على مدى تجربتها الفنية المتواصلة منذ 15 عاما وبعد تخرجها في المعهد
العالي للفنون المسرحية بدمشق، الذي تعمل به حاليا كمدرسة لطلبته، تمكنت
الفنانة السورية مريم علي من ترسيخ حضورها على الساحة الفنية من خلال
تجسيدها لشخصيات درامية في أعمال تلفزيونية تاريخية ومعاصرة وأعمال
الفانتازيا ومنها: «الجمل ورمح النار والخريف واللوحة السوداء والخيزران»
وغيرها، وكذلك بطولتها للعديد من الأعمال المسرحية داخل وخارج سورية
ومشاركتها في أفلام سينمائية عديدة، منها «صعود المطر» مع المخرج عبد
اللطيف عبد الحميد، ولكن كان الأبرز في رحلتها الفنية حصولها مؤخرا على
جائزة أفضل ممثلة دور ثان في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون بدورته
الأخيرة عن دورها في المسلسل التاريخي «سقوط الخلافة» الذي جسدت فيه شخصية
الأميرة شويكار التي تعيش في قصر السلطان عبد الحميد، كما كان من المحطات
الأخيرة المهمة في رحلتها بطولتها لفيلم روسي صور مؤخرا وعرض قبل نحو الشهر
في صالات السينما بروسيا وتحدثت فيه باللغتين الإنجليزية والعربية وتم
دبلجة الصوت للغة الروسية. «الشرق الأوسط» التقت الفنانة السورية مريم علي
في دمشق وكان الحوار التالي:
·
لنتحدث بداية عن الأعمال الجديدة
التي تشاركين فيها؟
- أصور حاليا دوري في المسلسل السوري الاجتماعي المعاصر «المنعطف» للمخرج
عبد الغني بلاط وهو يتناول قضايا الفساد والرشاوى في البلديات وبين تجار
البناء والمهندسين وكبار الموظفين في هذه البلديات، وأجسد فيه شخصية
سكرتيرة في أهم مكتب عقاري بمدينة حلب وهي من تدير الصفقات في المكتب
ولديها حضور قوي وشخصية طاغية تحقق من خلالها مصالحها الشخصية في الثراء
عبر هذه الصفقات، ولكن تتعرض ومن خلال أحد الأشخاص المتعاملين مع المكتب
إلى تغيير لنمط حياتها المادية نحو العواطف. وفي جديدي أيضا نحضّر لعمل
مسرحي لصالح المسرح القومي مع الفنان غسان مسعود بعنوان «عش الدم» وهو من
إعداد الدكتور رياض عصمت مقتبس عن مجموعة أعمال لشكسبير، أما جديدي في مجال
السينما فقد شاركت في بطولة فيلم روسي بعنوان «اختبار الموت»، وكان من
المقرر أيضا أن أشارك في عمل تلفزيوني مصري ولكن بسبب الأحداث الأخيرة تأجل
تصويره، وقد كنت قبل بدء الأحداث بثلاثة أيام في مصر للاتفاق على العمل مع
الجهة المنتجة ونزلت في فندق قريب جدا من ميدان التحرير ولو بقيت أياما
أخرى في مصر كنت علقت هناك!..
·
لقد حققت مؤخرا إنجازا مهما
بفوزك بجائزة أفضل ممثلة في مهرجان القاهرة، لنتحدث عن هذا الإنجاز وماذا
يعني لك هذا الفوز؟
- أقول لك بصدق أنني فرحت ومن كل قلبي بهذه الجائزة وهي حققت لي دعما
معنويا كبيرا لي وسلطت الضوء على فترة من حياتي كممثلة وأعطتني حافزا كبيرا
ووجهت الأنظار نحوي خاصة أنني لست محسوبة على مخرج أو على جهة إنتاجية،
والطريف هنا أنني حصلت على الجائزة دون أن أكون حاضرة في المهرجان حيث
أخبرت عبر الهاتف أنني ترشحت لجائزة أفضل ممثلة دور ثان وفوجئت بذلك خاصة
أنني لم أدع للمهرجان ولذلك قلت لن أحصل على الجائزة ونسيت الموضوع 24 ساعة
ليأتيني هاتف من مدير إنتاج العمل في يوم تسليم الجوائز يخبرني أنني حصلت
على الجائزة فقلت له: هذه إشاعة فأنا في منزلي كيف سأحصل على الجائزة؟.
