اعتادت دائما أن تثير الجدل بتصريحاتها،
ولفتت الأنظار إليها بشدة مع برنامجها الإذاعي
الشهير »اعترافات ليلية«
في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، وبعد عشرين عاما، عادت الإعلامية بثينة كامل لتشغل الرأي العام
المصري والعالمي بعد أن أصبحت بعد الثورة أول امرأة ترشح نفسها لرئاسة
الجمهورية
.
في حوارها مع »أخبار النجوم« تحكي بثينة كامل تفاصيل ترشيحها وسر اختيارها
للصعيد كي يشهد بداية حملتها الانتخابية وتحكي بالتفصيل علاقتها بالاخوان
والسلفيين وكواليس وقف برنامجها علي قناة الاوربت بأمر من السلطات السعودية.
·
كيف جاءت فكرة ترشحك لرئاسة
الجمهورية؟
- لم أخطط لذلك ولم أكن أتوقعه في يوم من الأيام ولكن الموضوع جاء بالصدفة
عندما بدأت العمل بحركة »شايفنكم« خلال فترة الاستفتاء وبدأنا في تلقي
شكاوي المصريين من خلال الخط الساخن بالحركة والعمل علي تحويل كل مواطن إلي
مراقب لنكون جميعا نشطاء ضد الفساد ومع نقل الحقائق مادمنا في عالم مفتوح
لا تمنع خلاله أي معلومة وفي عصر »ويكليكس« وبعد ذلك اطلقنا لجان اغاثة
تابعة للحركة للمساهمة في تشغيل العاطلين والحصول علي موافقات من الصندوق
الاجتماعي للتنمية وانشاء مشروعات صغيرة وتكوين لجان دعم نفسي للمواطنين
مكونة من أطباء نفسيين مع لفت الانتباه لوجود الثورة المضادة والمعوقات
التي نواجهها وآمال الناس التي لم تتحقق بعد الثورة مما أصابهم بالإحباط ثم
قرارنا بالنزول إلي المحافظات لمعرفة مطالب الشعب ومحاولة مساعدتهم ومن هنا
اقترح علي بعض المحيطين بي أن تكون هذه الجولات في إطار الجولات الانتخابية
للترشح للرئاسة ومازاد من حماستي لهذه الفكرة عندما أقنعني الكثير من
الرجال والنساء بأن ثورتنا بقدر ما هي ملهمة للعالم فإن ترشح امرأة للرئاسة
سيكون في حد ذاته إسهاما في اعطاء صورة حضارية للعالم أجمع عن المجتمع
المصري والعمل علي تحسين صورتنا لدي الغرب والقضاء علي اشاعات اضطهاد
المرأة داخل المجتمع المصري وترشحي للرئاسة هو أكبر دليل علي ذلك أمام
العالم.
·
ألم تكن هذه الفكرة هي أحد
أحلامك قبل الثورة؟
- من الطريف أن أحد المواطنين البسطاء هو الذي رشحني لرئاسة الجمهورية وقال
لي: لن نستطيع انقاذ مصر إلا لو حكمتها امرأة !
وهذا المواطن قابلته في مارس
٧٠٠٢ وقت الاستفتاء علي التعديلات الدستورية في ذلك الوقت وكنت أقف أمام
اللجنة الانتخابية بشارع نوبار باشا أقوم بتوعية الناس بشأن التعديلات
وفوجئت برجل كبير في السن يقول لي هذه المقولة واعتبرتها دعابة ولم اعيرها
التفاتا وقتها.
·
وماذا كان مبرر الرجل لتولي
امرأة منصب الرئاسة؟
- من وجهة نظره أن المرأة هي الأم التي تستوعب كل الهموم وتحافظ علي
أبنائها ولو حكمت مصر سوف تصون حقوقها وتحافظ عليها وقد قرأت في بعض
الدراسات النفسية أن الأم هي الحب الوحيد غير المشروط.
·
وما رد فعل عائلتك عند علمهم
بخبر ترشحك للرئاسة؟
- حدث ترحيب.. وأمي طوال عمري وهي تحثني علي العمل الذي اقتنع به ودائما
تساندني أما ابنتي مريم فهي الآن مشغولة مع زملائها ولكني اعلم انها
ستساندني عندما تنتهي من فترة الامتحانات والدراسة واكثر ما يعجبني فيها
شخصيتها المستقلة وقناعتها دون الاستناد إلي شهرة أسرتها ووالدتها.
·
الرجل الشرقي دائما له قناعاته
ضد المرأة فكيف ستواجهين ذلك أثناء ترشحك؟
- كل مؤيديني من الرجال ومن الصعيد وسوف أبدأ حملتي الانتخابية من هناك
وهذا ما يتم الترويج له مع أن المجتمع المصري بريء من ذلك وأقول لهم اقرأوا
كتاب الإمام الغزالي »المرأة في الإسلام«
والذي يوضح أن المرأة لها شأن عظيم وتستطيع الحكم ويمكن أن
نستشهد بالحديث الشريف »خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء«
فلماذا تضع لنا العقلية الذكورية هذه المعوقات مع قبول ضرب المرأة والتجريح
فيها ولكني سأواجه كل ذلك بمعركة شريفة ولن استخدم مالا فاسدا وأنا شعاري
هو »عيش.. حرية.. كرامة.. انسانية«
·
ولماذا اتخذت هذا الشعار تحديدا؟
- العيش وهو توافر الحد الأدني من الرزق والحرية لانها تساوي كل شيء
والانسانية ان اكسب عيشي بطريقة كريمة والكرامة هي نظام الأمان للمواطن
المصري وستساعد في زيادة روح الانتماء للوطن والذي كنا نعتقد انه اختفي.
