صورة سيارة تدهس عشرات الشباب، وصرخات، واحتفالات، ورفات ضحايا، واستقالات
بالجملة . صور ثابتة ومقاطع متحركة، تمكنت عدسة “العفريت الصغير” من
توثيقها، على الرغم من قطع وسائل الاتصال، والتعتيم والتشويش التي فرضت على
وسائل الإعلام في الفترة الأخيرة . وإذا كانت مكاتب بعض الفضائيات أغلقت في
بعض المدن، إلا أن ما شهده العالم العربي من تفاعل جماهيري مع وسائل
الإعلام، بأحدث الإمكانات أذهل العالم . حيث تحول المواطن العادي بما
يلتقطه من صور ومقاطع وتسجيلات صوتية على هاتفه النقال، إلى مراسل شعبي
ينقل الحدث بالصوت والصورة فور حدوثه . وعلى الرغم من عدم جودة المحتوى
والصورة إلا أن البطل في النهاية كان الحدث والمعلومة اللذين يحمّلانهما
الناس على شبكة الإنترنت، الأمر الذي دفع الكثير من القنوات العربية
والعالمية، إلى تدشين مواقع خاصة لها على الشبكة العنكبوتية، تستقبل ما
يحمله الناس من أخبار ومعلومات وصور وفيديوهات.
القنوات تتنازل عن معايير كثيرة
الحدث بطل الصورة وتتبعه الجودة
أقبل متصفحو المواقع الإلكترونية، ومتابعو الأحداث الأخيرة عبر شاشات
الفضائيات، على ما صوره الناس بهواتفهم المحمولة، أو كاميراتهم الشخصية من
صور ثابتة ومقاطع متحركة . وعلى الرغم من عدم وضوح وجودة الصورة، إلا أنها
كانت مقبولة من قبل المتخصص والهاوي . فمن ناحية كانت تمثل لهم الوجه الآخر
للحقيقة، بعد أن قطعت وسائل الاتصال وشوش على الفضائيات . ومن ناحية أخرى
لم يكن لهم بديل عن المراسل الشعبي الذي استخدم هاتفه النقال متصلاً
ومصوراً بالصوت والصورة ما يحدث له ولأهله وعشيرته، على بعد خطوات منه .
ويمثل الحدث في الصورة البطل التي يكتب اسمه بالخط العريض، بينما تأتي جودة
الصورة الحاملة للخبر في المرتبة الثانية . المهم أن تحمل الصورة خبراً
صحيحاً يميزه الناس ويأخذهم إلى موقع الحدث .
حول جودة الصورة وأهميتها في نقل الحدث، يقول سعيد حامد أستاذ الإخراج
التلفزيوني والإذاعي بجامعة عجمان: البطل في الصورة هو الحدث بغض النظر عن
الجودة . والطبيعي في الأوقات العادية أن يشاهد الجمهور صورة عالية الجودة
بألوان مبهجة، بينما في وقت الأزمات لديه استعداد لتقبل أي صورة تساعده على
فهم ما يدور حوله . لاسيما إذا كان الخبر من مكان تشح فيه الأخبار
والمعلومات .
ويضيف: يقبل الناس وقت الأزمات والأحداث الطارئة على أي صورة مهما كانت
جودتها، أو حجمها أو مساحتها وزاويتها الملتقطة منها، المهم هو ما تحمله
تلك الصورة من أحداث جديدة تهم الناس وتؤثر فيهم.
وفي مصر، أظهر الهاتف النقال الكثير من الأسرار التي عجزت عن إظهارها في
البداية قنوات فضائية إخبارية متخصصة، وكان أشهرها على الإطلاق صورة
السيارة التي دهست بعض الشباب في أحد شوارع القاهرة . إضافة إلى مئات
الفيديوهات والصور التي التقطها الشباب الليبيون، منفردين بالحصرية بعد أن
منعت الحكومة دخول المراسلين والكاميرات .
ويشير حامد إلى أن أهم ما في الصور التي يلتقطها الناس بالهواتف النقالة أو
الكاميرات العادية، أنها حقيقية من موقع الحدث، وتقف في وجه الأكاذيب التي
تروج لها الأنظمة . وهو ما أثبتته ووثقته صور لمرتزقة يحاربون العزل في
الشوارع الليبية، على الرغم من النفي الرسمي .
ويشير مالك، عبيد رئيس قسم الموارد الإخبارية وخدمات الإنتاج بقناة
“العربية”، إلى أن أهمية الحدث تغلب على جودة الصورة، وأنها في أوقات كثيرة
تدعم الخبر وتوضح الحدث . ويقول: على قدر أهمية الحدث تأتي أهمية الصورة أو
مقطع الفيديو، أما جودتها فهي تأتي بالنسبة للقناة الإخبارية في المرتبة
الثانية، لأننا ننظر إليها من منظور ما تحمله من أخبار، وليس تقديم مشهد
مريح لعين المشاهد .
