أعاد
البرنامج التلفزيوني «أحداث سويدية» قضية «جرائم الشرف» إلى الواجهة حين
عرض فيلماً وثائقياً عن مقتل الشابة التركية الكردية فاديما ساهندال شتاء
عام 2002 على يد والدها. ومع العرض، فُتح باب النقاش واسعاً مجدداً حول
مسؤولية المجتمع عما جرى، ومقدار العمل الذي يجري للحد من ظاهرة اجتماعية
لم يألفها السويديون من قبل، ما جعل قطاعات واسعه منهم، يشاركها سياسيون
ومؤسسات حكومية ومنظمات حماية المرأة تطالب بفهم هذا النوع من العنف، من
ناحية دراسة دوافعه والتعامل مع ضحاياه بمسؤولية أكبر والتفكير ملياً
بالكلمات الأخيرة التي نطقتها القتيلة الشابة وسجلتها كاميرات التلفزيون
السويدي قبل أن تصيبها رصاصات مسدس والدها في مقتل، وحذرت فيها من التعامل
مع هذا النوع من الجرائم والتهديدات بلامبالاة، لأن هذا سيشجع على تكرار
تلك الجرائم ولن يوقفها.
لم تكن جريمة قتل فاديما الأولى من نوعها يومذاك، فقد سبقتها جرائم
أخرى مماثلة راحت ضحيتها شابات من أصول مهاجرة، غير ان ما يميز جريمة فاطمة
عن غيرها ويفسر الاهتمام الكبير بها، كما جاء في البرنامج، يعود إلى اهتمام
وسائل الإعلام بقضيتها قبل مقتلها. لذلك كانت الصدمة شديدة على المجتمع،
الذي شعر أنه «مذنب»، إلى حد ما، خاصة أن الجريمة حين وقعت كانوا على علم
مسبق باحتمال وقوعها. وبهذا الشعور يعترف محامي القتيلة ليف أريسكون حين
يقول: «لقد أخفقنا في حمايتها، فهذه ليست أول جريمة شرف تحدث فوق الأراضي
السويدية، ونحن ما زلنا نجهل الكثير من دوافعها ونجهل كلنا، شرطة ودوائر
شؤون اجتماعية وقضاء، تماماً ما يتعلق بهذا السلـــوك، ونتـــعامل معــه
حتــى اللحظة كأنه شيء غريب جاء من المجهول!».
ساهم الإعلام في ذلك الحين في التعريف بقضية فاديما، وبشكل خاص
التلفزيون، الذي عرض حلقة عنها ضمن برنامج «ستريبتيز» الاجتماعي. ثم زاد
موت صديقها السويدي الإيراني الأصل بحادث سير من اهتمام الناس بقضيتها،
إضافة إلى رفض عائلتها طلب زواجه من ابنتهم رسمياً، نتيجة ضغوطات أقارب
العائلة على والديها، معتبرين أن خطوة الزواج متأخرة ولا تلغي العار الذي
لطخت به الفتاة شرفهم ووسخت سمعة القرية التي جاؤوا منها.
العنصر المهم والخطر في النقاشات التي أعقبت مقتلها، تمثَّل في
استغلال جهات وأشخاص القضية للتهجم على المهاجرين، واعتبار أن لـ «جرائم
الشرف» صلة بـ «عرق» بشري وبمجموعة دينية دون سواها، وبالتالي بالتصادم
الجديد الذي يشهده المجتمع السويدي مع ثقافات طارئة وخطيرة عليه، في حين
لعب سياسيون يساريون ومفكرون ومثقفون دوراً في توجيه النقاش إلى وجهة تركز
على اعتبارها جرائم يعاقب عليها القانون، وهي جزء من النظرة السلبية للمرأة
ومن الاضطهاد «الكوني» ضدها، وليست محصورة بعرق إثني أو دين محدد.
ويعرض البرنامج سريعاً بقية جرائم الشرف التي حدثت خلال تسعينات القرن
العشرين ويوثق ردود أفعال المجتمع السويدي عليها، ويستعرض أشهر المحاكمات
التي شهدها القضاء السويدي، ومن بينها محاكمة قتلة بيلا الأتروشي في
كردستان العراق، فيما تظل محكمة فاديما من أبرزها، كونها حظيت بمتابعة
شعبية وبفضول كبير من الناس لمعرفة موقف القضاء السويدي من الأب القاتل بعد
اعترافه بجريمته. وبعد نطق الحكم شعر كثيرون بالرضا عنه، لدرجة أعلن معها
المدعي العام في القضية بأن الحكم عليه بالسجن المؤبد يقارب الحكم بالإعدام
في دول أخرى. في حين اعتبر البرنامج ردودَ الفعل التضامنية مع الشابة
القتيلة وإقامةَ بلدية أوبسالا على ذات الموقع الذي سقطت فيه، وسط احدى
ساحاتها، نصباً تذكارياً لها خيرَ رد فعل على جرائم يرفضها المجتمع السويدي
ويعمل على التخلص منها.
الحياة اللندنية في
20/04/2013
الشاشة بعد ٩ شهور من حكم الإخوان:
جنين مشوّه وإنتاج ضعيف
حسن أبوالعلا
إذا كان الجنين يكتمل نموه فى ٩ شهور، فإن الشاشة المصرية بعد ٩ شهور
من حكم جماعة الإخوان المسلمين ممثلة فى الرئيس محمد مرسى - لم تفرز سوى
جنين مشوه على جميع المستويات. ففى الدراما التليفزيونية تراجع حجم الإنتاج
من ٧٠ مسلسلاً فى رمضان الماضى إلى حوالى ٢٥ مسلسلاً فى الموسم الرمضانى
المقبل، ليغيب نجوم كبار عن الشاشة، وتغلق العديد من شركات الإنتاج
أبوابها، ويجلس مئات الممثلين والفنانين فى بيوتهم دون عمل، وفى السينما
أطفئت أنوار الشاشة الفضية تقريبا، باستثناء محاولات قليلة وبعض تجارب
السينما المستقلة، ولم يكن المسرح أفضل حالا، فمسرح الدولة يعانى من أزمات
حادة فى ظل ضعف ميزانية الإنتاج بسبب تقلص ميزانية وزارة الثقافة.
ولم يختلف الوضع كثيرا فى الفضائيات، فالكثير من القنوات واجه أزمات
حادة بدأت بتوقف إرسال قناة دريم عدة أيام، وإغلاق قناة الفراعين لفترة
ليست قصيرة، فضلا عن ملاحقة بعض الإعلاميين قضائياً بسبب انتقاداتهم
للنظام، فى مقدمتهم باسم يوسف وجابر القرموطى وعمرو أديب ومحمود سعد ويوسف
الحسينى ولميس الحديدى. ويبدو المشهد سوداوياً، فبعض المبدعين فكروا فى
الهجرة من مصر، بحثا عن فرصة عمل دون ملاحقة، وفى جميع الحالات يبدو الفن
والإعلام المصرى فى أزمة تسبب فيها نظام سياسى فاشل، ومكتب إرشاد لا يبحث
إلا عن مصلحة الجماعة.
الفضائيات «المسمار الأخير فى نعش دولة المرشد»
محمد طه
لم تكن الفضائيات بمعزل عن تأثير ممارسات جماعة الإخوان المسلمين،
لكنها تحاول أن تسبح عكس التيار، خاصة أن البعض يعتبرها المسمار الأخير فى
نعش جماعة الإخوان المسلمين، وتحصل على حريتها ولو بـ«الدراع»، رغم محاولات
تكميم الأفواه.