الأوقات في وقت الفيضان وفي وقت الحر وفي وقت الشتاء وسأظل أعمل هكذا لأنني
مؤمنة بدوري وبأهمية ما أقوم به.
·
هناك نقد موجه لك بانك رشحت نفسك
من أجل الشهرة وابهار العالم؟
- لن أرد علي ذلك..
ورشحت نفسي لإيماني بدوري وقد اعتدت ألا أضيع وقتي هباء وإنما
استغل كل دقيقة في العمل.
·
تواجهين صعوبات وعوائق كثيرة
كونك امرأة تترشح لرئاسة الجمهورية خاصة من أصحاب الفكر الديني من الإخوان
المسلمين والسلفيين؟
- أنا علاقتي بالاخوان والسلفيين جيدة وسأتحاور مع جميع فئات المجتمع وجميع
المفكرين ومختلف التيارات السياسية والاجتماعية وأنا اقول انه اذا تم
الاعتداء علي فإن هذا سيكون من فلول النظام السابق أصحاب الثورة المضادة
المدبرة والتي هدفها خلخلة وحدة المجتمع المصري مثلما حدث مع كنيسة
القديسين وأنا مؤمنة أن كل ما حدث من فتنة طائفية لا دخل للسلفيين
فيهاوانما هي عمليات مدبرة من النظام السابق ولابد أن نعترف أن هناك ثورة
مضادة تؤثر في بعض الشباب أما السلفي فهو شخص صالح وأنا ابن خالتي سلفي
وليس كل سلفي متطرف.
اما الصوفية في مصر فقد أهالوا عليها التراب والحركة الصوفية لدينا تم
تشويهها علي الرغم أن العدد الأكبر من المصريين منتمين إلي حركات صوفية ومن
وجهة نظري أن الصوفية هي الرادع الأول للفكر السلفي المتطرف.
·
وهل ستستخدمين الجانب الديني في
دعايتك؟
- لا لن أفعل ذلك..
لإيماني بعدم اقحام الدين في السياسة ولأنني واجهت موقفا عندما
دعيت لتكريم أسر الشهداء في إحدي كنائس كفر الزيات وخلال الندوة فوجئت بأحد
أعضاء الحزب الوطني يكرم معي الشهداء فقررت أن اترك الندوة وانسحب وحاول
البعض اقناعي للحرمة الدينية للمكان ومن وقتها قررت ألا اقحم الدين في
السياسة والأماكن الدينية هي أماكن للعبادة فقط وسأقتبس قول الشيخ الشعراوي:
يجب أن يكون السياسيين مؤمنين بمباديء الدين والكارثة عندما يعمل رجال
الدين بالسياسة.
·
في أثناء حديثك معنا قلت أن هناك
مشروع لعدم تزوير الانتخابات فماذا عنه؟
- نحن لدينا مجموعة من الشباب الواعي وقد تقابلت مع عمرو عجماوي أحد
العاملين بمركز دعم واتخاذ القرار في مجلس الوزراء وأطلعني علي برنامج شديد
الاحكام لمواجهة تزوير الانتخابات واجبار العالم علي مشاهدة انتخاباتنا
والاقتداء بها مثل ثورتنا وهذا المشروع تم عرضه علي د.عصام شرف رئيس
الوزراء ووافق عليه.
وسيكون بداخل كل لجنة كاميرا تراقب العملية الانتخابية وسيكون كل مواطن
رقيب علي صندوقه وستغلق الصناديق بأكواد ولا يستطيع القضاة فتحها إلا
بواسطة كروت ممغنطة وسيتم تمويله ذاتيا ولن تدفع مصر مليما واحدا.
·
يمول ذاتيا بمعني؟
- لا أعرف تحديدا ولكن ستكون هناك أشياء داخل المنظومة تمول المشروع.
·
برنامجك الانتخابي مليء
بالمفاجأت فحديثنا عنها؟
- سأعطي قيمة إلي كل ماهو »تحت الأرض«
بمعني كل من لم يأخذ حقه في ظل فساد النظام
السابق ومعي في الحملة برامج كثيرة منها الغناء وسيكون مطرب الحملة هو رامي
عصام ويشترك معه في الفريق أحمد حداد حفيد صلاح جاهين وحملتي هدفها توعية
سياسية وعمل دعم نفسي للجماهير بطرق بسيطة وسهلة والتخلص من المشاعر
السلبية لدينا وتحويلها الي ايجابية ومساندة الفرق الغنائية الممنوعة من
التليفزيون والتي ستكون نجوم المستقبل ورعاية المطربين الجدد الذين امتعونا
وعبروا بصدق عن ثروتنا.
·
هناك اقتراح بحل جميع الأحزاب
السابقة فمارأيك؟
- أنا ضد مبدأ حل الأحزاب وكلمة حل،
فثورتنا هدفها التغيير وليس الإلغاء ولا يمكن
انكار أن هناك
نقاط بيضاء ولو بسيطة للعصر الماضي ولابد ألا نهيل التراب علي
كل ما حدث في النظام السابق فهناك أشياء جيدة حدثت وإلا بذلك نكون فعلنا
كما فعل القدماء المصريين ويأتي كل ملك ليزيل معبد الملك الذي يسبقه وهذا
خطأ
..أنا مع المحاكمات المدنية لكل فاسد ولكن تحت راية القضاء وليست المحاكمات
العسكرية، وتكون التهم بالأدلة والمستندات.
·
وما رأيك في حل الحزب الوطني؟
- لا أريد حل الحزب الوطني..
