رغم التظاهرات والاحتجاجات الشعبية، ما زال صنّاع الدراما يواصلون
تصوير أعمالهم. مع ذلك، تعثّرت بعض المسلسلات التي كانت تستعدّ لدخول
السباق الرمضاني هذا العام
دمشق| مع بداية الاحتجاجات في سوريا، وقف نجوم الدراما حائرين.
انتظروا أياماً عدة، ثم قرر بعضهم إصدار بيان أثار جدلاً واسعاً، فيما
تهافت بعضهم الآخر للظهور على الشاشات المحلية لتأييد للنظام. لكن على غير
العادة، طالب الجمهور في اتصالات مع تلك المحطات، بالكف عن استضافة
الفنانين، لأن الشعب السوري قادر على التعبير عن نفسه، وليس بالضرورة أن
تتحدّث باسمه مجموعة من الممثلين.
هكذا، آثر الفنانون الانسحاب، واستئناف عمليات التصوير التي توقفت
غالبيتها لأيام، ما دامت المسألة باتت غير محسومة، ولا أحد يعرف مصير
الاحتجاجات. ورغم أنّ نسبة كبيرة من نجوم الدراما السورية يهتمون بالشأن
السياسي، إلا أنّهم باتوا يفضلون الاحتفاظ بوجهة نظرهم لنفسهم، بموازة
حرصهم على ترويج أخبارهم الفنيّة.
غاب نجوم الشاشة عن الحدث إذاً، باستثناء بعضهم أمثال بسام كوسا وجمال
سليمان وزهير عبد الكريم... وقد سجلت لهم قناة «سورية دراما» شهادات بثتها
على شكل فواصل دائمة. ومقابل ذلك، تأثرت عجلة الدراما السورية الحكومية بما
تشهده البلاد، إذ أجّلت «المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني»
تصوير أعمال عدة، منها «شرف قاطع طريق»، و«المصابيح الزرق» عن رواية حنا
مينة وسيناريو محمود عبد الكريم وإخراج ثائر موسى ومحمد عبد العزيز، ومسلسل
لوحات بعنوان «أنت هنا» من كتابة شادي دويعر وإخراج علي ديوب، إضافةً إلى
عمل آخر من فكرة باسم ياخور وكتابة خالد خليفة...
واستمر تصوير عملين هما «ملح الحياة» لحسن م يوسف وأيمن زيدان، و«سوق
الورق» لآراء جرماني وأحمد إبراهيم أحمد. كذلك فضلت الممثلة نسرين طافش
تأجيل مسلسل «رابعة العدوية... العشق الإلهي» إلى العام المقبل وكان يُفترض
أن تباشر تصويره في نيسان (أبريل) الماضي. وقد جاء قرار التأجيل تجنباً
لمغامرة الإنتاج في هذه الظروف، خصوصاً أن المسلسل من أول ما تنتجه شركة
طافش «ميراج للإنتاج الفني».
الليث حجّو تحدّى الظروف وباشر تصوير مسلسله الكوميدي «خربة» الذي كتب
نصه ممدوح حمادة، ويلعب بطولته دريد لحام ورشيد عساف وباسم ياخور. وقد
ساعده في ذلك أنّ التصوير يجري في محافظة السويداء التي لم تشهد تظاهرات
واسعة، على عكس ما حصل مع فريق مسلسل «بقعة ضوء» للمخرج عامر فهد، إذ كان
يصور عدداً من مشاهده في معضمية الشام في ضواحي دمشق، وهي المنطقة التي
كانت مسرحاً لأحداث دامية. وقد أوقف فريق العمل لدى عودته من التصوير ليلاً
بعدما أثارت سيارات التصوير ريبة الأمن، ولم يُفرج عن المعدات إلا بعد تدخل
أحد المقربين من رجل الأعمال السوري الشهير والنائب محمد حمشو صاحب شركة
«سوريا الدولية» منتجة العمل.