وعندما ذهبت مساء لمنزلي شغلت جهاز التلفاز على القنوات المصرية التي كانت
تبث حفل تسليم الجوائز مباشرة ولم أصدق حتى سمعت اسمي فائزة بالجائزة.
·
ولماذا لم تحضري المهرجان؟
- دعيت لحضور المهرجان ولكن كان التقصير من الجهة المنتجة للعمل والتي كانت
غير متجاوبة تجاه هذا الموضوع ولا أعرف السبب وهذا لا يعنيني لأنني حصلت
على الجائزة وأنا في دمشق وليس في القاهرة، فقد حصلت على العنب ولا يهمني
الناطور هنا كما يقول المثل الشعبي!..
·
فوزك بجائزة مهرجان القاهرة وأنت
في دمشق ألا يعني أنه مهرجان حقيقي وليس حالة إعلامية كما انتقده الكثيرون
منذ انطلاقته؟
- في الدورة الأخيرة كان مهرجانا حقيقيا حيث وضعت العلامات بشكل مختلف
فأعطي نصف العلامة للجمهور ليصوت عبر الإنترنت والنصف الآخر للجنة التحكيم
المؤلفة من 12 شخصا.
·
وألا يدل فوزك هنا أن هناك من لم
يعطك حقك في الدراما السورية بسبب الشللية الموجودة في الوسط الفني السوري؟
- الشللية موجودة في الوسط الفني السوري، حتى الإنسان العادي في الشارع صار
يتحدث عن هذه الشللية رغم أنه لا أعرف ما يجري في الكواليس حيث لا أنتمي
لأي شلة فنية ولست ضد الشللية في حال كان المخرج يرتاح مع كادر فني يعمل
معه باستمرار كما هو الحال في المسرح ولكنني ضد الشللية من مفهوم طلب
المخرج ممثلا وحيدا من منطلق أنه تعود على وجود هذا الممثل معه وفي كل
الأعمال التي يخرجها، ومن منطلق وجود المصالح الشخصية المتبادلة بين المخرج
والممثل غير القائمة على أسس فنية.
·
كيف تنظرين لتجربة الممثلين
السوريين مع الدراما المصرية؟
- أستغرب مثل هذه المقولات فأنا أؤمن بالإنسان دون أي جنسية وأن الفنان
يثبت وجوده في أي مكان، ويسعدني وجود الممثل السوري في الدراما المصرية،
وأنا أعتبر أن حظي جميل حيث عملت في المسرح مع الإنجليز والكويتيين
والعراقيين والألمان ولم أكن أشعر مطلقا أن هناك أي فرق بيني وبينهم، حتى
في الفيلم الروسي لم أشعر للحظة أنني غير منسجمة مع هذا الوسط الروسي،
وشعرت أنني وأنا أجسد شخصية امرأة أميركية بعيدة تماما عن الجنسية، ولذلك
أرى هنا أن الأمر عادي جدا مشاركة الممثلين السوريين مع الدراما المصرية
والبعض جعلها ظاهرة وكبرها وهي ليست كذلك.
