إذا كان التوتر قد شاب العلاقة بين زينب وزوجها بسبب عدم
التفاهم والتوافق الفكري والنفسي، فإن الحياة بينهما تحولت إلى جحيم لا
يطاق بعدما تدخلت حماتها، وأصبحت تطاردها بتعليقاتها الساخرة الموجعة بسبب
عدم الإنجاب، وكأن زينب هي المسؤولة وحدها عن ذلك. حتى إن تدخل حفيظة والدة
زينب زاد الأمر تعقيداً، بعدما أقنعت والدة الزوج بضرورة أن تكون المشكلة
في ابنها وليس في ابنتها، ما أشعل البيت نارا.
في رحلة البحث عن الحفيد لم يكن لدى حماة زينب ما يمنعها من
أن تطرق الأبواب كافة، حتى اهتدت أخيراً إلى الحل الأمثل، عمل {دقة زار}
لتخليص البيت من الجن الذي يسيطر عليه ويفسد على الزوجين حياتهما:
=
لا انت مش هاتروحي... هم اللي هاييجوا هنا.
*
ييجو هنا فين... في البيت؟
=
أيوا أمال فين. هنا في البيت علشان البيت ينضف.
*
أيوا يا حماتي بس ابنك اللي هو جوزي دكتور. وأكيد هايزعل من
الكلام دا ويقول عليه تخاريف.
=
تخاريف. بسم الله الحفيظ... أشتاتا أشتوت... يجعل كلامنا
خفيف عليهم. والنبي سيبوها ما تؤذوهاش.
*
هم مين دول اللي هايؤذوني.
=
الأسياد. دستور يا أسيادي دستور. دي ما تعرفش... ما تقصدش
سيبوها علشان خاطري.
اقتنعت زينب بما أقرته حماتها، ليس باعتبارها أكثر خبرة
ودراية بمثل هذه الأمور ولضرورة طرد الأرواح الشريرة التي أفسدت حياتها
وزواجها، بل لتنجو من لسانها. وما إن نفذت النصيحة حتى تركتها حماتها تلقى
مصيرها وحدها من زوجها الطبيب، بسيل من الاتهامات بالجهل والتخلف والجري
وراء الخرافات، فازدادت العلاقة بينهما تعقيداً.
شعر محمد سعد، والد زينب، بأنه ارتكب خطأ كبيراً في حق
ابنته بتزويجها من هذا الرجل، ليس لدنو أخلاقه أو ضيق حاله، لكن لغياب
التوافق بينهما، وكان كلما نظر في عيني ابنته يرى لوماً مستتراً لم تبح به
زينب، وتعاسة ظاهرة بعدما كان يرى سعادة ومرحاً دائمين في وجهها.
صداقة الخفاء
علمت زينب بعودة خيرية صدقي من رحلتها إلى الشام التي سافرت
فيها مع {جوقة أمين عطا الله}، وكانت قد قدمت عدداً من المسرحيات. غير أن
خيرية كان ممنوعاً عليها زيارة زينب في بيتها بأمر زوجها، فأرسلت زينب
رسالة إليها تدعوها لأن تلتقي بها في بيت والدها، حيث تجلس معها بعيداً عن
أعين زوجها وحماتها التي تضع كل خطواتها وتصرفاتها تحت المنظار، فما كان من
خيرية إلا أن حرصت على تلبية رغبة زينب وذهبت إلى بيت والدها:
*
خيرية... وحشتيني أوي. اخص عليك تسيبيني لوحدي وأنا كنت
محتجالك أوي.
=
يا حبيبتي غصب عني... كان لازم أسافر مع جوقة سليم عطا الله
للشام... بصراحة كانت فرصة كويسة. المسرح دا حدوتة وحكاية.
*
وانت بقى كنت اللي بتقفي تشخصي على المسرح.
=
يا ختي يا زينب يا ريت. أنا كنت حا يلا واحدة من اتناشر بنت
في الجوقة بنغني في الوقت اللي بين التمثيل.
*
وحلوة الشام يا خيرية؟
=
بلد جميل. زي إسكندرية كدا. بس طبعاً إسكندرية لا يعلو
عليها.
