بدأت موهبة رشيد عساف الفنية منذ نعومة أظافره من خلال الفرق المدرسية
والتي انتسب بعدها إلي نقابة الفنانين بصفة متمرّن. كانت بداياته في المسرح
الجامعي أوائل السبعينيات وكان من أبرز نجومه، ثم انتقل للعمل في المسرح
القومي وقدّم مجموعة من المسرحيات علي خشبته، كما شارك سينمائيا في بطولة
فيلم "الحدود" إلي جانب الفنان دريد لحام. وفي التليفزيون كانت بدايات عساف
مع المخرج والممثل المعروف سليم صبري الذي أسند له دور البطولة في مسلسله
التلفزيوني «البسطاء» من تأليف خيري الذهبي بداية الثمانينيات.. ليقدم
بعدها عددا كبيراً من الأعمال المتميزة ومنها: دائرة النار، الطبيبة،
البركان، العبابيد وبرع في مسلسلات الفانتازيا مثل الفوارس، الكواسر، صراع
الأشاوس، المسلوب، والأعمال التاريخية من أمثال البحث عن صلاح الدين، أبناء
الرشيد، عمان في التاريخ، بيوت في مكة، قبائل الشر، معاوية والحسن والحسين
وفي إطار الدراما البدوية قدم مسلسل رأس غليص بجزءيه الأول والثاني. تم
ترشيحه مؤخرا لبطولة مسلسل وفيلم عن مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، الإمام
حسن البنا، في حواره مع " القاهرة" تحدث عن أسباب ترشيحه للدور واستعداه
لتجسيد الشخصية كما تحدث بصراحة عن الوضع في سوريا .
·
كيف جاء ترشيحك لأداء شخصية
الإمام حسن البنا في عملين معا أحدهما سينمائي والآخر تليفزيوني؟
ــ أنا في الأساس من عشاق شخصية الإمام ولكني لم اتوقع أن أقدمها يوما
ما، ولكن عندما عرض علي المنتج محمد العنزي المعالجة الأولي للشخصية, وافقت
قبل مرور يومين علي قراءتي للورق، ولو لم يعجبني الدور ما وافقت ولكني
أحببت العمل كثيرا واعتبرته تحديا كبيرا لأن الشخصية غير تقليدية وتتمتع
بكاريزما خاصة، ولا يشغلني الآن عدم وجود السيناريو حتي هذه اللحظة
فالتعامل مع شركة انتاج كبري ومسئولين يدركون حجم العمل يعد أمرا مطمئنا
تشجع بداياته علي الاستمرار دون قلق.
·
هل معني هذا أن المنتج محمد
العنزي هو الذي اختارك لهذا الدور؟
ــ العنزي أخبرني أن شركة المها، وهي شركة انتاج كويتية تخصصت في
الأعمال التاريخية والدينية الكبري، تنوي انتاج مسلسل عن الإمام حسن البنا،
مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، وانهم هو الذين رشحوني لأداء الدور وقبل أن
أرد بالموافقة أو الرفض، رجعت لعدد كبير من المراجع والكتب وشاهدت فيلما
تسجيليا عن واقعة اغتيال الشهيد حسن البنا وبعدها قررت خوض التجربة وتجسيد
الشخصية ــ رغم صعوبتها ــ وعندما أبلغتهم بموافقتي، أرسلوا لي دراسة عن
البنا والخطوط العريضة المحتمل تقديمها في المسلسل فزاد اقتناعي بالعمل علي
هذه الشخصية الثرية دراميا .
·
هل تقصد بالثراء الدرامي في
شخصية البنا أنه جمع بين الدين والسياسة؟
ــ بالتأكيد، لكن ما يهمني أكثر في شخصية البنا هو الجانب الإنساني مع
إبراز الجوانب النضالية في حياته دون التعامل المباشر مع أفكاره السياسية.
فأنا ــ في الأساس ــ لا أنتمي لجماعة الاخوان المسلمين وقد تجدني بعد
تقديم شخصية البنا، أقدم شخصية أحد خصومه وبنفس القدر من التعاطف مع
الجوانب الإنسانية في الشخصية فالمعيار في النهاية هو نجاحك في القدرة علي
التجسيد.
