منذ زهاء 30 عاماً، تعرّف الجمهور اللبناني والعربي إلى الفنانة منى
كريم من خلال شاشة “تلفزيون لبنان” عبر المسلسلات التاريخية باللغة الفصحى،
بخلاف الحال مما كانت معروفة به والدتها “ملكة الكوميديا” الراحلة فريال
كريم . أثبتت جدارتها بعيداً عن كنف شهرة والدتها ووالدها المخرج محمد
كريم، ولا تزال تعمل بعدم استغلال إرث العائلة الفني . في معظم أدوارها
نجدها بدور “الأم”، الوالدة الحنونة، الكريمة والمحبة لعائلتها، وهي
بالمناسبة صفات تلازمها في عائلتها العائلية، وبالتالي تجسّد الواقع كما
هو، مع الرغبة الشديدة في لعب أدوار تعتمد مساحة أكبر لأداء فعّال أكثر
تأثيراً عند المشاهدين . فنانة الدراما ترغب وبشدة أداء أدوار الكوميدي ولا
تزال تنتظر الفرص .
·
كيف بدأت مسيرتك الفنية
بالتحديد؟
كنت أتابع تخصصي في الأدب الفرنسي، ولم يكن تفكيري في التمثيل .
بالمصادفة عرض عليّ الفنان الراحل زياد مكوك التمثيل . من هنا بدأت وفي
فترة الحرب فكنت أصوّر معظم الأعمال في الدول العربية واليونان . شعرت
بالسعادة في حياتي الفنية، بالرغم من أنه في البداية كان الامتحان صعباً
لكي يستمر الفنان أو حتى يدخل مجال الفن، حيث لا “وساطات”، ولم أمثّل لكوني
ابنة فريال كريم . لقد
علمت بالأمر عندما شاهدتني من خلال الشاشة في أول مسلسل لي، وكانت
فرحتها لا توصف آنذاك .
·
اتجهت نحو التمثيل من وجهة
مختلفة وهي الدراما بعكس اتجاه الوالدة؟
وجدت نفسي أكثر في المسلسلات الدرامية . منذ 10 سنوات تراودني فكرة
القيام بعمل كوميدي، ولم يصدف حتى اليوم أن تلقيت عرضاً . ما زلت أنتظر
وأفكر أنه ستأتي الفرصة لخوض تجربة تحدي الذات بيني وبين نفسي، بالرغم من
أنها ستكون تجربة صعبة لأنني أرفض أن تجرى مقارنة بيني وبين والدتي، عندها
سأفشل .
·
لماذا لم تشاركي في دور “زمّرد”
في مسلسل “الدنيا هيك” الشهير الذي أعيد تصويره بحلّة شبابية؟
تضايقت كوني ابنة فريال كريم وممثلة في الوقت ذاته، وأنا الأولى في
الدور نتيجة معرفتي بتفاصيل التحضيرات التي كانت تقوم بها والدتي للمسلسل .
ناقشت الأمر مع ميشال أبو سليمان، وكانت الحجة أنني لم أقم بأدوار كوميدية
من قبل، في كل الأحوال ما سمعته من أصداء عن المسلسل لم تكن مشجعة كون
الفنانين الأصليين للمسلسل أعطوا الدور حقه بالكامل .
·
كيف تقيّمين هذه المسيرة من خلال
المسلسلات والمساهمات الفنية التي قدمتها؟
الحمد الله، الصحافة شجعتني باستمرار . في زماننا لم يكن هناك مجال
للمسايرة من قبل المخرجين والقائمين على العمل . لذا شعرت بنفسي وأن أمامي
امتحاناً كبيراً وقد تخطيته . أديت شخصيات كثيرة، لكن منذ انتشار الإنتاج
الخاص، وأنا أجسّد دور الأم في المسلسلات . الناس أحبوني في هذا الكاراكتر،
وألقى التشجيع كوني موضوعة في إطار يلقى الإعجاب . في الفن لا يمكن
الاعتماد على الرأي الخاص ورأي الأهل والأصدقاء لكون الجمهور والنقّاد هم
من سيحكمون .
·
بالنسبة إلى فنانات جيلكم ما
الذي تغيّر اليوم؟
أشياء كثيرة تغيّرت . منهن من ينجحن عن جدارة ويلتزمن بمواعيد التصوير
ويعملن حباً بالفن . وهناك من تدخل بالوساطة أو تعمل من دون اكتراث برأي
أحد معتمدة على الشكل والأناقة، فوقتها قصير ومن الطبيعي ألا تطلب في أعمال
أخرى .
