يخوض الفنان القدير يحيى الفخراني تحدياً جديداً في شهر رمضان المقبل
مع “الخواجة عبد القادر” ليؤكد لجمهوره أن موهبته الطاغية مستمرة العطاء،
فهو ممثل بدرجة مبدع، والشخصيات التي يجسدها تمتع الجمهور بشدة، وهذا لا
يحدث إلا مع قليل من الفنانين . ورغم أن مسلسله الجديد مرتبط بالماضي، فإن
نوعية القضايا التي يناقشها هي نفسها الموجودة على الساحة، وهذا ليس جديداً
على مؤلف العمل عبد الرحيم كمال الذي تعاون مع الفخراني في مسلسل “شيخ
العرب همام” . المزيد من التفاصيل يتحدث عنها الفخراني في الحوار التالي:
·
ما جديدك الدرامي في شهر رمضان
المقبل؟
أستعد لتصوير أول مشاهد المسلسل التلفزيوني الجديد “الخواجة عبد
القادر”، الذي سيعرض في شهر رمضان المقبل، وهو من تأليف عبد الرحيم كمال
وإخراج شادي الفخراني .
·
ماذا عن طبيعة العمل؟
المسلسل يعتمد على البعد الإنساني الاجتماعي وكيفية رصد بعض الأوضاع
وحلها بطريقة تعتمد على الإنسانية من خلال شخصية “الخواجة عبد القادر”،
وتتميز الأحداث بالمواقف الكوميدية، كما يتناول العمل الحقبة الخاصة بالحرب
العالمية الثانية، حيث تدور الأحداث في فترة الأربعينات من القرن الماضي ما
بين مصر وإنجلترا والسودان .
·
هل تم ترشيح باقي أبطال المسلسل؟
المنتج أحمد الجابري والمخرج شادي الفخراني بناء على ترشيحي اتصلا
بالفنانة السورية سلافة معمار وعرضا عليها العمل في المسلسل، وبالفعل حضرت
إلى القاهرة في زيارة قصيرة، حيث التقيتها وتعاقدت على المشاركة في المسلسل
الذي من المتوقع أن يضم أيضاً سوسن بدر، صلاح عبد الله، أشرف عبد الغفور
وعدداً من الفنانين العرب .
·
كيف ترى تعاونك الثاني مع المؤلف
عبد الرحيم كمال بعد تقديمكما مسلسل “شيخ العرب همام” في رمضان قبل الماضي؟
ما يحكمني في اختيارات موضوعات أعمالي الفنية هو النص المكتوب بشكل
مميز، وهو ما لمسته في كل أعمال المؤلف عبد الرحيم كمال الذي يركز على
القضايا الاجتماعية المهمة، حتى إن كان يلجأ إلى الماضي فهو يمزجه بالحاضر
بشكل احترافي .
·
هل أنت قلق من تجربتك الدرامية
الجديدة؟
القلق موجود باستمرار خصوصاً في مرحلة التنفيذ، بمعنى أنني أقلق من
ألا يتم تنفيذه بشكل جيد، أما نجاحه من عدمه فهذه مسألة ليست لي علاقة بها
نهائياً، وهناك أعمال أشارك فيها وأتوقع عدم نجاحها مثل مسلسل “شرف فتح
الباب” الذي وجدت أنه نجح أضعاف ما كنت أتوقعه، لأن موضوعه قاسٍ على
المجتمع من خلال استحلال الحرام، وقد أعجبتني فكرته جداً وحرصت على
المغامرة بتقديمه، فمن الممكن ألا تعرض عليّ فكرة مثلها مرة أخرى، كما أن
العمل الناجح محصلة لمجموعة من الممثلين المتميزين، وكلما كانوا جيدين زادت
جودة العمل وزادت متعة المشاهدين، ومصر طوال عمرها لديها فنانون مميزون،
ولكن يحتاجون إلى تهيئة المناخ المناسب ليخرجوا أفضل ما لديهم .