من جهة أخرى، فضّل بعضهم التسريع في عمليات التصوير وإنهائها على عجل.
وهذا ما حدث مع المخرج علاء الدين كوكش في المسلسل الشامي «رجالك يا شام».
أما المخرج سيف الدين السبيعي، فقد فضل الابتعاد عن التصوير في مناطق ريف
دمشق التي تشهد كل يوم جمعة تظاهرات، وهو الخيار ذاته الذي التزم به المخرج
تامر إسحق الذي يصور «العشق الحرام» من كتابته مع بشار بطرس، والمخرج ناجي
طعمي الذي يقود الجزء الثالث من مسلسل «صبايا» لمازن طه ونور الشيشكلي.
فيما يكمل المخرج شوقي الماجري تصوير مسلسله «توق» المقتبس عن رواية بدر بن
عبد المحسن في مدينة حلب الهادئة حتى الآن. وسيكمل الماجري التصوير في
اللاذقية وتدمر قبل أن ينتقل إلى تونس، علماً بأنّ العمل من بطولة غسان
مسعود وسلافة معمار وقصي خولي، وكتب السيناريو عدنان العودة.
ويجمع صناع الدراما على قرار الابتعاد ليس فقط بأسمائهم، بل أيضاً
بأعمالهم عن وسائل الإعلام، تجنباً لانتقاد الرأي العام. إذ يرى هؤلاء أن
من غير المنطقي أن يطلّوا للحديث عن أعمالهم الدرامية بينما يسقط الشهداء
في سوريا. من جهة أخرى، لم تثن اعتراضات مواقع التواصل الاجتماعي الممثل
والمنتج فراس إبراهيم عن المضي قدماً في إنجاز مسلسله «في حضرة الغياب»
الذي يتناول سيرة الشاعر الراحل محمود درويش. ولم توقف الأحداث كاميرا
المخرج نجدت أنزور عن إكمال تصوير العمل، لكنّ المسلسل توقّف منذ أيام بسبب
أزمة تسويق وفق ما تردّد. تبدو الدراما السورية بحال جيدة ولم تتأثّر بما
يشهده البلد كثيراً. لكنّ الحصيلة تشير إلى أن نجوم هذه الدراما فقدوا
قدرتهم على التأثير في المُشاهد، بعد مواقفهم من الأزمة التي تمر بها
سوريا.
الأخبار اللبنانية في
10/05/2011
الشاشة تثور
لمى طيارة
رغم الظروف التي تمرّ بها سوريا، ما زالت عجلة الإنتاج الدرامي سائرة.
ولا تُعدّ 2011 السنة الذهبية فقط للإنتاج التلفزيوني السوري الذي استغل
بدوره الثورة المصرية وانعكاساتها على الإنتاج الذي تعثّر كثيراً في
المحروسة، بل أيضاً بالنسبة إلى الإنتاج السينمائي. إذ ارتفعت حصيلته هذا
العام لدى القطاع العام لتصل إلى خمسة أفلام روائية طويلة. وهو أمر لم
تعتده مؤسسة السينما منذ تأسيسها، بعدما كان معدل مشاريعها فيلمين في
السنة. والسبب أنّه منذ بداية هذا العام، تلقت المؤسسة دعماً حكومياً
جديداً وكبيراً. وبطبيعة الحال، لا يمكننا أن ننكر دعم شركات الإنتاج
الخاصة للمؤسسة، إذ لعبت دوراً كبيراً في النهوض بإنتاجات عدة مثل فيلم
«الشراع والعاصفة» للمخرج غسان شميط المقتبس عن نص الأديب حنا مينة.