·
ماذا تفتقدين شخصياً على الصعيد
التمثيلي؟
أفتقد أموراً عديدة . أن يقوى الإنتاج المحلي وتعطى المسلسلات
الدرامية حقها . ما الذي ينقصنا لإعادة أيام المجد للدراما اللبنانية عندما
كانت توزّع على الدول العربية . لدينا الطاقات البشرية من طاقم الممثلين
والكتّاب والمخرجين . أيضاً أن يكون الإنتاج أكثر سخاء والقصص معبّرة عن
الواقع المعيشي، وليست تلك المواضيع التي لا تمت إلى واقعنا بصلة .
·
هل تشعرين بالندم لأنك فنانة في
بلد اسمه “لبنان”؟
لا أشعر بالندم . أحياناً أتأسّف على أمور كثيرة، لدينا طاقات هائلة
ولكننا بحاجة لجهد أكثر . وما نراه على الشاشة لا يلقى ما يقنع الناس . في
التمثيل هناك تقصير ونجاح أي عمل يكون متكاملاً من نص وإخراج وإنتاج
وكاستينك . . فإذا ما فقدت حلقة ما يهبط العمل ويؤثر فيه ككل . ما أتمناه
أن نبدأ بجدية أكثر في تصرفاتنا .
·
عرفت أكثر بدور “الأم” . ألا
يضايقك إسناد هذه الشخصية إليك باستمرار؟
مشكلتنا أنه يتم تأطير الفنان في شخصية معينة . أنا مع التنويع وعلى
الفنان أن يؤدّي أي شخصية حتى لو كانت بعيدة عن شخصيته في الواقع . أرفض
أداء الشخصية الشريرة، إنما دور الأم القوية التي تجابه وتقاوم، وليست
الهادئة دائماً .
·
كيف تنظرين للمشاركة بين
الجيلين، ومدى الاستفادة من خبراتكم؟
هناك من يرغب الاستفادة من خبرات القدماء، ومنهم من يمتلكه الغرور ولا
يهتم لرأي الآخرين نتيجة الاعتقاد أنه فريد زمانه . مثل هذه الأمور عادية
تحصل في الحياة العامة ومتعلقة بشخصية الإنسان . لقد استفاد جيلي من خبرات
الكبار وكنّا نفرح ونتمنى أن يعطونا الإرشادات، هذا ما أحبّه ونفتقده اليوم
نوعاً ما . أصلاً الزمن القديم تحوّل، وإعطاء الملاحظة هي لمصلحة الفنان،
ولمصلحة العمل الذي يعود بالفائدة العامة على الجميع، ولما فيه خير العمل .
مثلاً عادل إمام كان يستعين بفنانين آخرين، ويستمد من هذه المشاركة روح
التفاعل، ولا يعتمد على فكاهته وقدرته على إضحاك الناس، وليس كما المثل
القائل “كلّ يغنّي على ليلاه”، كما يحصل اليوم .
·
أين منى كريم في الدراما اليوم؟
موجودة في أعمال عدة، لكن لم آخذ حقي . لدي قدرات لم يتم استغلالها أو
منحي الفرصة لأعطي أكثر مثلما أطمح . أنا بطبعي التزم بالدور بحسب المطلوب
مني دون أية إضافات، وهو ما يجعلني مقيّدة غير قادرة على التحرّك بالشخصية
حسبما أرغب .
·
لماذا لم تستغل موهبتك والحق على
مين؟
الحق عالطليان، هناك تقصير مني، الأولوية هي لعائلتي وأولادي، اليوم
كبروا وأصبحت قادرة على التفرّغ بشكل أوسع لأن الفن حياتي ولا أشعر بطعم
الحياة من دونه .
·
عندما تنظرين إلى طريقة وفاة
ونهاية الفنانين المؤلمة وهم على فراش المرض، ماذا تقولين؟
بشكل عام، أتضايق وتحزّ الغصة في القلب . علينا أن نسعى وعلى النقابات
أن تتحرك . وبعدما حصلنا على النظام المهني على الدولة تطبيق القانون
وإيجاد الحل لمن خدموا في الفن وأعطوه من كل قلبهم بإخلاص وتفان .
·
قلت إن فريال كريم تركت فراغاً
مع رحيلها لم يملؤه أحد . . ما السبب؟
لا أحد يمكنه الحلول مكان أحد ويكمل من بعده . حتى أنا أقرب الناس
إليها لا يمكن بأي شكل أن أكون بديلاً عنها .
·
أبديت عتباً نوعاً ما على عدم
إقدام الدولة على تكريم والدتك؟
تستحق أن تخصص الدولة لها جائزة سنوية باسمها، وحتى شارع يحمل اسمها .