·
من الواضح أنك تستمتع بتقمص
الشخصيات المتنوعة؟
نعم، فهي متعتي الوحيدة كفنان وأرى أن الوصول إلى مفاتيح كل شخصية
يعبر عن قدرة الفنان وإلمامه بأدواته جيدًا .
·
وكيف تتعامل مع الشخصيات التي
تجسدها خصوصاً المرتبطة بمراحل تاريخية سابقة؟
الفنان يجب أن يقرأ خارج السيناريو بحذر كي لا يطغى على الشخصية
المرسومة في السيناريو، لأنني عندما أضيف فكرة وملامح أخرى للشخصية أكون قد
ابتعدت تماماً عن الشخصية التي رسمها المؤلف وحدد أهدافها بالنسبة لبقية
شخصيات العمل، ولذا أقرأ بحذر في المراجع التاريخية المختلفة كي تكون لدى
خلفية تساعدني على تفهم الأبعاد النفسية للشخصية، شرط ألا تعلو على الشخصية
المكتوبة .
·
من المؤكد أنك تشعر بأن
التلفزيون هو المكان المناسب لتقديم الشخصيات المرتبطة بالأحداث التاريخية
في حياتنا؟
قديماً قالوا إن السينما هي ذاكرة الأمة، لكن اتضح في السنوات الأخيرة
أن التلفزيون هو الذاكرة القوية الحقيقية للأمة وللمنطقة العربية ككل، لذلك
فإن الدراما تهتم بالتاريخ أكثر من السينما بل تكتبه أيضاً .
·
الأعمال التلفزيونية الرائعة
التي قدمتها طوال مشوارك الفني مثل “ليالي الحلمية”، “الليل وآخره”، “شيخ
العرب همام” وغيرها ارتبطت في أذهان المشاهدين بشخصيات حقيقية عاشت في
حياتهم، فهل هذا اللون من الدراما محبب لقلبك؟
كل هذه الأعمال تؤثر فيّ كفنان، وأرى أن الدراما كلما اقتربت من
المشاهد كانت صادقة للغاية، و”ليالي الحلمية” بالتحديد كان عملاً درامياً
تناول بسلاسة وبساطة وعمق وتشويق مراحل تاريخية مهمة عاشتها مصر والمنطقة
العربية، وذلك يرجع إلى عبقرية المبدع الراحل أسامة أنور عكاشة .
·
الحديث عن أجور الفنانين في
الدراما التلفزيونية أصبح أمرًا معتادًا لأنها تصل لأرقام فلكية، فهل يزعجك
ذلك؟
هذا الأمر لا أتوقف عنده كثيراً لأنني أركز فقط في العمل وأثق بأن
الجمهور ينتظر مني فناً محترماً، ولذلك أعيش دائماً في حالة تأهب من أجل أن
أكون عند حسن ظنه .
·
حدثنا عن الجزء الثاني من
المسلسل الكرتوني “قصص الحيوان في القرآن”؟
انتهيت من تسجيل الحلقات الست الأولى من الجزء الثاني للمسلسل، وكان
الجزء الأول قد عرض في رمضان الماضي على شاشة تلفزيون “الحياة”، وهو من
تأليف الدكتور أحمد بهجت وإخراج مصطفى الفرماوي، والحمد لله حقق نجاحاً
كبيراً حتى وهو يعرض الآن للمرة الثانية.
الخليج الإماراتية في
07/12/2011
خاضت تجربتها الأولى في السينما
الأردنية
نادية عودة: المجازفة الفنية
ضرورية
عمّان- ماهر عريف:
لأنها تجد المجازفة الفنية ضرورية، خاضت الأردنية نادية عودة أولى
تجاربها السينمائية الروائية الطويلة من خلال “على مد البصر” مع فريق شاب
أنهى مراحل تصوير الفيلم تمهيداً لعرضه العام المقبل، بعدما كانت أطلت ضمن
مسلسل “توق” الذي اعتبرته مهماً، وتحدثت ل”الخليج” عن أحلام وآلام مهنية
مختلفة في هذا الحوار .