·
شاركت من قبل في مسلسل " معاوية
والحسن والحسين" ويبدو أنك اعتدت تقديم هذه الشخصيات الشائكة، كيف تستعد
لتجسيد شخصية البنا خاصة أن إياد نصار قدمها في مسلسل " الجماعة " العام
الماضي؟
ــ هناك جلسات عمل دائمة تجمعني بأسرة الشهيد البنا وأسعي من خلالها
للبحث عن طريقة المشي وأدق التفاصيل في طريقة حواره، لفتاته ونظراته وطريقة
ملابسه، باختصار أسأل كل من عاصروه عن ذكرياتهم معه حتي أكتشف مفاتيح
الشخصية والتقط طرف الخيط لأبدأ استعدادي لها وأعتقد أنني مع المكياج
والملابس سأصل إلي مرحلة اتمني أن تكون جيدة. أما بخصوص تقديم إياد نصار
لنفس الشخصية في مسلسل الجماعة فأنا للأسف لم أشاهده كاملا وأعترف لك ان
إياد ممثل متميز وسبق أن جمعتنا أعمالا مشتركة حيث جسدت دور والده في مسلسل
" الأمين والمأمون " ولكن في كل الأحوال لا تشغلني هذه المقارنات بقدر
مايهمني التدقيق والبحث عن الأفضل دائما.
·
إصرار الإخوان المسلمين علي
تقديم عملين عن البنا اعتبره البعض نوعا من الدعاية السياسية للجماعة في ظل
حرية التعبير والتعددية الحزبية التي شرعتها ثورة التحرير في مصر.. هل تتفق
مع هذا الرأي؟
ــ قد يكون شكل الحياة السياسية تغير في مصر بعد رحيل النظام السابق،
لكن بالنسبة لي شخصيا، لم اوافق علي أداء شخصية الإمام حسن البنا من اجل
الترويج لأفكار الجماعة السياسية، ولو كنت شعرت بشيء من التورط في ذلك
لأعتذرت علي الفور عن تقديم المسلسل خاصة أن النص لم يصلني كاملا حتي الآن
ولو لم أجده علي مستوي يليق ومكانة البنا سأعتذر عن العمل بلا ندم .
·
وافقت علي تقديم عملين عن شخصية
واحدة .. كيف ستتعامل مع الكاميرا في الحالتين؟
ــ السينما بالتأكيد هي الأعظم والأهم لأنها تعتمد علي التكثيف
والايجاز وهنا يكمن الابداع وعلي الممثل الواعي ان يدرك الفرق بين تكنيك
التصوير للسينما والتصوير للتليفزيون وطبيعة الصورة التي يجب ان تتفق
وطبيعة الشخصية في الحالتين وأتوقع أن نبدأ تصوير المسلسل أولا وبعده
الفيلم وقد يري المخرج عبدالباري أبوالخير إمكانية تصوير العملين بالتوازي
واعتقد أنه قادر علي وضع خطة مناسبة للعمل في المسلسل والفيلم.
·
أثار تقديمك لشخصية معاوية في
مسلسل "معاوية والحسن والحسين" جدلا كبيرا من الناحية الدينية، بسبب تجسيد
الصحابة، والآن تدخل منطقة شائكة مع حسن البنا ..هل اعتدت علي هذه
المجازفات؟
ــ مسلسل "معاوية والحسن والحسين" من المسلسلات التي لن تتكرر كثيرا
في حياة الفنان وللعلم فقط، كنت قد قبلت المسلسل ووقعت عقده ثم تراجعت عنه
خوفا من المغامرة وتأثرا بما أثير من جدل حول حرمة تجسيد الصحابة وبالفعل
أسند دور معاوية للفنان سلوم حداد وقام بتصوير بعض المشاهد ثم تراجع عن
الدور لارتباطه بأعمال أخري فكأنه كان مقدرا لي العودة مرة ثانية للمسلسل
بعد أن حصلت الشركة المنتجة علي أكثر من 30 موافقة من مرجعيات دينية شيعية
وسنية منها الإمام القرضاوي والشيخ سليمان العودة والشيخ حسين فضل الله
والخميني ومشايخ العراق، خاصة أن الهدف من هذا المسلسل كان الخوض في
المناطق الشائكة والخلافية للوصول إلي نظرة وسطية لرأب الصدع وتضييق هوة
الخلاف بين الشيعة والسنة.