·
هل شاركت في الدراما المدبلجة؟
- شاركت في عمل واحد وهو «الأوراق المتساقطة» وقبله كنت رافضة أعمال
الدوبلاج وبدون أسباب ولكن بعد تجربتي هذه شعرت أن حظي جيد من خلال هذا
العمل المدبلج الاجتماعي المهم، وهناك ممثلون ساحرون بأدائهم أحببتهم
وأحببت الممثلة التي دبلجت صوتها وهناك مخرج مهم خلف العمل وهناك قصص
اجتماعية مهمة وحتى لها علاقة بمجتمعنا وبشوارعنا وعواطفنا. وبصراحة هذا
العمل غير موقفي من الدوبلاج رغم أنني لن أشارك في عمل آخر ولكنني لست ضد
الدوبلاج، وذلك لسبب بسيط هو أن الممثل الذي يعمل في الدوبلاج يعمل بإحدى
أدوات الممثل المهمة وهي صوته فأين المشكلة في ذلك؟ إضافة إلى أن الدوبلاج
يحقق دخلا ماديا للممثل يريحه معيشيا. ولدي سؤال هنا أنه لو كان ممثلي الصف
الأول هم أبطال الأعمال المدبلجة هل سيثار كل هذا اللغط حول الدراما
المدبلجة أم سيعطون شرعية للدوبلاج. وأنا لست مع القائلين أن الدراما
المدبلجة أثرت على مساحة بث الدراما السورية وخاصة أولئك الذين يعتبرونها
مؤامرة، وأتساءل هنا لماذا لا نقول إن هناك مسلسلات سورية جميلة تفرض
وجودها في كل القنوات، ولماذا لا نقول ونعترف أن الدراما السورية تراجعت
قليلا.
·
وما هي أسباب تراجعها برأيك؟
- الأسباب هي الاستسهال والتكرار واستنساخ الأعمال الناجحة ومن يستنسخ قد
يقدم أعمالا رديئة ودون مستوى العمل الأساسي، كما أن الممثل الذي قد ينجح
في دور معين فنقوم بتكراره بعشر نسخ تكون سيئة مما يجعل الجمهور يبتعد عنه،
فالمعروف أن الجديد هو من يبهر الناس والشارع ولذلك عليك أن تفاجأ الجمهور
بالجديد دائما، كذلك من الأسباب دخول أناس العملية الإنتاجية ليست لهم
علاقة بالفن وهؤلاء لديهم المال ويرغبون بالجلوس مع فنانين فيؤسسون شركة
إنتاج ويطلب أسماء محددة من الوسط الفني يحبونهم لأنهم شاهدوهم في مسلسلات
سابقة فيصورون هؤلاء الأعمال الجديدة لهؤلاء المنتجين الدخلاء وتكون هذه
الأعمال مستنسخة بشكل سيئ، وهذا كله يؤثر على الدراما السورية.
·
هل توافقين على تقديم أدوار
إثارة وجريئة؟
- إذا كان الدور يتطلب الجرأة مع مخرج يفهم تماما كيف سيكون هذا الدور
ويعرف كل لقطة وكل لحظة بحيث يجب أن يكون هذا الدور موجودا وإذا غاب اللباس
والموقف الجريء هنا لن يسير المشهد بشكله الصحيح وكيف لن يستغل جسدي
وعواطفي فقط للإثارة ولأشياء استهلاكية، فأنا لست ضد هذه الأدوار لأنها
موجودة في الحياة. افرض أنني سأجسد شخصية بطلة سباحة فماذا سترتدي الممثلة
هنا؟!..
·
ألا تنتقدين نفسك بعد مشاركاتك
الدرامية؟
ـ طبعا رغم أنني لا أشاهد أعمالي أثناء عرضها حيث لا أجلس لمشاهدة ثلاثين
حلقة تلفزيونية والسبب لأنني «جبانة» حيث لا أجرؤ على مشاهدة أعمالي بوجود
أحد من الأشخاص معي وأفضل أن أكون لوحدي في المنزل وأنا أشاهد أعمالي، حيث
أتحدث مع نفسي ناقدة الصوت أو الأداء، حيث أقول إنه مثلا يجب عليّ أن أقدم
الصوت بشكل مختلف ولذلك أستفيد من هذا النقد الذاتي لأعمال قادمة وأستفيد
من الأخطاء في ذلك.