·
ما سبب قبولك فيلم “على مد
البصر”؟
هذه محطتي الأولى ضمن فيلم سينمائي روائي طويل عقب خوضي تجارب قصيرة
سابقاً إحداها دعماً لمشروع طلابي، وحين عرض المخرج الشاب أصيل منصور فكرة
انضمامي تشجّعت ووجدت وجوب عدم تخوّفنا كمحترفين من تقديم محاولات غير
معتادة تدعم طاقات واعدة وتفتح أبواباً مواربة نحو إثراء المجال بما يعود
إيجاباً على الجميع .
·
وما دورك؟
أجسّد “ليلى” التي يسرق أحدهم سيارتها وتصر على ملاحقته وإمساكه،
وخلال حوار بينهما تتراءى أمامها مواقف عاشتها سابقاً، فتراجع قرارات
اتخذتها ويتضح لها عدم صحتها في جدلية تقصد مواجهتنا لأفكارنا وقناعاتنا في
جوانب عدة .
·
هل تصدّرك البطولة النسائية حفزك
للعمل؟
النص جميل والدور بطولة نسائية مطلقة فعلاً لكن الأهم السعي إلى تكرار
نماذج فيلمية لائقة حتى يصبح لدينا حالة سينمائية بارزة، ترادفها ثقافة
الذهاب إلى دور العرض ومشاهدة عمل أردني، وهذا يحتاج وقتاً وجهداً
واستمرارية على مدى سنوات وعدم اعتماد صيغة مثبطة تؤدي إلى إحباط مشروعات
مشابهة .
·
ماذا عن احتمالية إخفاق التجربة؟
أتمنى تفوّقها بلا شك، لكن في حال عدم نجاحها علينا الاستفادة والتعلم
من أخطائنا وتحسين المستوى، وأنا أجد المجازفة الفنية ضرورية طالما توفرت
مداخل توحي بسيرها كما يجب، وأعتبر هذه الخطوة “مغامرة مستحقة” أتطلع إلى
إسهامها وغيرها بصورة متراكمة في ترسيخ هذا الاتجاه .
·
هل تجدين السينما بديلاً ممكناً
للدراما الأردنية المتراجعة؟
لا أتمنى حلول السينما بديلاً نهائياً للدراما الأردنية، وإنما سيرهما
معاً ولاتزال هناك “غصة” في قلوبنا بسبب تراجع الأخيرة بعدما كانت في صدارة
استيعاب الأعمال العربية المشتركة، والذنب لا يتحمله الفنان الذي يذهب جهة
الأعمال المناسبة أينما وجدت .
·
ما سبب عدم رضاك عن مشاركتك في
مسلسل “الحسن والحسين”؟
الأمر ليس كذلك لكنني حللت “ضيفة” على العمل ومساحة دوري محدودة
وقبلته “إنقاذاً لموقف”، فيما استمر التصوير نحو 3 سنوات وأنا لم أشاهد
الحلقات عند عرضها نتيجة انشغالي في إنجاز “توق”، لكنني سعيدة بنجاح خالد
الغويري ومحمد المجالي .
·
وماذا تقولين عن “توق”؟
التجربة مهمة انطلاقاً من نص بدر بن عبد المحسن، مشتملاً على قضايا
متباينة وإخراج شوقي الماجري صاحب الرؤية البصرية الخاصة، حتى وجود نخبة من
نجوم الوطن العربي وتوفير المنتج إسماعيل كتكت ما يلزم، وأنا أضفت عملاً
راقياً إلى رصيدي .
·
هل يظهر بعض الفنانين في أداء
مغاير مع شوقي الماجري لأنه يفرض رأيه؟
تعاونت معه في 4 أعمال حتى الآن، وهو لديه فهم شامل وتفصيلي لكل
شخصية، وصحيح أنه يحدد رؤيته بوضوح لكنه يترك للممثل مساحته للأداء، ونحن
عموماً نبحث عن مخرجين متميزين يمتلكون أدواتهم ويستطيعون التوجيه بشكل
سليم .
