الرابحون الخمسة فى دراما رمضان 2020
علا الشافعى
أيام تفصلنا عن شهر رمضان الكريم، الذى يُعد الموسم الأكبر
والأهم للدراما المصرية وأيضاً سوق الإعلان. ومع ظهور بروموهات العديد من
الأعمال المتنافسة خلال الشهر الفضيل، نجد أن هناك مجموعة من التساؤلات يجب
أن نطرحها، أولها: هل توابع وتبعات انتشار فيروس كورونا ستلقى بظلالها على
متعة المشاهدة، أم أن الجلوس فى المنزل، والذى اعتاده الكثيرون منا بسبب
الإجراءات الاحترازية، قد يؤدى لارتفاع نسب المشاهدة، هل هناك تنوع فى
الدراما المعروضة على القنوات المختلفة، كيف سيكون شكل السباق الرمضانى؟
تلك التساؤلات نطرحها بعيداً عن هؤلاء الذين يقللون من
أهمية الفن والحديث عنه، ويرون أن الفن ليس إلا وسيلة للترفيه وأن الكلام
فيه يُعد ترفاً فى ظل الظرف العصيب الذى يعيشه العالم أجمع، ولكن ببساطة
وجود العديد من منصات وقنوات المشاهدة هو ما سهّل وهوّن على الكثيرين فكرة
الجلوس الدائم فى المنزل، وصناعة الترفيه فى العالم لا تقل عن مثيلاتها من
الصناعات الكبيرة والمهمة.
وخلال شهر رمضان الكريم أعتقد أنه سيكون هناك وقت أطول لدى
المتفرجين لمشاهدة الأعمال الدرامية المتنافسة، ولكن يبقى الأمر المتعلق
بالمتعة والتى بالتأكيد ستتأثر بالجو العام والمزاج النفسى للمشاهدين
الجالسين فى المنازل وأيضاً مدى جودة هذه الأعمال على مستوى الصياغة
الدرامية والبصرية.
بالطبع لا يمكن الحكم على أى عمل فنى من خلال الدعاية
الترويجية التى انطلقت فى الأسابيع الماضية، ولكن بنظرة عامة على
البروموهات الدعائية للمسلسلات المقرر طرحها فى الشهر الكريم نستطيع أن
نرصد مجموعة من الملاحظات، أهمها أن السوق الدرامية استعادت جزءاً كبيراً
من توازنها، فهناك أكثر من شركة إنتاج تشارك سينرجى والمتحدة للخدمات
الإعلامية فى تنفيذ العديد من الأعمال، والأهم هو عودة أسماء غابت عن
الدراما الرمضانية خلال الموسمين الماضيين على رأسهم الفنان المخضرم عادل
إمام، والنجمة يسرا، ومحمود حميدة، وخالد النبوى، ونيللى كريم، ويوسف
الشريف. تعكس البروموهات الدعائية وجود حالة من التنوع فى المسلسلات
المعروضة، حيث نجد أن هناك الدراما الاجتماعية، والكوميديا، والسير
الذاتية، والدراما الشعبية، والرومانسية، والخيال العلمى.
وهناك العديد من المخرجين والكتّاب والفنانين باتوا يشكلون
ثنائيات لها شعبية فى الأعمال الدرامية يقدمون معاً أعمالاً جديدة، حيث
سنجد المخرجة كاملة أبوذكرى تعود من جديد للعمل مع نيللى كريم فى مسلسل
«100 وش»، وأيضاً، أمير كرارة والمخرج بيتر ميمى فى مسلسل «الاختيار»،
وأحمد فهمى وأكرم حسنى مع المخرج المتميز أحمد الجندى فى «رجالة البيت»،
ومحمد رمضان والمخرج محمد سامى فى «البرنس»، ويوسف الشريف والمؤلف عمرو
سمير عاطف فى مسلسل «النهاية»، وياسر جلال، وكاتب السيناريو هانى سرحان،
والمخرج حسين المنباوى فى «الفتوة»، والمخرج هانى خليفة والمؤلف تامر حبيب
فى «لعبة النسيان» لدينا الشربينى.