*
وهاتروحوا فين بعد كدا؟
=
قصدك هايروحوا هم فين بعد كدا.
*
ليه انت مش هاتروحي معاهم.
=
لا. وفروني مع أربع بنات تانيين... المهم سيبك من الكلام دا
طمنيني عليك. عاملة إيه وأخبارك إيه؟ ومالك دبلانه كدا ليه؟ أوعي تكوني
عملتيها؟
*
لا أطمني. كانت حماتي عرفت قبل مني.
=
وانت ناويه على إيه؟
*
مش عارفة. كل يوم بينقطع حبل جديد بيني وبينه.
=
ما تحاولي تقربي منه افتحي له قلبك.
*
كل ما أقرب يبعد. لحد ما بقى كل واحد فينا في سكة.
انتهى اللقاء بين خيرية وزينب سريعاً، لحرص الأخيرة على
العودة في الموعد الذي حدده لها زوجها، كي لا تثير شكوكه، وإن كان قد اكتشف
الحيلة التي قامت بها ولقاءها مع خيرية في بيت والدها، ما كان سبباً في
إصدار فرمان زوجي بعدم ذهابها إلى بيت والدها مجدداً طيلة حياتها، وفي حال
أراد والداها رؤيتها، لهما ذلك في أي وقت ولكن في بيت الزوجية.
فراق الحبيب
شعرت زينب بأن بيتها تحول إلى جدران سجن تحيط بها، فضلاً عن
قائمة الممنوعات الطويلة، لدرجة أنها عندما طلبت منه الذهاب إلى {تياترو}
للترفيه بعض الشيء، اتهمها {بالجنون} وأنها ارتكبت جرماً لمجرد أنها تجرأت
وطلبت هذا الطلب، فما كان منه إلا أن ضم الفونوغراف وعدم سماع أي أغان إلى
قائمة الممنوعات، لتتحول حياتها إلى سجن حقيقي.
رضخت زينب للأمر الواقع، ورضيت بأن تعيش بين أربعة جدران
بلا حياة، وذلك كي يظل رأس والدها مرفوعاً، فلا يقال إن محمد سعد الفولي لم
يعرف كيف يربي بناته، فضلاً عن مرور والدها بضائقة مالية ولم ترد أن تزيد
من أعبائه ومشاكله. حتى سقط الرجل مريضاً، ورغم أن زوج زينب هو من قام
بتطبيبه، إلا أنه رفض طلبها في أن تزوره في بيته، ولم يشفع لديه مرض والدها
في التراجع عن قراره:
*
إزاي؟ انت فاهم معنى كلامك دا إيه؟
=
أنا فاهم معنى كلامي. وفاهم اللي بقوله كويس انت اللي مش
عايزه تفهمي.
*
بس دا أبويا. وممكن يحصل له حاجة من غير ما أشوفه وساعتها
عمري ما هاسامحك.
=
ما تخافيش مرضه مش خطير. ومش عايز كلام عواطف ملوش معنى.
*
عواطف ملهاش معنى... أمال إيه اللي له معنى عندك؟ انت إزاي
بتتكلم كدا؟ دا المفروض انت أول واحد يقوللي روحي زوريه لأنك عارف حالته
كويس.
=
أنا قايم بالواجب ولو شايف إن الحكاية تستاهل إنك تروحي
هاقولك روحي.
*
حتى لو مرضه بسيط... دا أبويا مش حد من الجيران ولا حتى من
بقية أهلي. دا أبويا.
=
بلاش كلام كتير. أنا قلت اللي عندي. عايزة تروحي الباب يفوت
جمل. بس لو خرجتي ما ترجعيش هنا تاني.
كأن زينب كانت تنتظر هذه الكلمة من زوجها، ارتدت ملابسها
وتوجهت فوراً إلى بيت والدها، الذي كان قد نال منه المرض بشكل سريع، كأن
روحه ظلت معلقة بمجيء زينب، فما إن شاهدها وابتسم لها حتى ألقت بنفسها بين
أحضانه، وما إن رفعت جسدها حتى وجدته قد فارق الحياة.