·
لماذا لم تتكرر محطتك البدوية في
شخصية رئيسة بعد “المرقاب”؟
انحسرت الاختيارات هذه السنة إزاء وضع الدراما كاملاً وهذا ينطبق على
الوطن العربي في ظل الأحداث السياسية التي فرضت نفسها، وأعتقد أنها ستنسحب
على الفن بشكل أوسع، وبالمناسبة كنت بصدد المشاركة في عمل مصري تأجل .
·
هل يزعجك عدم حصدك وفنانات جيلك
نجومية أكبر؟
لا أقيس الأمور بهذه الطريقة، فأنا لم أدخل التمثيل وأستمر في غمار
الاحترافية على مدى نحو 10 سنوات توقاً إلى نجومية شكلية، ولا من أجل جمع
“رزمة” نصوص أمامي، بل حباً في المهنة، وأشعر أن خطواتي صحيحة واسمي الفني
الذي اجتهدت في بنائه وصنعته بنفسي له حضوره اليوم وربما يفوق بعض من بدأن
قبلي .
·
ألا يؤلمك عدم نيلكن تقديراً
واسعاً داخلياً يوازي حضوركن في إطلالات عربية؟
بلى يؤلمني ذلك ولا أعرف مبرره وكنت أستغربه كثيراً، لكن علينا أن
نتأقلم مع هذا الوضع المؤسف .
·
هل تؤيدين الحديث عن عدم بروز
أسماء ممثلات معروفات بعدكن؟
إلى حد ما لكن ثمة مواهب لدينا قد تعلن عن نفسها حال منحت مجالاً
كافياً لإثبات قدراتها شرط عدم سعيها إلى الشهرة والأضواء على حساب الإتقان
والإجادة والمصداقية .
·
كيف تنظرين إلى تولي مستجدات غير
مؤهلات أحياناً الأدوار الأولى بسبب اعتذاركن؟
هناك خطوط لا يمكن تجاوزها ترتبط بالتقدير المعنوي وحتى المادي،
وشخصياً أرفض التراجع إلى الخلف إجمالاً وقد أقبل دوراً رغم أجره المتواضع
بسبب قيمته وأهميته، ولكن حين لا تحصل الممثلة على ما تستحق وتفتقد التقييم
اللازم لن توافق وفي النهاية هذه “قسمة ونصيب” .
·
ماذا تحضرّين حالياً؟
أعتزم المشاركة في مسلسل “أحلام الليلة الأخيرة” الذي يخوض من خلاله
منذر رياحنة تجربته الإخراجية الأولى في الدراما التلفزيونية، وأتقمّص
شخصية شابة تعيش صراعاً متناقضاً بعد انتقالها من طبقة اجتماعية إلى أخرى
واصطدامها بمعيقات تحد من طموحاتها، وأنا متحمّسة للتجربة وأتمناها محاولة
جادة للإسهام في نهوض حال المجال.
الخليج الإماراتية في
07/12/2011
بعضها مخصص للرقص وآخر للغناء
الشعبي "الهابط"
فضائيات تميل على "واحدة ونص"
القاهرة - المعتصم بالله حمدي:
فرضت ظاهرة الفضائيات المتخصصة في الغناء الشعبي والرقص الشرقي مثل
“المصراوية” و”المولد” و”الفرح” و”التت” و”دربكة” و”شعبيات”، وغيرها من
الفضائيات نفسها على الساحة المصرية بل والعربية في الفترة الأخيرة، فهي
تنتشر بسرعة رهيبة، خاصة أنها لا تكلف أصحابها الكثير من الميزانيات وأصبحت
تحقق دخلاً مادياً كبيراً مقارنة بنفقاتها . هناك من يعتبرها منفذاً لعرض
اللون الشعبي والرقص الشرقي الذي يفضله الجمهور، إلا أن هناك فريقاً آخر
يتهمها بتقديم أغنيات هابطة ورقصات مبتذلة تفسد الذوق . . ومن هنا نتناول
في التحقيق التالي ملف الغناء الشعبي والرقص الشرقي في هذه الفضائيات ومن
وجهة نظر الفنانين والراقصات وأصحاب القنوات .
