في وقت بدأت فيه قنوات تلفزيونية البحث عن التكامل باندماجها في كيان واحد
مثل “روتانا” و”إل بي سي”، وقنوات “راديو وتلفزيون العرب” مع شبكة “أو . إس
. إن”، ودخول القنوات المشفرة البوتقة نفسها، التي بدأت ب”شوتايم”
و”أوربت”، ظهرت محطات أخرى فضلت تغيير مسارها مثل “خليجية” الغنائية التي
تحولت إلى فضائية دينية وغيرها، بهدف البحث عن النجاح وجذب المشاهد .
التقينا العديد من مشاهدي التلفزيون وسألناهم عن متابعتهم لتلك القنوات
فتباينت إجاباتهم، وفي بحثنا عن الأسباب التي دفعت تلك القنوات إلى هذه
الخطوة، وهل ستحصد منها جمهوراً جديداً أم لا؟ تحدثنا مع إعلاميين وخبراء،
فأكد بعضهم أنها تجربة تحتاج إلى المزيد من الوقت للحكم عليها، في حين أشار
البعض الآخر إلى أنها بذلك تقضي على نفسها، وتسعى إلى المزيد من الفشل .
محمد خلف، تخصص تراث، أكد أنه يتابع تلك القنوات بالصدفة، ولا يهتم بها،
لأنها فقدت مؤخراً القدرة على جذبه كمشاهد، مرجعاً ذلك إلى اختلاف الفكر
بعد الاندماج .
وأوضح أنه كان يتابع أخبار الاندماج، لكنه لم يكن يعلم أنه سيثمر في
النهاية كيانات إعلامية ضعيفة، لا تملك القدرة على جذبه كمشاهد، ما يؤكد
أنها محطات تسعى فقط للوجود من أجل تحقيق الأرباح بغض النظر عن المادة
الإعلامية التي تقدمها .
بدرية عبدالشافي علي معلمة بمنطقة الشارقة التعليمية لفتت إلى أنها كانت
متفائلة بعمليات دمج القنوات التلفزيونية المشفرة التي كانت تراها بعيدة
المنال، إلا أن تفاؤلها لم يكن في محله، لأنها عرفت أن تلك القنوات تسعى
إلى تقديم المزيد عن طريق العروض المدفوعة الأجر، موضحة أن تلك المحطات لا
هم لها سوى تحقيق المزيد من النجاح عن طريق خداعهم كمشاهدين، لذلك تكتفي
بالقنوات المفتوحة.
سمر سلامة، طالبة في كلية الهندسة بجامعة عجمان، أكدت إيجابية التكامل بين
القنوات التي كانت تتنافس من قبل، وبتحولها إلى كيان واحد، مشيرة إلى أنها
أصبحت الآن تتابع هذه المحطات التلفزيونية، لأنها تقدم مواد إعلامية لم
تعتد رؤيتها في القنوات الأخرى، وأوضحت أن القنوات الجديدة أصبحت الأفضل
لديها، لأنها تقدم خدمة أفضل، بالإضافة إلى أن الكيان الواحد المولود عن
اندماج مجموعة من الكيانات الأخرى، يصبح قوياً في كل شيء، خاصة في الدراما
والبرامج .
وتتفق معها زميلتها دينا عبدالرؤوف التي تدرس الإعلام، لكنها أحياناً تفضل
الفضائيات الأجنبية التي تثيرها بفكرها وطريقة طرح الموضوعات، وترى أن
الاندماج يعني أن الفضائيات العربية تحاول البحث عن طريق للنجاح، وجدته في
تغيير مسارها .
علاء الدين أحمد اختصاصي اجتماعي يؤكد أنه لم يعد يشاهد هذه القنوات، لأنه
يرى أنها تتخبط وتحاول البقاء بغض النظر عن القيمة التي تقدمها له كمشاهد،
حتى وإن تحولت من غنائية إلى دينية، أو العكس، فهو مل منها، مشيراً إلى أنه
من الموافقين على عمليات الدمج للتكامل، لكنه يراه يتم دون الاعتماد على أي
دراسة متخصصة، دون الوعي بأن هذا الطريق تحول خطير في الصناعة الإعلامية
التي تحاول الارتقاء النوعي بالمشاهد .
