تشارك الفنانة عايدة رياض على شاشة رمضان 2012 في مسلسلي «شربات لوز»
و{باب الخلق»، وسيعرض لها فيلم سينمائي قريباً بعنوان «ألماني»، وهي تأمل
أن تشكّل هذه الأعمال إضافة إلى مسيرتها الفنية التي انطلقت فيها كراقصة
استعراضية في الفرقة القومية، ثم أدت أدواراً متنوعة نالت الإعجاب.
عن أعمالها الجديدة كان اللقاء التالي معها.
·
كيف رُشحتِ لمسلسل «شربات لوز»؟
حدثني المخرج خالد مرعي والسيناريست تامر حبيب عن المسلسل وأرسلا
السيناريو إليّ، وبعدما قرأته أحببت قصته ووافقت فوراً، وهو بطولة الجميلة
يسرا، يشارك فيه: سمير غانم، أمير كرارة، إنعام سالوسة، ووجوه شبابية مثل
محمد شاهين ومحمد فراج.
·
ماذا عن دورك فيه؟
أؤدي دور ناظرة مدرسة متزوجة من عامل في مصنع ملابس وأم لطفلين.
·
ما الذي حمّسك لقبوله؟
هو جديد ومختلف بالمضمون والشكل أيضاً، إذ أضع نظارات طوال الوقت مع
ماكياج يتناسب مع وظيفتي في المسلسل.
·
ماذا عن مسلسل «باب الخلق»؟
عرض علي المخرج عادل أديب والمؤلف محمد سليمان المشاركة في عمل درامي
جديد يعود محمود عبد العزيز من خلاله إلى شاشة التلفزيون. قرأت السيناريو
وأعجبت بموضوعه، لا سيما أنه يزخر بالشجن وأنا أعيش هذا الإحساس راهناً.
·
كيف تقيّمين الأدوار الأخرى في
المسلسل؟
مميزة ومؤثرة في مجريات الأحداث، ما يعني ألا وجود لمشهد واحد من دون
أحداث، حتى الممثل الذي يقدم مشهداً أو اثنين اعتبره بطلاً.
·
من أبرز المشاركين فيه؟
صفية العمري، عبير صبري، منة فضالي، شيري عادل، محمود الجندي، تامر
هجرس، أحمد فلوكس، أحمد فؤاد سليم، سناء شافع، حمدي أحمد ونخبة من النجوم…
لذا أتوقع أن يحوز أعلى نسبة مشاهدة.
·
ماذا عن مصير مسلسل «ليالي
الحظر»؟
كان مقرراً أن نبدأ تصويره منذ ثلاثة أو أربعة أشهر، لكنه توقف بسبب
الأحداث الجارية ولانشغال مخرجه حسام النبوي في مسلسل «معالي الوزيرة» مع
إلهام شاهين، وعندما ينتهي من تصويره في نهاية يناير (كانون الثاني) أو
منتصف فبراير (شباط) المقبلين، نأمل في أن نستأنف العمل فيه.
·
لماذا سمي بهذا الاسم؟
لأنه يرصد ثورة 25 يناير، ويؤرخ للثورة منذ بدايتها لغاية اليوم، وهو
من تأليف محمد هلال، ويشارك فيه: أحمد بدير، رشوان توفيق، علاء مرسي، فتوح
أحمد ومحمد عبد الحافظ.
·
أي من المسلسلين تراهنين على
نجاحه على شاشة رمضان: «شربات لوز» أم «باب الخلق»؟
يصعب علي توقّع نجاح عمل من دون الآخر لأن المعايير تغيرت، فقد تابعنا
في السنوات الماضية بطولات جماعية لممثلين ليسوا نجوماً، لكنهم أثبتوا
وجودهم في الدراما. كذلك ثمة اختلاف بين المسلسلين في النوعية والموضوع
والحالة التي يضع كل منهما المشاهد فيها… بالإضافة إلى أن لكل نجم جمهوره
الذي يتابعه، فيسرا لها جمهورها ومحمود عبد العزيز له جمهوره الذي اشتاق
إلى رؤيته على الشاشة الصغيرة، ونحن كممثلين نشتاق إلى العمل معه أيضاً.
