رغم أن اسمها جاء ضمن ما يعرف بـ”القائمة السوداء” للفنانين الذين كانوا ضد
الثورة أو لم يشاركوا فيها أو دافعوا عن النظام المصري السابق، لكنها ترفض
تلك القائمة وترفض فكرة التخوين وتقسيم الوسط الفني . . إنها الفنانة يسرا
التي تكشف موقفها من الثورة وتعترف بأنها لا تعرف حتى الآن مصير مسلسلها
“شربات لوز” في ظل الغموض الذي يحيط بالخريطة الدرامية في رمضان المقبل،
كما تتكلم عن أجور النجوم الفلكية وحقيقة مراجعتها الفترة المقبلة وغيرها
من الاعترافات في حوارنا معها .
·
ما تعليقك على وضع اسمك في
القائمة السوداء للفنانين؟
- أرفض تماماً فكرة “القوائم السوداء” والتشكيك في وطنية بعضنا
والتخوين وتقسيم الوسط الفني، وعن نفسي أنا سعيدة بالثورة وإنجازاتها التي
أرى أهمها إسقاط الفساد، فالثورة جعلتنا نكتشف كماً رهيباً من الفساد الذي
كنا نعيش فيه، ولذلك أنا سعيدة وفخورة بالثورة وشبابها .
·
لكن هناك من اتهموك بتأييد
النظام السابق فما ردك؟
- لم أكن من مؤيدي النظام، فأنا في النهاية فنانة كنت ملتزمة أمام
جمهوري بما أقدمه من أدوار ولم أكن منتمية إلى أي حزب سياسي، كما أنني قدمت
أدوارا عديدة حاربت فيها الفساد بصوره المختلفة .
·
هل صحيح أن مسلسلك “شربات لوز”
مهدد بالتوقف؟
- حتى الآن لا أعرف مصير العمل وموقف شركة الإنتاج منه، لكنني أتمنى
خروجه للنور لأنه من الأعمال التي سأغيّر بها جلدي الفني تماماً .
·
ما الذي تقصدينه بتغيير جلدك
الفني؟
- المؤلف تامر حبيب كتب السيناريو بشكل رائع ووجدت في ما كتبه فكرة
مختلفة تماما عن كل ما قدمته من قبل، وهو ما جعلني شديدة التمسك بهذا العمل
الذي اخترته من بين عشرة سيناريوهات عرضت عليّ مؤخراً .
·
تتعاونين في هذا المسلسل مع
المخرج خالد مرعي وهو أول عمل تلفزيوني ألا تخشين ذلك؟
- سبق أن تعاونا عندما قام بمونتاج مسلسلي “خاص جداً” وهو مخرج لديه
حس فني عالٍ، كما أن له وجوده السينمائي المميز .
·
ما دورك في المسلسل؟
- أجسد شخصية “شربات” امرأة مطلقة تعمل في الحياكة في مشغل كبير يملكه
أهم مصمم أزياء مصري، ورغم أنها تزوجت مرتين فإن هذا الزواج لم يثمر عن
إنجاب أبناء، فتتعامل مع أبناء مصمم الأزياء كأنهم أبناؤها تعويضاً عن
أمومتها، والشخصية تعري مشاعر دائماً ما نسعى إلى إخفائها بالإضافة إلى أن
دمها خفيف وذكية وتأخذ حقها بذراعها .
·
هل تتخلين بهذا الدور عن الشخصية
المثالية التي قدمتِها في أكثر من عمل مؤخراً؟
- هذا صحيح وكما قلت أنا أغيّر جلدي الفني تماماً من خلال هذا العمل،
فأنا أبتعد فيه عن الأدوار المثالية رغم أنني لست ضد المثالية لأن كثرة
تقديم الشخصيات الشريرة ليست أمراً جيداً، لكنني قررت أن أستفيد من النقد
البناء خاصة أنني اتهمت خلال الفترة الماضية بأنني أهتم بالشخصيات
المثالية فقررت هذه المرة أن أغير جلدي وأقدم شخصية مختلفة تماماً، وهو ما
أسعى إليه في الفترة المقبلة .
