استقبل الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا في مكتبه بمركز الفنون في
حولي، وبمناسبة عودته من رحلته العلاجية عددا بارزا من نجوم الفن والاعلام
في الكويت وقد تم الترتيب لهذا اللقاء منذ ايام عدة من قبل الفنان الكبير
محمد جابر «العيدروسي» وتصادف صباح امس وفي وقت اللقاء ان وصلت مجموعة من
الرسائل، تشيع خبر «وفاة» نجمنا الكبير الذي استقبل تلك الرسائل والمكالمات
بكثير من المحبة والمداعبة على طريقته الخاصة.
وكان بين الحضور كل من الفنانين احمد الصالح ومحمد جابر وجاسم النبهان
والمنتج يوسف الرفاعي والاعلامي يوسف الجاسم بالاضافة الى «النهار» وكعادته
كان نجمنا الكبير عبدالحسين عبدالرضا «خلية» من الحيوية والحوار الذي طاف
حوله جملة من القضايا والموضوعات، من بينها رحلته العلاجية، واستعداداته
لعمله التلفزيوني الجديد «العافور».
وقد سادت اجواء الجلسة مساحة من المداعبات خصوصا مع كمية «الرسائل»
و«الاتصالات» التي وصلت لجميع الحضور والتي «تشيع» ذلك الخبر الملفق.
ومن الطرائف في هذا الجانب حين وصول الاعلامي يوسف الجاسم، اشار الى
ان احد اصدقائه كان يكلمه طيلة الطريق، مؤكدا خبر الوفاة، وان التشييع
سيكون يوم الجمعة المقبلة، فكان ان عاود الجاسم الاتصال بالصديق، ليحدثه «بوعدنان»
كل شيء بأمر الله.
ولكن انا بخير والحمد لله، وربنا يحفظكم جميعا.
كما قام المنتج ومدير عام «النظائر» بالاتصال باحد ابنائه ليطمئنه ان
الخبر المتداول في وسائط الاتصال، غير صحيح.. وعار عن الصحة.
ومن المفارقات، ان مدير تحرير ««النهار» الزميل حسين الفضلي هاتفني
وانا الى جوار الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا ليتأكد من الخبر، فكان ان
اطمئن بعد الاستماع لصوته.
وفي تصريح خاص بـ «النهار» اكد الفنان عبدالحسين عبدالرضا، انه بخير،
وانه بدأ التحضيرات للشروع في العمل الجديد «العافور» الذي قام بكتابته
وسيقوم بانتاجه بالتعاون مع مركز تلفزيون الشرق الاوسط «ام. بي. سي» وايضا
تلفزيون دولة الكويت وسيكون العرض الاول لتلفزيون الكويت.
كما عبر الفنان عبدالحسين عبدالرضا عن سعادته بالاهتمام والمتابعة
ولكنه في الحين ذاته طلب ان يتوخى الجميع الحذر من هكذا شائعات غير مسؤولة.
كما شدد على انه تجاوز العارض الصحي الذي كان قد تعرض له بنسبة مئة في
المئة بحمد الله وفضله.
وفي الاطار ذاته عبر الفنان القدير محمد جابر (العيد روسي) عن سعادته
بلقاء الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا) الذي يعود الى جمهوره ومحبيه، وان
هذا الاجتماع يؤكد عمق العلاقة التي تجمع الفنانين من مختلف الاجيال
والشرائح.
وأكد الفنان القدير أحمد الصالح ان لقاء اليوم مع الفنان الكبير
عبدالحسين عبدالرضا يجسد اللحمة والتواصل والتلاقي بين ابناء الحرفة الفنية
وان سعادته كبيرة بعودة «أبوعدنان» الى نشاطه الفني المعهود.
في حين قال الفنان القدير جاسم النبهان ان الاتصال لم ينقطع، وان هكذا
لقاء يكاد يتكرر وبشكل مستمر بين ابناء الحرفة الفنية وانه لسعيد ان يضم
هذا اللقاء هذه الصفوة من الفنانين والاعلاميين.
وأشار المنتج يوسف الرفاعي الى ان هذا اللقاء يأتي ردا على كل
الاشاعات التي تنطلق من هنا او هناك، وان هذا اللقاء تم الترتيب له منذ وقت
سابق، لكنه جاء في الوقت المناسب ليرد على كل تلك الشوائب. سعادتنا أكبر ان
يقف نجمنا الكبير عبدالحسين عبدالرضا امام الكاميرا في القريب العاجل باذن
الله ليسعد جمهوره ومحبيه في كل مكان.