تلك التوليفة تعكس أننا سنكون فى موسم متوازن إلى حد ما،
ولكن هل يحق لنا أن نتساءل عن الخمسة الأوائل فى هذا السباق، أم أن الوقت
لا يزال مبكراً لطرح مثل هذا التساؤل؟
بالطبع لا يزال الوقت مبكراً، ولكن هناك توقعات ورهانات قد
تكون من نصيب النجوم أصحاب الشعبية والجماهيرية، ومنهم بالطبع يوسف الشريف،
وأمير كرارة وياسر جلال، وفى الكوميديا يظل الزعيم عادل إمام نجماً خارج
المنافسة ويحلّق لوحده فى منطقة خاصة جداً. يوسف الشريف الذى تصدّر البرومو
الخاص بمسلسله «النهاية» التريند بمجرد طرحه، لا يستطيع أحد أن ينكر أن
الشريف من نجوم رمضان أصحاب الشعبية والجماهيرية، خصوصاً عند شريحة الشباب،
والمفارقة أن الشريف يستطيع أن يفك شفرة الجمهور فى الدراما من خلال
الموضوعات التى يقدمها سواء دراما الإثارة والتشويق أو الدراما البوليسية
التى سبق أن قدمها، إلا أنه لم ينجح فى فك هذه الشفرة مع جمهور السينما،
لذلك فالشريف يراهن بشكل كبير على استعادة عرشه فى الدراما الرمضانية،
خصوصاً بعد أن تغيّب وتقدّم السباق غيره من النجوم، لذلك نتساءل: هل تكون
دراما الخيال العلمى التى يقدمها فى مسلسله الجديد هى بوابة عودته القوية؟
هذا ما ستكشف عنه الحلقات الأولى مع بداية عرضها؟
أما النجم ياسر جلال، وبعد عدة تجارب مميزة فى المواسم
الثلاثة السابقة، فبات من النجوم أصحاب الشعبية وينتظرهم الجمهور، ياسر
الذى استمر لمواسم متتالية يقدم تنويعات فى دراما الأكشن والتى وجد فيها
ضالته للنجاح الكبير، ويبدو أنه لم يكن من السهل على ياسر الخروج من تلك
العباءة، لذلك اختار أن ينافس فى رمضان 2020 بمسلسل «الفتوة»، وهى المنطقة
التى سبق أن قدمها وتنافس فيها كبار نجوم السينما ومنهم محمود ياسين ونور
الشريف ومحمود مرسى فى حرافيش الكاتب الكبير نجيب محفوظ، فما الجديد الذى
سيقدمه جلال فى هذه المنطقة، وهل سيغير ياسر من جلده بعيداً عن الأكشن،
سواء كان الشعبى أو العصرى فى المواسم المقبلة؟
أمير كرارة صار نجماً رمضانياً بامتياز، وأعتقد أن كرارة
بمسلسله «الاختيار» ضمن أكثر من 60% من نجاح المسلسل، والنسبة الباقية
تتوقف على باقى العناصر الفنية، وذلك لطبيعة موضوعه والقضية التى يناقشها
فى مسلسله «الاختيار»، حيث يتناول لأول مرة فى الدراما المصرية حياة أحمد
صابر المنسى قائد الكتيبة 103 صاعقة، الذى استشهد فى كمين «مربع البرث»،
بمدينة رفح المصرية عام 2017، أثناء التصدى لهجوم إرهابى فى سيناء، على أن
يُظهر العمل العديد من الجوانب الاجتماعية والإنسانية فى حياة البطل الراحل.
نيللى كريم أتوقع أن تقدم عملاً مختلفاً فى مسلسلها «100
وش»، حيث يبدو لى أنها غيّرت تماماً من جلدها ومن طبيعة الموضوعات التى سبق
أن قدمتها، حيث تقدم مع المؤلف عمرو الدالى شخصية جديدة تغلب عليها
الكوميديا، وتدور أحداث المسلسل حول فتاة شعبية تدعى سكر، وآسر ياسين الذى
يظهر بشخصية عمر، يقومان بسرقة جديدة كل 4 حلقات، وتدور بينهما العديد من
المواقف الكوميدية أثناء السرقة.
بالتأكيد هناك العديد من الأعمال المتنافسة يسعى نجومها
لتقديم دراما متميزة، وهناك الكثير من المفاجآت التى سنكتشفها بمجرد بدء
السباق، وقد يكون من بينها حصان أسود يشكل مفاجأة للجمهور، لكننا تحدثنا
على الأقل عن عدد من النجوم صاروا من العلامات الأصيلة فى دراما رمضان. |