·
تعاونك مع المنتج يحيى شنب في
هذا المسلسل جعل البعض يتهمك بالتخلي عن المنتج جمال العدل الذي تعاونت مه
لسنوات طويلة ما ردك؟
- للأسف هناك من وصف تعاوني مع شركة إنتاج جديدة بأنها خيانة للعدل
جروب، وأنا مندهشة جداً ممن يحاولون إفساد علاقتي بأصدقائي خاصة أن هذه
ليست المرة الأولى التي أتعاون فيها مع شركة أخرى غير العدل جروب، فقد
تعاونت من قبل مع شريف عرفة في مسلسل “لحظات حرجة” ثم عدت مرة أخرى للتعاون
مع “العدل جروب” وهذا هو الطبيعي . والمتابع لأعمالي يدرك أنني دائماً ما
أعمل مع منتج عدة أعمال متتالية ثم أنتقل للعمل مع منتج آخر ثم أعود إلى
المنتج نفسه من جديد، أي أن انتقالي من شركة إلى أخرى لا يفسد علاقتي أحد،
فأنا يحكمني في هذا التنقل بين شركة انتاج وأخرى توفر السيناريو الجيد
ولذلك من الوارد جداً أن أعود للعمل مع العدل جروب في أي وقت .
·
وماذا كان موقف جمال العدل؟
- تربطني علاقة صداقة قوية بجمال العدل وهو شخصياً بارك لي على
اختياري مسلسل “شربات لوز” وكان ذلك أثناء تصويري أوبريت “مصر مفتاح
الحياة” الذي شاركت فيه مع مجموعة كيرة من الفنانين للرد على أعمال الإرهاب
ضد كنيسة القديسين في الإسكندرية، وعندما التقينا وأخبرته عن المسلسل
الجديد هو من قال لي إن البعض من أصحاب النفوس السيئة سيحاولون استغلال
الموقف للوقيعة بيننا، ومن الممكن أن يقولوا لي كلاماً غير صحيح على لسانه
أو العكس وأنه علينا ألا نلتفت لأية شائعات وأن تظل علاقة الصداقة قائمة
بيننا .
·
ما حقيقة خلافكما على أجرك، وأن
هذا هو السبب الذي جعلك تتجهين إلى شركة إنتاج أخرى؟
- لم أختلف مع أي منتج طوال مشواري الفني، وما تردد مجرد شائعات وجمال
العدل موجود واسألوه فلم يحدث خلال عملنا الكثير معاً أن تحدثت معه في
الأجر فهو كان يقدرني بشكل جيد .
·
اتجاهك للعمل مع منتج آخر هل
يعني أن ما تردد عن وجود عقد احتكار بينك وبين جمال العدل لم يكن صحيحاً؟
- بالفعل لم يكن هناك أي عقد احتكار وربما ظن البعض ذلك بسبب الفترة
الطوية التي عملنا فيها معاً .
·
بعد الثورة هناك مطالبات بمراجعة
أجور الفنانين الفلكية ما رأيك؟
- أنا شخصياً لا أحصل إلا على الأجر الذي أستحقه بعد سنوات طويلة من
العمل والنجاح، لكن بالتأكيد علينا كفنانين الآن أن نراعي الظروف الإنتاجية
الصعبة، وأن نقف بجوار المنتجين المحترمين لأن قضية الفنان الحقيقي هي ما
يقدمه من فن وليس ما يجنيه من أموال .
·
ما خطوتك المقبلة لو تم تأجيل
مسلسلك “شربات لوز”؟
- لم أحدد خطوتي المقبلة فما أزال في انتظار بدء التصوير في أي وقت
خاصة أننا حضرنا لهذا العمل فترة طويلة، لكن إذا قرر المنتج التاجيل فمؤكد
أنني سأفكر وقتها في العروض الأخرى الموجودة أمامي .
الخليج الإماراتية في
02/04/2011
الثورات غيّرت خريطة الدراما شكلاً ومضموناً
القاهرة - هيثم عسران
الدراما بعد الثورة تختلف كلياً عن الدراما قبل الثورة، وما كان مقبولاً
سابقاً بات مرذولاً اليوم، ذلك أن الوضع المستجدّ على الساحة
العربية أفرز شروطاً
جديدة على الفضائيات في مقدّمها تجنّب الابتذال والسطحية والعمل على إرضاء
عقل
المشاهد الذي أحدثت فيه الثورة صدمة إيجابية... ويجمع النقاد على ضرورة أن
تلحظ
الفضائيات التغيرات على الأرض للحفاظ على مشاهديها.