حقيقة أنا لم أسع لذلك، وما يعزيّني أنها ما زالت محبوبة الجماهير، وهذا
أكبر تقدير وتكريم، ودليل أنها وسواها من الممثلين الراحلين تركوا بصمة ولا
تزال أصداء أعمالهم تتردد .
الخليج الإماراتية في
28/10/2011
أثبت وجوده قبل تخرجه وله مشاركاته
الفنية
علي الإبراهيم: الدراما السورية تعاني أزمة
نصوص
دمشق - أحمد شلهوم:
دخل الفنان السوري الشاب علي الإبراهيم الوسط الفني من دون أدنى فكرة
عنه، ورغم أنه أثبت نفسه قبل أن يتخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية،
وجد بعد التخرج ودخوله الوسط الفني أنه وسط مخيف لا ضمان فيه للمستقبل .
له العديد من المشاركات في السينما والتلفزيون والمسرح، ويمكن القول
إنه وزميله الفنان أيمن عبد السلام طرقا باب السينما العالمية بالمشاركة في
فيلم روسي قبل التخرج، ولو انه لم يدخل المعهد لكان طالباً في كلية العلوم
السياسية، حسبما قال، وهذا ما يتضح من خلال بعض أجوبته الدبلوماسية في هذا
الحوار الذي أجرته معه “الخليج”، وتطرق فيه إلى عدد من المواضيع الخاصة به،
وفي ما يلي التفاصيل:
·
ما هي الأعمال التي شاركت فيها
هذا العام؟
شاركت في العمل الكوميدي “بقعة ضوء 8” للمخرج عامر فهد من خلال عدد من
اللوحات، وكذلك في مسلسل “كريزي” للمخرج مصطفى برقاوي، و”ملح الحياة”
للمخرج والفنان أيمن زيدان، و”سوق الورق” للمخرج أحمد إبراهيم الأحمد، وكنت
ضيفاً في مسلسل “الخربة” للمخرج الليث حجو، بالإضافة إلى مشاركتي في مسلسل
“في حضرة الغياب” عن حياة الشاعر العربي الكبير الراحل محمود درويش .
·
وأي هذه الأعمال تعتبرها مهمة
بالنسبة لك؟
مسلسل “بقعة ضوء” كان مهماً بالنسبة لي من خلال طبيعة هذا العمل الذي
يعتمد على لوحات منفصلة متصلة، وبالتالي يستطيع الفنان تجسيد العديد من
الأدوار والشخصيات في عمل واحد، وهذا الأمر لا يتوافر في أي عمل آخر .
·
وما هي الأدوار التي قدمتها خلال
الأعمال التي شاركت فيها؟
في مسلسل “الخربة” أديت دور “عمار” الشاب الجامعي الذي يرفض حياة
القرية، وفي “سوق الورق” أديت دور “رامي” الشاب اللا مبالي الذي يهتم
بالسهر واللهو ومرافقة الصبايا وآخر همه الدراسة، وفي “حضرة الغياب” أديت
دور “عبدالرحمن” خال محمود درويش بالمرحلة الأولى من العمل، وفي “ملح
الحياة” وهو عمل توثيقي عن الحياة السورية خلال فترة من فترات الاحتلال
الفرنسي، أديت دور الشاب السوري الذي سافر إلى باريس لدراسة الطب وقرر ألا
يبقى في باريس، يجتمع مع أستاذه في الثانوية مصادفة على متن الباخرة،
وأستاذه كان مطروداً من البلاد لأنه قتل أحد جنود الاحتلال الفرنسي وتم
نفيه من البلد، ويعودان معاً إلى دمشق . أما مسلسل “كريزي” فهو عمل اجتماعي
ناقد وساخر وشاركت في عدد من حلقاته المتصلة المنفصلة .
·
وماذا حققت لك مشاركتك في “بقعة
ضوء 8”؟
هذا العمل مهم بالنسبة لي، ولا أقلل من أهمية الأعمال الأخرى، لكن هذا
العمل يحرّض الممثل على العمل من خلال تجسيد العديد من الشخصيات، وبالتالي
اختبرت العديد من أدواتي وإمكاناتي في مجال التمثيل .
·
وكيف فكرت في دخول المعهد العالي
للفنون المسرحية؟
منذ صغري كنت أسمع عن هذا المعهد ويجري فيه تدريس التمثيل، وكان هدفي
أن أحصل على الشهادة الثانوية لدخول المعهد، وبعد حصولي عليها تقدمت إلى
المعهد أكثر من مرة إلى أن تم قبولي .