مات والدها، مات الأب والصديق والحبيب، مات مرشدها ومعلمها،
مات من علمها كيف تعيش الحياة وكيف تحبها، مات من كان يصبرها على العيش بلا
حياة وهي لا تزال على قيد الحياة.
انتهت مراسم الدفن والعزاء، وظلت زينب في بيت والدها لم
تبرح حجرته، شعر زوجها بالذنب لأنه منعها عن والدها في مرض موته، فقرر
التكفير عن ذنبه بأن يتراجع عن الشرط الذي قطعه على زينب إذا غادرت البيت
رغماً عنه، فتنازل وطلب منها العودة معه إلى بيته:
*
طلقني يا دكتور.
=
إيه؟ بتقوللي إيه؟
*
بقولك طلقني... أقولهالك تاني؟ طلقني.
=
انت اتجننتي؟ إزاي تطلبي حاجة زي كدا؟
*
اتجننت علشان أنا اللي طلبتها. طبعاً... ماهو أنا مليش الحق
أطلبها. لكن انت لك كل الحق في إنك تعملها.
=
أنا سامحتك خلاص وتقدري ترجعي بيتك.
*
بس أنا بقى مش مسمحاك... وعمري ما هاسامحك على أنك منعتني
من أني أزور أبويا وهو بيموت.
=
ما تحرقيش البيت يا زينب.
*
يتحرق يولع. خلاص ما بقاش عندي حاجة أبكي عليها. أنا خسرت
حياتي... وخسرت أجمل حاجة في حياتي. فيه إيه تاني ممكن أخاف عليه؟
=
عموماً انت لك أهل... أعمام وأخوال ممكن يترد عليهم.
*
مش هاقولك لا... طبعاً ليا أهل وعيلة... وأنا بحترمهم. لكن
اللي كان ممكن أخاف على مشاعره واحد بس... ومات.
لم تفلح تدخلات كل أفراد العائلة في إثناء زينب عن قرارها
بطلب الطلاق، كما لم تنفع توسلات أمها أو شقيقاتها، فقرر الجميع النزول عند
رغبتها، في الوقت الذي لم يستسلم أعمامها لذلك، وتوعدوها إن لم تمتثل
لأوامرهم، غير أنه لم يعد يوجد ما يمكن أن تبكي عليه.
الطلاق
لم يطق الزوج أن يضغط على كرامته أكثر من ذلك، ومع ضغوط
والدته اضطر في النهاية إلى الرضوخ لطلب زينب وطلقها.
رغم حزنها القاسي على والدها، إلا أن السعادة عرفت طريقها
أخيراً إلى قلب زينب. بعد 11 شهراً من الزواج، شعرت بأنها ولدت من جديد
بعدما نالت حريتها. وعلى رغم حزن والدتها وشقيقاتها، فإن الحرية لا يقدرها
إلا من حرم منها، وكان ذلك سبباً في قطيعة بينها وبين أعمامها، لأنها
ارتكبت جرماً لم ترتكبه أي من بنات العائلة، لتكون أول حالة طلاق بينهن.
عاشت زينب مع والدتها في حجرة والدها، لا تغادرها، كانت
تقوم بالطقوس اليومية التي يقوم بها، حتى فاجأتها والدتها بأن ما تبقى
معهما من نقود قد أوشك على الانتهاء، ولم يعد في البيت نقود يمكن أن ينفقا
منها على قوت يومهما خلال الفترة المقبلة:
*
انت بتقوللي إيه؟ ما فيش خالص.
=
أنا هاخبي عليك يا بنتي. ما انت عارفه البير وغطاه. الكام
جنيه اللي كان سايبهم المرحوم أبوك يا دوب غطوا الخارجة والدفن والمعزى،
وآدينا بنصرف منهم وقربوا يخلصوا.
*
طب وعمي؟
=
ماله عمك؟
*
ما بيجبلكيش فلوس خالص؟
=
عمك من يوم طلاقك ما دخلش بيتنا.
*
أيوا هو حر ما يدخلش... بس مش هو والمرحوم شركا في تجارتهم
مع بعض؟ فين نصيب أبويا؟
=
انت بتسأليني أنا؟
*
لا بسألك إذا كان أدالك فلوس من يوم ما أبويا ما مات ولا
لأ؟
=
يكون حرام... ولا قرش أحمر.