في البداية أكدت راقية حسن رئيسة مهرجان الرقص الشرقي إعجابها بوجود
فضائيات جديدة متخصصة في الرقص الشرقي للترفيه عن الناس، مؤكدة أنها لا
تعلم من هم أصحاب تلك الفضائيات، مشيرة إلى أنها تلقت اتصالات عدة كلها
تشيد بالفضائيات التي تعرض رقصاً شرقياً، وقد شاهدت في هذه القنوات راقصات
أجنبيات على مستوى متميز وراق .
وأوضحت راقية أن الرقص الشرقي فن جميل وطالما ليس به ابتذال فليس هناك
ما يمنع عرضه على الفضائيات التي ستجعل هناك حالة من الرواج للرقص الشرقي
في مصر، ويدفع الراقصات المصريات للارتقاء بمستواهن، خاصة في وجود منافسة
من الراقصات الأجنبيات .
المطرب الشاب رامي صبري قال إننا نعيش في حالة فوضى فضائية، لذلك ظهرت
فضائيات خاصة للأغنيات الشعبية من دون تنظيم أو رقابة، رغم أن الغناء
الشعبي المحترم ظاهرة صحية وتسهم في رفع الظلم عن المطربين الشعبيين
الأكفاء، نتيجة تجاهل المحطات الغنائية الأخرى لهم، التي تتعامل مع
الأغنيات الشعبية باعتبارها أغنيات درجة ثانية .
وطالب رامي بوجود رقابة على هذه الفضائيات حتى لا يتهم الغناء الشعبي
بأنه المروج الأول للابتذال، ولا بد أن تغلق فضائيات الغناء الشعبي أبوابها
لأغنيات وكليبات لا يجب عرضها لأسباب مختلفة، سواء كانت كلماتها هابطة أو
تتضمن مشاهد خارجة .
الصحافي جمال نافع، قال: لقد اجتاح المجتمع العربي نوعية قنوات جديدة
منها قنوات للدردشة وتفسير الأحلام وقراءة الطالع، وقنوات المسابقات
بأسئلتها التافهة التي تدعي ضخامة جوائزها، أما أحدث ما نشاهده اليوم فهو
الفضائيات المتخصصة في الرقص الشرقي، والتي تعرض وصلات لعدد من الراقصات
العرب والروسيات والتركيات، ولا يوجد في محتواها سوى الرقص فقط على أنغام
أغاني أم كلثوم وعبد الوهاب وعدد من الأغاني الشعبية . . والطريف في الأمر
أن عدداً من الراقصات مثل نجوى فؤاد وزيزي مصطفى أعلن رفضهن لظهور فضائيات
الرقص الشرقي، وعلى ما يبدو أن القمر الصناعي المصري نايل سات أصبح يعج
بالعديد من المحطات المرفوضة .
الملحن والمطرب محمد ضياء أكد أن ما نشاهده الآن من فضائيات يمكن أن
نطلق عليها “فضائيات الباب الخلفي لدخول الفن”، واستكمال طوفان العري في
الغناء والرقص، فتلك القنوات تفهم الحرية بشكل خاطئ، لأن ما يقدم بها يروج
للرذيلة تحت شعار العمل الفضائي، وتستغل جمهور المراهقين لتحقيق أهدافها
المادية، كما أن الأصوات النشاز التي تعرض كليباتها من خلال هذه الفضائيات
تفسد الذوق العام وتروج لكلمات مبتذلة وموضوعات خارجة .