·
هل لديك طموح لتجسيد شخصية ما؟
- بالمناسبة أنا جسدت مرة شخصية مونيكا لوينسكي عشيقة بيل كلينتون في عمل
تلفزيوني وهو «المقهى العربي» وحاليا إذا طرح عليّ تجسيد شخصية ما سيرة
ذاتية وأحب هذه الشخصية فلا مانع لدي لتجسيدها ودخول هذا البحر لأنه يتطلب
من الممثل جهدا أكبر ودراسة مستفيضة عنها كونها شخصية معروفة.
·
ما هي هواياتك الأخرى؟
- الفروسية ولو أنني لم أحترفها ولكنها رياضتي المفضلة وكنت أنوي احترافها
ولكن دراستي للتمثيل أبعدتني عن فكرة الاحتراف لها وقد استفدت من الفروسية
في الأعمال التلفزيونية ففي مسلسل «الموءودة» قدمت دور الفارسة وقدت الخيل
بشكل متقن ألم أقل لكن إنها هوايتي المفضلة؟!..
·
هل صوتك جميل؟
- ياريت ولكن يمكنني أن أتدرب في حال كان يتطلب الدور أن أغني وفي هذه
الحالة سأجهد المخرج معي!.. وأتحسر هنا على هواية لم أمارسها وأحبها كثيرا
وهي تعلم العزف على آلة موسيقية.
·
أنت غير متزوجة؟
- صحيح وأتمنى أن أدخل القفص الذهبي قريبا حيث تعنيني جدا حياتي الخاصة
وهناك بعض الشروط لزوج المستقبل أن يكون رجلا بكل معنى الكلمة أستطيع أن
أعتمد عليه وأشعر بالأمان معه وأن يكون كريما وشهما.
الشرق الأوسط في
18/02/2011
موعد مع الرئيس
ندى الأزهري
ظهور الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على القناة الفرنسية الأولى وضعه وجهاً
لوجه
أمام فرنسيين من مختلف الشرائح الاجتماعية، كان فرصة للطرفين:
للرئيس لرفع شعبيته
المتدنية وبخاصة قبل الانتخابات الاقليمية المقبلة، وللمواطنين لتمرير
رسالة مباشرة
إلى الجهات العليا.
بحسب تفاعلات القضية فإن 54 في المئة من الفرنسيين وجدوا ساركوزي غير مقنع.
فهم
وإن لم يحصلوا على حلول لمشاكلهم، لم ينالوا ايضاً إجابات على
مخاوفهم. وجاءت
التعليقات قاسية بحق الرئيس الذي لم بدا مقنعاً فقط في قضيتين من اصل ثماني
قضايا
طرحت وحكم عليه بأنه كان سيئاً تحديداً في تناوله لقضية المساواة
الاجتماعية.
كان لقاء من النوع ذاته جرى مطلع العام الماضي واراد الاليزيه إعادة الكرة
هذا
العام. ومجدداً استقطب البرنامج ملايين المشاهدين ليروا الرئيس
في مواجهة تسعة
أشخاص لديهم «الحرية» للنقاش معه. ومن هنا بدأت الانتقادات، إذ اعتبر بعضهم
أن
اختيار المرشحين للحوار مع ساركوزي كان «اختياراً يسهّل مهمته» وقام على
أساس تواجد
مواطنين «لا يثيرون العواصف». فمثلاً استبعد نقابي عتيد من
الضواحي كان من ضمن
المحاورين العام الماضي بعدما اقترحت القناة الأولى دعوته هذه السنة أيضاً
ورفضه
الاليزيه. وقيل أن «عدوانية» النقابي هي السبب وأن الرئيس لا يرغب في تكرار
أقواله
ووعوده. وفي لقاء تلفزيوني على القناة الخامسة عشية الحوار الرئاسي الثاني
ذكر
النقابي بأن سعادته لم تدم طويلاً بعد لقاء الرئيس العام
الفائت وبخاصة بعد أن قال
له هذا الأخير: «ما تفعلونه أشجعكم عليه، وإذا دعوتني (إلى الضواحي) سآتي».