أما سعاد حسين، ربة منزل، فأكدت أنها لا تتابع سوى قنوات الأغاني، ولا تعرف
القنوات التي غيرت مسارها، أو اندمجت مع بعضها، لأن ما يهمها متابعة
الأغاني المصورة فقط سواء كانت قديمة أو حديثة، معتبرة أن هذا الأمر يخرجها
من مشاغل الأسرة وطلبات الزوج والأولاد، خاصة في وقت وجود الزوج في عمله،
والأولاد في مدارسهم .
ونوهت إلى أنها تشارك مع أولادها في إرسال رسائل
SMS
إلى قنوات الأغاني، وتشعر بسعادة كبيرة عندما ترى
رسالتها على الشاشة، ما يدفعها إلى إرسال رسائل لإخوتها في مصر، وتتصل بهم
هاتفياً، وتطلب منهم قراءتها في المحطة الغنائية .
وتلتقط الحديث ابنتها ريهام محمود، الطالبة بجامعة الشارقة التي تهتم مثل
والدتها بالقنوات التي تعرض الكليبات، خاصة قنوات الأغاني، وميلودي، ولا
تشغل نفسها بالقنوات التي اندمجت أو غيرت مسارها، وتعتقد أن هذه الأمور
ناتجة عن عدم وجود إعلانات بتلك القنوات، لذا تبحث عن طرائق ربح أخرى .
وأضافت أنها ومعظم صديقاتها بالجامعة يبحثن بصفة مستمرة عن الكليبات
الجديدة، للعديد من المطربين، ولا تذكر واحدة منهن أي عمل درامي عربي،
وكلامهن يكون عن الأعمال الأجنبية، خاصة المسلسلات التركية .
ويقول خالد عطوة علي مهندس بإحدى شركات المقاولات في الشارقة، إنه لا يتابع
هذه القنوات ولا يهتم بها، ولا يقرأ أخبارها، لأنه يتابع القنوات الاخبارية
والعامة، مشيراً إلى أنه لا يذكر أنه شاهد قناة مشفرة لأن اشتراكاتها
مكلفة، لذلك فضل الابتعاد عنها، ولا يعرف سبباً وراء شغف البعض بها .
سوسن عوف، صيدلانية، أوضحت أنها تشاهد كل القنوات عدا التي تغير جلدها،
بالإضافة إلى أنها في خصام دائم مع القنوات المشفرة لكلفتها، ولا يهمها
اندماج القنوات، لاعتقادها أن اللجوء إلى الدمج هو دليل عجز بعض الذين
فشلوا ويحاولون النجاح من جديد .
د . ممدوح المشمشي الاستاذ في كلية الإعلام بجامعة الشارقة، يرى أن تغيير
بعض القنوات لمسارها، توجه مرتبط بالجانب المادي، الذي تقوم عليه المحطة
وبهدف لدفعها إلى الاستمرارية، موضحاً أن الجانب المادي لا يخرج عن شقين،
الأول يكون عن طريق المعلن، والآخر مرتبط برجل أعمال أو جهة ما، ويكون لكل
منهما توجهه وهدفه في استمرارية القناة ما يدفعه إلى القيام بالصرف عليها،
ودائماً يتم هذا الأمر في الخفاء حتى لا تحارب القناة وتمنع من البث .
ولفت إلى أن الاندماجات التي حدثت وتحدث بين القنوات في تكوين كيانات
إعلامية كبيرة، وهو غالباً ما يكون بين المحطات المشفرة التي كانت تعتمد
على الاشتراكات والرسائل النصية، والتي انخفض عددها بسبب الأزمة الاقتصادية
فيها، وهناك سبب آخر متعلق بضعف مستوى المواد الإعلامية التي تبثها هذه
الفضائيات، واعتمادها على مواد أذيعت من قِبل محطات أخرى، كما هو حادث الآن
على بعض القنوات التي تعرض ما عرضته أخرى في اليوم نفسه، ما دفع المشاهد
للانصراف عنها .