قال الدكتور فاروق أبو زيد العميد السابق لكلية الإعلام: جميع نصوص
الدستور الجديد الخاصة بالإعلام جعلت دور الإعلام يتراجع، ومنها إعطاء
القضاء حق إغلاق الصحف، وعودة حبس الصحفيين فى قضايا النشر، رغم إلغائها فى
نهاية حكم مبارك، وكنا طالبنا بتغليظ العقوبة فى هذه النوعية من القضايا،
بدلا من الحبس، كما لم يغير الدستور القانون ١٣ الخاص باتحاد الإذاعة
والتليفزيون، الذى يعطى له حق الاستقلال.
وأضاف: بالنسبة للفضائيات فهناك تصفية لها، لأن النظام يعتبرها أكثر
تأثيراً من الصحف والدراما والسينما، ويخطط للقضاء عليها فى وقت لاحق، فكل
النظم السلطوية فى العالم تفعل مثلما يحدث فى مصر حاليا، ولن يتغير هذا
الوضع إلا إذا حدثت معجزة للشعب المصرى، وهذا يتعارض مع ما قامت من أجله
ثورة يناير، ولكنى اثق بالشعب المصرى وبقدرته على تغيير هذا الوضع، وما لا
يعرفه النظام الحاكم أن الديمقراطية تقاس فى العالم بمدى حرية الإعلام.
وقال الإعلامى محمد شردى: نعيش حالة انفلات إعلامى، وهناك محاولات
لإرهاب الإعلاميين، فالإعلام أصبح وسيلة للاستقطاب، وهناك لغة غريبة
يستخدمها بعض الإعلاميين حاليا، فضلا على تجاوزات من القنوات الإسلامية،
والإعلام الحكومى أصبح ملكيا أكثر من الملك، إلى جانب حالة الأخونة الواضحة
والصريحة فى التليفزيون المصرى، فالكثيرون يتبرعون للقيام بمثل هذه المهام
لنيل رضا رؤسائهم، رغم عدم وجود توجهات صريحة من الوزير بأخونة الإعلام
الحكومى.
وأكد أن الإعلام حصل على حريته بـ«الدراع»، وليس بالأمر المباشر من
الدولة، كأحد مكتسبات الثورة لاستنشاق هواء نقى، فهو لم يخسر حريته حتى
الان، لكن الخوف أن تكون الحرية ناقصة، موضحاً أن القيادات الحكومية فى
الإعلام يتم اختيارهم من أهل الثقة، وليس أهل الخبرة.
وقال «شردى»: رغم وجود برنامج «البرنامج» لباسم يوسف الذى ينتقد
الحكومة والرئيس فإنه لا يعد تعبيرا عن الحرية بالشكل الكافى، ففى كل دول
العالم توجد هذه النوعية من البرامج، وللأسف فإنها ليست مقبولة بالنسبة
للحكومة وجماعة الإخوان المسلمين، لأنهم فى الأساس لا يقبلون الرأى الآخر،
مع الأخذ فى الاعتبار أن باسم يقدم الكوميديا السياسية الساخرة، ولا ينتقد
أحداً بشخصه.
وأشار إلى أن هناك محاولة لإرهاب المذيعين من خلال الدعوة لإغلاق
قنوات بعينها، مؤكدا أن لهذه الممارسات تأثيرا عكسيا فى انقسام المجتمع
المصرى من ناحية الدين وليس السياسة.
وقال أسامة عز الدين رئيس قنوات دريم: بالنسبة للإعلام الخاص فإن
الوضع الحالى غير مبشر، فنحن «ماشيين يوم بيوم، ومش عارفين بكرة هيحصل فية
إيه». أما الإعلام الحكومى، فانقلب من إعلام الشعب إلى إعلام الإخوان،
و«الجواب بيبان من عنوانه».
وأضاف عزالدين: لا أتوقع أن تتمكن الجماعة من القنوات الفضائية، ولن
يتواطأ الإعلاميون مع الإخوان بالشكل الذى يرضيهم، وما لم يفعله الإعلاميون
قبل ثورة يناير لن يفعلوه بعدها، ولن تكمم أفواههم، وسوف يناضلون كثيرا،
لأن الدستور مقيد لحرية الإعلام، ويعيدنا إلى الخلف سنوات طويلة.
وأكد أحمد أبوهيبة، المدير التنفيذى لقناة مصر ٢٥ الناطقة بلسان جماعة
الإخوان المسلمين، إن هناك مساحات كبيرة حصل عليها الإعلام المصرى بعد ثورة
٢٥ يناير، لكنه لم يستطع البعض أن يستخدمها فى مكانها الصحيح، لعدم وجود
النضج الكافى فى بعض وسائل الإعلام للتعبير عن الحرية، موضحا أن السبب فى
ذلك أن الإعلام يخطو أولى خطوات الديمقراطية، لذلك تسعى بعض وسائل الإعلام
الخاصة إلى «الفرقعة» وتحقيق مصالح معينة، وليس خدمة المجتمع.
المصري اليوم في
24/04/2013
دراسة تؤكد تأثيرها السلبي
فيهم
الفضائيات تفسد ذوق الأطفال
القاهرة
-
المعتصم بالله حمدي:
أكدت دراسة حديثة قام بها خبراء بالمجلس العربي للطفولة والتنمية على
شريحة من الأطفال في المنطقة العربية، أن الفضائيات أسهمت، خصوصاً برامج
الأطفال منها، في إفساد ذوقهم العام من خلال ما تقدمه من إعلانات غير
ملائمة وأفلام كرتون تحض على الجريمة كالسرقة والكذب والاستهتار بالقيم .
هذه الحقيقة نوهت بها تلك الدراسة، مشيرة إلى أهمية الدور الذي يلعبه
التلفزيون في تثقيف وتوسيع مدارك الطفل من خلال نقل المعارف والخبرات عبر
البرامج الهادفة المختلفة، لكن هناك العديد من السلبيات التي تؤثر في
الناحية التربوية للطفل، منها زيادة نوعية البرامج التي تحتوي على مشاهد
عنف . في هذا التحقيق نستعرض ما جاء في الدراسة، وآراء فنانين وإعلاميين
فيها . .
أشارت الدراسة إلى أن الفضائيات العربية بسيطرتها وهيمنتها على قطاع
كبير من المشاهدين، جعلتهم بمرور الوقت أشبه بالأسرى، ما أضعف التواصل
والعلاقات الأسرية خاصة بين الأطفال وآبائهم .
واعتبرت الدراسة أن التنشئة التلفزيونية أثرت في الأطفال وحولتهم من
نشطاء مندفعين راغبين في فهم الأشياء والشروع في العمل، إلى أطفال أكثر
حذراً وسلبية لا يريدون التقدم واكتشاف ما حولهم، واستشهد الخبراء في بحثهم
بالعديد من الدراسات التربوية التي أجريت في العقد الأخير والتي كشفت وجود
علاقة بين مشاهدة التلفزيون والتحصيل الدراسي، وأنه كلما زادت مشاهدة
الأطفال للتلفزيون انخفض تحصيلهم الدراسي .
كما أشارت الدراسة إلى أن هناك دلائل تشير إلى أن مشاهدة التلفزيون لا
تؤدي إلى تقليل وقت اللعب عند الأطفال فحسب، بل إنها تؤثر في طبيعة لعب
الأطفال، خاصة اللعب في المنزل أو المدرسة .
وأكدت أنه رغم دور التلفزيون في النمو الاجتماعي والثقافي للطفل، فإنه
قد يؤدي إلى نتيجة عكسية، ويجعل شخصية الطفل ضعيفة منفصلة عن مجتمعها إذا
ما ركز على عرض قيم وثقافات أخرى، كأفلام الكارتون المدبلجة، التي تؤثر في
ذاتية الطفل الاجتماعية والثقافية .
