إثر صدور
قرار من نيابة الأموال العامة بالقبض على كل من أنس الفقي وزير الإعلام،
وأسامة
الشيخ رئيس «اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري» ليلة الأربعاء الماضي، القت
مباحث
الأموال العامة القبض عليهما صباح أمس، بتهمة التربح وتمكين الغير من
الاستفادة
الشخصية من المال العام، والإضرار به على حساب تحقيق منافع شخصية.
القبض على
الشيخ والفقي، جاء بعد صدور قرار من مكتب النائب العام عبد المجيد محمود
بمنع
سفرهما، من خلال إدراج اسميهما على قوائم الممنوعين من السفر. وورد الى
مكتب النائب
العام عشرات البلاغات – بحسب مصدر وثيق الصلة طلب عدم ذكر اسمه – تؤكد
تورطهما في
عمليات شراء مسلسلات ومواد برامجية بأسعار اكبر من أسعارها الحقيقية، وعدم
الاكتراث
بالحدود القانونية للشراء والمديونيات الكبيرة التي تراكمت على «اتحاد
الإذاعة
والتلفزيون المصري» خلال فترة تواجدهما في منصبيهما. وقد حققا بذلك أرباحاً
بمليارات الجنيهات.
وقال مصدر من داخل :«ماسبيرو» إن «أنس الفقي أعطى «كارت
أخضر» لأسامة الشيخ، لشراء ما يريده من
مسلسلات، وأهدروا ملايين الدولارات عبر شراء
مسلسلات لعرضها خلال مواسم رمضان الماضي. وتحكمت صداقات كل منهما في عمليات
الشراء.
ونتج عن ذلك عرض أعمال غير جيدة، كما لم يحقق التلفزيون النتائج المتوقعة
منه، بل
تفوقت عليه محطات خاصة اشترت أعمالاً درامية بميزانيات اقل بكثير مما أهدره
أسامة
الشيخ وأنس الفقي».
أضاف المصدر بأن «الملفات فتحت ولا تزال تنظر امام النائب
العام. فليست المسلسلات وحدها هي محور القضية، وإنما الأمر يتعلق أيضاً
بالشركة
التي يتم الشراء منها. إذ أن هناك معلومات شكلت مفاجأة امام الناس، ومفادها
أن هناك
ملايين أهدرت لشراء مسلسلات من شركة اتضح أن مالكها هو أشرف صفوت الشريف،
نجل رئيس
مجلس الشورى ووزير الإعلام السابق»
.
واعتبر المصدر أن «المشكلة هي أن فساد
الفقي والشيخ كان يستفحل عاماً بعد عام،
لدرجة انهما أبرما تعاقدات لأعمال تعرض
خلال رمضان المقبل، وهذه الأعمال لم يتم
تصوير أي منها حتى اليوم. وتم دفع ملايين
الجنيهات لتمويل إنتاجها. وكان من الأفضل أن ينتج التلفزيون المصري تلك
الأعمال
بنفسه».
السفير اللبنانية في
25/02/2011
قاموس الفضائيّات العربيّة في زمن «الثورة»
محمد خير
القاهرة | بعد يوم على استخدامها عبارة «انتفاضة الجماهيرية»، غيّرت
«العربية» التسمية إلى «ثورة ليبيا». يبدو ذلك تغييراً كبيراً من المحطة
السعودية، ليس تجاه تعاملها مع القذافي، فالخلافات معروفة بين قائدَي ليبيا
والمملكة، بل تجاه القاموس الذي تستقي منه المحطة لغتها الإخبارية.
في اجتماع «مجموعة العشرين» الاقتصادية، منعت السعودية والصين بقية الدول
المشاركة ــــ ومعظمها غربي ــــ من توجيه التحية إلى النضال الديموقراطي
في مصر وتونس. واكتفى بيان المجموعة وقتذاك بإعلان استعداد الدول المذكورة
لتقديم الدعم الاقتصادي إلى البلدين. لم يتحدّث هذا البيان عن أي «ثورة».
