صحيح أن دور الأم لازمها في مسلسلي «روبي» و«جذور» إلا أنها فاجأت
جمهورها العربي بصورة جديدة، لتثبت عربياً كما لبنانياً أنها ممثلة قديرة
ومتميّزة في أي دور يُسند إليها.
الممثلة اللبنانية تقلا شمعون تحصد راهناً نجاحها المتجدد في الدراما
العربية المشتركة، وتطل في رمضان المقبل في مسلسل سوري وفيلمين سينمائيين
فضلا عن قراءتها لنص درامي مصري.
عن دورها في «جذور» وأعمالها الأخرى، تحدثت إلى «الجريدة».
·
«جذور»
مسلسل جديد من ضمن أعمالك العربية المشتركة، هل حقق الممثل اللبناني برأيك
موقعه عربياً؟
طبعاً، لأن الأعمال العربية المشتركة أفسحت في المجال أمام تعرّف
الجمهور العربي إلى مهارات الممثل اللبناني وقدراته. فإذا كان الممثل
جديراً بهذه الفرصة التي أتيحت له، يحقق النجاح وتشرّع أمامه الأبواب
العربية التي كانت موصدة سابقاً.
·
بدرية في {باب إدريس} وعليا في {روبي}
ورجاء في {جذور}، كيف انتقلت من حالٍ إلى أخرى من دون وجود أي شبه بين هذه
الشخصيّات؟
إنها الموهبة التي يجب أن يتمتع بها الممثل، فغالباً ما أردد أمام
طلابي في المحترف الفني أن المطلوب ليس تمثيل الذات، بل الدخول إلى جلد
الشخصية الأخرى. لا شك في أن دراستي وثقافتي المكتسبة والورش الفنية التي
شاركت فيها وقراءاتي المستمرة والتمارين الكثيفة التي أخضع لها، وأيضاً
جديتي في العمل وتخصيص وقت لدراسة الشخصية الدرامية، فضلا عن غيابي من وقت
إلى آخر عن الشاشة للقراءة والبحث عن أمور مختلفة ومغايرة... هذه الأمور
كافة مجتمعة أدّت إلى الانتقال بين الشخصيات التي كتبت أساساً بطريقة جميلة.
·
أيٌّ من هذه الأدوار الثلاثة حقق
نقطة تميّز في مسيرتك؟
أعشق هذه الأدوار الثلاثة، وحاربت لأجلها وسهرت الليل للتحضير لها،
وقلقت وخفت على مصيرها ومن ألا تنل حقها في المسلسل، لذلك كانت مميزة.
·
شخصية رجاء مناقضة لشخصية عليا،
فكيف كانت الأصداء حولها؟
يعرفني الجمهور اللبناني في أدوار متناقضة، بينما تعرّف الجمهور
العربي إليّ من خلال شخصية عليا، لذا أردت الإطلالة مجدداً بصورة مغايرة،
فوقع اختياري على رجاء لإبراز أمام الجمهور العربي مهاراتي التمثيلية
وقدرتي في أداء شخصيات مختلفة.
رغم انتقاد البعض دوري كوالدة الممثل يوسف الخال بسبب فارق السن
البسيط بيننا، ورهان البعض الآخر على فشلي، فإن اختياري للدور كان ضرورياً
وصائباً، بحسب كاتبة المسلسل كلوديا مرشليان بعدما اطلعت على مونتاج
الحلقات الأولى. فضلا عن أن الجمهور العربي فوجئ بي ولم يعرفني لولا ورود
اسمي في الجنريك.
·
كيف تصفين شخصية رجاء؟
هي أم بكل ما للكلمة من معنى، لأنها تواجه الظلم اللاحق بأولادها
بأسلوبها الخاص والمختلف عن أسلوب عليا في مسلسل {روبي} الراضخة والتي عانت
في حياتها من دون المطالبة بحقها المهدور.
·
تعيشين شخصياتك الدرامية في
حياتك اليومية، فكيف يتأقلم محيطك معها؟
اعترف زوجي المخرج طوني فرج الله بأن رجاء شخصية متعبة للشريك، رغم
أنه أحبّها كما أحب عليا. شاءت الصدف أن يكون منشغلا أثناء تصويري {جذور}،
فلم نلتق كثيراً. إلى ذلك بادرني مساعد المخرج فيليب أسمر بعد انتهاء
التصوير بالقول {نشكر الله على عودة تقلا}.
·
هل ترهقك هذه التقلبات النفسية
بين شخصية وأخرى؟
بالطبع، لأنها تقوّي في داخلي الانفصام وتمرضني.