وأوضح د . المشمشي أن الاندماج، سيصبح توجهاً مستقبلياً، لأن القنوات
الفردية في ظل الأزمة الاقتصادية التي قد تطول إن لم توفر دعماً مادياً
خاصاً بها فإنها ستغلق، وهو ما يشكل هاجساً لدى القائمين عليها، فاندفعوا
للتفكير في الاندماج الذي سيكون سمة أساسية لتحقيق النجاح في كيان واحد
مكون من عدة فضائيات، ونوه المشمشي إلى وجود قنوات أخرى مهددة بالإغلاق ما
دفع القائمين عليها لإعداد الخطط التي ستؤدي إلى انقاذها رغم وجود قنوات
مشفرة بها، مشيراً إلى أنه يعتقد أن الفترة المقبلة ستؤدي إلى القضاء على
القنوات المشفرة، ولا يستثنى منها أية قناة، إن لم تقم بالبحث عن طرائق
جديدة للتمويل .
ويختلف د . إبراهيم الشامسي أستاذ الإعلام بجامعة الإمارات مع بعض هذا
الطرح، مؤكداً أن اندماج بعض المحطات التلفزيونية يرجع إلى فشلها بالدرجة
الأولى في مواجهة محطات فردية أخرى استطاعت تحقيق النجاح، سواء في الأخبار
أو المنوعات، لكنه في الوقت نفسه لا يبرئ تلك القنوات التي أسهمت في إفلاس
نفسها برامجياً من محاولة التطوير منذ فترة طويلة حتى لا يسجل المشاهد
عليها نقطة “سقوط” دفعته للانصراف عنها .
وأشار إلى أن هذا الكم الكبير من الفضائيات لن يستمر مهما كانت تغييرات
مساره من الدين إلى الغناء، أو العكس، في مقابل أن الفترة المقبلة ستكون
فترة تحديد من الناجح ومن الفاشل، معتقداً أن الكيانات الكبيرة التي أعلنت
عن اندماجها في كيان تلفزيوني واحد لن تستمر، وإن استمرت فسيكون هذا
الاستمرار راجعاً إلى آلية إعلانية تدعمها .
د . محمد الأمين أستاذ الإعلام في جامعة عجمان، رفض أي حديث يؤكد أن هذه
القنوات ستنجح، لأن الاستثمار في الإعلام يحتاج إلى دراسات جدوى متعددة،
والتفضيل بينها، موضحاً أن العمل الذي يقوم بالنيات فقط هو الذي أدى لوقوع
الإعلام العربي في هذه المشكلة التي اكتشف أصحابها أن الأمر ليس هيناً،
وأضاف: ستواجه هذه الفضائيات إشكالية لمستوى ما تقدمه من مواد إعلامية، لأن
المشاهد والمعلن كشفا التحايل الذي يقع عليهما، موضحاً أن هذا التحويل
والاندماج لا ينجي أصحابه، إنما يخلق أزمة جديدة للإعلام العربي، لأن
النجاح في مجال إعلامي معين يدفع الكل للنهوض به، لأن الأمر أصبح يشبه
البقالة التي تشبه نفسها بالمولات الكبيرة، ما يؤدي لوجود عرض أكثر من
الطلب، وبضاعة رديئة، بالإضافة إلى أن فرص المنافسة لن تكون قوية وبالتالي
انهيار الإعلام من جديد .
محمد خالد مذيع في تلفزيون الشارقة يرخص عمليات الدمج وتحويل المسار لبعض
القنوات التلفزيونية، لأنها منذ لحظة الانطلاق لا تمتلك رؤية واضحة،
ومنهجية إعلامية محددة، ما يجعل الدمج تقلباً لا يضمن سوى الوجود فقط .