كانت زينب قد بلغت عامها السادس عشر، إلا أنها اكتسبت خبرة
تعادل 60 عاماً، ويبدو أن إصرارها على نيل حريتها كان قد زادها قوة وصلابة،
بل وإصراراً على المطالبة ببقية حقوقها من عمها، في مواجهة لم تكن تتمنى أن
تحدث، غير أنه دفعها إلى ذلك:
=
والله عال... كبرتي يا زينب وجايه تحاسبيني.
*
لا يا عمي. أنا بس عايزة أعرف.
=
تعرفي إيه؟ ما تسألي الست والدتك على اللي انت عايزة تعرفيه.
*
أمي ما تعرفش حاجة. كل حاجة كانت في إيدك. حتى والمرحوم كان
عايش. كانت برضه كل حاجة في أيدك.
=
وانت بقى اللي جاية تحاسبيني دلوقت.
*
لا إحنا بس عايزين ناكل أنا وأمي.
=
وانت ما كنت عايشة ومتستتة حد كان ضربك على إيدك؟
*
وهافضل طول عمري متستتة... موضوع طلاقي دي حاجة تانية
وتخصني وحدي.
=
خلاص طالما تخصك وحدك دوري بقى ع اللي يخصك.
*
لا يا عمي أنا بدور على حق أمي. وكمان حقنا أنا وأخواتي في
ورث أبونا.
=
ورث... ورث إيه؟ أبوك مات مفلس. وكان ساحب فلوس مني كمان...
بس هانعملوا بأصلي ومش هأطالب ولاد أخويا بالدين اللي عليه.
*
تقصد إيه؟ تقصد إن إحنا ملناش حق عندك؟
=
ما كانش ينعز... وعلى كل حال خدي القرشين دول.
*
خليهم يا عمي... إحنا ما نقبلش حسنة. أنا كنت بحسب إن لنا
حق كنت بدور عليه.
اللجوء إلى الفن
لم يكن الأمر كما ذكره عم زينب، بل كان والدها له النصيب
الأكبر في التجارة التي جمعت بينه وبين شقيقه، وزينب تعرف ذلك تماماً، بل
كانت على يقين من أن لها الكثير من الحق الذي تنصل منه عمها، غير أنها لم
تشأ أن تقف أمام عمها وتخسره إلى الأبد. وبقيت المشكلة الكبرى، من أين تعيش
وتنفق هي ووالدتها؟ خصوصاً أن ما بقي معهما قد أوشك على الانتهاء، ولم تشأ
زينب أو والدتها أن يطلبا من أحد من أفراد العائلة، وإن لم تمانع من أن
تبوح بهذا الهم لصديقتها المقربة خيرية:
=
أنا كنت جاية وناوية أكلمك في الموضوع دا النهارده.
*
موضوع إيه؟
=
يعني هاتعملوا إيه هاتعيشوا أزاي ومنين انت وخالتي؟
*
مش عارفة... رحت لعمي ويا ريتني ما رحت.
=
ما تكمليش... باين على وشك النتيجة.
*
عمري ما كنت أتصور أنه ممكن يبيع أخوه وياكل حق ولاده!
=
عادي. الموضوع دا أنا شفته في رواية ليوسف وهبي.
*
يوسف وهبي... مين يوسف وهبي؟
=
يا نهارك غامق. في حد في المحروسة كلها ما يعرفش مين يوسف
بك وهبي!
*
أيوا ما انت عارفة أني مقاربة على السنة وأنا محبوسة بين
أربع حيطان.
=
دي مش حجة. يوسف بيه الكل عارفوه كبير وصغير... وأجدع شنب
يدخل مسرح يوسف بيه ويعيط من حبكة رواياته.
*
طب هو أنا ناقصة نكد عاوزاني أعيط. الناس فيها اللي مكفيها.
لازم الروايات دي تضحك الناس وتفرفشهم وتزيح عنهم همومهم.
=
المهم ماقلتليش هاتعملي إيه؟
*
أنا بفكر أشتغل.
