من المعروف عن الدراما السورية أنها تضم عدداً كبيراً من ألمع النجوم في
العالم العربي، وهذا ما اشتهرت به منذ أن بدأت رحلتها في منتصف القرن
الماضي . لكن في الآونة الأخيرة وبعد أن ارتقت إلى درجة متقدمة وبلغت من
التطور حداً أصبحت تعتبر على أساسه الدراما الأولى في الوطن العربي بإجماع
الكثير من النقاد ومتابعي الدراما العرب .
أصبح الممثل السوري على درجة أكبر من الأهمية وأصبح عمله في الدراما
السورية كفيلاً بإيصاله إلى النجومية، ويفتح أمامه أبواب الشهرة ويجعل مجال
العمل أكبر في شتى أنحاء العالم العربي . ولكن في ظل هذا التألق برز أمر
لافت ذهب الكثيرون إلى اعتباره مشكلة أو مسألة غريبة تحمل في طياتها الكثير
من الغموض والأسرار، وهي مسألة سرعة الوصول إلى النجومية، حيث أصبحنا نرى
الكثير من الفنانات الشابات اللواتي يقتحمن الشاشة بعدة أعمال في العام
الأول لظهورهن على الشاشة، محققات بذلك انطلاقة سريعة جداً وكمّاً من
الأعمال يضاهي ما تحصل عليه أشهر الممثلات وأقدمهن خبرة ونجاحاً .
ما سبب هذه الظاهرة؟ وهل هناك تنازلات معينة يتوجب تقديمها حتى تحقق
الفنانة الشهرة السريعة، أم أن الفنانة السورية تكتسح الشاشة بما تتمتع به
من قدرة وجدارة؟ سألنا مجموعة من الممثلات الشابات والمخضرمات في هذا
التحقيق .
اعتبرت الفنانة الصاعدة نجلاء الخمري أن الممثلات السوريات يمتلكن الموهبة
والمقدرة الكفيلة بجعلهن على درجة متقدمة في سلم النجومية، مؤكدة في نفس
الوقت أن لخبراء الفن في سوريا دوراً كبيراً في هذا الأمر، كما اعتبرت أن
موضوع التنازلات وارد لكنه ليس شرطاً رئيسياً، فالنجومية تشترط الموهبة
والمقدرة، وأضافت: “الجميع يشهد للممثلات السوريات بما يمتلكنه من موهبة،
وخير دليل على ذلك الانتشار الواسع لهن في الوطن العربي في عدة أعمال خارج
الدراما السورية، وهو ما يجعل منهن نجمات كبيرات رغم صغر سنهن، بالإضافة
إلى الأمر الأهم وهو أن الممثلات الشابات ينطلقن إلى مسيرة التمثيل بعد
فترة إعداد في كنف الخبراء الكبار من ممثلي سوريا، أما إن كان هنالك
تنازلات ينبغي تقديمها فلا أعتقد أن الأمر صحيح لأن أي ممثل مهما قدم من
تنازلات لن يصبح نجماً ما لم يكن يمتلك مقومات النجومية” .
أيدت الفنانة الشابة لينا دياب نجومية الممثلات السوريات، وأكدت أن التألق
لا يأتي من كثرة الأعمال في العام الواحد، بل يأتي بعد بذل الجهد الكبير
ولو كان عدد الأعمال واحداً فقط، كما رفضت أن يكون هنالك تنازلات تقدم من
قبل الممثلة لأطراف معينة حتى ترتقي إلى درجة عالية بين الفنانات، معتبرة
أن العمل الجاد والموهبة هما السلاح الوحيد الذي تتسلح به أي فنانة حتى
تصبح نجمة .
وأضافت: “أن تتواجد الممثلة في أكثر من عمل في نفس العام أمر مهم ورائع،
لكنه ليس دليلاً على نجوميتها، فهناك الكثير من النجمات اللواتي يتمتعن
بمكانة رائعة رغم عدم تواجدهن في أكثر من عمل، وفي بعض الأحيان يغبن عن
الشاشة عدة مواسم، وبشكل عام الفنانات السوريات يتميزن عن غيرهن بالموهبة
الرائعة والكفاءة العالية، وأمر التنازلات قد يكون موجوداً لكن الفنانة
الموهوبة ليست بحاجة إلى تنازلات لتثبت نفسها على الساحة، ومسألة سرعة
الوصول إلى النجومية عائد إلى قوة الدراما السورية وإلى كثرة الأعمال التي
تقدم في العام الواحد، فضلاً عما تمتلكه الفنانات السوريات من مقومات
النجومية” .