مؤكداً أنه يرحب به في حالة كان الهدف من تحقيق القيمة الإعلامية، دون خداع
المشاهد الذي يجب ألا يخفى عليه الموقف المالي والخطة الإعلامية، حتى لا
يتحول الدمج إلى اقطاع إعلامي يتحكم في المادة الإعلامية كما هو حادث مع
بعض الكيانات الكبرى .
ويرى خالد ضرورة إنشاء اتحاد إعلامي عام يتولى التنسيق والتنظيم والاتصال
والرقابة على هذه القنوات وإلزام كل قناة بتنفيذ محتواها، مؤكداً أن الدمج
يخلق اشكالية كبيرة تدفع للتساؤل من يقف ورائها، وهل خططه منضبطة وبعيدة عن
الممارسات الإعلامية الخاطئة؟
عبدالعزيز الجاسم المدير التنفيذي لشبكة قنوات أغاني توقفت مؤخراً، قال إن
عمليات الدمج هي الطريق الأفضل للحفاظ على الكيانات الإعلامية في كيان
واحد، رافضاً أن يكون تحويل المسار المنقذ للمحطة من الفشل، الذي أصاب
الجميع بسبب الأزمة المالية والعقم الفكري .
وأضاف: بعض قنوات الأغاني معروضة حالياً للبيع، وهي رؤية الإدارة، إلا أن
البيع ليس بالعملية السهلة، لافتاً إلى وجود قنوات أخرى ستغلق قريباً، ولا
يفكر أصحابها في الدمج أو تغيير المسار، ما يجعل الأقمار الاصطناعية التي
وصل بعضها إلى 45 قمراً بلا قنوات، وقد يندفع بعضها إلى توفير محطات للبث،
دون رقابة، إذا استمرت الأزمة المالية متحكمة في الإعلام.
الخليج الإماراتية في
02/02/2011
يعود بأحداثه إلى الأربعينات
ليربطها بالحاضر
"سمارة"
الحياة في مصر قبل
الثورة
القاهرة - حسام عباس
في ديكور حي السمان الشهير في منطقة الأهرامات، الذي تم بناؤه بالمنطقة
المفتوحة في مدينة الإنتاج الإعلامي، انطلق تصوير المسلسل الجديد
“سمارة”
المأخوذ عن نفس قصة الفيلم السينمائي المعروف
“سمارة” الذي قامت ببطولته الفنانة الراحلة تحية كاريوكا، وسبقه تقديم نفس
العمل في مسلسل إذاعي شهير قامت ببطولته الفنانة الكبيرة سميحة أيوب .
أما المسلسل الجديد فقد عكف على كتابته السيناريست الكبير مصطفى محرم
وتتصدى لبطولته النجمة الحاضرة بقوة على الساحة في السنوات الأخيرة غادة
عبد الرازق ويشاركها مجموعة كبيرة من النجوم في مقدمتهم حسن حسني ولوسي
وياسر جلال ومحمد لطفي وأحمد وفيق ورجاء الجداوي وصبري فواز والوجه الشاب
رباب طارق والفنان الكبير عمر الحريري، وضيفة المسلسل في أول تجربة تمثيلية
لها الإعلامية سهير شلبي، ويخرج العمل محمد النقلي .
وكان الثلاثي غادة عبد الرازق ومصطفى محرم ومحمد النقلي قد التقوا في
العامين الماضيين في مسلسلي
“الباطنية” و”زهرة
وأزواجها الخمسة”
ما يشير إلى الاتفاق المسبق على الرهان على اسم غادة عبد الرازق من جانب
الكاتب مصطفى محرم، الذي التقيناه في هذه الجولة حيث أشار إلى أنه بالفعل
كان يكتب وفي ذهنه أن تكون البطلة غادة عبدالرازق وأضاف: المسلسل مختلف
تماماً عن الفيلم لكننا نستعين بالاسم الناجح للعمل القديم وكذلك المناخ
العام للأحداث والفترة الزمنية التي تدور فيها، لكن الجديد أننا نعود
بالأحداث 10 سنوات إلى الوراء عما رأيناه في الفيلم الذي دار في خمسينات
القرن العشرين، والسر في ذلك هو أن فترة الأربعينات كانت مزدحمة بالأحداث
الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المهمة والمؤثرة في تاريخ مصر ونتج عنها
ثورة يوليو في العام ،1952 كذلك هناك شخصيات نضيفها لم تكن موجودة في قصة
الفيلم أو المسلسل الإذاعي .