أوصت الدراسة بأهمية بحث القائمين على الإعلام العربي، خاصة قنوات
التلفزيون سواء الأرضية أو الفضائية عن برامج جذابة ومشوقة وهادفة قادرة
على تحفيز الأطفال على المشاركة في أنشطة المجتمع، وإتاحة الحرية لهم
للتعبير عن أفكارهم وتنمية قدراتهم على النقد وتشجيعهم على المناقشة
والتواصل مع آبائهم، والتأكيد على أهمية أن تكمل تلك القنوات الدور التربوي
للآباء تجاه الأبناء، من خلال حثهم على احترام الحق في الاختلاف والتعدد
والتنوع والتسامح مع الآخرين، واحترام قيم المشاركة والحرية، وتحفيزهم على
الاستفادة من تكنولوجيا العصر المتقدمة من حولهم .
الفنانة نشوى مصطفى ترى أن الفضائيات الموجهة للأطفال تحتاج لإعادة
صياغة وتصحيح لأهدافها، لأنه لا بد ألا يكون الربح هو الهدف الأساسي لها،
لكن هناك أهدافاً تربوية أهم، ولأن الأطفال يثقون كثيراً فيها فلا بد من
التدقيق في محتواها واختيار موضوعات تتناسب مع ثقافتنا الشرقية وتكون بعيدة
عن العنف .
وتؤكد نشوى مصطفى أن الفضائيات أصبحت خطراً في الوقت الحاضر على
الأطفال خاصة في ظل اهتمام الأسر العربية بمتابعة الأخبار والبرامج
السياسية التي تحمل كآبة كبيرة، ولأن الأطفال يتابعونها مع أسرهم، فهم
يعيشون معهم تجارب حياتية مزعجة تؤثر سلباً في سلوكاتهم وحالتهم المزاجية .
الفنان سامح حسين الذي يحظى بقبول الأطفال، وحقق نجاحاً في مسلسله
“القبطان عزوز”، يطالب شركات الإنتاج والفضائيات بتقديم العديد من الأعمال
الفنية التي تدعم الذوق الفني عند الأطفال وتخرجهم من حالة الكآبة التي
نعيش فيها حالياً، في ظل تصاعد حالة العنف في المجتمع المصري .
ويرى سامح أن الفضائيات المصرية لا تقدم أعمالاً تناسب احتياجات
الأطفال، ودائماً ما تخلو الخريطة البرامجية لأي قناة من أعمال تناسب
الأطفال وتساعد على تنمية قدراتهم العقلية .
الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلان بكلية الإعلام، يقول: في جميع
الباقات الإعلامية نجد أن بها قناة متخصصة للأطفال تعمل بشكل علمي ممنهج،
بمعنى أنها تستهدف عدة شرائح من الأطفال، منها على سبيل الطفولة المبكرة
التي تحتاج لعدة برامج تعرض في الصباح، ثم هناك الطفولة المتأخرة التي تعرض
في المساء، ثم برامج متنوعة منها أفلام الكارتون وبعض البرامج التعليمية
التي تهم الطفل وتعلمه الرسم أو أي شيء آخر .
الفنان محمد صبحي يطالب برؤية واضحة لبرامج الأطفال، تكون لها رسالة
محددة تحاول أن تنقلها إلى الطفل، وتحمل معها مجموعة من القيم التربوية
والمفاهيم الإيجابية والمعايير العلمية التي تحاول أن تنقلها وتغرسها في
وجدانهم، وهناك توجيه محدد للطفل ولا بد أن يكون هناك اهتمام من جانب
المسؤولين في الفضائيات العربية بالطفل، والاستعانة بالخبرات الأكاديمية
والعلمية والفنية والإعلامية التي ترسم خطوطاً وبرامج واضحة تناقش مشاكله
واهتماماته، خاصة أن الإعلام له اهتمام خاص من جانب الصغار .
الإعلامية نجوى إبراهيم التي لها باع كبير في برامج الأطفال تقول إن
الطفل هو أفضل استثمار للمستقبل وللمجتمع، ولا بد من توجيه الاهتمام به في
النواحي التربوية والتعليمية والتثقيفية والإعلامية منذ سنوات عمره الأولى،
حتى يصنع منه رجل المستقبل الذي يخدم نفسه ومجتمعه ويكون مسلحاً بالعلم
والمعرفة، ولديه القدرة على اتخاذ قرار وتكوين رؤية مستقبلية مستنيرة
ومواكبة التغييرات المستمرة التي تطرأ على العالم، خاصة في ظل تدفق
التكنولوجية والمعلوماتية والإعلام الغزير، وبعد أن أصبح العالم قرية
إلكترونية صغيرة، كما لا بد من مواجهة العنف الذي يسيطر على أفلام الكارتون
الأجنبية التي تساهم بقدر كبير في إفساد الذوق العام للطفل، ونفس الأمر
بالنسبة للأغاني الشعبية التي توجه للأطفال، وبها ألفاظ سيئة وموضوعاتها
تمثل خطورة شديدة على الطفل .
أما الدكتور أسامة عبد الباري أستاذ علم الاجتماع فيرى أن المشكلة
الكبرى حالياً تكمن في عدم الاهتمام بالطفل العربي، سواء في عدم تطوير
التعليم أو حتى في البرامج التلفزيونية التي تحتاج للعمل بأسلوب علمي يرتكز
على كيفية تشكيل وجدان طفل في مرحلة عمرية معينة، وما الأسلوب الصحيح في
مخاطبة هذه المرحلة، ففي بعض المراحل نحتاج للصورة أكثر من الكلام، وفي
أحيان أخرى نحتاج لقصة ونترك له الخيال .
كما يشير عبدالباري إلى أن برامج الأطفال تساهم أحياناً في تغيير
مفاهيم عدة عند الأطفال وتأثيرها سلبي للغاية في حالة ما إذا اعتمدت على
الخرافات والأشياء غير المنطقية التي من شأنها أن تضعف من ذكاء الطفل .
الخليج الإماراتية في
26/04/2013
رولا خرسا تطالب بمحاكمة زوجها فى إدارة المبنى
كتب : محمد قبيصى
قالت مصادر مقربة من طارق نور رئيس مجلس ادارة قناة «القاهرة والناس»
إن هناك مفاوضات تتم الان مع الفنان محمد صبحى لتقديم برنامج أسبوعى جديد
على شاشتها فى الدورة البرامجية الجديدة التى تبدأ فى يونيو المقبل يتناول
الربط بين السياسة العامة والوسط الفنى بشكل يسمح انتقاد سلوكيات الاخوان
والحكومة الحالية ، وكان محمد صبحى شرع منذ شهور فى تقديم برنامج على قناة
القاهرة والناس لكنه فشل بسبب ضيق الموارد المادية.
من ناحية أخرى طالبت رولا خرسا مقدمة برنامج «البلد اليوم» على قناة
صدى البلد من المسئولين عن التليفزيون المصرى اتباع سياسة زوجها عبداللطيف
المناوى رئيس قطاع الأخبار الأسبق فى إدارة المبنى.. فلا يليق أن ينحاز
التليفزيون كما تقول رولا للحزب الوطنى تارة قبل الثورة وللإخوان المسلمين
تارة أخرى بعد الثورة.. المناوى كان يسعى لأن يكون تليفزيون مصر هو صوت
الشعب وليس الدولة وقالت إن المناوى اعترف لها بأنه اتجه للانحياز للثورة
لعدم تشويه صورة قطاع الأخبار والتليفزيون خلال الفترة الحرجة قبل سقوط
مبارك. ما اعترف طونى خليفة مقدم برنامج «أجرأ الكلام» على قناة القاهرة
والناس انه فى الفترة الاخيرة اضطر الى اجراء حوارات واستضافة شخصيات فى
برنامجه لا يفضل ان يجلس معها ولا يشرفه ان يحاورها ولكن وبسبب التزامه
بسياسة القناة ومالكها انصاع لرغبة القناة فى محاورة بعض الشخصيات ذات
الميول الرافضة لثورة الشعب المصرى والمنبوذة داخل المجتمع رافضًا الإعلان
عن أسماء هذه الشخصيات. فيما علق الإعلامى يوسف الحسيني، مقدم برنامج
«السادة المحترمون»، على فضائية أون تى فى على حوار الرئيس محمد مرسى مع
قناة الجزيرة بقوله إن إجابات الرئيس كانت ترد على أسئلة غير التى سألتها
المذيعة وأضاف الحسينى ساخرًا إن حديث الرئيس كان يخلو من المنطق على خطى
مرسى الزناتى فى مسرحية مدرسة المشاغبين ، كما تابع سخريته من تصريح الرئيس
لوكالة الأنباء الروسية، (بأن مصر متعددة الأجنحة) قائلًا والله يا ريس
أنت زى العسل، مكانك موجود فى فريق إعداد البرنامج، لو تركت الرئاسة أو
قامت ثورة جديدة، هنعمل أحلى شغل مع بعض وتابع: إن الرئيس محمد مرسى نسب
لنفسه إنجاز افتتاح مصنع كوين للمكرونة، التابع للقوات المسلحة.
