بعد أكثر من شهرين
على تقديم استقالته الى إدارة تلفزيون «المستقبل»، يعد الزميل زاهي وهبي
العدة
للانتقال الى شاشة جديدة. وعلمت «السفير» أن وجهته المهنية
المرتقبة هي قناة «الاتحاد»
التي يراهن عليها كثيراً نظرا للرسالة «الوحدوية» التي تحملها، والتي
تعكس مغزى اسمها.
«هنا
بيروت» هو إسم البرنامج الذي سيطل من خلاله وهبي على
المشاهدين العرب، بعيد شهر رمضان المبارك. وهو برنامج ثقافي
يستضيف مفكرين وفنانين
وشخصيات عامة.
يحمل وهبي معه الى القناة الجديدة حصيلة الخبرة التي راكمها في
«المستقبل»،
والتي قدم خلالها على مدى عشرين عاماً برامج عدة، أشهرها «خليك
بالبيت». يحاول الاستفادة قدر الإمكان من الروح التغييرية التي يقودها
الشباب
العربي، ليبعث في برنامجه الجديد نفس التغيير، ويحاول استثمار التقدم في
وسائل
الاتصال الحديثة، ليرقى به الى مستوى التطور الإعلامي الحاصل.
وفي حديث
لـ«السفير» يراهن وهبي على مساحة الحرية التي تمنحها القناة الجديدة
للعاملين فيها
بإدارة الزميل نايف كريّم. وهو الذي يقدم عبر شاشتها برنامجا
اسبوعيا بموجب التعاقد
الحر. ويلفت الى أن مجلس إدارتها يضم نخبة من المثقفين والإعلاميين
اللبنانيين
والعرب، سيتم الإعلان عن أسمائهم بعيد شهر الصوم. حيث من المقرر أن تنتقل
القناة من
البث التجريبي الى البث العادي.
ووهبي الذي يأخذ اليوم استراحته بعيدا عن
الشاشة، الا انه عملياً لم ينفصل عن العالم التلفزيوني. فهو منشغل اليوم في
التحضير
لفريق العمل، وإعداد قائمة بأسماء الضيوف، والشريط الترويجي للبرنامج
الجديد، علماً
ان الفنان مارسيل خليفة منحه الموسيقى الخاصة بالبرنامج.
«سأكون
صوتا معتدلا
ووحدوياً» يقول وهبي عن دوره في «هنا بيروت». ويضيف: «يتخذ البرنامج طابعا
ثقافيا،
وهو مطعّم بالسياسة، ولكن بالمعنى الفكري، وليس بالمعنى اليومي المتداول
والمتعلق
بصراعات السياسيين. فهذا مجال لم ولن أدخله. وتسمية «هنا
بيروت» للتدليل عليها
كعاصمة ثقافية عربية، وعاصمة الإبداع. والبرنامج متاح لكل المبدعين العرب
بمعزل عن
تياراتهم وانتماءاتهم السياسية. فليس هناك فيتو على أحد».
وردا على سؤال يقول: «في برنامجي الجديد روحية «خليك بالبيت»،
ولكنه مختلف من حيث الشكل والإيقاع. سيكون
أكثر حداثة، ومراعاة للمتغيرات في العالم التلفزيوني. والأهم
هو أنه برنامج مفتوح
لكل الاتجاهات والأفكار الإبداعية والفكرية».
ولكنك سبق وقلت بأنك تحضر لبرنامج
يواكب الثورات العربية ونبض الشارع، يقول ردا على هذا التعليق: «لا يقتصر
الأمر على «خليك بالبيت»، فالإعلام اللبناني عموما
بعيد عن الشارع العربي، لأنه غارق في
المحليات. أما مشروعي الجديد فأمر آخر.. «الاتحاد» قناة عربية،
وبرنامجي فيها يتضمن
حيزا للشباب المبدعين، من شعراء ومخرجين وموسيقيين، أمثال نادين لبكي،
وزياد سحاب،
ورانيا الصغير. وغيرهم. ولن نتطرق معهم الى السيرة الذاتية مثل «خليك
بالبيت»، بل
سنناقش نظرتهم الى الواقع الراهن، من خلال إنتاجهم الإبداعي».
