·
هل يتطلب عملك كمصورة التعامل مع
أحدث التقنيات والكاميرات؟
- بالتأكيد يجب أن أكون على دراية بالأدوات التي
أستخدمها، ومتمرسة بشكل جيد على إمكاناتها، لكن في بعض الأحيان يكون هناك
مزايا جديدة تضاف إلى بعض المعدات، وهنا ألجأ للمخرج .
·
ماذا عن دور الأهل حيال عملك
الشاق كفتاة؟
- لم أكن لأنجح لولا تشجيع والديَّ، واقتناعهما
بأفكاري وطموحي في المجال الذي اخترته لأحقق ذاتي، فأسرتي تعرف جيداً ما
أواجهه بشكل يومي من صعاب، ويدفعوني إلى المزيد من بذل الجهد . لأننا نؤمن
أن النجاح لا يأتي من فراغ ولابد من بذل الجهد حتى يجني الإنسان ثمار تعبه
ويحقق طموحه .
·
لكن عملك يتطلب السرعة ومزاحمة
وكالات الأنباء في نقل الخبر؟
- عندما أحمل الكاميرا أنسى تماماً أنني فتاة تلبس
عباءة، وأزاحم لأضع الكاميرا الخاصة بتلفزيون أبوظبي في موقع الحدث مهما
كانت الظروف، وأتذكر أن حدث ذلك عند افتتاح كورنيش أبوظبي، حيث تواجدت
العشرات من وكالات الأنباء لكني تمكنت من حجز مكاني بينهم بالقوة، واستطعت
التصوير في الساعة السابعة واللحاق بموعد البث الذي كان بعد ساعة واحدة من
التصوير .
·
كيف يتعامل معك فريق العمل خارج
الاستوديو؟
- بشكل عادي وطبيعي، لأننا جميعاً يجمعنا هدف واحد
وهو تحقيق ما خرجنا من أجله، وكوني فتاة أم رجل فالأمر لا يهم بالنسبة لي
ولهم، وقد يشفق علي البعض من الدخول في أماكن صعبة أو العمل لساعات طويلة،
لكن في النهاية لدينا عمل لابد أن نتعاون لإنجازه وتقديمه في الوقت المحدد
.
·
هل شكل عدم وجود مصورات
إماراتيات عقبة في طريق تبادل الخبرات؟
- لم يشكل ذلك عائقاً بالنسبة لي على الإطلاق،
لأنني حصلت على التدريب الكافي داخل استوديوهات التلفزيون، وكان مديري
والمسؤولون عن تدريبي يدركون حسي العالي وحبي الشديد لمهنة التصوير،
ومنحوني ما أريد من خبرة مكنتني من أن أكون أول مصورة إماراتية تحمل كاميرا
وتصور من الميدان، وأنا مقتنعة أن لكل مهنة متاعبها وأحب التصوير لذلك قبلت
تحمل متاعبه .
·
ماذا عن تجاربك الإخراجية؟
- لي العديد من التجارب الشخصية في إخراج الأفلام
القصيرة، أبرزها كان فيلم “أم الإمارات” الذي اختارني تلفزيون أبوظبي
لإخراجه، وهو فيلم قصير مدته عشر دقائق وكان التحدي الكبير في هذا الفيلم
أن أقوم بسرد كل انجازات “أم الإمارات” وإسهاماتها الإنسانية الكثيرة، في
تلك المدة القصيرة، وقمت قبل الشروع في التنفيذ بالإعداد الجيد لتلك
الإنجازات، واستعنت بأحد الأصوات النسائية الرخيمة للتعليق على الفيلم
بطريقة الراوي الذي يحكي قصة امرأة كرست كل جهدها ووقتها لخدمة الوطن، كما
أخرجت فيلماً للهلال الأحمر الإماراتي يلخص إنجازاته داخل الدولة وخارجها،
وعملت على إخراج النشيد الوطني لهذا العام، الذي سيذاع لأول مرة بالتزامن
مع احتفالات الدولة باليوم الوطني . وهو جديد من نوعه لأنه مترجم بلغة
الإشارة .
·
ما الطموحات التي تتطلعين
لتحقيقها في المستقبل؟
- أن أملك من الإبداع ما يمكنني من تقديم الجديد
في مجال عملي، كما أنوي المشاركة في أحد مهرجانات السينما بفيلم قصير.
الخليج الإماراتية في
14/12/2011 |