وفى حوار أجرته قناة فرانس 24 مع الإعلامى الساخر باسم يوسف، بعد
تصنيفه ضمن قائمة أكثر 100 شخصية مؤثرة فى العالم، صحح باسم لمذيع القناة
ما قاله عن تركيز سخريته على الإسلام والرئيس مرسى بقوله: أنا لا أسخر من
الإسلام لأننى مسلم، بل أسخر من هؤلاء الذين يؤذونه ويشوهون صورته، وتابع
قائلاً إنه لاينتقد الرئيس مرسى لذاته، بل لكونه فى السلطة، وأشار إلى أنه
كان ينتقد ويسخر من المجلس العسكرى الذى تولى السلطة فى مصر عقب الإطاحة
بحسنى مبارك وسأله المذيع عن استجوابه أمام القضاء والتحريات التى تجرى عنه
الآن قائلاً ألم يتعهد الرئيس مرسى بضمان حرية التعبير، رد عليه باسم يوسف
هذه لعبة قديمة تعودنا عليها من أيام مبارك، فالرئيس لم يتقدم بالبلاغ
بنفسه، لكنه مسئول عن خلق هذا الجو المشحون الذى يسمح بمقاضاة الإعلاميين،
ونفى أن يكون هناك حراس شخصيون له، وقال: حينما يجد الناس شخصاً مخلصا لهم،
ويقدم لهم عملاً جيداً عالى الجودة يقومون هم بحمايته.
وفى المقابل انتقد الاعلامى احمد المسلمانى الانتقادات الموجهة بصورة
دائمة للرئيس مرسى «عمال على بطال» على حد تعبيره وقال المسلمانى فى حلقة
مسجلة من برنامج بنى ادم شو الذى يقدمه الفنان احمد ادم انه متاكد من حرص
الرئيس على مؤسسة الجيش لأن المؤسسة العسكرية الوحيدة على مستوى الوطن
العربى التى تخشاها اسرائيل بعد فك الجيش العراقى والليبى وانعزال الحرس
الثورى الايرانى وانهاك الجيش السورى فى معارك داخلية.. وطالب المسلمانى د.
مرسى بعدم اقتصار لقاءاته مع زعماء الدول الأجنبية على القاهرة فقط التنقل
فى المحافظات الاخرى للترويج لها امام العالم.
عبد اللطيف المناوى
بينما قال عمرو الليثى ردًا على سؤاله حول شائعة توليه منصب وزير
الاعلام أنه رفض القبول بهذا المنصب لكبر أعباء الوزارة وتعدد مشكلاتها
وقال انه اخذ قرارا نهائيا بعدم العمل مع جماعة الاخوان المسلمين وقال: كنت
مستشارًا للرئيس مرسى وتقدمت باستقالتى بسبب انحياز مؤسسة الرئاسة لفصيل
معين على حساب الشعب المصرى وعدم وجود خطة حقيقية لاصلاح البلاد.. وعن
حوارة مع الرئيس مرسى اعترف الليثى بانها توجهات قناة ويرحب فى برنامجه بكل
الآراء والضيوف.
انتقد الإعلامى عمرو أديب تصريحات الشيخ عاصم عبدالماجد، القيادى
بالجماعة الإسلامية، بعد دعوته للشعب المصرى لمحاصرة منازل القضاة، الذين
وصفهم بالمفسدين وقال أديب، مخاطبا عبد الماجد يا شيخ عاصم أنت لا تتعامل
مع خرفان؛ حتى يستجيبوا لدعواتك دون تفكير. وتساءل أديب، خلال برنامجه
القاهرة اليوم عن إمكانية محاصرة بيوت القضاة وضباط الشرطة، وترهيبهم؛ حتى
يعملوا على مزاج الجماعة وتابع «هل سنصل أن نعلم على منازل القضاة والضباط
بالطباشير، مثل أمير الانتقام؟
روز اليوسف اليومية في
26/04/2013
الحياة البرية في شبه الجزيرة العربية:
متعة بصرية
قيس قاسم
رحلة «بي بي سي» لاكتشاف أسرار الحياة البرية في شبه الجزيرة العربية
تشبه على حد وصف مقدم البرنامج «رحلات استكشاف ممالك أسطورية». رحلات صعبة
جداً لاجتماع قساوة الطبيعة والمفاجآت الدائمة، لكنّ الجانب السحري
والغرائبي يظل مصدر إدهاش. ففي هذا المكان من العالم يلتقي التاريخ القديم
بالمستقبل، والحلقات الثلاث من برنامج «الحياة البرية في شبه الجزيرة
العربية» تكرّس وقتها لاكتشاف العلاقة بين سكان هذه المنطقة وامتدادهم
التاريخي فيها وبين الطبيعة الغنية والتي تتكشف تفاصيلها أمامنا وربما
للمرة الأولى بهذا الشكل من الجمال البصري.
على غرار «الكوكب المتجمد» وغيرها من وثائقيات «بي بي سي» المنتجة
أخيراً عن الطبيعة والحياة على سطح كوكبنا، استخدم فريق عمل «بي بي سي» آخر
تقنيات التصوير التلفزيوني، متبعين أسلوب العمل المعتمد على التسجيل الصبور
لفترات زمنية طويلة، كثيراً ما يتركون فيها كاميراتهم الديجيتال مثبتة في
مناطق محددة مسبقاً لالتقاط تفاصيل حيوات الحيوانات النادرة وهي تتحرك في
بريتها بحرية من دون الخوف من اقتراب الإنسان منها. فضلاً عن رصدهم أدق
التفاصيل المحيطة بالمادة التي يشتغلون عليها مع ظروف تصوير خاصة، تؤمن لهم
تسجيل خامات ذات قيمة وثائقية عالية. ولهذا ظهرت في البرنامج مفاجآت كثيرة
ولقطات نادرة لم نرها من قبل عن منطقتنا والحياة البرية فيها.
لورنس العرب
تغطي الصحارى المساحة الأكبر من العالم العربي وفق البرنامج والرحالة
«لورنس العرب» في أول خريطة رسمها بنفسه. ولمعرفة الحياة في الصحارى بدأ
البرنامج رحلته من قلبها، من الربع الخالي، متابعاً إياها على مستويين:
الأول حياة سكانها من البدو الرحل وتأقلمهم مع الطبيعة القاسية... وما فيها
من حيوانات ونباتات على مستوى ثانٍ.