هذا من حيث
المضمون. أما من حيث الشكل فالتغيير سيطاله أيضاً، مع الأخذ بعين الاعتبار
أن
«الاتحاد»
قناة إخبارية، وليست قناة منوعات. ولكن شكل الاستديو سيكون معاصرا، وكذلك
الشريط الترويجي، وإيقاع الحوار سيكون سريعا وحيوياً. يقول.
وعما إذا كان يخشى
من إخضاع برنامجه الجديد للمقارنة مع «خليك بالبيت» الذي قدمه على مدى 15
عاماً،
يرد بقوله: «طبعاً. لكن الإعلامي المحترف يكسر القالب، أو يغير
الإيقاع. ويقدم مادة
جديدة مقبولة من المشاهد لينال رضاه. ما يساهم في التقليل من مساحة
المقارنة.
فالتغيير هو
سنة الحياة».
وعما إذا كان يعتبر التعامل مع قناة حديثة بمثابة
مغامرة، يقول وهبي: «إنها مغامرة، ولكنها جميلة. تتطلب منا أن نبذل جهدا
إضافياً،
وأن نعود الى شغف البدايات وحماستها، لا أن نتكل على نجاحات سابقة. لم يعد
لدي رغبة
في تقديم برامج منوعات، فصورتي كشاعر ترسخت أكثر مؤخراً عربياً، وبرنامجي
الجديد
مفتوح على «فايسبوك»، و«تويتر» للتواصل مع المشاهدين».
ويضيف: «أتمنى ان تكون
القناة إسماً على مسمى. فهي تهتم أساسا بالقضية الفلسطينية، والدعوة الى
الوحدة
العربية، وتقارب بين الأديان والطوائف، وتضم من بين العاملين
فيها وجوها متنوعة، من
كل الطوائف والجنسيات العربية. وهذا مهم جداً في زمن الفرقة والتشرذم،
ويلتقي
بالطبع.. مع إيماني وتوجهي».
السفير اللبنانية في
07/06/2011
استكمال التحضيرات لإطلاق قناة «الاتحاد» بعد رمضان
نايف كريم: «قضيتنا فلسطين.. والرد على
الشرذمة»
فاتن قبيسي
في زمن الإصطفافات
الحادة من المحيط الى الخليج، وفي زمن انتشار الفضائيات التي تحرّض على
التعصب
وإلغاء الآخر، قررت مجموعة من رجال الإعلام والأعمال العرب خوض
مغامرة التبشير
بالوحدة، والتقريب بين الأديان والمذاهب.
ولعل الاسم الذي ستحمله هذه التجربة
يعبر بحد ذاته عن الرسالة المراد إيصالها، بقدر ما يعكس حجم التحدي الكبير
الذي
سيواجه كل من أراد أن يشارك في صياغة هذه الرسالة. إنها قناة «الاتحاد»
الإخبارية
الفضائية التي ستولد رسميا بعد شهر رمضان المبارك، بعدما ينكب
القيمون عليها اليوم
لاستكمال التحضيرات من أجل انطلاقة قوية.
وستواجه القناة الجديدة اختبار إثبات
وجودها، وحفظ مكان لها على الخريطة الإعلامية التي تزدحم بكل أنواع
الفضائيات
وألوانها، وبالتالي فإن السؤال المطروح هو هل ستكون «الاتحاد» مجرد رقم
إضافي على
لائحة مواليد الإعلام المرئي، أم إنها ستملك القدرة على التحول
الى رقم صعب يحسب له
حساب؟ في انتظار أن تحمل الأشهر المقبلة الجواب، علمت «السفير» أن القناة
ترتكز الى
مجلس إدارة مطعّم بنخبة من الشخصيات الإعلامية والثقافية العربية، من بينهم
الإعلامي حمدي قنديل. فيما يشارك في تمويلها عدد من المتمولين
العرب، في مجالي
الإعلام والمال، من بينهم الزميل نايف كريم، الذي يعتبر مساهما أساسياً في
القناة،
ومديرها العام.
واستباقاً للتوقيت المفترض لبدء البث عبر قمري «نايل سات» و»عرب
سات»، دفعت الثورات العربية المتلاحقة القيمين على القناة الى
اختصار الوقت نحو
البث التجريبي، من خلال إعداد تقارير إخبارية سريعة، عبر شاشة ممهورة
بـ»لوغو»
القناة». وذلك لمواكبة الحراك العربي،
وربما للتعريف الأولي بالقناة وحجز مكان لها
في ذهنية المشاهد، قبل الانطلاقة الفعلية.