يؤكد المنتج صفوت غطاس أن الدراما ستبقى مستقلة وبعيدة عن التحوّلات
الحاصلة في
الفضائيات، وأي تأثيرات عليها هي موقتة بسبب الظروف السياسية
الراهنة.
لا ينكر غطاس أن لكل فضائية سياستها ورؤيتها الخاصة التي تلقي بظلالها على
الدراما التي تنتجها أو تلك التي تشتريها، فما يناسب قناة
معينة لا يمكن عرضه على
قناة أخرى...
يرى غطاس أن توقّف تمويل الفضائيات للأعمال الدرامية أمر عارض وسيعود إلى
مساره
الطبيعي خلال أسابيع مع استقرار الأوضاع السياسية في البلاد.
ملامح ثوريّة
يشير المنتج إسماعيل كتكت إلى أن الثورة التي شهدتها مصر أخيراً، والآثار
التي
تركتها على المنطقة العربية من انتفاضات شعبية تبحث عن الحرية
والكرامة، ستحدّد
ملامح الدراما في الفترة المقبلة، أي ستجبر الفضائيات على تقديم أعمال فنية
ذات
مستوى عالٍ، كون الجمهور لم يعد يقبل الأعمال الرديئة التي كانت تُنتج
لمجرد
التسويق في رمضان فحسب.
يضيف كتكت أن مفاهيم المشاهد المصري والعربي واهتماماته تغيّرت بعد الثورة،
ما
ينعكس على الدراما حتماً ويجبر الفضائيات على رفض الفن الهابط
والتركيز على الفن
الحقيقي الذي لا يستخفّ بعقل الجمهور.
يرى كتكت أن ثمة خيارين أمام الفنانين: المبادرة إلى التغيير من تلقاء
أنفسهم
تماشياً مع الثورة أو الانكفاء في منازلهم مفسحين في المجال
أمام الشباب، «وهذا ما
أدركته الفضائيات وبدأت تطبيقه بدليل أن الأعمال التي تتحدث عن الشباب
والثورة
ستكون الأوفر حظاً إنتاجياً في الفترة المقبلة» على حدّ تعبير كتكت.
من جهته، يتوقع المنتج أحمد الجابري طغيان الجانب السياسي على الدراما في
العامين المقبلين، وهذا أمر أدركته الفضائيات ومن الطبيعي أن
تلحظ هذا الواقع في
تحديد خياراتها للدراما التي ستعرضها على شاشاتها وفقاً لسياسة كل واحدة
منها،
باعتبار أن هذا الدور كان منوطاً بها سابقاً.
يضيف الجابري أن الأحداث الأخيرة التي يشهدها العالم العربي ألقت بظلالها
على
الدراما وفرضت شروطاً جديدة للإنتاج لدى الفضائيات في مقدّمها
جودة العمل وتحرّره
من سيطرة النجم وغيرهما من الظواهر السلبية التي عانت منها الدراما في
الفترة
الأخيرة، كذلك اختفت موازنات الدراما المرتفعة وتراجع كمّ الإنتاج عموماً،
وسيبدو
ذلك جلياً في العرض الرمضاني.
رضى الجمهور
في السياق نفسه، يؤكد الخبير الإعلامي د. هشام عطية أن القنوات الفضائية
ستشارك
في إنتاج أعمال تتماشى مع سياستها الجديدة وترضي القاعدة
الجماهيرية المتابعة لها،
وأن اختيار الأعمال الدرامية جزء لا ينفصل عن سياسة القناة العامة.
يلفت عطية إلى أن الاعتماد في الفترة المقبلة سيكون على المضمون الفني في
الدراما، فيما طرح الأفكار الثورية سيكون من خلال توظيف الحدث
الدرامي وليس في
الإطار السياسي فحسب.
يعتبر عطية أن التحوّل في موقف الفضائيات أمر طبيعي نظراً إلى التغيرات
التي
طرأت على المجتمع المصري، مشيراً إلى أن القناة التي لن تؤدي
هذا الدور من تلقاء
نفسها ستفقد جمهورها بعدما اختلفت الأولويات.
ترقّب بعد الثورة
تلاحظ الناقدة ماجدة موريس أن حالة من الترقب تمرّ بها الفضائيات في الفترة
الراهنة بانتظار معرفة ذوق الجمهور بعد الثورة، مؤكدة أن القصص
العاطفية الساذجة
التي كانت تقدّم في السنوات الماضية لن تجد إقبالاً من الجمهور بعد الثورة
لأن
نجاحها يعود إلى أسماء أبطالها فحسب.