·
يرتاح المخرج عندما ينفذّ
المسلسل بإنتاج ضخم، هل ينسحب ذلك على الممثلين أيضاً؟
طبعاً. من الضروري أن تعبّر أزياء الممثل عن الشخصية المكتوبة، بمقدار
أهمية دخوله إلى عمق الشخصية لتجسيدها. وفي هذا الإطار، أوجّه تحية إلى
مايا حداد التي اهتمت بشكلي الخارجي وثيابي والأكسسوارات والمجوهرات التي
تلائم شخصية رجاء كونها امرأة غنية ارستقراطية، وأوجه تحية أيضاً إلى
المنتج مفيد الرفاعي وشركة
MR7
وEndimol middle east
لأنهما صرفا على المسلسل بسخاء ومنحاه كل ما يلزم.
·
بأي شخصية سيفضّلك الجمهور
العربي، برأيك؟
أظنّ أن رجاء تركت أثراً لدى الجمهور العربي لأنني تلقيت عرضاً
للمشاركة في مسلسل درامي مصري، يحوي بعضاً من مقومات هذه الشخصية، أسوة بما
حصل سابقاً مع عليا، إذ تلقيت بعد {روبي} عرضاً مصرياً لأجسّد شخصية قريبة
من شخصيتها.
·
ما الدور الذي ستؤديه في المسلسل
المصري الجديد؟
أقرأ النص راهناً وأتوقع الوصول إلى اتفاق بشأن مشاركتي فيه، إلا أنني
أفضل عدم التحدث في التفاصيل حتى الاتفاق النهائي.
·
ماذا عن {سنعود بعد قليل}؟
مسلسل رمضاني سوري من كتابة رافي وهبي وإخراج الياس حاجو. تمتعت
بالعمل فيه لأنني شاركت في الإنتاج كمديرة {كاستينغ} إلى جانب التمثيل،
واخترت بنفسي الممثلين اللبنانيين المشاركين فيه. فضلا عن أنني فرحت
بالوقوف أمام الفنان الكبير دريد لحام لأنها فرصة جميلة منحني إياها الله
في مسيرتي الفنية.
أمّا بالنسبة إلى النص فيلتصق بالواقع السوري ويحكي وجع أي شريحة من
المجتمع بغض النظر عن موقفها من الأحداث السورية.
·
كيف تقيّمين المسلسل؟
رائع لأنه منبثق من خبرة درامية حقيقية، إذ عرف القيّمون عليه كيف
يوظفون واقعهم ليحكوا نبضهم وألمهم ووجعهم، لذلك أحييهم على تجربتهم التي
ستبقي راية الدراما السورية مرفوعة.
·
ثمة اهتمام لبناني بإطلالة مذيعي
الأخبار ومقدمي البرامج التلفزيونية بهدف التسويق، فهل ينسحب ذلك على
الدراما أيضاً؟
لطالما سعى القيمون على التلفزيونات إلى الاهتمام بشكل المقدم أو
المذيع الخارجي، وهذا الأمر في إزدياد مستمر، لكنه ليس الأساس برأيي، لأنه
يُبهر المشاهد في الإطلالة الأولى، إلا أنه سرعان ما يفقد رونقه إذا كان
المضمون فارغاً. ينطبق الأمر على الدراما أيضاً، إذ يجب توافر الشكل
الخارجي من دون أن يكون هو الأساس ليبقى الخيار مبنياً على المضمون أولا.
جمال الشخص بروحه ونفسيته لا مظهره الخارجي، لذلك أعلّم طلابي كيف يخرجون
ذاتهم إلى العلن ليتأثر بها شكلهم ويصبح أكثر جمالا.
·
هل يمكن التحدث راهناً عن صناعة
درامية لبنانية؟
أكيد. يصب عملنا في الخارج في إطار الصناعة الدرامية العربية وهي
ضرورية لنا، إنما يجب ألا تلغي الصناعة المحلية لأي بلد. من جهة أخرى، يمكن
الحديث عن
صناعة درامية لبنانية عندما يكون الموضوع لبنانياً والقضية
لبنانية والواقع لبنانياً فلا نتكل على الخارج في أعمالنا المحلية بل على
أنفسنا أولا.
نقف راهناً أمام فرصة مهمة تحتاج إلى وعي من العاملين في قطاع الدراما
بدءاً بالمنتج وصولا إلى التقنيين، لذلك أدعوهم إلى عدم الاقتتال على حصة
الأسد والتفرّد بالعمل والاهتمام بالمصلحة الخاصة، بل النظر إلى المصلحة
العامة والتحلي برؤية مستقبليّة.