·
وما آخر أخبار فيلم «ألماني»؟
سننتهي من التصوير قريباً، وأتوقّع أن يحظى بالنجاح لأنه فيلم
«الساعة» برأيي، نظراً إلى واقعيته التي تناسب الظروف التي تمر بها البلاد
وتناوله عالم البلطجة عن قرب من خلال نموذج لشاب تحوله الظروف إلى بلطجي.
·
أخبرينا عن دورك فيه.
لا يمكنني الإفصاح عنه، فثمة اتفاق بين فريق العمل على عدم ذكر أي
تفاصيل للإبقاء على عامل الدهشة لدى الجمهور عند مشاهدته الفيلم.
·
ألم تقلقي من المشاركة في فيلم
بطله ومخرجه من الفنانين الشباب؟
لا، فالبطل محمد رمضان هو ممثل الجيل الجديد والمخرج علاء شريف متميز
في فكره، ومدير التصوير محمد حمدي أيضاً، وقد لمست فيهم حماسة ورغبة في
إثبات حضورهم، فأحتضنتهم في التصوير ولم أفرض عليهم رؤية خاصة، بل على
العكس أستمع إليهم وأتزوّد من حماستهم لأنه لا بد من وجود صلة بين الأجيال.
·
هل توقعت النجاح الذي حققه دورك
في مسلسل «شارع عبد العزيز»، على رغم صغر حجمه، ووصف النقاد له بأنه مميز؟
بالعكس، اعتبرت مشاركتي فيه عادية وقبلته لعشقي دور الأم المصرية الذي
تكمن صعوبته في سهولته، إنما حُصرت فيه على مدى الأعوام الماضية.
·
ماذا عن الجزء الثاني من
المسلسل؟
ينكبّ المؤلف أسامة نور الدين على كتابته، وسأؤدي فيه دور الجدة لحفيد
عبد العزيز.
·
ما المعايير التي تعتمدينها
لقبول دور معين؟
أن يكون الموضوع مهماً ولا يميل إلى التطويل، وأن يكون دوري مؤثراً في
أحداث الرواية بغض النظر عن مساحته، فالفنان في يده تكبير دوره أو تهميشه،
ويستطيع بأدائه أن يجذب الجمهور إليه حتى لو كان الدور مشهداً واحداً، ثم
لا حاجة لي إلى أدوار ذات مساحة كبيرة لأن هذه النوعية تفيد الممثلين الجدد
للفت النظر.
·
هل أنت راضية عن المكانة التي
وصلت إليها؟
مع أنني لم أحقق طموحاتي الفنية، لكني راضية عن إنجازاتي، فقد صنعت
اسم عايدة رياض في كل مكان عملت فيه، حتى عندما كنت في الفرقة القومية.
كذلك أنا سعيدة بأدواري في الفترة الأخيرة، لكني أخشى أن يحصرني المخرجون
والمنتجون في هذه الشخصيات ولا أستطيع الخروج من هذه العباءة.
·
هل ندمت على أعمال قدمتها؟
ثمة نصوص يقرأها الفنان كـ «تحصيل حاصل» ويشارك فيها على رغم أن دوره
فيها غير مؤثر فيظهر كضيف شرف، لكن يكفي أنها كانت مع ممثلين كبار.
·
ما الأعمال التي تستهويك؟
الواقعية الحياتية، وهي التي أبحث عنها باستمرار على رغم أنها ترهقني
نفسياً.
·
أيها أقرب إليك: السينما أم
التلفزيون أم المسرح؟
أعشق المسرح لأن بدايتي كراقصة وكممثلة كانت من خلاله ولأنه يتميز
بردة فعل مباشرة من الجمهور عكس التلفزيون، فهو مرهق للغاية وتأتي ردة
الفعل متأخرة حين يعرض العمل. أما السينما فهي الأصعب على الإطلاق، إذ قد
نبدأ بآخر مشهد في الفيلم، فيتطلب ذلك من الممثل إلماماً بالأحداث في ذهنه
وربطها ببعضها، واستحضار مشاعر معينة عند تصوير مشهد ما، فلكل لقطة إحساسها
وأبعادها وليست مجرد حديث يروى.
