|
في مارس الماضي، انطلقت أولي حلقات برنامج" مصر
النهارده" علي القناة الثانية في التليفزيون المصري، واعتبر امتدادا
للبرنامج السابق "البيت بيتك" بنفس فريق المذيعين، لكن مع اختلاف المالك،
واختلافات أخري في الفقرات والديكور وغيرها. التقينا الكاتب الصحفي حازم
منير، المشرف العام علي تحرير "مصر النهارده" وحاورناه حول سياستهم
التحريرية، والخطوط الحمراء التي لايتعدونها، ومدي تدخلات المالك وهي شركة
"صوت القاهرة" أو وزير الاعلام في محتوي البرنامج، فضلا عما يميزهم عن
البرامج الأخري للتوك شو، وغيرها من الانتقادات الموجهة لبرامج التوك شو..
·
في البداية ،هل
لكم سياسة تحريرية تحدد مضمون برنامج" مصر النهارده" وهل هي مكتوبة، أم
معروفة ضمنا؟
ـ منذ ان بدأنا برنامج «مصر
النهارده» وضعنا مدونة سلوك مكتوبة تحكم عملنا ونلتزم بها وهي متاحة علي
موقع البرنامج، وملامحها الرئيسية هي نقل الخبر للمشاهد كما هو ، والتعليق
عليه من المصادر ذات الصلة وليس من طرفنا، لكن اذا ابدي المذيع رأيه، فلا
نحجر عليه، لكن في النهاية هو رأي المذيع الخاص، نحرص أيضا علي عدم انتهاك
حقوق الاخرين ،وعدم التحريض، واحترام كل الاديان، وتحليل المعلومات من خلال
أكثر من طرف، ، أي قواعد العمل الاعلامي بشكل عام.
·
هل من حق
المذيع ان يعلن رأيه الخاص حتي لو تعارض ذلك مع سياسة البرنامج واتجاهه؟
ـ هناك اشكالية في برامج التوك شو كلها ، وهي ان
مذيعيها يعتقدون ان من حقهم إبداء رأيهم حتي ولو كان عكس سياسة البرنامج
التحريرية، ونحن لدينا مساحة تسامح، من منطلق انه ليس لدينا بعد -كما في
الصحافة- أشكال تحريرية محددة، فمثلا يمكن نشر الآراء المخالفة لسياسة
الصحيفة في باب الرأي . في
"مصر النهارده" لدينا درجة مرونة
لقبول ذلك، لكن هناك حدودًا أهمها الالتزام بالقواعد المهنية المتعلقة
باحترام حقوق الاخرين وحياتهم الشخصية، وعدم الوقوع في دائرة السب والقذف ،
ولايسمح بابداء الرأي فيما يمثل الثوابت الاساسية للبرنامج.
·
وما تلك
الثوابت؟
ـ نحن ندافع عن الدولة المصرية وننحاز لها ،
وننحاز لثنائية الرأي وننحاز للمعلومة ولابداء الرأي، فاذا كان هناك تعليق
للمذيع يمس هذه الثوابت فغير مسموح به.
·
هل تتفاجأون
برأي المذيع لأول مرة علي الهواء مباشرة ، أم يكون معلوما لديكم قبل
الحلقة؟
ـ لا فنحن نتناقش ، وما نتفق عليه يلتزم به المذيع
علي الهواء، ممكن بالنقاش نصل الي صيغة نتوافق عليها، فمثلا نقترح عليه أن
نستعين بمداخلة تليفونية من أحد المصادر، اذا لم نجد، نلفت انتباهه انه
اذا اعلن رأيه في مسألة ما فعليه عدم الوقوع في محاذير معينة ،وبحيث في
النهاية يكون
المشاهد علي علم بأن هذا هو
رأي المذيع الشخصي.
·
المشكلة ان هناك نوعين من المشاهدين،المشاهد البسيط
الذي قد يعتقد ان هذا رأي البرنامج ، وهناك النخبة التي ترفض فرض رأي عليها
، كما تعلم أنه ليس من حق الإعلامي إعلان رأيه الخاص؟
ـ أوافقك الرأي وأنا علي المستوي الشخصي ضد فكرة
ابداء المذيع لرأيه، فالمشاهد يقتطع من وقته من اجلك حتي يتلقي خدمة لا ان
يستمع لنصائحك وارائك الخاصة، فاذا اردت ان تبدي رأيك فلتكتب مقالا ، لكن
المشاهد يريد أن يعلم ماذا حدث اليوم في بلده.
·
هل تلقيتم
اعتراضات من مسئولين أو شخصيات عامة علي آراء تم إبداؤها في البرنامج؟
ـ نعم ، ومن حقهم الاعتراض، وحدث كثيرا ان تلقينا
خلال الحلقات مكالمات ومداخلات منهم علي رأي أو معلومة تم ذكرها خلال
الحلقة.
