على مدار خمسة أعداد متواصلة اشتعلت صفحات «روزاليوسف» بحماس «دورى
النقاد». هذا «الدورى» الذى نقدمه للعام الثانى على التوالى بعد أن حقق
نجاحًا كبيرًا فى العام الماضى ولفت انتباه القراء والفنانين على حد سواء،
مما ساعدنا على تحقيق جزء من هدفنا لتقديم الدورى ألا وهو الإعلاء من قيمة
الأعمال الفنية بالنقد الجاد، المحايد، البَنّاء، الذى لا يمدح أو يذم دون
تفنيد الأسباب والحيثيات التى يبنى عليها النقاد آراءهم.
هذا العام اتسعت مساحة كُتّاب دورى النقاد ليصلوا إلى 12 ناقدًا، من مختلف
الاتجاهات والأجيال، أرادوا أن يؤكدوا من خلال كتاباتهم على أهمية احترام
عقلية المُشاهد وضرورة جدّية الأعمال الفنية، مَهما كانت نوعياتها حتى وإن
كانت كوميدية خفيفة.
قام النقاد فى مقالاتهم بتحليل الأعمال التى لفتت الانتباه، ونالت نسب
المُشاهدَة الأعلى، وحملت من الأهمية والجدّية ما يحفز الكتابة عنها،
وبالفعل حققت تلك الأعمال مع نهاية الشهر نجاحًا كبيرًا.
فى المقال الافتتاحى لنقاد الدورى كانت هناك توقعات ومراهنات على مسلسلات
بعينها، تنبأوا بأنها سوف تكافح وتناضل للوصول إلى القمة، وقد صدقت معظم
توقعاتهم، وبالفعل تمكن عددٌ من هذه المسلسلات من تحقيق مكانة جيدة ومهمة
مع نهاية الشهر مثل (جزيرة غمام، راجعين يا هوى والكبير أوى).
خارج المنافسة
قبل أن نعلن عن نتيجة دورى النقاد لموسم رمضان 2022، نود أن ننوّه إلى أنه،
ومنذ العام الماضى، قررنا استبعاد المسلسلات الوطنية من المنافسة، وذلك لأن
ما تقدمه تلك المسلسلات من دراما حية وحقيقية وأغلبها وثائقية سواء فى
الصورة المقدمة أو فى النص المكتوب بالإضافة لأهمية الأفكار التى تطرحها
والتأريخ الذى تعنى به، لذا لا يمكن بأى حال من الأحوال أن تتم مقارنتها أو
منافستها مع الأعمال الدرامية التى تستند على الخيال الحُر والإبداع الفنى
الخالص، فى حين أنه لا يمكن للمسلسلات الوطنية أن تطلق أى نوع من الخيال
لكاتبها أو تفسح مجالاً لحرية الصورة عند مخرجيها وصُناعها، فالواقع المطلق
مهم هنا حتى تحقق الأعمال الوطنية حالة المصداقية والواقعية التى لا بُدّ
أن تلتزم بها؛ لأن مثل تلك الأعمال توثق فى التاريخ ويُطلع عليها ويعود
إليها أجيال وأجيال فى السنين والعقود المقبلة.
من هنا تأتى نتيجة دورى النقاد لعام 2022، بعيدة عن مسلسلى (الاختيار 3)
و(العائدون) باعتبارهما أعمالاً وطنية بحتة.
أفضل مسلسل
بفارق كبير جدًا عن المسلسل الذى يليه، يأتى على قمة الأفضل هذا العام
مسلسل (جزيرة غمام) تأليف «عبدالرحيم كمال» وإخراج «حسين المنباوى».
المسلسل نال نسبة أصوات وصلت إلى 25 صوتًا على مدار الأسابيع الأربعة التى
جرى بها التصويت للأفضل، مما يجعله متربعًا بلا منافس فى خانة أفضل مسلسل
لعام 2022.
يأتى بعده بمسافة طويلة جدًا مسلسل (راجعين يا هوى) بعدد أصوات وصل إلى
تسعة أصوات، ثم (فاتن أمل حربى) و(المشوار) بسبعة أصوات لكل منهما.. وقد
شهدت منافسات الدورى أيضًا حضورًا لبعض المسلسلات التى كتب عنها واختير
بعضها فى الأفضل وهى (مين قال، الكبير أوى 6، بطلوع الروح وسوتس).
أفضل ممثل
حتى اللحظات الأخيرة كانت المنافسة محتدمة بين كل من «طارق لطفى» و«أحمد
أمين» عن دورهما فى (جزيرة غمام) و«خالد النبوى» عن دوره فى (راجعين يا
هوى). إلى أن فاز الأخير بفارق صوت واحد؛ حيث نال «النبوى» 16 صوتًا فى
مقابل 15 صوتًا لـ«طارق لطفى» و14 صوتًا لـ«أحمد أمين».