وعن مصادر الصور والفيديو في “العربية” يضيف: مع بداية الأحداث في تونس
ومصر، أطلقت القناة موقعاً على شبكة الإنترنت أسميناه “أنا أرى”، من خلاله
نتلقى الصور ومقاطع الفيديو، ونختار منها ما يهم المشاهد، ويليق بشاشة
العربية . كما أننا نبحث عن الصور الفيديو في المواقع الاجتماعية، التي
باتت من المصادر المهمة للمعلومات، لاسيما بعد ان تمكنت جموع كبيرة من
الشباب من التقاط صور ومقاطع مهمة من قلب الحدث .
وعن المحاذير التي تمنع بث مقاطع وصور دون أخرى يضيف: لكل قناة سياستها
التحريرية التي من خلالها تتحدد المواد التي تبثها للناس، ونحن من القنوات
التي تراعي إلى حد بعيد إنسانية المشاهد، وعدم خدشها عن طريق مشاهد صارخة
الدموية، أو تحتوي على مشاهد قاسية يجب ألا يراها الناس في البيوت .
وعن استخدام الصورة المتلقطة بالهاتف النقال على الشاشات، يقول طوني كوسا
مخرج بمركز الأخبار بمؤسسة دبي للإعلام، إن أهمية الصورة التي يصورها الناس
عبر الهاتف من موقع الحدث، أهم بكثير من عشرات الأخبار التي تبث على
الوكالات الإخبارية . لأنها تتمتع بقدر كبير من المصداقية والخصوصية التي
تفتح طريقها أمام الناس حتى يتقبلوها، بغض النظر عن جودتها . ويلفت إلى أن
هناك من بين الناس من يفني عمره من أجل التقاط مقطع أو صورة، مشيراً إلى
لقطة التقطها أحد الشباب لأحد المرتزقة في ليبيا وهو يقتل أحد العزل،
وبينما كان يلتقط المقطع أصيب بطلق ناري، وظل الهاتف على الأرض يسجل الصوت
. ويضيف: الغريب في الأمر أن الصورة وصلت وتناقلتها المواقع، وهذا معناه
أننا أصبحنا في عصر لا يمكن لأحد فيه أن يخفي معلومة، مهما كانت درجة
سريتها .
وعن جودة الصور يقول: معظم اللقطات التي تبثها الشاشات حالياً، وترفع على
الإنترنت بحالة جيدة، وكلها لأحداث جديدة ولا تحتاج الكثير من التعديلات
التقنية، فغالباً ما يكون الصوت واضحاً والصور المتحركة على درجة مقبولة من
الجودة التي تمكن طاقم الإخراج من عرضها على الشاشة .
ويرى صلاح طوقان، مخرج في قناة “نور دبي”، أن جودة الصورة أو المقطع
المتحرك، تتحدد على الشاشة بحسب أهمية الحدث الذي يدفع القائمين على القناة
إلى أخذ قرار البث، مشيراً إلى أن بعض القنوات قد تلجأ إلى تعديل الصورة أو
قص بعض المقاطع المتحركة . حسب سياستها التحريرية، ويقول: هناك قنوات
إخبارية متخصصة تهتم بالدرجة الأولى بنقل الخبر بتفاصيله، من دون النظر لأي
محاذير أو خطوط حمراء، من دماء أو قتل أو صور لجثث وما شابه ذلك . فقط تشير
إلى أنها ستعرض على المشاهدين صوراً تحتوي على مشاهد صعبة، ولمن لا يرغب في
متابعتها يمكنه تغيير المحطة .
وعلى الجانب الآخر هناك قنوات ترى أن من غير اللائق أن تقدم تلك المشاهد
الصعبة على الناس، حفاظاً منها على خطها وسياستها التي رسمتها منذ سنوات
ولا يمكنها أن تغيرها في عدة أيام، مهما كانت سخونة الأحداث .
ويشدد طالب كنعان، مذيع أخبار في قناة “العربية”، على أهمية الصورة، مهما
كانت درجة وضوحها، لأنها تمثل للناس أحد أوجه الحقيقة التي يحتاج الناس إلى
معرفتها، لاسيما في حال قطع وسائل الاتصال أو التشويش أو التعتيم على وسائل
الإعلام .
ويضيف: كنا نخاف في وقت سابق من العولمة ونقل المعلومات، وتوافرها في يد
الجميع عبر وسائل الاتصال الحديثة، لكن جاء الوقت لنؤمن بأهمية التكنولوجيا
والدور الكبير التي تلعبه في إعلام الناس، بما يدور حولهم من أحداث تصر بعض
الأنظمة على أن تعتم عليها .
ويوضح كنعان أن ما يحدث حالياً في عالمنا العربي من ثورات، ما كان لينجح في
الخمسينات من القرن الماضي، وأن الوسائل الحديثة كتبت لحركات كثيرة النجاح،
وكان من أهم تلك الوسائل الهاتف النقال، الذي نقلت عدسته أهم الأخبار
والصور، بعد إلغاء تصاريح المراسلين وغلق مكاتب القنوات، وضرب الصحافيين
الميدانيين .