·
برأيك، هل تهدف الدراما إلى
الترفيه أم التوجيه؟
يجب ألا يكون هدف الدراما توجيهياً وإلا أصبحت عبئاً على المشاهد الذي
سيرفضها حتماً، لأنها ستشبه أي برنامج يعالج الآفات الانسانية والاجتماعية.
الدراما ترفيهية وتنقل المشاهد إلى مكان جميل يُنسيه واقعه وتعبه اليومي،
فتطرح أمامه الوجع مع بعض من الترفيه، وتفشّ الخلق تارة وتُضحك طوراً
وتُشعر المشاهد بالألم حيناً وبالانتصار حيناً آخر.
·
ما سرّ الدفء والسلام في صوتك
وتعابير وجهك؟
طريقة مشي الإنسان وأسلوب كلامه ونبرة صوته، كلها تعبّر عن شخصيته
وطفولته وتربيته. أنا إنسانة إيجابية تنشر الدفء حولها وتضفي جواً عائلياً
في مكان التصوير، لأنني أحب الحياة وأتعامل مع أناس أرتاح اليهم، ويكونون
حقيقيين وصادقين، وإلا لا يمكنني إعطاء كل هذه الطاقة في العمل.
·
إلامَ تعزين هذا الأمر؟
إلى كوني تربيت في كنف والدي الكاهن وأمي الخوريّة، وهما صادقان
وحقيقيان وعفويان وايجابيان في الحياة. فضلا عن أن منزلي الخاص دافئ بفضل
زوجي الراقي في التعاطي مع الآخرين والمترفع عن المصالح الخاصة، لذا أشمئز
إذا لمست أثناء التصوير بعضاً من المصالح الخاصة وأجواءً من الغيرة والحسد
وتخطي الآخرين، كوني لم أنشأ على مبدأ الدوس على كرامة أحد لتحقيق مصالحَ
شخصية.
·
هل يختلف أداء الممثل مع اختلاف
الكتاب والمخرجين؟
جهد الممثل الشخصي وإعداد الشخصية وتجسيدها أمور أساسية بغض النظر عن
هوية المخرج أو المصور أو الكاتب، إنما لا ننكر أن ثمة مخرجين يرتاح الممثل
في العمل معهم تماماً كما يحصل أساساً في الحياة اليومية حين نرتاح مع بعض
الناس أكثر من غيرهم.
·
أسست بمعية زوجك الأكاديمية
اللبنانية للسينما وآخر أعمالك السينمائية كان {رصاصة طائشة}، فما واقع
السينما اللبنانية؟
متطورة أكثر من الدراما، خصوصاً لجهة الانتشار والمضمون الهادف،
باعتراف مصر وسورية، ونحن نفتخر بالمخرجين السينمائيين اللبنانيين من
أمثال: زياد دويري وهاني طنبا، وبآخرين أمنوا لها ما يلزم من إنتاج على
غرار نادين لبكي، جورج الهاشم، بهيج حجيج، دانيال عربيد وأسماء كبيرة قدمت
أعمالها في المهرجانات العالمية ونالت جوائز.
في المقابل، ثمة سينما تجارية وأظنّ أنها لم تكسب ثقة الجمهور
اللبناني بعد، فيما لا نزال بعيدين عن السينما التجارية الهوليوودية
الحقيقية التي تستطيع كسب ثقة الجمهور ليلهث وراءها.
·
ما أعمالك السينمائية الجديدة؟
أحضر فيلمين، الأول ينطلق في سبتمبر المقبل وهو من كتابة ليال راجحة
وإخراجها، والثاني من كتابة جورج خباز وإخراج طلاب جامعة سيدة اللويزة في
لبنان، وسيفتتح مهرجان الطلاب في الجامعة وبعدها سيعرض في الصالات
اللبنانية.
الجريدة الكويتية في
28/05/2013
تقول إنها مشاكسة ولا ترى عبير عيسى وتنتقد "زهور البنفسج"
نادرة عمران: الدراما الأردنية تعاني "الترقيع" و"التنفيع"
عمّان - ماهر عريف:
تقول الفنانة نادرة عمران ل “الخليج”: “أنا مشاكسة ولا أرى عبير عيسى
والدراما الأردنية تعاني الترقيع والتنفيع” . وتضيف صاحبة مشوار مهني فاق
27 عاماً نجحت خلاله في تحويل شخصيات تبدو هامشية أو “مطحونة” إلى شخصيات
ذات حضور لافت على الشاشة: “لا تهمّني مقاييس النجومية “المنمّطة” ومن حسن
حظي انضمامي إلى أعمال عربية مهمّة” في إشارة إلى مسلسلات “هدوء نسبي”
و”توق” و”أبواب الغيم” و”فنجان الدم” و”عمر” وفيلم”باب الشمس” وغيرها .