إذ توقّف المشروع لعامين متتالين بسبب ميزانيته المرتفعة، لكنه استعاد
أنفاسه حين ساندت إحدى الشركات الخاصة في إنتاجه. وكذلك الأمر بالنسبة إلى
فيلم جود سعيد «صديقي الأخير» الذي تلقّى هو الآخر دعماً إضافياً من شركة
إنتاج سورية. وكان لجود سعيد السبق في ذلك عبر فيلمه الأول «مرة أخرى» حين
تعاونت المؤسسة مع القطاع الخاص. أما باقي الأفلام، وهي ثلاثة، فقد بقيت من
إنتاج المؤسسة العامة للسينما وحدها، وهي فيلم وثائقي عن سوريا للمخرج
الليث حجو (الصورة) يحمل عنوان «قصة سورية» وقد أصبح جاهزاً فعلياً للعرض،
وكان يُتوقع عرضه في نيسان (أبريل) الماضي، لكن الأحداث حالت دون ذلك..
بالإضافة إلى فيلمين آخرين هما «العاشق» للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد
وفيلم واحة الراهب «هوى» عن نص للكاتبة هيفاء بيطار، وسيناريو رياض نعسان
آغا. اليوم عند سؤال بعض المخرجين حول حركة الإنتاج السينمائي والتلفزيوني
في سوريا ومدى تأثرها بالاضطراب الحاصل، يأتي الجواب بأنّ كل العناصر
متوافرة، من موارد مالية وعناصر فنية وخبرات. مع ذلك، فقد تؤدي الأحداث
مستقبلاً إلى وقف عجلة الإنتاج أو ربما تأجيل بعض الأعمال.
الأخبار اللبنانية في
10/05/2011
الأتراك قادمون..
الغزو الدرامي
جاء تمهيداً لحملة سينمائية طاغية
بقلم : د. وليد سيف
لست من عشاق الدراما التركية التي غزت أسواق العالم وإستأثرت بقلوب الجمهور
المصري والعربي، ولكني لا أستطيع أن أنكر تقديري لهذه القدرة علي إحكام
الصنعة والذكاء التجاري، ليستمر النجاح وتدور عجلة الإنتاج والتوزيع،
ولتنجح تركيا في أن تجتاح بالفن والثقافة أراضي أكثر بكثير من تلك التي
فقدتها بنهاية الإحتلال العثماني، ولكن يبدو أن إخواننا الأتراك لم يكتفوا
بهذا القدر، بل راحوا يواصلون جهودهم بذكاء وتضافر مؤسسات مختلفة من أجل
كسب مساحات أكبر وجماهير أكثر، فعلي الرغم من خبراتي السابقة في العمل
الثقافي، سواء كملحق ثقافي بالخارج أو كمدير لقصر السينما في مصر أو غيرهما
من المسئوليات التي توليتها، لم أشهد أسبوعاً ثقافيا يحظي بكل هذا القدر من
النجاح والإقبال والتفاعل الجماهيري الذي حققه الأسبوع السينمائي التركي
الذي أقيم مؤخرا بمركز الإبداع، ولا أعتقد أن هذا النجاح وليد الصدفة أو أن
اختيار الأفلام تم بطريقة عشوائية أو من أجل إرضاء فنان مسئول أو نجم قد
يتحمس للحضور، بل انني ألمح في تنوع الأفلام وأساليبها وإتجاهاتها وتاريخ
عرضها ما هو أبعد من مسألة البحث عن النجاح قصير النظر، فهو قد يكشف عن
رغبة حقيقية جادة في فهم ذوق جمهور السينما في مصر بعد أن تعرفوا تماما علي