·
رفضت العمل في مصر أكثر من مرة
فهل تغيرموقفك بسبب الانتاج أم بسبب الموضوع المطروح؟
- الموضوع بالطبع مختلف لأنني أقدم شخصية حسن البنا وهي شخصية لها ثقل
كبير في الساحة العربية دينيا وسياسيا، أما العروض التي قدمت لي في مصر
فكانت دراما عادية والساحة المصرية مليئة بفنانين أحق مني بالعمل في
بلادهم، وليس الأمر كما ادعي البعض أن المنتجين يلجأون إلينا لأننا أقل
سعرا فهذا أمر غير مقبول علي الإطلاق .
·
هل معني ذلك أنك بالغت في أجرك
عن العملين خاصة أنك تتعامل مع شركة إنتاج كبيرة ؟
- اطلاقا لم اطلب أكثر من اجري في حدود المتعارف عليه فالمستوي المهني
والرغبة في تقديم نماذج لم يسبق لي أن قدمتها اهم بكثير من مسألة الاجر
التي أري أن حساباتها معروفة ولاتحتمل وجود أي أزمات علي الاطلاق ولن أخسر
علاقة الصداقة القوية التي تربطني بالمنتج محمد العنزي وأعلم أن شركة المها
تقدرني بشكل متميز.
·
لكنك علي الأقل ستضع في اعتبارك
أجورالفنانين المصريين الباهظة والتي تستهلك معظم تكاليف العمل؟
- ليس لي شأن بأحد فالإنتاج يقوم علي المكسب والتجارة وكل الفنانين
أجورهم معروفة ولا يشغلني الآن إلا خروج العمل الفني بشكل جيد .
·
هل كانت هناك ملاحظات من أسرة
الإمام حسن البنا قبل قيامك بتجسيد الشخصية؟
- كلهم اتفقوا علي الشبه الكبير بيننا خاصة في العيون وقالوا انه لا
ينقصني سوي الذقن , وعندما قاموا بوضع ذقن الإمام علي صورتي خرجت طبق الأصل
من البنا وهذا كان بالنسبة لي دفعة معنوية كبيرة .
·
الفنان دائما مهموم بقضايا وطنه
ولا يمكن أن يعيش بمعزل عن السياسة .. كيف تري ما يحدث في سوريا الآن؟
- أنا من دعاة التغيير وليس التدمير خاصة أن المنطقة بأكملها مطمع
للغرب منذ الحروب الصليبية وهناك مندسون يحاولون الوقيعة بين الشعوب بهدف
إشعال النيران وعدم حدوث نهضة في المنطقة العربية ,وأري أن الوضع في سوريا
يأتي بالحوار للوصول إلي اصلاحات حقيقية تخطو بالأمة إلي مرحلة الهدوء،
وأقول لك بصراحة إن السبب الأساسي للمندسين هو البترول ولو انتهي ونفد
ستنتهي معه كل هذه الأزمات .
جريدة القاهرة في
28/06/2011
بشائر «التليفزيون المحجب»..
من
«خناقة»
أديب والقرضاوي إلي فرمانات الجماعة الإسلامية والإخوان!
بقلم : أسامة عبد الفتاح
بشائر «التليفزيون المحجب».. من «خناقة» أديب والقرضاوي إلي فرمانات
الجماعة الإسلامية والإخوان! الفوضي الفضائية مستمرة بامتياز، بل تحولت إلي
عبث كامل و"عك" لا مثيل له، يسير الآن في طريق ما يمكن تسميته "التليفزيون
المحجب"، الذي ظهرت بشائره الأسبوع الماضي، وتمثلت في فضيحة ابن السيناريست
وابن الشيخ في ستوديو برنامج "القاهرة اليوم" مساء الأربعاء الماضي، وإعلان
الجماعة الإسلامية - في نفس اليوم - مقاطعتها من أسمتهن "المذيعات
المتبرجات"، وأخيرا فرمان الإخوان المسلمين بقصر العمل في قناتهم الفضائية
علي المذيعات المحجبات فقط. فقد شهد برنامج "القاهرة اليوم" للإعلامي عمرو
عبد الحي أديب واقعة غريبة للغاية خلال حلقة الأربعاء الموافق 22 يونية
الحالي، حيث فوجئ المشاهدون بنشوب مشادة بين أديب وضيف الحلقة الشاعر عبد
الرحمن يوسف، ابن الشيخ يوسف القرضاوي، انتهت بانسحاب عبد الرحمن من
البرنامج. وبدأت القصة عندما عرض البرنامج تقريراً عن مشوار عبد الرحمن
ونشأته ومعارضته النظام السابق.. ورغم أن التقرير أظهر الشاعر في صورة
مثالية، إلا ان مقدمي البرنامج فوجئوا به يتهجم علي فريق الإعداد، ويصفهم
بالفاشلين الكاذبين، معترضا بعنف علي وصفه بالمصري القطري.. وقال إنه تعرض