توضح موريس أن المؤشرات تبيّن ّ تغيّر ذوق الجمهور لدرجة لا يمكن للمنتجين
أو
المؤلفين تخيّلها، مشيرة إلى أن الدراما تحتاج إلى تطوير
لتواكب الفترة الراهنة من
خلال طرح أفكار جديدة تنال رضى الجمهور.
تتوقع موريس أن يقلّ الإنتاج الدرامي خلال شهر رمضان إلى النصف أو أكثر
بسبب
الظروف السياسية وسيطرة برامج
الـ «توك شو» على الساحة، «ذلك أن الافتقاد
السياسي الذي كان يعيشه المواطنون سيلقي بظلاله على متابعتهم للدراما حتى
في أزهى
أوقاتها، أي خلال رمضان المقبل، الذي قد يشهد استعدادات
للانتخابات الرئاسية وما
يرافقها من جدل».
الجريدة الكويتية في
02/04/2011
الدراما والفضائيّات...
تأثيرات متبادلة مباشرة وغير
مباشرة
إيجابيّات في الانتشار وسلبيّات في الطرح
أحمد عبدالمحسن
ترتبط الفضائيات والدراما بعلاقة وثيقة إلى درجة أن إحداهما لا يمكن أن
تستمرّ من دون الأخرى. صحيح أن هذه العلاقة تشوبها أحياناً
سلبيات أو نواقص، لكن
إجمالاً ثمة تناغم بينهما، فالأولى تساهم في انتشار الدراما في عالم
الاتصالات
الشاسع الذي يشمل العالم أجمع بكبسة زر، والثانية تشكّل مصدر رزق للأولى
لأنها
تستقطب الإعلانات وتعتبر مصدراً مادياً مهماً لتحقيق
الاستمرارية للفضائيات.
حول إيجابيات العلاقة بين الدراما والفضائيات وسلبياتها، استطلعت «الجريدة»
آراء مجموعة من المعنيين بهذين القطاعين.
المذيع عبد المحسن الروضان
الدراما الكويتية رائدة ومتميزة، حققت بصمة خاصة لها ويتابعها الجمهور على
الفضائيات المنتشرة في الخليج والعالم العربي. اللافت أن
الدراما الكويتية تجرّدت
من النمطية التي سيطرت على بعض الأعمال، وباتت تعكس الواقع المحلي والعربي،
من هنا
المطلوب منها تقديم صورة واقعية عن المجتمع ومناقشة القضايا المختلفة وطرح
الحلول
إن أمكن.
أما السلبيات، فهي دخول ما هبّ ودبّ إلى الدراما سواء في قطاع الإنتاج أو
التمثيل أو التأليف، بالإضافة إلى أن بعض المسلسلات أعطى
انطباعاً سلبياً عن
المجتمع الكويتي، وهذا أمر سيئ في ظلّ ثورة الاتصالات التي حوّلت العالم
إلى قرية
صغيرة وأصبح بإمكان أي شخص في أي بلد أن يشاهد كل ما يحدث في العالم بكبسة
زر
ويتابع الدراما والبرامج على الفضائيات المختلفة. أخيراً، يتفق
كثر معي على أن ثمة
أعمالاً تفتقر إلى جهد ومضمون، هدفها الربح المالي فحسب من دون النظر إلى
الجودة
والرقي والأهداف الاجتماعية.
الممثل يوسف الوادي
تتميز الدراما الكويتية بالإبداع على مستوى الإخراج والتمثيل والنص، لذا
انتشرت
على الفضائيات العربية المختلفة، وشكلت مساحة انطلق عبرها
فنانون من الكويت والخليج
والعالم العربي، بالإضافة إلى أنها تستوعب المواهب الشابة وتشكل دفعة
معنوية قوية
للفنانين لتقديم المزيد.
أما السلبيات فهي أن كثرة الفضائيات وكثافة الدراما على شاشاتها تشتتان ذهن
المشاهد العربي فيعجز بالتالي عن متابعة الأعمال الفنية لا
سيما الجيدة منها.