والقناة التي تتوزع مكاتبها في عدد من
الدول العربية، منها بيروت والقاهرة والبحرين، ما زالت عملية التحضير قائمة
على قدم
وساق، لجهة استكمال التجهيزات، وتأهيل مكتب بيروت، وإعداد فريق العمل، الذي
يراعى
فيه عنصر التنوع، على أن يضم إعلاميين من ذوي الخبرة، وآخرين مبتدئين يجري
تدريبهم،
من كل من لبنان، وفلسطين، ومصر، وسوريا والأردن والعراق. ومن
المقرر أن يتم الإعلان
عن التفاصيل بما فيها أسماء أعضاء مجلس الإدارة، في مؤتمر صحافي يعقد أواخر
أيلول
المقبل.
وفي حديث لـ«السفير» يوضح المدير العام للقناة نايف كريم أنها «تهدف الى
إعادة اللحمة والوحدة داخل الأوطان والمجتمعات العربية، في زمن
التفرقة الذي بلغ
أوجه. وأن قضيتها الأساسية هي القضية الفلسطينية، ومواجهة الاحتلال، سواء
كان
إسرائيلياً أم أميركياً، ومحاربة الانقسامات باعتبارها تخدم المحتل
والسياسات
الداعمة في العالم».
وعن مدى امكانية ان تكون القناة الجديدة مؤثرة في خضم
الواقع العربي المشرذم، يقول: «لأنه زمن الشرذمة، يجب أن نعمل فيه أكثر على
الاتحاد. علينا أن نبذل جهودنا، ومن يكن مخلصا في تأدية رسالته، يوسع
الدائرة من
حوله، وبفعل التراكم يحقق أهدافه».
ويتجنب كريم تحديد هوية المتمولين قائلاً: «إنهم
عدد من الأشخاص الذين يهمهم العمل بصمت، كي لا يخضعوا الى تأثيرات سلبية،
على
مستوى سياسة القناة».
وعما اذا كان باستطاعة القناة أن تشكل إضافة في عالم
المرئي، يقول: «العالم العربي بحاجة الى قناة تتكلم هذه اللغة، في ظل قنوات
تغرق في
المحليات والأديان والطوائف والمذاهب. فالإعلام اللبناني على سبيل المثال
تحول الى
متاريس. وهذا عصر الفضائيات.. وهناك قنوات عربية ستبصر النور في مصر
وسوريا...».
وعن كيفية تعاطي القناة مع الملف اللبناني يوضح كريم بقوله: «لبنان
ليس أولوية بالنسبة إلينا. القناة عربية التوجه. فإذا طرأ حدث
هام على المستوى
العربي في لبنان، فإننا نهتم به. وإلا فنحن معنيون بالعمل في الإطار
الوحدوي على
المستوى الوطني، ولا نغوص في السياسة الداخلية اليومية. إذاً لن نخوض في أي
انقسام
داخلي في أي بلد عربي، ولن تكون القناة منبرا لفريق عربي في مواجهة آخر. بل
الهم
الأساسي هو دعم المقاومة، وتوجيه بوصلة الهجوم على الاحتلال في
لبنان وفلسطين
والعراق».
وعن المستــــوى التقنـــي، يقول كريم «إن الامكانات في هذا المجال
عادية، ولكن لا يعني ذلــــك أن المعدات والتجهيـزات غير حديثة.
وسنحاول
تطـويرها قدر الامكان. في النهاية يمولنا أفراد لا دول. ولا مانع من صعود
السلم
درجة درجة».
إذاً كيف ستحجز لها
مكانا بين الفضائيات التي تقف وراءها دول؟ يجيب
كرّم على السؤال بقوله: تحجز مكانها من خلال لغتها. أعتقد أن الناس تحب
الألفة،
ويحب أن يسمع العربي بأن العربي الآخر في سوريا أو مصر أو البحرين ليس
عدوه.. إننا
نعول كثيرا على اللغة الجامعة».
السفير اللبنانية في
08/06/2011
برنامج «مراقبون» على «فرنس 24»:
الهواة يصنعون الحدث..