ويتابع مصطفى محرم: الشركة المنتجة تحمست لفكرة المسلسل وتحمست معها ولا
عيب من تقديم الأعمال السينمائية القديمة في مسلسلات تلفزيونية طالما أن
هناك إبداعاً جديداً، وعن تقيده بنجمة واحدة على مدار 3 سنوات يقوم بتفصيل
الأدوار لها يشير مصطفى محرم إلى أنه لا يجد غضاضة في ذلك، وسبق أن فعل نفس
الأمر مع عادل إمام ونادية الجندي ومحمود يس ونبيلة عبيد، وفي هذه المرحلة
يراهن على غادة عبد الرازق .
أما غادة عبد الرازق فقد أبدت قلقها الشديد من العمل لأنه رسخ في وجدان
المشاهد المصري والعربي بصورة النجمة الكبيرة تحية كاريوكا، لكنها في ذات
الوقت تعمل بحماس لكي تكون على قدر المسؤولية والثقة التي منحتها إياها
الشركة المنتجة وهي
“كينج
توت”
التي تعمل معها لأول مرة وكذلك مصطفى محرم ومحمد النقلي .
وتقول غادة عبدالرازق عن سمارة: هي في المسلسل امرأة جميلة تستغل سحرها
وسطوتها على الرجال وتتزعم عصابة لتجارة المخدرات وتنطلق من حارة شعبية
لتحقق الثراء والسلطة .
وتضيف غادة: من الصعب أن أعي ظروف الحياة وطبيعتها في الأربعينات
والخمسينات من القرن الماضي لكني اجتهدت للوصول إلى شكل الشخصية وأهم ما
فيها أنها امرأة جميلة
“بلدي”
لكن في حياة هادئة بلا انفعال أو عصبية وتحقق كل أهدافها باستغلال جمالها .
ومن الشخصيات المهمة في الأحداث شخصية الضابط التي يؤديها الفنان ياسر
جلال، ويقول باختصار هي شخصية مهمة في الأحداث لكنها جديدة ولم تكن موجودة
في الفيلم القديم .
أما الفنان محمد لطفي فيقول عن دوره: ألعب شخصية
“دنجل”
صبي المعلم سلطان في سوق الخضار وهو شخصية مركبة تجمع بين الكوميديا
والجدية وفيها مفاجآت في نهاية الأحداث . ويشير لطفي إلى أنه يقدم نفس
الدور الذي سبق أن قدمه الفنان سيد بدير في الفيلم القديم وأن الشخصية
جديدة تماماً عليه .
ومن الشخصيات المهمة في أحداث المسلسل شخصية المعلم سلطان التي يقدمها
الفنان الكبير حسن حسني والذي يرتبط بقصة حب مع سمارة ويدير تجارة المخدرات
متخفياً في تجارة الخضار بالسوق . أما الفنانة لوسي فتلعب شخصية أم سمارة
وبينهما صراع ممتد طوال المسلسل .
ويمثل الجانب الآخر في أحداث المسلسل عدد من الشخصيات الأرستقراطية التي
تلعب الفنانة رجاء الجداوي إحداها وتقول: هي شخصية تمثل الوجه الآخر
للمجتمع في تلك الفترة، وكنت سعيدة عندما علمت أن العمل يجمعني بمصطفى محرم
ومحمد النقلي والجميلة غادة عبد الرازق وأنا متفائلة بنجاحي في هذه التجربة
.