ذوق جمهور المسلسلات، وهو ما يؤكده استقبال دور العرض المصرية لأول فيلم
سينمائي تركي بعنوان (وادي الذئاب) فور انتهاء الأسبوع الثقافي، عسل تركي
كان عرض فيلم (عسل) هو في رأيي الاختيار الحتمي، فهذا الفيلم الرائع هو أحد
مفاخر السينما التركية الحديثة، ليس فقط لأنه حائز علي جائزة الدب الذهبي
لمهرجان برلين كأحد أهم المهرجانات الدولية، ولكن لأنه بالفعل من أفضل
وأقوي ما قدمته السينما في العالم خلال السنوات الأخيرة، وقد تمكن المخرج
سامح كوبلان أوغلو من أن يكشف خلاله عن أصالته كمبدع وأن يقدم ما يمكن
اعتباره فيلما رائدا يستعصي علي التصنيف ولكنه يحقق متعة فنية غير مسبوقة
في قصته المؤثرة عن بحث طفل عن والده في غابة مليئة بالخطر. في أجواء مفعمة
بالسحر والجمال والإثارة تخوض هذه الرحلة الرائعة وتتوحد تماما مع شخصية
الطفل، وبقدر ما تنجذب لهذه القصة المحكمة الجذابة بقدر ما تتولد لديك
أسئلة وجودية وتغوص في تساؤلات حول أسرار الحياة، ولا شك أن خبرة مشاهدة
فيلم عسل تضفي تأثيرا عميقا علي جمهوره وتترك في الذاكرة مخزونا من الصور
السينمائية، فهو فيلم يعتمد علي لغة سينمائية خالصة ويكاد يصل فيه مخرجه
إلي هذه الحالة التي تجعلك تتساءل في انبهار هل الفكرة هي التي تولدت عنها
هذه الصورة أم أن الصورة هي التي أوحت لصاحبها بالأفكار. في فيلم (البعد)
لنوري بيلجا جيلان تتغلغل الدراما إلي قلب وروح الشخصيات.. حالة من التعرية
السينمائية للنفس البشرية تكاد تضارع المقدرة الأدبية لكبار الكتّاب في هذا
المجال.. تتصاعد الدراما من خلال الحوار المسكوت عنه بين الشخصيتين
الرئيسيتين محمود القادم من الريف إلي إسطنبول ومضيفه المصور يوسف الذي
يحلم بالسفر إلي أماكن بعيدة، وبين هذين العالمين يكتشف الكثير عن الواقع
الاجتماعي للبلاد، إنها تجربة سينمائية مهمة عن التواصل الإنساني وعن فكرة
الهجرة المحلية أو الخارجية من أجل تحقيق الأحلام،ولكن هل يمكن أن تتحقق
الأحلام قبل فك طلاسم البشر والنفاذ إلي قلوبهم.. إيقاع متقن وأداء تمثيلي
رفيع من مجموعة الممثلين تحت قيادة مخرج يحرص علي تحقيق أفضل أداء للممثل.
ألوان سينمائية أما (نقطة) للمخرج درويش زعمي فهو فيلم مصور بالكاميرا
الرقمية وحصل علي جائزة مهرجان القاهرة لأفلام الديجيتال منذ عامين، وهو
تجربة شديدة الخصوصية في الربط بين أسلوبية فن الخط وأسلوبية بناء الفيلم
ككل بنفس الاستقامة والتدفق.. لا توجد حكاية بل حالة إنسانية فريدة في
الشعور بالذنب من إثم جرم.. ومتعة فوق العادة مع موسيقي تصويرية تشارك في