والقناة تنقله بعد التدقيق
زينب حاوي
في خضم الثورات
العربية أو ما بات يعرف «بالربيع العربي» وسهولة انتقال المعلومات بفضل
التكنولوجيا
الحديثة من مصدرها الى وسائل الإعلام، يبرز دور الهواة الذين
امتلكوا شكلاً من
أشكال المعلومة، إما على شكل فيديو أو صور أو شهادات حيّة من قلب الميدان،
في
مساعدة للصحافي الذي أصبح غالباً يغيب عن أرض الحدث لأسباب مختلفة.
هنا يأتي
برنامج «مراقبون « الذي أطلقته قناة «فرنس 24» في العام 2007 والذي يبث عبر
ثلاث
وسائل اتصال خاصة بالقناة: المرئية والمسموعة والإلكترونية.
ويعتمد البرنامج على
إعطاء هؤلاء الهواة من كل أنحاء العالم الفرصة لنشر ما عندهم من معلومات
وأدوات
سمعية بصرية عبر القناة والموقع الالكتروني، والذين وصل عددهم اليوم الى
2500
مراقب، بالرغم من ضعف وعدم جودة بعض هذه المواد، خصوصا الشرائط
المصورة.
يقول
جوليان بان مقدم ومعد برنامج «مراقبون» على قناة «فرنس 24» إن جميع مواد
هؤلاء
الهواة تخضع للتحقق والتدقيق من قبل فريق متخصص مؤلف من خمسة
أشخاص من الجنسيات
اللبنانية والتونسية والأميركية، وذلك بناء على أسس محددة. بالإضافة الى
وجود فريق
مترجم للغات عدة، مستدركاً أن مسؤولية محتوى هذه المواد تقع على عاتق
الناقل أي
الهاوي، لا الوسيلة الإعلامية التي تساهم في نشرها.
ولدى سؤال «السفير» عن مدى
اختلاف أو تطابق البرنامج الذي يبث عبر ثلاث وسائل اتصال مختلفة، أجاب بان
بأن «الموقع الإلكتروني يعتمد أكثر على كثافة
الصور كما التلفاز مع قليل من المعلومات،
بخلاف الراديو، الذي يتطلب جهداً أكبر من الشرح لعدم تواجد
المشهدية».
يذكر أن
كلام جوليان جاء خلال مؤتمر صحافي عقد أمس، في إطار فعاليات مؤتمر «الأشكال
الجديدة
للصحافة على الإنترنت» الذي تنظمه السفارة الفرنسية في لبنان في «المركز
الثقافي
الفرنسي». ويمتد المؤتمر على مدى ثلاثة أيام، ويتضمن ثلاثة
محاور، كما تشرح المكلفة
عن البعثة السمعية البصرية والإعلام ميلندا تروشو لـ»السفير» بدءاً من
«الربيع
العربي» والمواطن الموجود في قلب المعلومة»، مرورا بمعالجة وتحليل «ويكيليكس»
وتقديمها للجمهور، وصولاً الى الوثائق على الانترنت». كما يلي كل محاضرة
ورشة عمل
تخص موضوع المحور المتناول.
السفير اللبنانية في
08/06/2011
لغات تلفزيونية
ميساء آق بيق
مسكينة هي الفتاة أو المرأة العربية التي تشاهد محطة "فاشن تي في" أو محطة
الموضة! أرثي لحالها وهي تشاهد ما تبثه هذه القناة ولدي أسباب كثيرة لهذا
الشعور، أولا لاسباب صحية، إن مقاييس الموديلات اللواتي تظهرن على المحطة
منتقاة بعناية شديدة في الجسم والوجه، هؤلاء الفتيات نحيفات طويلات لا وجود
لعيوب بارزة في أجسادهن، فلا بطون منتفخة ولا ظهر منحني ولا أطراف ممتلئة،
وهن شابات في مرحلة متقاربة من العمر، هذه المقاييس ليست متوفرة عند ثلاثة
أرباع النساء في العالم وليس في الوطن العربي فحسب، والمراهقات وحتى النساء
اللواتي تعانين من أمراض نفسية مرتبطة بالتوق الى تخفيض الوزن والاكتئاب
المصاحب لهذه الأمراض بسبب عدم القدرة على تحقيق الغاية المنشودة غالبا ما
يشعرن بعدم الرضى عن النفس.