·
هل هناك اي
تدخلات من المالك "صوت القاهرة" في عمل " التحرير"؟
ـ ضاحكا: لا .. طالما انه يربح، ونحن اعلاناتنا
يمل منها المشاهد، انا شخصيا إذا حضرت إحدي الحلقات في المنزل أمل
من الاعلانات، والمالك لا يتدخل طالما اننا لم نتجاوز القواعد.
·
نريد معرفة تلك
القواعد التي اذا تخطيتموها "أغضبت" المالك منكم؟
ـ أحدثك بمنتهي الصراحة.. لا توجد لدينا أية خطوط
حمراء.
·
ألا يوجد ضيوف
ممنوع استضافتهم في البرنامج؟
ـ الإخوان المسلمون.. لانهم جماعة محظورة بحكم
الدستور والقانون، ويحظر لدينا كل ما هو غير قانوني او دستوري وخارج اطار
الشرعية ، وهذا بقناعة منا علي المستوي الشخصي وليس لمجرد انها "تعليمات"،
لكن لا توجد قضايا ممنوع مناقشتها ،و كثيرا ما استقبلنا تليفونات علي
الهواء مباشرة لوزير التجارة والصناعة رشيد محمد رشيد يشكون من الغلاء
وارتفاع الاسعار .
·
ماذا عن أنس
الفقي وزير الاعلام ،هل يبدي لكم أي تعليقات ؟
ـ نحن في حالة نقاش دائم، نخطط للبرنامج علي المدي
البعيد، وفي حوار مستمر مع
رئيس التحرير الكاتب الصحفي عمرو
الخياط، قد يطلب منا عدم طرح موضوع معين لعدم ملاءمة التوقيت، لكننا نطرحه
لاحقا، رئيس التحرير نفسه قد يطلب منا ذلك. ونعترف أننا أخطأنا مثلا في
حلقة مرتضي منصور وأحمد شوبير، وعندما تأملنا الامر بعدها وجدنا بالفعل ان
ما حدث يخالف الخطوط التي وضعناها لأنفسنا، وتلقينا لوما قاسيا من وزير
الاعلام حينها.
·
كثيرا ما يستطرد الاعلامي محمود سعد في إبداء آرائه
وانتقاد الوزارء أو الحكومة ثم نجده فجأة يصمت ويتساءل مازحا " ايه رحنا في
داهية"؟
ـ ضاحكا: بالمناسبة تعليقات محمود سعد لا علاقة
لنا "كفريق إعداد" بها، ولا ننقلها له مثلا عبر "الاير بيس" لكن المشكلة
لدينا دائما في الوقت، فكل فقرة تكون محددة بالدقائق ، وأي إطالة في فقرة
ستؤثرعلي بقية الفقرات، فهل اجد نفسي في النهاية مضطرا لحذف فقرة؟!
وبالمناسبة محمود سعد يحب المزاح علي الهواء كثيرا واحيانا قد يتصور الجمهور انه جاد.
·
بصراحة هناك
انطباع آخر يؤخذ أحيانا ، وهو أن المذيع يقرأ الخبر لأول مرة علي الهواء؟!
ـ لدينا مشكلة عموما كما اشرت سابقا وهي ان اسس
برامج التوك شو لم تترسخ في مصر بعد، فالتوك شو في مصر مثله مثل كل الظواهر
الجديدة ، تولد مشوهة ،ومن ضمن إشكاليات التوك شو لدينا هي فكرة كيف" يذاكر
المذيع جيدا قبل الظهور" ، بمعني ان يكون علي علم بالخطوط الرئيسية للفقرة
التي سيناقشها والمحاور المطروحة للنقاش، وذلك بالتعاون مع فريق الاعداد
الذي يجب أن يكون مؤهلا لشرح الفكرة جيدا للمذيع، ونحن كإعداد لا نملك
فرصة كافية للجلوس مع المذيعين، ولا استطيع مثلا ان اجبرهم علي الحضور قبل
الهواء بساعتين مثلا، فعندما سيأتي وقت البرنامج سيكون المذيع قد ارهق
ذهنيا. واذا كان هناك قصور في المذيع فأصله يعود الي الاعداد، لكننا نحاول
التغلب علي هذه المشكلة من خلال الاتصال
الدائم بالمذيعين علي مدار اليوم، ونتناقش في الفقرات، قد نغير بعضها، بعد
النقاش، فلن افرض فقرة علي مذيع، لانه لن يتمكن من ادارتها جيدا، والحق ان
ما يسهل علينا الامر في "مصر النهارده" اننا نتعامل مع مذيعين محترفين،
وملمين بشتي الموضوعات، ويمكنهم إدارة حوار حولها.