ويلفت طلال المصري، مصور حربي في قناة “العربية”، والذي اعتقل في العراق
عام ،2003 إلى أهمية الصورة من الميدان أو موقع الحدث، لأنها بحسب تعبيره
قلب الخبر، وتكتسب أهميتها من أهميته . ويقول: على الرغم من أهمية جودة
الصوت والصورة لدى القنوات الفضائية لا سيما الإخبارية، فإنها تكون بين
خيارين كلاهما صعب: إما أن تبث الفيديو أو الصورة الضعيفة وتجاري الأحداث،
وتحافظ على السبق الصحافي الذي حصلت عليه، أو تغفلها وتتخلى عن السباق
والحصرية في متابعة الأحداث، وتقديم كل جديد لمشاهديها .
وكمصور، يعيب على بعض المشاهد المهمة التي التقطها هواة إغفالها بعض
الجوانب المهمة التي يراعيها المصور المحترف .
ويضيف المصري: هناك مقاطع جيدة صورها هواة بكاميرات وهواتف عالية الجودة .
لكنها لا تغني بأي حال عن المصور المحترف، ذي الخبرة في نقل الخبر بالصورة
من دون الحاجة إلى كلمة واحدة .
صعوبة التلفيق
من الأمور التي شغلت القنوات الفضائية مؤخراًس، تحري مصداقية الصور ومقاطع
الفيديو التي يرفعها الناس على شبكة الإنترنت، ومقارنتها بمثيلاتها التي
التقطت في نفس الوقت والمكان، في محاولة للتغلب على مخاوف التلفيق أو بث
مقاطع مغلوطة . وعن ذلك يقول طوني خوري، مسؤول الجرافيك بمركز الأخبار
التابع لمؤسسة دبي للإعلام: على الرغم من الأدوات التكنولوجية التي باتت
متوفرة في أيدي الكثيرين، إلا أن سخونة الأحداث وتسارعها فرضا على الصور
والمقاطع الموجودة على مواقع التواصل الإجتماعي، وموقع “يوتيوب” الجدية
وعدم التزييف . والسبب في هذا الأعداد الهائلة من المقاطع، التي يؤكد كل
منها الآخر، فمن مكان واحد توجد المئات من الصور، وآلاف المقاطع التي تثبت
مصداقية نقل الحدث .
وهو ما أتاح للقنوات الفضائية العديد من الخيارات، حيث باتت وجوه والناس
وملابسهم والأماكن الموجودون فيها، معروفة لرجل الشارع العادي، فما بالك
بالمخرجين ومحترفي الجرافيك والعمل مع الفيديوهات؟
ويضيف خوري: لم ألحظ خلال الفترة الأخيرة مقطعاً ملفقاً، أو صورة مخترقة،
إلا بعض المشاهد الفكاهية التي ألفها وتدخل فيها الناس، للتعبير عن سخريتهم
من بعض الأوضاع .
ويلفت إلى أن متصفحي المواقع التي تعرض الصور والمقاطع، باتوا على درجة
كبيرة من الوعي، تمكنهم من الحكم على ما يرونه، وهو ما يلاحظ من تعليقاتهم
التي تكشف الصورة أو المقطع الملفق منذ اللحظة الأولى .
أدلة قانونية
تعد الصور ومقاطع الفيديو من القرائن المهمة التي تنال في حال صحتها،
اعتراف القانون الجنائي المحلي والدولي .
وبحسب د . أبو الوفا محمد أبو الوفا، أستاذ القانون الجنائي بجامعة
الإمارات، تعد الصور ومقاطع الفيديو من الأدلة الدامغة التي إذا ارتاح
إليها القاضي واقتنع بصحتها، يصدر بموجبها ما يراه مناسباً للفصل في
القضايا الجنائية المحلية أو الدولية .
ويضيف: في الشأن المحلي، تنتدب النيابة العامة خبيراً من الإذاعة
والتلفزيون، للفصل في مدى صحة الفيديو صوتاً وصورة، لأنه قد يدين بريئاً أو
ينجي مجرماً . وفي حال ثبوت الفيديو ومطابقته للحقيقة، يصدر القاضي حكمه .
وهو نفسه ما يطبقه القانون الجنائي الدولي، حيث يعكف المتقدمون بالبلاغات
عن جرائم حرب أو ضد الإنسانية . على إعداد ملف فيه قرائن وأدلة تؤكد صحة
مزاعمهم، ويتضمن هذا الملف مقاطع لصور متحركة نفذ فيها المتهم جرائم من
النوع الذي تفصل فيه المحكمة . وفي حال تأكد المحكمة من التواريخ والأماكن
والأشخاص الذين ارتكبت بحقهم تلك الجرائم، تصدر حكمها الدولي الرادع بحق
المتهم.