·
كيف ترين مستقبل مصر بعد اقتراب
فوز الإسلاميين بغالبية مقاعد مجلس الشعب؟
ستظل مصر وسطية في الدين والسياسة وفي الأمور كافة، وما يثار من مخاوف
حول وصول الإسلاميين إلى الحكم غير صحيح، فمهما كانت ميول الشخص الذي سيمسك
بزمام البلد، ثمة قواعد قانونية ودستور، ما يعني أن القائد هو القانون وليس
مجرد شخص، لذا أتمنى أن نعطي فرصة للإخوان المسلمين، الذين كانوا مكبوتين
في الأعوام السابقة، لنرى ماذا سيفعلون عندما يتحقق حلمهم في السلطة.
·
وما توقعاتك لمستقبل الدراما؟
أتوقع دراما مصرية قوية وقادرة على منافسة مثيلاتها في البلاد العربية
بالمواضيع والأفكار.
الجريدة الكويتية في
13/12/2011
تظهر في ثلاثة أعمال درامية
علي
بدر خان: التهافت علي شفيقة ومتولي نوع من الفقر الذهني
كتبت:ناهد خيري
في الوقت الذي أعلن فيه السيناريست جابر عبدالسلام انتهاءه من كتابة
سيناريو
يحمل اسم شفيقة ومتولي يخوض الكاتب محمد صفاء عامر نفس التجربة بإعداد
معالجة
درامية وسيناريو لنفس القصة وتحمل الاسم نفسه.
كما يعكف السينارست محمد الحفناوي أيضا علي نفس القصة وبهذا نكون أمام
ثلاثة
سيناريوهات.
يقول محمد صفاء عامر: قصة شفيقة ومتولي من القصص المهمة
والمثيرة وبها من الأحداث ما يفتح شهية أي مؤلف لتناولها دراميا ولا بأس
إذا
تناولها أكثر من سيناريست لأن لكل كاتب أسلوبه ورؤيته المختلفة
والحكم في النهاية
يكون للمشاهد, واستكمل عامر: قيمة الفيلم ونجاحه تزيد من أعبائي في
الكتابة
ولكني أثق فيما أكتب والتراث مطروح أمام الجميع والقصة مليئة بالأحداث
المهمة التي
تساعد في تقديم عمل مهم.
المخرج حسني صالح يري أن القصة من التراث الشعبي
المهم ويؤكد أنه بصدد عمل ملحمي كبير عنها وأكد أنه بالفعل انتهي من
التحضير لها
وقريبا سوف يعلن عن بداية التصوير, وأكد صالح أن الأعمال
الأخري التي تكتب عن
الملحمة لن تؤثر علي عمله وقال استطعت الحصول علي المصادر الأصلية للحكاية
فهناك
العديد من الحقائق لم يتناولها الفيلم لأن أصحابها اختزلوها ولم يفصحوا
عنها وهي
حقائق تضيف لعملي الكثير من التشويق والاثارة.
وقال جابر عبدالسلام انتهيت من
كتابة السيناريو الخاص بقصة شفيقة ومتولي ولكن تم تغيير الاسم
ليكون أحمد ومني بدلا
من شفيقة ومتولي بعد علمي بأن الكاتب الكبير محمد صفاء عامر يكتب معالجة
درامية
وسيناريو لنفس القصة وقد رشحنا لبطولة العمل الفنانة دنيا سمير غانم.
يري
المخرج وليد عبدالعال أن تحويل الأعمال السينمائية إلي أعمال درامية
استثمار
لنجاحات قديمة ورغبة من الممثلات أن تصل لنفس نجومية الفنانة التي أدت
الدور في
العمل السينمائي وقال عبدالعال هناك قصص جديدة وأعمال أخري لم
يلتفت إليها صناع
الدراما كنوع من الاستسهال.
فيما وصف المخرج علي بدرخان مخرج فيلم شفيقة
ومتولي ما يحدث من تدفق علي تحويل قصة شفيقة ومتولي لأعمال
درامية بأنه نوع من
الفقر الذهني لدي المؤلفين مؤكدا ان هناك العديد من القصص والموضوعات التي
تتناسب
مع المرحلة الحالية والتراث مليء بالحكايات المناسبة إذا أحبوا ذلك,
واستكمل بدر
خان أشعر بفجوة كبيرة بين القائمين علي العملية الفنية وبين الواقع الذي
نعيشه
لأنهم أصبحوا يتعاملون مع جهاز التلبفزيون علي أنه محل بقالة
وقل الالتزام تجاه
الوطن والشعب.. هم يسعون لتسلية الناس بأعمالهم ولكن نرجو عدم الاستسهال
والبحث
عن الموضوعات المناسبة للوقت الراهن.