·
ما أبرز
"التشوهات" التي تعاني منها برامج التوك شو لدينا ؟
ـ التوك شو في مصر هو برنامج" احداث جارية" بينما
في الخارج هو برنامج حواري يفتح ملفات وقضايا ويطرحها علي المجتمع ،لكننا
في مصر انشغلنا بالاحداث الجارية ،وتلك مهمة البرامج الاخبارية ، ونحن أول
ما بدأنا "مصر النهارده" فتحنا ملفات مثل" مستقبل التعليم في مصر"و" دعم
التعليم ام دعم البنزين"، وملف" السينما المصرية" ، وكان لدينا في وقت من
الاوقات فقرة بعنوان"عقول مصرية" نستضيف فيها شخصية تطرح رؤية لمشكلات
المجتمع، أو تطرح طريقة جديدة للتفكير. مهمة
البرامج الحوارية ان تفتح ملفات تهم المجتمع وندير حولها حوارا من
الاطراف المعنية، لكي نفتح للمسئولين افاقا جديدة، فالانشغال بمشاكل الحياة
اليومية يلهينا عن قضايا وملفات مهمة ، من المفترض ان نطرح اجندة لا ان
نلهث وراء الاحداث ،و نحن انشغلنا بحوار الديوك والصوت العالي ومن يكون
اعلي صوتا "يبيع أكثر".
·
هل تعتقد أن الناس انصرفت عن برامج التوك شو، فهناك
حالة من الملل من التكرار سواء في الموضوعات أو الضيوف، وأصبح لديهم إحساس
أن تلك البرامج تحولت إلي" مكلمة"؟
ـ احيانا نحدث انفسنا بالفعل ونتساءل هل من
المعقول أن يحصل المشاهد علي هذه الجرعة من" العكننة" كل مساء ، وهو اصلا
يشعر "بالعكننة "علي مدار اليوم؟ ، فمن حقه ان يجد شئا مبهجا، . في رأيي
ان الناس ملت من "الطريقة" ، وكثير من اساتذتنا حذرونا من التكرار الذي
سيدفع الناس للملل وعدم الالتفات او الاكتراث او التأثر، الناس ملت من الغلو في الخطاب ،ومن الاصرار علي تطبيق القاعدة المهنية
التي تري ان الخبر دائما في الشر، وليس في الخير، نعترف ان هناك تركيزا
احيانا علي الجانب المظلم.
·
هل تحاولون عمل
توازن بين الجانبين؟
ـ بقدر الامكان طالما انه لا توجد احداث سياسية
مهمة مثل " الانتخابات ، مؤتمر الحزب الوطني،.. " ،بالفعل نحاول عند اعداد
الخطة الاسبوعية تحقيق التوازن، فيكون لدينا فقرة فنية مع نجم محبوب، بحيث
يكون لدينا"خلطة " من السياسي والاجتماعي والفني والرياضي.
·
كيف تختارون
اخبار مقدمة البرنامج أو "الانترو"؟
ـ الأخبار بصورتها النهائية يحددها رئيس التحرير ،
وهناك قسم لإعداد الأخبار. لا تعنينا اخبار نشرات الاخبار، ونعطي الاولوية
للاخبار الاجتماعية، بالطبع هناك اخبار سياسية تهم المشاهد، لكن نضع في
اعتبارنا ان المشاهد علي موعد مع برنامج ترفيهي متنوع بالدرجة الاولي ،
نهتم بالاحداث
الغريبة علي المجتمع، وحوادث الطرق ،والحركات الاحتجاجية، واحكام
القضاء، والقوانين الجديدة في مجلس الشعب تكون وثيقة الصلة بالموظفين
والعمال، أو أي أخبار اقتصادية مؤثرة، كل العناوين ذات الصلة بالمواطن هي
محور اهتمام لنا، لكن ليس من أولوياتنا نشاط الدولة الا اذا كانت هناك
احداث سياسية تفرض نفسها.
·
ما مدي
اعتمادكم علي الصحف، خاصة انه من الملاحظ أن برامج التوك شو في الغالب تعيد
انتاج ما تناولته الصحافة؟
ـ نحن نعتمد بالاساس علي كاميراتنا، ونستقبل مثل
الصحف اخبار الأنشطة المختلفة ولنا مصادرنا ، اهم شيء بالنسبة لنا هو
الصورة.
·
بما انك أشرت الي هذه النقطة، من الانتقادات الموجهة
لمذيعي التوك شو هو الاستطراد في الاستئثار بالكاميرا والحديث المباشر،
فيمل المشاهد؟
ـ نعود للمشكلة السابقة وهي ان المفهوم المؤسسي
للتوك شو لم يستقر بعد، حتي الان التواصل المباشر مع المشاهد
يكون من خلال المذيع،
ولهذا تسقط البرامج عندما يتركها مذيعوها، فلا توجد مؤسسة، الاولوية لدينا
للفرد، وفكرة المؤسساتية مشكلة في مصر عموما وليس في برامج التوك شو فقط.،
المذيع يريد ان يكون هو النجم.