وعن أهمية جودة الصورة يقول أبو الوفا: هي من الأمور المهمة التي تسعى
المحكمة للتحقق منها، وإن شاب الصورة أو الفيديو أي تشويه، يتحرى القاضي
الدقة ويتأكد من صحة الحدث والدليل من أكثر من مصدر .
عدسته تقف في وجه التعتيم
"النقال" تلفزيون العصر
لأن “الحاجة أم الاختراع”، وبعد التعتيم على وسائل الإعلام، ظهر في الأفق
ما يسمى بالإعلام الشعبي أو إعلام الجمهور، الذي استخدم وسائل الاتصال
الحديثة في توثيق الأحداث بالصوت والصورة . ومن أهم تلك الوسائل الهاتف
النقال الذي استطاعت عدسته تسجيل أهم الأحداث التي شهدها العالم العربي
مؤخراً . وعلى الرغم من شح المعلومات وقطع وسائل الاتصال، إلا أن هواة
التصوير ومحترفيه استطاعوا توصيل ما التقطوه من صور ومقاطع متحركة إلى
العالم، عبر شبكة الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي، ومنها إلى الفضائيات
المختلفة .
مع تصارع الفضائيات على السبق الإخباري، تواجه الكثير من القنوات مشكلة
تحري الدقة، والتأكد من الصور والفيديوهات من أكثر من مصدر .
يقول د . محمد قيراط، عميد كلية الإعلام جامعة الشارقة: إن استخدام الهاتف
النقال في كشف الأحداث التي يمر بها العالم العربي، يدل على أن الإعلام
التقليدي، من تلفزيونات وإذاعات رسمية، لم يعد يشكل ذراعاً إعلامية قوية
تحمي وجهة النظر الرسمية، وأن زمن إخفاء المعلومة انتهى . ويلفت إلى أن
كاميرا الهاتف النقال باتت من الوسائل المهمة في توصيل الحقيقة للعالم،
فبمجرد التقاط الصور أو الفيديو يمكن للهاوي والمحترف نشرها على مواقع
الإنترنت ليراها العالم كله .
ويشير قيراط إلى أن حالة التعتيم التي فرضت على المعلومات والأخبار،
والقيود التي فرضت على الإعلاميين، فشلت في نهي الناس عن متابعة الأحداث .
بل أسهمت في بزوغ دور التكنولوجيا الحديثة، كبديل مهم يقف في وجه سياسات
إعلامية، اعتقدت أنها قادرة على التحكم في مفاتيح المعلومات .
ويضيف: على الرغم من أهمية المقاطع والصور التي يلتقطها الناس عبر الهاتف،
في تبيان الحقيقة، فإن هذا الموضوع سلاح ذو حدين، حيث يمكن لبعض المغرضين
أن يلفقوا بعض المقاطع لخدمة أجندات خاصة . كما أن الفضائيات في تنافسها
المحموم نحو السبق الإعلامي، قد تقع في أخطاء ببثها مقاطع وصوراً خارج
سياقها . وهو ما يلقي بمسؤولية كبيرة على وسائل الإعلام المختلفة لتحري
الدقة والمصداقية، والتأكد من المعلومة من أكثر من مصدر قبل الإفراج عن
المعلومة .
د.خالد الخاجة، عميد كلية الإعلام جامعة عجمان، يعزو نقل الأخبار والأحداث
بالهاتف النقال وكل ما توفر لدى الناس من وسائل، إلى درجة الوعي لدى
المواطن العربي . ويقول: أدرك البسطاء أن حقوقهم في الحصول على الأخبار
تقل، بل ربما تتلاشى، مما أدى إلى ظهور من يسمون بالمراسلين الشعبيين من
قلب الحدث، الذين فعّلوا مفهوم التواصل التكنولوجي، مقتنعين أن العالم أصبح
قرية صغيرة ولم تعد المعلومة مقصورة على فئة، ويشير إلى الدور الكبير الذي
لعبه الإعلام في الفترة الأخيرة في إنجاح الكثير من الحركات التحررية حول
العالم، بنشر الحقائق التي تحدث على الأرض أولاً بأول، من خلال وسائل
أتقنها الناس وصارت جزءاً من حياتهم اليومية .
ويلفت الخاجة إلى دور الإنترنت في توصيل ما يلتقطه الناس من مقاطع وصور
وأخبار، الذي لا يقل أهمية عن عدسة النقال . إذ استطاعت المواقع الاجتماعية
مثل “فيسبوك”، و”تويتر””، ويوتيوب”، أن تربط الناس ببعضها بعضاً وتوصل
الأحداث بعد حدوثها ببضع ثوان . وهو ما يلقي بالمسؤولية على القنوات
الفضائية التي تعتمد تماماً على ما يبثه الناس من أخبار ومقاطع، ما يتطلب
منها الكثير من الحيطة والجهد، في التأكد مما تبثه للناس من أكثر من مصدر،
حفاظاً على المسؤولية الإعلامية ومصداقيتها أمام الناس .