وشدد الاعلامي الكبير يوسف الجاسم على أهمية النجم الكبير عبدالحسين
عبدالرضا والمكانة الفنية المرموقة التي يحتلها محليا وخليجيا وعربيا، وهو
احدى القلاع الفنية الشامخة التي نفتخر بها ونعتز بها في كويتنا الحبيبة
وهو جدير بتلك المكانة التي يحتلها في قلوبنا وقلوب محبيه وجمهوره.
ويعود الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا ليقول: خلال الفترة القليلة
المقبلة باذن الله ستبدأ التحضيرات النهائية للانطلاق بتصوير العمل الجديد،
خصوصا مع تحسن الجو هنا في الكويت وأعتقد ان بداية العمل ستكون مؤكدة على
انني بألف خير والحمد لله كما ترون.
ويستطرد: وصلتني اليوم مجموعة من الاتصالات منذ السابعة صباحا والهاتف
لم يتوقف، ولكل الاصدقاء والاخوة والزملاء والمحبين أقول شكرا على محبتكم
وهو ليس بالامر الجديد على أهل الكويت واخوتنا في دول مجلس التعاون الخليجي
والعالم العربي بشكل عام.
كما استعرض عبدالحسين خلال الجلسة جوانب من رحلته العلاجية وايضا
الاجازة التي تلتها بين القاهرة ولندن وباريس وعدد من الجزر الاسبانية
ومنها الى لندن ثم الكويت.
في ختام اللقاء دعا عدد من الفنانين والاعلاميين الى أهمية تكرار هكذا
لقاءات وأبدى «أبوعدنان» الترحاب، مثمناً للجميع مبادرتهم ومحبتهم
وتواصلهم.
عبدالحسين: رحيل الأمير سلطان خسارة للأمة العربية
أكد الفنان القدير عبدالحسين عبدالرضا، ان رحيل سمو الأمير الملكي
سلطان بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - خسارة حقيقية للأمتين العربية
والإسلامية، للدور والمكانة التي يحتلها، والعمل الخيري الدؤوب الذي اقترن
باسمه، وايضا المواقف العظيمة له في قضية - الكويت - ابان الاحتلال العراقي
الغاشم، واليد الطولى في دعم العمل الخيري الذي يشهد له العالم، وهو ليس
بمستغرب عنه، أو عن الأسرة السعودية الكريمة.. رحم الله فقيدنا الكبير،
وألهم آل سعود الكرام والشعب السعودي الصبر والسلوان.
لقطات
أول الوصول إلى مركز الفنون كان الفنان محمد جابر «العيدروسي» ثم
الفنانين جاسم النبهان وأحمد الصالح.
ظل الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا يداعب الجميع، حول جملة
الموضوعات التي طرحت.. وبالذات الاشاعة التي تم ترديدها مساء أمس.
اتصل نائب رئيس التحرير أنور بوخمسين بالفنان عبدالحسين عبدالرضا
للإطمئنان على صحته ودار بينهما حديث ودي.
استمع الفنان عبدالحسين عبدالرضا إلى الوصف الدقيق لمراحل العلاج التي
مر بها الفنان أحمد الصالح بين السعودية وأميركا.
هاتف عبدالحسين لم يتوقف عن الاتصالات والرسائل طيلة اللقاء.. وكان
الرد دائماً: أنا بخير والحمد لله.
اخبرنا عبدالحسين ان حفيده (يوسف) اتصل به طالباً منه أن يعاود
الاتصال به ليتأكد من صدق أنه يكلمه.. فعاود «ابوعدنان» الاتصال مداعباً.
أشار عبدالحسين إلى أنه اصر على أن يكون العرض الأول لعمله الجديد
«العافور» لصالح تلفزيون الكويت، الذي كان له الفضل الكبير على سيرته وعلى
مسيرة نجوم الكويت جميعاً.
الجلسة استمرت من العاشرة حتى الحادية عشرة والنصف، ما دعى عبدالحسين
إلى تأجيل عدد من المواعيد التي كان قد ارتبط بها مسبقاً.
حسين السلمان وكيل أعمال الفنان عبدالحسين كان من بين الحضور وكان
طيلة الوقت يرد على المكالمات من أجل «تكذيب» الاشاعة.