الحوار أجريناه على مرحلتين الأولى قبل مؤتمر صحفي لإعلانها إطلاق
فرقة “رؤى” المسرحية برئاستها وعضوية زميلها زهير النوباني وآخرين تزامناً
مع يوم المسرح العالمي أواخر مارس/آذار الماضي والثانية بعده فكان على
النحو التالي:
·
ألا ينطوي توقيت إطلاقك فرقة
“رؤى” المسرحية على هروب من جمود حركة الدراما الأردنية؟
- لا ليس هروباً وطرحها في هذا التوقيت جاء رداً
على كل ما يفرّقنا كفنانين ومحاولة إيجاد ما يجمعنا ضمن إطار مهني يلبي
طاقاتنا وحتى لو كانت حركة الدراما التلفزيونية في أوجها كنا سنعلن عن
الفرقة لأن فكرتها قديمة ومؤجلة أكثر من مرة .
·
تعاونت مع نقابة الفنانين في حفل
إشهار الفرقة بعدما كنت اعتبرتها “متخاذلة” و”العمل معها ليس مجدياً” . .
ألا ترين في ذلك تناقضاً؟
- اكتشفت أن جزءاً من سياسة النقابة الاهتمام بدعم
الفرق المسرحية الخاصة وفق ميزانية سنوية وحين طلبت تعاونها وجدت رداً
إيجابياً وسريعاً لاأخفيك أنني فوجئت به وسعدت بذلك لكنني في المقابل سأظل
“مشاكسة” في قضايا أخرى حتى زوال أسباب الاعتراض على جوانب لها علاقة
بالمهنة .
·
انتقدت سابقاً تحوّل احتفالات
يوم المسرح العالمي إلى مجاملات ثم عمدت من خلال فرقتك الجديدة إلى تكريم
لينا التل مديرة مؤتمر الأطفال العرب بعدما اختارتك ضيفة على دورته المقبلة
فما تعليقك؟
- عندما أجريت اتصالاً معها لأبلغها رغبتنا في
تكريمها أخبرتني أنها كانت بصدد التواصل معي لإخطاري باختيارهم لي ضيفة في
مؤتمر أطفال العرب المقبل وتوقّعنا حينها ظهور أقاويل بهذا الخصوص لكنني
أرفض تماماً مجاملات من النوع ذاته، ولينا التل من أهم ركائز دوائر المسرح
المتعلقة بالتربية والتعليم وأول من وضع الخطط للدراما في التعليم وتقود
مركز الفنون الأدائية منذ سنوات من دون شبهات فساد ولا”بهرجة” وقد عكست
صورة “معرفية” جادة للمشروع المسرحي الأردني خارجياً .
·
عدت إلى الوقوف على خشية المسرح
عبر عرض “ليلة حلم ربيع عربي” بعد غياب نحو ثلاث سنوات وكنت رجعت سابقاً
بعد انقطاع دام تسعة أعوام فما الفرق بين المرتين؟
- ليس هناك فرق لكن الغياب بحد ذاته عن الخشبة أمر
قاس والمهم اليوم أنني عدت .
·
لماذا رفضت المشاركة في مسلسل
“زهر البنفسج” الذي صوّر في الأردن من إخراج السوري فيصل بني المرجة؟
- لأنهم تعاملوا مع الأجور على مستوى”بيع البطاطا”
وهذا أمر مخز ومعيب فلا يجوز أن يصل الانتقاص إلى درجة المهزلة .
·
ما سر خلافك مع الفنانة عبير
عيسى؟
- أنا لا أراها أصلاً .
·
كيف وهي صاحبة مشوار فني معروف
أم أنك قصدتها عند إشارتك إلى فنانة حالت دون انضمامك إلى مسلسل “سقوط
الخلافة” قبل سنتين؟
- بغض النظر عن كل ما يمكن أن يقال وعن أي شيء أنا
لا أراها وربما لن أراها .
·
منذ متى وصلت إلى هذا الاقتناع؟
- لا أتذكر .
·
لماذا في رأيك لا يشعر بعض
الجمهور بأن الدراما الأردنية تلامس همومه؟
- الدراما الأردنية تعاني “الترقيع” و”التوظيف” و”التنفيع”
وإذا بقيت تسير على طريقة “تشغيل” فلان لأنه لايجد ثمن دفع فاتورة الهاتف
أو الكهرباء فلن تكون حاضرة على المستوى المطلوب والمؤثر .