·
هل أعجبك عمل تابعته خلال الموسم
الرمضاني الفائت وتمنيت المشاركة فيه؟
تمنيت المشاركة في مسلسل “جلسات نسائية” فقد أحببت طريقة إخراج العمل،
وكذلك “طالع الفضة” باعتباره نوعاً جديداً من أعمال البيئة الشامية .
·
وماذا عن تجربتك المسرحية؟
بعد التخرج لم أعمل في المسرح، والأمر ليس تقصيراً مني، بل إن السبب
يعود إلى لقلة الأعمال المسرحية ضمن خطة مديرية المسارح القومية، ولذلك
فإنني بالتعاون مع مجموعة من الزملاء الخريجين سنؤسس فرقة خاصة بنا، سيكون
الدعم المادي منا شخصياً ونتمنى أن نلقى دعماً من الجهات الاقتصادية،
فالمسرح هاجس بالنسبة لي . أما عن مشاركاتي المسرحية فقد اقتصرت على أعمال
عرضت خلال فترة دراستي في المعهد، وهي “المهاجر بريسمان” تحت إشراف مانويل
جيجي، والعرض الثاني “ذيل الطاووس” إشراف الأستاذ والمخرج سامر عمران، وهو
عبارة عن نصوص قصيرة للكاتب الانجليزي هارولد بينتر . وفي السنة الثالثة من
دراستي في المعهد شاركت مع المخرج جواد الأسدي في مسرحية “أرامل على
البسكليت” مع مجموعة من زملائي الطلاب .
كأي شاب في سوريا أو الوطن العربي، هناك مشكلة فرص العمل، وكممثل ووجه
شاب في الدراما لست في مكان انتقاء الأدوار لأنه يهمني الانتشار بالدرجة
الأولى، وأن يتابعني الجمهور، وبالتالي سأقبل أدواراً كثيرة وقد أرفض
بعضها، إلى أن أصل إلى مرحلة انتقاء الأدوار، وكانت هناك صعوبات أحياناً في
التعامل مع فنانين أو منتجين أو غيرهم، أو من النقد الذي ليس في مكانه، أي
النقد الهدّام الذي يعتقد صاحبه أنه يقدّم نصيحة .
·
هل يمكن اعتبار ورشة الكتابة هذه
لفت نظر لكتاب الدراما إلى ضرورة البحث عن أفكار جديدة لطرحها في الدراما
والابتعاد عن التكرار؟
هناك أزمة نصوص في الدراما السورية، رغم وجود بعض الأفكار الجديدة
كسرت الخط الأحمر الموجود سابقاً، لكن كون ورشة الكتابة يكتبها المخرج
والممثلون الأكاديميون بمشاركة مجموعة من الكتاب (زيد الظريف، وعثمان جحا،
وسليمان ديب) فيمكن الإشارة إلى أنه قد يكون هناك صناعة للنص الدرامي
المميز .
·
وهل استفدتم من سلبيات التجربة
السابقة المماثلة للمخرج زهير قنوع في “أهل الغرام”؟
قبل أن نبدأ بالورشة حدثنا المخرج عن التجربة، وتابعنا النجاح الذي
لقية الجزء الأول من العمل، وانطلقنا من فكرة المسلسل، وبنينا عليها .
·
لو لم تقبل في المعهد، فماذا كنت
تنوي أن تدرس؟ ولماذا؟
لو لم يتم قبولي في المعهد كنت سأدخل كلية العلوم السياسية لأني أحب
المجال السياسي كثيراً .
·
ماذا عن تجربتك في السينما؟
إضافة إلى التجربة مع المخرج جود سعيد في فيلم “مرة أخرى”، تم اختياري
لأداء دور البطولة مع زميلي أيمن عبدالسلام في الفيلم الروسي “كيفورك
ورطنيان”، وهو يتحدث عن مراهقين جواسيس قبل الحرب العالمية الثانية،
وتحدثنا فيه باللغة العربية وجرت دبلجة الصوت إلى الروسية، كما عملت في
فيلم قصير أمريكي للمخرجة السورية، الأصل الدكتورة إيفا داوود بعنوان “في
غيابات الحب”، وأيضاً فيلم “خطوة خطوة” للمخرج بيان طربيه إنتاج القناة
التربوية السورية، وهو يتحدث عن شاب لديه إعاقة في النطق ويساعده رفاقه في
المدرسة بالتعاون مع المدير والمعلمة لإلقاء الخطاب النهائي في الحفل
الختامي للمدرسة ويتدرب وتنجح التجربة ويتخلص من الإعاقة .
الخليج الإماراتية في
28/10/2011 |