ويعلق د . حسن قايد، أستاذ الإعلام في جامعة الإمارات، على أهمية النقال في
نقل الأحداث بالصوت والصورة بقوله: ما حدث في الفترة الأخيرة من نقل حي في
بعض الأحيان، لما حدث في بعض الدول العربية كان مفاجأة بكل المقاييس أربكت
الكثير من الأنظمة العربية، التي كانت تعتمد بشكل رئيس على إعلامها الحكومي
ووجهة النظر الرسمية الواحدة، غير القابلة للنقد أو التشكيك من أي طرف أو
وسيلة أخرى .
ويشير إلى أن سبب ما شهده العالم العربي من أحداث، ولعب الإعلام دوراً
كبيراً في نقل تفاصيل ما يحدث من أجزاء متفرقة منه، التزاوج القوي الوثيق
بين إرادة الشعوب والتقنيات الحديثة . ويقول: وصل الناس إلى درجة من
الثقافة والمعرفة بحقوقهم، ما مكنهم من المطالبة بها عبر وسائل وتقنيات
حديثة فاجأت العالم . أما السبب الثاني فهو ما اقترفته بعض الأنظمة بأيديها
من زيادة القمع والتعتيم على وسائلها، التي كانت لا تبث إلا الفتات من
الحقيقة، وتجمل وجهها بكثير من الأكاذيب .
ويضيف: الدروس المستفادة من نقل الأحداث الأخيرة عبر النقال والوسائل
الحديثة كثيرة، أولها أن إعلام الجمهور لا يقهر، وأن الإعلام الحكومي لا
يمكن له أن يستأثر بالحقيقة أو يعتم عليها . ثانياً أن زيادة عدد المصادر
على الأرض، رسالة واضحة تفيد بأنه لا يمكن لأحد أن يغلق مصادر الأخبار، أو
يمسك بقواعد اللعبة . وأخيراً يجب أن تفهم الأنظمة القمعية المسيطرة على
الإعلام في العالم، أنه أصبح في أيدي الناس .
ويوضح د . السيد بخيت، أستاذ الإعلام والوسائط المتعددة بجامعة الشارقة، أن
نقل الأحداث من قبل أشخاص في قلبها بالهاتف النقال له عدة ميزات، أولاها
أنه يصور بالصوت والصورة الحدث في مكانه، وهو ما لا قد يتمكن منه المراسل
المحترف . ثانياً أن الشخص العادي الناقل للصورة أو الفيديو ليس لديه
الضغوط والقيود التي تكبل يد الصحافي التابع لمؤسسة لها سياستها وأجندتها
وتوجهاتها . كما أن شعور الناس بأن تلك الصور أو المقاطع آتية من مصدرها،
وصورها أهلها، يعطيها درجة كبيرة من المصداقية، والقبول لدى من يتابعها
سواء عبر الفضائيات أو المواقع الاجتماعية .
ويضيف: استخدام الهاتف النقال في نقل الأحداث، أدى إلى ارتفاع سقف الحريات،
على الرغم من التخوف من تلك الوسائل فيما مضى . وإذا كان البعض يشكك في
مصداقية ما يبثه الناس من أحداث على مواقع الإنترنت، فإن ما ينسحب على
الإعلام التقليدي ووسائله، ينسحب على ما يسمى بالإعلام الجديد، فلو زعم
البعض أن المراسل الشعبي أو شاهد العيان قد يتحيز للخبر، فإن الصحافي
التقليدي قد يتحيز هو ومؤسسته إلى مواقف وجهات على حساب الأخرى .
وعن العيوب التي قد يقع فيها ملتقط الصورة أو مقطع الفيديو، يقول: لا شك في
أن عامل الخبرة له دور كبير في الموضوع، وهو ما يؤدي بالمراسل الشعبي إلى
تصوير جزء من الحدث مغفلاً آخر، وقد تفتقد اللقطات للشمولية الكافية لتغطية
الحدث .
ومع ذلك، فإن المستقبل يحمل الكثير لمثل هذا النوع من الإعلام الجديد،
فأعداد الصور والمقاطع ستزيد، وستتمكن وسائل الإعلام المختلفة من التدقيق
وتحري المصداقية .
ويعد د . عبد الله التميمي، أستاذ الإعلام في جامعة عجمان، أن ما شهده
الإعلام في عالمنا العربي نقلة نوعية على صعيد استخدام التقنيات الحديثة،
من قبل الجمهور والناس الذين أصبحوا مشاركين في صنع الخبر والمادة
الإعلامية بالصوت والصورة . ويقول: بعد أن كان الهاتف النقال مجرد وسيلة
للاتصال والتسلية، أصبح وسيلة مهمة في يد الجميع، وأصبح بإمكان الشخص
العادي في أي مكان في العالم أن يسمع صوته للآخرين في أقاصي الأرض .