عبدالحسين عبدالرضا: أنا بخير
عبدالستار ناجي
نفى الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا كل ما تردد من اشاعات راجت على
مدى الأربع والعشرين ساعة الاخيرة، مؤكداً وسط حضور عدد بارز من النجوم
والاعلاميين، أن «صحته بخير» وانه «بدأ التحضيرات لتصوير عمله الدرامي
الجديد «العافور» وانه يدعو الى «توخي» الحقيقة في «ترويج» هكذا اشاعات»،
وأكد أن مثل تلك الاشاعات ترسخ حضوره وتؤكد عمق المكانة والنجومية الكبيرة
التي يتمتع بها، وما يعتبره أمانة ومسؤولية أمام تلك الجماهير التي تغمره
بالمحبة والاتصال الدائم. كما أشار الى انه سيشرع بمقاضاة الجهات التي كانت
وراء تسريب مثل تلك الاشاعات التي لا تعتمد الحقيقة. هذا، وقد حضر اللقاء
في مركز الفنون بحولي عدد بارز من الفنانين والاعلاميين وتنفرد «النهار»
بنشر تفاصيله «ص30».
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
25/10/2011
كوجاك وزوجته شيرين الشايب وجها
لوجه في برنامجهما «أنا والمدام»
بقلم : آلاء لاشين
الإعلامي الفنان « كريم كوجاك» وزوجته الإعلامية «شيرين الشايب»
الجميلة صاحبة الحضور المميز علي الشاشة قدما معا لأول مرة برنامج "انا
والمدام"علي شاشة رمضان علي تليفزيون النهار وحققا جماهيرية مميزة بين
برامج التوك شو مما جعل إدارة القناة تطالبهما بالاستمرار بعد نهاية الشهر
الكريم. التقينا كريم وشيرين لنقترب اكثر من عالم هذا البرنامج الذي جمعهما
معا لأول مرة امام كاميرا الفيديو وكيف نجحا في اقتحام التجربة التي فشل
الكثير من المذيعين في تجاوز الحرج الذي تسببه. وهل للبرنامج أثر في
حياتهما الخاصة. الشخصية الحقيقية
·
قلت له شاهدت لك برامج كثيرة عليART وكذلك دورك الأخير في مسلسل . «رجل من هذا الزمان» واعتقد أن شخصيتك
في الحقيقة لا تبعد كثيرا عن أدائك في المسلسل .فكنت رمزا للصديق الوفي
والمحترم الذي نفتقده في هذا الزمان كنت أشاهدك في برامجك وأنت أحيانا
تستضيف زوجتك الإعلامية «شيرين الشايب» فهل جاءت فكرة البرنامج بعد هذه
اللقاءات؟
- كوجاك: لقد اتصل بي الدكتور / سمير يوسف رئيس قناة النهار ليعرض علي
العمل معه نظرا للصداقة القديمة التي تربطني به، وسألني هل من الممكن عمل
زوجتك الإعلامية شيرين الشايب معك؟ فكان ردي يتلقائيا وقالت له هيبقي في
البيت والشغل نسمي البرنامج إذن «أنا والمــدام» وأعجب الدكتور بالفكرة
وبعد أن أخذ رأي فريق الإعداد بالقناة تمت الموافقة مع استحسانهم للفكرة.
حلم يتحقق
·
قلت لشيرين: هل ترددت ولو للحظات
في العمل مع زوجك في برنامج واحـــد؟
-لا.. لم أتردد ولم أفكر ولو للحظة واحدة فقد كانت هذه اللحظة
أنتظرهــــا منذ فترة طويلة وكان دائما هذا السؤال هو المحور الأول لكل
المشاهدين عندما يشاهدونني مع كريم سواء في العمل أو خارجه.
·
ألم تشعري بالخوف من الوقوف
بجانب «كوجاك» خاصة أمام الكاميرا حيث انه يمتلك موهبة فطرية وكاريزما خاصة
أمام الكاميرا؟
- لا.. مطلقــا فكريم «اسم علي مسمي» فهو كريم بطبيعته ولم يكن أنانيا
بل هو يترك الفرصة للمذيع الذي يقف أمامه ولا يحاول مقاطعته ولا خطف
الأضواء منه بل يترك له الحرية حتي يخرج أحسن ما عنده.