الأهرام المسائي في
13/12/2011
كاظم القريشي نجم 2011 ومقداد عبد الرضا الغائب المميَّز
الفنانون العراقيون بين نجوميَّةٍ مميَّزةٍ وغيابٍ ملموسٍ
عبدالجبار العتابي من بغداد
برزت خلال العام 2011 أسماء عراقيَّة على المستوى الفني، في حين حافظت
أخرى على وجودها، وغابت أخرى عن السَّاحة.
بغداد: شهد عام 2011 مثل الاعوام الاخرى ارتفاعًا في نجومية العديد من
الفنانين، وخفوت لعدد منهم، وغياب واضح على مستوى الشاشة الصغيرة، وفي
محاولاتنا للتعرف على ذلك اجرينا استطلاعًا عشوائيًا ضم فنانين واعلاميين
وموطنين عاديين، فكانت النتائج في ما اسماه الاغلب "نجم عام 2011" وحاز
اعلى الدرجات فيه الفنان، كاظم القريشي، وقد اجمع الذين اختاروه ان اداءه
في مسلسل "ابو طبر" كان لافتًا للانتباه، وظهر فيه بصورة مغايرة عن الصور
التي كان يظهر فيها في مسلسلاته الاخرى، كما اشار البعض إلى ان المسلسل نال
مشاهدة واسعة لتقمص الفنان القريشي الشخصية بشكل مميز، وهو بهذا يؤكد
نجاحاته السابقة لاسيما في الاعوام الاخيرة.
كما اشار العديد من المستطلعة اراؤهم الى بروز الفنان، غالب جواد،
بشكل مميز بعد غياب طويل عن الشاشة، مؤكدين انه استطاع ان يخطف الاضواء من
زملائه في مسلسل "وكر الذيب" بالملامح التي ظهر بها، وكان اداؤه عاليًا،
واستطاع به ان يعود الى جمهوره الذي افتقده لاكثر من سبع سنوات، كما كانت
نسبة الاشارة الى الفنان، حسين عجاج، جيدة لدوره المميز في مسلسل "ابو طبر"،
كما نال الفنان، محمد هاشم، تميزًا في الاصوات عن دوره في مسلسل "فاتنة
بغداد" الذي جسد فيه شخصية الصحافي "حداد".
اما من الفنانات فنالت الفنانة، ايناس طالب، الاصوات الاكثر في
الاستطلاع عن دورها في مسلسل "فاتنة بغداد" عن حياة المطربة الكبيرة عفيفة
اسكندر، فيما نالت الفنانة الشابة، سولاف، اشارات جيدة عن المستوى المميز
الذي تقدمه في الاعمال التلفزيونية التي قدمتها خلال عام 2011 .
وازاء هذا لم يسجل عدد من الفنانين حضورًا لافتًا بسبب الغياب عن
الشاشة لهذا العام، ومنهم الفنان مقداد عبد الرضا، والفنانة هديل كامل،
فيما لم يكن لبعض الفنانين ما يلفت النظر اليهم، وكان مرورهم عابرًا على
الرغم من التوقعات التي كانت تشير الى انهم سيتميزون في اعمال هذا العام
ومنهم سوسن شكري، الذي اكد بعض المستطلعة اراؤهم ان المخرجين يظلمونها في
ادوار بسيطة، وكان الكثيرون يعتقدون انها ستقدم ما يبهرهم كونها كما وصفوها
"كاشان"، لن يذهب جمالها ، فيما قيل ان الفنان جواد المدهش كان حظه سيئًا
بحيث ان حماسه انتهى بشكل مستغرب بعد ان ظن الكثيرون انه سيواصل نجاحه الذي
حققه في مسلسل "سنوات النار"، كما تمت الاشارة الى غياب الفنان عزيز خيون
عن الشاشة الصغيرة حيث لم يمثل اي عمل خلال عام 2010 .