لست معه ولست ضده وانما كل ما يهمني هو استرجاع المباني
الحكومية المهمة وأنا ضد التأميم في الجانب السياسي والاقتصادي ولكن مع
تنفيذ الاتفاقات الدولية وقرارات جامعة الدول العربية ومع حقوقية السلطة
المنتخبة ديمقراطيا.
·
ولماذا لا تنضم بثينة كامل لحزب
أو تنشيء حزبا جديدا؟
- كان هناك اقتراح لعمل حزب شايفنكم ولكن لم اقرر الآن.
·
نعود إلي بثينة كامل الاعلامية
وما موقفك من برنامج »أرجوك افهمني«
الذي يذاع علي قناة الأوربت؟
- البرنامج متوقف منذ فترة ولا أعرف موقفه حتي الآن ويتم اعادة الحلقات وكل
هذا بسبب صدور أوامر من السلطات السعودية بمنعي من التحدث عن التعديلات
الدستورية الأخيرة ولا أعرف لماذا.
·
طلبت العودة الي التليفزيون
المصري من جديد وقراءة النشرة فمتي سنراك علي الشاشة؟
- بالفعل طلبت عودتي لقطاع الاخبار وتقدمت بطلبي الي عبداللطيف المناوي
رئيس القطاع السابق وأصدر قرارابعودتي يوم الثامن من ابريل الماضي ولكن حتي
الآن لا اعرف موقفي وانتظر لأري ما سيحدث خاصة مع الفساد الذي واجهته أثناء
قراءتي للنشرة قبل اجازتي.
·
وما هي أوجه الفساد التي
واجهتيها؟
- فساد اداري بالاضافة لانني كنت اذهب لقراءة النشرة قبل موعدي بساعة
تقريبا للتحضير ومعرفة ما سأقرأه لكنني لم اكن استلم المادة الا قبل دخولي
الاستديو، ألا يعتبر هذا فسادا؟ خاصة أنه لا يحق لك الاعتراض علي شيء أو
المناقشة أو تنفيذ جملة.
·
وما هي مشاريعك الاعلامية
القادمة؟
- أريد تقديم برنامج يسمي »صوت الثورة«
وسأقدم برامج علي عدة قنوات جديدة وناشئة
مثل »قناة التحرير«
و»أنا مصري«
لأدعم كل ما هو صغير حتي يكبر.
·
وما هي أسس ودعائم برنامجك
الانتخابي؟
- اعتمد علي عدة نقاط رئيسية منها البرنامج الاقتصادي وهو توفير فرص عمل
للشباب وتفعيل دور القطاع العام مع مساندة القطاع الخاص وانشاء ما يشبه
»حضانة قومية« تستوعب جميع المشروعات سواء الصغيرة أو متناهية الصغر ويكون
دور الحكومة هو ارشاد أصحاب المشروعات إلي المجالات المختلفة التي
يمارسونها وتساهم في زيادة الدخل القومي ومساندة اقتصاد الوطن وثانيا:
التنسيق بين جميع القطاعات والصناعات حتي
لا يحدث تضاربا وتكون المنافسة عادلة،
هذا بجانب برامج أخري من توعية وتأهيل الناس إلي العمل والسير في الحياة
السياسية وبرنامجي هو مطالب ثورة ٥٢ يناير.
·
تحدثت كثيرا عن البرنامج
الاقتصادي فهل هو نقطة القوة داخل البرنامج؟
- هو البداية فقط وبرنامجي الانتخابي كله نقاط قوي والعقول معي وتساندني
بالأفكار والأساسيات وعند زيارتي لبيروت حدثوني كثيرا عن مصر وعن الدور
الحقيقي الذي ينتظرونه منها لأنها هي قلب الأمة العربية والدعامة الأساسية
للوطن العربي.
·
قلت أنك ستبدأين حملتك
الانتخابية من الصعيد فلماذا؟
- بالفعل سأبدأ من محافظة الاقصر وتحديدا قرية »الريس«
وهي القرية التي وقفت في وجه النظام السابق وطالبت بحريتها ومنعت هدم
منازلها لاستغلالها من قبل بعض المسئولين في بعض المشروعات وهم يعرفون معني
الحرية والدفاع عنها وبعدها سأذهب الي باقي المحافظات وهدفي ليس فقط
الدعاية الانتخابية لنفسي ولكن علي أن أقوم بتوعية الناس البسطاء ومساعدتهم
للدخول في الحياة السياسية وتوفير الحد الأدني من متطلباتهم الحياتية قدر
استطاعتي فأنا مثل الفلاح يزرع في جميع
أخبار النجوم المصرية في
21/04/2011
لحظات حرجة في المستشفي الطواري
متابعة: أمل صبحي
في طرقات مستشفي الطواريء، عشنا »لحظات حرجة«
مع أطباء يعملون -
مجازا -
بالفن،
وفنانين، صدقنا أنهم يعملون حقا بالطب،
في هذا الجو المشحون بالتوتر والقلق والترقب،
قضينا يوما كاملا مع أسرة مسلسل »لحظات حرجة«
في جزئه الثالث والذي يخرجه شريف عرفة وأحمد صالح معا.
كانت البداية من استراحة الممرضات بالطابق الأرضي عندما قابلنا مجموعة منهن
يتبادلن الحديث مع مسز عزيزة وفي حضور د.ماجدة وبين شد وجذب يخرج الجميع
لتبقي عزيزة مع الطبيبة التي اقتربنا منها وهي ترتدي البالطو الأبيض بينما
تتهادي بسماعتها الطبية علي رقبتها انها سوسن بدر التي تلعب دور د.ماجدة
وعن شخصيتها تقول:
الورق المكتوب هو الذي ربطني بالشخصية منذ الجزء الأول وحتي الآن ففكرة
العمل جديدة ربما تكون المرة الأولي التي تتعرض لها الدراما المصرية حيث
تدور الأحداث في مكان واحد داخل مستشفي الطواريء التخصصي وتسلط الأحداث
الضوء علي حياة الأطباء والمرضي وبخلاف الورق هناك كاست العمل وضخامة
الانتاج وحرفية المخرجين.