السبب الثاني الذي يجعلني أشفق على من تشاهد "فاشن تي في" هو سبب نَفسي
يكمن في نوعية الموديلات التي تعرض على الشاشة، مصممو الأزياء الغربيون
لديهم ثقافة مختلفة كليا عن ثقافتنا العربية، الناس في بلادهم لا يتعرضون
بالنقد اللاذع الى الفتاة التي ترتدي أزياء غريبة، ومتعودون على رؤية
الملابس القصيرة أو المكشوفة، يعني لا مشكلة في أي تصميم يبتكرونه مهما كشف
من جسد المرأة، لكن المجتمعات العربية محافظة وكلاسيكية وبعضها يشوبها
التدين الشديد، فإن أفرادها لا يتقبلون مطلقا رؤية نساء بملابس يعتبرونها
فاضحة أو غير تقليدية، إذن فأغلب الموديلات التي تعرض على شاشة المحطة هي
للفرجة فقط.
السبب الثالث إجتماعي وهو إعتقاد المرأة عندما تشاهد عارضات الأزياء
والموديلات أنها لن تلفت نظر الرجل في حياتها أو تنال رضاه إلا عندما تكون
على شاكلة تلك العارضات، لأن الرجل أصبح يرى الكثير ولم تعد ترضيه المقاييس
العادية فتبقى غير واثقة من نفسها ومن محبة وإعجاب الرجل بها. السبب الرابع
إقتصادي ويتمثل في فتح شهية المرأة بغير حدود إلى الإقبال على الشراء
لملاحقة خطوط الموضة حتى لو لم يكن ما تشتريه يلزمها وحتى لو لم ترتديه سوى
مرة واحدة، هذه المحطات هي دعوات مستمرة ومتواصلة للاستهلاك وإنفاق المال
أحيانا من دون مناسبة، أما السبب الخامس فقد يكون إنسانيا ويتمثل في تحسر
بعض النساء اللواتي يعشن كما يقولون على قد الحال يعني بمستوى مالي متوسط
أو أقل لا يسمح برفاهية شراء ما تعرضه قناة الأزياء هذه، لكن، مع كل هذا
يمكننا أن نقول أن المحطة تبقى وسيلة تسلية، وربما ثقافة نسائية لتعريف
النساء والمهتمات بآخر خطوط وصيحات الموضة التي باتت تتغير كل يوم حتى لم
يعد يستطيع أحد ملاحقتها.
على ذكر النساء لدي وجهة نظر خاصة جدا في البرامج التلفزيونية التي كثرت
والتي تقدمها أكثر من مذيعة أو مقدمة برامج على إفتراض أن أكثر من مذيعة في
برنامج النساء يكسر الملل ويغني الحوار ويلون وجهات النظر، ولكني أعتقد أن
أمراً كهذا ينجح في البرامج الغربية أكثر من عندنا لسبب بسيط وواضح هو كثرة
القيود الاجتماعية على أحاديثنا التلفزيونية، كثرة "التابوهات" التي لا
تستطيع النساء التطرق إليها ومناقشتها، ليس النساء فقط بل حتى الرجال
والضيوف من مختصين ومحللين أو حتى فنانين. وعلى رغم أن الكذب أو التجمل
موجود بشكل عام في جميع المجتمعات إلا أنه يتمتع بجرعة أكبر عندنا نحن
العرب لأننا لا نود أن نكشف حقيقتنا أو وجوهنا الحقيقية أمام الآخرين وهذا
الأمر يشترك فيه الجميع من أعلى الهرم إلى أسفل قاعدته، ولهذا لا تقنعني
برامج من هذا النوع، إنها مجرد وجهة نظر.