·
هل تجدينها مبنية على أعمدة هشّة
استناداً إلى غاياتها وليس رموزها؟
- ليست المسألة أنها مبنية على أعمدة هشّة ولكن
طالما هدفها مداراة أوضاع اقتصادية صعبة للعاملين ضمنها فلن تكون لها رسائل
إنسانية مهمة .
·
لماذا يفوق نجاحك في أعمال عربية
أعمالاً أردنية؟
- من حسن حظي انضمامي إلى أعمال عربية تستند إلى
عمليات تجهيز هدفها إحداث فرق في المشهد الدرامي العام والمنافسة الحقيقية
وفق مناخ فني صحي، ونحن تنقصنا المنافسة في أحايين كثيرة رغم وجود”كوادر”
مؤهلة .
·
لديك بصمة خاصة في تجسيد شخصيات
تبدو هامشية وتحويلها عبر تجارب عدة إلى مؤثرة ومحورية ضمن الأحداث، فمن
المقصّر في عدم تصنيفك نجمة أولى؟
- ربما ذلك يعود إلى معايير النجومية سواء
المتعلقة بمواصفات شكلية لاتنطبق عليّ وفق الأنماط السائدة والمتعارف عليها
في السوق أو مضى قطارها استناداً إلى عمري، وبصراحة لا يهمّني ذلك وإنما
هاجسي الأول والأخير كيفية أدائي الدور حتى لو كان صغيراً في مساحته
وتحرّكني في كل مرة رغبتي في الدفاع عن قيمة التمثيل .
حسان مراد:
«أماليا» نقلة نوعية في الدراما اللبنانية
بيروت – فجر يعقوب
يعود الممثل اللبناني حسان مراد بعد «استراحة» سينمائية من أربعة
أفلام (عرض منها واحد) إلى حضن الدراما اللبنانية بمسلسل «أماليا» من إنتاج
«مروى غروب» وكتابة طارق سويد وإخراج سمير حبشي. ويقول مراد لـ «الحياة» إن
المسلسل يرتبط بواقع لبناني محدد، وليس معزولاً عنه كما قد يوحي الاسم. وفي
الوقت الذي يرفض الإفصاح عن التفاصيل يكتفي بالقول إنه موجود تقريباً في
حلقاته كلها.
حسان مراد الذي ابتعد في العقد الأخير عن مسارح العاصمة اللبنانية
بسبب عمله كمنتج تنفيذي لبرامج تلفزيونية اضطرته للسفر إلى عواصم كثيرة،
عاد إلى بيروت للمشاركة في فيلم بهيج حجيج «شتي يا دني» الذي حصد عن دوره
فيه جوائز في أكثر من مهرجان، حتى استوقفته المشاركة الثانية مع محمود حجيج
في فيلمه «طالع نازل». وسرعان ما تبعها بفيلم إيراني ثالث بعنوان «الحاجز
الأخير» وبفيلم فرنسي رابع بعنوان «الرجل البشع».
يقول مراد إن هناك احتمالاً للمشاركة في بعض مسلسلات الدراما السورية
التي اختارت لبنان للتصوير والعمليات الفنية بحكم الأزمة السورية وهي ما
زالت في طور الدراسة. ويضيف رداً على سؤال حول ما إذا كانت هذه الدراما
ستترك أثراً إيجايباً أو سلبياً على الواقع الدرامي اللبناني: «لا أعتقد
أنها ستترك أثراً سلبياً، فالدراما السورية مهمة وتملك إمكانات تقنية
كبيرة، ومهم لنا أن نشاهد في الموسم الدرامي المقبل مسلسلات لبنانية سورية
مشتركة على مستوى الممثلين والإنتاج، وهذا قد يؤدي إلى فورة مماثلة تحتاجها
الدراما اللبنانية». وعن رأيه بانتقادات مخرجين سوريين الدراما اللبنانية،
يقول: «خطت الدراما اللبنانية خطوات جيدة في السنوات الأخيرة وشاهدنا
مجموعة من الأعمال الجيدة. وليس سراً أن الدراما اللبنانية تعاني من مشكلات
رئيسة على صعيد الكتابة، فعلى رغم وجود كتاب جيدين، فنحن في لبنان في حاجة
إلى نصوص تلامس أكثر الواقع واللغة، يمكنها أن تشكل رافعة قوية، بخاصة أن
هناك ممثلين لبنانيين جيدون وجدوا بقوة في الدراما السورية». ويقول مراد
معلقاً على هذه النقطة إن مسلسل «أماليا» سيشكل نقلة مميزة في الكتابة
الدرامية والإخراجية المرجوة، فالمؤلف سويد يلامس الواقع الدرامي وفق حقائق
عايشها، وقد عبّر عنها بمجموعة من الشخصيات المكتوبة بحرفة وإتقان. وعلى
رغم أن المسلسل ينتمي إلى بطلة واحدة ( نادين الراسي)، فإننا سنجد أن
الشخصيات الأخرى تلعب في الوقت ذاته أدوار البطولة ضمن الحيز الدرامي. وعما
إذا كانت هذه الآراء تشكل انحيازاً مسبقاً الى العمل التلفزيوني، وبخاصة أن
مراد معروف أكثر كممثل سينمائي يقول: «هذا أول عمل درامي لي بعد عودتي إلى
لبنان. سبق أن عرضت علي أعمال أخرى، لكنني لم أقبل بها. ولكن، في مسلسل
«أماليا» وجدت أنني أمام شخصية ليست سهلة، ومكتوبة بعناية وأمامها أفق واسع
للاجتهاد والأداء».