·
في رأيك ما
الذي يميز "مصر النهارده " عن غيره من برامج التوك شو؟
ـ هناك بالطبع درجة منافسة لكن هناك تكاملاً. نحن
نتميز بالتنوع في الموضوعات عن كل البرامج، نحن اكثر استقرارا في الاداء
وفي شكل البرنامج، فلابد ان يكون هناك فورمات ثابت، ونادرا ما تكون الحلقة
مكونة من فقرة واحدة، لدينا تنوع ما بين الاجتماعي والسياسي والرياضي
والفني، حتي داخل الفني نحاول ان نرضي جميع الاذواق، فالاعلامي بطبعه طماع
ويريد الوصول الي الجميع.
·
هل تعتبرون
الاعلانات مقياسا للنجاح؟
ـ هي أحد المعايير الأساسية ، لكن بالطبع نعتمد
علي قياس نسب المشاهدة.
·
أخيرا ما
طموحك للبرنامج كمشرف عام علي التحرير؟
ـ طموحي ان نصل بالفعل لمفهموم التوك شو، لن
نبتعد عن الاحداث الجارية، لكن لابد ان نطرح أجندة علي الناس، وأكثر ما
يسعدالاعلامي ان يلقي استجابة لما يقول ، وطموحي ان تكون الاستجابة لما
نطرحه سمة تميزنا دائما، والحمد لله لا توجد مشكلة طرحناها الا وتلقينا
استجابة فورية. طموحي ايضا ان نغطي مصر كلها ومحافظاتها وليس فقط القاهرة،
وحاولنا لكن واجهتنا صعوبات كثيرة، علي رأسها الامكانيات، واتمني ان نغطي
مصر ليس فقط في الاحداث الجسيمة لكن ايضا في الإيجابيات.
جريدة القاهرة في
18/01/2011
وما ملكت أيمانكم :
صرخة الدراما
السورية في وجه مجتمعات لم تعد تملك شيئا
بقلم: أحمد شهاب الدين
في الماضي قبل أن تغزو الميديا والتكنولوجيا
حياتنا كانت المعارك الفكرية والاجتماعية علي صفحات المجلات والكتب هذا
يكتب كتابا وذلك يرد ويتباري المفكرون بالكلمة ويحرص كل منهم أن يزين
أسلوبه وتقوي حججه وكانت ذاكرتنا تحمل الكلمات أكثر من أي شيء وعقلنا يحيا
في خياله الخاص بين حرافيش نجيب محفوظ وعصفور توفيق الحكيم الشرقي وعصافير
أصلان النيلية والآن أصبحت التكنولوجيا والميديا جزءا من حياتنا اليومية
وعادة من عاداتنا العقلية وأصبحت ذاكرتنا تعمل بطريقة مختلفة تعلقت بالصور
والكادرات المشحونة بالأداء العالي والموسيقي الراقية واحتلت كثيراً منها
مكانها في عقولنا ووجداننا فمن منا ينسي ذلك الفلاح الفقير في فيلم الأرض
الذي تشبثت يداه في خضارها وهم يجرونه جرا أو مشهد المحاكمة في فيلم صلاح
الدين الأيوبي
انقرضت
الحرافيش ليحل محلها مواطن ومخبر وحرامي وطارت عصافير النيل مصحوبة بزقزقة
عصفور الشرق ليحتل سماؤنا طيور الظلام وأصبحت للصورة بمفرداتها وتراكيبها
الخاصة السلطة علي عقول الناس ووجدانهم وأصبح مفكرو المجتمع وأعني بمفكري
المجتمع ذلك الذي يؤثر في الناس ويتأثر بهم ليسوا من أهل الأدب أو أساتذة
جامعة بل أصبحوا كتاب دراما ومخرجين هذا ما رأيناه بوضوح في العام المنصرم
فكم من قضية أثيرت علي صفحات الجرائد والمجلات وكم من كتاب ناقش قضايا جادة
وألقي حجرا كبيرا في الماء الراكد ولكن هذا الماء لم يحرك ساكنا بينما
الأحجار - حتي لو كانت صغيرة - التي يلقيها كتاب التليفزيون ومخرجوها قادرة
علي تثوير تلك المياه ضد الركود والأسن وأثبت بعض منهم أن الدراما
التليفزيونية لديها من الحساسية أن تشعر بأدق تفاصيل الفساد علي كثرتها
ولديها من الذكاء أن تعالج قضايا كثيرة بأسلوب يبتعد شيئا
ما عن الخطابة الفجة ليدنو قاب قوسين أو أدني من
أبولو ولديها من الجرأة ما يجعلها تراهن علي شعبيتها وإنتاجها المكلف
بإثارة أفكار وقضايا يخاف الجمهور الحديث عنها أغلب الوقت ويفضل الصمت
والعمي عن التحدث عنها أو رؤيتها
وما
ملكت أيمانكم
تبرز من هذه المسلسلات مسلسل "وماملكت أيمانكم"