·
إلي «كوجاك»: ألم يراودك احساس
ولو للحظة أن المشاهد سوف يصاب بحالة من عدم المصداقية نظرا لكثرة هذه
البرامج التي أصبحت كالملح علي كل قناة «التوك شو»؟
- لا.. لم أشك لحظة في هذا وخاصة اننا رفضنا معا فكرة الحلقات
المكتوبة وقررنا أن نجلس ونتكلم مع الأسر المصرية علي طبيعتنا حتي يشعر
المشاهد بالمصداقية الحقيقية وليست المكتوبة وكأنهم في زيارة لنا مما جعل
للبرنامج شخصية مستقلة ويختلف عن جميع البرامج وتأخذ شيرين طرف الحديث
وتقول إن من عوامل نجاح البرنامج التفاهم الكبير الذي بيننا خلاف الخبرة
التي اكتسبناها جعلت المشاهد يشعر بالمصداقية الحقيقية وليست المفتعلة.
إعداد البرامج
·
عدت أسأله: هناك بعض المذيعين
يتدخلون في اعداد البرامج التي يقدمونها فهل أنت من هؤلاء؟
- كوجاك ضاحكا: أنا لاأحب التدخل في أي عمل من فريق الاعداد لكن من
الممكن أن نضيف لبعضنا شيئا حتي يكون لصالح البرنامج والمشاهد ولا أفرض أي
سيطرة بحكم أني مذيع البرنامج ولكن هناك الأفكار الجديدة والمتطورة التي
تغير الموضوعات تغييرا جوهريا وعند ذلك نستقر عليه نحن وفريق الاعداد.
·
فاجأت شيرين زوجها بسؤال هو
«ماذا عن رأيك وانا بصحبتك كمذيعة»؟
- ضحك قائلا: انت مذيعة محترفة وذهنك حاضر وتجيدين خبرة برامج الهواء
وانت تعلمين جيدا انني كنت من مشاهديك منذ أن كنت مذيعة بالتليفزيون المصري
وأتشرف بالعمل معك وأتمني استمرار البرنامج بالنجاح الذي حققه في رمضان .
·
توجهت اليها بنفس سؤالها: ماذا
عن رأيك في «كوجاك» كممثل ومذيع؟
- شيرين: كنت قبل زواجنا يعجبني أداؤك وأكثر ما يعجبني هو التلقائية
الشديدة الطبيعية التي لايشعر المشاهد فيها انك تمثل بجانب امتلاكك لسرعة
البديهة علي الهواء وهذه التي تميز مذيعو الهواء بعضهم عن بعض ويعجبني
ارتجالك المنظم كما انني متأكدة بأنك تمتلك موهبة تسمح لك أن تكون مذيعا في
كل المجالات السياسية والاجتماعية والرياضية والفنية ودورك الأخير في مسلسل
«آدم» أعجبني كثيرا ولكنك كسول علي نفسك ولابد من العمل أكثر من ذلك حيث إن
لديك عروضا كثيرة تختار منها. الحب والتفاهم
·
سألناه هل الزواج بعض فترة يجعل
الزوجين متشابهين كما يقال؟
كانت إجابتهما سويا: بالطبع التفاهم والحب والاستقرار العائلي من أهم
العوامل التي تدعم النجاح والحمد لله نحن هكذا في حياتنا الطبيعية
فالدعابات وخفة الظل التي يفعلها كريم معي خلف الكواليس هي بعينها التي
يعاملني بها في بيتنا وندعو الله أن يديم علينا هذا التفاهم والمودة. يعد«كوجاك»
جمهوره بأن حلقات البرنامج القادمة سوف تحمل مفاجآت كثيرة عن جميع البرامج
الموجودة علي الساحة حاليا. تركتهما يستأنفان معا الإعداد لبرنامج حقق نسبة
مشاهدة غير عادية في رمضان علي أمل بلقاء جديد معهما علي الشاشة في الأيام
المقبلة.
جريدة القاهرة في
25/10/2011
خاتم سليمان والنهايات المحبطة
مها حسن ـ باريس
كاد مسلسل خاتم سليمان يعيد إحياء البطل الإيجابي، دون مبالغة أو
تأليه أو أسطرة. بدأ المسلسل بقوة، وتألق الممثل خالد الصاوي منذ اللقطات
الأولى له.