وعلى سطحها المكوّن من كثبان رملية متغيرة الأشكال بفضل الرياح، ثمة
عوالم تتفاعل في ما بينها من دون انقطاع لتؤمن ديمومة أسباب عيشها، وقد
سجّلها مصورو البرنامج من زوايا وارتفاعات مختلفة لنرى بفضلهم جمال القسوة
الخفي وقدرة الإنسان والحيوان على التعايش في توازن غريب يدعو حقاً
للإعجاب. وربما للمرة الأولى تلعب الكاميرا هذا الدور الكاشف للأسرار
الخفية في عالم أغلى ما فيه الماء. ولهذا ستبدو العلاقة فيها أكثر وضوحاً
بين البدوي وبعيره فهو مصدره المعتمد في الصمود أمام الجفاف المخيف. وفي
المقابل سنعرف شيئاً إضافياً عن تطور الكائنات الأخرى وقدراتها للتكيف مع
الحرارة العالية على مستوى البناء البيولوجي والاستخدام المحكم للموارد
الشحيحة. ولإظهار عناصر ديمومة الحياة في الصحارى، يصاحب البرنامج عجوزاً
بدوياً في طريقه مع ولده اليافع للاشتراك في سباق للجمال، في مضارب بعيدة
عن مضاربهم. صور الصحراء والحياة فيها تحف بصرية، لا يضاهيها سوى صور جبال
ظفار في عمان حيث الخضرة والماء في تناقض صارخ مع الصحراء.
ولا شك في أنّ ما سجلته الكاميرات من مشاهد لغزارة المياه والتنوع
الزراعي الذي يلفها يعطيان انطباعاً متناقضاً ومؤثراً، وسنفهم بفضله الدور
الذي يلعبه المناخ في غنى الحياة البرية وكيف تلعب مواسم «الأمطار
المدارية» دوراً في التوازن البيئي العالمي. وتكشف اللقطات التي سجلها
البرنامج لازدهار حياة الطيور في هذا الفصل، عناصر غير واضحة للعيان، وتفسر
لماذا ما زالت تعيش في كهوف جبال هذه المنطقة حيوانات نادرة مثل «النمر
العربي»، إذ سجلت كاميرات مجموعة من خبراء البيئة المحليين صوراً لها إلى
جانب رصدهم لحيوانات أخرى مثل الذئاب والضباع.
وعلى مستوى التوازن يعود فريق «بي بي سي» إلى الإمارت العربية
المتحدة، عبر بوابة البحر الذي صوروا أعماقه وما فيه من حيتان نادرة ظلت
ماكثة في مياهه منذ عصور قديمة، ليربط بين أسباب النقلة الاقتصادية التي
حدثت بفضل اكتشاف النفط وبين المشاريع المستقبلية التي تهدف إلى الحفاظ على
الطبيعة وتوازنها لتؤمن عناصر المرور السلس إلى المستقبل.
«الحياة البرية في شبه الجزيرة العربية» إدهاش تلفزيوني زاخر بالمتعة
البصرية والمعرفية.
الحياة اللندنية في
29/04/2013
التفاعلية التلفزيونية ..
دراسة في الصراع الثقافي المعاصر
عمار إبراهيم الياسري
تمثل ما بعد الحداثة حركة فكرية تقوم على رفض الأسس التي ترتكز عليها
الحضارة الحديثة، كما ترفض المسلمات التي تقوم عليها ، أو في الأقل ترى أن
الزمن قد تجاوزها وتخطاها، ويذهب الكثير من مفكري ما بعد الحداثة إلى
اعتبارها حركة أعلى من الرأسمالية التي تعتبر هي الطابع الأساسي المميز
لهذا العصر، وأن ما بعد الحداثة تهيئ لقيام مجتمع جديد يرتكز على أسس جديدة
تماماً غير تلك التي عرفها المجتمع العالمي الحديث، ويبدو أن مفكري ما بعد
الحداثة قد تأثروا بذلك بأفكار بعض الفلاسفة الألمان مثل هايدجر الذي كان
قد أثار فكرة إمكان قيام أسس جديدة حول الإنسان المعاصر.
والسؤال المهم الذي يتبادر إلى الأذهان إلى وقت قريب هو، هل هذه
التغيرات تعني أن عصر الحداثة قد ولى إلى غير رجعة؟ والعالم أمام حضارة
وثقافة أخرى جديدة هي حضارة وثقافة ما بعد الحداثة ؟
إن أنصار وأتباع ما بعد الحداثة يوجهون كثيراً من الانتقادات
إلى إنجازات عصر الحداثة وموقفها من الفكر والفن والسياسة والحياة، وهو
موقف يرفع من شأن العقل ويرى فيه مصدر كل تقدم في المعرفة وفي المجتمع وأنه
وحده هو مصدر الصدق وأساس المعرفة العلمية وهو القادر على اكتشاف المعايير
النظرية والعملية التي يهتدي بها الفكر والفعل على السواء،كما نرى ذلك في
طروحات الشكلانية الروسية أو البنيوية وغيرها ومع ذلك، فإن ما بعد الحداثة
ترى أن الزمن قد تغير، وأن الظروف العامة قد تجاوزت كل هذه الإنجازات نتيجة
لتقدم أساليب الإعلام والاتصال بوجه خاص، وظهور أشكال جديدة من النصوص
تتطلب قيام نظريات ومفاهيم تتلاءم مع الأنماط المعرفية الجديدة بعد ازدياد
الاتجاه نحو العولمة، مع تعدد الاتجاهات الثقافية المواقف الفكرية، "وظهور
اتجاهات جديدة في السرديات اشتغلت على (ما وراء اللغة) و(ما وراء السرد)
والنص المفتوح ،وكذلك في الفن حيث تجاوزت المدارس الحديثة مثل الانطباعية
والتعبيرية والسريالية وما إليها"(1)، وتحررت من كل القيود التقليدية
وبخاصة في العمارة حيث يمكن الجمع بين عناصر غير متجانسة تخرج تماماً عن
المألوف، وامتداد ذلك إلى بقية الفنون التعبيرية مثل الرقص والباليه بل
والموسيقى والأفلام السينمائية.
وقد يرى بعض المنظرين أن الاختلافات بين الحداثة وما بعدها ليست
اختلافات شاسعة، حيث يزعمون "أن ما بعد الحداثة ليس سوى نوع من الألعاب
اللغوية في بنية النصوص" (2)، وإنهم استحدثوا كثيراً من المصطلحات التي لم
يستقر بعضها في شكله النهائي مثل اللغة الطفيلية و(ما وراء اللغة) و(ما
وراء السرد) وغير ذلك، وعليه إذا كانت ما بعد الحداثة لعبة لغوية كما
يدعون، فإنها استطاعت توجيه الانتباه إلى أبعاد الحقيقة الإنسانية ، ولكن
الأمر لم يتوقف في حدود اللغة كما بينا بل تداخل في كل تمفصلات الحياة
المختلفة.
ومن تمظهرات ما بعد الحداثة مفهوم التفاعلية في الأدب والفن عموما
الذي انفتح على المتلقي الشعبي (خلاف النخبوي) بوصفه ذاتا فاعلة مؤثرة
ومغيرة في بنية النص المقدس والمنغلق على صاحبه سابقا والذي ظهر مع العديد
من المقاربات التي اهتمت بمفردات التحليل مثل الفرد والمجموعة والعلاقات
الذاتية في التجارب اليومية، وترسخت بوصفها ردة فعل على النظريات
البنيوية-الوظيفية التي هيمنت ولفترة طويلة على السوسيولوجيا. وقد أحيت هذه
المقاربات والتي وصفها المنظرين أرمان وميشال ماتلار ب"عودة اليومي"(3)
.
شهدت فترة السبعينات من القرن المنصرم ازدهاراً كبيراً لفن الصورة
المتحركة وأصبح المتلقي يبحث عن الصورة المرئية التي تثير الجمال والمتعة
فيه ، وهذا بطبيعة الحال جعله يبحث عن قنوات تلفزيونية متعددة تلبية
لرغباته ، مما حدا بكثير من شركات الاتصال في أمريكا وغيرها من الدول
المتقدمة من القيام بدوائر اتصالية تتيح للمتلقي الحصول على اكبر عدد من
القنوات التلفزيونية التي يفضلها ، وكان الكابل المشترك هو الحل الذي جعل
المتلقي ينفتح على فضاءات أخرى وان كانت محدودة ، وتبقى العين البشرية تبحث
عن كل ما هو جديد محاولة كسر الملل الذي سببته لها التجربة السابقة .