كذلك تحدث الفنان الكبير عمر الحريري عن سعادته بالعمل مع أجيال ثلاثة
يجمعها العمل وقد سبقهم جميعاً، وهو يجسد إحدى الشخصيات الأرستقراطية ومعه
الإعلامية سهير شلبي التي تخوض في هذا المسلسل أول تجربة تمثيلية وتمنت أن
تقدم شيئاً له قيمة وتأثير .
أما المنتج هشام شعبان فقد أكد أن المؤلف مصطفى محرم يقدم عملاً إبداعياً
مختلفاً عن الفيلم القديم، والمعالجة جديدة وهو لا يقدم عملاً عن تجارة
المخدرات فقط بل يخوض في الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية في هذه
المرحلة من تاريخ مصر .
وعن المشكلات التي واجهت المسلسل أكد المنتج عصام شعبان أنه لم يصله أي ورق
رسمي من طرف الفنانة هياتم التي أشاعت في الصحافة أنها صاحبة الحق في تقديم
مسلسل
“سمارة”
لأنها اشترت القصة من محمود إسماعيل، ودلل على عدم وجود أي مشاكل حول العمل
بأنه بدأ تصويره وقد تعاقدت على شراء حق عرضه قناة
“الحياة” وكذلك قناة
“دبي”
الفضائية .
المخرج محمد النقلي يقول: فيلم
“سمارة”
تم تقديمه منذ أكثر من 50 سنة والجيل الجديد لم يره ولم يعايش هذه المرحلة
في تاريخ مصر الذي نطرحه في هذا المسلسل، ونجح المؤلف مصطفى محرم بالربط
بين أحداث الماضي وما نعيشه الآن، لذلك لدينا عمل مهم ومختلف وأراهن فيه
على عدد كبير من الفنانين الذين تم اختيارهم كل في دوره باهتمام شديد.
الخليج الإماراتية في
02/02/2011
بطولة نخبة من نجوم سوريا
"تعب
المشوار" يوميات درامية للطبقة
الوسطى
دمشق - علاء محمد
يواصل المخرج السوري سيف الدين سبيعي تصوير مشاهد مسلسله الجديد “تعب
المشوار” في عدد من مناطق العاصمة دمشق .
ويقع العمل الذي كتبه فادي قوشقجي في ثلاثين حلقة تعرض شهر رمضان المقبل،
وهو من إنتاج شركة “بانا” للإنتاج والتوزيع الفني .
يشارك في المسلسل نخبة من نجوم الدراما السورية أبرزهم: عباس النوري، وزهير
عبد الكريم، وجيني إسبر، وكاريس بشار، وديمة قندلفت، وقيس الشيخ نجيب، وضحى
الدبس، وعبير شمس الدين، وخالد القيش، وتولاي هارون، وآخرون .
وقال المخرج سيف الدين سبيعي إن العمل يتناول العلاقات في المجتمع
وتشعباتها في هذا العصر، وأضاف: “نتناول الحالة الصعبة التي يمر بها
المجتمع، والعلاقات التي تقوم بين الأفراد في ظروف تكثر فيها النكسات التي
تعيق تقدمه فأصبح مملوءاً بالهموم والمشكلات التي أثقلت كاهله .
كما نتناول موضوع المواطن عندما تضيع أحلامه الكبيرة والصغيرة ويبقى في
حالة من الجمود، ويبقى شباب المجتمع يعيشون في حالة من الضياع فلا يدركون
حجم أعمالهم ومدى صحتها، ولا يعرفون شيئاً عن تصرفاهم التي يقومون بها” .
وختم المخرج الشاب حديثه قائلاً: “في المسلسل كمّ هائل من العلاقات
الاجتماعية الراهنة والتي تدور حول نهاية العقد الأول من القرن الحادي
والعشرين، والتي تدور في معظمها حول الطبقة الوسطى، التي تعد الأهم في
المجتمع والأكثر اهتماماً بتحقيق التقدم والرقي، حيث يمثل العمل تفكير هذه
الطبقة وانطباعاتها وأحلامها، ويصور صراعاتها وكفاحها في سبيل تحقيق التطور
والتقدم والرقي والكرامة والاستقرار النفسي والعاطفي” .