الإنسان العازف عن رغبات الدنيا ومغرياتها، المكتفي بعالمه الجميل،
البسيط، البعيد عن الصخب والبريق والسلطة والمال. طبيب غني، مشهور، ناجح في
مهنته، لكن كل ذلك لا يهمه، إذ يركّز اهتمامه فقط على الجانب الإنساني من
مهنته، وهو شفاء مرضاه. بينما له متعه الخاصة، والغريبة على شخص بمستواه
وبشروط عيشه، فبدلاً من الذهاب إلى أرقى الفنادق، يحب تناول"الصندويش" على
العربات، يأكل "الذرة المشوية" بمتعة هائلة، يجالس البسطاء والعاديين
والأميين في مقاهٍ شعبية ويلعب معهم الورق، ومتعته القصوى هي تربية الحمام.
تبدأ الحلقة الأولى، مفتوحة على إبراز مواقف التناقض بين المكان الذي
يبحث عن الدكتور سليمان، والمكان الذي يكون فيه. حيث الأول هو المستشفى
الذي يستنفر لاستقبال وزير يتعرض لأزمة قلبية، وحيث تظهر زوجة الدكتور، وهي
مديرة المستشفى" الدكتورة شاهناز ـ رانيا فريد شوقي"، بأناقتها وتعاليها
وسلطتها وأوامرها، فتقوم قيامة جميع معاونيها، للبحث عن الدكتور وإحضاره،
إذ يعجز الكل عن العثور عليه، وقد أغلق هاتفه، وصرف سائقه، فتنقذهم ممرضة
تعرف أنه يتردد على مقهى في حارتها، وتتصل بأحد معارفها ليؤكد لها وجود
الدكتور، فنتعرّف على المكان الآخر، المحبّب والأقرب إلى عالم الدكتور
الداخلي أو الروحي.
بإحضاره من سطح منزل شعبي في الحي وهو يفاوض أحد الأشخاص على "حمامة"
ذهبت منه، ليعود بها إلى المستشفى، يدخل في قالبه المهني، كطبيب متمرس،
لينجح بعملية وقف الكثيرين ضد سرعة إجرائها لخطورة القرار، ولكنه ينجح
بمهارة مشهود له بها سابقاً.
تستمر أحداث المسلسل بتسلسل أخلاقي وإنساني عالي، ينتصر للقيم
الإنسانية، وللجمال الداخلي والصدق والنزاهة.
في خضم المسلسلات التي تعجّ بقضايا المخدرات والنساء والفساد السياسي،
كان هذا المسلسل منجيّاً، وذا طبيعة مختلفة، فيه بعض الروحانية، وخاصة عبر
التقاطعات الجمالية بين شخصيتي الأب "سليمان" وابنته"شهد" التي ورثت طباعه
الروحية والإنسانية، فظهرا ككائنين خارجين عن العالم المادي الوسخ، وكأنهما
ملاكان، يسيران في خطين متوازيين، وينجوان من كل الأذى المدبّر لهذه
الكائنات البريئة والصادقة والنزيهة.. والنجاة تحدث دوماً،بفضل نقائهما.
كاد المسلسل يكون صفعة للعالم المادي، وبخاصة وهو يقترب من قصة حب
جديدة، بل قصتي حب، يدخلانها بالتوازي، في اللحظة ذاتها، الأب وابنته، كل
منهما من طرف ومن مدينة. حيث الابنة التي تحضر حفلا في القاهرة، والأب وهو
يتمشّى على شاطئ البحر في الشاطئ الشمالي.. إذ تغني الابنة، الأغنية، التي
يعزف لحنها،الأب، في اللحظة ذاتها، على عوده، من غرفة"الشاليه"، وقد انتشى
عاطفياً برؤية صبية تخرج على الشرفة في الليل، كأنها حورية....أحداث ومشاعر
تتمّ بالتوازي، في قمة الجمال والذكاء الدرامي.. ولكن فجأة يسقط إيقاع
المسلسل، ويدخل في نفق آخر.
كما لو أن أحد أخذ السيناريو وحوله أو قلبه... ليتحول المسلسل من قسمه
الروحاني، الإنساني، المثالي، التلقائي، إلى جانب مختلف، فيحشر المشاهد في
قضايا الفساد، الذي يطال الحكومة، ويأخذنا إلى بداية الثورة التونسية
فالمصرية.
بمعالجة مباشرة، خالية من البراعة والفنية، وكأن فريق العمل هو فريق
آخر، وكذلك الممثلون، اختلف أداؤهم وتحولوا إلى أبطال ثورة، أو رموز نظام
تقوم عليه الثورة.