=
أهو دا الكلام... لازم تشتغلي.
*
أيوا بس هانشتغلوا إيه؟
=
تسألي وأنا موجودة. مش عيب... هاتشتغلي معايا طبعاً.
*
معاكي!! معاكي إيه؟
=
انت شايفاني بشتغل حكيمة في المستشفى الأميري؟
*
ماتجبيش سيرة الحكما الله يخليك.
=
آه نسيت... طب انت هاتشتغلي معايا نغنوا في الأفراح.
*
أنا... أنا نغني؟!
=
آه دا أنت صوتك حلو. أجمل من كل الأسطوات اللي بينزلوا
أفراح إسكندرية.
لم تندهش زينب من العرض الذي عرضته عليها صديقتها خيرية،
لكنها كانت تريد من يشجعها على اتخاذ هذه الخطوة الجريئة، فهي لم تنس
رغبتها في القيام بذلك منذ طفولتها، عندما اصطحبها والدها من يدها إلى مقهى
شاعر الربابة لتقف أمام رواد المقهى تلقي عليهم إحدى قصائد {سيرة سيف بن ذي
يزن}. ولكن كام عليها أن تقنع والدتها.
بعد إلحاح على والدتها دام ما يقرب من شهر، وبعد تجربة
عملية قاما بها في السر في فرح أقيم في {زيزينيا} ذهب إليه ثلاثتهن
باعتبارهن ضمن المدعوات، استطاعت الصديقتان أن تقنعا حفيظة بأن تغني زينب
في الأفراح، ولكن بقيت مشكلة واحدة أساسية وهي العم، فإذا علم بقيامها بهذا
الأمر ربما قتلها على رؤوس الأشهاد، فضلاً عن إمكان تبرؤ شقيقاتها منها، أو
أن يكون اتجاهها إلى الغناء سبباً في طلاقهن من أزواجهن أيضاً... فما الحل
إذاً؟!
جلست زينب تفكر فيما يمكن أن تفعله.
البقية في الحلقة المقبلة
لم تكن زينب قد نسيت التصفيق الذي رج أركان مقهى شاعر
الربابة من الحضور، وكلمات الإعجاب التي كانت لا تزال ترن في أذنيها، ولم
يفسد عليها فرحتها آنذاك إلا الصفعة التي تلقتها من عمها، والتي لا يزال
ألمها فوق خدها حتى الآن... يا الله عمها سبب كل ألم شعرت به!
ذكرها ألم صفعة عمها بأنه لا يزال موجودا، فيبدو أنها نسيت
وجوده، الأمر الذي يهدم كل ترتيب فكرت فيه في هذا الشأن، فضلاً عن أنها لم
تأخذ رأي والدتها في الأمر، فلن تستطيع أن تفعل شيئا كهذا من دون علمها:
=
انت بتلفي وتدوري على إيه؟ ما تتكلمي دوغري.
*
مش لف ودوران. بس هانعمل إيه؟
=
هانعمل إيه في إيه؟
*
لازم أشتغل علشان ناكل ونشرب.
=
أنا اللي هاشتغل... مش انتِ.
*
هاتشتغلي إيه؟
=
مدرسة الخديوي سعيد عايزين دادة تقعد مع العيال الصغيرين.
*
دادة يا أمي. دا مش ممكن يحصل أبدا طول ما أنا عايشة. أنا
اللي هاشتغل.
=
هاتشتغلي إيه بس يا بنتي.
*
هاغنوا في الأفراح مع خيرية صاحبتي.
=
يا فضيحتي يا بنتي... تغني؟!
*
وإيه الفضيحة في كدا يا أمي. هو المغنى فضيحة؟
=
فضيحة وهتيكة وجُرسة.
*
ليه؟ آني هانغنوا بشرف وناكل لقمتنا بشرف.
=
تغور اللقمة من دا طريق.
*
يا أمي أنا بقولك هانغنوا بشرف... مش هانروحوا {كوم بكير}.
=
أنا عارفة أنهم ناس كويسين. بس يا بنتي الناس كلامها كتير.
الجريدة الكويتية في
14/07/2013 |