كالماسة وسط ركام الحجر تلمع ويغشي بريقها عيونا اعتادت الظلام لمخرجها
نجدت أنزور وكاتبتها هالة دياب مسلسل بعيد تماما عن الخطابة فالمسلسل صور
بديعة تتوالي لوحة تلو الأخري في سلالة وانسيابية تترقرق كهدير دجلة
والفرات في عذوبة وإيقاع دافيء يتحدث المسلسل عن عليا ، ليلي ، نادين،
"شلة " بنات أجادت الكاتبة رسمها ، وإعطاء كل منهن خصوصية فريدة ، وعمقا
مميزا حبات عقد يجمعها خيط واحد " التشيؤ " تحول النساء في مجتمعاتنا
العربية من إنسانيتهم إلي ملكيات خاصة وعامة للرجال أحيانا وللفساد أحيانا
أخري وفي كثير من الأحيان للاثنين معا ولقد استخدم الكاتب حيلا ذكية
لتجنب المط والتطويل فكثرة الخطوط الدرامية أثرت المسلسل وتنوع الخلفيات
الاجتماعية والاقتصادية كان مفيدا من ناحية المضمون فبرزت فكرة الكاتب أكثر
وعمقت وخصبت وهي تشيؤ المرأة ومعاملتها كملك يمين سواء من جانب رجالات
الأعمال أو من جانب المحرم كالأخ والزوج ومن الحيل التي استخدمتها
الكاتبة ووظفتها باقتدار ما يطلق عليه سدن فيلد مشهد "ضد مزاج" حيث لا تكون
أفكار الشخصية وكلماتها في الحوار إلا مجرد التغطية عما تعتمل به أعماقه
ففي الحلقة الرابعة مشهد يجمع أفراد " شلة " البنات في الكافتيريا وتحدثت
نادين عن الرجل الذي لديه شقة أخري لممارسة الجنس فيها فرغم أنها أعلنت
بغضها لهذا الفعل ولكن بالأداء الرائع للممثلة والفراغات التي بين الكلمات
تبين أنها تتمني أن تلقي نفسها بين أحضانه ولدي الكاتبة نضوج في فهم الشخصيات الإنسانية فنادرا مانجد شخصية
ذات بعد واحد أو أشخاص طيبون وشريرون.
مشوار مخرج
نجدت أنزور بدأ حياته الفنية عام 1972 مخرج
إعلانات أخرج نحو ألف فيلم إعلاني وهو يعتبر أول من أدخل الفيديو كليب إلي
العالم العربي وأخرج فيلما سوريا صامتا عام 1931 ( تحت سماء دمشق ) ثم اتجه
بعد ذلك للإخراج التليفزيوني حيث رأي أن للدراما التليفزيونية تأثير
وانتشار ورواج مادي ومعنوي وكان منذ البداية - مسلسل نهاية رجل شجاع -
ثائرا علي التقاليد الكلاسيكية للدراما التليفزيونية ويري أن الدراما
السورية تنهج نهج أختها المصرية والتي يري أنها وليدة الإذاعة ومتأثرة بها
فكان شغله الشاغل أن يكسر كلاسيكيتها ويقلل من اعتمادها علي الحوار "
الإذاعي " وأن يستغل جماليات الصورة والمونتاج المرئي ماوسعه الاستغلال
الفن يحارب التطرف الديني
استخدم المخرج بكاميرا ذكية وممثلين استوعبوا
أدوارهم جيدا وهضموها - أساليب جمالية مناقضة للتطرف وكل أشكال الموت التي يدعو إليها
تحت ستار الدين ففي أحد مداخل العمارات وبجوار المنزل التي تتلقي فيه
الدرس الديني تقابل ليلي حبيبها وتكشف له عن وجهها وتقترب الصورة أكثر
وأكبر علي يده وهي تتحرك بنعومة علي وجهها وشفتاها التي تختلج من المتعة
والخجل وتنساب الموسيقي في آذاننا ناعمة ورومانسية لنشاركهما المحبة
والتمرد ونجد ليلي في الحلقة الثامنة بعدما تركت حبيبها علي مدخل العمارة
تصعد إلي بيتها نراها تصعد من داخل برواز المرآة ونري البرواز فارغا بلا
صورة وكأنها تمردت علي الصورة لتعيش حياتها بعيدا عن الإطار الذي وضع لها
في أحد المشاهد نري الطيار الحربي سابقا المشلول حاليا والد عليا نائما علي
كرسيه هكذا تجده ابنته بينما التليفزيون مفتوح أمامه ونري القرضاوي يتحدث
في التليفزيون عن انتصارات المسلمين في مؤتة وتبوك لتطفئ ابنته التليفزيون
ونري
صورة الأب المشلول تحتل شاشة
التليفزيون الصغيرة وأي بلاغة أكثر من ذلك لتصوير أمة حائرة بين واقعها