المطرب الشعبي شعبان عبدالرحيم شدد على أن إيجابيات فضائيات الأغنية
الشعبية كثيرة، خاصة أن صناعة الكاسيت انهارت تماماً خلال السنوات الماضية
وأغلقت العشرات من شركات الإنتاج أبوابها أمام المطربين والمواهب الجديدة
وتراجعت مكانة عدد كبير من المطربين، بخلاف توقف سوق الحفلات الغنائية
واعتماد المطربين الشعبيين على الأفراح كوسيلة للرزق، كما أن الجمهور كما
يقولون “عايز كده” ومن حقه أن يشاهد ما يحبه .
أما المطرب حكيم فقال: إن ما تقدمه تلك الفضائيات لا علاقة له بالغناء
الشعبي من قريب أو بعيد، كما أن بعض هذه المحطات ليس لها قبول كما يتخيل
البعض بسبب تدني مستوى ما تعرضه، ولا يمكن أن تستمر، فهي تستهزئ بالذوق
المصري رغم أن مصر مليئة بالمواهب الحقيقية التي تستحق فرصاً جيدة من قبل
الفضائيات المحترمة التي تخاف على مشاعر الناس وتحترم أخلاقنا الشرقية .
الراقصة المعتزلة نجوى فؤاد أوضحت أنه لم يعد لدينا براعم في الرقص
الشرقي ولا قنوات شرعية لهذا الفن، لذلك تجد بعض الراقصات في هذه الفضائيات
يبحثن عن لفت الأنظار وطرق أبواب الشهرة، لذلك نجد فيها راقصات من كل صنف
ولون .
وطالبت نجوى بوجود “لجنة تحكيم بها للحكم على الراقصات قبل ظهورهن على
الشاشة سواء من ناحية الرقص وهل هو لائق، وكذلك الملابس، لأننا في النهاية
نعيش في مجتمع شرقي ولا بد أن نلتزم بعاداته، وما ينطبق على الرقص ينطبق
أيضاً على الغناء الشعبي، حيث بات ضرورياً وجود لجان لاختيار الأصوات
الجيدة، فخطورة هذه المحطات مرتبط بدخولها كل بيوت المصريين والعرب ومن
الممكن أن تكون وسيلة لهدم الأخلاقيات والترويج لأشياء غير مرغوب فيها” .
الفنانة لوسي هي الأخرى تطالب بوجود رقابة على تلك الفضائيات، حتى لا
تقدم أي راقصة، وأن يقتصر الموضوع على الموهوبين، خاصة أنها ترى مشاهد
مستفزة سواء في الشكل أو الملابس أو الإيحاءات لا تمت بصلة للرقص الشرقي
المحترم، وربما تقدم هذه الفضائيات مواهب جديدة لو جرى تنظيمها من قبل
الرقابة على المصنفات الفنية، إذا كانت تبحث عن المكاسب المادية فهذا ليس
عيباً لكن لا بد من احترام عقل المشاهد وذوقه الفني .
الفنانة المعتزلة زيزي مصطفى قالت إنه من المقبول أن نشاهد رقصة في
فيلم لها لأنها سيكون لها سياق وإطار داخل أحداث درامية، رافضة تقديم جرعة
كبيرة بهذا الشكل، مؤكدة أن مصر في حاجة إلى جرعة من الثقافة والعلم
والاحترام، فالأولى أن تظهر قنوات فضائية تعلم الجمهور احترام بعضنا بعضاً
وتقبل الآخر بصرف النظر عن دينه ولونه وأصله، موضحة أن الرقص الشرقي لا
يحتاج إلى أن يصل للعالم عن طريق الفضائيات لأنه بالفعل يعرف الرقص، وهذه
الفضائيات نوع من أنواع الإلهاء عن القضايا المهمة، خاصة في ظل التغييرات
التي تشهدها المنطقة العربية .
المطربة الشعبية هدى أوضحت أن هناك فضائيات تعرض أغاني لا يصح عرضها
وبعض هذه الأغاني تصيبها بالدهشة، وهي تمثل إساءة بالغة للأغنية الشعبية .