وعن تطورات الشخصية في الجزء الثالث تقول سوسن بدر:
في البداية تعاني د.ماجدة من حالة نفسية صعبة بسبب اعاقة يدها ولكنهاتتجاوز
المحنة بعد ذلك وتستعيد ثقتها بنفسها وتمارس عملها بشكل طبيعي .تبتسم
قليلا وهي تتذكر مواقفها الصعبة أثناء التصوير فتقول:
لا أنسي المشهد الذي كنا نصوره داخل غرفة العمليات بالمستشفي لاجراء جراحة قلب مفتوح ورغم أننا ندرك
تماما أن كل المعدات بلاستيكية إلا أننا كنا نعبث بها ونحن في حالة استكشاف
حقيقي لطبيعتها خاصة أنها أشياء يراها معظمنا للمرة الأولي وبالمناسبة أشهد
لخبراء التأثيرات الطبية بالمعامل علي
احترافهم وكفاءتهم التي نجحوا أن ينقلوها للمصريين الذين أصبحوا مشاركين
أساسيين في الجزء الثالث وبينما كنت أنصت باهتمام لحديث د.ماجدة دخلت علينا
مسز عزيزة وكنا لانزال باستراحة الممرضات فسألتها عن طبيعة شخصيتها وأجابت
صفاء الطوخي:
مسز عزيزة شخصية تحمل ملامح انسانية جدا وتتمتع بقدر كاف من الشهامة
والحسم، وفي حياتها الشخصية أحداث كثيرة متنوعة فيتعرض الجزء الثالث
لحياتها الأسرية وعلاقتها بزوجها وأولادها مع التركيز الدرامي علي الجانب
الانساني من ناحية وحياتها المهنية في المستشفي من ناحية أخري باعتبارهما
وجهان لعملة واحدة.
تركت استراحة الممرضات مودعة د.ماجدة ومسز عزيزة وتجولت بطرقات المستشفي
فالتقيت بالمؤلف أحمد الناصر الذي سألته عن فكرة العمل فقال:
جاءتني الشرارة الأولي لفكرة عمل يتحدث عن شيء جديد وغير مستهلك من خلال
»فورمات المستشفي«
بحيث تتشابه مع المسلسلات الأمريكية.
فالفكرة هنا أن يشهد مكان واحد أكثر من
٥٩٪ من الأحداث التي ناقشت من خلالها مشاكلنا كعرب
وعن صعوبات التنفيذ قال الناصر:
لأول وهلة تبدو العملية بسيطة ولكن بعد
الكتابة اكتشفت أن المسألة في غاية الصعوبة حيث التركيز علي مكان واحد تدور به
معظم الدراما بالاضافة الي تسلسل المشاهد وتسليط الضوء علي شخص ما مع
التعرض في نفس الوقت لخلفية شخصية أخري في نفس المستشفي
فكان لابد أن أضع في اعتباري جغرافية المكان وانه في النهاية ستوديو صغير ثم أوظف طريقة حركة
الفنانين.
وحول مدي قلقه من عدم تفهم المشاهد المصري للأسلوب الجديد بالدراما في
العمل قال المؤلف حاولت التغلب علي هذا في الجزء الأول بالاستعانة بالعديد
من ضيوف الشرف من الصف الأول مع سرعة ايقاع الحوار والحركة بتغيير الأماكن
الداخلية بعيدا عن الشكل التقليدي ورغم قلة المشاهد الخارجية حاولنا جذب
المشاهد وكسر حاجز الملل ليكون في حالة تشويق مستمرة.
وعن اسم العمل يضيف أحمد الناصر:
المقصود ب(اللحظات الحرجة)
هي تلك اللحظات التي يدخل فيها المريض الي غرفة الطواريء ويصبح في منطقة حرجة خلال ثوان ما
بين الحياة أو الموت.
وماذا عن مفاجآت الجزء الثالث، سؤال أجاب عنه مؤلف العمل قائلا في الجزء الأول حاولنا أن تكون هناك
بطاقة تعارف ما بين المشاهد وهؤلاء الأطباء وفي الجزء
الثاني استعرضنا أدق التفاصيل عن هؤلاء الأطباء بينما في الجزء الثالث نغوص
بداخلهم وفي جوانبهم الانسانية نتعرف بوضوح علي من هو حقيقي ومن هو زائف
ومن هنا نستنبط رسائل لها علاقة بالقيم التي أصبحنا
نفتقدها الآن مثل الوفاء والاخلاص وغيرها..
ومن المحتمل اضافة أجزاء أخري قادمة وأكد الناصر
أن فكرة الكتابة لأكثر من فنان في عمل واحد فكرة شاقة لأنها تحتاج الي
التدقيق في رسم ملامح الشخصيات الدرامية طوال ٠٤
حلقة بحيث تعدل بين جميع الفنانين وهو أمر
صعب وشاق للغاية.
وعن فكرة الدعاية غير النمطية التي لفتت انتباه الجميع أكد الناصر أن
الفكرة جيدة لاعتمادها علي التسويق في بلدان أخري كثيرة فقمنا بعملية
الدبلجة وترجمة العمل لعدة لغات كالصينية والأوروبية لتسويقه بباكستان مع
الانجليزية والفرنسية للتسويق في بلاد غرب افريقيا والفكرة هنا هي صناعة
عمل درامي متكامل.