لكن
ساركوزي لم يأتِ حتى هذه الساعة، كما صرّح النقابي، على رغم الدعوات
المتكررة. أما
المشاركون هذا العام فخرجوا «محبطين خائبي الأمل» لشعورهم أنه
«لم يتم الاستماع
إليهم»، حتى أن مزارعاً شاباً من بينهم لام الرئيس خلال النقاش قائلاً له:
«بديت
مزدرياً لأقوالي». وبدت غالبيتهم في البرنامج مستمعة لـ «بلاغة» الرئيس
أكثر منها
مشاركة في الحوار.
وتكرر الهجوم على ساركوزي بسبب اسلوبه الخطابي هذا وكذلك بسبب الوعود التي
يرميها. وما كان لافتاً هو الحديث الدائم عن الأخطاء التي
يرتكبها في قواعد اللغة
الفرنسـية. فالــفرنسيون لا يستسيغون هذا الأمر على الإطلاق، ويعتقد بعض
المحللين
أن الرئيس يفعل ذلك متقصداً للتقرب من الشعب وطريقته في الكلام.
وشكك صحافيون في هدف اللقاء نفسه، وتساءل برنامج على القناة الخامسة «ساركوزي
أمام الفرنسيين: أفضل خطة (انتخابية) للتواصل؟».
أمام هذه النتيجة المتواضعة لهذا الظهور الإعلامي، وجه الرئيس دعوة
للمشاركين في
برنامجي العام الماضي والحالي في مكان «اقل خطراً» من التلفزيون، فهل
سيـكون
الاليزيه مكاناً أكثر فـعاليـة وأمــاناً لاسـتدراك ما حصل؟
الحياة اللندنية في
18/02/2011
شعار «فضائي»
أمينة خيري
«إزاي»
هي الكلمة المصرية العامية للسؤال كيف؟ وهي عنوان الأغنية الممنوعة
المعبرة جداً عن حال مصر والمصريين قبل ثورة 25 يناير، وهي أيضاً السؤال
الذي يطرح
ذاته كلما دار جهاز التلفزيون لأن الأحداث المتلاحقة باتت غير
مفهومة ويود الجميع
أن يعرف «إزاي» حدث كل هذا من خلال آلاف الحوارات والتحليلات التي تدور
رحاها في
شتى القنوات.
عقب إعلان نائب الرئيس المصري السابق عمر سليمان نبأ تنحي الرئيس مبارك
بادرت
قنوات التلفزيون المصري إلى بث أغنية الفنان محمد منير «إزاي»
التي سجلها قبل نحو
ثلاثة أشهر، بعدما منع بثها لأن كلماتها تحرض على الثورة.
ليس هذا فقط، بل أُضيفت لقطات من الثورة إلى الأغنية التي تمس كلماتها كل
مصري.
«مش
لاقي في عشقك دافع، ولا صدقي في حبك شافع، إزاي أنا رافع راسك، وانتي بتحني
في
راسي إزاي... وحياتك لأفضل أغني فيكي لحد ما ترضي عليّ، إزاي سايباني
بضعفي، طب ليه
مش واقفة في صفي... إزاي أحمي لك ضهرك، وأنا ضهري في آخر الليل دايماً
بيبات محني
ومكشوف؟!»... صدقت مخاوف المسؤولين في التلفزيون من أن الكلمات
تحرض المظلومين على
الثورة، ولكن يبدو أنهم كانوا قد تجاوزوا مرحلة انتظار أغنية رائعة كهذه
ليثوروا،
فبادروا بثورتهم.
وعلى رغم ذلك، فإن الأغنية» التي تذاع عشرات المرات أصبحت شعاراً للمرحلة.