لخديعة من رئيس تحرير البرنامج طارق يونس، الذي وعده بأنه سيقدمه بشكل
مشرف.. وعندما حاولوا أن يشرحوا له أن هذه المعلومات مستقاة من موقع "ويكيبديا"
الشهير، رد قائلا لأديب: "عيب لما يبقي عندي موقع دخله النهاردة بس 12
مليونا وتجيبوا معلومات عني من الخارج، ده معناه إن حضرتك معندكش معدين،
ولو المعدين بتوعك عندهم مشكلة أنا ممكن أعلمهم الإعداد". وأمام تهجم عبد
الرحمن علي فريق إعداد البرنامج التزم أديب في البداية الصمت، إلا انه لم
يتمالك نفسه في النهاية وقال له: "حضرتك متتهجمش علي المعدين بتوعنا" فقال
له عبد الرحمن: "خلاص ممكن أمشي"، ليرد عليه أديب: "حضرتك تمشي مع السلامة
وورق حضرتك حبعتهولك بكره". الجنسية القطرية أما معلومات "ويكيبديا" فتقول
إن عبد الرحمن ولد في قطر في 18 سبتمبر 1970 وحصل علي الجنسية القطرية بعد
أن حصل عليها والده، وبصفته معارضا لنظام حسني مبارك السابق تنازل عن
الجنسية القطرية حتي لا توجد شبهة احتماء بجنسية أخري، حيث قال: "ولدت في
دولة قطر، وعشت فيها عقدين من الزمن، وحملت الجنسية القطرية في فترة من
فترات حياتي، وهذه مشيئة الله وفعل المقادير، شأني في ذلك شأن كثير من
المصريين الذين دفعتهم ظروف أهلهم المادية أو السياسية للعمل بالخارج، ولا
يحق لأحد أن يحاسبني علي هذه الظروف، وأؤكد أنني مثل كل مصري حقيقي لا
أتنكر لبلد عشت فيه عزيزاً مكرماً، فأنا أعتز بقطر وبأهلها وبذكرياتي فيها
وبدراستي وتعليمي في مدارسها وجامعتها، ولي فيها أصدقاء هم أهلي وأصدقاء
عمري، ولكنني مصري أعتز بمصريتي ولا أحمل إلا الجنسية المصرية. تنازلت -
مختاراً - عن الجنسية القطرية، وذلك احتراماً لنفسي أولاً، واحتراماً لشعب
عظيم منح كلماتي ثقته وتشجيعه ثانياً، فما كان يليق بي أن أهجو رئيس الدولة
السابق مع وجود شبهة احتمائي بجنسية أخري". ورأيي أن موقف القرضاوي الصغير
مبالغ فيه للغاية، فالبرنامج - ولي شخصيا تحفظات كثيرة عليه - لم يهنه ولم
يرتكب جريمة عندما وصفه بالمصري القطري، فكيف يمكن أن تصف من ولد في قطر
وعاش فيها عشرين عاما وحصل علي جنسيتها، حتي لو تنازل عن هذه الجنسية فيما
بعد؟ لا تفسير لهذا الموقف سوي أن القرضاوي الصغير قرر ألا يتعامل إلا مع
"التليفزيون المحجب"، تماما مثل الجماعة الإسلامية، التي قال المتحدث
باسمها الدكتور عاصم عبدالماجد، في فضائية أخري هي "أون تي في"، إن دعاة
الجماعة قرروا عدم الظهور مع المذيعات اللاتي لا يلتزمن بزي المسلمات، وأن
يظهروا مع المذيعات المحجبات فقط، مشيراً خلال مداخلة تليفونية مع الإعلامي
جابر القرموطي في برنامجه "مانشيت"، نشرتها صحيفة "الدستور" الأربعاء
الماضي أيضا، إلي أن التبرج مخالفة شرعية ولن يتم إجبار المذيعة علي ارتداء
الحجاب، لكن امتناعهم من قبيل الحرية الشخصية، معتبرا الموقف الذي اتخذته
الجماعة شرعياً. سوزان وبابا الفاتيكان وأفتي عبد الماجد بأن الشرع يمنع
تولي المرأة الحكم وقال: نحن كحركة إسلامية نلتزم بما قرره الله ورسوله،
والذي يمنع تولي المرأة قيادة الأمة، والعقلاء يدركون ان المنصب لا يصح أن
تشغله امرأة والدليل أن أمريكا سيدة الديمقراطية في العالم - علي حد قوله -
لم يحدث أن تولت المرأة رئاستها، وحتي لو تولت المرأة الحكم تكون فترات
قليلة جدا.. ومصر في تاريخها لم تتول المرأة حكمها لأنها أضعف من أن تتولي
المنصب، وهو حكم شرعي، ومعني أن تمتنع دولة عن حكم امرأة أنها تري أن
المرأة لا تصلح لذلك.. وأشار إلي أن الشخصيات الدينية المعروفة لا تستقبل