ويضيف مراد أن «جو العمل كان جيداً على كل المستويات، وما أتمناه هو
أن أنجح في إيصال الدور الذي ألعبه». وهل خروج الدراما السورية من حاضنتها
الطبيعية سيضعها في مواجهة حتمية مع اللبنانية، يقول حسان مراد: «لا أعتقد،
وأتصور أن البيئة اللبنانية لن تكون بعيدة في كثير من المواقع من البيئة
السورية. ومن خلال متابعاتي لزملاء عملوا أخيراً في مسلسلات درامية سورية
هنا، يمكن أن أقول بثقة إن التعاون بين نوعي الدراما مهم ومطلوب، وهو سيعود
بالفائدة عليها».
ويصف مراد المخرج سمير حبشي بأنه يعرف ماذا يريد، ولديه دراية بإدارة
الممثل وهو يعطي كثيراً، وقد أضفى على العمل جواً مميزاً من خلال التعامل
مع الممثلين وطاقم المسلسل من ممثلين وفنيين. وهذا أساسي وعامل مهم في
النجاح، بخاصة إذا كان يعمل على نص ناضج مثل الذي كتبه طارق سويد».
يذكر أن المسلسل يضم مجموعة من نجوم الدراما اللبنانية مثل رودني
الحداد وريتا حايك ونيكولا معوض وجهاد الأطرش وآخرين.
الخليج الإماراتية في
28/05/2013
أقدم ممثل يبحث عن عمل بعد ابتعاد طويل
كريم عواد: الدراما العراقية تعاني غياب النص الجيد
بغداد - زيدان الربيعي:
يعد الممثل العراقي كريم عواد من أهم ركائز الدراما العراقية، خصوصاً
والفن العراقي عموماً، كونه مارس هذا الفن منذ عام 1956 ولايزال لغاية الآن
متواصلاً معه .
“عواد” الذي عاد قبل أيام إلى العراق بعد غياب
طويل أكد في لقاء مع “الخليج” استعداده للعمل من جديد في الفن العراقي،
مشيراً إلى أن عدم حصوله على المشاركة في الأعمال الفنية سيجعله يشد الرحال
من جديد نحو الغربة . وذكر أن الدراما العراقية في الوقت الراهن تعاني غياب
النص الجيد رغم امتلاكها لكتّاب جيدين . وتالياً التفاصيل:
·
ما جديدك؟
- أنا قبل أيام قليلة عدت إلى العراق بعد غياب
استمر لأكثر من عشر سنوات، لذلك أنتظر من قبل القائمين على الفن في العراق
نصوصاً تلفزيونية أو سينمائية أو مسرحية، وإذا لم تأتني فرصة للعمل من جديد
سأكون مضطراً مرةً أخرى للعودة إلى الغربة، لأن الإنسان وأقولها بأسف شديد
جداً يضطر إلى الهجرة إذا لم يجد البيئة التي تتناسب مع طموحاته وإمكاناته
.
·
ما قدمته خلال السنوات الأخيرة
في الدراما العراقية هل كان يتماشى مع طموحاتك؟
- بعد الاحتلال الأمريكي للعراق سقط الكثير من
الأشياء التي لا مجال لذكرها الآن، لكنني وخلال وجودي في سوريا شاركت في
بعض الأعمال الدرامية العراقية التي أنتجت وصوّرت هناك، ومنها مسلسل “سارة
خاتون” للكاتب حامد المالكي وهو من الأعمال المتميزة . لكن هذه الأعمال
ورغم أهميتها الكبيرة، إلا أن طموحي كان ولايزال وسيبقى أكبر وأكبر، لكن
الظروف التي مرت على العراق قلبت الكثير من الطموحات .