المهين وماضيها التليد وفي مشهد آخر نجد ليلي تمسك المرآة وتحدث نفسها في
رقة ونعومة كأنها تخاطب حبيبها وتتداخل الصورة بمونتاج خلاق مع آيات مرسومة
علي الحائط بخط عتيق تبرز عصيا ألفه ويائه كقضبان من حديد تسجن رومانسية
ليلي ورقتها في الحقيقة إن هذا المسلسل يعتبر طفرة في الإخراج الدرامي من
حيث الرؤية والشكل فاقت الأعمال الدرامية للعام المنصرم 2010 وهذا لعدة
أسباب
:
-
إن غالبية الأعمال
الدرامية التليفزيونية والسينمائية المصرية تصور التيار الديني وشخصياته
بشكل يبتعد عما نألفه في أقاربنا وجيراننا وزملائنا الذين ينتمون إليهم
ويتحاشون بعض الصفات الإيجابية التي فيهم وكثيرا ما يصورون السلطة وكأنها
صوت الاعتدال الذي يحارب التطرف متجاهلين أن السلطة بسياستها وإجراءاتها
التعسفية
يصنعون الإرهاب ولكن المخرج بذكاء فني وضع المتطرفين جنبا إلي جنب مع
كل أشكال السلطة والقهر الاجتماعي ووضع البطلة في عشقها للحياة وتمردها علي
السجن البيت والحجاب بلافلسفة ولا خطابة وضعها جنبا إلي جنب مع كل أشكال
التمرد الإنساني الوطني والاجتماعي في لوحة قلما تتكامل في عمل ثقافي عربي
درامي كان أو روائي.
جماليات الصورة
-
لقد استخدم نجدت أنزور في
هذا المسلسل بشكل متكرر جماليات الصورة بطريقة لم تتكرر في عمل درامي
واستطاع أن يصهر رؤيته الفكرية في القالب الدرامي بشكل جيد
-
لا تجد في هذا المسلسل
ثنائية المتطرف والمعتدل القاهر والثوري التقليدية حيث المتطرف كاره للحياة
ويحب الموت وغبي ومنفعل أو القاهر ذلك البلاستيكي الذي كأنه ظلم يمشي علي
قدمين ولا تجد المعتدل الحكيم الذي ينطق بالعلم والحكمة - مثل ابن رشد في
المصير أو عزت العلايلي القاضي في مسلسل الجماعة - أو هذا الثوري
طاهر القلب الذي لا يغره بريق المادة أو تضعفه شهواته المزوعة في لحمه
وعظمه وإنما تجد تطرفا إنسانيا - الشيخ توفيق - تجري في أوردته دماء بشرية
شخصا يخطئ - زني بامرأة - ويهرب من خطئه بالخطأ بالتطرف والعنف كأنه يعاقب
نفسه الخطاءة أو كأنه مازوشي يستلذ الألم لنفسه كلما نازعته إلي الحياة
وملذاتها وتجد قهرا إنسانيا فصاحب البار يبحث عن القيمة والأهمية التي
تسلبه منها امرأته - في علاقته بمقهوره - عاملة البار العراقية - أو شخصا
يعشق الحياة والقوة ويستلذ نعيمها ويتفنن في نزواته ونزهاته - الرأسمالي
الذي تزوج بعليا عاملة الكوافير - وتجد كذلك معتدلا بشرا ضعيفا - ليلي -
تحب الحياة والعشق وتحب جسدها وترغب أن تجرب أن تتعرف بنفسها علي الصواب
والخطأ ولكن عقلها البسيط لا يستوعب تطرف المتطرفين - أخوها ووالدها -
فكلما قابلت حبيبها شرطت جسدها بموسي رقيق حاد وكلما جربت بنفسها عنفتها ولامتها حتي تمزقت روحها أي تمزق وتشوه جسدها وتجد الثوري الإنسان
الضعيف في قوته والقوي في ضعفه - عليا عاملة الكوافير - وكأنها تستمد من
ضعفها البشري قوة لا يستمدها المتطرفون من إيمانهم
-
ونفضل هذا المسلسل علي
غيره لتقديمه شخصيات لم نجدها من قبل علي شاشتنا الصغيرة - التليفزيون -
أو الكبيرة - السينما - شخصية أم نادين حيث تتجسد فيها الضعف البشري والقوة
الإنسانية مزيج من الضعف والمقاومة أجاد الكاتب رسمها وتلوينها وأبدع في
دفقها بدماء حمراء نجدها أما مثالية في بداية المسلسل وفي لحظة تمزق ابنتها
بعد صدمتها الأولي وانطواء زوجها بعد طرده من المدرسة تقع فريسة لمشاعر
مخرج المسرح المضطربة وتبدأ تشعر بأنوثتها المفقودة من تجاهل زوجها ولكنها
تفيق سريعا من وهمها مع المخرج المسرحي وتعترف لابنتها.