التقيت بالدكتور رامي هادئا ويبدو عليه الاستعداد لاجراء عملية جراحية،
فقال لي الفنان عمرو واكد:
الجزء الثالث من لحظات حرجة وثق علاقتي بمستشفي الطواريء التخصصي وجعلني
أشعر وكأنني طبيب فعلا وأعتبر مشاركتي بهذا العمل تجربة مهمة لأنني كفنان
تستهويني الأعمال الجديدة والغريبة ورغم أن عدد مشاهدي في الجزء الثالث أقل
بكثير مقارنة بالأجزاء السابقة ولكن الدور بشكل عام مؤثر ومليء بالتطورات
سواء في الجانب الانساني للشخصية أو حتي المهني وكل شخصية درامية أخذت حقها
في الأحداث.
ويؤكد واكد سعادته بردود الأفعال التي وصلت له حتي الآن بعد عرض الجزء
الثاني من المسلسل علي قناة دبي وهو ما يؤكد نجاح العمل ولا أنسي أن أشيد
هنا بدور المخرج شريف عرفة برؤيته الاخراجية في أول
٥
حلقات بعمل تكنيك سينمائي مبدع.
وكذلك أحمد صالح الذي تشعر معه وكل أسرة العمل بنوع من الألفة والحب الذي
أراه ينعكس علي العمل بشكل ايجابي.
أخذني د.خالد وهو يجري في طرقات المستشفي من حواري مع واكد فأسرعت خلفه
للاطمئنان علي أحد المرضي وهو يتابعه وبعد
أن اطمئن عليه قال لي محمود عبدالمغني:
د.خالد طبيب يغلب عليه الجانب الانساني حيث يراعي الحالة الفنية للمريض وهو
ما يساهم بشكل كبير في شفائه كما نجده يتمتع بصفات ابن البلد حيث يشعر
بمرضاه ويسعي لمساعدتهم بأي طريقة وفي نفس الوقت هو رجل رومانسي علي علاقة
عاطفية مع طبيبه زميلته بالمستشفي.
ابتسم عبدالمغني وهو يحكي لي موقفا طريفا تعرض له عندما قابلته سيدة عجوز
وسألته: هي ايه يا اخويا المستشفي دي اللي بتهتموا فيها بالعيانين أوي كده!
فضحكت وحاولت أن أقنعها بحقيقة الموقف.
وأشار عبدالمغني الي أن الشكل الدعائي للعمل أضاف له الكثير وساهم في جذب
المشاهد والحدوتة
تحمل في روحها مصرية مشبعة بتكنيك أمريكي والحمد لله علي ردود الأفعال
الايجابية حول العمل وتكفيني الرسائل التي
تصلني من الأمريكان أنفسهم وتشيد بالعمل.
واستكمالا لجولتي د اخل أروقة مستشفي الطواريء التقيت بالدكتورة نجوي التي
حدثتني عن دور »درة« في الجزء الثالث فقالت:
هذه هي المرة الأولي لي في الدراما المصرية التي أقدم فيها شخصية الطبيبة
حيث ظهرت في آخر حلقات الجزء الثاني تمهيدا لتقديمي بشكل أفضل في الجزء
الثالث والدكتورة نجوي هنا تتصرف بكل تلقائية مع الجميع وتحب الناس وتتمتع
بشخصية قوية في معظم المواقف وهي تسعي لتقديم النصيحة لكل من يطلبها وفي
النهاية يتعرف الآخرون علي شخصيتها بوضوح وعن أصعب المواقف التي تعرضت لها
أثناء التصوير تقول: في أحد المشاهد وأنا بغرفة العمليات لاجراء جراحة لطفل
صغيرا فشلت في انقاذه من الموت. هذا المشهد يؤثر في شخصية الدكتورة نجوي
التي تتعاطف بشكل مبالغ فيه مع الأطفال.
انتقلت بعد ذلك من بلاتوه المستشفي الي بلاتوه آخر لشقة د.تامر حيث وجدنا
نضال الشافعي يجلس مع خادمته التي يبدو عليها الاعياء الشديد بينما أطفاله
في الركن يبكون، حالة الخادمة تلفت نظر نضال فيقترب منها ويكتشف أنها مدمنة
للمخدرات وفي هذه اللحظة نقترب منه لنسأله عن دوره فيقول:
د.تامر شخصية انسانية مليئة بالمتناقضات ومشاعره تزداد في هذا الجزء مع
اضفاء ملامح من الكوميديا علي الشخصية بشكل أكبر.
وعن الصعوبات التي صادفته تحديدا في العمل يقول:
بخفة ظله المعهودة اعتبر نفسي حصلت علي
بكالوريوس الطب في هذا الجزء بعد ما تغلبت علي الصعوبات التي صادفتني في
الأجزاء الأولي والتي تمثلت في المصطلحات الطبية وأسماء المعدات بغرفة
العمليات وأسماء الأدوية.
والصعوبة الأخري هي التعرض لحياة الأطباء الحقيقية حيث تأكدت
من صعوبة مهنتهم الشاقة جدا.
فحياة الأطباء بالفعل شديدة الصعوبة لدرجة أن الطبيب قد يضحي بمهنته من أجل
مساعدة مريض ويستشهد نضال بموقف لن ينساه خلال التصوير حدثنا عنه قائلا:
برغم من أنني أعي تماما أنني أمثل في النهاية إلا أنني أثناء اجراء جراحة
لمريض يعاني من كسر في الجمجمة ورغم خدعة الديكورات إلا أنني شعرت
بالاشمئزاز وأنا أدخل يدي في الجمجمة أثناء التصوير ورغم حرفية الماكيير
إلا أنني تعبت نفسيا من المشهد بعد انتهائه. وعن كيفية ترتيب العمل مع
اثنين من المخرجين قال الشافعي: شريف عرفة أستاذي وأضع نفسي تحت تصرفه بكل
اطمئنان لأنه محترف وهو ما يجعلني أذهب للبلاتوه في الصباح وأنا في سعادة
حقيقية لما سأتعلمه.