اما على مستوى الغناء فكانت الاشارة واضحة الى تميز الفنان كاظم
الساهر وانه ما زال في الصدارة التي يتسيدها، كما اشار اخرون الى نجومية
الفنان ماجد المهندس الواضحة، وغياب واضح لاسماء مثل حسام الرسام، ومحمد
عبد الجبار، ورضا العبدالله، وكريم منصور، مع ملاحظات عديدة من ان الغناء
الشبابي العراقي لا يمثل اي مستوى للاغنية العراقية واعتبره الاخرون فقاعات
لايمكن الاشارة اليها، ولكن البعض اشار الى ان الحفل الذي اقامه الملحن،
كوكب حمزة، على خشبة المسرح الوطني في بغداد هو حدث فني مميز تمنى الجميع
ان يتكرر مع اخرين، لاسيما ان الحضور الجماهيري كان كبيرًا جدًا.
وقال باقر العلاق، مسؤول في اتحاد الشعراء الشعبيين عن الاغنية: "ارى
ان الاغنية العراقية تتعثر في العناصر الثلاثة التي من شأنها الارتقاء
بالاغنية وهي الكلام واللحن والاداء، هذه لم نجدها في الاغنيات المنتشرة
على الساحة الغنائية، ومن وجهة نظر شخصية اعتقد ان سبب تردي الاغنية
العراقية هو الشاعر الغنائي باعتباره يكتب وفق ما يريده المنتج وما يريده
المغني كون هناك مفردات يتعامل معها الشارع العراقي وهذه المفردات لا تمت
الى الاغنية الاصيلة بصلة، فنحن الان نسمع صوتًا واحدًا وليست اصواتًا".
واضاف: "سوق الكاسيت ومن خلال متابعتي احصيت اراء عديدة للناس انه لا
يوجد كاسيت مرغوب في الشارع العراقي، فهذه الاغاني شبه الاباحية تعتمد على
المفاتن والسيقان وعلى الفيديو كليب، ولا يوجد رواج للكاسيت بعد ان شعر
الناس ان الاغنية السبعينية والثمانينية هي التي ترتكز على عناصر الغناء
الثلاثة، وما يشاهد على الفضائيات الغنائية ما هو الا لمشاهدة الفيديو
كليبات من قبل المراهقين ليس الا".
إيلاف في
14/12/2011
إلى أين تسير الجرأة في الدراما الخليجيَّة؟
حسن آل قريش من الرياض
تميزت الدراما الخليجية بأنها دراما "نظيفة" كما يطلق عليها البعض،
فهي بعيدة عن الإسفاف والعري والمشاهد الساخنة التي أصبحت سمة العديد من
الأعمال الدرامية العربية، دراما تناقش قضايا إجتماعية وتكشف عن أسرار ذلك
المجتمع المركب، الذي سواء قُدم العمل في البحرين أو المملكة العربية
السعودية أو الإمارات أو الكويت، تظل السمة الخليجية مسيطرة عليه وتظل هناك
العديد من نقاط التشابه، وهذا الأمر يعد حالة نادرة وفريدة من نوعها لأن كل
بلد له نكهتها الدرامية، فالأردن يختلف عن مصر، ومصر تختلف عن المغرب، وعن
باقي الدول إلا البلاد الخليجية فهى تحمل روحًا واحدة وسمة واحدة مع وجود
بعض الإختلافات البسيطة سواء في اللهجات او بعض العادات والتقاليد، لكن تظل
الخليج دولة كبيرة تضم إمارات درامية صغيرة بداخلها لا تنفصل ولا تبتعد
عنها مهما وجدت خلافات.
واستمرت الدراما الخليجية في ذهن المشاهد لفترات طويلة في صورة
"حزينة"، فغيمت لسنوات سمة الحزن والبكاء على العديد من الأعمال الخليجية
إن لم تكن كلها، فتظهر الدراما التراجيدية في أبهى حلتها، واستطاعت الدراما
الخليجية في تلك الفترة أن تستقطب المتعطشين للدراما الحقيقية، والتي تعرض
المآسي، والحالات الإجتماعية، والشخصيات المركبة، وقضايا عديدة كالزواج،
والطلاق، والتفكك الأسري، وغيرها من القضايا التي تمسّ المشاعر وتجعل
المشاهد أمام التلفاز لمدة 30 حلقة متأثرًا بالشخصية، بل ويحكي عنها ويحزن
لحزنها ويطير فرحًا عندما تأخذ حقها وتنصفها الأقلام في نهاية الحلقات.