نساء إلا في شكل يحترم مكانتهم، مثل شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان الذي لا
تمثل أمامه سيدة إلا وهي محجبة، حتي سوزان مبارك غطت رأسها عندما زارت بابا
الفاتيكان وهي معروف عنها عداؤها للحجاب!! كلام فارغ بالطبع من أي معني أو
مضمون، ومليء بالمغالطات، مثل خطأ أن مصر لم تحكمها امرأة في تاريخها، في
تجاهل أو جهل بحاكمات مصر حتشبسوت ونفرتيتي وشجرة الدر، وغيرهن.. ويكفي أن
الأخ عبد الماجد يستشهد بسوزان مبارك!! واكتملت بشائر "التليفزيون المحجب"
بتأكيد حازم غراب، مدير عام قناة "مصر 25"، التابعة لجماعة الإخوان
المسلمين، في تصريح لمجلة "المصور"، أن القناة لن تكون متبرجة وأن المذيعات
اللاتي سوف يظهرن علي شاشتها من المحجبات فقط، وأنه تم توقيع عقد تعاون مع
قنوات "الجزيرة" لتدريب أطقم العمل ووضع تصور لخطة العمل بالقناة.. وأشار
إلي أنه لن تكون هناك خطوط حمراء أو محاذير، وأن القناة ستوجه انتقادات
للجميع بمن فيهم الإخوان إذا أخطأوا.. والمعروف أن البث الرسمي للقناة
سينطلق أول يوليو المقبل بمجموعة من البرامج المسجلة علي أن تبدأ برامج
التوك شو أول أغسطس المقبل مع بداية شهر رمضان. حجاب بنازير بوتو وكانت
أزمة شهيرة قد نشبت بين التليفزيون المصري والمذيعات المحجبات- اللاتي بلغ
عددهن وقتها 12 مذيعةً- في أعقاب لجوء المذيعة مها مدحت إلي القضاء للشكوي
من صدور تعليمات بالتليفزيون في نوفمبر 2003 تمنعها من الظهور علي الشاشة
بالحجاب، بعدما اشتكت لرؤسائها ورُفِض طلبها.. وروت مها آنذاك أنها اتفقت
مع رئيسة التليفزيون المصري في ذلك الوقت زينب سويدان علي أن تغىِّر شكل
حجابها لكي يكون مثل حجاب رئيسة وزراء باكستان السابقة بنازير بوتو (أي
تُظهر جانبًا من شعرها)، كشرط للسماح لها بتقديم برنامج ديني في رمضان
(معالم إسلامية) قدَّمت منه 7 حلقات، إلا أنها فوجئت عقب انتهاء رمضان في
نوفمبر 2003 بمنعها من الظهور، وهي الواقعة التي جعلت غالبية المذيعات
المحجبات يوافقن علي العمل خلف الكاميرا في الإعداد أو التعليق بالصوت فقط
دون الصورة، فيما قدمت أخريات استقالتهن لإصرار اتحاد الإذاعة والتليفزيون
علي رفض ظهور المذيعات محجبات، استنادًا لما صرح به رئيس الاتحاد وقتها حسن
حامد من أن العقد بين المذيعة بغير الحجاب وبين الاتحاد يفسَخ في حالة
ارتداء الحجاب. وتمثلت رؤية حامد في أن "المذيعة عندما تقدمت للاختبارات
لإجازتها كمذيعة تمت الإجازة وفق شكل معين وهو الشكل الذي خضعت فيه المذيعة
للاختبارات- أي بدون حجاب- وبناءً عليه تم اختيارها والتعاقد معها علي هذا
الأساس، والعقد هنا شريعة المتعاقدين ما دامت قد ارتضت هذا الوضع
بإرادتها.. أما أن تغير شكلها بارتداء الحجاب فهو أمر يعتبر إخلالاً
بالاتفاق بينها وبين التليفزيون، ومن حقنا هنا ألا نسمح لها بالظهور علي
الشاشة". وترجع بدايات قضية المذيعات المحجبات إلي أوائل سبعينات القرن
الماضي، حيث بدأت بحجاب المذيعة كريمان حمزة التي سُمح لها فيما بعد بإعداد
برنامج غير دوري ذي طابع ديني، ثم هدأت الظاهرة إلي أن بدأت في الانتشار
علي نطاق واسع وبالجملة عام 2002، عندما أقدمت 5 مذيعات عاملات في قناة
الإسكندرية الإقليمية المعروفة بالقناة الخامسة علي ارتداء الحجاب دفعةً
واحدةً، وتم منعُهن من تقديم برامجهن بسبب ذلك. وفي العام التالي ارتدت 6
مذيعات أخريات الحجاب، مما أدي إلي حرمانهن من الظهور علي الهواء علي خلفية
سياسة منع ظهور المحجبات غير المعلنة، 4 منهن في "قناة النيل للأخبار"
الناطقة بالعربية، واثنتان في قناة "نايل. تي. في" الناطقة بالإنجليزية.