مع ذلك، وقفت له السعودية بالمرصاد. لكنها الآن، وقد عوّضت، تقريباً، من
خلال «العربية» دور «الجزيرة» (المشوّش عليها) تجاه الحدث الليبي، تبدو عند
مفترق طرق: الحدث لم ولن يتوقف عن الانتشار في باقي العالم العربي. وهي تضع
نفسها ـــ المحطة والمملكة ـــ عند التزام بأن لا تغلق قاموسها المستحدث
إزاء بقية الانتفاضات العربية، ويبدو أن ذلك لن يكون سهلاً.
لا تزال «العربية» تستخدم عبارة «مصر بعد مبارك» عنواناً لتغطية الحدث
المصري. ربما وجدت في العنوان حلاً توفيقياً وموضوعياً للّغة. الموضوعية
هنا بمعنى عدم التورّط في إطلاق الحكم على ما جرى في مصر. وعلى عكس وضوح
المجزرة الليبية التي قضت على شرعية القذافي مهما كانت التطورات اللاحقة،
يبدو الصراع المصري الداخلي الآن محتدماً بين أطراف لا تزال كل منها تمتلك
الكثير من أوراق القوة والسياسة. الشعب والجيش وبقايا النظام السابق
يمارسون رقصة خطرة فوق أرض ملغومة.
موقف «العربية» هنا قد يكون مبرَّراً للمرة الأولى في تمايز واضح عن موقفها
المنحاز إلى نظام مبارك طوال الثورة؛ إذ أطلقت على الأحداث المصرية في
بداياتها عنوان «مصر... الأزمة»، قبل أن يتحرك العنوان قليلاً مع اتضاح
إصرار الثوار إلى «مصر... التغيير».
كل ما قيّد تغطيات «العربية» وعناوينها، كان هو نفسه الذي أطلق العنان
لـ«الجزيرة». الدولة القطرية الصغيرة تحررت دوماً من تبعات المحاور. أحداث
مصر وتونس وليبيا بدت فرصة لهذه المحطة كي تؤكد اتساقها مع نفسها، فساندت
الثوار من دون أن تتوقع امتداد التأثير إلى البحرين. هنا أصيبت بأول ارتباك
في تاريخها الإعلامي. مع ذلك، فمساندتها غير المشروطة لثورتَي تونس ومصر
حررتها من الحاجة إلى إثبات أنها مع الشعب الليبي، فوضعت عنوان «ليبيا...
انهيار جدار الصمت».
وبعدما قدّمت نفسها ذراعاً إعلامية لثورة تونس، واستحقت تسميتها «قناة
الثورة المصرية» أثناء إطاحة مبارك، أمكنها أن تعود ـــ في تغطيتها لليبيا
واليمن ـــ إلى عناوين مبتكرة لا تتوجس من أي اتهامات، على عكس «العربية»
التي تقف مبدئياً ضدّ الثوار في أي شارع عربي.
من «ثورة شعب» إلى «الشعب ينتصر» في مصر وتونس إلى انتفاضة الليبيين، تبدو
العناوين التلفزيونية موضوع جدل ونقاش لدى علماء الاجتماع والسياسة الذين
يفضلون غالباً التمهل، ومنح التاريخ فرصته قبل إطلاق تسمية «الثورة» على ما
يجري. ويطرح ذلك سؤالاً حديثاً من نوعه، عما إذا كان للثورة توصيف إعلامي
يضاف إلى التوصيفَين الاجتماعي والسياسي، ثمّ الحكم التاريخي؛ إذ إنّ
التاريخ هو علم دراسة الماضي. أما الميديا فهي فن إطلاق الأسماء. التاريخ
ينتظر، الميديا لا يمكنها الانتظار.