من جهة أخرى أعربت الفنانة القديرة هدى شعراوي عن حزنها على ما يحدث في
الدراما السورية من فساد يتصف به البعض، خاصة في ما يتعلق باستغلال
الفنانات الشابات لغايات شخصية وتقديم الوعود بالأدوار تمهيداً لجعل
الفنانة نجمة لامعة، مؤكدة أن الموهبة تصنع النجوم لكن ليس بهذه السرعة
الكبيرة، مضيفة: “الفنانات في وسطنا الفني يتمتعن بمواهب كبيرة ولكن مهما
كبرت تلك الموهبة والمقدرة فلن تكفي للحصول على صفة النجمة التي نراها الآن
تتحقق في موسم واحد، يوجد الكثير من النجمات الشابات اللواتي قدمن الكثير
من التنازلات إلى المخرجين والمنتجين حتى أصبحن يظهرن في عدة أعمال في عام
واحد والأمر عائد إلى فساد وضعف في نفوسهن، الأمر الذي انعكس سلبا على
الفنانات الكبيرات بالعمر حيث أصبحت الأدوار تمنح لشابات بما فيها أدوار
لنساء متقدمات في السن، وبرأيي النجومية تتطلب من الفنان أن يجتاز عدة
مراحل ولا تأتي بهذه السرعة الخيالية” .
من جانبها قالت الفنانة أمية ملص أن تواجدها على الشاشة انخفض كثيراً بعد
ظهور الكثير من الفنانات اللواتي يقدمن التنازلات الكفيلة بتصدرهن الشاشة
في أكثر من عمل في نفس الموسم الدرامي، معتبرة أن هذا الأمر يجعلها تشعر
بالفخر والاعتزاز، كما أكدت أن سرعة الوصول إلى النجومية دليل ضعف في
الدراما ويشكل ظلماً كبيراً للكثير من الفنانات، وتابعت تقول: “لا يمكننا
أن ننكر أن الفنانات السوريات يتمتعن بالكثير من مقومات النجومية، وعلى
صعيد الوطن العربي يشتهر الفنان السوري بصفة عامة بتميزه وبمكانته المرموقة
حتى أصبحنا نراه في الدراما المصرية والخليجية وغيرهما، ولكن لا يعقل أن
نرى فنانة تصبح نجمة خلال موسم درامي واحد لأن كلمة نجمة أو نجم لا تأتي
إلا بعد تعب وجهد يستمر لسنوات عدة، نعم هناك تنازلات يتوجب تقديمها حتى
تصبح الممثلة نجمة وحتى تتواجد في أكثر من عمل في عام واحد، وهو ما يعود
سلباً على الكثير من الفنانات القديرات، حتى أنا تأثرت بهذه الظاهرة، وسمعت
الكثيرين يقولون إنني لا أملك أشياء أقدمها لهم، وأنا فخورة لأنني لا أريد
نجومية مرهونة بما ينافي مبادئي، لدينا سرعة وصول إلى النجومية وبإمكان أي
فنانة أن تصبح نجمة لكن شرط تقديم الكثير من التنازلات” .
الخليج الإماراتية في
25/05/2011
تعالج قضايا الفساد التجاري
والتلاعب بالأسعار
"سعيد
الحظ" كوميديا ضد الغلاء
الكويت - “الخليج”
استطاع المؤلف عبد العزيز الطوالة، عبر سنوات طويلة، أن يثبت جدارته في
المجال الدرامي، بعد أن كان نجماً في عالم الصحافة، قدم العديد من
المسلسلات التلفزيونية خاصة الأعمال البدوية التي تميز فيها بشكل كبير .
في رمضان المقبل يخوض الطوالة تجربة جديدة في تقديم الأعمال الكوميدية، في
محاولة منه لتغيير جلده الدرامي، إذ انتهى نجله المخرج محمد الطوالة من
تصوير المسلسل الكوميدي الكويتي “سعيد الحظ” بطولة: عبد الناصر درويش ومحمد
العيسى ومنى شداد وأحمد العونان وسلمى سالم وإسماعيل سرور وشهاب حاجيه
ورزيقة طارش وسعد بخيت .