أما أحمد صالح فتجمعني به علاقة صداقة قوية منذ الجزء الأول وهو قائد يتمتع
بروح خفيفة أثناء التصوير ويعشق عمله ويسعي لظهور الفنان بأفضل صورة.
وعن أصعب اللحظات في حياة د.تامر يقول نضال كانت لحظة حاسمة رجع فيها كطفل
ينفجر في كل شيء وبعد أن يفقد زوجته لا تبدو عليه آثار الحزن حيث يقوم
بدفنها ثم يعود لممارسة عمله ضاحكا بلا مبالاة وفي أحد الأيام أثناء اجراء
جراحة لأحد المرضي بالمستشفي يتعرض للحظة حاسمة عندما يتذكر زوجته وهو في
حالة تركيز مع المريض بينما يستحضر روحها أمامه.
المثير في المشهد السابق الذي جمع بين نضال وخادمته أن المخرج شريف عرفة
أعاده أكثر من ٠١ مرات حتي يتم ضبط الاضاءة بالشكل المتناسب مع رؤيته
الاخراجية وهو ما أرهق نضال الشافعي حتي انه رفض تناول وجبته أثناء البريك
وفضل أن يستريح قليلا قبل العودة للتصوير.
وفي طريق عودتي للبلاتوه الخاص بالمخرج أحمد صالح استوقفت أمير كرارة
لأسأله عن حالة الغيبوبة التي يعاني منها في الجزء الثالث فقال:
أعاني من الغيبوبة في الحلقات الستة الأولي
في الجزء الثالث ثم أعود تدريجيا للحياة والعمل مرة أخري كطبيب بالمستشفي
وتطرأ علي الشخصية بعض التطورات خاصة في علاقته بزميلته الزوجة السابقة
للدكتور معتز (هشام سليم).
وعن أصعب مشاهده قال د.عمرو (أمير كرارة):
مشهد الانفجار الذي تم (ون شوت) وصور ب٦ كاميرات وظللنا نجهز للمشهد
٢٧
ساعة لتصوير حادث الانفجار وكدت أفقد وعي مما حدث
فلم أكن أرتدي شيئا واقيا تحت البدلة حتي أنني خرجت من المشهد بالشورت فقط
وشعري محروق.
وقبل أن تذهب لاجراء عملية جراحية لأحد المرضي استوقفت حنان مطاوع الشهيرة
ب د.هدي أمام غرفة العمليات فقالت:
دائما ستجدونني في حالة طواريء استقبل الحالات الحرجة مثل
عمليات القلب المفتوح أو نزيف المخ ولذلك هناك طبيب حقيقي يرافقنا دائما
أثناء التصوير وعن شخصية د.هدي تقول مطاوع:
هي شخصية طيبة وحنونة ومتفوقة مهنيا ولكنها صعبة المراس وقيادية لديها بعض
المشاكل مع الجنس الآخر ولا تتمتع بالثقة في نفسها وعن تعاملها مع
اثنين من المخرجين قالت: هذا هو أول تعاون لي مع شريف عرفة وأتمني أن يتكرر
لأنه مخرج رائع يركز في عمله بشكل منظم للغاية.
أما أحمد صالح فهذا هو الموسم الثاني معه وهو يتمتع بروح المرح
ويوجه الفنان بهدوء شديد.
وفور انتهاء المشهد الخاص الذي جمع بين أمير كرارة وانجي المقدم حاولت
الحديث مع المخرج أحمد صالح الذي قال:
أقوم بإخراج
٥٢
حلقة ويقوم المخرج شريف عرفة بإخراج أول
٥ حلقات من العمل واعتبر أن تجمع أكثر من فنان في وقت واحد كان أكبر صعوبة
واجهتني فلست ممن يطبقون السيناريو كما أنزل ولكن هناك رؤيتي الخاصة كمخرج
وهي رؤية تختلف عن رؤية السيناريست بالتأكيد.
وعن العمل يقول صالح من خلال الايقاع السريع للأحداث استعرض مشاكل الأطباء
وهم يسيرون باستعجال في أجواء المستشفي وقد حاولت برؤيتي كمخرج أن أتعرض
للجوانب الانسانية والاجتماعية باستخدام الحركة والدراما ومن خلال أحاسيس
صادقة لأشخاص نتعاطف معهم.
وعن الخيط الرفيع الذي حاول كمخرج أن يجمع به شخصياته
الدرامية في الأحداث يقول كان المكان الأساسي هو »المستشفي«
الذي يضم كل الشخصيات بنماذجها المختلفة والمتنوعة كما نجد أن المستشفي هو
التفاعل المباشر الذي يحدث بينهم فيولد أحيانا مشاكل وحكايات لأنها تركيبة
غنية بوجود فنانين كثيرين من خلال
٠٢
بطل بشخصيات مختلفة وثرية.
وعن كيفية خلق لغة حوار مع شريف عرفة قال صالح:
في كل دول العالم،
هناك تعاون بين المخرجين في العمل الواحد وبالتأكيد لكل منا رؤيته المختلفة
في توجيه الفنان أو تقديمه بشكل معين ولكن بشرط ألا يشعر المشاهد في
النهاية أن هناك تنافرا في الاخراج فالكل يسير في خط واحد.
قد تكون الروح مختلفة ولكن الاطار العام
للعمل واحد.
وأود هنا أن أشيد بالانتاج الذي قام بتوفير كل الاحتياجات اللازمة للتصوير.