المسلسل صرخة الدراما العربية ولا أقول السورية
لأنا أصبحنا في الهم سواء وفي الفن أيضا سواء - صرخة الدراما العربية في
وجه مجتمعات لم تعد تملك شيئا فلا ديمقراطية ولا مشروع وطني ولا انتعاش
اقتصادي ولا فكر مستنير لا شيء إلا ماملكت أيمانكم
.
جريدة القاهرة في
18/01/2011
الصريطى: مطلوب رجال .. لمواجهة الغزو التركي
مصطفى البلك
أعلن الفنان سامح الصريطي أن الدراما العربية قادرة على مواجهة الغزو
الدرامي التركي كما ان مشاركة النجوم العرب في اعمال درامية عربية يعتبر
نجاحاً ووحدة عربية فأصبح الفن هو الوحدة الحقيقية التي تربط بين ابناء
العالم العربي.
قال إن مسلسل «مطلوب رجال» يمثل «سيمفونية» كاملة من اللهجات العربية،
مع مشاركة عدد كبير من النجوم العرب؛ يؤدي كلٌّ منهم دوره بلهجته الخاصة.
وعن مسلسله «مطلوب رجال» قال الصريطي ان الغزو الدرامي التركي بافكاره
وعاداته وتقاليده التي تختلف عن العادات والتقاليد العربية ومن اجل هذا كان
مطلوب رجال فمن يشاهد العمل سيشعر أنه عربي صرف، رغم أنه مأخوذ عن عمل آخر
فنزويلي وهذه التجربة جديدة على الدراما العربية بشكل عام من حيث الإخراج
والتصوير.. وليس معني ذلك انه لا يناسب عاداتنا وتقاليدنا فالعمل مأخوذ عن
مسلسل فنزويلي، وهو النسخة العربية منه وهو ايضا كما ذكرت يختلف عن الدراما
الرومانسية التركية على الرغم من أنه يتسم بلمحات من الرومانسية ولكن في
إطار اجتماعي بالأساس.. وهذا ليس معناه أن الفارق بينهما أن العمل باللغة
العربية فقط، بل الفارق أن «مطلوب رجال» عربي بأحداثه؛ فهو يعرض ما يدور في
مجتمعاتنا العربية ممثلةً في أسرة عربية وتجمع عربي في مدينة دبي، ومن ثم
لو أن أحدًا لا يعلم أن هناك نسخة فنزويلية من المسلسل، لا يستطيع أن يقول
إن هذا العمل مأخوذ عن عمل آخر غير عربي، بل سيتأكد له أنه عربي خالص
وأشار إلى أن الجديد في العمل أن فيه فائدة كبرى لكل من سيشاهدونه؛
لأنهم سيتعرفون على كل اللهجات العربية؛ وان اختيار دبي موقعا لاحداث
المسلسل راجع لاعتباره مجتمعًا عربيًّا فيه كل الجنسيات العربية، وأن كل
ممثل في العمل يؤدي دوره بلهجته؛ كأن يؤدي عراقي دور فلسطيني بلهجته، أو
يؤدي سوري دور مصري بلهجته، وهذا هو مصدر جمال هذا المسلسل
واضاف الصريطي انني دائما اسعى وابحث عن الدور الذي يقدمني للمشاهد
رغم تاريخي الفني فطوال عمري الفني لم أفكر لحظة في حياتي في دور البطولة
فالدور الجيد والسعي لتحقيق النجومية يكون من خلال تنوع الادوار التي
اقدمها واختيارها بعناية شديدة لأن هدفي الاساسي ارضاء المشاهد وتقديم
اعمال تضيف لتاريخي الفني بعد ان استطاع خلال الفترة الماضية التواجد بقوة
من خلال مجموعة من الاعمال الدرامية في السينما والتليفزيون فاختار الدور
الجيد الذي يقدمني للمشاهد خاصة من خلال عمل متميز لأن المشاهد من خلال
الريموت كنترول يبحث عبر الفضائيات خاصة المتخصصة في الدراما عن العمل
الجيد الذي يشاهده وهذه القنوات اصبحت كثيرة ولهذا لا أحسب أدواري بمساحتها
أو كوني البطل الأول أو الثاني، فالفنان الحقيقي هو الذي يصنع من دوره
بطولة حقيقية، ويترك بصمة فيه، والمقياس هو قيمة العمل وتأثيره. وما يؤكد
هذا ان جميع الادوار التي قدمتها على الشاشة الصغيرة والكبيرة حققت النجاح
وحتى هذه اللحظة، لا أستطيع أن أقول إني بطل مسلسل «مطلوب رجال»، بل
البطولة لكل المشاركين فيه وكل من شاهد المسلسل سيعرف ان الدور الصغير يؤثر
في الأحداث». والمسلسل يناقش قضية هامة
وتساءل حول إمكانية الحب في حل المشاكل التي يعانى منها العالم. وعن
اعماله لرمضان القادم قال الصريطي: شاركت خلال شهر رمضان الماضي في 5
مسلسلات وهي شيخ العرب همام وقضية صفية وعايزة أتجوز وسقوط الخلافة وأزمة
سكر وكرمت على هذه الادوار وكلها متميزة
الجمهورية المصرية في
18/01/2011
عادل إمام وتامر حسنى أشعلا أسعار التسويق..