يتناول المسلسل عدداً من المشكلات الاجتماعية، من بينها الغش التجاري
وتجارة المواد الغذائية الفاسدة ومحاربة الغلاء وقضايا اجتماعية أخرى، وقد
التقينا بعضاً من فريق العمل في هذه الجولة .
منتج العمل ومؤلفه عبد العزيز الطوالة قال: “سعيد الحظ” دراما كوميدية
تناقش مجموعة من القضايا والمشكلات الحساسة، ولكن في إطار كوميدي خفيف
يتلقاه المشاهد بأريحية، ولعل من أبرز الموضوعات التي نتطرق لها الغش
التجاري في مختلف أنواع السلع، وتلاعب بعض تجار المواد الغذائية بالأسعار،
وانعكاس ذلك على المستهلك الذي يئن من نار الأسعار، كما نسلط الضوء على
تفشي ظاهرة الأغذية منتهية الصلاحية، والمخاطر التي تسببها على صحة
الإنسان، ونتطرق ضمن السياق الدرامي إلى عمل “الطقاقة” التي تحيي أفراح
النساء وما يترتب عليها من مشكلات .
ويتابع الطوالة: قبل كتابة النص بشكل كامل وضعت الفكرة ومن ثم اتفقت مع
الفنانين، بعدها رسمت دور كل منهم في العمل، لافتاً إلى أنه اختار اسم
المسلسل للدلالة على التفاؤل والسعادة والحظ، ونسبة إلى صاحب الكراج سعيد
المحظوظ الذي يحصل على السيارات بأرخص الأسعار، مشيدا بالتزام النجوم
بالنص، مبدياً رضاه عن العمل من كل النواحي، وواصفاً إياه بأنه من الأعمال
التي تبعث السعادة في النفس، متمنياً أن يكون من الأعمال البارزة وينال رضا
المشاهدين . وأضاف عبدالعزيز: “تدور أحداث المسلسل بين الأخوين سعيد وصلاح
داخل سكراب السيارات، حيث يتاجران في السيارات المتهالكة، ثم يقومان بفتح
مطعم داخل السكراب، يبيعان به لحوماً فاسدة، في المقابل يحاول جارهما
منافستهما والتشويش على تجارتهما، إلى جانب خطوط درامية فرعية أخرى ستتكشف
عند عرض العمل” .
بدوره يؤكد المخرج محمد الطوالة أن المسلسل يتطرق إلى عدد من الموضوعات
والمشكلات منها: تجارة السيارات المتهالكة “السكراب”، والغش التجاري وظاهرة
الاتجار بالأغذية المنتهية الصلاحية وغلاء الأسعار وانعكاسها على المستهلك
وكيف تواجه الجماهير مثل هذه القضايا .
ولفت الطوالة إلى أن فكرة العمل جديدة ومميزة، مشيرا إلى أن توظيف فكرة
“السكراب” والعمل من خلالها على توجيه الشباب الكويتي إلى العمل الخاص
لبناء مستقبلهم دون الحرج أو التقليل من شأن هذه المهنة، التي طالما كانت
شريفة، فلا ضير من العمل بها، خصوصاً أن هناك انطباعات وأفكارا عن أن
الشباب الكويتي يتكبر على العمل، خصوصاً المهن البسيطة التي تنال من “برستيجه”،
لكن الشباب الكويتي أصبح أكثر وعيا وعمليا، وإذا كانت هذه الأفكار تنطبق
على البعض فيما مضى، فإن الحياة تغيرت كثيرا، وعلينا أن نتعامل مع الواقع
بشكل أكثر ايجابية .
وأضاف: “مدة الحلقة لا تتجاوز ال 20 دقيقة، واستخدمت 3 كاميرات لتصوير
المشهد الواحد، لأن الكوميديا تعتمد على العفوية، حيث إن “الإفيه” يخرج
لمرة واحدة، ولا يمكن إعادته بالأسلوب نفسه، ولذلك يجب أن يُصور في الحال”
.
وكشف محمد الطوالة عن أن “التوك توك” المستخدم في تصوير بعض المشاهد تم
استيراده من مصر خصيصاً لهذا الغرض، وانه يساهم في إضفاء أجواء كوميدية على
المشاهد .
الفنانة منى شداد تجسد شخصية “سياتل” زوجة الفنان شهاب حاجيه، التي تملك
فرقة غنائية، وهي وزوجها صديقان للأخوين سعيد وصلاح .