الأخبار اللبنانية في
25/02/2011
الإعلام العربي ودرس الشارع
فادية فهد
يعيش الإعلام العربي، بصحافته وتلفزيوناته، منذ الثورة في تونس، ثم مصر،
حالاً
من الارتباك الشديد تجلّت في تغطية متردّدة يرتابها الخوف،
وأحياناً متأخرة بعض
الشيء، للأحداث وتطوراتها. وأغلب الظنّ ان هذا الإعلام الذي برع في تغطية
الحروب
وأخبار الموت في فلسطين ولبنان وأفغانستان والعراق، وتخصّص في نقل المواقف
الرسمية
من مصادرها، لم يعتد تغطية الحركات الشعبية ونقل صوت الشارع
ومعاناة أبنائه
اليومية. فلطالما كانت الكاميرات والميكروفونات مصوَّبة الى أعلى الهرم، لا
إلى
أسفله، باعتبار أن كلّ ما يجري تحتُ هامشيٌّ ومدسوس ومشكوك في عفويته
وصدقه، وواجبٌ
تجاهلُه. جاءت ثورات الشباب العربي لتقلب الموازين، وتقول :
هذه المرة الكلمة لنا،
وستستمعون إلينا! وجاء سقوط النظام التونسي، ثم المصري ليفرض واقعاً
جديداً، على
الإعلام العربي التأقلم معه، واقع تتعدّد فيه الآراء وتتوافق وتتعارض،
وتشكو
شخصياتها وتبكي وتنهار وتضحك وتفرح وتعيش مشاعرها بصوت عالٍ...
واقع اسمه
الديموقراطية التعدّدية، وأبطاله أناس عاديون جداً لا يملكون الكاريزما ولا
يجيدون
فنّ الخطابة ولا نسج الكلمات المبهِرة. أبطال «منّا وفينا»، لا يصلحون
للكاميرا ولا
لنسج الأحلام والأساطير حولهم. أشخاص حقيقيون على شاكلة «بو عزيزي» المشتعل
من يأس،
وخالد سعيد، الشاب الإسكندراني المغمور الذي قضى برصاص الشرطة،
ووائل غنيم «بطل
الكيبورد» صاحب الصوت المتهدّج والدموع السخيّة في كلّ إطلالة تلفزيونية.
وما يزيد في ارتباك الإعلام العربي هو مطالب هؤلاء البسيطة، المتمثّلة في
بيع
الخضر على عربة، والحوار مع الشباب، وهي مطالب تخلو من أيّ
بريق طنّان رنّان،
مقارنة بالمطالب العظمى التي اعتاد أن يتعامل معها مسؤولو التحرير
والمراسلون، وعلى
رأسها تحرير فلسطين واستعادة القدس وعودة اللاجئين ومكافحة الإرهاب والوحدة
العربية
وغيرها.
مطالب الثوار مربكة حقاً، في ضوء ما حُشيت عقولنا به في كلّية الصحافة:
«إذا عضّ
كلب رجلاً، فهذا ليس بخبر صحافي. بل الخبر أن يعضّ الرجل
كلباًَ». ولكن ماذا عن وجع
ذاك الرجل؟ ألا يستأهل الحديث عنه؟ ألا يستحقّ أن تكون المعاناة اليومية
لمواطن
عربي مانشيت صحيفة عربية أو في مقدمة نشرة إخبارية؟
قد يكون على الإعلام العربي أن يغيّر مفهومه الخاص بالعمل الصحافي، ويتخلّى
عن
ربطة العنق الأنيقة والحذاء اللمّاع، وينزل الشارع لينقل هموم
ناسه البسيطة
والموجعة، مع ولاء مطلق لحقائق بسيطة ومؤلمة لأصحابها، فيعود الى دوره
الأساسي
مرآةً للشعوب، لا لحكّامها.