وقد شكلت فترة منتصف الثمانينات تحولا اتصاليا تكنولوجيا هائلا اقترن
بالمديات الواسعة للبث الفضائي للقنوات التلفزيونية ، وأصبحت الأقمار
الصناعية تغطي العالم بأسرة وأنشئت المئات من القنوات الفضائية والتي أصبحت
بمتناول المتلقي يختار منها ما يشاء ويترك ، وبدأ المتلقي ينفتح على الآخر
مطلعا على حضاراته وآدابه وفنونه ، كل هذه الأسباب وغيرها فتحت الباب على
مصراعيه أمام الحرب المعلوماتية الجديدة
أما فترة التسعينات فقد شهدت تنامي محاولات من نوع آخر ، محاولات دعاة
الحداثة الذين نظروا إلى جلب المتلقي إلى داخل النص بوصفه ذاتا مؤثرة داخل
النص لا متلقيا سلبيا فقط ، بل يستطيع إن يغير في بنية النص من خلال وجودة
، سواء كان مشاركا أو منظما أو مصوتا ، وهذه الدعوة لقيت رواجا في الأدب
منذ السبعينات من خلال تنظيرات الناقد التفكيكي جاك دريدا ، أما في الفن
التلفزيوني فلم نشهدها إلا في منتصف التسعينات ، أي جعل المتلقي جزءا من
البرنامج التلفزيوني ، "وهي نقطة انطلاق التفاعلية التلفزيونية حيث نرى
النجاح الجماهيري لأول شكل تفاعلي تلفزيوني - خط التاريخ
Data line –
فقد بدأ العرض في تموز – يوليو1999" (4)، وحث العرض المشاهدين الدخول
إلى الانترنت من اجل التصويت- مجرم أو بريء- استجابة لتغطية التلفزيون
لمحاكمة مجرم ، إن هذا البرنامج الذي قدمته قناة
Nbc))
الأمريكية يعد البداية الأولى للبث التفاعلي التلفزيوني ، والذي جعل
من المتلقي جزءاً لا يتجزأ من بنية العرض ، وهنا يركز الباحث على نقطة مهمة
هي ، إن بداية التفاعلية التلفزيونية بالتأكيد هي في هذا التاريخ ومع برامج
تلفزيون الواقع ، بالرغم من إن برامج تلفزيون الواقع سبقتها بعدة سنين أي
مطلع التسعينات ، ولكن التسمية المتكاملة لبرامج تلفزيون الواقع اكتسبت
كمالها مع انطلاق البث التفاعلي ، مما حدا بأحد منظري تلفزيون الواقع ومنتج
البرنامج الواقعي(الأخ الأكبر)(Big Brather )الذي
قدمته القناة الهولندية الأولى عام 1991 ثم قدم بأشكال متعددة في العشرات
من الدول العالمية (غاري كارتر) أن يقول : "يجب على العرض حتى ينطبق عليه
تلفزيون الواقع أن يتضمن عنصر تفاعل الجمهور"(5) ، حتى عدت البرامج
التفاعلية هي الحاضنة الأولى والأخيرة لبرامج تلفزيون الواقع ، ثم توالت
البرامج التفاعلية مثل برامج المسابقات والتي ركزت على تصويت المتلقي من
خلال البريد الالكتروني أو الهاتف ولكنها لم تأخذ كينونتها المتكاملة مثل
برامج تلفزيون الواقع وبالنتيجة انصهرت في برامج تلفزيون الواقع ، ثم تطورت
تفاعلية المتلقي في برامج تلفزيون الواقع ليخرج المتلقي من كونه مصوتا فقط
إلى مغير للنتيجة كما في برنامج (المهمة المستحيلة ) والذي قدمته قناة FOX
الأمريكية عام 1996 ، ثم شهد القرن الحادي والعشرون مرحلة أكثر أهمية
للتفاعلية من خلال التصويت على اختيار النهايات والتحكم بالبنية الدرامية ،
والحقيقة أن البرامج التفاعلية تنصهر في برامج تلفزيون الواقع وأن البحث في
تحديد ماهية البرامج التفاعلية وأشكالها فضلا عن التراكيب الدرامية
والدلالية العاملة فيها هو البحث في برامج تلفزيون الواقع والتي تعد مادتها
المعروضة هي البرامج التفاعلية التلفزيونية ، فلا توجد برامج تفاعلية لها
شكلها الخاص عدا برامج تلفزيون الواقع وبعض برامج المسابقات التي انصهرت مع
برامج تلفزيون الواقع ، وهنا نجد سؤالا يطرح نفسه هو ، ما الداعي لذكر
البرامج التفاعلية في عنوان الدراسة مادامت تصب في تلفزيون الواقع ،
والإجابة هنا أن ذكر البرامج التفاعلية جاء لكون البرامج التفاعلية هي
الحاضنة الرئيسية لبرامج تلفزيون الواقع والتي لا يمكن دراستها دون ذكر
الحاضنة الأم التي هي البرامج التفاعلية ، فضلا عن سبب آخر مهم الا وهو فك
الاشتباك والخلط الكبير لدى المتخصصين بين البرامج التفاعلية وبرامج
تلفزيون الواقع.
المدى العراقية في
01/05/2013
هل تكون أكس فاكتور الموسم الأول؟
سلوى أنلوف حصان إليسا الرابح
مي ألياس
تنميز مشتركة الموسم الأول من "ذي أكس فاكتور" سلوى أنلوف بإبتسامة
بريئة، وصوت مميز، وكاريزما آسرة على المسرح، بالإضافة الى إمكانياتها في
تقديم عرض غنائي مسرحي يضاهي العروض العالمية إذا توافرت لها الإمكانيات
اللازمة، ناهيك عن صغر سنها، وسهولة صقل موهبتها، لبناء شخصيتها الفنية
لتكون متفردة، وهو ما تفتقر اليه الساحة الفنية اليوم.
بيروت: لنجاح
الفنان جماهيرياً عوامل عديدة تسير جنباً إلى جنب، ولكن أساسها: الموهبة
والكاريزما، ومكملاتها: الذكاء، والإدارة الناجحة، والتسويق الصحيح.
وبرنامج "ذي أكس فاكتور" ليس كبرنامج "ذي فويس" فأنت في الأول تختار
موهبة لا تتميز بجمال الصوت وفقط، ولكن يجب أن تمتلك جميع عناصر النجاح
المطلوبة لصناعة نجم. بينما في الثاني أنت تختار الموهبة على أساس جمال
الصوت وفقط، فقرار بقاء المشترك يتم واللجنة تدير له ظهرها ولا تراه،
وتختاره حسب قدراته الصوتية.
إذن وبإستعراض مشتركي الأكس فاكتور الباقين حتى الآن، نجد أنه رغم أن
لإيمان صوتاً جميلاً، لكن "سلوى أنلوف" تتفوق عليها بحضورها المحبب على
الكاميرا، والكاريزما الآسرة، فهي تمزج بين جمال سيلينا غوميز الطبيعي
والغير مبالغ به، وإبتسامة جينيفر لوبيز الشقية، وعفوية هانا مونتانا على
المسرح.