ويضيف: زادت أهمية الهاتف النقال في نقل الأحداث التي يمر بها العالم
العربي، عندما تزاوجت عدساته، مع مواقع الإنترنت، حيث تمكن الكثير من الناس
تصوير أحداث مهمة وقت وقوعها، ورفع آلاف الصور والمقاطع الصوتية على مواقع
الإنترنت، وهو ما اعتمدت عليه الكثير من القنوات الإخبارية لتوصيل الخبر
لمشاهديها بالصوت والصورة .
وعن تحري القنوات لمصداقية ما تبثه من أفلام وصور، يقول: مع تصارع القنوات
على الحصرية والسبق الصحافي، يجب أن يسبق ذلك تدقيق المعلومات والصور التي
يرسلها الناس من أكثر من مصدر .
الرسالة وصلت إلى الحكومات
د.بدرية الجنيبي، أستاذة الأعلام في جامعة الإمارات، التي كان موضوع
رسالتها للدكتوراه عن حرية الإعلام الإلكتروني، تقول: إن ما شهده العالم من
تطور في وسائل الإتصال، عوض الناس عن الأجهزة الإعلامية الموجهة من أنظمة
استأثرت بالمعلومة والحقيقة لسنوات . وتمكن الناس عبر وسائل مثل الهاتف
النقال ومواقع التواصل الاجتماعي، من نقل الحقيقة إلى العالم . وتضيف: أسهم
زيادة الوعي الاجتماعي والسياسي لدى الناس، إلى حد بعيد في أن يشعر الناس
بأنهم المعنيون بالدرجة الأولى بنشر الحقيقة، وهو ما أدى إلى ظهور مراسلين
للفضائيات في كل مكان من العالم، يلتقطون الصور ويسجلون الأحداث، حرصاً
منهم على نشر المعلومة الصحيحة، وحق الغير في أن يعرف ما يحدث في كل مكان
في العالم .
وعن أهمية الصورة تقول: الصورة التي تلتقط بالهاتف النقال وتتداولها
الفضائيات لها أهمية كبيرة لدى متابعي الأحداث في العالم، بغض النظر عن
اللغة التي تتحدث بها القناة، فعندما كنت أدرس في أمريكا إبان الغزو
العراقي للكويت، لاحظت أن الكثير من الأمريكان يتابعون قنوات عربية،
ليتعرفوا منها إلى الأحداث، غير عابئين باللغة التي يتكلم بها المذيع، حيث
كانت الصورة تغني عن الكلام بألف مرة .
وعن الدروس الإعلامية المستفادة من نقل الناس للأحداث عبر الوسائل
الإلكترونية، وفي مقدمتها الهاتف النقال، تضيف: الرسالة واضحة وأعتقد أنها
وصلت للحكومات التي احترفت التعتيم منذ عقود، وهي أنها فشلت في تجنيد
الإعلام لمصلحتها، وأن حق الناس في المعرفة بات أصيلاً .
وسائل استثنائية
يرى الإعلامي الإماراتي إبراهيم سعيد الظاهري، أن ظهور الوسائل الجديدة،
ومنها الهاتف، أتى كرد فعل للتعيتم الذي فرضته بعض الحكومات على وسائل
الإعلام، وقطع وسائل الاتصال . وهو ما دفع الناس إلى استخدام ما أتيح لهم
من وسائل لنقل الأحداث .
وساعدهم في ذلك تحررهم من القيود والحسابات التي قد تقيد عمل الصحافيين
والمؤسسات الإعلامية.
ويضيف: ما حدث من انتشار مقاطع وصور استعانت بها القنوات الفضائية، أسهم في
تبيان الحقيقة، لكن ذلك في النهاية ليس بديلاً عن حرية الناس في الحصول على
المعلومات والأخبار الصحيحة، إضافة إلى تحرر وسائل الإعلام التقليدية، حيث
الرأي الحر والمعالجة الموضوعية للأحداث .
ويوضح أن تلك الوسائل، على الرغم من مصداقيتها وشعبيتها، مؤقتة واستثنائية
تظهر في وقت الأزمات، وتحاول كسر جدار التعتيم المفروض على حق الناس في
الحصول على الخبر .
ويشدد الظاهري على عيوب هذا النوع من الإعلام الشعبي، الذي ينقصه الكثير من
الضوابط والمعايير الصحافية . كما أنه من السهل تلفيقه لمصلحة طرف على حساب
الآخر، مما يؤدي إلى فوضى إعلامية يحركها السبق، وليس الحقيقة.