وأعربت شداد عن سعادتها بالفرصة التي منحها لها المؤلف عبد العزيز الطوالة
بالغناء في العمل، كاشفة عن اللزمة التي تقولها دائما في المسلسل وهي “اللي
شايف نفسه” .
أما الفنان عبد الناصر درويش، فلفت إلى أنه يجسد شخصية صلاح، الأخ الأصغر
المهمش، الذي يُطالب بحقه من أخيه في أن يكون نائب المدير العام للجراج،
خاصة أنه دائما ما يكون مهضوم الحق وهو أيضا صديق للفنان شهاب حاجيه، الذي
يعمل في “السكراب” بعد أن تطرده زوجته وتحدث لهما عدد من المواقف والمقالب
المضحكة .
وكشف الفنان محمد العيسى عن دوره، حيث يجسد شخصية سعيد، الأخ الأكبر النشيط
الذي يحاول الحصول على المال بمختلف الطرق لتسديد احتياجاته، أما على
الصعيد الإنساني فيراعي سعيد ظروف أمه المصابة بمرض الزهايمر ويحاول
مساعدتها .
الخليج الإماراتية في
25/05/2011
فيلم شبابي يستشرف الأحداث قبل
وقوعها
"المركب"
أزمة وطن يغرق
القاهرة - حسام عباس
على مدى 7 أسابيع منها 6 في عرض البحر، صور المخرج عثمان أبولبن تفاصيل
ومشاهد فيلمه الجديد بعنوان “المركب” تأليف أحمد مجدي الدهان وهيثم مصطفى
الدهان، ويحكي في إطار دراما سينمائية مختلفة قصة مجموعة من الشباب اتفقوا
على قضاء رحلة بحرية لمدة يوم واحد في عرض البحر، غير أن ظروفاً مستجدة
تضطرهم للبقاء على ذلك المركب لفترة أطول تحدث فيها مواقف عدة، حيث تتكشف
أسرار في حياة كل منهم . التقينا فريق العمل في هذه الجولة:
المؤلف هيثم الدهان يقول عن الفيلم “إنه قصة واقعية حدث مثلها الكثير،
لكننا نقدمها بشكل مصري بحت، والأحداث جديدة على السينما المصرية، وقد
حرصنا على تقديم صورة سينمائية مستحدثة، حتى لا يقال إنها تيمة عالمية ستجد
الوقائع مصرية جداً من خلال حكايات الشخصيات الرئيسة في العمل .
وعن رمزية “المركب” يقول الدهان: الفيلم بدأ تصويره قبل ثورة 25 يناير لمدة
4 أسابيع تقريباً، وكنا قد قررنا أن نغير اسم “المركب” الذي يحمل مجموعة
الشباب في عرض البحر من “بشاير” إلى “المحروسة” لترمز إلى “مصر” الوطن،
ويحدث أن يتعرض المركب للغرق رمزاً لغرق مصر بعد أن يفقد قائدها السيطرة
عليها، وبالصدفة حدث هذا في الواقع في أحداث ثورة 25 يناير وقد تنبأ الفيلم
بما يحدث.
ويضيف هيثم: إن الفيلم هو أول تجربة يتم تصويرها لهما هو وأحمد الدهان ابن
عمه، بينما لهما سيناريوهات لم تصور بعد، وأكد سعادته بثناء كل من قرأ
الفيلم وتحمس له .
يشارك في بطولة الفيلم 7 أبطال من الشباب يجسد كل منهم شخصية محورية في
الأحداث، حيث البطولة جماعية وتلعب الفنانة الشابة يسرا اللوزي شخصية
“يارا” وهي فتاة من بيت متفكك أسرياً، أمها لا تهتم بها وتهملها وتقرر
“يارا” السفر مع زملائها لغرض ما دون أن تحدث لها مشكلات، لكنها تتعرض
لأزمة في عرض البحر تجعلها تبوح بأسرارها . وتلعب الفنانة رغدة خلال
الأحداث شخصية أم يارا بدور ضيفة شرف حيث تحمست للتجربة مع الشباب .
الفنانة الشابة فرح يوسف تؤدي شخصية “ليلى”، وهي مرتبطة بقصة حب مع شاب
وتذهب إلى الرحلة البحرية رغبة في قضاء يوم جميل وممتع بصحبة حبيبها على
المركب ولا تتعرض لمشكلات مع أسرتها المتفتحة في سبيل السفر .