وهنيدى ورمزى يعانيان الكساد
سحر صلاح الدين
أشعل الفنان الكبير عادل إمام والمطرب تامر حسنى أسعار التسويق
للمسلسلات هذا العام فبعد أن كانت تتراوح العام الماضى ما بين 300 ألف
دولار و400 ألف تعدت هذا العام المليون دولار إلى جانب تصارع القنوات
الفضائية عربية ومصرية على العرض بالنسبة للعملين دون جميع المسلسلات الأمر
الذى أدى بمنتج مسلسل عادل إمام لأن يكتفى بما قام به من تسويق على أن
يستأنف بعد بداية التسويق وذلك للفارق الكبير بين السعر قبل التصوير وبعد
التصوير.
أما تامر حسنى والذى بدأ التصوير بالفعل فى إحدى المناطق العشوائية
فقد تم تسويق مسلسله.
يقول أحد الموزعين: إن مسلسلى عادل إمام وتامر أشعلا الأسعار بعد أن
كانت العام الماضى الأسعار متدنية جدا وتعرض كثير من المنتجين للخسارة لكن
الأمر فرق كثيراً مع عادل إمام والذى ينتظره المشاهدون بفارغ صبر منذ أن
قدم منذ أكثر من عشرين عاما مسلسلى «دموع فى عيون وقحة» و«أحلام الفتى
الطائر» وكذلك تامر حسنى ويعتبر هذا أول مسلسل له وينتظره جيل الشباب بشوق
كبير.
يضيف موزع آخر أن الصراع كبير جدا بين النجمين فى التسويق ولكن يختلف
الإقبال من قناة لأخرى تبع مشاهدة القناة فهناك قناة جمهورها من الشباب
يطلبون تامر حسنى وهناك جمهور مشتاق لعادل إمام لكنهما فى النهاية فى مقدمة
التسويق ولا مقارنة مع باقى المسلسلات.
أما مسلسل محمد هنيدى «مسيو مبروك أبوالعلمين حمودة» والذى صور جزءا
منه فى باريس فمازال يعانى التسويق وقد اشترته إحدى القنوات الفضائية
الخاصة فى مصر ولعل منتجه قد أساء التقدير عندما دخل فى تصوير مسلسل هنيدى
فى نفس العام مع مسلسل عادل إمام برغم أنه شريك فى إنتاج عادل إمام وكأنه
هنا يضرب نفسه بنفسه وأمله الوحيد أن يعوضه تسويق عادل إمام عن تعثره فى
تسويق هنيدى والذى تكلف مسلسله كثيرا جدا فقد حصل هنيدى على أجر 22 مليون
جنيه إلى جانب التصوير فى باريس والديكور الذى يبنى حاليا فى عزبة هنيدى
والذى كلف المنتج أكثر من مليون وربع المليون.
الحال لم يكن أحسن حالا بالنسبة لمسلسل «هانى رمزي» «عريس دليفرى» رغم
أن المدينة بدأت التصوير فيه قبل مهرجان الإعلام العربى بأيام حتى تكون
هناك فرصة جيدة فى التسويق لوفود الدول العربية ورؤساء القنوات لكن بوجود
عادل إمام وتامر حسنى أصبح الأمر صعباً جدا واختلفت كل التوقعات.
مسلسل «سمارة» فقد تم تسويقه لقناتين واحدة مصرية والأخرى خليجية ودخل
مؤخرا الصراع على التسويق النجم يحيى الفخرانى والذى وقع عقد مسلسل جديد
منذ أيام قليلة ولأول مرة محمود حميدة فى بطولة تليفزيونية وهى شخصية «عمر
المختار».
أما كريم عبدالعزيز ومحمد سعد وأحمد حلمى فقد تم تأجيل أعمالهم إلى
العام القادم والسبب المعلن عدم الانتهاء من الكتابة.
الجمهورية المصرية في
18/01/2011 |