الدرس يأتينا من الشارع، من الأكثر بساطة وعفوية وصدقاً. نتبنّاه، أو
يتجاوزنا
الإنترنت بنقله الحقيقي والمباشر لتفاصيل صغيرة تصنع الحياة،
حيث كلّ متصفِّحٍ
مراسلٌ بهاتف نقّال، ومتصفّحٌ مخلص في الوقت عينه. ثورة التكنولوجيا لا
ترحم!
الحياة اللندنية في
25/02/2011
مهنة «البحث عن المتاعب» وزمن
الثورات
بغداد - ماجد السامرائي
متابعو الفضائيات خلال الشهرين الأخيرين، وجدوا فيها ما جعلهم معلقين بخيط
الأحداث الممتد بين تونس ومصر والعراق وبقية أقطار هذه الأمة
التي لم تجتمع على
شيء، منذ نحو نصف قرن وأكثر، كما تجتمع اليوم على ما سمي بـ «ثورة الغضب»،
وإن
اختار لها «الحكام المعنيون» بهذه الثورة تسميات أخرى ألصقت بالفوضى
والغوغاء
والتصرف المدسوس، بقصد تشويه واقعها.
ساهمت الفضائيات في «ثورات الغضب» التي لاتزال مستمرة، فنقلت «صور التحدي»
و«أعمال القمع» على النحو الذي جعل بعض الأنظمة المعنية تتهمها بإثارة
الشغب. لكنّ
هذه الفضائيات التي كانت أول من حمل بشارة التغيير إلى مشاهديها ظلت تواصل
«بلاءها
الإعلامي» غير آبهة بما يقال، ناقلة صوراً أخرى لما ينبثق من
جديد ثورة الغضب هذه،
ومشددة على أن «وعد الشعب حق.. والتغييرات آتية»... الأمر الذي كان مبعث
سرور
وارتياح عند المشاهدين المتضامنين مع التغيير والداعين إليه.
نجحت الفضائيات في أن تجعل من مشاهديها مشاهدين معنيين بالشأن العام، فلا
يغادرون هذه الشـــاشة إلا إلى شـــاشــة أخرى بقصد المتابعة:
فبعضهم يرى نفسه في
ما كان له من حلم أدركه الزمن، وبعضهم يرى أبناءه وأحفاده أو من هم في
منزلتهم
ينهضون بذلك الحلم، وبعض ثالث يترقب الأمل الذي عاش له، وإن جاءه الرجاء
وهو في
خريف العمر!
لكنّ هناك جانباً لم يعره هذا المشاهد من الاهتمام ما كان ينبغي، كما أن
هذه
الفضائيات لم تتوقف عنده طويلاً بحكم تسارع الأحداث. ونعني به
ما تعرّض، ويتعرّض له
مراسلو هذه الفضائيات في مواقع الأحداث من عدوان، سواء من التظاهرات
المطالبة
بالتغيير أو التظاهرات المضادة لأصحاب هذه المطالب، لتشملهم بالضرب
المبرّح،
ومصادرة أجهزة العمل وتحطيمها.. كما كان هناك بحث محموم عن
مراسلي بعض الفضائيات
للرد على ما عدّوه «أخباراً زائفة»، ولكن.. ليس بالكلمات، بل باللكمات!
ويندرج في هذا السياق ما أعلنت عنه مراسة إحدى القنوات من «تعرضها لاعتداء
جنسي
وحشي» بسبب قيامها بمهمتها الإعلامية، ليس غير. وهي كلها أمور
ينبغي أن نتوقف عندها
بحكم ما تمثل من خطر يتهدد صدقية الإعلام الفضائي وحياة العاملين فيه. ذلك
أن عدم
فهم واستيعاب مهمة الإعلام، والجهل بمسؤولية الإعلامي أمام جمهور وسيلته
الإعلامية،
مرئية كانت أم مسموعة ومقروءة، مسألة تحتاج الكثير من عمق النظر لأنها تتصل
بما
ندعوه «ثقافة الشعب»، هذه الثقافة التي يبدو أنها بنيت، كما
الأنظمة الدكتاتورية
التي تقوم ثورات الغضب ضدها، على الرأي الواحد، والصورة الواحدة، والتعبير
الذي لا
يخرج على «سياقات السلطة»، وهو ما دفع ثمنه الصحافيون والإعلاميون
العراقيون
خصوصاً، فهناك أكثر من 280 منهم تعرضوا منذ الاحتلال الأميركي
لبلدهم عام 2003 إلى
اليوم (والإضافة مستمرة!) لا إلى الضرب ومصادرة أجهزة العمل وتحطيمها، بل
إلى ما هو
أكثر اختصاراً لمراحل إسكات الصوت وإطفاء العين، وذلك بالتصفيات الجسدية،
التي كان
بعض منها بنيران قوات المحتل، وبشكل مباشر ومكشوف!