دشنتها القنوات لتحصل على كل جديد
مواقع الجمهور همزة الوصل بين الفضائيات والشارع
لم تقف القنوات الفضائية مكتوفة الأيدي بعد ما أصابها من تشويش، وإلغاء
تصاريح العاملين فيها في بعض الدول، ومنع مراسليها وكاميراتها من تغطية
الأحداث . وبحثت القنوات عن بدائل تعوضها عن ندرة المعلومات، معتمدة في ذلك
على ما يسمى بإعلام المواطن الذي تحول من متلق إلى مشارك في صنع الخبر
بالصوت والصورة . ومن الوسائل التي ساعدت القنوات على التواجد في قلب
الحدث، إطلاقها لمواقع إلكترونية يضع الناس عليها ما حصلوا عليه من أخبار
وصور وفيديو . وبين موقع “شارك” الذي أطلقته “الجزيرة”، و”أنا أرى” الخاص
“العربية”، و”آي ريبورت” الذي أطلقته قناة “سي إن إن”، إضافة إلى الموقع
الأشهر “يوتيوب”، عشرات الآلاف من الصور ومقاطع الفيديو، التي استعانت بها
تلك القنوات، واستعاضت بها عن مراسليها ومصوريها على الأرض .
قبل نحو عام ونصف العام كانت لقناة “سي إن إن” الأمريكية السبق في إنشاء
موقع تفاعلي على الإنترنت، أطلقت عليه اسم “آي ريبورت”، أو
CNN iReport
وأشارت إليه بالعربية ، “اصنع الخبر بنفسك” . ومن خلاله توفر الشبكة خدمة
التقارير الإعلامية الجماهيرية المصورة، في محاولة منها لمشاركة المتابعين
والمشاهدين في صنع الخبر، ولتكريس الإعلام التفاعلي الجديد .
الموقع المخصص للأخبار والصور لا يخضع، حسب القناة للرقابة أو التحرير،
وبالتالي يعكس رؤية ورأي من يقوم بتحميل الأخبار المدعمة بالصور الثابتة أو
المتحركة .
وعلى صدر الموقع أوضحت
CNN
أنها لا تقدم أي ضمانة بشأن محتوى المواد المنشورة عليه، مضيفة أنه مكان
للعامة ليقرروا نوعية الخبر وماهيته، سواء كان جيداً أو سيئاً، شخصياً أو
عالمياً . وأشارت إلى أن الحد الأدنى لعمر من يحق له تحميل الأخبار المصورة
على الموقع 13 عاماً .
كما نوهت الشبكة بأن الأخبار غير المرحب بها على الموقع، تلك التي تدعو إلى
الكراهية والمسروقة أو المنسوخة، والتي تنتهك حقوق الملكية، أو المخلة
بالآداب .
وأوضحت
CNN
أن هناك ما يقرب من 90 ألف تقرير إخباري، نشر منها نحو 1000 تقرير خلال
يناير/ كانون الثاني الماضي .
كما يتيح الموقع لمن ينشر خبراً مصوراً أن يضيف معلومات شخصية عنه .
وفي خطوة موازية أطلقت قناة “الجزيرة” الإخبارية، منصة إلكترونية جديدة
لصحافة المواطن، أطلق عليها اسم “شارك”، داعية المستخدمين إلى تحميل
الفيديو الذي قاموا بتسجيله بهواتفهم النقالة، أو بكاميرات الويب أو
الفيديو أو الرقمية الخاصة، للإبلاغ عما يحدث من حولهم . كما يمكنه استقبال
المحتوى الإعلامي عن طريق البريد الإلكتروني، أو مباشرة من الهواتف .
كما جرت إضافة المزيد من الميزات مثل، التسجيل المباشر من كاميرات
الإنترنت، والبث المباشر من الهواتف .
يقوم فريق العمل على الموقع باستعراض المواد التي تم تحميلها من قبل
المشاهدين، واختيار المواضيع ذات الأهمية الإخبارية والتعليقات المثيرة
للاهتمام، ليتم عرضها على الموقع وعلى شاشة الجزيرة كجزء من تغطية القناة
للحدث ذات الصلة .
جاء المشروع إثر النتائج الناجحة لمحاولات “الجزيرة” السابقة لجمع محتوى
المستخدِمين المحمل على موقعYou
Tube
وتعويضاً عن التشويش الذي أصابها مؤخراً
على الأقمار العربية .
وعن تجربة قناة “العربية” الإخبارية، يقول فراج إسماعيل، مدير تحرير موقع
“العربية نت”، منذ الأيام الأولى للثورة المصرية أطلقنا موقع “أنا أرى”،
وهو ما مكننا من استقبال عشرات الفيديوهات الحصرية، التي صورها الشباب في
الشوارع وكان أشهرها للسيارة التي دهست بعض الشباب في أحد شوارع القاهرة .
وكنا أول من يبث هذا المقطع وأخذته عنا الكثير من وكالات الأنباء العالمية
.
ويضيف: عن الحالة الليبية، يصلنا يومياً عبر هذا الموقع ما لا يقل عن تسعة
مقاطع، حيث تضرر المرسلون من قطع الإنترنت، مما كان يضطرهم للذهاب للحدود
الليبية التونسية، حتى يتمكنوا من إرسال ما التقطوه من صور ومقاطع .