تشابه
أقلب بين القنوات العربية الكثيرة وأجد كثيرا من محطات الدراما، إم بي سي
دراما، أبوظبي دراما، نايل تي في دراما، وغيرها وجميعها تعرض أعمالًا قديمة
معروضة منذ فترة، لا مواد جديدة تقدم للمشاهد خارج أوقات شهر رمضان
المبارك، أحد عشر شهراً في السنة تقدم فيها مواد معادة ومكررة، خارج إطار
الدراما تلاحقك البرامج الحوارية التي لا تعد ولا تحصى، مذيع أو اثنين
يحاوران ضيفا، وكلام في كلام في كلام حتى يُصاب المشاهد بالتخمة ولا يعد
يستوعب المزيد، هنا أتوقف قليلا عند ظاهرة تأثر الأجيال الجديدة بمحطات
التلفزة الغربية التي تلف برامجها بغلافات جذابة وبراقة وسريعة الحركة
تواكب تطور العصر الذي تتسارع وتيرته في كل مكان، العالم يتقدم في كل شيء
والعرب لا يزالون يراوحون في مكانهم منذ عصور حتى في اللغة الإعلامية، لم
يعد المشاهد ينجذب لبرامج حوارية طويلة تدور حول نفس المحاور وتملأ الهواء
بكلام أغلبه لا يحمل فائدة تذكر، الحوارات على المحطات الغربية تكون محددة
في موضوع معين تركز عليه وتقفز إلى غيره مع شخص جديد، أو أنها تكتسب طابعاً
حياتياً خفيفاً يلامس شغاف القلوب ويملأ الأجواء سعادة ومرحاً، ربما تكون
الظروف المحيطة بالإنسان العربي تمنعه من الاستمتاع بوقته وعيش لحظات الفرح
لكثرة الهموم التي تثقل كاهله منها القضايا المعيشية والاقتصادية ومنها
القضايا المتعلقة بالقيود الاجتماعية التي تحاسب الشخص على ما يقول وما
يلبس وكيف يتصرف، ومنها القضايا الأمنية التي تضع له خطوطا حمراء تحت كثير
من الهموم التي يود مناقشتها أو التطرق إليها، في حين أن الغربي يعيش
متصالحا مع ذاته، يطبق القانون، يحترم الآخرين ويحترمه الآخرون ولا يخشى
الانتقاد اللاذع على كل تصرف يقوم به هو جزء من حريته الشخصية. من هنا تأتي
أهمية التغيير في العالم العربي وهي عملية يجب أن تشبه الزلزال في قلب
معادلة الحكم حتى يصبح متداولا مدنيا وتغيير طريقة التربية والتعليم
والتوجيه الإعلامي وتطبيق القانون بنزاهة وشفافية على المعتدين على حقوق
العباد، هكذا سيتغير وجه البرامج التلفزيونية من مشاهد تطويلية مملة تتحدث
في مشكلات من البديهي أن تحلها الجهات المسؤولة من دون الحاجة إلى مناقشتها
إلى برامج مليئة بالحيوية والجاذبية حتى لو استمرت بعض البرامج التي تتعرض
للتحليل السياسي والعسكري وفقا لأحداث العالم.
أطباء
من المنطلق نفسه يأتي الإختلاف بين البرنامج الأميركي "ذ دكتورز" أو
"الأطباء" الذي يعرض على قناة أم بي سي الرابعة وبين برامج الطب العربية،
الأول له رعاة كثيرون من جهات ومراكز طبية مستعدة لتقديم خدمات كثيرة دعاية
لمراكزها، يقدمه أشخاص منخرطون في المجال الطبي وينتقل من فقرة إلى أخرى
بخفة ومهارة ويقدم معلومات تهم الجميع في كل ما يتعلق بالجسم والوجه والشعر
وممارسات الطعام والشراب والحركة والعمل والتجميل والعلاقة الزوجية وأي شيء
يخطر ببال الإنسان العادي، أما البرامج الطبية على بعض المحطات العربية
فغالبا ما تأتي، هذا ما شاهدته على الأقل، في صورة مقدم برامج يستضيف طبيبا
مختصا في أحد المجالات ويبدأ بإلقاء السؤال تلو السؤال ثم يفتح الهواء
للمتصلين من المشاهدين للاستفسار عن مشكلة صحية غالبا ما لا يتمكن الطبيب
من حلها أو تشخيصها فينصح بإجراء تحاليل أو صور أشعة وبالتالي زيارة
المختصين لمساعدته، شكل من أشكال البرامج الحوارية التي نتحدث عنها والتي
تبعث الملل في النفوس، أما النقطة اللافتة في أحد تلك البرامج أن المذيعة
التي اختارها مسؤولو إحدى المحطات لتقدم البرنامج الطبي ممتلئة الجسم إلى
درجة تعطي انطباعا بأنها لا تجسد بأي شكل من الأشكال أي نوع من حمية غذائية
أو رياضة ضرورية لتحقيق الصورة الصحية المطلوبة التي تتحدث عنها في
برنامجها مع ضيوفها من الأطباء.
فاريتي أرابيا
في
08/06/2011 |