هذه الحال تضع وسائل الإعلام أمام واقع شاق وصعب وهي تمارس مهمة أداء
رسالتها
الإعلامية، وتجعل العاملين فيها يفكرون بكل خبر قبل أن يعرضوه
لجمهورهم بما قد يجرّ
عليهم من ويلات، الأمر الذي قد يصل ببعض الفضائيات، في مستقبل قد لا يكون
بعيداً،
إلى طلب «فدائيين» مستعدين للعمل بمهمة «مراسل» في مواقع من هذه الأمة التي
تتحول
اليوم إلى «مواقع غضب»، لا على السلطات والأنظمة الحاكمة وحدها، وإنما،
وبشكل
مباشر، على الفضائيات التي لا تلبي «الطموح»، ولا تستجيب
«المطالب» التي تماشيها،
وأبرزها: تغييب الحقيقة عن المواطن، وتكميم الأفواه الناطقة بها... وفي
المحصلة حجب
الصور المعبرة عنها.
فماذا يعني هذا كله؟ ألا يعني أن بعض المطالبين بالديموقراطية، والذين
يدينون
سواهم بالدكتاتورية، يمارسون، هم أنفسهم، أبشع أنواع
الدكتاتوريات، وفي طابعها غير
المتحضر؟ وإلا ماذا يعني الانهيال بالضرب على من يؤدون مهماتهم الإعلامية،
ومصادرة
أجهزة عملهم، وتحطيمها، وصولاً إلى الاعتداء الجنسي على من تصفهم الأمم
المتمدنة
بقادة السلطة الرابعة، ناهيك عن «الطريقة العراقية» في إسكات
الأصوات، والتي تعتبر،
حتى الآن، الطريقة الأكثر اختزالاً لتكميم الأفواه؟
إنها الحقيقة بقسوتها الخشنة، ولكن لابدّ أن تقال.
الحياة اللندنية في
25/02/2011
'الولاءات
العائلية الضيقة' تُعيد دريد لحام إلى
الكوميديا
دمشق – من راشد
عيسى
الفنان السوري الكبير يؤدي شخصية انفعالية غيورة على مصلحة العائلة
في مسلسل كوميدي جديد يحمل عنوان 'الخربة'.
يدخل الممثل السوري دريد لحام قريبا في تصوير مسلسل تلفزيوني كوميدي
جديد من بطولته يحمل عنوان "الخربة"، نص الكاتب السوري ممدوح حمادة وإخراج
الليث حجو، اللذين أنجزا معا من قبل المسلسل الكوميدي ذائع الصيت "ضيعة
ضايعة".
ولا يبدو أن العمل الجديد سيبتعد عن أجواء "ضيعة ضايعة"، كما تشي
حكاية العمل على ما أوجزها الكاتب ، "فالخربة قرية شبه مهجورة مشاكلها تكاد
تنحصر في بعض المناكفات بين سكانها الذين ينتمون لعائلتين متخاصمتين بدون
سبب واضح منذ قديم الازل، وربما يكون هذا الخصام هو مصدر تسليتهم الوحيد.
يتزعم كل عائلة رجل مسن هو عميد العائلة، وهما آل أبو مالحة وآل أبو قعقور".