الحدث والبطولة لمظلوم تشسيمن، وفي فيلم (العالمي) تلتقي مع كوميديا سوداء
شديدة السخرية حول فرقة موسيقي عسكرية في ظل الأحكام العرفية للجيش.. حيث
تتابع في جو من المرح والتوتر علاقة غير عادية بين الفرقة والقائد العسكري،
وتتوالي الأحداث والمفارقات الساخرة وتتقلب أحوال الفرقة في تفاعلها مع
القائد العسكري ومع الظرف السياسي والاقتصادي الصعب. وتأتي باقي الأفلام
بأساليب بسيطة وتقليدية وتعبر عن قضايا اجتماعية لا تخلو من جوانب إنسانية
وهي معظمها ذات طابع جماهيري وحققت نجاحا كبيرا في شباك التذاكر التركي،
ففيلم (الملاك الابيض) حاز علي أعلي نسبة مشاهدة في عام عرضه 2007، ولكنه
متميز فنيا أيضا فقد حصد العديد من الجوائز كما حقق تأثيرا كبيرا إلي حد
إضافة مادة قانونية للدستور علي إثره تتعلق بعناية المسنين والمحتاجين،
ويتواصل الهم الاجتماعي في فيلم (أبي وإبني) ولكن القضية فيه تتسع لتشمل
حوارا بين ثلاثة أجيال في ظرف سياسي شديد الدقة، وهو عمل شديد التميز
والإتقان لمخرجه ومؤلفه تشاجان إبرماك. ربما يأتي اختيار فيلم (محسن بك) من
إخراج يافوز طورغول كأحد أنجح الأفلام في تاريخ السينما التركية، ولكنه يعد
في رأيي أضعف الأفلام المختارة فهو تقليدي في فكرته وأسلوب معالجته فضلا عن
إنه الأقدم زمنيا ضمن المجموعة فتاريخ عرضه يرجع إلي عام 1987. تحدي
التليفزيون ويعد فيلم (فيزيون تيلي) مفاجأة هذا الأسبوع بالنسبة لي وهو في
رأيي تحفة سينمائية بكل المقاييس.. والغريب أنه حظي بأعلي نسبة مشاهدة بين
كل أفلام الأسبوع، ويبدو أن مسئولي البرنامج كثفوا الدعاية بالنسبة له
لإدراكهم قيمته والمردود الكبير المتوقع له، وفيزيون تيلي من تأليف وإخراج
يلماز أردوغان وتدور أحداثه عن وصول أول تليفزيون في عام 1974 إلي قرية
نائية مهملة جنوب شرق تركيا، ويتناول الفيلم صدي هذا الحدث وتأثيره علي
الأهالي والصعوبات التي تواجه المسئول عن التشغيل حتي يتمكن من ذلك بعد جهد
بالغ وبمحض الصدفة.. ولكنك من خلال قصة التليفزيون كحدث رئيسي تتعرف علي
العديد من القصص الإنسانية المتنوعة والحكايات المؤثرة عن هذا العالم من
البسطاء وتفاصيل حياتهم المثيرة للدهشة والضحك، وهو فيلم لا يستطيع أن
يحققه إلا مخرج مؤلف لأن الأفكار تتفاعل مع الصورة بشكل بديع، كما ان
الأحداث والشخصيات تبدو وكأنها تستند في الغالب إلي أصول حقيقية،فالفيلم
أقرب لحالة متدفقة من المشاعر والأحاسيس والذكريات عن حياة قرية بأكملها،
كما أنه يمثل في صميم مضمونه وبحسابات درامية بارعة إدانة للرجعية والتخلف
وابتهاجا بانتصار التقدم والتكنولوجيا وتأكيدا علي حتمية هذا الانتصار..