كان لابد من البحث عن مهندس الديكور الذي خلق جوا واقعيا ومماثلا للمستشفي
بكل ما فيه وهناك في طرقاته وأمام احدي غرف العمليات التقينا بتامر اسماعيل الذي بدي عليه الارهاق الشديد
وهو يقول:
الاستعداد للديكور استغرق
٣ شهور و نصف حتي انتهينا من بناء المستشفي بديكوراته الداخلية ولكن أكثر
الصعوبات التي واجهتنا كانت أسعار المعدات الطبية الباهظة والتي تخطت
الثلاثة ملايين فحاولت قدر المستطاع تقليد الأجهزة مرتفعة السعر مثل جهاز
الأشعة المقطعية وكذلك المصعد الخاص بالمستشفي وسيراميك الحوائط الذي كان
لابد أن يبدو للمشاهد حقيقيا.
أخبار النجوم المصرية في
21/04/2011
دراما مرئية
مسلسلات وسهرات.. مستقلة
بقمل: د.حسن عطية
نعرف جميعا أن الإنتاج الدرامي المسرحي والسينمائي يختلف عن الإنتاج
الدرامي التليفزيوني ، فالأول يمكن إنتاجه بجهد مبدعيه فقط ، وعرضه في أي مكان
، كما حدث خلال عقود طويلة من الزمان
، فشاهدنا مسرح المقهي في العتبة وميدان التحرير
، ومسرح الجراج والجرن والمعبد والأماكن المفتوحة في قري ونجوع الوطن ، بل
يمكن أن يتم عرض هذا المسرح بحجرة بمنزل وجمهوره معروف ، فيتحقق التناغم
بين بناء العرض المسرحي ومعمار المكان ونوعية الجمهور المشاهد ، وهو ما
يختلف إنتاجيا وجماليا مع ما يتم إنتاجه في المسارح التقليدية وفرقها
المختلفة ، ويشكلا اتجاها مغايرا يتأرجح بين أن يكون بديلا للمسرح التقليدي
وأن يكون موازيا له ، وعرف باسم (المسرح المستقل)
، وتشكلت له جماعة باسم
(المسرحيون المستقلون)
عقدوا مؤتمراتهم بالمؤسسات الثقافية الرسمية
، وقدموا عروضهم المتباينة شكلا ومضمونا في مسرح (روابط)
بوسط البلد ، وطالبوا بحقهم في عضوية النقابة ، بل وفي تخصيص مسرح لهم من مسارح وزارة الثقافة
0
والحال كذلك في حقل الإنتاج السينمائي
، وأن كان بقليل من التعقيد وبعض الاختلاف وبنفقات
أعلي نوعا ما ، خاصة مع التقدم المذهل في آلات التصوير وقدرات الكومبيوتر علي
إنجاز عمليات المكساج والمونتاج ، فضلا عن ظهور الموبايل وحساسية كاميراته في
التصوير ، مما دفع لظهور أفلام قليلة التكاليف
، وعرضها بسهولة دون احتياج لأجهزة عرض ضخمة ، وتعددت المهرجانات المهتمة بأفلام الموبايل
وأفلام الدقيقة الواحدة ، واقتحمت أفلام الديجيتال مجال المهرجانات الكبري
، وهو ما يستلزم بدوره تغييرا في بنية الفيلم السينمائي ، تجعله مختلفا عن
بنية الفيلم المعتاد إنتاجه ورؤيته في دور السينما التقليدية 0
منافسة قوية
صحيح أن مفهوم السينما المستقلة قد صار ملتبسا ، وتعددت
التفسيرات له ، وقد ظهر ذلك جليا في حلقة يوم الجمعة الماضي من برنامج
(ستديو مصر) بقناة النيل للسينما ، تقديم المتميزة "ماجدة
القاضي" ، والتي ضمت خمس من المخرجين والنقاد والمنتجين ، بالإضافة إلي المستدعين للمشاركة عبر التليفون
من خارج الاستديو ، وقد تباينت الآراء حول هذه السينما
(المستقلة) فمن رآها سينما جادة ومحترمة تخالف السينما التجارية والسوقية ،
لدرجة اعتبار أفلام مثل (زوجتي والكلب)
الذي أخرجه
"سعيد مرزوق" من أربعين عاما فيلما مستقلا عن التيار السائد للسينما زمنذاك
، ومن رآها سينما عميقة الفكر رفيعة المستوي لا تخاطب الجمهور البسيط ولا
تهتم بوجود الرقابة ولا تجد حضورا لها إلا في المهرجانات والأسابيع
والفعاليات السينمائية ، ومن رآها سينما تجارية منتجة بعيدا عن الكيانات
الكبري ، ومشكلتها فقط في العثور علي دور عرض جماهيرية ، تتيح لها فرصة اللقاء مع الجمهور العريض
للسينما
، مثل أفلام (بصرة) لأحمد رشوان ، و(ميكروفون) لأحمد عبد الله و(الحاوي)
لإبراهيم البطوط
، وكلها أفلام تصور في البداية بكاميرات الديجيتال قليلة التكاليف ، ثم
تنقل إلي 35 ملي لكي تعرض جماهيريا 0
وبعيدا عن هذا الالتباس ، فإن هذه السينما التي تحمل عنوان (المستقلة)
، مثلما الحال مع المسرح المسمي (مستقل)
، تعتمد في الأساس علي أبنية درامية غير تقليدية
، وموضوعات جريئة ، وفنانين وفنيين محترفين
، بمعني امتلاكهم لأدواتهم التقنية التي تتيح لهم إبداع أعمال جيدة فكريا