واضاف الكاتب "بسبب الأزمة الاقتصادية يبدأ السكان المهاجرون بالعودة
بعضهم من المدينة وبعضهم من المهجر، حيث تشرب كل منهم عادات وثقافة جديدة،
فتبدأ بالظهور علاقات جديدة مضادة للحمة المبنية على أساس عائلي، ونرى
تمردات على كبيري العائلتين اللذين كانت لهما الكلمة في ما مضى".
وتابع "في النهاية يتم تنحية الكبار وتسود علاقات جديدة بسلبياتها
وإيجابياتها".
وأكد الكاتب "أن العمل يتحدث بشكل ما عن موضوع الولاء الضيق، وهو
الولاء للعائلة، والذي يرمز لبقية الولاءات الضيقة، فخلافات العائلتين ليس
لها سبب، وهو ما نراه في الكثير من المجتمعات القروية، فالهم الأساسي لكل
عائلة إثبات أحقيتها بالمقدمة، ثم يأتي من المدينة آخرون اتسعت ولاءاتهم
لتكون أيديولوجية، أو حتى إنسانية أو فنية أو غير ذلك، فلم تعد هذه
الولاءات تقنعهم، كما أن القرية نفسها تولد نوعا جديدا متعلما يحاول الخروح
من هذا الإطار".
وردا على سؤال حول ما إذا كان المكان عنده بطلا وموضوعا، كما في "ضيعة
ضايعة" قال حمادة "هذا العمل هو الثاني من ثلاثة أعمال كنت قد وضعتها في
خططي المستقبلية، والتي تعتمد المكان، أولها ضيعة ضايعة، وكان يفترض أن
يكون من جزء واحد، ثم جاء الجزء الثاني تلبية لرغبات الناس، ثم جاء هذا
العمل".
واضاف "أما الثالث، وهو ليس قريبا فهو ينطق بلهجة حوران (جنوب) وسيحمل
اسم الأوركسترا، فالمكان، القرية موجود في الأعمال الثلاثة".
وقال الكاتب عن المكان، الذي يشكل هذه المرة البيئة التي ولد وعاش
فيها الكاتب نفسه، أي قرى السويداء، جنوب سوريا "إن المكان سيتيح هنا
المفارقة بين الجديد العائد من المدينة والقديم المتأصل في القرية".
واستدرك "لكنني لا أنظر إلى القرية كمجتمع مثالي أو نقي بحت، فهو وإن
كان يحمل البساطة فيه الكثير من الرث، وفي الوقت نفسه فإنني لا أنظر إلى
المدينة كمصدر للفساد والإفساد ففيها التحديث والتطور كما فيها من الزيف".
أما عن دور دريد لحام في المسلسل الذي "يحتوي على شرائح مختلفة من
راعي الغنم إلى المايسترو الموسيقي، مرورا بمستويات أخرى" بحسب الكاتب، فهو
"كبير إحدى العائلتين والأكثر تعصبا لعائلته بينهما".
واضاف الكاتب "هو شخصية انفعالية غيورة على مصلحة العائلة (من وجهة
نظره)، هدفه الأسمى في الحياة إثبات تفوق عائلته على العائلة الأخرى، ولا
يترك مناسبة إلا ويستغلها في سبيل ذلك".
ويصف الكاتب الشخصية التي سيؤديها دريد لحام قائلا "له شاربان كبيران
يعتد بهما ويعتني بهما، ويمكن له اختلاق أي شيء لإثبات تفوق عائلته وتفوقه
على خصمه زعيم العائلة الأخرى، الذي لا يختلف عنه كثيرا، كما أنه يجد صعوبة
في التعامل مع التقنيات الحديثة وخاصة الموبايل، ولكن كل مشاريعه تنتهي
بفضيحة كبيرة، ويخرج منها محرجا".
ميدل إيست أنلاين في
26/02/2011 |