بينما يلعب الفنان الشاب إسلام جمال شخصية “هيثم” الشاب الذي يحب ليلى ومن
أجلها يوافق على الرحلة البحرية مع أصحابه .
وتلعب الفنانة ريم هلال شخصية “نور”، وهي فتاة من أسرة متزمتة، لذلك هي
دائماً مترددة وخائفة، لكنها تحب شاباً وتذهب من أجله في الرحلة البحرية
لتكون قريبة منه ربما يصرح لها بحبه، وتقول ريم هلال: هو دور مهم جداً في
الأحداث ويقدمني بصورة مختلفة في السينما، لأن “نور” شخصية محورية وهي
محجبة وتعاني من مشكلات مع أهلها المتزمتين، وتقبل السفر ليوم واحد على أمل
أنها ستعود في موعد العودة من الجامعة، لكن الظروف تختلف وتقع في مشكلة
كبيرة .
الفنان الشاب رامز أمير يؤدي شخصية “محمود” الذي تحبه “نور”، وهو صاحب فكرة
الرحلة البحرية في المركب وهو تعود على تلك الرحلات للصيد وهو صديق صاحب
“المركب” الذي وافقه على تلك الرحلة، ومحمود شخصية هادئة وعاقلة على خلاف
شخصية “أمير” التي يقدمها الفنان الشاب أحمد حاتم وهو شاب متمرد وشقي يدمن
المخدرات وشرب المحرمات ويذهب في هذه الرحلة البحرية للاستمتاع بوقته في
عرض البحر بعيداً عن العيون ورغبة في الاستمتاع بالفتيات اللائي يصاحبنه
على المركب .
ويلعب الفنان أحمد فؤاد سليم شخصية الريس “مهران”، صاحب مركب المحروسة، وهو
رجل كبير السن يعيش حياته ويحب الانطلاق ويتحمس لفكرة الشاب محمود بقضاء
رحلة بحرية في عرض البحر حباً في الشباب وحياتهم، وقد كان صاحب تجربة عميقة
في الحياة وخاض تجارب عديدة ومنها الحرب، لذلك اكتسب الجرأة والقدرة على
المقاومة .
أما المخرج عثمان أبولبن فيقول عن فيلم “المركب”: فيلم مختلف تحمست له لأنه
أقرب للواقع، وبه رموز وإسقاطات سياسية ويضيف: فكرة أن تدور أحداث فيلم في
مركب جديدة ومرهقة لأي مخرج، وقد تعرضنا خلال أيام التصوير لصعوبات كثيرة
في عرض البحر، لكن حب التجربة والحماس لها من كل فريق العمل هوّن علينا
الأزمات والمشاكل .
ويقول المؤلف الشاب أحمد مجدي الدهان إن فيلم “المركب” تجربة طموحة وشبابية
وهدفها تقديم سينما مختلفة لا تشبه أي تجربة مصرية أو حتى أجنبية، وتطرح
الحالة المصرية بفكر جديد . ويضيف: سعدنا جميعاً بقبول الفنانة النجمة رغدة
بالمشاركة، وقد أبدت حماسها للعمل بعد قراءته وأخبرت المخرج عثمان أبولبن
برغبتها في المشاركة وهذه شهادة منها، وهي ليست ضيفة شرف، بل دورها مهم
جداً ومحوري في الأحداث، والفيلم ينتجه ياسر صلاح صاحب شركة “سني برو” .
الخليج الإماراتية في
25/05/2011
تتكرر مع كل خبر "عاجل" و"أنباء عن"
و"شاهد عيان" و"مصادر"
مصطلحات توحد الشاشات
تحقيق - أحمد مصطفى
فرضت الأحداث الجارية في العالم العربي على الفضائيات الإخبارية ومواقع
الأخبار على الإنترنت العديد من المصطلحات الإعلامية مثل “ عاجل” و”ورد
للتو” و”مصادر” وأنباء عن “وشاهد عيان” . جاء ذلك أيضاً في إطار المنافسة
الشرسة والرغبة في تحقيق السبق الصحفي في ظل تعدد الفضائيات ومواقع الأخبار
، لكن المأزق أن كل الأخبار أصبحت عاجلة وهناك بعض القنوات التي تلجأ لحيل
عدة من أجل المتابعة الفورية للأحداث مع تفادي الوقوع في عدم المصداقية من
خلال كتابة “شاهد عيان” أو “أنباء عن” وذلك حتى تضمن السبق .