ولست ضد الحجاب، كما أنني لا أدعو بطبيعة الحال للتبرج، لكن قواعد
الديمقراطية والدولة المدنية تقضي بأن يقبل الجميع الجميع، وكما أقبل -
وغيري - كل التيارات بما فيها الإخوان والجماعة الإسلامية، عليهم أن يقبلوا
بدورهم الجميع بمن فيهم غير المحجبات، اللاتي قد يكن مسيحيات، أم أن
الأديان الأخري مستبعدة من جنة المتأسلمين السياسيين؟!
جريدة القاهرة في
28/06/2011
أهل الدراما نجوماً في مؤتمر المعارضة
وسام كنعان
دمشق | لم يكن يوم أمس عادياً في دمشق. التاريخ سيسجّل حتماً لحظة
انعقاد أول مؤتمر للمعارضة السورية في قلب العاصمة، وتحديداً في قاعة
«الروابي» في فندق «سميراميس». وبغضّ النظر عن المواقف المتباينة من هذا
المؤتمر، فإنه مثّل ـــــ بلا شكّ ـــــ «ظاهرة» جديدة في تاريخ سوريا
الحديث. هناك في الفندق الذي يقع في وسط دمشق، احتشدت عشرات الكاميرات
التلفزيونية، ومراسلو الصحف والمجلات ووكالات الأنباء العربية والعالمية
لمتابعة هذا الحدث.
البداية كانت مع دموع المشاركين التي ذرفت أثناء افتتاح المؤتمر على
وقع النشيد الوطني السوري، تلاه الوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء. وفي
زحمة الوجوه السياسية والإعلامية، برزت مشاركة مجموعة من صناع الدراما
السورية ونجومها: عباس النوري حضر على نحو مفاجئ، ثم غادر سريعاً.
أما السيناريست فؤاد حميرة، فقد وجّه كلمةً طالب فيها بالإضاءة على
الأخطاء التي ارتكبها النظام، والنتائج التي ترتّبت عنها. وفي حديثه مع
«الأخبار»، قال: «أنا ابن هذا المجتمع ومواطن سوري له أحلامه وطموحاته،
ورغبة في المساهمة ببناء بلد ديموقراطي». وأضاف بحسّه الساخر: «بلغت
الخامسة والأربعين ولم أتمكن حتى الآن من اختيار أحد في هذا البلد إلا
زوجتي... وعلى ما يبدو، كان خياري جيداً. إذاً، نحن نعرف كيف نختار. لذلك،
يجب أن يتركونا ننتخب مسؤولينا». ويلفت حميرة إلى أنه جزء من هذا المؤتمر،
وأنه لبّى الدعوة لأن «الهدف هو السعي إلى تحقيق مطالب الشارع السوري».
وأشار إلى محاولات التجييش التي لجأت إليها السلطة من خلال حشد مسيرات
تأييد خارج الفندق أمس، مضيفاً: «كل أشكال التجييش تؤذي كل الأطراف، بمن
فيهم السلطة والمعارضة والشعب».
من جانب آخر، رأى حميرة أن المناخ السائد في سوريا «لا يساعد على
الحرية. وكل ما يعوق الحرية قد يعوق الإبداع والملكة الفكرية. لذا، لا بد
من أن تحمل المرحلة المقبلة حريات أكبر تسمح بتقديم نوع جديد من الفن
والفكر».