وتتناول أحداث المسلسل عدداً من الشخصيات التي تبدو منقسمة بين من يريد
المحافظة على قيم وتقاليد سابقة، ومن يسعى إلى التطور والحداثة من خلال عرض
أزمات ومتاعب العلاقات المعاصرة، فالمسلسل يمر على عدد كبير من الأزمات
التي يعانيها المجتمع اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وفكرياً، وتلقي
بظلالها على المجتمع بدءاً من أكبر المؤسسات مروراً ووصولاً إلى علاقة
الإنسان بنفسه .
ويبدأ العمل بالتعرف إلى ظافر الذي يلعب دوره الممثل نجاح سفكوني، وهو رجل
في أواخر الخمسينات من عمره، يعمل على مشروع تنويري يحافظ على الأحلام
الكبرى التي ازدهرت في الخمسينات والستينات، بشأن التقدم والنهضة والتحرر
والعدالة الاجتماعية، لكن في قالب عصري يأخذ في الاعتبار ما مر بتلك
الأحلام من انتكاسات وهزائم .
ولظافر زوجة هي غيداء، وهي امرأة متميزة ومقاربة جداً لزوجها في أفكاره
وداعمة له في كل ما يفعله، ولظافر وغيداء ابنة هي سهير، وهي متزوجة من كمال
ويقيمان في بيتهما الخاص .
ويتعامل ظافر مع عائلته معاملة عصرية فيها من الحرية الكثير، فهو من خلال
أفكاره التنويرية يريد العودة إلى زمن الشاب ذهنياً أملا بأن يتمكن من أن
يحقق بأولاده ما لم يحققه لنفسه عندما كان شاباً، لكن هذا التعامل يلقى
سخرية الكثير من المقربين وأبرزهم صديقه بسام الذي يرى أن الأمور يجب ألا
تسير وفق ما يشتهي الأولاد بل التربية يجب أن تكون حذرة .
ويبرز في العمل دور “سهير” وتلعب شخصيتها النجمة كاريس بشار، وهي طبيبة
أسنان متزوجة من رجل لا يحترم كرامتها، ويدور بينهما صراع داخلي غير معلن
ومع تقدم الأيام وتفاقم الأزمة تنفضح الأمور أمام الأهل والأقرباء فتضطر
سهير للعودة إلى عش الزوجية .
يقول الفنان زهير عبد الكريم أحد نجوم العمل: “هذه الأعمال مفيدة للغاية،
فالمسلسل يتحدث عن واقع مر يعيشه المجتمع المرهق بالهموم والمتاعب، ويتشعب
إلى خطوط عديدة تتناول أبرز الأمور والهموم التي تنتشر في المجتمع، وأنا
فخور للغاية بمشاركتي في هذا العمل والذي أتوقع أن يحظى بمتابعة كبيرة” .
أما عباس النوري فيقول: “أجسد في العمل شخصية “سعيد”، المتشائم من الواقع
المرير والأقرب إلى الزهد لكنه مرح للغاية، والعمل بشكل عام مهم ويتناول
هموم المجتمع وبعضاً من معاناته، ومجتمعنا بحاجة الآن أكثر من أي وقت مضى
إلى مثل هذه الأعمال التي تعالج قضاياه وعيوبه . أتمنى النجاح للعمل وأن
يعجب الناس به” .
وبدورها صرحت النجمة الشابة جيني إسبر: “دوري يتحدث عن فتاة تحب الفن ليس
للمال والشهرة فقط، بل لأنها موهوبة وتحب الفن بمعناه الحقيقي، وتعرض الأمر
على أخيها فيوافق عليه رغم أن عملها يتطلب التحرر الشديد في اللباس وبعض
التصرفات، وأنا سعيدة جدا للمشاركة في هذا العمل المهم، لأنه يتناول الواقع
بطريقة جريئة تسلط الضوء على ما يدور في المجتمع من علاقات يشوبها التوتر
والانفعال”.
الخليج الإماراتية في
02/02/2011 |