وأكدت هدى أنها لا تمانع في عرض أغنياتها على الفضائيات المحترمة التي
تنتقي مطربيها لأن الوضع الآن فيه شيء من البيزنس، وما تقدمه هذه الفضائيات
لا يرقى أبداً لمستوى الغناء الشعبي، فهي تعد تلوثاً سمعياً وبصرياً ومن
يتابعها يكون بدافع الفضول فقط .
من جهته أكد الموسيقار حلمي بكر أن ما يقدم بمحطات الغناء الشعبي
سيرفضه المشاهد بمرور الوقت، ولا يصح إطلاق لقب “مطرب” على من يظهرون في
تلك القنوات لأنهم مجرد مؤدين ويتمنون الظهور في أي قناة، كما أن أصحاب هذه
الفضائيات يحاولون ملء خريطة العرض بأي شكل، وهذا من أهم سلبيات القنوات
الخاصة . موضحاً أن الفضاء أصبح متاحاً لعرض أي شيء، وللأسف فرص السيئ
تتساوى مع الجيد، ولم تعد برامج المسابقات الفنية الحقيقية محل ثقة الجمهور
وحلت هذه الفضائيات مكانها كوسيلة للشهرة .
وأشار بكر إلى أن هذه الفضائيات زادت جرعة اللون الشعبي لدرجة أنه بدأ
يتفوق في شهور قليلة لأنه يتفاعل مع مطالب البسطاء وسكان العشوائيات الذين
يمثلون أغلبية الشعب المصري، وهي لن تقدم أصواتاً للساحة ولو قدمت بعض
الأصوات فستكون ضعيفة، ولن تتخطى حدود مصر، خاصة أنها تحتضن من “ضلوا
الطريق” ولم يجدوا لهم مكاناً في الفضائيات الأخرى .
المنتج حنفي محمود مالك فضائية “المولد” أكد أنه ضد كل الفضائيات التي
تعرض أغاني شعبية هابطة وكليبات بها إسفاف، موضحاً أنه أنشأ “المولد” ليعرض
عليها كليبات المطربين المتعاقدين مع شركته مثلما أنشأ محسن جابر قناة
“مزيكا” .
وأكد أن الفضائيات الغنائية مهمة لأي شركة إنتاج لأنها تساعد على رواج
صناعة الكاسيت، وهو منتج أغانٍ شعبية منذ ما يقرب من ثلاثين عاماً ومتعاقد
مع نجوم مثل حكيم وعبد الباسط حمودة وهدى وطارق الشيخ ومجدي طلعت .
ورفض حنفي ما يقال من انتقادات ضد فضائية “المولد” واتهامها بأنها
وسيلة لعرض أغان شعبية هابطة تفسد الذوق، معترفاً بوجود فضائيات تسيء
للأغنية الشعبية لأن أصحابها لا يفهمون في هذه المهنة وليس لديهم الخبرة،
وتلك الفضائيات عمرها قصير حيث ستغلق أبوابها لأن العنصر الجيد يطرد الرديء
.
أوضح المخرج تامر حربي مدير فضائية “دربكة” أنها تتيح الفرصة للفنانين
غير القادرين على دفع مبالغ طائلة للمحطات الفضائية من أجل عرض كليباتهم،
مشيراً إلى أن مثل هؤلاء الفنانين من الممكن أن يكون أحدهم موهوباً، رغم
فقر كليباتهم، مشيراً إلى أنه يعرض تلك الكليبات على شاشة “دربكة” مجاناً
من دون الحصول على أي مبالغ كما يردد البعض .
من ناحية أخرى أوضح إيمان البحر درويش نقيب الموسيقيين أن النقابة ليس
لها سلطات على مراقبة الفضائيات الشعبية ولا تستطيع منع عرض محتواها، إلا
إذا خرجت تلك الكليبات عن الآداب العامة، وهي الحالة الوحيدة التي تستطيع
نقابة الموسيقيين التصدي لمثل هذه الفضائيات.
الخليج الإماراتية في
07/12/2011 |