يتمكن الفيلم عبر البناء الدرامي والسينمائي من أن يجعلك تعيش داخل هذه
القرية الجبلية وأن تتنسم أجواءها وتعاشر أهلها وكأنك واحدا منهم، أنت
بالفعل تعيش داخل هذا العالم من خلال حركة الكاميرا الرشيقة والزوايا التي
تحيط بالمكان والشخصيات من كل جانب، ومن خلال اقترابك من أدق التفاصيل
الحياتية لهؤلاء الناس، بل إنك قد تعرف عنهم ما لا يعرفه بعضهم عن بعض، وكل
هذا متحقق بعين محبة وساخرة في ذات الوقت، قد تبدو أسرة رئيس البلدة النزيه
الطيب هي الأقرب والمحور ولكن الشخصيات الأخري تحيط بها وتتداخل أحداثها
معها من كل جانب.. مجموعة من الشخصيات الخالدة التي لا تنسي.. هذا الشاب
شبه الممسوس المفتون بإصلاح الأجهزة الكهربائية والذي تدور حوله وحول والده
الحكايات الأقرب للأساطير، وسوف يدهشك الممثل الذي يؤدي دور صاحب السينما
الشرير بملامحه الغريبة وأدائه المعبر، سوف يشعرك بما ينتابه من غيرة من
جهاز التليفزيون الذي ربما يأتي مجيئه إعلانا بكساد دار العرض التي يملكها،
كما ستتمكن من معرفة سر عروس القرية الجميلة التي يتعلق قلبها بحبيبها الذي
سافر من أجل الالتحاق بالجيش لأداء الخدمة العسكرية أثناء الحرب، وسوف تعيش
معها ومع حبيبها لحظات الوداع الحميمة المفعمة بالحب والبراءة، كما ستتأرجح
حالتك بين السخرية والتعاطف ثم الشفقة مع زوجة رئيس الحي المتعلقة بابنها
المجند والتي يصبح جهاز التليفون محور اهتمامها الدائم في انتظار مكالمة من
الابن الغائب بشكل جنوني، وهي تستسلم لنصيحة الشيخ الأفاق بالتخلص من جهاز
التليفزيون باعتباره شيطاناً ونذير شؤم بالنسبة لابنها، وربما ينجرف الفيلم
قرب نهايته فجأة نحو الميلودراما التي تصيب المشاهد بحالة من الارتباك مع
مواقف حزينة بعد استشهاد الابن علي الجبهة، وقد يتداخل في هذه المشاهد مع
المأساة كوميديا ليست في محلها، ولكن المخرج يستعيد سيطرته علي الدفة
بمشاهد النهاية التي يؤكد فيها علي رؤيته الحضارية التقدمية، فمهما كانت
المعوقات التي تواجه التكنولوجيا إلا أنه لن ينجح أحد في منع توغلها
وانتشارها.. فالزمن لا يعود للوراء.. لعل الجميع من محدودي الوعي يفهمون،
فحتي هؤلاء الريفيون البسطاء الذين يعيشون في عزلة عن العاالم، قد أصبحوا
في سبيلهم إلي قبول هذا الوافد الجديد.
جريدة القاهرة في
10/05/2011
في مفكرته «باب إدريس» و«كازانوفا» و«ذكرى»
مروان
حداد: «قروض للمنتجين لتطوير
الدراما»
محمد خضر
يكشف المنتج مروان
حداد أن أعضاء «اتحاد المنتجين اللبنانيين» وضعوا خططا
لإنتاجات درامية مشتركة، لأن
المصارف وإن سعدت بالدورة المالية التي يؤمنها إنتاجنا، الاّ أنها تعاملنا
كزبائن
عاديين». ويستدرك بقوله: «لكن الاتحاد بصدد الحصول على قروض من المصرف
المركزي لدعم
المشاريع الكبيرة، وستكون هذه مسؤولية على عاتقنا».
ويحضر حداد حاليا لإنتاج «كازانوفا» كتابة الفنانة هيام أبو شديد،
إخراج فيليب أسمر، في وقت يُستكمل فيه
مشاهد مسلسل «باب ادريس» عن سيناريو للكاتبة كلوديا مرشليان.
فيما يتعاون للمرة
الثانية مع ريتا برصونا ككاتبة سيناريو في «ذكرى (بعد «الحب الممنوع»).
وعن سر
هذا الحضور النسائي في نصوص أعماله يقول: «ليس مقصودا، ولا تنس أن إحساس
المرأة أرق
وأقوى».