من جهته، يؤكد الممثل سعد لوستان أن حضوره جاء تلبية لدعوة أصدقاء له
من المعارضة. وقد أتى ليعزز الموقف الذي اتخذه منذ بدء الاحتجاجات الشعبية
في سوريا. ورغم وجود عدد لا بأس به من أهل الدراما، إلا أن لوستان يرى أن
عددهم قليل. يقول: «كان لا بد من حضور أكبر للفنانين للرد على الحملة
التخوينية المسعورة على كل من اتخذ موقفاً يلامس نبض الشارع».
أما الممثلة لويز عبد الكريم، فتقول لـ«الأخبار» إنّ مشاركتها في
المؤتمر تنبع من واجبها مواطنةً «ترفض العنف وتساند الحراك السلمي». وترى
أنّ هناك فنانين حقيقيين عبّروا عن حركة الشارع وهم تشكيليون ونحّاتون
كانوا أكثر جرأة من الممثلين. وتضيف قائلة إن الفنانين الذين قدّموا
أعمالاً تنادي بالحرية وتنتقد قمع السلطة غابوا عن مساندة مطالب الشارع
«رغم أن أصواتهم حاجة ملحة للحراك الشعبي».
وعن الهدف من المشاركة في المؤتمر، تقول: «المهم هو الخروج بنتيجة
يلخّصها بيان يؤسس لمرحلة ديموقراطية مقبلة».
على الطاولة نفسها، شاهدنا الكاتبة ريما فليحان، وهي أكثر من نالها
نصيب من التخوين والشتائم والتهديد بعدما صاغت نداء أطفال درعا الشهير.
وكانت فليحان قد قالت في وقت سابق على صفحتها على فايسبوك إنها لن تشارك في
المؤتمر، «لكنّني لم أستطع إلا أن أكون من بين الحضور كي أشهد على اللحظة
التاريخية التي كانت ثمرة نضال الشعب السوري. وبوجودي هنا، أعبّر عن
انتمائي إلى هذا الشعب بكل أطيافه وانتماءاته. وهذا اللقاء يمثّل نقطة تحول
جديدة في تاريخه». ولـ«الأخبار» تقول فليحان إن المؤتمر «عبارة عن تجسيد
سياسي لحراك الشارع»، فيما ترى أن حضور الفنانين أمر طبيعي؛ لكونهم «جزءاً
من هذا البلد الذي يشهد تحوّلاً كبيراً».
من جهتها، ترفض الممثلة فدوى سليمان الحديث عن أي موضوع له علاقة
بالدراما أو تطوراتها بعد هذا الحراك؛ «لأن المرحلة أكبر بكثير من ذلك».
وترى أنّ حضورها هو تعبير عن ألمها لما يحصل في سوريا حتى قبل الأحداث «أي
خلال السنوات الطويلة الماضية... وحضور الفنانين هذا المؤتمر ضرورة لأنهم
أبناء مؤسسة فنية كانت ابنة النظام الذي منع الحد الأدنى من الحريات وتهيئة
المناخ الملائم للإبداع الحقيقي». ويرى المخرج مأمون البنّي أنه لا يمثّل
في حضوره سوى نفسه. ويرفض ـــــ من جانب آخر ـــــ كل الاتهامات التي
وجِّهت إلى المؤتمر، قائلاً إن «حراك الشارع سيزيل كل العوائق وننفتح على
دراما أكثر حرية وجرأة».
تصويب على الإعلام
أثناء لقاء «الأخبار» مع الكاتب فؤاد حميرة، وجّه هذا الأخير لوماً
إلى النظام وطالبه بوقف كل أشكال الكذب الإعلامي. هنا تدخّل مصوّر قناة
mbc معترضاً على اتهام وسائل الإعلام بالكذب، وسأله: «من هي وسائل
الإعلام الكاذبة؟»، فجاء جواب حميرة مختصراً: «كلهم كذابون». من جهة أخرى،
حصلت أثناء أول استراحة مشادة كلامية كادت تتطور إلى تشابك بالأيدي بين
مصور «التلفزيون السوري»، ومصوّر قناة «المنار» بعدما قرّر المعارض لؤي
حسين جمع كل وسائل الإعلام السورية للكشف عن سبب استيائه منها. وبقيت أسباب
هذه المشادة مجهولة.