التقينا مجموعة من الإعلاميين والاختصاصيين في مجال الإعلام لمعرفة آرائهم
حول هذه الظاهرة في التحقيق الآتي:
يقول الباحث الإعلامي د . إبراهيم الحوسني: إن أي كلمة تكتب قبل الخبر،
سواء كانت “عاجل” أو “ورد للتو” يقصد بها الانفراد بنقل الأخبار، لكن
كثيراً من الفضائيات العربية بدأت في كتابة مثل هذه الكلمات على أي خبر وهو
ما يربك المشاهد، فليس من المعقول أن تكون كل أخبار القناة عاجلة إلا في
حالات معينة في وقت الحروب أو الكوارث أو الثورات مثلما يحدث في كثير من
بلدان العالم العربي .
ويضيف: بالنسبة للقنوات الإخبارية إن لم يكتب على الخبر المهم “عاجل” أو
“ورد للتو” فهو بعد دقائق قليلة لن تكون له أي قيمة خاصة أننا في صراع كبير
الآن بين الفضائيات للوصول للمشاهد من خلال الانفرادات التي تميز قناة عن
أخرى .
ويوضح الحوسني أن هناك الكثير أيضاً من الكلمات التي تكتب على شاشات
الفضائيات العربية أو مواقع الأخبار بهدف السبق الصحفي، وهي الكلمات التي
تكتب في حال عدم التأكد من الخبر مثل “أنباء عن” أو “مصادر” وهو ما يبعد
الحرج عن أي قناة في حال عدم صحة الخبر .
ويطالب بتحري الدقة عند سماع أي خبر ونقله على الشاشة حتى لا تفقد القناة
الإخبارية مصداقيتها مع مرور الوقت .
ويقول محمود الورواري المذيع بقناة “العربية” إن الخبر الذي يأتي إلى أي
قناة يكون في بدايته عاجلاً وفيه أجزاء كثيرة غير مكتملة وأهمها بالطبع
تفاصيله .
ويضيف: ما يحدث الآن في العالم العربي من أحداث متتالية أظهر العديد من
المصطلحات الخاصة بالخبر بشكل قوي، رغم أنها موجودة من قبل مثل “شاهد
عيان” أو “مصادر تؤكد” أو “أنباء عن” وكل هذه المصطلحات جاءت نتيجة عدم
وجود مصدر أساسي واحد يمكن أن نعتمد عليه في الخبر وبالتالي هناك الآلاف من
المصادر في وقت واحد ولا بد من التأكد من صحة الخبر .
ويوضح الورواري أن الخبر العاجل ذا الأهمية لابد أن تكون له متابعات مختلفة
من خلال النشرة الإخبارية، فلا نكتفي فقط بنشر الخبر أو تفاصيله، بل لا بد
من مصدر يعلق عليه لمساعدة المشاهد في فهمه بعمق أكبر، وذلك لا يأتي إلا في
الأخبار ذات الأهمية حتى تزيل القناة أي التباس .
وعما قامت به قناة الجزيرة وقت تنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك ووقت
استشهاد مصور القناة في ليبيا وكتابتها لأول مرة الخبر العاجل ببنط خط كبير
لاحظه الجميع، قال: هذه سياسة كل قناة ولها الحرية المطلقة في تقديم الخبر
بالشكل الذي تراه مناسباً لكن في النهاية الخبر واحد .
د . عصام نصر، رئيس قسم الاتصال بكلية الاتصال في جامعة الشارقة، يوضح أن
هناك إشكالية كبيرة منذ ظهور بعض المصطلحات مع ظهور الفضائيات العربية،
ومنها كلمة “حصري” المعبرة عن نوع من السبق والمصداقية والخصوصية لما تبثه
القناة .
ومع مرور الوقت وانتشار الفضائيات الإخبارية كان لابد من التميز في الأخبار
والبحث بشكل أو بآخر عن السبق الصحفي، وجاء ذلك من خلال سرعة نقل الخبر
وهنا جاءت كلمة “عاجل” أو “ورد للتو”، وذلك من أجل سرعة اللحاق بما يحدث،
لكن ذلك أحدث نوعاً من الإشكالية أيضاً في التأكد من مصداقية الخبر ودقته
وتأثير السبق الصحفي فيهما .