·
هل هناك أعمال أخرى شاركت فيها؟
- أنا شاركت في مسلسل “هنا حكاية أخرى” وكان يفترض
أن يعرض على شاشة قناة السومرية الفضائية، لكنه إلى الآن لم يعرض، وهذا
المسلسل لم يكن نصه بالمستوى المطلوب .
·
إذاً كيف شاركت فيه؟
- لأنني كنت أريد أن أمارس التمثيل من جانب ومن
جانب آخر كنت بحاجة إلى توفير متطلبات المعيشة وقد حاولت أثناء التصوير
تعديل أشياء كثيرة في النص بسبب خبرتي الطويلة، لأنني أعمل في الفن منذ عام
،1956 حيث حصل الاتفاق على التعديل مع المنتج وأيضاً مع المؤلف الذي كان
مشاركاً أيضاً في المسلسل كممثل، كما اتفقت مع المخرج، لذلك حصلت الإصلاحات
في هذا النص أثناء عملية التصوير . لكن يبدو أن إدارة قناة “السومرية” لم
تقتنع به، لذلك لم تعرضه إلى الآن وربما لم تسمح بعرضه مطلقاً .
·
كيف وجدت الدراما العراقية خلال
السنوات الأخيرة؟
- حقيقةً الدراما العراقية التلفزيونية التي قدمت
في السنوات الأخيرة كانت متفاوتة، فمنها الجيد ومنها المتوسط ومنها السيئ
والفقير جداً، أما الأعمال المسرحية فكانت قليلة جداً، حيث شاهدت مشاركة
مسرحية عراقية في مهرجان دمشق قبل عدة سنوات، وكذلك مشاركة أخرى للمثل عزيز
خيون في مهرجان أيام عمان المسرحية . أما الأعمال المسرحية الأخرى التي
كانت تعرض في العراق وقت الظهيرة فقد كنت أسمع عنها ولم أشاهدها .
·
ماذا ينقص الدراما العراقية
الآن؟
- ينقصها الجرأة في الطرح فضلاً عن توافر
الإمكانات، حيث تمتلك الدراما العراقية اليوم الأموال الجيدة، لكن ينقصها
النص، لأنه العامل الأساسي في العمل الدرامي . وأقولها بأسف شديد إن النص
الجيد لم يعد متوافراً في الوقت الحالي .
·
لكن الدراما العراقية تمتلك
كتّاباً جيدين؟
- نعم لدينا كتّاب جيدون، أمثال عادل كاظم وفاروق
محمد وغيرهما، لكن عادل كاظم الذي يقف بالقرب مني الآن أراه متعباً صحياً
ولم يهتم به أحد رغم أنه كتب الكثير من الأعمال الدرامية الكبيرة منها
“جلجامش” و”الطوفان” و”حكايات المدن الثلاث” و”الذئب وعيون المدينة”
و”النسر وعيون المدينة” وغيرها، لذلك أرى أن هذا الكاتب المهم لم يحظ
برعاية خاصة من قبل الدولة العراقية التي عليها أن تعتبره دبلوماسياً وتقوم
بتوفير المعيشة الجيدة له حتى يستطيع أن يكمل بقية مشوار عمره في خدمة الفن
العراقي . لذلك أؤكد مرةً أخرى أن النص هو الذي ينقص الدراما العراقية، أما
في الإخراج فقد توجد طاقات شابة جيدة تستطيع أن تنقل الدراما العراقية إلى
الأمام، وكذلك الحال في الممثلين، علماً أن الممثل العراقي يمتلك عامل
التضحية من أجل أن يقدم أشياء جيدة للدراما العراقية .
الخليج الإماراتية في
29/05/2013
مواهب نسائية على أبواب النجومية
عبدالمحسن الشمري
بين فترة وأخرى تبرز بعض العناصر الشابة في الأعمال الدرامية خاصة الأعمال
التي تقدمها الفضائيات في شهر رمضان المبارك، وقد أثبتت بعض هذه العناصر
موهبتها وواصلت طريقها من نجاح إلى آخر، واكتسبت شعبية تزايدت مع مرور
الأيام، ومن الأسماء التي برزت في السنوات الماضية ثم شقت طريقها من نجاح
إلى آخر إلهام الفضالة التي تتبوأ حاليا مكانة متميزة بين نجمات الدراما في
الكويت والخليج بعد أن تحولت إلى أدوار البطولة واثبتت أنها رهان ناجح،
وشجون التي حققت شهرة كبيرة خاصة بين أوساط الشباب لحضورها وموهبتها في
الدراما والمنوعات وقد لمع نجمها كثيرا خاصة من خلال تقديم البرامج المنوعة.