سلوى كسبت قلب الجمهور منذ الظهور الأول لها في تجارب الأداء،
ببراءتها، وإبتسامتها الجميلة، ناهيك عن صوتها المميز، وشجاعتها في السعي
خلف حلمها دون أن تسمح لمشكلة صحية مزمنة أن تعترض طريقها، أضف الى ذلك
تطور إدائها وقدرتها على تقديم عرض إستعراضي غنائي ممتع، يجعلك تنتظر
ظهورها المقبل وأنت تتساءل يا ترى ماذا في جعبتها بعد؟
فهي تتفوق على أدهم النابلسي صاحب الصوت القوي والطلة الخجولة،
والوسامة اللافتة، بهذه الناحية، أي الإنطلاق والمرح، والقدرة على تقديم
عرض متكامل يرضي السمع والبصر، ناهيك عن أنها متفردة في شخصيتها الفنية،
لاتشبه أحداً، بينما إذا غنى أدهم وأغمضت عينيك، سترى وائل كفوري وأنت
تستمع اليه، وعليه أن يتخلص من هذا التأثر في الأسلوب والأداء، ويبحث عن
شخصية فنية خاصة به.
الفراعنة الصغار فريق ممتاز، لكن تبقى حظوظ الفرق الغنائية في
المسابقات الجماهيرية أضعف من فرص المشترك المنفرد، ربما لأن التصويت قائم
على تعلق المصوت بالشخص الذي يصوت له، والتعلق بفريق مكون من كذا فرد يتطلب
مجهوداً أكبر، وتبقى المقارنة بينهم وبين سلوى تصب في مصلحتها.
أما محمد الريفي فتميز بخامة صوتية عجيبة، وبشخصية فريدة تذكرنا
بالوسوف لناحية الشكل ولغة الجسد، وربما يكون المنافس الأقوى لسلوى، لكننا
مع ذلك نعتقد بأن سلوى هي أكس فاكتور الموسم الأول إذا إستمرت بالتفوق على
نفسها في كل عرض تقدمه على المسرح ولم تتراجع أو تخطيء في الأداء.
إيلاف في
02/05/2013
حنين الى حلم فضائي لبناني
باريس – آرليت خوري
شكل الحلم والجرأة والرغبة في خوض التحدي اساساً لانطلاق «النادي
اللبناني للصواريخ» الذي سعى في الستينات وفي أوج التنافس الأميركي-
السوفياتي على غزو الفضاء، الى تحويل لبنان «قوة فضائية».
وبعد سنوات طويلة، شكل الأصرار والرغبة في إلقاء الضوء على هذه الحقبة
التي بدت غائبة تماماً عن ذاكرة اللبنانيين، اساساً لفيلم «النادي اللبناني
للصواريخ» للمخرجين جوانا حاجي توما وخليل جريج. وهو فيلم بدأ عرضه في عدد
من صالات السينما في فرنسا.
وراء هذا الإصرار معلومة حصلت عليها حاجي توما بالصدفة من شقيقتها
تانيا التي كانت تقوم ببحث عن تاريخ لبنان وأطلعتها على وجود برنامج فضائي
لبناني من جانب استاذ رياضيات في كلية هايغازيان هو مانوغ مانوغيان مع
مجموعة من طلبته.
كان ذلك في العام 2001 حيث علقت الفكرة في رأس حاجي توما وجريج اللذين
بدآ يعملان على البحث عن تفاصيل هذا المشروع الذي كان يثير استغراب وتشكيك
كل من كان يسألهما عنه.
وعلى رغم ذلك، واظب المخرجان على البحث والسعي لإيجاد الأشخاص الذين
شاركوا في البرنامج حتى عام 2010 حيث بدأ تصوير الفيلم بعد ان جمعا ما يلزم
من وثائق وأقنعا المعنيين بالحديث عن البرنامج الفضائي اللبناني، لأن البعض
تمنع، ومنهم مانوغيان الذي تردد بداية لأنه لم ير جدوى للحديث عن موضوع مضى
عليه حوالى نصف قرن.
وعن هذا الإصرار، تقول حاجي توما ان مرده الى دوافع عدة منها الرغبة
فيه تناول علاقة اللبنانيين بالنسيان وإعادة التفكير بحقبة الستينات من دون
السقوط في «نوستالجيا» حيال هذه السنوات.
من خلال محطات عدة يروي الفيلم انطلاقة مشروع الفضاء اللبناني من ضمن
جامعة هايغازيان حيث صنع مانوغيان وطلبته صواريخ يدوية صغيرة الحجم لا تحلق
على أكثر من بضعة امتار.
لكن هذه الصواريخ التي كانت في البداية اشبه بدمى راحت تتطور من حيث
الحجم والفاعلية، ما أثار حماسة كلية التربية في الجامعة اللبنانية وحملها
على تقديم دعم مالي للمجموعة ساهم في تحسين التقنية المستخدمة في صناعة
الصواريخ.
ونظراً الى الفاعلية المتزايدة لهذه الصواريخ، اهتم الجيش اللبناني
بدوره بالمشروع وبدأ يعاون مانوغيان ومجموعته التي باتت صواريخها التي حملت
اسم «سيدر» قادرة على اختراق الغلاف الجوي الخارجي للأرض.
وحدث يوماً ان طاول احد صواريخ «سيدر» جزيرة قبرص وكاد يتسبب بأزمة
ديبلوماسية بينها وبين لبنان فانجذب اهتمام العالم اجمع الى المشروع وسرعان
ما اقترن بالقلق خصوصاً ان الصاروخ الذي طاول قبرص بدا قادراً على إصابة
اسرائيل.
وفي الوقت ذاته، فإن المشروع الذي كان علمياً بحتاً عند انطلاقه، بدأ
ينحرف نوعاً ما عن هدفه الأصلي خصوصاً مع تزايد اهتمام المؤسسة العسكرية
اللبنانية به، ما جعل الرئيس اللبناني الراحل العماد فؤاد شهاب يرضخ للضغوط
الدولية والإقليمية ويوقف المشروع.
وهكذا توقف حلم مانوغيان، كما يفيدنا الفيلم، ونامت الوثائق المتعلقة
به في الأدراج 50 عاماً
لتخرج منها عبر جهود السينمائيين حاجي توما وجريج اللذين اصرا ايضاً على
تجسيد البرنامج الفضائي اللبناني بمجسم لصاروخ «سيدر» نصب في باحة
هايغازيان في بيروت بهدف اعادة ترسيخ هذه الفترة في ذاكرة اللبنانيين.
وينقل الفيلم عبر دقائقه العشر الأخيرة المشاهد الى محطة مفاجئة تبعث
على البهجة كما لو ان المخرجين ارادا استكمال حلم مانوغيان بحلمهما الخاص
لما كان ينبغي ان يكون عليه لبنان اليوم.
الحياة اللندنية في
03/05/2013
إعلانات تتاجر بالدين فى قنوات «توك توك» و«التت» و«الحكمة»
كتب : سمر فتحي و اغاريد مصطفى
المتاجرة باسم الدين لدرجة الرخص وصلت إلى حد الابتذال باستخدام آيات
قرآنية وأحاديث نبوية على منتجات وسلع رخيصة.. وأصبحت مادة مكررة فى قنوات
الرقص الشرقى مثل «التت»، «دلع»، «دوم تك» وغيرها من القنوات منذ انطلاقها،
فلم تكتف بتشويه الرقص الشرقى عن طريق الباحثات عن الشهرة وبأى ثمن،
لتستكمل مخططها بباقة من الإعلانات المبتذلة التى تنحصر فقط فى حل مشاكل
العلاقات الزوجية بطرق بعيدة عن الدراسات العلمية والطبية حتى وصل الأمر
إلى استغلال كلمات المولى عز وجل كوسيلة ضغط على المشاهد لزرع الثقة فى
منتجات مشكوك فيها وتستوجب إنشاء جهاز لحماية المشاهد من التدنى فورا.
منتج «الصاروخ» وهو أحد المنتجات التى يبث إعلانها على قناة «دلع»
لعلاج الضعف الجنسى وهو عبارة عن أوراق لاصقة، الخطير هو محتوى المادة
الإعلانية التى تستهل بالبسملة يقدم المنتج نفسه بطرح أسئلة من نوعية هل
تعانى من الضعف الجنسى؟ وهل مراتك تعانى من الملل؟ الحل عند الصاروخ ويتخلل
هذه الأسئلة الإعلان بـ «بسم الله الرحمن الرحيم» ثم المشاهد المثيرة
الخادشة للحياء العام.