ومن الأمور التي أثرت في قلة وندرة المعلومات القادمة من ليبيا في الأيام
الأولى للأحداث، هو حرص كمائن التفتيش على أخذ بطاقات الذاكرة من الهواتف
النقالة من المارة، حتى لا تتسرب الصور والفيديوهات إلى المواقع ومنها إلى
القنوات الفضائية .
ومع تسارع الأحداث، ورؤية المصورين لمقاطعهم على الشاشات، زاد عدد المقاطع
التي كنا نستقبلها إلى 20 فيديو يومياً، ثم 100 فيديو في الساعة .
وعن جودة الصورة واحترافية التصوير يضيف: خمسة وتسعون في المائة من المقاطع
الواردة إلينا، تحمل صوتاً وصورة بجودة عالية .
أما عن تحريه لمصداقية ما يبث عبر موقع “العربية نت، والعربية الإخبارية”
فيقول: هناك المئات من المقاطع التي قد تكون لموقع واحد، وتحمل نفس
التاريخ، وتصور نفس الحدث . مما يتيح لنا فرصة التدقيق والمقارنة قبل البث
.
ويقول د . عمار بكار، مدير الإعلام الجديد بمجموعة
MBC
الفضائية: استخدام الكاميرا من قبل الناس
ونقلهم للأحداث التي تحدث لهم، لاسيما في وقت الحروب والأزمات، غيّرا
النظرة الإعلامية في العالم، وبشكل خاص في العالم العربي، الذي يمر بفترة
هامة من تاريخه .
وساعد على نشر تلك الظاهرة الطفرة الكبيرة التي حدثت في مجال الاتصالات،
وانتشار ثقافة مشاركة الناس بما يصورنه عبر هواتفهم النقالة، وكاميراتهم
الشخصية، على مواقع التواصل الاجتماعي إضافة إلى موقع “يوتيوب” .
ويشير بكار إلى أن التعتيم والتشويش على وسائل الإعلام مؤخراً، لم يحدا من
تبادل الناس الأخبار والصور، بل زادت نسب المقاطع إلى حد أذهل القائمين على
القنوات الإخبارية . كما أدى إلى ظهور وسائل حديثة تساعد الناس على إرسال
ما التقطوه من صور ومقاطع، فبعد قطع الإنترنت لجأ البعض إلى الهواتف
المتصلة بالأقمار الصناعية، وراح البعض إلى مناطق تتوفر فيها خدمات
الإنترنت لوضع صورهم للعالم .
وعن التحدي الذي واجهته معظم القنوات في تحري مصداقية ما يبثه على الناس
يضيف: هناك إشكالية كبيرة واجهت معظم القنوات التي غطت الأحداث الأخيرة في
تونس ومصر ولبيبا، وكان أغلبها يتركز في التحقق من أكثر من مصدر عن جدية
الصورة أو المقطع المتحرك، لكن أغلب القنوات كانت مضطرة لبث ما يصوره الناس
لشح المعلومات، والتعتيم على عمل المراسلين والمصورين المكلفين لتغطية
الأحداث على الأرض .
ويقول زين العابدين توفيق، المذيع بقناة “بي بي سي” العربية: من الضروري في
كل دولة تتحرر من القمع ان يبني الناس في أكبر ميادينها، نصباً تذكارياً
كبيراً للهاتف المتحرك، وموقعي “الفيس بوك”، و”تويتر”، فلولاها ما تمكن
الناس من إظهار الحقيقة، وما تعرضوا له من مجازر وتعذيب، كان سيستمر لولا
أن دخلت القنوات الفضائية على خط التواصل مع الناس، وفتح المجال لهم من
خلال مشاركاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الخاصة التي أطلقتها
القنوات الإخبارية، لوضع ما يرونه ويصورونه من صور ومقاطع حية، وهو ما كان
له بالغ الأثر من دون شك في نجاح حركات كثيرة حول العالم .
أيمن عزام مذيع بقناة “المحور” بدأ كلامه معجباً بما قاله وضاح خنفر مدير
قناة الجزيرة، معلقاً على منع الحكومات مراسليهم من العمل، في الأحداث
الأخيرة . وكان خنفر قال: “حرمونا من الموظف المراسل فكان ميلاد المواطن
المراسل”، ويقول عزام: كان الهاتف النقال الوسيلة الفاعلة لتمكين كل مواطن
من نقل المعلومة صوتاً وصورة، ومنها إلى مواقع التواصل الاجتماعي، والمواقع
الإخبارية التي أطلقتها القنوات لاستقبال مشاركات الناس من قلب الحدث .
وساعدت مواقع القنوات الفضائية في نشر موسع وأشمل لما يصوره الناس، بدرجة
كبيرة عن المواقع الإلكترونية، التي عملت بمثابة همزة الوصل بين مواقع
كاميرا المواطن والقنوات الفضائية.
الخليج الإماراتية في
16/03/2011 |