ويعرب عن تفاؤله بحضور الدراما اللبنانية بشكل مشرف في الدراما
العربية، ويراهن على دخولها المنافسة في المدى المنظور اذا ما
تضافرت الجهود
الإنتاجية، وحوّلت الضربات الموفقة والمبعثرة الى تيار متماسك وقوي تنهض
معه صناعة
كبيرة، ترفد الشاشات العربية بأعمال ذات مستوى في الشكل والمضمون. على أن
تنطلق
الأعمال من خصوصية المجتمع اللبناني في تعدديته. ويتحدث حداد
الذي عمل في الصحافة
لسنوات قليلة، مارس بعدها المحاماة لعشر سنوات، عن مجال الإنتاج الذي
يمتهنه منذ 12
عاما مطلعا على التجارب الأجنبية في المهنة: «أشتغل على مشاريعي من الألف
الى
الياء. أقرأ عشرات النصوص وأختار الجيد بينها، وأفضل دائما
الكتّاب الجدد، ولا
قاعدة تقول إن المحترفين يكتبون دائما أفضل النصوص. وأنا بطبعي أحب اكتشاف
المواهب
الجديدة».
ويبدي ارتياحه لردة فعل بعض الفضائيات إزاء أعماله، معتبرا أن الثقة
ترسخت بالأعمال التي ينتجها، مؤكدا أنه يتقاضى الرقم نفسه الذي
يدفع للأعمال
السورية والمصرية مع فارق وحيد هو بدل النجم. ولم يقلل من مستوى الممثلين
اللبنانيين وجماهيريتهم، لكنه يشير في الوقت ذاته الى أن من ظهر في الأعمال
المصرية
والسورية خدموا العمل اللبناني أمثال: سيرين عبد النور، نيكول
سابا، نادين الراسي
وغيرهن.
كما يحضر حداد لإنتاج فيلم سينمائي، قريباً، يخرجه فيليب أسمر معلنا:
«كل
ما أفعله يهدف الى أن أصبح منتجا سينمائيا لأفلام ضخمة مهمة وتعطي صورة
رائعة
عن لبنان، وتعزز موسم السياحة والاصطياف فيه، كما يحصل في أميركا وأوروبا
وتركيا ،
هذه رسالة وطنية ألتزم بها بثبات وثقة».
السفير اللبنانية في
11/05/2011
«أنـا
القـدس»
يفـوز بجائـزة أفضـل مسلسـل عـن
فلسطيـن
أقام ملتقى المثقفين
المقدسي بالتعاون مع جامعة القدس، بعد ظهر أمس في جامعة القدس «أبو ديس»،
مهرجان
زهرة المدائن الرابع للإبداع الثقافي من أجل القدس، تم خلاله
تكريم عدد من المبدعين
والأعمال الثقافية في مجالات الأدب والفنون والأعمال التلفزيونية.
وحصل مسلسل «أنا القدس» للمخرج السوري باسل الخطيب، على
جائزة المهرجان لأفضل مسلسل عربي عن
القدس. وقد عرض في شهر رمضان الماضي في عدة محطات فضائية عربية.
وكان المكرم
الرئيسي الفنان الأردني منذر رياحنة عن دوره في «انا القدس». كما شارك في
مسلسلات
عدة أهمها: «القدس أولى القبلتين»، «الاجتياح»، «أبناء
الرشيد»، «أبو جعفر
المنصور»، «راس غليص».
وأعلن الدكتور طلال أبو عفيفة رئيس المهرجان عن جوائز
استحقتها عدد من الأعمال الثقافية عن القدس، أنتجت أو قدمت العام 2010،
بالاضافة
الى جوائز أخرى، منها جوائز أفضل رواية عن القدس، وأفضل فنان تشكيلي
مبــدع،
وأفــضل كتاب تاريخي عن القدس، وأفضل مسرحية هادفة عن القدس...
وأضاف: يهدف
المهرجان الى تقديم الشكر لمن يعمل من أجل القدس، وتشجيع الأدباء والكتاب
والفنانين
للعمل من أجل القدس، التي ما تــــزال مدينة محتلة تنتظر فك أسرها من قبل
الأمتين
العربية والإسلامية.
«السفير»
السفير اللبنانية في
11/05/2011 |