ويضيف: كثير من الفضائيات، يتأكد من الخبر بشكل أو بأخر تفادياً لأن تكتب
“أنباء عن” ثم يتضح عدم صحته وبالتالي تتحول القناة لمصدر الشائعات وليس
لنقل الأخبار، والتنافس الحميم بين الفضائيات الإخبارية ساعد على انتشار
مثل هذه المصطلحات .
كما أن المشاهد العادي أصبح أكثر وعياً هذه الأيام خاصة مع انتشار وسائل
الاتصال الحديثة، ويمكن أن يتأكد من صحة الخبر من خلال مواقع الإنترنت .
ويرى د . عصام نصر أن كثيراً من الفضائيات العربية أخذ شكل وخصائص الصحافة
المطبوعة من خلال كتابة الخبر العاجل بخط كبير أو مميز ولافت للنظر، وذلك
يرجع إلى مدى أهمية هذا الخبر في ذاته أو للقناة، وهذه سياسة خاصة بأي قناة
.
يوضح د . محمد عايش، المستشار بالمجلس الوطني للإعلام، أن القنوات
الإخبارية دأبت منذ بدايتها على كتابة مثل هذه المصطلحات التي تعطي أهمية
للخبر، كما أن انتشار مواقع الإنترنت زاد المنافسة على نقل الخبر بالشكل
العاجل حتى قبل التأكد من صحته .
ويرى أن المتغيرات الكثيرة التي تحدث في المنطقة العربية أشعلت المنافسة
بين القنوات الفضائية من أجل تحقيق السبق في نقل الخبر، لكن هذا لا يعني أن
يكون على حساب المصداقية، كما يشدد .
ويوضح عايش أن كل قناة إخبارية ترى الخبر العاجل من خلال سياستها الخاصة،
فليس كل خبر يردها عاجلاً أو ذات أهمية، إلا الأخبار القوية مثل الكوارث أو
تنحي رئيس، وغير ذلك من الأخبار التي لا يختلف اثنان على أن يكتب قبلها
“عاجل” .
ويشير إلى أن القارئ لمواقع الأخبار على الإنترنت أو المشاهد للقنوات
الإخبارية ليس أمامه سوى الانتظار للتحقق من الخبر من خلال المتابعة
المستمرة له ورؤية كل ما يتعلق به من صور أو فيديو خاصة وأن كثيراً من
المواقع يعمل على إثارة المشاهد من خلال مصطلح “أنباء” عن أو “مصادر تؤكد”
.
ويدعو القارئ أو المشاهد إلى التأكد من الخبر من خلال القناة الإخبارية
التي يحرص على مشاهدتها أو يرى أنها ذات مصداقية لأن كثيراً من فضائيات
الأخبار لا يسعى إلى البلبلة أو إثارة الأخبار الكاذبة كنوع من السبق قبل
التأكد بنسبة قليلة في بداية الخبر من مصداقيته حتى لا تفقد هي مصداقيتها .
ويقول د . إبراهيم الشمسي، أستاذ الاتصال الجماهيري بجامعة الإمارات: إن
ظهور كثير من المصطلحات الإعلامية المختلفة على الخبر يدل على المنافسة
الشرسة التي تتعرض لها مواقع وقنوات الأخبار، كما أن وتيرة الأحداث حالت
دون التوقف عن ذكر مثل هذه المصطلحات .
ويضيف: التعامل مع الأخبار أصبح في الوقت الحالي أكثر حرفية في القنوات
الإخبارية، وبالتالي لا يمكن لأي قناة أن تكتب الخبر على شاشتها بشكل عاجل
من دون أن تكون متأكدة منه بنسبة كبيرة والمعلومات التي وصلت عنه شبه مؤكدة
حتى تبعد عنها شبهة نشر الأخبار الكاذبة .
ويرى أن الأحداث التي يشهدها العالم العربي فرضت على كل قناة أن تكتب قبل
أي خبر يأتي إليها “عاجل” أو “شهود عيان” وذلك بسبب تعدد المصادر في هذا
الشأن .
ويقول: في حال الثورات العربية لا نجد مصدراً يمكن التأكد منه إلا الشاهد
العيان، وبالتالي فعلى القناة أن تكتب أن الخبر نقلاً عن شاهد عيان، ومن
هنا برزت مثل المصطلحات على شاشات الفضائيات الإخبارية .
الخليج الإماراتية في
25/05/2011 |