وجماليا ، أي أنها لا تعتمد علي الهواة أصحاب الخبرات القليلة والقدرات
المحصورة في حيز الهواية الضيق ، بل هم من دارسي الفنون السينمائية
المختلفة ، ويقتحمون الحياة الفنية بأفلام تنافس الأفلام
التقليدية ، دون نجومها وآليات تسويقها التجارية
0
شروط الاستقلال
وهذا ما نأمل أن يؤثر علي الدراما التليفزيونية ، التي تواجه
حاليا أزمة إنتاجية بسبب تغير ما أسميناه بمزاج التلقي وأفق توقعات المتلقي
المنتظر لأعمال درامية مختلفة عما شاهده قبل الثورة
، وكذلك تغير موقف شركات الإعلانات من الأعمال القائمة ، والمشكوك في
توزيعها ، وتخوف قنوات البث العربية من مضامين الأعمال المعدة حاليا
، إلي جانب معاناة شركات الإنتاج الرسمية والخاصة ماليا ، وعدم موافقة
النجوم علي مسايرة الأزمة الحالية ، وتخفيض أجورهم الفلكية
، وهو ما يتطلب نمط إنتاج مختلف
، نادينا بأن يكون معتمدا علي بنية السباعيات
ومسلسلات الخمس عشرة حلقة ، بشرط ألا يتوقف الأمر فقط عند حد تقليل نفقات
الإنتاج ، واستخدام فنانين وفنيين متوسطي القيمة
، فالفن لا يعرف المتواضعين في الموهبة والحرفة
، والفقراء في الفكر والإبداع ، بل هو في حاجة ماسة لأصحاب المواهب الحقيقية
، وعلي شركات وقطاعات الإنتاج أن تبحث عنهم ، فليس كل من يقف علي الباب موهوبا
، وليس كل من يقبل بأي مقابل مادي يستحق التقدير 0
من السهل علي المنتج أن يتعامل مع "يسري الجندي"
و"محفوظ عبد الرحمن" و"محمد الغيطي"
و"مجدي صابر"
و"إسماعيل عبد الحافظ"
و"مجدي أبو عميرة"
و"أحمد صقر"
و"هاني إسماعيل"
وغيرهم ، وأن يتعاقد مع أي منهم دون أن ينتهي الكاتب من كتابة عمله ، ودون
أن يري المنتج ما أنجزه المخرج ، فتاريخهم يمنحهم حق الاستحقاق لظهور أعمالهم
علي الشاشة ، حتي ولو أختلت أعمال لهم سابقا
، بينما المغامرة تبدأ مع الكتاب والمخرجين الجدد ، حيث يختلط الحابل
بالنابل ، ويتطلب الأمر فحص دقيق لما يقدم
، وقدرة هائلة علي الاختيار ، الذي يجعل من النص سيدا
، والمخرج مايسترو لإبداع يثير وعي الجماهير ، ويجذب المتلقي
، ويحقق رجع صدي عميق التأثير
0
أنماط مستهلكة
نحن فعلا في حاجة ماسة لدراما تليفزيونية مستقلة ، تعتمد
الجدية والمستوي الفكري والجمالي الراقي
، والديجيتال موجود أصلا لهذه الدراما
التليفزيونية
، والأمل في تكوين شركات إنتاج صغيرة ، تستطيع أن تنتج سهرات درامية وسباعيات ذات
مضامين مختلفة ، تساير الأوضاع الجديدة وتعبر عنها
، وأن تعرف في نفس الوقت أنها تنتج هذه الأعمال لجمهور ضخم ، يستوعب كل
الصياغات ، ويهفو نحو المغاير من الإبداع
، جمهور لا يعرف المهرجانات
، لكنه يستوعب المتميز الذي يعرض فيها لحظة بثه
علي قنواته المختلفة
، جمهور ليس بجاهل
، لكن ذوقه تربي علي أنماط معينة كرست تصور المنتجين أنه "يريدها" بينما
الجمهور "يريد إسقاطها"
، و"يريد أعمالا ترتفع بذائقته وتعمق وعيه بالمجتمع" 0
إنتاج سهرات وسباعيات مستقلة ومغايرة للنظام السائد ، يتطلب تكوينات شبابية جديدة
، ويتطلب أيضا دعم اتحاد الإذاعة والتليفزيون ، مثلما تدعم وزارة الثقافة أفلاما جادة
، وذلك ليس فقط عن طريق عمل مسابقات سنوية في كتابة السيناريو يتم اختيار
دعم الفائزين فيها بمبالغ مالية معينة لإنتاجها ، حتي لا نجد لجنة توقف الدعم لعدم عثورها علي
السيناريو الذي يستحق
، مثلما حدث في لجنة وزارة الثقافة الأخيرة لدعم
السينما الجادة ، بل وفي الأساس عن طريق شراء المتميز من هذه الأعمال وبثها علي
قنوات الاتحاد المتعددة
، والتي ستعاني حتما خلال شهر رمضان وما بعده من
ندرة الأعمال الجديدة المتوفرة أمامها
، وإنتاج سهرات درامية لا تزيد تكلفتها عن ربع مليون جنية ، وسباعيات لا
يتجاوز سقف إنتاجها الثلاثة ملايين ، وهو ما يحقق للقنوات المصرية مساحات بث لإنتاج
جديد ، ويمنح الفرصة في نفس الوقت لأجيال شابة أن تكتشف نفسها وقدراتها
علي دفع عجلة الإنتاج بأعمال متميزة تحقق للثورة الشابة وجودها الحقيقي علي
شاشات القنوات المصرية
، وليس فقط عبر برامج التوك شو الداعمة
للتيارات العجوز المحافظة اليوم 0
أخبار النجوم المصرية في
21/04/2011 |