ولا شك أن الثلاثة قدّموا أدوارًا لشخصيات استثنائية، هم «بليغ أبو الهنا،
خالد النبوى» فى (راجعين يا هوى) واحدة من شخصيات «أسامة أنور عكاشة»
المتفردة، وشخصيتى «عرفات، أحمد أمين» و«خلدون، طارق لطفى» أو وجهَى الخير
والشر، الملاك والشيطان فى رائعة (جزيرة غمام).
وقد شهدت صفحات دورى النقاد أيضًا حضورًا متميزًا لعدد من الممثلين، الذين
قدّموا أدوارًا مهمة هذا العام، وأهمهم: «رياض الخولى» عن شخصية «العجمى»
فى (جزيرة غمام)، «شريف سلامة» عن شخصية «سيف الدندراوى» فى (فاتن أمل
حربى).. ورُغم استبعاد (الاختيار 3) و(العائدون) من المنافسة؛ فإن أربعة من
أبطالهما نافسوا على لقب أفضل ممثل، وهم: «ياسر جلال» و«صبرى فواز» عن
(الاختيار 3)، «محمد فراج» و«أحمد الأحمد» عن (العائدون).
أيضًا جاءت بعض الاختيارات لكل من «محمد رمضان» و«أحمد صفوت» عن (المشوار)،
«آسر ياسين» عن (سوتس)، «أحمد مكى» عن (الكبير أوى 6)، و«أكرم حسنى» عن
(مكتوب عليا) و«أحمد السعدنى» عن (بطلوع الروح).
أفضل ممثلة
تميز التمثيل النسائى هذا العام بالقوة والتميز، بعد أن غيرت أكثر من فنانة
جلدها واختارت أدوارًا تختلف عن طبيعة الأدوار التى قدّمتها فى مسلسلات
الأعوام السابقة، مثل «يسرا» التى اختارت أن تقدم هذا العام عملاً كوميديًا
خفيفًا هو (أحلام سعيدة)، «دينا الشربينى» التى قدمت شخصية الفتاة الشعبية
من خلال دورها فى مسلسل (المشوار) لتبتعد عن القصور التى سكنتها فى
مسلسلاتها السابقة، وأخيرًا «نيللى كريم» التى عادت إلى الجدّية والقتامة
واختارت مأساة تعيدها للمسلسلات الميلودرامية التى اشتهرت بها، بعد أن
ابتعدت عنها فى العامين الأخيرين.
«نيللى
كريم» نالت هذا العام فى دورى النقاد، لقب أفضل ممثلة عن دورها فى مسلسل
(فاتن أمل حربى) بنسبة أصوات وصلت إلى 12 صوتًا، وجاءت فى المركز الثانى
ثلاث ممثلات، هن: «مى عزالدين» التى استعادت بريقها من جديد من خلال شخصية
«العايقة» فى مسلسل (جزيرة غمام)، «دينا الشربينى» عن شخصية «ورد» فى مسلسل
(المشوار)، و«منة شلبى» عن شخصية «روح» فى مسلسل (بطلوع الروح) والذى بدأ
عرضه فى النصف الثانى من الشهر الكريم.. كل ممثلة من ممثلات المركز الثانى
نالت تسعة أصوات.
وقد شهدت أسابيع الدورى أيضًا منافسة كل من «يسرا» و«حنان مطاوع» بخمسة
أصوات لكل منهما، «رحمة أحمد» بأربعة أصوات، «روجينا» و«نور» صوتين، وصوت
واحد لكل من «سماء إبراهيم، مادلين طبر، آيتن عامر، هنا شيحة، مى كساب،
أنوشكا، أمينة خليل، لبلبة، أسماء أبو اليزيد، وعايدة فهمى».
نهاية الموسم
هذا العام شهدت الشاشات المصرية والعربية عرض 31 مسلسلاً مصريًا، من جميع
النوعيات؛ سياسى، اجتماعى، كوميدى، أكشن، ودراما نفسية. ورُغم تميز عدد لا
بأس به من تلك الأعمال شكلاً ومضمونًا؛ فإن بعضها لا يزال يؤكد أن هناك
أزمات تواجه الدراما المصرية؛ خصوصًا على المستوى الأهم وهو الكتابة.
الأمرُ الذى يجب الاعتناء به فى السنين المقبلة حتى لا يتسبب فى إسقاط
أعمال تتوافر لها عناصر النجاح الأخرى من إنتاج وتمثيل وإخراج وتصوير
وغيرها.
لذا نأمل أن تكون المنافسة فى الأعوام المقبلة سواء على الشاشات أو داخل
صفحات «دورى النقاد» أقوى وأهم. |