«إزاي»
حدثت الثورة المصرية؟ و«إزاي» حدثت من قبلها الثورة التونسية؟ و«إزاي» تشهد
إيران والبحرين والجزائر ودول أخرى في المنطقة بوادر مشابهة؟ «إزاي» فات
كثير من
الحكام أن يتلفتوا إلى ما يجري حولهم؟
سؤال «إزاي» هو شعار المرحلة المنعكس فضائياً ليس فقط في مرحلة اشتعال
الثورات
ومتابعاتها ولكن في تقويم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في
عهد ما بعد الثورات. «إزاي»
يمكن تعويض الخسائر البليونية التي نجمت عن الثورة؟ و«إزاي» ستعالج على
المدى الطويل؟ و«إزاي» ستنعكس آثار الثورة اجتماعياً على الشعوب؟ و«إزاي»
يمكن ضبط
وإعادة ترتيب الهرم الاجتماعي في شكل يضمن العدالة الاجتماعية؟
خبراء ومحللون لا أول لهم أو آخر يطوفون في فلك الفضائيات بين محلل ومستشرف
ومفسر للأوضاع. كلهم يحاول الإجابة عن سؤال «إزاي». ومع هذا
يتوقع أن يظل السؤال
مطروحاً على كل القنوات لمدة طويلة مصرياً وعربياً. وهنا تنقسم منظومة
«إزاي»
قسمين. فها هي القنوات المصرية تموج
بالسؤال عن قضايا داخلية حول «إزاي» يُسن دستور
جديد أو يُعدّل الدستور القائم، و«إزاي» تعود العلاقة الجيدة
بين الشرطة والمواطن.
أما «إزاي» الإقليمية فستتطرق إلى شكل الشرق الأوسط.
«إزاي»
أغنية كانت ممنوعة لأنها تحرض على الثورة وصارت شعاراً للمرحلة الفضائية
الحالية بعد انتهاء مرحلة «الشعب يريد إسقاط النظام».
الحياة اللندنية في
19/02/2011
الثورة تضع الدراما المصرية في مأزق
القاهرة - سعيد ياسين
وضعت ثورة 25 يناير (كانون الثاني) الدراما المصرية لعام 2011، سواء التي
بدأ
تصويرها أو التحضير لها لتعرض في شهر رمضان المقبل، في مأزق
كبير، خصوصاً مع شلّ
حركتها منذ اندلاع الثورة حتى تنحي الرئيس حسني مبارك وما تبعه من انشقاقات
وتظاهرات واعتصامات في نقابتي المهن التمثيلية والسينمائية، والمطالبة بعقد
جمعية
عمومية لحل مجلس إدارة النقابتين، إلى جانب الانقسام في صفوف
الفنانين بين مؤيد
للثورة ومعارض لها «تراجعت غالبيتهم عن بطولاتها العنترية عقب انتصار
الثورة، في
حين أغلقت قلة منهم هواتفها المحمولة وابتعدت عن دوائر الضوء والصورة».
وعلى رغم الإعلان قبل بدء الثورة عن نحو 50 مسلسلاً لشهر رمضان، إلا أنه لم
يكن
دخل إلى حيز التنفيذ سوى خمسة مسلسلات، وهي «سمارة» لغادة
عبدالرازق وحسن حسني،
و»قضية معالي الوزيرة» لإلهام شاهين ومصطفى فهمي، و«مسيو رمضان أبو العلمين
حمودة»
لمحمد هنيدي، و«عريس دليفري» لهاني رمزي،
و«وادي الملوك» لسمية الخشاب وصابرين
ونبيل الحلفاوي ومجدي كامل وريهام عبدالغفور. في حين كانت
مسلسلات أخرى لا تزال في
مرحلة الكتابة، مثل مسلسلات يحيى الفخراني ونور الشريف ومحمود عبدالعزيز
ويسرا
وليلى علوي وآخرين.