لم يمهّد المسلسل لهذه النقلة، ولم يأتِ هذا بمبررات فنية، وجاء
مقحماً على الحكاية، على طريق القص واللصق، ليجد المشاهد نفسه أمام "كولاج"
سيء، من مسلسلين، الأول، يمكن وصفه بالرائع، حتى يمكن أن يوصف به خالد
الصاوي بالمتألق، والثاني، بالانتهازي، الذي جاء على سمعة الثورة وشعبيتها،
فأراد المسلسل من وجهة نظر تجارية بحتة، حصد هذه السمعة، التي لم تنعكس
عليه، كأداء فني، لأن المسلسل ليس ريبورتاجات عن الثورة بطبيعة الحال.
لدى مراجعتي لما كتب عن المسلسل، لم أقع على مواد نقدية، ربما لعدم
توافرها إلا كنسخ ورقية، لكن الخبر المتواتر، كان عن توقف فريق العمل عن
التصوير، لعدم تسديد الأجور، ومشاكل بين المخرج والمنتج، والعودة إلى
التصوير بعد تسديد أجزاء من المستحقات، ولكن المهم في هذه الأخبار
المتكررة، أن تصوير الحلقات الأخيرة، كان يتم قبل بثها بليلة أو بوقت
مقارب. الأمر الذي يفسّر هبوط إيقاع العمل، الذي حاول الصعود على عظمة
الثورة المصرية، ودغدغة مشاعر الجمهور.
لو أن المسلسل توقف لدى الجزء غير المصلحي في المسلسل، حيث كان الحديث
عن نزاهة وأصالة وطيبة وأخلاقية المثقف المصري، الطبيب الذي لم يفسده
المال، بل ظل يغرف من الثقافة الشعبية، وظلت مرجعيته الشارع والمقهى
وصندويشة الفول... لو اكتفى بهذا العالم الجمالي، لكنا أمام مسلسل متميز،
ومختلف، وممثل يعدّ اكتشافاً"رمضانياً"، حيث صارت مسلسلات رمضان تكريساً
لأسماء معينة، يستحق الصاوي أن يكون في مقدمتها، بعد السأم الذي أصابنا من
تكرار نور الشريف ويحيى الفخراني وغادة عبد الرازق...الخ. ومع أن هذا
الهبوط في إيقاع المسلسل لم يضرب كثيراً أداء الصاوي، إنما قلل من مساحة
إبداعه، وهو ينحشر في معطيات جديدة دخلت على العمل.
مسلسل خاتم سليمان، يعدّ نموذجاً لمسلسل ناجح، حوّلته بغتة آلة الربح،
من توجه بسيط، يمس مشاعر المشاهد دون إرغام ومباشرة وخطابات مفتعلة، إلى
محاولة قسرية للحصول على رضا المشاهد ذاته. نموذج مسلسل كان ذاهباً إلى
التألق، فقمعته شهوة الشعارات التي بدت مفتعلة، ومحشورة،وإن كان يمكن توظيف
الثورتين التونسية والمصرية، بتلميحات وتكثيفات، لا تؤذي فنية المسلسل.
لا تزال تجربة الثورات العربية متقدمة جدا على الفن، وعلى الفن النظيف
والأخلاقي التعامل معها بحذر ومسافة، حتى لا يقع في الابتذال والمباشرة،
وليكن على مستوى نجاح الشارع، وإن كان هذا ليس سهلاً، ولكن على الأقل، كان
ينبغي توخي الحذر.
مسلسل خاتم سليمان، من إنتاج العام الحالي 2011، عُرض في شهر رمضان من
السنة الحالية، من بطولة خالد الصاوي ورانيا فريد شوقي وفريال يوسف، إخراج
أحمد عبد الحميد، النص لمحمد الحناوي.
عن الكاتبة: مها حسن
روائية وصحافية سورية، مقيمة في فرنسا، تكتب في الصحافة والمواقع
العربية. صدر لها : " اللامتناهي ـ سيرة الآخر " رواية ـ عام 1995 في
دار الحوارـ اللاذقية ، سوريا، " لوحة الغلاف، جدران الخيبة أعلى "
رواية ـ عام 2002 ـ سوريا/ " تراتيل العدم" رواية ـ عام 2009 ـ دار
الريس ـ لبنان ـ بيروت حصلت على جائزة هيلمان/هامت التي تنظمها منظمة
Human Writs Watch الأمريكية في عام 2005.
بوابة المرأة في
25/10/2011 |