في الفترة الأخيرة ظهرت بعض العناصر الشابة التي نتوقع لها التفوق في
قادم الأيام إن احسنت اختيار أعمالها، واختارت الأدوار التي تطور من
قدراتها الفنية، ولا تنجرف وراء الأعمال الاستهلاكية والأدوار المكررة، لأن
من شأن هذه النوعية من الأدوار أن تقتل الموهبة وتضع الفنان في دائرة اللون
النمطي الواحد.
موهبة نور
في رمضان الماضي فاجأ المخرج محمد دحام الشمري مشاهدي الشاشة باختياره
لموهبة شابة في أحد أصعب الأدوار في مسلسل «ساهر الليل- وطن النهار» هي
الممثلة نور، وعلى رغم العديد من الأسماء البارزة التي يضمها المسلسل، وعلى
رغم المتابعة الكبيرة له فإن أسهم الممثلة نور سرعان ما ارتفعت عندما أدت
بامتياز دور الفتاة العراقية، وظهرت متمكنة إلى حد كبير وكشفت عن موهبتها
وقدرتها على الغوص في أعماق الشخصية.
رهان الدور
الممثلة نور تشارك أيضا في مسلسل «توالي الليل» الذي سيعرض خلال شهر
رمضان المبارك، وقد أكدت في حواراتها أنها رفضت العديد من الأعمال لأنها
متيقنة ان دورها في المسلسل كاف لإبراز موهبتها، خاصة أنها ستقدم فيه شخصية
مناقضة لما قدمته في رمضان الماضي حسب ما أشارت في أكثر من لقاء.
الجمهور يراهن على نور في دورها الجديد، وربما ينقلها هذا الدور إلى
الأمام بقوة، وربما تصبح اسما صعبا في الدراما المحلية، وهي قادرة على ذلك
لأن ملامحها وتكوينها الجسماني سيحققان لها التميز إن أجادت الاختيار
وابتعدت عن التكرار.
حلم فوز
في رمضان الماضي شاهدتُ المطربة فوز في دورين مختلفين على الشاشة
الصغيرة، الأول دورها في مسلسل «لو باقي ليلة» مع الفنان القطري عبدالعزيز
جاسم، وعلى رغم صعوبة الدور فإنها نجحت إلى حد كبير في أدائه بصورة أقنعت
المشاهد، وكشفت عن موهبة في التمثيل تتجاوز بكثير ما قدمته في الغناء.
اما الدور الآخر لفوز الشطي فكان في مسلسل «امرأة تبحث عن المغفرة»،
ومن بين مجموعة من الوجوة الشابة التي قدمها المسلسل نجحت هذه الممثلة في
تأكيد موهبتها وأثبتت أنها مشروع ممثلة ناجح.
فرصة سانحة
فوز الشطي أمامها فرصة سانحة للتقدم بثبات الى الأمام إذا بحثت عن
أدوار جديدة تؤكد من خلالها أنها رقم صعب لا يمكن تجاهله، وهذا يتطلب أيضا
أن تحسن اختياراتها وتبتعد عن الأدوار النمطية أو الهامشية التي لا تؤثر
كثيرا في البناء الدرامي في الأعمال.
نتمنى من فوز الشطي أن تركز على التمثيل وألا يأخذها الغناء، لأننا
نعتقد أن الدراما هي المكان الطبيعي لها وهي ملعبها الذي يمكن لها أن تبدع.
وجوه شابة
ظهرت خلال الفترة الأخيرة بعض الأسماء الشابة التي قدمت أدوارا مختلفة
في الأعمال الدرامية المحلية، وما يعاب على بعض هذه العناصر تركيزها على
التصريحات وافتعال الأخبار لتبقى في دائرة الأضواء. ونعتقد ان هذا الأمر
ليس في مصلحة هذه الوجوه وعليها أن تعتمد على موهبتها لا على جمال الشكل
والصورة، أو البحث عن شهرة زائفة من خلال تصريحات لا علاقة لها بالفن. لأن
مثل هذه التصريحات لن تحقق إلا شهرة زائفة، ولا يبقى للفنان إلا عمله الذي
يحدد موهبته ويكشف عنها، وكم من فتاة اعتمدت على جمالها دون موهبتها كان
مصيرها النسيان والأمثلة على ذلك كثيرة.
نتفاءل كثيرا بالموهبة الشابة منى حسين التي تحتاج إلى الكثير من
العمل وبذل الجهد، وكذلك الحال مع الموهبة ليلى عبدالله، مع التأكيد أن
الغرور هو مقبرة الفنان.
القبس الكويتية في
28/05/2013 |