المذيعة سوسن الهارون
إيجابيات الفضائيات بالنسبة إلى الدراما كثيرة من بينها الإفساح في المجال
أمام
الممثل للمزيد من العطاء، فمجرد ظهوره على فضائيات عدة يفتح
أمامه أبواباً أبرزها
اكتشاف موهبته وإعادة هيكلة الفنانين عموماً، بمعنى إبراز شخصية كل واحد
منهم
وأسلوبه على الشاشة واكتشاف الممثل الموهوب.
أما السلبيات فتكمن في إظهار صورة خاطئة عن المجتمع، إذ يعتمد الكتاب على
قصص من
وحي الخيال لا تمتّ بصلة إلى الواقع الذي نشاهده، وأحياناً
تكون ثمة قصص واقعية
لكنها تجسَّد بشكل خاطئ، عبر التركيز على أمور غريبة نوعاً ما عن المشاهد
الخليجي
أو العربي. بالنسبة إليّ، أفضّل القصص الواقعية التي تعالج مشكلة أو قضية
وتسعى إلى
اقتراح حلول إذا أمكن.
الممثل أحمد إيراج
الإيجابيات أكثر من السلبيات بالنسبة إلى انتشار الدراما على الفضائيات،
فهي
تحّفز المنافسة سواء عند المنتجين أو الفنانين، وأصبحت تعرض
طوال السنة ولم تعد
تقتصر على شهر رمضان كما كان يحدث في الماضي، وهذا أمر إيجابي بالنسبة إلى
الفنان
والمشاهد الذي يمكنه متابعة المسلسلات طوال السنة.
بالنسبة إلى السلبيات، فأبرزها تزاحم المنتجين على الدراما ما أدى إلى
تنفيذ
مسلسلات غير مدروسة إلى حدّ ما وناقصة وظهر ذلك بوضوح عند
عرضها على الفضائيات،
كأننا أصبحنا في سوق درامية فيها بضاعة جيدة وأخرى رديئة.
المنتج مشاري الشمري
لو أردنا الحديث عن الإيجابيات فلن ننتهي أبداً. يشكّل انتشار الدراما حلقة
سباق
بالنسبة إلى الفنانين والمنتجين والمخرجين لتقديم الأفضل، ما
يعطي دفعاً معنوياً
لهؤلاء للمزيد من العطاء واستقطاب نسبة مشاهدة عالية.
أما السلبيات فتكمن في دخول أشخاص إلى الدراما لا يمتّون إلى الفن بصلة
فأعطوا
صورة خاطئة عن واقع المجتمع لا سيما مع مزج الحقيقة والخيال في
نسج الأحداث بطريقة
تفتقر إلى الدراسة.
المخرج محمد دحام الشمري
تساهم الفضائيات في سرعة انتشار الأعمال الفنية في الدول العربية، بحيث
تأخذ
كامل حقوقها من النشر والتوزيع، ما ينعكس إيجاباً على الممثل،
وتندرج ضمن هذا
الإطار الدراما الخليجية التي حققت لها مكانة مرموقة على خارطة الدراما
العربية.
بالنسبة إلى السلبيات، فهي تتعلق بالمنتج، أو بالأحرى التسويق لهذه
الأعمال، لكن
بالتأكيد الإيجابيات أكثر من السلبيات، وهذا أمر جيد نأمل بأن
يتعامل معه المعنيون
بطريقة تعلي من شأن الدراما لدى المشاهد العربي.
الجريدة الكويتية في
02/04/2011
خيري ولميس أوّل خطوة... وثورة الإعلام مستمرّة
القاهرة - جمال عبد القادر
رغم إقصاء خيري رمضان ولميس الحديدي عن برنامجي «مصر النهارده» و{من قلب
مصر»، بوصفهما الأعلى أجراً، إلا فإن الاحتجاجات والاعتراضات
ما زالت
مستمرّة. فهل تمهّد هذه الخطوة لإعادة هيكلة الأجور في مبنى اتحاد الإذاعة
والتلفزيون أم هي مجرد امتصاص للغضب وإجهاض للاعتصام؟
تؤكد الإعلامية بثينة كامل أن الفساد المالي والإعلامي في التلفزيون المصري
وبقاء الوجوه الكريهة وأذناب النظام التي كذبت على الشعب
وضلّلته على مدى عقود، هما
من الأسباب الرئيسة للثورة وليست الأجور، «ما دام النظام سقط ورحل فمن
الطبيعي أن
يرحلوا هم أيضاً ولن نسكت حتى يتحقّق هذا المطلب ويعود الإعلام إلى رسالته
التي كان
يفترض تقديمها للناس وهي نقل الحقيقة وليس التزييف».