«العلبة الذهبية» ويعرض على قناتى «شعبيات» و«التت» وهو عبارة عن
أقراص لزيادة الخصوبة عند الرجال ويصر صناعه والقائمون عليه على استخدام
آيات قرآنية للترويج له قال تعالى: «المال والبنون زينة الحياة الدنيا»
وقال تعالى: «هو الذى يصوركم فى الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز
الحكيم».
«عشبة بن على» وهو منتج غاية الخطورة هو أيضاً لزيادة الخصوبة وينتمى
إلى نوعية الأعشاب الطبيعية لكن فى هيئة أقراص.. الإعلان عن اسمه يلمح إلى
العصر الإسلامى وتحديداً فى عهد الخليفة «عمر بن الخطاب» رضى الله عنه ولا
نعرف أين المراجع التى حصلوا عليها لمعرفة هذه البدعة؟ وكيف علموا أن العشب
نفسه يساعد على الخصوبة؟
أحد العاملين بقناة «دلع» رفض ذكر اسمه قال: إن هناك مخططاً واضحاً
وصريحا تتبعه تلك القنوات لتشويه صورة المجتمع المصرى فى عهد الإخوان
ويدعون أنهم يقدمون محتوى إعلانياً يتطابق مع شرع الله فى ابتزاز مكشوف
ومسىء.
إدارة القناة ــ كما كشف لنا نفس المصدر ــ أنه أثناء تعاقدهم على هذه
المنتجات يتعمدون للترويج بـ المشاهد المثيرة من الأفلام الأجنبية وتركيبها
ليصبح فيلماً قصيراً تتراوح مدته بين 5 إلى 9 دقائق.. كما أنهم يلجأون إلى
بعض الفنانين المغمورين للترويج عن المنتج كنوع من التطوير بمقابل مادى 100
ألف جنيه وأخيراً اللجوء لوسيلة أخرى تتناسب مع الواقع الذى نعيش فيه وهى
استخدام العبارات الدينية كصورة من الصور لتحقيق أكبر نسبة مبيعات وإن كانت
اختياراتهم للآيات القرآنية والأحاديث الشريفة بعيدة كل البعد عن المعنى.
أذكر ـ والكلام مازال لنفس المصدر ـ أن الإعلان الأول عن منتج «قوة
الحصان» الذى يعالج الضعف الجنسى عند الرجال قد احتوى على آية قرآنية من
سورة البقرة تفسر العقم عند النساء قال تعالى (الذين إذا أصابتهم مصيبة
قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم
المهتدون). ونشطاء فيس بوك دفعوهم لتدارك الموقف فبادروا برفعها من الإعلان
بعد أن انهالت السخرية عليه واتهام القائمين على إذاعته بالابتزاز.
أصحاب القنوات لم يكتفوا فقط بمشاكل الفحولة والخصوبة بل إنهم ادعوا
أنهم يقومون بإخراج الجن وعلاج الحسد والسحر بالقرآن وهى الوسيلة التى
انتشرت فى الأحياء الشعبية بغرابة فى فترات سابقة.
مفاجأة الخط الساخن أنه يكشف أحدث وسائل النصب الإلكترونى لإخراج الجن
باستخدام «الكام» أو «الكاميرا» وتبدأ بالاتصال به لتسمع الآتى:
إذا كنت تعانى من الحسد اضغط الرقم (1) أما إذا كان الأمر خاصاً
باللمس بالجن اضغط رقم (2) أما إذا كان اتصالك خاصاً بموضوعات أخرى اضغط
الرقم (3) وبعد الضغط على الرقم (2) ثم الانتظار أكثر من نصف ساعة بعد سماع
بعض الأغانى والتواشيح الدينية وكله بحسابه. قمنا بتجربة الاتصال لمعرفة
تفاصيل العلاج على أرض الواقع.. فرد علينا الشيخ «أحمد» وقال: أهلاً يا
أختاه من ماذا تعانين؟ قلت له إننى أعانى من مشكلة السحر والأعمال التى
تقوم بها إحدى القريبات لى..
فكان سؤاله: هل لديك بريد إلكترونى؟
قلت: نعم.
الشيخ أحمد: سأرسل لكى بريدى الإلكترونى وسوف نتحدث سوياً عبر
الكاميرا فى 8 جلسات ولابد أن ترتدى جلباباً أبيض وبدون حجاب؟
فى المقابل لا تختلف الفضائيات الإسلامية عن القنوات الشعبية فى تقديم
مفاجآتها للجمهور ولا تخلو أيضاً من الغرابة مثل ما تقدمه قناة «الحكمة»
التى تروج لاستخدام «بول الإبل» فى علاج العقم عند النساء أو يحتوى بعض
الوصفات على استخدام دم العجل بعد قراءة القرآن عليه حتى يصبح نقياً
وطاهراً وكلها تقع فى بند التخاريف.
ويعلق الشيخ «محمود عاشور» عضو مجمع البحوث الإسلامية ووكيل الأزهر
الشريف سابقاً على مانراه على شاشات القنوات الفضائية من إعلانات عن سلع
وأدوية لعلاج الضعف الجنسى والأمراض المزمنة وغيرها من الأمراض باستخدام
آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية للترويج لهذه السلع بأنها حرام
ولايجوز شرعاً لأن القرآن الكريم لم ينزل لترويج السلع للمستهلك المسلم أو
المسيحى وإنما هو نزل لهداية الناس وليكون بمثابة دستور لهم فى جميع مناحى
الحياة وكذلك الأحاديث النبوية التى أصبحت تستخدم لجذب المشاهد لشراء
السلعة المعلن عنها فهذا أمر مرفوض وحرام وخاصة أن الأحاديث النبوية صدرت
لتوضيح قواعد الدين والإجابةعن جميع الموضوعات التى وردت بالقرآن الكريم.
وأضاف الشيخ «محمود»: إن من يستخدمون القرآن والأحاديث فى الترويج
لسلعة وصفهم القرآن الكريم فى قوله تعالى (والذين يشترون بآيات الله ثمناً
قليلاً) وفى قوله: (اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً فصدوا عن سبيله إنهم
ساء ما كانوا يعملون).. ولهذا فإن من يقوم بذلك عليه إثم كبير.
وتتفق د. «آمنة نصير» أستاذ الفلسفة الإسلامية جامعة الأزهر مع الشيخ
عاشور على أن ما تقوم به بعض القنوات هو تجارة رخيصة تعكس عدم فهمنا
لنصوصنا وعدم استخدامها فى موضعها الصحيح.
وأضافت إن استخدام الدين فى هذه الإعلانات هو تجارة ويعكس عدم احترام
التخصص.
وتطالب د. آمنة بعدم إقحام الدين عموماً فى الأعمال الدنيوية.. وإضافت
إن الدين جاء ليصلح النفس البشرية واضاءة الطريق للبشر وفرض القيم
الأخلاقية والدينية الصحيحة، وإن ما تقوم به بعض القنوات من مناقشة موضوعات
حساسة وخاصة بالعلاقات الزوجية أو العلاقة الجنسية بين الرجل وزوجته يعكس
عدم رقى وعدم احترام لفكرة المجاز التى استخدمها القرآن الكريم بمنتهى
التهذب والرقى، مثل هذه القضايا فالإسلام تحدث عن هذه الأشياء بمجزية
الألفاظ ولم يتناولها بشكل صريح ومباشر وهو ما يعبر عن عفاف كلمات القرآن،
وليس ما تقوم به هذه القنوات الآن من الخوض فى أى موضوعات خاصة بمنتهى
الفجاجة والجرأة.
مجلة روز اليوسف في
04/05/2013 |