لكن الأمر لم يدم طويلًا فكان على الدراما الخليجية أن تخرج من مأزق
الحزن والتراجيديا إلى فضاء الدراما الواسع، لكنها اصطدمت في تلك الأحيان
بتسونامي الرومانسية التركية فأصابها وابل الرومانسية فتقبلتها بصدر رحب
رغبةً منها في التغيير والخروج من نفق الحزن المظلم، خصوصًا بعدما سيطرت
رومانسية الأتراك بحلقاتها الطويلة على عقول و"قلوب" المشاهد العربي، وسجلت
أعمالهم نسبة مشاهدة عالية جعلت من الرومانسية الحل الأمثل للكثيرين.
ومن هنا انطلقت الدراما الخليجية لتبحر في عالم الرومانسية لتخرج لنا
بالعديد من الأعمال التي تركت بصمة في تاريخ الدراما الخليجية، واستطاعت أن
تعيد المشاهد الخليجي إلى الشاشة الخليجية من جديد برومانسية تتوافق مع
العادات والتقاليد الخليجية، من دون خدش حياء المشاهد برومانسية مستوردة
وبعيدة كل البعد عن طابع المجتمع الخليجي.
وتطورت الرومانسية الخليجية، وظهر مصطلح جديد أصبح متداولاً في العديد
من الأعمال، وأصبح على لسان كل القائمين على الدراما الخليجية، من مؤلفين
إلى مخرجين وصولًا إلى الممثلين، وهذا المصطلح هو "الجرأة".
أصبحت الجرأة كالوشاح الذي يغطي جزءًا وليس الكل من جسد الدراما
الخليجية، لكنه واضح وظاهر ويضفي عليها روحًا جديدة لم تكن موجودة من قبل،
فظهرت المخمورة في "شوية أمل"، وظهر أيضًا في العمل نفسه زنى المحارم وعشق
الأخ لإبنة زوجة ابيه، وظهرت الخيانة بصورٍ جديدة لم تكن موجودة من قبل،
ولبست الجرأة ثيابًا كثيرة وظهرت في العديد من الأعمال بأشكال مختلفة
ومتعددة، وميزت العديد من الأعمال في الموسم الرمضاني الماضي .
وتظهر في الأفق أعمال جديدة تطل برأسها على العام المقبل يكون فيها
العنف الأسري والقسوة سمة أيضًا ليست جديدة في المضمون لكنها جديدة من حيث
الطرح الجريء.
وكان رد الكل على سؤال الجرأة الذي بات يطرحه كل صحافي يحاور أي فنان
أو مخرج هذه الأيام، بأن الجرأة الخليجية تختلف عن غيرها، وأنها ما زالت
تتحلى بروح العادات والتقاليد البعيدة عن الإسفاف وخدش حياء المشاهد
الخليجي، لكن الحقيقة تشير إلى أن الدراما الخليجية تسير في طريق الجرأة،
تلك الجرأة لا تحمل غير معنى واحد سواء كانت مغلفة بالنكهة الخليجية أو
غيرها لكنها لاتزال جرأة ..
ونحن الآن أمام محاولة لفهم مسار الدراما الخليجية وتنبؤ بمستقبلها،
ونسأل أنفسنا هل بداية شرارة الجرأة كانت مقتبسة من الجرأة التركية
برومانسيتها كما أثرت بحلقاتها الطويلة وأخرجت لنا "بين الماضي والحب" وهو
عمل درامي خليجي يقع في 90 حلقة ولا يمكن الحكم عليه إلا بعد خروجه للنور،
أم أن جرأة الدراما الخليجية لها نهج مختلف وتسير على طريق مغاير.
لكن يظل السؤال الحقيقي هو .. إلى أين تسير الجرأة بالدراما الخليجية؟
إيلاف في
14/12/2011 |