والطريف أن مضامين غالبية هذه المسلسلات كانت تدور حول قضايا تتعلق
بالمحسوبية
والفساد والرشوة والبطالة وانعدام العدالة في توزيع الثروات
وعلاقة المصالح
المتبادلة لرجال الأعمال بالحزب الوطني «الذي كان يحكم» مع مهندسيه، وهو ما
يستلزم
تدخلاً جراحياً كبيراً في خطوط هذه الأعمال سواء الرئيسية او الفرعية من
مؤلفيها
ومخرجيها، الى جانب الديكورات التي وضعت قيد التنفيذ، والزاخرة
بمكاتب فخمة تتصدرها
صور الرئيس مبارك، خصوصاً أن الثورة أتت بثمار تفوقت على خيال كتّاب
السيناريو
وجعلتهم مكتوفي الأيدي امامها، وفي حاجة إلى وقت لاستيعاب ما حدث للكتابة
عنه، ما
دعا رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون المهندس أسامة الشيخ إلى
الإعلان في 15 الجاري
أنه «سيعيد النظر في كل الأعمال الدرامية التي كان الاتحاد بصدد التعاقد
عليها
لعرضها في رمضان، وكذلك إلغاء كل خطط الدراما لعام 2011، وعدم التعاقد على
أي مسلسل
بعد أن تغيرت الأوضاع، وأصبحت هناك اهتمامات جديدة يجب أن تكون
ضمن مضمون هذه
المسلسلات»، على اعتبار أن الشعب المصري تغير وتغيرت اهتماماته بعد 25
يناير. وطلب
من المبدعين أن يكتبوا أعمالاً درامية تتناول الثورة، على رغم أنه كان طالب
ووزير
الإعلام السابق أنس الفقي في بداية العام الجديد بكتابة أعمال
تتناول الوحدة
الوطنية بين المسلمين والمسيحيين بعد حادث كنيسة «القديسين» في الاسكندرية
ليلة رأس
السنة. وشرع بعضهم في كتابة أعمال تتناول هذا الموضوع، ومنها «الشوارع
الخلفية»
لجمال سليمان.
يضاف إلى ذلك أن أموال بعض المنتجين التي كانت تثور حولها الشبهات دخلت
منعطفاً
خطيراً تمثل في تلويح بعضهم بتقديم مستندات عنها إلى النائب
العام للشراكة التي
جمعت هؤلاء وبعض أبناء كبار المسؤولين السابقين وأقاربهم من الذين صدر قرار
بتجميد
أموالهم وممتلكاتهم.
المأزق الأكبر الذي وضعت الثورة الدراما فيه أنه لن يكون هناك مجال
لمسلسلات
النجم الأوحد التي كانت تدور كل الأحداث في فلكه، الى درجة أن
النجم كان يظهر من
المشهد الأول إلى الأخير في كل العمل، أو، كنوع من التحايل، كان يصر بعض
النجوم على
تجسيد أكثر من شخصية في العمل الواحد اتساقاً مع «نـظرية التوريث» مثل الأب
وابنه،
أو الشقيق وتوأمه.
وعلى هؤلاء النجوم والقائمين على العملية الفنية أن يدركوا أنهم لو ساروا
على
نهجهم الذي اتبعوه قبل 25 يناير، فإن الجمهور الذي ثار على
الحزب الأوحد، سيثور
عليهم ويرفضهم ويطالب ببطولة جماعية، وبأعمال لا تُفصّل على مقاسهم.
وفي موازاة ذلك يجب أن تختفي تماماً نغمة متاجرة الفنانين بأجورهم والتي
وصلت
هذا العام إلى حدها الأعلى، في ظل معاناة ممثلين آخرين من سوء
الاجر، بدعوى أن أجور
النجوم تلتهم أكثر من ثلثي موازنة أي مسلســل. وعــلى القائمين على شؤون
الانتاج أن
يفرجوا عن أعمال كثيرة حبيسة أدراجهم لعدد من كبار المؤلفين، مثل محفوظ
عبدالرحمن
ويسري الجندي ومحــمد عزيز ومحمد جلال عبدالقوي وطه حسين سالم
وعاطف بشاي ومدحت
عبدالقادر وآخرين. أعمال تصلح لكل زمان ومكان ولا ترتبط بأحداث طارئة، بل
تستند إلى
قيمة وهـدف ومعنى.
الحياة اللندنية في
19/02/2011 |