الأخبار اللبنانية في
28/06/2011
تكاثر البرامج المستنسخة: هل أفلس المبدعون
العرب؟
ميدل ايست أونلاين/ أبوظبي
إعلاميون يتساءلون عن سبب استمرار الفضائيات العربية باستيراد
برامج معرّبة لا تتناسب مع عقلية وتقاليد المشاهد العربي.
تثير البرامج العربية المستنسخة تساؤلات كثيرة حول غياب القدرة
الإبداعية العربية في وقت تسعى فيه أغلب الفضائيات العربية إلى تحقيق
معادلة "مشاهدة أكثر = إعلانات أكثر".
وتشير صحيفة "الاتحاد" الإماراتية إلى أن شرارة البرامج المعربة أو
المستنسخة انطلقت عام 2000 ببرنامج "من سيربح المليون" الذي لقي صدى واسعا
في أوساط المشاهدين العرب لتتوالى بعدها البرامج المستنسخة "حيث كانت
النقلة النوعية لهذه البرامج المستنسخة عام 2003 من خلال برنامجي 'ستار
أكاديمي' و'سوبر ستار' اللذين حققا ارتفاعاً كبيراً في عدد المشاهدين جمع
الشرق والغرب على مشاهدة تلك البرامج، بل وحقق القائمون على هذه البرامج
أرباحا خيالية من خلال مشاركة المشاهد في اختيار نجومهم".
ويرى بعض المراقبين أن تلك الفترة لم توفر للمشاهد العربي خيارات
كثيرة ما جعله يتابع تلك البرامج بطريقة هستيرية، خاصة أنها كانت تطرح
أفكاراً ومضامين جديدة، إضافة إلى اعتمادها على عناصر الإبهار في عرضها وسط
فترة سيطر عليها الانغلاق الإعلامي، مما جعل المشاهد يتعلق بتلك البرامج.
وتقول دانا وليد (محللة إعلامية) إن تلك البرامج المعربة ليس لها هدف،
و"هنا لا أعمم فأغلب البرامج أخذت الطابع المادي عند عرضها، كما أن المشاهد
أصبح قادرا على التفريق بين البرامج السيئة والبرامج الجيدة، ومن ناحيتي
عندما أشاهد البرنامج الذي لا يعجبني أنتقل إلى محطة أخرى".
واليوم تواصل القنوات الفضائية تقديم البرامج المعرّبة، آخذة بالحسبان
أن المشاهد العربي بات أكثر وعيا وحذرا في المتابعة، حيث يعتمد بعض هذه
البرامج على التفاعل مع جمهور "مدفوع الأجر مسبقا"، خاصة بعد فشل تلك
البرامج التي تعتمد على ما يدفعه المشاهد.
وثمة بعض البرامج الاجتماعية التي تلقى صدى كبيرا لدى المشاهد العربي
مثل "كلام نواع" و"حكمة نساء" المستنسخان من البرنامج الأميركي "the view".
وكان برنامج "ارب جوت تالنتس" (اكتشاف المواهب العربية) المسـتنسخ من
البرنامج البريطاني حققت نجاحا كبيرا في نسخته الأولى، فيما واجهت برامج
كثيرة مثل "لو" و"لحظة الحقيقة" انتقادا كبيرا كون الأول يتعارض مع
التقاليد العربية والثاني يعاني من ضعف التقديم والموضوعات المطروحات.
ويقول الإعلامي صخر رمزي إن "الشاشات العربية أصبحت مقيتة ففي الوقت
الذي تعاني فيه أمتنا نراهم يخرجون علينا ببرامج يندى لها الجبين، ولا
ترتقي للذوق المطلوب، ولا تتناسب مع عقلية المشاهد العربي الذي أصبح أكثر
وعياً وثقافة، وبرغم ذلك ما زال أصحاب القنوات يعتمدون في برامجهم على
تسطيح عقول الشباب العربي".
ويؤكد الصحفي أحمد عبدالله أن "ما تقدمه التلفزيونات العربية أثبت أن
القائمين على تلك التلفزيونات بلا استراتيجية ولا قدرة على الابتكار، فخلال
تلك التجربة الطويلة هل ما زالوا لا يستطيعون أن ينتجوا برامج خاصه بهم"؟
ويضيف "ما زالوا يثبتون أننا متخلفون فحتى هذه اللحظة أشهر الفضائيات
تعتمد على البرامج المستنسخة".
ميدل إيست أنلاين في
27/06/2011 |