تضيف كامل أن المقصود بموضوع الأجور تحقيق نوع من العدالة الاجتماعية بين
العاملين، «كلنا بدأنا صغاراً ثم أصبحنا نجوماً بعد ذلك، وإذا
تميّز أحد المقدمين
أو المخرجين نستطيع تقديره مادياً، لكن من خلال لائحة موحّدة».
لم يكن التقدير، في رأي كامل، على أساس الكفاءة لكن لاعتبارات شخصية، «لذا
يجب
تطهير التلفزيون من الفساد وتأمين قدر من الحرية لنقوم بدورنا
الإعلامي كاملاً ووضع
لائحة موحدة للأجور، أي التطهير والحرية أولاً ثم العدالة الاجتماعية».
عرض وطلب
الإعلامي خيري رمضان لا يعرف ما الذي يحدث بالضبط ، «مرة يتحدثون عن الأجور
وأخرى يطالبون برحيل الوجوه القديمة والكريهة»، لافتاً إلى أن
الأجور تخضع للعرض
والطلب، «لن تقبل الجهة المنتجة الخسارة وتتعاون مع من يحقق لها أرباحاً،
بالتالي
من حقي أن أتقاضى المبلغ الذي أطلبه لقاء الأرباح التي حققتها للتلفزيون».
يلاحظ رمضان أن الموضوع لا علاقة له بالأجور، إنما بالفساد والوجوه القديمة
وأتباع نظام سقط، ويتساءل: «ما علاقتي بهذا كلّه، فجميع
المغضوب عليهم عينوا في
العهد السابق، ولا شك في أن افتعال قضية الأجور هي تصفية حسابات ومحاولة
لتهدئة
المعتصمين، لكن على حساب من؟».
الخاسر الأول هو التلفزيون، في رأي رمضان، لأنه سيفوّت عليه حصيلة
الإعلانات
التي كانت تدخل عن طريق النجوم الذين هم محلّ اعتراض اليوم.
يؤكد رمضان أنه ليس مع الاعتصام وتعطيل العمل وقطع الإرسال لأن ثورة 25
يناير
قامت من أجل التغيير والبناء وليس من أجل الهدم وتعطيل العمل.
تحرير الإعلام
يلفت محمد حسان، مذيع في إذاعة الشرق الأوسط، إلى أن د. عصام شرف، رئيس
الوزراء،
نفذ وعده للإعلاميين بتحرير الإعلام من أي تبعية، والقضاء على
الفساد المنتشر في
مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون وملاحقة الفاسدين، وقد بدأت بشائر ذلك
بإقالة خيري
رمضان ولميس الحديدي وعادل معاطي.
يضيف حسان أن ما يتردد عن الإعلانات والدخل الذي يكسبه التلفزيون من خلال
بعض
الإعلاميين أمر مبالغ فيه، «لو توافرت هذه الإمكانات لأي مقدم
برامج مبتدئ لحقق
النجاح نفسه. للعلم، تتر برنامج «مصر النهارده» كلف 850 ألف جنيه مع أنه،
وفق
المعايير الإعلامية البسيطة، سيئ وفقير إعلامياً ولا يعبر عن شيء، بربع هذه
الكلفة
كان يمكن تنفيذ تتر أكثر جودة وجاذبية، لكنه الفساد المنتشر».
يؤكد حسان أن الإعلانات المتدفقة على البرنامج كانت في معظمها من رجال
«الحزب
الوطني» للترويج للحزب ورجاله، «وقد استفاد هؤلاء المعلنون
أكثر مما دفعوا بدليل
الإعلانات المجانية التي عرضت أثناء الانتخابات، بالتالي أي حديث عن
إيرادات هو
حديث مغلوط، لأن هذه الأخيرة ضاعت بين فساد مالي ومجاملة
لـ «الحزب الوطني» ورجاله والدعاية لهم، ولأن التلفزيون مديون بمليارات
الجنيهات، فأين هي الحصيلة التي يتحدثون عنها؟».
من جهتها، ترفض الإعلامية شافكي المنيري التعليق مؤكدة أنه في ظلّ هذه
الأجواء
وما يحدث في التلفزيون تفضّل الصمت والمراقبة عن بعد.
الجريدة الكويتية في
03/04/2011 |